اخر الروايات

رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمين

رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمين




الفصل الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 

+


بعد بضعة  أشهر أخرى في الجزيرة 
(الفيلا اللي قاعد فيها صالح دي
الفيلا بتاعة سيف اللي على الجزيرة) ....

+


دقت الساعة منتصف الليل ليبتسم ذلك 
الجالس على كرسيه بألم فاليوم كان من 
المفترض أن يولد طفله ...الرابع و العشرون من 
شهر....
إستقام من مكانه و غادر الغرفة متجها نحو 
ذلك القبو العفن الذي كان يحتجز فيه 
آدم بعد أن نقله منذ أيام قليلة من 
القفص الذي أذاقه فيها أصنافا من العذاب 
و الألم... 

+


وجده ممددا على كومة من القش ملابسه 
التي لم يغيرها منذ مجيئه إلى هنا إهترأت
من كثرة الضرب و التعذيب...
جلس صالح على كرسي و أسند ظهره
على جدار القبو ثم أشعل سيجاره الذي لم 
يكن يفارق يده سوى سويعات قليلة  وقت النوم.... 

+


رفع آدم رأسه حالما إستنشق رائحة 
السجائر ليتمكن بصعوبة من رؤية صالح 
بسبب تورم عينيه...حاول أن يتحرك نحوه
رغم شعوره بآلام فظيعة في كامل أنحاء جسده 
فعظامه تقريبا بأكملها مهشمة.... 

+


أقل حركة يقوم بها أصبحت مرهقة بالنسبة له
اجهش بالبكاء و هو يتوقف مكانه بعجز قبل 
أن يتحدث بلسان ثقيل محاولا إقناعه ان 
يسامحه :
- ص.... صاااللح...ااارجووك اانت مش 
هتتتقتلنيي اانا اابن ععمك.... 

+


رمى صالح السيجارة من يده ثم إنحنى
إلى الأمام مسلطا عينيه الحادتين عليه 
قبل أن يقول بسخرية :
- عندك حق انا مش هقتلك...مش عشان 
انت إبن عمي تؤ... عشان مش عاوز أوسخ 
إيدي بواحد زيك أنا هديك فرصة اخيرة 
عشان تعيش.... 

+


وسع آدم عينيه حتى يستطيع رؤية ملامح
وجه صالح ليتأكد من أنه لا يمزح... 
بينما اضاف الاخر و هو يقف على قدميه :
- أنا هعمل زي ما عملت إنت مع يارا 
بالضبط...و إنت و حظك بقى يا تعيش 
يا تموت...جهز نفسك بكرة الصبح 
عشان هتخرج من هنا..... 

+


رغم أنه لم يفهم مقصده جيدا إلا أنه 
كان في غاية السعادة ضنا منه أن صالح 
أخيرا قد صفح عنه و سيامحه كما 
يفعل سيف دائما رغم انه حاول قتله 
عدة مرات و هذا ما جعله يتمادى 
و يعيد جرائمه.... 
صالح فكر كثيرا قبل أن يعطيه هذه الفرصة 
فهو متأكد ان آدم للأسف شخص لا يتعظ
من أخطاءه و سيؤذيه من جديد بطريقة 
أخرى...
أذاه كثيرا و حطم حياته و قتل زوجته و طفله 
لكنه في المقابل لن يستطيع فعل المثل معه... 
(صالح عارف كويس إن آدم شخص 
مؤذي و حتى لو سامحه المرة دي فمش
هيسيبه في حاله لا هو و لا باقي العيلة 
عشان هو عارف مخططه كويس اللي 
بيخططله مع زمان مع مامته... هو عايز يتخلص
من صالح و سيف عشان ياخد الورث 
و الشركات لوحده إنما هشام اخوه وفريد 
فمش بيأذيهم عشان هما ملهمش في عالم 
البيزنس... هو عايز يكوش على الفلوس بتاعة
جده كلها و كمان يحصل على سيلين بس طبعا 
لو حد من باقي العيلة تعرضله فأكيد مش
هيتردد إنه يتخلص منه حتى لو كان ابوه نفسه 
المهم صالح رغم كل داه مقدرش أنه يقتله 
عشان بجد القتل حاجة كبيرة أوي  حتى لو دفاع النفس خصوصا انه إبن عمه و هو خايف 
يقتله و بعدين يندم حتى لو بعد سنين...لو كان 
صالح القديم كان قتله من أول لحظة من غير ميرفله جفن بس هو بجد من جواه بقى مدمر كليا 
بعد موت يارا عشان كده خير إنه يديه 
فرصه اخيرة بس طبعا الفرصة دي كانت 
بمثابة فخ يعني هو لو كان قتله دلوقتي كان 
ارحم بجد...)... 

+


 
غادر صالح القبو تاركا آدم يحاول التحرك 
من مكانه حتى يصل لعقب السيجارة 
التي رماها منذ قليل حتى يدخنها...لقد 
أصبح بائسا لدرجة انه أصبح يحلم بالحصول 
على سيجارة واحدة بعد أن كان ملكا...
هكذا هم بعض الناس لا يقتنعون بما لديهم 
حتى يسيطر عليهم الجشع و الطمع 
و يجدون أنفسهم في الاخير انهم خسروا كل 
شيئ حتى حياتهم.... 

+


قبل يومين في حارة الواد بندق (التي تسكنها سارة 
طبعا اسم الحارة خيالي)... 

+


كانت يارا تجلس مع أم إبراهيم كعادتها 
بعد أن تقصد سارة عملها و تذهب سهى و مليكة  
إلى مدارستهما...
يارا بعد أن باعت خاتمها بسعر جيد أصرت 
على أن تعطي أم إبراهيم جزءا كبير من المال 
إعترافا لها بالجميل فهي قد إستقبلتها في منزلها و عاملتها جيدا و كأنها إحدى بناتها حيث كانت 
تهتم بأكلها و ترافقها في كل مواعيدها 
عند الطبيبة...لكن أم إبراهيم رفضت بشدة 
و أخبرتها انها كانت ستفعل ذلك معها أو مع 
غيرها و عندما يئست يارا من إقناعها قامت 
بإرسالها إلى البقاع المقدسة لآداء مناسك العمرة 
و هذا ما جعل أم إبراهيم تبكي من شدة الفرح 
و جددت لها الدكان القديم الذي تعمل به 
و إشترت لها الشقة طبعا هي فعلت ذلك 
دون مشورتها مستغلة انها تجهل الكتابة و القراءة 
و تخبرها انها أوراق من أجل الطبيبة او شراء 
الأدوية... 

+


كانت أم إبراهيم تقشر بعض الخضر 
لإعداد طعام الغداء بينما كانت يارا 
جلس معها و تشاهد التلفاز... فجأة 
تأوهت بخفة عندما سعرت ببعض التقلصات 
أسفل بطنها لكنها ظنت ان الامر عادي خاصة 
أنها تتكرر معها في الأيام الأخيرة... 

+


رمقتها أم إبراهيم بطرف عينيها 
قائلة :
- هو النهاردة كام في الشهر...
اجابتها يارا و هي تتنفس بقوة : 22...

+


همهمت أم إبراهيم قبل أن تأكد :
- يعني لسه فاضل يومين على 
معاد الدكتورة...بس داه ميمنعش إنك 
ممكن تولدي قبل كده او بعده... 

+


تأوهت يارا من جديد و هي تقول بصعوبة  :
-معرفش يا طنط معرفش.. ااااه إلحقيني... 

+


رمت أم إبراهيم السكين من يدها ثم نشفت
يديها بالمنديل و هي ترفع جسدها الممتلئ
عن الاريكة و هي تهتف :
- الظاهر إنك بتولدي... أنا قلتلك متصدقيش
كلام الدكتورة دي اللي مش فاهمة شغلها اصلا... 

+


سحبت يارا أنفاسها المقطوعة و قد بدأت 
الآلام تزداد :
- مش عارفة حتى الدكتورة اللي قبلها ادتني 
نفس الموعد ااااه مش قادرة إلحقيني يا طنط... 

+


هرعت ام إبراهيم نحو هاتفها لتتصل 
بتهاني حتى تأتي و تساعدها فسارة 
في عملها و سوف تستغرق وقتا طويلا حتى 
تصل... 

+


رمت الهاتف من يدها و عادت نحو يارا 
لتهدأها قائلة :
- إتنفسي كويس و متخافيش انا هدخل 
اجيبلك شنطتك من جوا و العباية بتاعتك 
و تهاني هتجيب تاكسي و تيجي حالا... 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close