اخر الروايات

رواية ميراث الندم الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم أمل نصر


مرت الأيام في المشفى كانت مها تجلس بجانب مجدي فهي تتعامل معه الآن بأصلها ونوعا ما تراعي حالته وخاصة بعد انهياره لما علم بحالته وأنه لايستطيع المشي بعد ذلك ،

فوجدها تجلس شاردة الذهن فتحدث بندم :

_ عارف اني ظلمتك كَتييير قووي يا مها وسنين واني مشايفش العمر اللي جري بيا وأني بلف زي الطور في الساقية ، وممكن كمان إللي أني فيه دي دعوة أم في ساعة استجابة علي إني حلبت ابنها واستغليت وظيفتي ودفعته اللي وراه واللي قدامه  من ورا تزويري ، أو دعوة راجل قفلت لَه محلَه بسبب اني مساعدتهوش علشان غلبان مقدرش يدفع ضرايب ،

ثم نظر لحالته بأسى وأكمل:

_ وكله كوم واللي عميلته فيكي كوم تاني ، عشتي معاى سنين في مرار واتحمَلتي وحتى في شكواكي كتي بت أصول ولما كان يفيض بيكي الكيل وتبكى كنت بشوف بكاكي فجر ومياصة واني كنت كيف الاعمى ،

كانت تسمعه بإنصات شديد وجـ.ـروحها التي حاولت كبتها فُتحت من جديد ، لقد ذكرها بالماضي الألـ.ـيم وعـ.ـذاب السنين ،

ثم تنهدت بتـ.ـعب بين على معالمها وقالت :

_ كفاياك نبش في اللي فات ويوجع القلوب يامجدي النبش بيسبب الالم اكتر وبيشيل النفوس وممنوش فايدة ولو كانت كلمة الله يرحمه بترجع اللي مات كانت كلمة معلش بتصلح وتداوي اللي فات ،

واسترسلت حديثها وهي تغير مجرى الحديث و تخبره :

_ الداكتورة سكون اتجوَزت من شهر ، ومكة فرحها كمان يومين .

حرك رأسه بأسى ثم أردف بقلة حيلة:

_ ماني كنت بصحتي لما الداكتورة بتتخطب ولما كانو بيكتبوا كتابها واني كسلت أروح وفضلت الشغل على صلة الرحم ، عمري ما رفعت راسك ولا كبرت بيكي قدام أهلك وانتي كنتي تتحايلي علي وتقولي لي دول يتامى وتعالى اقف جارنا واني كنت أكبِر دماغي ، حقك عليا يا مها ،

وأكمل حديثه وهو يسألها :

_ هو أني قدامي كد ايه واخرج من اهنه وأعاود بيتي ؟

أجابته بما تعرفه :

_ الداكتور قال قدامك مش أقل من أسبوع لأن في اشعة وتحاليل وحاجات اكده مفهماش فيها وبعدين تخرج ،

وأكملت وهي تخبره :

_ اني مش هعرف أجي لك اليومين الجايين دول علشان فرح مكة وبعدها هاجي هشوف خروجك وكله بأمر الله .

سألها عن أولاده:

_ أمال العيال عاملين كيف وصحتهم عاملة ايه ، ابقي هاتيهم أشوفهم اتوحشتهم قوي .

نظرت إلى المكان حولها وحركت راسها برفض:

_ هما كويسين الحمدلله ، بس معلش يامجدي مينفعش أجيب ولادي اهنه في المستشفى كلها امراض واخاف يلقطوا من اي حد وهما مناعتهم ضعيفة ، كلها سبوع وتعاود دارك وتشوفهم على كيفك ،

واسترسلت وهي توصيه بوجـ.ـع :

_ بس أمانة عليك يامجدي لما تشوفهم متزعقلهمش وتكش في وشهم زي عوايدك ، حن عليهم ، حسسهم انك ابوهم مش عدوهم وهما ياحبة عيني يتمنوا منيك المعاملة الزينة ، ومتقلقش هما عيال زينة قووي وأني مربياهم كويس .

التمعت عيناي مجدي بالدموع لأول مرة على هذان الطفلان اللذان لم يروا منه إلا كل جفاء وافتـ.ـراء ، لم يشعرهم يوما بأبوته ، لم يحتضنهم يوما ويجبر خاطرهم ، وها هو الآن عاجز عن كل شئ واجب على الأب فعله مع أبنائه ولكن ليت الزمان يعود يوما ،

رأت لمعة عيناه وللأسف لم تشعر بالشفقة تجاهه فمشاعرها منذ زمن أصيبت بالتناحة ولم يعد يفرق لها أي شئ في الكون حتى نفسها غير أبنائها فقط هي من تتفاعل مشاعرها معهم ،

ظل كلاهما سارحا في ملكوت الوجـ.ـع الخاص به ، كل منهما يفكر كيف تمضي الأيام القادمة ، وكيف ستكون حياتهم مع كل الشروخ التي تسكن روحهم .

******"""""*****'""""****

في منزل سلطان تجلس زينب في حديقة منزلها وامامها السبرتاية الخاصة بالقهوة تصنعها لنفسها فهي قررت أن تسمع نصائح صغيرتها المحنكة ، كانت تجلس وهي تضع قدما على الأخرى وبجانبها المذياع وتغني فيه أم كلثوم فهي تعشق أغانيها ،

اعتدلت بجلستها وبدأت بصنع القهوة في ذاك الجو والمكان المشمش فهي تحبذ الجلوس في الشمس كي تحاوط جسدها وتصيبه بالدفئ وتأخذ منها العافية لجـ.ـسدها،

عاد سلطان من الخارج ورآها من بعيد تجلس بذاك الرواق والبال المرتاح ،

تقدم ناحيتها وهو يقسم على أن يفـ.ـسد خلوتها ويعكر مزاجها فهي قد حـ.ـرقت دـ.ـمه ذاك الأسبوع بمعاملتها معه ،

رأته قادماً فنظرت تجاه الناحية الأخرى وهي تمسك كوب القهوة وترتشفه بتلذذ وتدندن مع كوكب الشرق مما جعلته يستشيط بسبب استكبارها عليه ،

جلس أمامها وتحمحم متسائلاً بنبرة استنكارية :

_ احممم ، من ميتة يازينب وانتي اكده مبتعمليش لوجودي اهتمام ولا هيبة ؟

أجابته وهي تنظر أمامها ولم تواجه عيناها وتضعها بعينه:

_ من يوم ما خنت العهد واتجوَزت علي عيلة من دور بناتي ، من يوم ماكسـ.ـرت قلبي ياسلطان واعمل حسابك عند زينب اللي انكـ.ـسر مابيتصلحش ،

واسترسلت وهي ترتشف من قهوتها بتلذذ وتنظر للاشئ :

_ طلع إن اللي بيدي أكتر مابياخد ويهتم باللي الاهتمام في نظر اللي وياه بقى شئ مفروض وبيعتبروه هبل وعبط ويستاهل كل اللي يجرالَه يا سلطان ، واني طلعت أعبط ست في الدنيا ،

البارت الرابع والعشرون

3K 145 5
                              

#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير

#البارت_الرابع_والعشرون
#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
#بقلمي_فاطيما_يوسف

السلام عليكم حبيباتي ، البارت ياحلوين لسه خلصان كتابة حالا لو ملقتش تفاعل وريفيوهات مش هنزل غير يوم الاحد بإذن الله البارت معدي ٦٠٠٠ كلمة ودسم جداً وتعبت فيه قوووووي فوق ماتتخيلوا فأرجوكم تقدروا تعبي وتحسسوني بفرحة كبيرة ، وكمان عايزة أعترف لكم إن ماما وأختي التوأم وأختي الصغيرة معايا على الجروب نفسي يشوفوا اني بعمل حاجة حلوة بجد ، نفسي ينبهرو بيا واني بقدم محتوى هادف مش كلام وتسلية وخلاص ،

أسيبكم مع البارت وقراءة ممتعة حبيباتي 🥰 😍 🥰

انتهى حفل زفاف مكة وآدم على خير دون أي عقبات وودعت والدتها وأخواتها بدمـ.ـوع انهمرت على وجنتيها بغزارة من ألـ.ـم فـ.ـراقهم ثم انطلقا العروسين إلى السيارة ذاهبين إلى جزر المالديف حيث أن آدم يشعر بالارتياح في تلك البلدة وكما أنها مكان بعيد تماما عن مصر وعن الضوضاء الموجودة فيها ،

بعد مرور عدة ساعات قضوها أدم ومكة في السفر وصلا أخيراً إلى ذاك المكان المنعزل قليلا عن الأناس نظراً لظروفها الخاصة كي تستمع بالجو وتكن على حريتها في الملبس والطعام وكل شئ ،

ما إن دلفت ذاك الشاليه حتى وضعت يدها على قلبها تهدأ من نبضاته فهي وهو في مكان وحدهم منعزل عن العالم وحتماً ستكون رحلتهم صعبة ، فهما عاشقان هائمان اجتمعا ضد الظروف والزمان ، ولقاهم كأي زوجين طبيعيين من المحال بالنسبة لمكة ،

أما هو ظل ينظر إليها ووجدها مشتتة وخـ.ـائفة وعيناها زائغتين وهي تنظر إلى المكان برهبة ،
فاقترب منها وحاول جذب انتباهها وبدأ بالحديث معها كي تجعلها تهدأ من توترها ذاك :

_ حمد لله على السلامة ، نورتي بيتك .

ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت بنبرة منخفضة :

_ الله يسلمك ،

ثم نظرت إلى المكان وسألته :

_ هو الشالية ده بتاعك ؟

اقترب خطوة واحدة واجابها بموافقة وهو يومئ رأسه للأمام :

_ أه يا ستي بتاعي ، ها ايه رأيك في ذوقه وفي جوه وفي المكان عموماً ؟

نظرت حولها تتفحص المكان من جميع أبعاده الجانبية ثم قالت بإشادة :

_ المكان جميييل وذوقه راقي ومريح للعين والنظر ، بس هو ليه منحرف شوي عن الناس ؟

مشايفاش ولا مخلوق حوالينا اهنه غير الجاردات ؟

ثم استرسلت وهي تتسائل برعب :

You'll also like

          

السلام عليكم حبيباتي ، البارت ياحلوين لسه خلصان كتابة حالا لو ملقتش تفاعل وريفيوهات مش هنزل غير يوم الاحد بإذن الله البارت معدي ٦٠٠٠ كلمة ودسم جداً وتعبت فيه قوووووي فوق ماتتخيلوا فأرجوكم تقدروا تعبي وتحسسوني بفرحة كبيرة ، وكمان عايزة أعترف لكم إن ماما وأختي التوأم وأختي الصغيرة معايا على الجروب نفسي يشوفوا اني بعمل حاجة حلوة بجد ، نفسي ينبهرو بيا واني بقدم محتوى هادف مش كلام وتسلية وخلاص ،

أسيبكم مع البارت وقراءة ممتعة حبيباتي 🥰 😍 🥰

انتهى حفل زفاف مكة وآدم على خير دون أي عقبات وودعت والدتها وأخواتها بدمـ.ـوع انهمرت على وجنتيها بغزارة من ألـ.ـم فـ.ـراقهم ثم انطلقا العروسين إلى السيارة ذاهبين إلى جزر المالديف حيث أن آدم يشعر بالارتياح في تلك البلدة وكما أنها مكان بعيد تماما عن مصر وعن الضوضاء الموجودة فيها ،

بعد مرور عدة ساعات قضوها أدم ومكة في السفر وصلا أخيراً إلى ذاك المكان المنعزل قليلا عن الأناس نظراً لظروفها الخاصة كي تستمع بالجو وتكن على حريتها في الملبس والطعام وكل شئ ،

ما إن دلفت ذاك الشاليه حتى وضعت يدها على قلبها تهدأ من نبضاته فهي وهو في مكان وحدهم منعزل عن العالم وحتماً ستكون رحلتهم صعبة ، فهما عاشقان هائمان اجتمعا ضد الظروف والزمان ، ولقاهم كأي زوجين طبيعيين من المحال بالنسبة لمكة ،

أما هو ظل ينظر إليها ووجدها مشتتة وخـ.ـائفة وعيناها زائغتين وهي تنظر إلى المكان برهبة ،
فاقترب منها وحاول جذب انتباهها وبدأ بالحديث معها كي تجعلها تهدأ من توترها ذاك :

_ حمد لله على السلامة ، نورتي بيتك .

ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت بنبرة منخفضة :

_ الله يسلمك ،

ثم نظرت إلى المكان وسألته :

_ هو الشالية ده بتاعك ؟

اقترب خطوة واحدة واجابها بموافقة وهو يومئ رأسه للأمام :

_ أه يا ستي بتاعي ، ها ايه رأيك في ذوقه وفي جوه وفي المكان عموماً ؟

نظرت حولها تتفحص المكان من جميع أبعاده الجانبية ثم قالت بإشادة :

_ المكان جميييل وذوقه راقي ومريح للعين والنظر ، بس هو ليه منحرف شوي عن الناس ؟

مشايفاش ولا مخلوق حوالينا اهنه غير الجاردات ؟

ثم استرسلت وهي تتسائل برعب :

_ هو انت خاطـ.ـفني يا آدم ؟

اقترب منها الآن خطوات ووقف مقابلها ثم أشار الي حراسه الواقفين في المكان أن يغادروه فنفذوا الأوامر في لمح البصر ،

ثم فك رباط نقابها تحت رفضها التام ولكنه طمئنها :

_ منخافيش يابنتي محدش هنا خالص والحراس مشيوا ، أما بالنسبة لحوار الخـ.ـطف هو في حد بيخـ.ـطف مراته ، مش هتفكي بقى ولا جو الاكتـ.ـئاب هيفضل مسيطر عليكي .

تنهدت بإرهاق فهي تشعر بالتـ.ـعب للغاية من السفر بعد الفرح مباشرة وهي مازالت بفستان زفافها ، ثم نطقت بإرهـ.ـاق :

_ معلَش اني تعبانة شوي بس دخلني ووريني أوضتي عايزة اغير الفستان دي حاسة إنه همـ.ـدني وعايزة اصلي وانام وبعدها نتكلم .

رفع حاجبه باستنكار وردد :

_ أوضتك ! هو إنتِ هتنامي في اوضة غير اللي أنا هنام فيها ! ده مستحيل ولا يمكن يحصل مكان نومي هو مكان نومك .

استدعت الهدوء كي تستطيع الإفلات من تشبسه بالرأي فى ذاك الموضوع بالتحديد فهي ليست على استعداد الآن للخنـ.ـاق ولا النـ.ـزاع ثم أجابته وهي تصطنع الضـ.ـيق منه وعيناها تنظر أرضا ولم تنظر لعيناه كي تشعره بضـ.ـيقها :

_ هو شرعاً لايجوز وربنا ماأمرناش باكده بس دي لما يكون جواز طبيعي مش غصـ.ـبانية ، وبعدين انت وعدتني انك مهتغصبنيش على حاجة واصل وان كل شي بالرضا .

انشـ.ـق قلبه حزناً على كلمة الغـ.ـصب التى قالتها الآن وأصبح متيقن أنه دخل معها معـ.ـركة خاسرة فرغم حبها الذي تقين منه إلا أن نظرة التشبس والتصميم التى رآها في عينيها الآن ماهي إلا انفـ.ـلاق لقلبه ،

فسألها بأسى ظهر بيناً على معالمه :

_ يعني جوازك مني دلوقتي غصـ.ـب يامكة ووجودك معايا هنا والفستان اللي انتي لابساه عايزة تعرفيني وتأكدي لي إنهم وهم وان كلها فترة ما بينا هتتقضى وكل واحد يروح لحاله ؟

تنهدت بنفس الأسى ومشاعرها الآن متخبطة ما بين حزنها عليه وحزنها على حالها،
ثم أجابته برفق فهي شعرت بانفطـ.ـار روحه :

_ لو سمحت يا آدم متاخدش كلامي دلوك وتفسره على كيفك انت عارف كويس مشاعري بقت ايه ناحيتك بس اني عِندي مبادئ في ديني وتديني لايمكن أتنازل عنيها ،

ثم أشارت على هيئتها وأكملت بنبرة مرهقة :

_ ارجوك اني دلوك تعبانة ومحتاجة أرتاح وبجد هلكانة نوم ومش قادرة أقف على رجلي وحاسة إني هقع من طولي دلوك .

أماء برأسه للأمام وهو الآن علم أنه انتقل من مرحلة الجري ورائها إلى مرحلة الجرى الأكثر عن ذي قبل مع الفارق فالأول كان حاله به رأفة أما الآن فقد رآها ، اقترب منها ، اشتم رائحتها ، احتضنها بين يداه ، رأى ضعفها في قوتها في آن واحد وهي تتنفس أنفاسه ، قبَّلها قبلة عاشق ،

البارت الخامس والعشرون

3K 138 8
                              

#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير

            #البارت_الخامس_والعشرون
        #من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
              #بقلمي_فاطيما_يوسف

كالعاده مش هوصيكم عايزه تفاعل على الفصل وعايزه رايكم لان ريفيوهاتكم بتعجبني قوي وبجد في ناس جميله بتكتب ريفيوهات من قلبها عميقه قوي بتدخل قلبي علشان هي خارجه من قلوبكم يا حبايبي مش عايزه اوصيكم تفاعل علشان خاطر الروايه تفضل ماشيه في مستوى نجاحها والحمد لله كل يوم بتثبتوا لي اكتر من اليوم اللي قبله اني ما ندمتش على اني عملت الجروب ده ونزلتها عليه رغم ان هو صغير ودلوقتي اسيبكم مع البارت قراءة ممتعة حبيباتي 🥰 🥰

التحاليل اهه أستاذ مجدي للأسف عقيم من صغره ونوع العقم اللي عنده مابيتعالجش ابدا ، وعرضت التحاليل على كذا دكتور مسالك بولية ودكاترة كبيرة وكلياتهم أكدوا لي نفس الكلام ، متزعليش حبيبتي.

ما إن استمع كلاهما إلى كلمة عقيم حتى رددا في صوت واحد من أثر الصدمة وهما ينظران لبعضهم نظرات منصـ.ـعقة من اثر الكلمة التى وقعت على مسامعهم :

_ عقيييييييم !

فسرت اندهاشهم أنه صـ.ـدمة حزنهم من ذاك الخبر ، وظلت تنظر إليهم وإلى وجوههم التى تلونت بالسواد وكأن لسانهم التُقم من شدة صـ.ـدمتهم بأنه عقيم ، ثم أكملت لهم بأسى على حالهم :

_ في ايه ياجماعة ! وحدوا الله اكده مش اول واحد ولا آخر واحد ربنا يقدر له العقم ، اكيد ربنا بيقـ.ـطع من اهنه ويوصل من اهنه ، والدنيا منتهَتش يعني .

كانت تحدثهم وهم على حالة الذهول ينظرون لبعضهم نظرات غريبة وكأن النـ.ـيران تخرج من عينيهم ، ظلا على وضعهم هكذا حتى هبطت دمـ.ـوع تلك المها على وجنتيها ، دموع صامتة ، دموع تخرج من اعماق جـ.ـسدها وليست من عينيها فقط ، دموع خشية من القادم ، وفجأة أغشى عليها ووقعت أرضاً فلم تستطيع التحمل أكثر من ذلك ، مجرد دقائق مرت عليهم جعلتهم في عالم أخر ، مجرد لحظات فتـ.ـكت بأحشائهم ودمـ.ـرت خلايا عقولهم ، دخلت عالم الهروب الذي يجعلها تنسى مُـ.ـر القادم ، عالم تود ان تسكنه كي تنسى حياتها المؤلمة ، حياتها الماضية التى يصحبها القهـ.ـر والقادمة يبدوا أنها ستكن سنوات العجاف لها ،

انتـ.ـفضت الطبيبة من مكانها أما هو لم ينتبه لما حدث لها هو في عالم آخر ، أيعقل أن الطفلان أبنائه  ! أيعقل أنهما ولدا من رحم الخطيئة ! لا ياربي لاتجعل عقابك لنا بتلك الدرجة ، ماذنب هؤلاء البريئين ان يُدنَسوا في وحل الخطيئة ؟
ماذا عنهم وعني إن رأيتهم أمامي وهم أبنائي ؟

ماذا عن حياتهم القادمة أتكن هـ.ـلاكا لهم !

يالله كم صعب جزائك لنا الذي شـ.ـق قلوبنا !

You'll also like

          

حاولت الطبيبة إفاقتها وبعد دقيقة استجابت لها ثم فتحت عيناها وجدت تلك الطبيبة في وجهها وتذكرت كلمتها "عقيم " فصـ.ـرخت تلك المها صـ.ـرخة دوت الغرفة بأكملها بين يداي تلك الطبيبة التى انفـ.ـطر قلبها لها وتبدل صـ.ـراخها لشهقات متتالية تدمي لها القلوب ،

يالله من ذاك الوجـ.ـع الذي يحاوطك تلك المها !
أوجـ.ـاع لها معاني عدة ، وجـ.ـع الحرمان ثم وجـ.ـع الخطيـ.ـئة ثم وجـ.ـع الفقـ.ـدان من الآن ،

كفاك زماني ألم تحن بعد وتمنحنِ الأمانِ ،
كم عظيم ابتلاؤك ربي شـ.ـق صدري ، هزم روحي ودُفـ.ـنت راحتي ،

يالله ارحم ضعفي وقلة حيلتي وخذني عندك أخذ عزيز مقتدر فأنت أحنُّ على عبدتك من قلوب البشر .

ثم هدئتها الطبيبة:

_ بسسس ياماما اهدى ، متعمليش في حالك اكده إنتِ ليكي الحرية لو مهتقدريش تتحمَلي ظروف عجزه ، وظروف عقمه اطلقي وهو مش من حقه يزعل إنتي من حقك توبقى أم ومحدش يقدر يلومك أبداً ،

وأكملت وهي تحاول تهدئها أكثر ولكنها كلما تحدثت الطبيبة كلما شهقت أكثر من ذي قبل وكأنها تضع سائلاً شديد الاشـ.ـتعال على جسـ.ـدها فتشعر بأن الدمـ.ـوع التي تهبط من عينيها دمـ.ـوع من نـ.ـار ،

بعد مرور أكثر من ساعة في مكتب الطبيبة من انهيار تلك المها وأفاق عامر ورجع إلى رشده أخيراً طلب من الطبيبة :

_ ممكن ياداكتورة متجبيش سيرة لأخوي كفاية اللي هو فيه ، ولا لأي مخلوق خالص ؟

هزت الطبيبة رأسها بتفهم ثم رددت :

_ طبعاً طبعاً يافندم ،

وأكملت وهي تناول مها منديلا ورقيا:

_ خلاص بقى امسحي دموعك والله العظيم قطـ.ـعتي قلبي عليكي ، وربك رب قلوب ولا يكلف نفسا إلا وسعها .

خرجا كلتاهما من عند الطبيبة ثم ارتدت نظارتها الشمسية وقالت له باختصار :

_  هسبقك على الشقة بتاعتي تاجي ورايا طوالي .

حرك رأسه بموافقة فهو أيضاً يريد التحدث معها فداخله منـ.ـهار الآن ،

بعد مرور نصف ساعة وصلت مها إلى شقتها ودلفت إلى المكان تنتظره ،
فور دلوفها عيناها نظرت الى صورتها هي وابنائها تلقائيا وهي تنغمر بالدموع التي لم تنقـ.ـطع منذ ان علمت من الطبيبة تلك المعلومة الممـ.ـيتة ، وصارت تحدث حالها :

_هي مره واحده فقط اذنبت فيها وتركت نفسي للشيطان الذي اغواني دمـ.ـرتني ،

وياليت الدمـ.ـار لحقني وحدي ففلذات أكبادي نالهم من وحل خطيـ.ـئتي ،

وعند ذكر أولادها انهارت مرة أخرى وصارت تبكي فهم عزيزا عيناها ، قُرَّاتِ روحها ،

ثم رجعت بذاكرتها الى ذاك اليوم المشؤوم سنوات وسنوات ،

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close