رواية اسيرة ظنونه الفصل الثلاثون 30 الاخير بقلم ايمي نور
الحلقة 30 والاخيرة
رواية / اسيرة ظنونة
انتظروووووووووووووووووووا الخاتمة
انت بتقول ايه! رسيت علينا ازاااى ؟
جلس صلاح فوق مقعده يشعر بانسحاب روحه من جسده بعد ان وصل اليه هذا الخبر من احدى اعوانه وهو يغلق الهاتف بايدى مرتعشة يهمس
= يا خراب بيتك يا صلاح ياخراب بيتك
ماان اتم جملته حتى على صوت الهاتف مرة اخرى فاخذ ينظر اليه برعب كما لو كان تحول الافعى عملاقة امامه تستعد لانقصاض عليه فى اى وقت
ظل
ينظر اليه عدة لحظات قبل ان يمد يده اليه يرفعه ببطء يسأل عن هوية المتصل
بصوت متحشرج خائف ليزداد شحوب وجهه هو يستمع الى صوت سليمان يصرخ بغضب
وجنون
= بقى كده يا صلاح بتلعب معايا انا اللعب الوسخ ده وطب حياة دقنى ماطالع عليك صبح تانى وهعرفك مين هو سليمان العشرى
حاول
صلاح اثناء حديثه ان يجعله يستمع اليه لكنه اغلق الخط فى وجهه قبل نطقه
بحرف واحد فظل يضع الهاتف لحظات فوق اذنيه زائغ العينين قبل ان يضعه بايدى
مرتعشة وجهه شديد الشحوب يهمس
= وقعت فى ايد اللى ما بيرحمش يا صلاح
نهض
من فوق مقعده واخذ يجوب الغرفة بخطوات مرتعشة خائفة ثم توقف فجاءة يذهب
بأتجاه مكتبه مرة يفتح احدى الادراج المغلقة بقفل يخرج منه عدة ملفات يضعها
سريعا بداخل حقيبته يسرع فى المغادرة دون انتظار ثانية واحدة يعلم انه
الان فى عداد الموتى ويجب عليه الفرار سريعا دون لحظة تردد واحدة ولكن مان
ان هم بفتح الباب حتى وجد رجل ضخم الجثة يرت امامه سادا باب الخروج يسأله
بصوت اجش هادىء
= صلاح بيه لو سمحت اتفضل معانا
نظر له صلاح برهبه يهتف
= انت مين وعاوز منى ايه
الرجل بهدوء
= ياريت تتفضل معايا من غير شوشرة وكل حاجة هتعرفها فى الطريق
ظل صلاح يقف عدة لحظات متسمرا مكانه ثم تقدم يسير بجواره باستسلام يشعر بقدوم النهاية وانكشاف كل شيئ وحتما سيدفع الثمن غاليا
جلست
شهيرة تجاورها نادين وثريا فى طرف الغرفة اما فى الطرف الاخر جلست كل من
فجر وصفية وعواطف وينما عبد الحميد جلس خلف المكتب بجسده الواهن ينظر الى
الجميع بتفكير وشرود
اخذت نادين تهز قدميها بتوتر تميل على والدتها هامسة
= هو ايه حكايته معطلنا و جيبنا نتفرج عليه
انتبه عبد الحميد لهمسها ليسالها ببرود
= بتقولى حاجة يا نادين
اسرعت نادين ترسم ابتسامة زائفة فوق شفتيها قائلة
= ابدا يا حبيبى بس انا كنت بسال عن سبب اجتماعنا ده
اخذ عبد الحميد ينظر اليها عدة لحظات بوجه خالى من التعبير شعرت خلالها نادين بتوتر والقلق حتى نطق عبد الحميد اخيرا
= هتعرفى كل حاجة اول ما عاصم يوصل
ماان
اتم كلماته حتى دخل عاصم يصحبه سيف ورجل فى اوساط الاربعين يحمل بيده
حقيبة جلدية و ماان راته نادين حتى اصبح وجهها فى شحوب الموتى تنظر الى
شهيرة والتى تحاكيها رعبا وشحوب وهى تنظر اليه
ليبدء عصام فى تقديمه الى الحضورقائلا بهدوء
= اقدم ليكم الاستاذ عبد الجليل الاسعد المحامى
ثم يلتفت فى اتجاههم يكمل بسخرية
=المحامى المسئول عن قضية الحجر اللى عاوزين ترفعوها على جدى يا هوانم
تكهرب الجو حالا داخل الغرفة فور نطقه لتلك الكلمات لتهب نادين صارخة بعنف
= حجر ايه وكلام فارغ ايه انت اجننت وهتهبل باى كلام
اقترب
منها عاصم بخطوات ثابتة بطيئة حتى وقف امامها يتطلع الى عينيها ببرود
بينما اخذت هى تبادله نظراته هذه بشجاعة حاولت اظهارها امامه قبل تهوى صفعة
مدوية قوية فوق وجنتها امتزجت بعدها صرختها بشهقة صدرت عنها حين قبض فوق
خصلات شعرها يشدها بعنف هاتفا
= ولسه ليكى عين تنطقى بعد اللى عملتيه عارفة لولا الدم اللى بينا انا كنت خنقتك حالا بأديه الاتنين دول ودفتنك مكانك
دفعها بقوة وعنف لتسقط صارخة فوق والدتها الجالسة بتجشب تراقب ما يحدث بعينين متسعة بذهول ليلتفت عاصم اليها قائلا بسخرية
= ايه يا ثريا هانم كلامى صدمك بس مش اكبر من صدمتى لماعرفت انى عمتى هى كمان كانت موافقة على اللى حصل ده ومشتركة فيه
اسرعت شهيرة تنهض من فوق مقعدها تهتف برجاء
= صدقنى ياعاصم انا مكنتش موافقة ابدا على اللى هيعملوه
ثم
تلتفت الى والدها الجالس بصدمة يراقب ما يحدث بوجه شاحب تظهر ملامحه اكبر
من سنوات عمره بمراحل ليظهر بمظهر عجوز طاعن السن ضعيف لتسرع اليه تبكى
هاتفة
= سامحنى يا بابا غصب عنى مش عارفة انا عملت كده ازاى وسمعت كلام صلاح وخلانى اعمل كده
ادار عبد الحميد وجه عنها صامتا لتلتفت مرة اخرى لعاصم تصرخ برجاء
= كلمه يا عاصم فهمه انه غصب عنى وصلاح السبب فى كل حاجة
نظر اليها عاصم قائلا بهدوء
= وهو اخد جزاءه على كل الى عمله
بهتت ملامحها تسأله بقلق وعصبية
= تقصد ايه بكلامك !صلاح حصله ايه
لم
يجيبها عاصم يلتفت الى المحامى الواقف بقلق مراقبا ما يحدث بحرج يحدثه
بهدوء شاكرا له مساعدته وتعاونه معه ليهز الرجل راسه بلا معنى يتمتم بكلمات
متلعثمة ثم يسرع فى المغادرة فورا
فور خروجه هتفت شهيرة بخوف ورجاء
= كلمنى يا عاصم صلاح حصله ايه وايه اللى جراله
لم تأتى الاجابة من عاصم بل من سيف الواقف فى احدى زوايا الغرفة يتقدم اليها قائلا ببطء
= بابا اتقبض عليا بتهمة الاختلاس وبيع معلومات تخص معاملات الشركة وهو دلوقت فى بيتحقق معاه
نهض عبد الحميد يهتف
= ازاى ده وحصل امتى يا عاصم ومين اللى بلغ عنه
اتت اجابة عاصم حادة جازمة
=
انا اللى بلغت عنه البيه طول السنين اللى فاتت هو اللى كان المسئول عن كل
المناقصات اللى خسرناها والفلوس اللى كانت بتتسحب من غير ما نقدر نحدد
الجهة اللى راحت فيها ولولا ان سيف فاق اخيرا وقالى على كل حاجة كان زمانا
عايشين على عمانا العمر كله
جلس عبد الحميد بحدة فوق مقعده قائلا بصدمة
= بس ازاى صلاح يعمل كده دانا طول عمرى معتبره ابنى ليه يخون
عاصم بهدوء
=
لنفس السبب اللى خلاه يأجر ناس من بلد فجر علشان يشوهوا سمعتهم بعد ما
الست عواطف رفضت انها تكون زوجة ليه فى السر وهددت انها هتبلغك عن مضايقته
ليها وطبعا خاف وراح وسبق وخلاها تبان الست اللى سمعتها مشبوهة علشان اى
كلام هتقوله استحالة يتصدق بعد كده
اتسعت عينى فجر
تنظر الى والدتها التى اخفضت راسها صامتة لا تريد التفتيح فى جراح قديمة
لكن شهيرة لم تستطيع الصمت لتصرخ بعدم تصديق وصدمة
= كدب اللى بتقوله كدب دى هى اللى كانت بترسم عليه تتجوزه عمر صلاح ما يفكر فى واحدة تانية غيرى
التفت عاصم الى سيف يشير اليه ليبدء سيف فى قص كل ما فعله صلاح من البداية حتى يومنا هذا ما ان انتهى حتى صرخت شهيرة بألم قائلة
=مستحيل صلاح يعمل كل ده ازاى انا كنت عامية كل السنين دى عنه
شعرت
شهيرة بالغرفة تدور من حولها فاهذت تقاوم تلك الدوامة لكنها لم تستطع
الصمود طويلا امامها لتسقط ارضا مغشيا عليها ليهب الجميع لنجدتها يرفعها
عاصم بين ذراعيه يهتف فى سيف
= اطلب الدكتور حالا يا سيف
ثم يغادر الغرفة حاملة لها يتبعه جميع الحضور عادا نادين وثريا والتى اسرعت تجذبها من يديها تنهضها سريعا
= قومى انتى لسه هتقعدى خلينا ننفد بجلدنا من هنا قبل ما يخدوا بالهم
نادين وهى تتحرك معها بتخبط تصرخ بحقد وجنون
= وهنسيب كل حاجة لبنت الخدامة وامها
ثريا بمرارة واستسلام
= ما خلاص يا نادين احنا خسرنا كل حاجة من زمان وكفاية علينا نخرج من هنا ومش عاوزة اكتر من كده
بعد مرور اسبوع
لاسف المدام عندها انهيار عصبى حاد وانا افضل انها تتنقل المستشفى لان حالتها حرجة جدا وكل يوم بتسوء
نطق
الطبيب تلك الكلمات باسف ليسود الصمت ارجاء المكتب يخفض عبد الحميد راسه
بانهزام وهى يستمع الى تلك الكلمات القاسية توصف حالة ابنته الوحيدة اما
عاصم فقد سأله باهتمام
= وايه الافضل لحالتها نقدر نعمله ليها
اجابه الطبيب
= فى مصحة فى الخارج متخصصة فى حالتها وهتكون افضل ليها عن اى مصحة موجودة هنا وانا برجح انها تكمل فترة علاجها هناك
هتف سيف بلهفة وتأكيد
= واحنا مستعدين لاى حاجة تطلبها بس امى ترجع زاى الاول
الطبيب بعملية
= تماما وانا هعمل اتصالاتى معاهم وارتب الامور هناك وابلغكم
هز عبد الحميد راسه بالموافقة لينهض الطبيب مغادرا فانتظر سيف لحظة اغلاقه لباب خلفه حتى هتف
= انا اللى سافر معاها ياجدى وهاخد هنا معانا
عاصم فى محاولة تهدئته
= محدش فينا هيسبها لازم كلنا نكون معاها
اخفض سيف راسه يهمس بندم وبصوت باكى
= انا السبب فى كل اللى حصل انا اللى عملت فيها كده
اسرع عبد الحميد ينهره بشده هاتفا
=
اوعى اسمعك تقول كده تانى ده قضاء ربنا وبعدين انت اتصرفت صح واخترت
الطريق الخير والصح اما عن شهيرة فهى قبل ما تكون امك هى بنتى وان شاء الله
محدش فينا هيسيبها لحد ما ترجع زاى الاول واحسن
ثم التفت الى عاصم يساله
= الامور وصلت لفين مع صلاح والمحامى قالك ايه؟
زفر عاصم بقوة قائلا
=
الموضوع طلع اكبر من الاختلاسات واللعب باسرار الشركة صلاح طلع متورط مع
حيتان كبيرة اووى الموضوع داخل فى تجارة فى حاجة ممنوعة يعنى الامر خرج من
ايدينا خلاص
حدث سيف بصوت يحمل الكثير من الندم
= انا عمرى ما كنت اتخيل ان الامور هتوصل لدرجة دى وانه يطلع متورط بالشكل ده
عبد الحميد محاولا التهوين عليه
= هو اللى اختار طريقه يابنى وما فكرش وهو ماشى فيه هيدوس على حياة كام واحد علشان هو يوصل
هز سيف راسه بالموافقة يهمس بألم
= صح يا جدى واول اللى داس عليهم كان انا ابنه الوحيد
ساد
الصمت حاد ارجاء الغرفة بعد حديثه هذا غرق خلاله سيف بداخل افكاره يتذكر
كل مافعله والده معه من اهانات وعدم تحمل مسئوليته كأب له حتى كاد ان يسقط
فى طريق الضياع ليأتى النجاة عن طريق عاصم لينتشله سريعا منه ودون لحظة
تردد رغم كل ما فعله سابقا فى حق زوجته الا انه لم يترد للحظة واحدة لياتى
لمساعدته حين طلبها منه لحظة القاء القبض عليه فى احدى السهرات المشبوهة
التى تورط فيها ليسعى عاصم بكل جهده لاخراج من تلك الورطة ويجلس معه يحدثه
حديث رجلا رجل لاول مرة فى حياته غير له الكثير من المفاهيم بداخله
تنهد سيف بقوة يخرج نفسه من حديث الذكريات هذا ينهض واقفا قائلا بهدوء
= عن اذنكم هطلع اشوف ماما واطمن عليها وبعدين اروح للمحامى نشوف هنعمل ايه فى اللى جاى
هز عبد الحميد براسه موافقا يتابعه بعينيه هو وعاصم حتى لحظة خروجه من الغرفة ليلتفت عبد الحميد الى عاصم يسأله بلهفة
= عملت ايه فى اللى اتفاقنا عليه
عاصم بهدوء قائلا
= زاى مانت اتوقعت وافقت هى وامها والسواق راح يوصلهم من ساعة وزمانهم وصلوا
هز عبد الحميد راسه يساله مجددا بلهفة اشد
= وسيبت البيت زاى ما قلتلك؟
ابتسم عاصم بمرح قائلا
= طبعا محدش مد ايده فى حاجة ورفضت حتى ان حد يجى يساعدهم فى تنضيفه بس كان نفسى اشوف شكلهم لحظة ما دخلوا البيت وشافوه بحالته دى
ضحك عبد الحميد بمرح شديد
=
وانا كمان كان نفسى اشوف نادين وهى وثريا وهما داخلين يعيشوا فى نفس البيت
الا عاشت فيه البنت اللى دايما يقولها عليها هى او امها خدامة
عاصم باهتمام شديد
= بس انت كنت متاكد اوى من انهم هيوافقوا على طلبك الثروة والميراث قصاد انهم يعيشوا فى بيت فجر القديم
التمعت عين بعد الحميد بندم واسف
=
صدقنى يا عاصم اللى زاى نادين وامها يعملوا اى حاجة علشان الفلوس وانا
لاسف معرفتش الحقيقة دى الا متاخر اووى وظلمت علشانهم ناس مكنتش تستحق ده
منى
نهض عاصم ليلتف اليه حول المكتب يقف بجوار يحنى راسه مقبلا راسه بتقدير واجلال قائلا بفخر
= بس مهما كان هتفضل السيوفى الكبير الا عمره ما يرضى غير بالحق حتى ولو عدى الف سنه ولازم يرجع الحق لصحابهم
رتب عبد الحميد فوق يده قائلا بحنان
= واللى مطمنه انه سايب سيوفى صغير هيكمل من بعده كل اللى بناه وهيكبره ويرفعه و هيفضل طولةعمره فخور انه حفيده
دخل
عاصم الى جناحهم بخطوات هادئة يرى الظلام والهدوء سائدا بداخله فحاول عدم
اصدار اى صوت حتى لايقلقها فى نومها ولكنه ما ان تقدم خطوتين الى الداخل
حتى اسرعت هى فى النهوض تلقى بالاغطية عنها تسرع اليه تحتضنه بشدة هامسة
= وحشتنى اوووى كنت فين كل ده
شدد
عاصم من احتضانه لها هو الاخر يزفر بقوة دون ان ينطق بكلمة لترفع فجر
راسها عن صدره تنظر اليه بقلق ترى الارهاق مرسوم فوق محياه فاخذت بيده بين
يدها تتجه به الى الفراش تجلسه فوقه بعد قامت بخلع عنه جاكيت بدلته وربطة
عنقه وحين امتدت انامله الى ازرار قميصه تحاول حلها حتى هتف بها بضعف وشك
= انتى ناوية على ايه بالظبط؟
ضحكت فجر برقة تهمس له بدلال
= متخفش مش اللى فى دماغك
لتستمر
اناملها فى حل تلك الازرار واحد تلو الاخرض تخلعه عنه ثم تستدير تجلس خلفه
فوق الفراش تستند بركبتيها عليه تمد اناملها الى حنايا عنقه تدلكها ببطء
ورقة لتصدر عنه اه عميقة متألمة بلذة لتستمر فى عملها بصمت حتى شعرت
باسترخاء عضلاته تحت يديها لتجد ان الوقت مناسب لسؤاله عما صار فاخذ يقص
عليها كل ما حدث الى ان وصل لنقطة سكن نادين وثريا فى منزلهم السابق تهتف
بصدمة
= وهى بجد وافقت تروح تعيش هناك
هز
عاصم راسه بالايجاب ليسود الصمت ارجاء المكان كانت اناملها خلاله تعمل
بشرود فوق بشرة كتف عاصم بينما ذاكرتها تعود بها الى سنين طفولتها فى هذا
المكان وكم قاست فى حياتها ليلاحظ عاصم شرودها هذا ليمسك بيدها يوقفها عما
تفعل يلفها فى اتجاهه حتى اجلسها فوق ساقيه ينحنى يقبلها فوق جبهتها هامسا
لها
= بتفكرى فى يا عيون عاصم و سرحتى فيه بعيد عنى
تنهدت فجر تهمس هى الاخرى بخفوت
= فى الزمان اللى فى لحظة اتغير وبقت كل حاجة بالمقلوب
ارجع عاصم خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بعقلانية
= اقصدك كل حاجة رجعت لاصلها وكل واحد اخد جزاءه واللى يستحقه بالمظبوط
ثم انحنى فوق اذنيها يهمس بحب
= بس تعرفى ان نصيبى مفيش احسن منه عندى اغلى هدية ربنا هدانى بها بعد طول انتظار
احنت فجر راسها تهمس بخجل
= وايه بقى هى الهدية دى؟
عاصم وفى عينيه نظرة مرحة قائلا بخبث
= ودى عاوزة كلام جدى عبد الحميد طبعا
رفعت فجر عينيها بصدمة تضربه فوق صدره بقوة تحاول النهوض من فوق ساقه
= بقى كده يا سى عاصم طب خلى جدى بقى يبقى ينفعك
التفت ذراع عاصم حولها يحاول تثبيتها فى مكانه يضحك بشدة قائلا بصعوبة من شدة ضحكه
= طب خلاص حقك عليا ميبقاش زعلك وحش كده
اخذت
تحاول الافلات منه فما كان منه الا ان يحملها يضعها فوق الفراش يستلقى هو
الاخر فوقها ذراعيه تحيط براسها من الجانبين يهمس بخفوت فى حنايا عنقها
= مانتى اللى بتسالى اسئلة غريبة ياقلب عاصم هو فى عندى اغلى واحلى والذ من فجرى واللى عندى بالدنيا كلها
سكنت فجر تحت جسده تهمس له هى الاخرى
بحب ترد كلماته لها
= ولا فى عند فجرك اغلى ولا احلى والا الذ منك يا فارس وحلم عمرها
اشتعلت
عينيه بالنيران عشقه وشغفه وبها يهبط فوق شفتيها يقبلها بجنون قبلة خطفت
منهم انفاسهم لوقت طويل ليرفع راسه بعدها يسالها بصوت متحشرج عاقدا حاجبيه
بعبوس
= هو الحصار هتفك عنى امتى انا خلاص شوقى ليكى هيقتلنى
ضحكت فجر بدلال قائلة
= مش كتير خلاص كلها بكرة بالكتير وهنروح لدكتورة
تنهد عاصم باحباط يتدحرج فوق الفراش لينام فوق ظهره اخذا لها معه بين احضانه يهتف
= ادينى هصبر وبس عارفة لو قالت حاجة تانى مش على هوايا والله محد هيرحمها من ايدى
رفعت فجر يدها تتلمس وجهه بحنان ورقة تهمس له بحب
= لا سيب المرة دى عليا دانا اللى هقتلها لو قالت حاجة تبعدنى عنك تانى
زفر عاصم يغمض عينيه بنشوة هامسا بصوت اجش
= مش بقولك هتموتينى فى مرة بكلامك اللى بيقتل ده
اخذت
فجر دون ادراك منها تشدد من احتضانه له بحماية تدعو الله حتى يحفظه لها
الى ابد الدهر لا ترى فيه مكروها ابدا من اعاد لها الحياة وجعل لكل لحظة
تعيشها معه بالعمر كله يحيطها بحبه وحنانه وحمايته
الخاتمة
.
رواية / اسيرة ظنونة
بقلم/ ايمي نور
الخاتمة
.
تعالى
صوت بكاء الصغير بقوة تهز ارجاء الجناح ليهب عاصم فزعا من نومه يتسال بفزع
عما حدث ليهدء قليلا فور علمه مصدر فزعه ليتنهد باستسلام يلتفت الى فجر
حتى يقوم بايقاظها له لكن قبل ان تصل يده اليها وجدها تنام بعمق وارهاق
تحيط عينيها هالات سوداء من عدم نومها براحة لعدة ايام كانت خلالها تقوم
اكثر من عدة مرات ليلا لاهتمام بصغيرهم كلما تعالا صراخه وحين عرض عليها
احضار مربية تقوم هى عنها بتلك المهمة الشاقة رفضت رفضا قاطعا ذلك الاقتراح
لتعانى من بعدها بسبب رفضها هذا
زفر عاصم بقوة حين
اخذ الصراخ يتعالا ليتاخذ قراره دون لحظة تردد يسحب ذراعه برفق من خلف
راسها المستند عليه براحة مغادرا الفراش بخطوات سريعة فى اتجاه مهد الصغير
والذى ما ان راه حتى توقف فجاءة عن الصراخ ينظر اليه بفضول لينحنى عاصم
يحمله بين يديه برفق وحنان هامسا له
= مالك بقى يا اسر بيه لو عاوز تنام جبنا قول وبلاش الدوشة بتعتك دى
اخذ
صغيره ينظر اليه بأهتمام كما لو كان يدرك ويعى حديثه هذا ليتحرك عاصم به
بأتجاه الفراش يستلقى فوقه بهدوء يضع الصغير فوق صدره براحة واخذ يحدثه
بخفوت
= انت عارف ان ماما تعبانة بسببك اد ايه ؟
رفعه الصغير راسه باتجاهه ينظر اليه يصدر صوت خافت كانه موافقة ليكمل عاصم بجدية
= طيب يبقى لازم تبقى اد المسئولية وتسيبها ترتاح شوية والا والله
لينحنى راسه يقبل وجنتيه المكتنزة بحب هاتفا
=هاكل خدوك الحلوين دول فى قطمة واحدة ايه رايك بقى
ارجح
الطفل ذراعيه وارجله بفرح وسعادة ليظل عاصم يحدث بهدوء وهو يقص عليه كل ما
مر به فى حياته حتى وصل فى حديثه الى لحظة رؤيته لفجر قائلا بشوق وحب
=
عارف يا واد يا اسر حسيت بايه اول ما شوفتها كانت زاى الشمس اللى ظهرت ليا
فجاءة علشان تنور كل الضلمة فى حياتى تعرف كمان انى مقدرش اتخيل حياتى من
غيرها للحظة واحدة
تنهد برقة يكمل
= وتكمل حياتى لحظة ما هديتنى بيك علشان تملا حياتنا بالفرحة انا وجدك عبدالحميد وتيتا عواطف وصفية
ليهمس بحب فى اذنيه
بس اقولك سر بينى وبينك هتفضل هى اكبر فرحة فى حياتى كلها وكفاية عندى انها كون جنبى علسان احس كأنى ملكت الدنيا كلها
لاحظ عاصم سكون الصغير فوق صدره ليراه وقد ذهب فى نوم هادىء يتنفس براحة ليهمس له بحب
= انت نمت مش تستنى نخلص كلامنا سوا
ارتفع صوتها يهمس من جانبه قائلا
= نام من بدرى من ساعة ما كنت بتقوله عن الشمس اللى نورت حياتك
ضحك عاصم يهمس بمرح
= شوفتى العبيط جاى ينام فى اهم جزء فى الحكاية
اندست فجر فيه تضع راسها فوق كتفه تهمس
= متقلقش اكيد وصلت ليه كل كلمة زاى ما وصلت ليا ولقلبى يا عمرى
لترفع راسها تحيط وجنته بكفها تديره لها تقبله فوق شفتيه برقة وحب لعدة لحظات تهمس فوقهم
= ان كنت انا شمسك فانت عمرى كله اللى فات واللى جاى
لتقبله مرة اخرى طويلا تهمس بعدها
= بحبك يا عاصم
غمض عاصم عينيه يتنهد بقوة يشدد من احتضانه لها كمن يريد دسها بين بين ضلوعه هامسا لها
= وانا بعشقك ياعيون وقلب عاصم
لتمضى بهم رحلة الحياة تزدهر مع ايامها زهور حبهم وعشقهم حتى ترعرعت عالية
النهاية