رواية لحن الحياة الفصل الحادي وثلاثون 31 بقلم سهام صادق
الفصل الحادي والثلاثون :
___________
ابتسمت وهي مازالت بين الغفوة واليقظه ..تظن بأنها بحلم جميل تري فيه جاسم الحنون الذي تريده وترى نفسها دون مشاعر مقيدة خائفه
ومدت يداها نحو وجهه تتحسه ثم رفعت جسدها نحوه كي تحتضنه
- الحلم ده جميل اوي .. وانت حلو اوي فيه
فكتم ضحكاته بصعوبه وضمها إليه أكثر هامسا
- فعلا حلم جميل يامهرة .. ياريت تفضلي تحلمي كده علطوول
فأبتعدت عنه قليلا وأتسعت عيناها فالوضع به شئ عجيب ... ووضعت يديها علي ذراعيه ثم وجهه
- بسم الله الرحمن الرحيم
وهنا لم يقدر علي كتم صوت ضحكاته التي صدحت عاليا وطالعته وقد تيقنت انه ليس حلما بل حقيقة وصرخت بكل قوتها
- اكدب عليا وقول انه حلم
وأغمضت إحدى عيناها تنتظر منه ان يخبرها ما ترغب في سماعه ولكن املها قد خاب
- للأسف حقيقه يامهرة
وضحك بقوة وهو يطالعها ثم غمز لها بمكر
- كنت أتمني اكدب عليكى
فضاقت عيناها بصدمه مما تفوهت به فيبدو ان هذا تأثير المسكن الذي تناولته قبل ان تغفو وتمتمت بأرتباك وتعلثم
- انا .. يعني... اصلا .. آه هو الدوا السبب خلاني مش حاسه بنفسي
وحركت رأسها كي يتفهم الأمر ... فأبتسم بحنو
- خلاص يامهرة انا نسيت اللي حصل ..اعتبريني حلم
فتنهدت براحه وكأنها اقتنعت وعندما لمحت المكر في عينيه علمت أنه يجاريها وكأنها طفله
وانتفضت من فوق الفراش
- أنت بتاخدني على اد عقلي مش كده
فتنهد بيأس منها
- مهرة انا جاي من السفر تعبان وحقيقي مش فايق ولا فاكر اي حاجه قولتيها ارتحتي كده
فطالعته بصمت إلي ان وجدته ينظر إلى ذراعها متسائلا
- حصلك ده إزاي
فحركت رأسها وهي تتحاشا نظراته الثاقبة نحوها
- متاخدش في بالك ..ديه حدثه بسيطه
فزفر أنفاسه بحنق واقترب منها يحاوطها بذراعيه
- لاما بتروحي للمصايب برجليكي او هي اللي بتجيلك
فضحكت رغما عنها
- مقدرات كونية
فضحك علي مشاغبتها وتمتم بهدوء
- سلامتك
كلمه واحده منه حانية جعلتها كالضائعه وكأن قلبها كان مشتاق لمجرد كلمه تسعده
وطأطأت رأسها عندما شعرت بأن قواها خارت
ووجدت يده ترفع وجهها كي تعود لمطالعته .فأرتبكت وهي تتمتم
- هو انت متأكد أننا مش في الحلم
فأبتعد جاسم عنها ضاحكا بقوه لتهتف بحنق
- أنت بتضحك علي ايه
فتنهد وهو يتسطح على فراشها بعد ان خلع سترته
- بضحك علي غلطة عمري
لم تفهم مغزي كلماته في البدايه وأتسعت حدقتي عيناها بعدما فهمت مايقصد واندفعت جانبه علي الفراش
- انت تقصدني انا
ولينهي هذا الجدال سريعا تمتم بأرهاق
- مهرة ارجوكي انا جاي من السفر تعبان ومحتاج انام
فأشفقت على حاله فالارهاق ظاهر علي ملامحه
- خلاص مش هتكلم أه
ووضعت بيدها علي فاها تطالعه وهو يغمض عيناه علي وسادتها
- جاسم
ففتح عيناه لتنظر إلى إليه ثم الفراش
- انت هتنام هنا
فحرك رأسه بنعم وأشار اليه بأن تقترب ..فأقتربت منه ببطئ
- تعالى جنبي يامهرة
فوقعت عيناها علي المكان الذي يشير له
- لاء هنا كويس
فتعالا صوته بضيق
- مهرة ممكن بلاش عند النهارده
وانصاعت لامره بهدوء .. وجلست بالقرب منه لتجده يعتدل في نومته هاتفا
- عايز انام في حضنك
ولم يمهلها الرد ..لتجده يجذبها له .. وتملصت من ذراعيه فتمتم بنعاس
- اهدي يامهرة ونامي
فهتفت بتذمر
- طب انا مش عايزه انام
ولكي يلهيها قليلا بدء يتجاذب معها الحديث
- احكيلي ايه اللي حصلك في غيابي
فأخبرته عما حدث من سرقة ليهتف بغضب
- بعد كده تاخدي السواق معاكي ... ربنا ستر المره ديه وعدت على الخير
فزفرت أنفاسها ببطئ ثم تسألت
- كريم اخباره ايه وايه اللي حصل في القضيه
فتنهد بأرتياح
- القاتل أعترف بكل حاجه ..كان سكران وحكي لعامل في الملهي الليلي اللي كان سهران فيه والعامل راح بلغ عنه
فحدقت به مهرة غير مصدقه
- سبحان الله ..كويس ان خرج من الحكايه ديه بالسلامه
ونست وضعها هذا بين ذراعيه ورفعت كفها تداعب خصلات شعره بشرود غير منتبها لاستسلامها هذا
كان يغمض عيناه ويفتحهما متعجبا من هدوئها بل وأيضا الدفئ الذي يشعر به بين ذراعيها ووجد نفسه يسألها دون وعي
- مهرة ايه رأيك نسافر نغير جو
اعجبتها الفكره بشده ... فالأول مره تسمع تلك العباره وأحد يخصها بها
- نسافر
وابتسمت بحماس
- موافقه بس فين
فضحك علي تعبيرات وجهها التي تتغير بتلقائية في دقائق
- اختاري انتي ايه رأيك
فأسترخت في جلستها ومازالت تحرك يدها علي خصلات شعره
- اقترح انا
وسألت نفسها
- عايزه تروحي فين يامهرة
- انا عايزه أروح مكانين .. بس ممكن عادي نأجل واحد ونروح واحد دلوقتي
فأبتعد عنها قليلا وطالعها وهو يضمها إليه
- قولي اللي نفسي فيه وانا موافق ..استغلي سحر اللحظه ديه
وضحك مع جملته الأخيره ..فأنتبهت انه ابتعد عنها وقد حررها من ذلك الحصار الذي للآسف اعجبها بشده واشعرها بالدفئ
- عمره عايزه اطلع عمره ياجاسم والغردقه
فأبتسم وهو يطالعها وظنت انه يري ذلك استغلال منها
- انا ممكن اتنازل عن الغردقه
فداعب ذقنه ومازال يحدق بها
- نفسك تروحيهم يامهرة
فحركت رأسها سريعا
- ماما كان نفسها اوي تروح عمره
واتذكرت اليوم الذي وجدت والدتها تبكي فيه بعد ان علمت ذهاب والدها وسهير لأداء لمناسك العمره
كلمتها مازالت صدي في اذنيها
" كان نفسي أروح اوي يابنتي "
- هعمل عمره ليا وليها
وسألته وهي تتمني ان يوافق
- موافق صح
فلمعت عيناه بحب
- حاضر يامهرة
وكادت ان تنهض من فوق الفراش كي لا يعود ويحصارها بين ذراعيه فجذبها مبتسما
- تعالى هنا ... ولا انتي بتاخدي حقك القطط وتهربي
فضحكت وهي تخلص نفسها من ذراعيه
- اسمها زي القطط تاكل وتنكر
فأبتسم بخبث وهو يطالعها
- مش مهم .. المهم العبي في شعري زي ماكنتي بتلعبي من شويه
فحدقت به بصدمه
- انا لعبت في شعرك ..امتي ده
فضحك بصخب وقد طار النعاس من عينيه ونسي ارهاقها
- لاء الليله ديه لازم تتكتب في تاريخ حياتنا مع بعض
وانتهت الليله وكل منهم يشعر بأنه ليس هو ..فيبدو ان القلب أراد ان يستمتع قليلا دون قيود
...........................................................
انتقلت ريم لفرع الشركه الجديد وهي تشعر بالسعادة لأنها ابتعدت عن تسلط مديرة قسمها السيدة جيهان وأيضا تخلصت من حكاية نادين التي لازمتها في عملها وكيف وقفت زوجة صاحب الشركه معها .. وكلام كثير بدء يقال بها
واتجهت نحو مكتب مدير الفرع الجديد.. كل ماتعرفه أنها ستكون سكرتيرة المدير رغم انها كانت تفضل ان تبقي في قسم الحسابات ..ولكن المرتب والخبرة التي ستكتسبها كما أخبرتها مهرة جعلتها تفكر
ونظرت لمكتبها فأبتسمت بسعاده .. ولكن ابتسامتها لم تدوم وهي تجد ياسر يردف خلفها بعنجهيته فالذراع الايمن لجاسم الشرقاوي كيف سيكون
- انتي بتعملي ايه هنا
فأبتلعت ريقها بخوف
- انا .. انا
فتنهد ياسر بسأم
- انتي ايه ما تنطقي
فطأطأت رأسها بتوتر
- انا اتنقلت للفرع ده
فزفر ياسر أنفاسه بضيق
- وايه اللي جايبك مكتب المدير
وضاقت عيناه بحنق ثم انتبه توصية جاسم عليها والتي تعجبها في البدايه ولكن عندما تذكر صداقة تلك الفتاة لمهرة علم لما تمت التوصية
- اوعي تقوليلي أنك السكرتيرة
فحركت رأسها له بصمت ..ليصغط على يديه بقوه
- ملقوش غيرك انتي
وسار نحو غرفة مكتبه الجديدة متمتما ببعض الكلمات بضيق .. فهذه الفتاه بكل ما فيها يضايقه
لتطالع ريم خطواته بحزن .. وسؤال واحد تتسائله
لما يكرها هكذا ؟
.............................................................
حدق بصديقه بصمت وهو يدق بقلمه علي سطح مكتبه
- وجود والدتي معانا يشغلني بشير ..منذ متي ووالدتي تحب المكوث في البلد دون ان تسافر
فحرك بشير رأسه مفكرا
- حقا ان أتعجب من فريدة خانو ..فهي تعشق التنقل من مكان لأخر
ثم ضحك بعبث
- ولكن يبدو ان عاداتها تغيرت منذ ان تزوجت واحبت العيش معكم
فتنهد كنان زوجته لا تشتكي من شئ بل وتطلب منه ان يحسن معاملتها ولا تعلم ان تلك تسمي اما لا تحب الا نفسها والمال الذي تأخذه منه
- صحيح بشير سيلا تريد ان تكون العارضه للمنتج ما رأيك
فطالعه بشير ولم يعجبه عودت سيلا مجددا في إطار حياتهم ..فبراءة سيلا لا تستهويه .. صديقه يعطيها فرصه بالعمل ويعرف أسبابه فهو يشعر بأنه ظلمها بعد فسخ خطبته منها وزواجه من أخري رغم انه لا يهتم بمشاعر أحد ولكن يبدو ان ورد غيرت به أشياء كثيره ظاهريا وخارجيا
- أفعل ماتريد كنان ولكن احترس قليلا من نوايا سيلا
فطالعه كنان بصمت إلى ان صدح رنين هاتفه لينظر لرقم زوجته وفور ان فتح الخط هتفت بحماس
- كنان والدتك طلبت مني ان اذهب معها للتسوق
وتابعت بسعاده
- انا سعيده جدا كنان أنها تريد ان تقترب مني
فوجد كنان بشير ينهض من مقعده مشيرا له بأنه سينصرف ليتابع أعماله
- كل هذه السعاده لانك ستشاركي والدتي التسوق
فأتاه صوت تنهيداته
- أجل كنان... اموافق انت علي ذهابي أليس كذلك
فتمتم وهو يتمني ان تنبسط في تلك الجوله مع والدته ورغم قلقه الا أنه لم يرد ان يكسر فرحتها
- اذهبي حبيبتي واشتري كل ما ترغبي به
فضحكت بصخب ومشاغبه
- سأجعلك تفلس حبيبي
فأبتسم بسعاده
- زوجتي حنونه ولا تفعل ذلك بزوجها ... ولكن لكي ما ارادتي حبيبتي
فتمتمت برقه وعشق
- ادامك الله نعمه بحياتي كنان
اسعدته جملتها البسيطه وتنهد بعشق ثم لمعت عيناه بمكر
- ورد لا تنسي شراء ملابس للرقص
وعلى ذكرى تلك الليله ..أغلقت الهاتف بوجه
لتتعالا صوت ضحكاته بسعاده
............................................................
عدت كل شئ بحماس لرحلتهم تلك ..فجاسم أخبرها ان رحلتهم ستكون غدا
ووجدت هاتفها يدق وكان المتصل هو أكرم
- ايوه يااكرم ..انت جاي دلوقتي ..تمام مستنياك
وبعد نصف ساعه كان يقف أمامها أكرم وقد طالت لحيته .. فنظر إلى ذراعها الملفوف بالشاش الطبي
- ايه اللي حصلك يامهرة ... اوعي تقوليلي مصيبة من مصايبك تاني
فدفعته برفق علي صدره
- انت هتعمل زي جاسم
فضحك أكرم وقد نسي الهم الذي به ..فوالدته مازالت على رفضها بل وهددته انها ستسحب منه كل شئ تحت سلطته من مال وسياره وإدارة المتاجر خاصتهم ولن تساعده بأي قرش في زواجه
- للاسف ديه الحقيقه اللي جاسم بيقولهالك
وتساءل وهو ينظر حوله
- هو فين جاسم صحيح
فقادته نحو غرفة الجلوس وتمتمت
- لسا في الشركه ..بيحاول يخلص الشغل اللي عليه عشان مسافرين
فأبتسم أكرم وهو يجلس علي أحد الارائك
- مسافرين فين .. ومن ورايا يامهرة
فضحكت بتلسية
- كنت هتصل بيك النهارده انت و ورد ومرام وريم ورقية ..أسألكم عايزني ادعيلكم ب ايه ..
فأتسعت أبتسامته وقد علم برحلة سفرها واحتضنها
- فكره جميله اوي يامهرة بجد ..انا قولت هتسافروا باريس ولا اي مكان سياحي هنا .. بس مكنتش متوقع الرحله ديه
وأشتد في احتضانه فهتفت وهي تكاد تختنق
- أكرم انا كده هموت في ايدك وشكلي مش هسافر اي مكان
فأبتعد عنها أكرم ضاحكا وضربها برفق علي جبهتها
- الله يعينك جاسم
وعندما زمت شفتيها بأستياء ..ضحك وهو يهتف
- اسفين خلاص .. بصي بقي انتي تكثفي الدعوات اوي واهم حاجه اني أتجوز ضحي يامهرة .. ادعيلي اتجوزها وماما ربنا يهديها
فضاقت عين مهرة بضيق عندما تذكرت ان والده شقيقها هي سهير التي لم تكره أحد مثلها بحياتها
وحركت رأسها وهو تربت علي يده
- هدعيلك يااكرم ..وان شاء الله هتتجوزها
ورفعت كتفيها بثقه
- انا معاك متقلقش
فأبتسم وهو يحتضنها بحب أخوي
- جاسم محظوظ بيكي يامهرة ..مع انك مصيبة من مصايب الزمن
وعلى نطق تلك الجمله كان جاسم قد عاد واتجه نحوهم مبتسما
- مقولتش حاجه من عندي حتي اكرم شايفك مصيبة
لتدفع أكرم عنها ..ووقفت تنظر لهم بغضب وانصرفت من أمامهم بضيق
- بقي كده ماشي
فتسأل جاسم بعد ان تخطته
- خدي هنا رايحه فين
فألتفت نحوه
- رايحه المطبخ أقعد مع هدي وفوزيه هما احسن منكم
فأنفجر جاسم ضاحكا وهو يصافح أكرم الذي هتف بدعاء
- ربنا يعينك
فأبتسم جاسم بحنو وزفر انفاسه بتنهيده عاشقه وقد تأكد أكرم انه جاسم حقا يحب شقيقته وليس ما تظنه شقيقته انه تزوجها ليرد كرامته وكبريائه من خطيبته السابقه
..............................................................
جلست ورد علي فراشها تطالع الفراغ الذي أمامها بحزن ..فوالدة كنان اصطحبتها للمتجر الخاص بصديقتها التي ظلت تنظر لها بضيق ونقض لملابسها وحجابها واظافرها التي لا تطليها بطلاء الأظافر وبشرتها الخالية من مساحيق التجميل
ولولا احترامها لأعمارهم لكانت قد ردت عليهم ولكن تقبلت كل شئ بصمت فتركتهم ينتقضوا ما أرادوا فهي تعلم تماما ان ماهي عليه هو الصحيح
الدنيا التي يظنه خالده ماهي الا رحله سنتتهي يوما ما قريب ام بعيد ستنتهي ولن يبقي شئ إلى أعمالنا وطاعتنا لله
ووجدت فريدة تفتح باب عرفتها بأندفاع وقذفت بوجهها الملابس العاريه التي اشترتها إليها
- ايعجبك مظهرك هذا ..
وضحكت ساخرة
- ماهذه الحشمه التي انتي بها يافتاه .. كيف زوجة رجلا لامع لديه اسم في المجتمع تكون هكذا
وزفرت أنفاسها بغضب
- ياربي يوم ان يتزوج ابني يتزوج من هذه ..
وانصرفت حانقة ..لتغمض ورد عيناها بوجع
هي عكس شقيقتها لا تتمرد لا تهين من يهينها
وتسطحت علي الفراش وغفت بملابسها
وبعد ساعه كان كنان يردف للغرفة ..ناظرا لحقيبة الملابس الملقاه علي الارض ثم إلى ورد الغافية علي الفراش بطريقه غير مريحه .. فجلس جانبها يداعب وجنتيها بأنامله
- ورد حبيبتي استيقظي
ففتحت ورد عيناها واندفعت نحوه تحتضنه بقوه هاتفه
- كنان ضمني إليك
فأسعده طلبها وضمها بشده هامسا
- لك كل ما ترغبي به صغيرتي
.....................................................................
أردف علي غرفتها وحدق بها وهي تدور هنا وهناك تسأل نفسها بصوت مسموع
- صوتها معجبنيش ..ياتري فيكي ايه ياورد
فضحك جاسم وهو يجدها هكذا وتأكل اظافرها
- مالها ورد
فحركت رأسها وهي لا تعلم سبب شعورها هذا
- إحساس عندي ..اصل صوته معجبنيش
فأقترب منها جاسم ونظر الي ذراعها وركبتها
- جرح دراعك وايدك خفوا
فهزت رأسها بيأس من كثرة سؤاله هذا
- انت سألتني السؤال ده كتير اوي
فأبتسم بهدوء
- ياربي عليكي حد يكره الاهتمام... انتي مش طبيعيه يامهرة اي ست بتفرح بالاهتمام والدلع
فلوت شفتيها بأمتعاض وهي تضع بكلتا يديها علي خصرها
- انا استرونج ومان على فكره .. وبعيش تحت ضغط
فضحك بأستمتاع وهو يطالعها واتجه نحوها ..وهدفه منصب علي شئ لا تعرفه .. كانت تخطو للخلف بقلق من نظراته الماكره الي ان شهقت بفزع وهي تسقط علي الاريكه التي بغرفتها
- اه ياضهري
فمال نحوها جاسم بأستمتاع
- مش شايف الاسترونج فين .. عارفه يامهرة انتي بوء على الفاضي .. انتي ماشية في الحياة ديه بستر ربنا
وحرك رأسه بيأس منها ثم طالعها ضاحكا
- قومي ياسترونج ومان
ونظر الي الحذاء المنزلي الطفولي الذي ترتديه وأشار نحوه
- في استرونج ومان بتلبس شبشب مقاس اطفال
فضاقت عيناها بحنق وقبل ان تفتح فاها لترد عليه وجدته قد انصرف
فهو يجيد اللعب والمكر
وتمتمت بضيق وتذمر
- زي التعلب المكار
.....................................................................
دلال اغرقته به بل وجعلته اسعد رجلا بالعالم ... لم يعد يفهمها ولكنه سعيد بهذا
- ياريت تفضلي كده يامرام
فأبتسمت له وهي تقترب لتقبله برقه
- بحبك
وكاد ان يغرق معها مجددا في بحور الغرام والعشق
فأبتعدت عنه ونظرت له بأرتباك
- كريم ممكن اطلب منك طلب
فأبتسم وهو يضمها إليه ويقبلها على عنقها
- اطلبي ياحبيبتي
فتمتمت وهي تشعر بملمس يديه علي جسدها
- عايزه اكون مديرة القسم اللي انا فيه
ليبتعد عنها كريم ..ناظرا لها بصمت
- انا سمعت ان المدير هيتشال وواحد مكانه هيمسك ..ازاي اكون مراتك ومجرد موظفه
فلمعت عين كريم بصمت ..زوجته تريد النجاح السريع .. ورفعت كفيها تضم وجهه بنحو
- اطلب من جاسم أمر تعيني ..انا عارفه انه هو اللي بيختار مديرين الأقسام ومش اي حد بياخد المنصب ده
..................................................................
ايام جميله قضوهاوراحة شعرت بأنها تغللت بروحها دعت كثيرا انا يغفر الله لها تأخر ارتدائها للحجاب
دعت لوالدته بالرحمه ودعت لشقيقتها بالسعادة ودعت لاكرم كما رغب وأيضا رقية وريم ورمرام
ودعت لنفسها كثيرا ان تسير في الطريق الصحيح وتجد سعادتها ودعت لجاسم كثيرا لدرجة تعجبت من نفسها وانتهت رحلتهم في الأراضى المقدسه
وتفاجأت في المطار بتوجه رحلتهم الجديدة
- احنا مش رايحين علي مصر
فأمسك جاسم يدها وقادها
- لاء هنروح مكان هادي وجميل
فتسألت
- فين عند ورد
فضحك وهو يسير بها متشابكين الايدي فلا توجد اي ملامح لرحلتهم الجديده ولم يجيب عليها واتسعت عيناها وهي تجده ينهي الإجراءات وعلمت بوجهه رحلتهم
- ايه المادليف !
............................................................
رغم ارهاقها من رحلة السفر الا أن عيناها زادت اتساعا وهي تري مظاهر الجمال الطبيعي في ذلك المنتجع السياحي الذي يطلع علي المياه مباشرة ...
ووقفت أمام الشرفة في الكوخ الذي تم حجزه تتأمل المياه الصافية
لتجد جاسم يقف خلفها
- الجو هنا جميل جدا ..
فألتفت له بسعاده كالأطفال
- عمره وجزر المادليف .. انت الفانوس السحري ولا ايه
فضربها جاسم برفق علي جبهتها
- لاء انا عفركوش اللي كان جوه الفانوس
فضحكت وهي تتثاوب وتعلقت بعنقه
- بس برضوه مش هتنازل عن الغردقة
فوجدته بدفعها عنه برفق ضاحكا
- الصبر من عندك يارب
ووجدته يخرج ملابسه ويتجه نحو المرحاض ..فقذفت بحذائها واتجهت نحو الفراش لتغفو في دقائق معدوده دون ان تبدل ملابسها
......................................................
نظرت رقية الي والدها بصدمه
- عريس مين اللي متقدملي يابابا
فأبتسم والدها بسعاده
- ابن صديق ليا شافك معايا في مناسبه
لتتجمد ملامحها وهي تتمني في تلك اللحظه مراد
- اتفق امتي علي الميعاد ..شوفي اليوم اللي يناسبك ياحببتي
فصمتت للحظات وهي تتذكر كل ما مرت به وأرادت ان تثأر لكرامتها من مراد
- شوف اليوم اللي يريحك انت يابابا
فضمها والدها بسعاده غير مصدقا ان صغيرته قد كبرت
........................................................
مدت ذراعيها على الفراش لتنهض بفزع فجاسم بجوارها بصدر عاري فشهقت وتجمدت ملامحها بعد ان رأت نفسها ترتدي ملابس غير التي غفت بها
وصرخت وهي تيقظه
- اصحي قولي مين اللي غيرلي هدومي
فأستيقظ جاسم بفزع وتنهد بحنق
- العفريت يامهرة ارتاحتي
فضربته علي صدره
- مصحتنيش ليه .. وازاي نايم جنبي كده
وأخذت تعول كالأطفال
- بس خلاص ..اللي يشوفك وانتي بتصرخي مشوفكيش وانتي كنتي حاسه وانا بغيرلك هودمك
فأتسعت عيناها وهي تحك علي رأسها غير مصدقه
- ازاي ده انا مش فاكره حاجه
فأبتسم بمكر وهو يعلم أنه كاذب فهي من شدة ارهاقها لم تشعر به وهو يبدل لها ملابسها
- زي الحلم كده يامهرة
وغمز لها بوقاحة وهو يتناول التشيرت خاص به ويرتديه
لترتبك وتشيح عيناها عنه وهي تعصر عقلها بأن تتذكر اي شئ .. فذلاتها أصبحت كثيرة معه تلك الأيام
.....................................................................
سارت خلفه وهي تنظر لروعة المكان .. كانت تتعثر بخطواتها في الرمال الناعمه من شدة اندماجها في مطالعة جمال الطبيعه .. فألتف نحوها وهي يزيح نظارته عن عينيه
- خدي بالك
وعلى أثر تلك الكلمه سقطت فوق الرمال لتصرخ بحنق
- لاء كده كتير
فضحك جاسم وهو يمد يده لها
- سبحان الله كل مابتزعليني بتحصلك حاجه
ورفع حاجبيه ضاحكا
- انا بركه
فدفعت يده بعيده ونهضت بمفردها وهي تتمتم داخلها
- اظاهر كده
وحدق بها ليجدها تزم شفتيها كالأطفال ثم اكملوا سيرهم
ونظرت الي المنشفة التي يضعها علي كتفه.. فهيئته تدل على أنه سيسبح
- انت هتعوم
فنظر حوله بأسترخاء وهو يجلس على أحد المقاعد الخشبية الموضوعة علي الشاطئ وتسطح قليلا
- اكيد يامهرة
فجلست علي المقعد الاخر تطالع جمال الشاطئ لم يكن بتلك الساعه الكثير من السياح فكان المكان هادئ
ورن هاتفها لتجد رقم ورد فهتفت بسعاده
- ديه ورد
ونهضت من جلستها لتسير بعيدا قليلا لتحادثها وتخبرها
عن بعض المشاعر التي تشعر بها حاليا
وعادت بعد دقائق لتجد أحدهم يضع أمامها مشروب به فواكه تزينه عند فوهته ..وجاسم ليس موجود فألتقطت التشيرت الخاص به ونظرت حولها ثم جلست تخرج من حقيبتها الصوفية كتاب وقررت ان تستمتع وتندمج
واتسعت عيناها وهي تجد البعض بدء يتوافد علي الشاطئ فتمتمت براحه
- الحمدلله جاسم مش هنا .. الثواب ضاع اه
ووضعت الكتاب أمام عينيها بحنق واندمجت في القراءة
وبدء هواء البحر ينعشها بل وأفاد مزاجها.. وشعرت بالاسترخاء وهي تعيش مع سطور الكتاب الذي بين يديها ولكن هل يترك أحد هذا النعيم وينسجم في القراءة .. وزفرت أنفاسها بحنق ثم جذبت كأس العصير الخاص بها وأرتشفت منه بتلذذ
- بحر وعصير مش عارفه اسمه ايه وف جزر المدليف كمان .. انا اكيد بحلم
وارخت جفنيها بمتعه ونسمات الهواء تداعب وجنتيها
واتسعت عيناها وفتحت فاها كالبلهاء وحدقت بالجسد الذي يخرج من المياه وينفض خصلات شعره .. ومع كل خطوه كان يخطوها خارج مياه البحر ..كان قلبها يخفق بقوه
هل هذا الرجل هو جاسم زوجها ؟ .. ولمعت عيناها
وألتفت نحوها ..لتجد احداهن تحدق به بل وتعبث بشعرها الأشقر وتتجه نحوه بجسد رشيق لا يستره الا قطعتين
هدفها أصبح بأتجهين مع تلك التي تتجه نحو زوجها برغبه ومع زوجها الذي يستعرض وسامته ولياقته دون شعور منه
لتلطم وجهها كي تفيق وألتقطت المنشفه التي بجانبها وركضت نحوه تشير له بالمنشفه
- جاسم ... جاسم
فأبتسم وهو يجدها تركض اليه... ووقفت أمامه تحيطه بالمنشفه وعيناها علي الشقراء التي طالعتها بضيق فقد خيبة امالها
- استر نفسك .. استر نفسك