اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثلاثون 30 والأخير بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثلاثون 30 والأخير بقلم فاطمة سلطان





الفصل الثلاثون 30 الاخير 

بقلم فاطمة سلطان 





_____



كان متولي يدندن وهو يرتدي بنطاله في الغرفة، أما هي في المطبخ تصنع الطعام فقد سافر عمر الي الإسكندرية ليغير من نفسيته التي دمرها مروان حينما عبث بهيئته وسمعته أمام الناس ومن وقتها لا يستطيع مجابهة الناس 



دخل عمر الشقة ليجد أشجان في الشرفة وغالبًا تتصل به حينما أهتز هاتفه فكانت قد تركت الطعام وخرجت الي الشرفة لتتصل به وتظهر له مدي أهتمامها به وتسأله هل وصل الي الإسكندرية أم لا؟؟! 




ابتسم عمر بسعادة حقيقية وهو يراها تتصل به وكاد علي وشك أن يدخل لها ولكن استوقفه نداء متولي علي أشجان قائلا 



- انتِ فين ياست .. جعان يا وليه خلصي علشان ألحق أمشي 




دخل عمر الي الغرفة بعدما سمع هذا الصوت وشعر وكأن الدنيا أسودت أمام عيناه والشرار يتطاير من عينه 



حينما دخل ووجد متولي مستلقي علي الفراش وعاري الصدر ليصرخ متولي وينتفض من جلسته بمجرد رؤيته لعمر لم يتوقعا بأنه قد غير فكرته في السفر أقترب منه عمر لاكمًا أياه بحرقه وعدم تصديق وكأن عقله توقف عن العمل  



- يا ابن ***** 



صرخ عمر به ليتحدث متولي بخوف شديد وألم في وجهه بسبب لكماته 



- انتَ فاهم غلط والله يا عمر ياخويا سبني أفهمك بس .... 



قاطعه عمر بغضب شديد وصوت جهوري 



- فاهم أيه اللي غلط يا *****



لا يصدق بأن حبيبه عمره قد خانته، ومع زوج شقيقته، وكان يقبض علي عنق متولي 



فجاءت أشجان من الخلف ضاربة أياه علي رأسه بالنشابة الخشبية المخصصة لعمل الفطائر، ليترنح عمر ثم يسقط أرضا فاقدًا وعيه فقد أتت بها الي المطبخ حينما علمت بوجوده بسبب سماعها صوته، فصرخ متولي بها 



- انتِ عملتي أيه يا بنت المجنونة الله يحرقك 



- هكون عملت أيه ضربته أومال أيه أسيبه يخنقك ويخلص عليك وبعدين يدخل عليا 



- الله يحرقك يا أشجان شكله مات روحنا في بلاش الله يأخدك انتِ السبب في اللي أحنا فيه .. 



قاطعته أشجان بغضب وهي تحاول أخفاء توترها 



- بطل تولول زي النسوان بقا وتنرفزني أسيبه يقتلنا وله يعمل أيه هقولك هنعمل أيه فيه 



ارتدي كلا منهما ملابس الخروج ليحاول متولي حمله ووضعه في السيارة هابطين من (المنور) بعد أن أتصلت أشجان بأحدي الرجال الذين يساعدون أياها في العمل 




حتي لا تصورهم الكاميرات هكذا أقترح الرجل واضعين أياه في السيارة والقوا به في طريق صحراوي ظننًا منهما أن لا احد سيقف في هذا الطريق لانقاذة وسيموت لا محال 



_____ 



-بعد مرور عدة أسابيع- 



في الصباح الباكر، دق مروان الباب لتفتح له سلوي بعد دقيقتين تقريبًا، مبتسمة في وجهه قائلة برفق 



- اتفضل يا أبني .. الله اومال تسنيم فين؟!! 



قالت الاخيرة بلهفة وتساؤل حينما ولج مروان ولاحظت أنه بمفرده جلس علي الأريكة وهو يجيب عليها في نبرة هادئة 



- لا مهوا أنا جاي لوحدي أتكلم معاكي 



أغلقت سلوي الباب لتدخل له بعد دقائق 



وقد صنعت فنجان قهوته فتمتم مروان بنبرة هادئة وقد شُعرت سلوي بمدى احراجه بها 



- أنا حولتلك النهاردة نص الفلوس وكمان شهرين كده أن شاء الله هحولك الباقي أنا مش عارف أقولك أيه بصراحة .. مفيش كلام يوفي اللي عملتيه معايا 



ابتلع ريقه ثم أردف قائلا بهدوء مستكملًا حديثه 



- أنك ادتيني المبلغ حتي من غير ما أعرض عليكي والله أنا محرج منك جدا دي أول مرة كنت أخد فلوس من حد خصوصا أن مكنش في بينا تعامل قبل كده في فلوس 



تنهدت سلوي وهي تتذكر اتصالها بمروان وأخباره بكل شيء فهي شعرت بالخوف علي تسنيم من هذا الرجل أن يتعرض لها مرة أخري تحديدًا بعد تطاوله معها، فهي لم تأمن بوجود جارتها أو عمها أو حتي قوة تسنيم التي ظهرت فخشيت عليها ووجدت أن الحل الأمثل أن يأتي مروان وحتي أنها كانت قد جهزت الاموال وكل شيء 




- واضح يا مروان رغم أن مفيش بينا تعامل كبير ولا كنا بنستلطف بعض أوي بس انتَ مصمم تأخد مني كل مرة حته من قلبي مش محتاجة أقولك غلاوة ملك الله يرحمها عندي 



قالت سلوي كلماتها بهدوء شديد، لتبتلع ريقها هاتفه وهي مازالت محتفظة بابتسامتها 



- ولا احكيلك أن تسنيم بقت نفس غلاوتها اللي نامت جنبي في المستشفي وهي قاعدة وكانت تجري تنادي الدكاتره وشالتني كتير وأنا تعبانة هما الاتنين كانوا بناتي وعيالي أكتر من أبني نفسه فاللي عملته كان حاجة قليلة أوي 



أمسك مروان كف يدها مُقبلا أياه بتقدير وأحترام جلي تحت رفض سلوي في البداية فهتف مروان 



- أعتبريني أنا كمان أبنك وله أيه .. نحسن العلاقات بقا شكلك مش هتخلصي مني كل شوية بقع في حبايبك 



قال مروان الاخيرة بمرح وتقدير شديد فتلك المرأة لن يتركها مرة أخري أبدًا، فهي بمثابة والده أخري له 



لم يدرك في الماضي مدي طيبة قلبها وحنانها ولكنه أدركه الآن فهي خشيت علي تسنيم بأن تعلم أنها التي قد دفعت حتي لا تجرح شعورها، فزوجها سيكون أكثر حفاظًا لكرامتها منها، ورفضت رفض باتًا بأن يكتب لها وصل أمانة ضمانًا لحقها، فمن لها في هذه الدنيا حتي تركن له أموالها أو تدخرها فحتي أبنها يتصل بها ويحدثها بجفاف كل فترة وكأن المدة التي جلست بها معه كانت بلا فائدة ولم تغير به شيء 



كانت ملك عوض لها عنه وقد أسترد الله أمانته، وأعطاها أبنه اخري لتعوضها عن ملك وعن أبنها 



والآن قالتها سلوي بنبرة هادئة 



- اكيد يا مروان يا ابني .. ربنا يسعدكم يارب 



_______ 



في المساء 



استيقظت علي صراخه بجانب أذنيها بفزع كعادته وجدته يجلس بجانبها ومستلقي علي الفراش فصاحت به وهي تقذفه بالوسادة 



- هو انتَ مفيش فايدة فيك كل مرة تفزعني فزعة ألعن من اللي قبلها .. حرام عليك يا شيخ 



هتف مروان قائلا بتفكير وهو يمسح وجهه بضيق أجاد صُنعه جيدًا 



- شوفت كابوس يا بت يا تسنيم 



- هو انتَ جيت أمته أصلا علشان تلحق تنام وتحلم وأنا محستش بيك 



قالتها تسنيم وهي تضيق عيناها وصوتها به بقية نوم، تمتم مروان بعدم أكتراث 



- من امته بتحسي 



قاطعته تسنيم بغضب 



- مروان بقولك ايه ... 



لم تستكمل كلماتها قاطعها مروان تلك المرة بجدية زائفة 



- خلينا في الأهم .. حلمت بقا يا بت يا تسنيم بأوحش كابوس أشوفه في حياتي 



هتفت تسنيم بقلق 



- يا ساتر يارب خير .. حلمت بأيه 



- أني روحت لدكتور وقالي مبخلفش 



قالها مروان بتأثر شديد، فلم ينم ولم يري شيء ولكنه أراد أن يجعلها تستيقظ بأي طريقة فهذا هو الموضوع الأهم وما يشغل عقلها في الفترة الأخيرة حتي أنهما بعد أتيانهم من العمرة قد ذهبوا إلي الطبيبة ولكن تلك المرة برغبتهما 



وقد قاموا ببعض التحاليل ولم يكن لديهما أي شيء يمنع وكذلك مروان، فأعطتهم الطبيبة بعض الإرشادات ولم تجرب معهم أي شيء، وأخبرتهم بأن يأتوا مرة أخري بعد مدة معينة أذا أرادوا فعل حقن مجهري لعلهم لا يريدوا الانتظار، ولكن اتفق تسنيم ومروان علي الصبر مادام كل شيء بخير والا يتعجلا .. 



وقد مر شهرين تقريبًا علي زيارتهم لها، تمتمت تسنيم وهي تستلقي مرة أخري 



- ربنا يهديك يا مروان ده مجرد كابوس  



- انتِ هتنامي ؟! .. ياست جوزك داخل في مرحلة اكتئاب وحلمان بكابوس وانتِ هتنامي 



- اه عادي استعيذ بالشيطان وكمل نوم ربنا يهديك 



قالتها تسنيم ببساطة مدثرة بالغطاء وهي فهمت ما يريده منها أو سبب حنقه من أنها لا تهتم بمعايدته فغدًا أو الآن بما أنهما بعد منتصف الليل، فاليوم هو يوم عيد ميلاده الأول لهما تقريبًا سويًا، ضيق مروان عيناه بغضب حاول كتمه قائلا 



- انتِ هتنامي بجد .. طب مش حاسه أنك ناسية حاجة أو محتاجة تقولي حاجة 



تصنعت التفكير لثواني ثم هتفت بنبرة هادئة وجدية شديدة 



- العشاء صح ؟! انتَ كلت هناك وله لا 



- لا كلت ياختي نامي يا تسنيم مفيش حاجة أنا قايم اتفرجلي علي فيلم رعب يجيب أجلي علشان أخلص 



قالها مروان وقد احتدم غيظه علي أخره، فهتفت تسنيم بمرح وهي مغلقة الأعين تستعد وتتأهب للنوم 



- لا بعد الشر عليك يا حبيبي 



نهض مروان من الفراش، وأخذ اللاب توب الخاص به وتوجه الي الخارج قبل أن يقوم بقتلها، فكيف لا تشعر بأن اليوم عيد ميلاده ورُبما لم يكن يهتم لهذا القدر من قبل بأعياد الميلاد وغيرها، ولكن كل شيء بينهما مميز وهي ليست أي شخص يراها كل شيء في حياته فكيف لها الا تهتم ؟!! 



نعم هو عيد مولده الاول سويًا ولكن هناك ألف طريقة وطريقة لتعلم بها اذا كان من الفيس بوك وغيره وحتي أن اشقاءه وتحديدًا رباب قد نشرت اليوم له العديد من الصور وتقوم بمعايدته فهل هي لم تري ذلك ظن أنها أول من ستقوم بفعل شيء خاص 



حاول أن يقنع نفسها بأنها ستتذكر في الصباح أو غدًا 



_______ 



في الصباح الباكر 



فتح عيناه ببطئ شديد وجد هناك رجل يغرس تلك الإبرة في يده بملابسه الزرقاء ليضيق عيناه ويحاول أن يُركز بشكل أفضل وأقوي 



لينتبه ذلك الممرض المنشغل والمنهمك في عمله باستيقاظ المريض، ليخرج وينادي الطبيب علي الفور، وبالفعل أتي وأخذ يفحصه ومازال عمر يا يفهم ما يحدث، وأخذ الطبيب يسأله بما يشعر وهل هو يتذكر شيء فأخذ يتفوه ببعض الأشياء ويستعيد وعيه ويطالب بأن يخرجوه من هنا وثار عليهما فأتصلت المستشفي برقم شقيقته التي أتت بعد ساعة تقريبًا وجلست معه بمفردهما وأخذت تبكي 



- حمدلله علي سلامتك ياخويا يا غالي .. هو أنا ليا غيرك .. ده أنا أدبح عجل أنك فوقت 



- الدكتور قالي أني بقالي كتير في غيبوبة يا مروة و .... 



قاطعت مروة حديثه بتأكييد 



- أيوة ياخويا فعلا بقالك كتير في غيبوبة منه لله أبن *** .. هو جوز بنت كريمة ****  اكيد هو اللي عمل فيك كده ... جالي مكالمة من المستشفي أن راجل لقاك علي طريق صحراوي مرمي وجابك المستشفي 



- مش هو اللي عمل فيا كده يا مروة اللي عمل فيا كده هو .... 



قاطعته أشجان فهي لن تعطي الفرصة بأن يتذكر شيء 



- انتَ لسه خايف منه أكيد .. انتَ هتخاف وله أيه ده في حكومة في البلد .. مهما كانت قوته انتَ مش قليل 



- اخرسي بقا سبيني أتكلم يا مروة مش قادر 



قالها عمر بأرهاق وهو لا يشعر بشيء سوي الصداع الذي سيفتك برأسه، فتمتم بحنق 



- أنا اللي عمل فيا كده أشجان ومتولي .. قفشتهم روحت البيت فجأة.. ولاد **** .. لقيت متولي في سريري 



- انتَ بتخرف وله أيه يا عمر أشجان أيه ومتولي أيه انتَ أكيد بتخرف .. انتَ مش فاهم بتقول أيه ياخويا.. متولي ده جوز أختك واشجان دي مراتك اللي تتمنالك الرضا ترضي وبتحبك من وانتم عيال 



قالت مروة كلماتها وهي تتعمد أن تنفي أي شيء بعقله، هي متأكدة بأنهم من فعلوا ذلك ولن تخاطر وتجعله يصدق ما يقوله أبدا 



يجب أن ينسي تلك الكارثة فزوجها قد سامحته حينما أعترف لها فهو كأي زوج يخطئ وهكذا غفرت له بل ستقوم بستره فهو والد بناتها ولن تخاطر بطلاقها أطلاقًا 



أما أشجان هي ساقطة وعاهرة وتعلم ذلك كل  العلم ولكن ستغدق عليها بالأموال بل قامت بأعطاءها مليون جنيه حتي تقنعه بأن كل ذلك من وحي خياله فهذا أفضل للجميع بدلا من أن تسجن شقيقها بأي تهمه من المممن أن تلقيها عليه 



فصرخ عمر وهو يحاول تحريك قدمه وجسده وأن ينهض ولكن لا يستطيع فعلها 



- بقولك شوفتهم بعيني وجوزك اللي ضربني الصدمة صعبة عليكي عارف بس دي الحقيقة متعمنيش 



هتفت مروة بأنكار شديد 



- انتَ واضح الغيبوبة مأثرة عليك ياخويا بيتهايقلك أنا استحالة أشك فيهم 



- انتَ باين عليكي خايفة تصدقي أخرسي يا مروة مش هسيبهم هقتلهم 



- تقتل مين ياخويا لا حول ولا قوة الا بالله لا الغيبوبة أثرت عليك فعلا 



قالت مروة تلك الكلمات وهي تلط علي خديها وتصفع ذااها، فدخلت أشجان مع الطبيب صارخة 



- اه يا حب عمري يا عمر .. أخيرا فوقت منهم لله اللي كانوا السبب 



- اخرسي خالص 



قال تلك الكلمات وهو يحاول أن ينهض ويفتك بها ولكن يجد نفسه لا يستطيع التحرك أبدا 



- أنا مش حاسس .. مش حاسس برجلي ولا بجسمي 



صرخ عمر بتلك الكلمات فهتفت أشجان بخبث وهي تبكي وتنوح 



- يالهوي انتِ لسه مقولتيشيا مروة .. معلش ياخويا ولاد الحرام ضربوك ومش هتقدر تمشي تاني 



- يعني أيه انتِ بتقولي أيه يا بنت **** .. أنا متشلتش .. انا متشلتش لا .. انتم اللي عملتهم فيا كده انتم اللي عملتم كده فيا 



هتفت شقيقته مروة الي الطبيب بنبرة ماكرة والدموع تهبط منها 



- الحقنا يا دكتور من ساعة ما صحي عماله يزعق فيا ومنهار خالص وعمال يقول حاجات ملهاش علاقة ببعض ده حتي مكنش فاكر أني اخته وفضلت أفكره بيا 



- انا مش مجنون 



صرخ عمر بتلك الكلمات بانهيار شديد 



______ 



في المساء 



دخلت تسنيم المطعم لتسأل عنه البعض يعرفها والبعض الاخر لا يعرف هويتها وجدته يقف وسط شابين ويتحدثوا في شيء ما، نادت عليه فانتبه لها مروان رامقًا أياها باستغراب اقترب منها سائلا أياها 



- في أيه يا تسنيم أيه اللي جابك هنا .. ومقولتيش أنك جاية يعني 



رفعت الصندوق الكبير الذي تحمله وخاص بالهدايا علي الأغلب أخذها الي مكتبه دون قول شيء ثم هتف باستغراب وغيظ حينما دخلوا المكتب وأغلق الباب 



- يعني الهدية دي لو كنت رجعت البيت كان هيحصل أيه ليه جاية بنفسك 



- هتكون الساعة عدت ١٢ وبعدين انتَ ليه مش عاجبك اني جيت 



قالتها تسنيم متصنعة الغضب واضعة الصندوق علي المكتب، فهتف مروان بنبرة هادئة وهو يحك مؤخرة رأسه 



- مش مضايق بس انتِ مقولتيش أنك جاية 



هتفت تسنيم بنبرة عذبة والابتسامة ترتسم علي شفتيها 



- مهي مفاجأة يا ناصح .. كل سنة وانتَ طيب يا مروان ربنا يخليك ليا .. وعقبال سنين كتير وانتَ يصحة وبسلامة يارب 



وضع قُبلة علي جبهتها بهدوء هاتفًا بعشق 



- ويخليكِ ليا يارب 



- يلا افتح الهدية بقا 



قالتها تسنيم بحماس شديد، ليقترب مروان ويفتح الصندوق الكبير ليجد صندوق أخر أصغر في الحجم ليفعل نفس الشيء مرة أخري ويجد صندوق أخر ، تمتم مروان قائلا بحنق وهو يضيق عيناها 



- ايه يا تسنيم أنا بفرهط 



أردفت تسنيم قائلة بحماس شديد أكثر منه 



- كمل بس أتقل تأخد حاجة نضيفة 



هتف وهو يغمز لها بعيناه 



- ايه هلاقي سماعة برضو 



- دور يابني كمل فتح وبطل رغي 



ظل مروان يفتح صندوق تلو الاخر حتي يري الي أين سيصل فتح عشرة صناديق تقريبا وحينما جاء علي أصغر صندوق نهضت ووقفت بجانبه فهتف قائلا 



- ياختي قلبي بيقولي انتِ جاية تجلطيني مش جايبة هدية لا 



قهقهت علي حديثهثم هتفت قائلة بنفي 



- والله العظيم عيب عليك يا مروان.. خلاص أوعدك ده أخر حاجة هتفتحها 



أخذ يرمقها بنظرات مُبهمة ليفتح العلبة الصغيرة ويجد بها حذاء صغير بالكاد لطفل حديث الولادة وبينهما شيء ما صغير لم يحدد ملامحه فهتف ساخرًا 



- يااه يا تسنيم ده أنا من أيام الهكسكوس وأنا مقاسي كبر عن كده 



هتفت تسنيم بغضب وهي تلكزه في ذراعه 



- هو ده ليك انتَ يا غبي 



هتف مروان بنبرة مغتاظة 



- يا بت بطلي طول لسان ههزقك .. ايه اللي انتِ جايباه ده 



- سبحان الله ذكي في كل حاجة وبتفهمها من قبل ما تطير وجاي دلوقتي تستغبي 



أمسك مروان الحذاء وقد لفت نظره ذلك الشيء الابيض الصغير وبه شريطين من اللون الأحمر في البداية ظن أنها تمزح معه بتلك الهدية ولكن بدأ بتكوين صورة واضحة، فتمتم مروان قائلا بعد تفكير طويل 



- أمك حامل وله طنط سلوي ؟! 



أمسكت معصمه وكانت علي وشك عضه لتخرج منه ضحكاته الرجولية بمرح شديد  وهو يحاول كبحها عن فعلتها الجنونية ليأخذها في أحضانه في البداية حاولت دفعه عنها وأبعاده عنها ولكن استكانت في أحضانه لتهبط دموعها تلقائيًا محاوطه عنقه بحب شديد 



هتفت تسنيم بنبرة عذبة وهامسة وهي مازالت تحتضنه 



- دعيت كتير أوي في العمرة أني افرحك وأن ربنا يرزقني بطفل منك يا مروان 



ابتعدت عن حضنه محاوطه وجهه قائلة بنعومة ورقة 



- كنت متخيلة أني يوم ما اتجوز هعوز أخلف لأني حابه أكون أم حتي لو محبتش الشخص اللي معايا .. بس دلوقتي أنا عايزة أخلف علشان بحبك انتَ 



ابتسم مروان ورفرف قلبه وطار في دنيا عجيبة تستطيع تسنيم وحدها بكل تفاصيلها الجيدة والسيئة أدخاله بها، فأصبحت تسيطر علي قلبه سيطرة كاملة هنيئًا لها بأنها قد حظت علي قلبه!! 



تمتم مروان بنبرة هادئة وهو يقبل جبهتها 



- ربنا يقومك انتِ وهو بالسلامة يارب دي أهم حاجة عندي 



- فرحان 



هتف مروان بمرح كعادته 



- لا مش فرحان .. اكيد فرحان يا هبلة .. بس انتِ عرفتي أمته يعني وليه مقولتيش ليا يعني انتِ كنتي بطنشيني أمبارح وأنا افتكرتك ناسية عيد الميلاد 



هتفت تسنيم وهي تشرح له ما حدث 



- عارفة بقالي أسبوع عملت التحليل في البيت فأنا قولت اتأكد ومرضتش أقول لحد خالص وروحت للدكتورة لما قولتلك رايحة عند ميرنا وهي اكدتلي وفضلت ساكته علشان اقولك النهاردة وتكون أول واحد تعرف 



هتف قائلا وهو يضيق ملامحه 



- يعني بتكدبي عليا ومروحتيش عند ميرنا ده يومك مش فايت 



هتفت تسنيم قائلة بنبرة شبة صارخة 



- تصدق أنا غلطانة أني جيت .. ده اللي لفت نظرك في كل اللي قولته 



ضحك ثم هتف قائلا بحب ومرح فالسعادة تغمره لا يصدق أنه شعر بتلك السعادة من قبل رغم كل شيء 



- اللي لفت نظري أنك بقيتي مش سالكة يا بت يا تسنيم ساكتة كل ده ومقولتيش لامك ولا لسلوي ولا اي حد وأنا كل يوم في وشك وعرفتي تخبي .. قوليلي بصراحة هيشغلوكي تسنيم الشوال في المخابرات أمته 



- انا مش سالكة 



هز رأسه مؤكدًا ثم هتف قائلا 



- اه وخبيثة كمان 



ضحكت ومازالت الدموع تهبط منها فهتفت ومروان يمسح دموعها بأنامله 



- مقبولة منك علشان مش هزعلك النهاردة .. المهم أنا جبتلك هدية تانية في البيت أكيد مكنتش دي الهدية بس 



- مهما جبتي خلاص انتِ جبتي أحلي هدية 



قال مروان تلك الكلمات وهو يُقبل يدها، فهتفت قائلة 



- أنا عايزة أعدي علي ماما وأعدي علي طنط سلوي أقولهم بقا وأكلم باباك ومامتك 



- ايوة يلا أنا جاي معاكي 



سألته باستغراب 



- مش قولت هتسهر 



- لا خلاص أنا هفضل نايم  لغايت ما تولدي علشان عارف أن النوم هيكون صعب بعد كده 

_______ 



- انتَ بتتكلم بجد يا مروان 



نظر مروان لتسنيم القابعة بجانبه في السيارة بفرحة شديدة أستطاعوا تخيل وجه محسن من نبرته، فتمتم مروان 



- أه والله يا بابا بجد الحمدلله تسنيم حامل .. شوف انتَ كنت بتتصل تقولنا علي ولادة ريم بنت أسلام وأحنا قولنالك خبر أهو برضو محدش أحسن من حد 



خبر قصاد خبر 



قهقه محسن بفرحة عارمة وسرعان ما سمعوا بكاءه وكبيرة علي مروان أن يسمع بكاء والده فهي لحظات قليلة ومؤثرة جدا من استطاع مروان رؤية دموع والده 



هتف مروان بأستغراب 



- انتَ بتعيط يا بابا 



- فرحان بيك يا أبن **** ... أخيرًا هشوف عيالك 



كانت صوت محسن يحمل فرحة أب بعوض ولده وأول من رأت عينه وأكبر أبناءه، أجاب مروان عليه بمرح وقد ترقرقت الدموع في عيناه هو الاخر وكذلك تسنيم 



- وليه الغلط يا بابا .. ده أنا هكون أب أو سيفن أب مش ضامن 



- ألف مبروك يا حبايبي متقعدوش تقولوا للناس كلها وخلي بالك من مراتك هاتلها حد يخدمها متخليهاش تعمل مجهود وأبعد عنها خالص أنا بقولك أهو ولا تكلمها ولا تزعلها ... 



كاد محسن أن يستكمل وصاياه فهتف مروان بسخرية ومرح مقاطعًا حديثه 



- جرا أيه يا بابا ما تقدملي بعثة برا .. أهاجر أحسن .. وله أتواصل معاها بلوتوث علشان حامل .. في أيه ده أنا اللي جايبه من دلوقتي هتركنوني علي الرف 



- اه تتركن علي الرف يا حيوان لغايت ما تولد بالسلامة وأحنا هنحاول نيجي نشوفها متخليهاش تتحرك وابقي كلم أمك واختك أنا برا دلوقتي مش هعرف أقولهم ده أمك هتفرح بيها أوي .. لسه كنت هتفق علي خروف ادبحه علشان ريم .. بالخبر اللي قولته ده هدبح عجل 



قال محسن كلماته بسعادة بالغه، فهتف مروان بنبرة مرحة ومشاكسة لوالده كعادته 



- الله .. ايوة بقا يا حج طلع اللي تحت البلاطة بقا .. الحج محسن بيتهور بيتهور 



- ليه هو أنا بخيل يا أبن *** .. لا صحيح ادتني فرحة عمري بيك بس متفتكرش أنك كبرت عليت ههزقك برضو 



______ 



-بعد مرور عدة أشهر-. 



كانت تسنيك تقف في المطبخ تكون بملئ كوب من العصير ثم قامت بشربه وخرجت من المطبخ وكانت علي وشك الذهاب الي غرفة المعيشة لتسمع غنائه أثناء أستحمامه، فهتفت تسنيم بصوت مرتفع 



- هتتلبس يا مروان والله العظيم في مين 



هتف من الداخل بمرح 



- اتلمي يا بت نقطيني بسكاتك 



كادت أن تجيب عليه لتشعر بألم شديد يأتي لها تلك المرة فهي تتجاهله منذ أن أستيقظت ولكن أشتد عليها الآن لدرجة لم تتحملها، فهتفت بنبرة صارخة 



- مروان الحقني شكلي هولد 



هتف مروان بسخرية شديدة وهو يفتح الباب ووجه وجسده عليهما صابون الاستحمام 



- لا ياختي دي تالت مرة مش هصدقك المرة اللي فاتت جيتلك من عند الحلاق نص شعري محلوق والنص التاني لا 



كاد أن يغلق الباب لتمنعه قائلة بغضب وحنق 



- بقولك بولد يا بارد 



- كل مرة بتقولي نفس البوقين يا تسنيم .. المرة اللي فاتت علشان أصالحك عملتي فيا حوار .. سبيني أكمل الشاور يلا ربنا يهديكي تلاقيه مغص وله طلق كاذب زي كل مرة يلا بطلي كذب بقا ... استني طيب أخلص وأخرج لك 



- هموت مجلوطه منك 



كان يتحدث ببساطه أغضبتها  فمنذ أسبوعين تقريبا قد عايشته موقفين أغرب وأفظع من بعضهما دخل دون أن يغلق الباب ليستكمل ما كان يفعله لتغضب وبشدة وتذهب وهي تتألم وتتصل بوالدتها وجدت هاتفها مغلق كالعادة فالشقة القابعة بها شبكة الهاتف هناك ليست جيدة علي الأطلاق؛ هاتفت سلوي لا تجيب عليها هي الاخري 



- طب أتصل بمين ينجدني منك .. أخلص يا مروان شكلي هولد بجد 



- متأكدة كده ليه ده انتِ مرتين رعبتيني وبعدين دي أول مرة ليكي يا ست بطلي أفوره 



كان يتحدث ببساطه شديدة، فهتفت تسنين والغضب والألم يتملكوا منها 



- انا بس أخلص من اللي في بطني وهوريك علي الي بتعمله فيا 



قالتها بنبرة شبه صارخة، فهتف مروان من الداخل 



- اهمدي يا ولية بقا .. الشامبو جه في عيني 



- احسن ..  انا مش عارفة أكلم مين أخلص يا مروان أنا هولد يا بارد مش وقتك .. والله لاكلم أبوك أمي تليفونها مقفول وطنط سلوي مبتردش هموووت معاك كده 



- افتحي لايف علي الفيس طلعيني وأنا بستحمي احسن .. جرا ايه يا ستي هتفضحيني عند أمه لا اله الا الله علشان بستحمي 



أخذت تخرج رقم والده وهي تضع يدها علي بطنها وبعد دقيقة أجاب عليها محسن قائلا 



- الو يا تسنيم عاملة أيه يا بنتي انتِ ومروان وحفيدي عامل أيه 



هتفت تسنيم بألم وصراخ شديد 



- حفيدك مش عامل حاجة هموت أنا وهو من أبنك بيستحمي وسايبني بقولي الطلق جالي وهو قاعد بيستحمي 



- انتم بتهزروا 



- والله يا عمي ما بهزر مقتنع أني بشتغله زي المرة اللي فاتت خد كلمه 



كانت تتحدث بصراخ شديد ففتحت مكبر الصوت فهتف محسن بغضب 



- يا أبن **** البت بتولد وانتَ بتستحمي يا مهزق 



كان مروان قد انتهي من استحمامه بالفعل وارتدي روب الاستحمام الخاص به وخرج من المرحاض هاتفًا بقلق فعلي ما يبدو لا تمزح معه  



- خلاص اهو هلبس واخدها أيكش تولد المرة دي علشان زهقوا مننا في المستشفي 



كانت تصرخ وبشده وقد قامت بعضه في يده  ويتشاجروا حتي هبطا وركبوا السيارة وطوال الطريق لم تتوقف علي الصراخ فتمتم مروان بتوتر وحاول أن يمرح معها قائلا 



- اهمدي سرينا واتفتحت والله هيفتكروا أني خاطفك بصويتك ده 



- انتَ ادعي عليك بأيه يا شيخ شايفني تعبانة وفاكرني بهزر منك لله يا شيخ 



- ياختي اهمدي مش الاسبوع اللي فات عملتي كده وطلعتي بتشتغليني علشان أصالحك 



- لو كل مرة هتفتكرني بشتغلك مش هولد كده هفضل شايلهم للذكري مثلا 



هتفت صارخة به، فحاول مروان أن يمرح معها 



- انا حاكتلك قبل كده عن جدي 



- لا هو ده وقته تحكي يعني 



قالتها بسُخط والألم يفتك بها فهتف مروان 



- يا بت عايز انسيكي الوجع والهيكي لاغيني بس .. المهم كان شبههي مش دايما بتقوليلي انتَ مش شبه أمك ولا أبوك في الطبع اهو أنا نسخة منه بقا 



- ايوة ماله انطق 



قالتها بسأم وحاولت أم تعض حجابها لعلها تكبد ألمها 



- كان جدي أه بس الله يرحمه ميت حاجة وتمانين سنة بس كان راجل نينجا كده كان يعاكس أي واحدة ماشية ... والله كان كل يوم يقول هتجوز هتجوز ونمسكه بالعافية كنا بنخاف نقعد معاه واحدة ست .. كان بيروح المستشفي يعاكس الممرضات 



- انتً كده بتهديني وله أقوم أمسك في زمارة رقبتك 



قالتها بصراخ شديد فهتف مروان 



- يا ستي أنا خلاص روحت بيت الله .. ولا هبص لاكسات ولا لارجات رضينا بالميديمات وبعدين ما كنتي ولدتي قيصري وفتحنا  وخلصنا من بدري



- اسكت خالص أرحمني



قالها بمرح لا تدري هل تضحك أم تظل علي موقفها في الألم الذي لا يتوقف .. 



______ 



- بعد ساعات- 



كانت تسنيم علي الفراش وقد علقوا لها أحدي المحاليل بعد الولادة وكان مروان يحمل طفلته الصغيرة وكانت سلوي تحمل الصبي وتعالت ضحكات أشقاء تسنيم وفرحتهم بالمولودة وكذلك والدتها التي أخذت الطفلة من مروان فتمتمت سلوي بانزعاج 



- تصدقوا أنكم عيال رخمين ازاي محدش فيكم يقولنا أنك حامل في توأم يا تسنيم ده أنا وأمك جبنا اللبس كله للولد 



ردت تسنيم بأرهاق والابتسامة مرتمسة علي ثغرها 



- والله مقولناش لحد خالص الكل عارف أنه ولد حبينا نعملها مفاجأة 



- أصل الدكتورة فتحت كانت ناوية تطلع واحد بس قالتلنا في واحدة علي جنب أطلعها دلوقتي وله نخليها تتخمر شوية قولتلها لا بالمرة وكانت هدور بعد البنت قولتلها لا أنا مش دافع أكتر من كده فراحت خلاص بقا خلصت الليلة 



ضحك الجميع علي حديث مروان المرح حتي تسنيم، فهتفت تسنيم 



- مفاجأة حلوة 



قالتها تسنيم بتساؤل فهز الجميع رأسه بفرح شديد فهتف مروان بمرح شديد والسعادة تظهر بشكل جلي علي ملامحه 



- شوفوا الواحد يوم ما يعمل مفاجأة بيفاجئ بعيال زيادة خد واحد والتاني هدية محدش يتوقعني فعلا 



هتف شقيق تسنيم الصغير 



- هتسموهم أيه 



- فارس ومُهرة 



قالها مروان وهو ينهض ليحمل طفليه الاثنان مقبلًا جبهتما بحب ورضا شديد، وأخذت كريمة تطلق الزغاريط بفرح شديد بابنتها 



-بعد مرور أربعة أشهر من ولادة تسنيم- 



في المنصورة، كانت رباب تهز قدمها وتدبدب في الأرض بطفولية وانزعاج شديد علي وشك البكاء بالفعل وتقف أمام والدتها التي تحمل مُهرة وتسنيم التي كانت تحمل طفلها فارس النائم في أحضانها، فهتفت رباب قائلة وقد احتدم غيظها علي أخره 



- مهوا والله لو مقامش أنا هطلع أنام بجد مش معقول كده ده انا مش عارفة أقول لوائل مساء الخير ده قاعد وسطنا 



انطلقت ضحكات من تسنيم لم تستطيع كبحها، فحاولت مريم الا تضحك بالفعل هذه أول رده فعل قد تصيب أي شخص بما يسمعه، ولكنها حاولت أن تطيب بخاطر أبنتها 



- خلاص يا رباب .. انا هناديه أو تسنيم هتناديه دلوقتي وهنقومه هو بس بيهزر معاكوا 



أخذت رباب فنجانين من القهوة لمروان ووائل فقد تناول مروان العشاء معهم رغم أن الليلة كانت عقد قران رباب ووائل ولكنه لم يتركهما ولو لدقيقة بمفردهما، لم يكفيه ما فعله في السنة الماضية فكان يضع شقيقه أحمد في مواجهتها وكان ممنوع منعًا باتًا الخروج. 

دخلت رباب الي غرفة الاستقبال لتجد مروان يمسك لوحة التحكم الخاصة بالتلفاز (الريموت) ويبحث عن شيئا ما ثم هتف بمرح وهو يعود مرة أخري للجلوس بجانب وائل 



- اهو اعادة الماتش يا وائل ملكش حجة بقا 



- انا بفكر أطلع انام 



قالتها رباب بعد أن طفح بها الكيل، فهتف مروان بنبرة حانية ومستفزة بعض الشيء تحت نظرات وائل المشتعلة 



- اه والله اطلعي نامي يا بت 



ثم وجه بصره الي وائل القابع بجانبه مستكملًا حديثه قائلا 



- اصل البت لسه مخلصة امتحانات سنة رابعة بقا نعمل ايه الاستعجال وحش .. اهي مشطبة اهي مش قادرة تقعد معاك يوم  كتب كتابكم والله عيب اللي بتعمليه ده يا رباب 



- هي برضو اللي عيب 



قالها وائل وهو يجز علي أسنانه، فهتف مروان مؤيدًا حديثه 



- لا فعلا العيب عليك بنتنا مبتغلطش .. انتَ اللي مستعجل علي الجواز كنت استنيت لما نطمن البت ناجحة وله ساقطة في يومها ده 



دقت تسنيم الباب وفتحته بابتسامة هادئة قائلة بحرج وهي تري مروان الجالس في المنتصف علي يمينه شقيقته وعلي يساره يجلس وائل 



- مروان تعالي عايزاك



- عايزة أيه 



قالها مروان وهو يدرك أنها تريد أن تخلصهما منه، فهتفت تسنيم قائلة بحدة حاولت اخفاءها 



- قوم بس عايزاك 



نهض علي مضض قائلا وهو يشير الي وائل وهو يضيق عيناه قائلا بغيظ 



- جاي تاني يا وائل اعتبر البيت بيتك 



- براحتك يا مروان



قالها وائل وهو يتنفس الصعداء خرج مروان ولم يغلق الباب خلفه لتمسك تسنيم بمقبضه وتغلقه بغضب 



- يا بايخ انتَ قاعد في وسطهم بتعمل ايه الاول كنا بنقول خطيبها وبلاقي تفسير لرخامتك لكن الراجل لسه كاتب كتب كتابه عليها وانتَ قاعد في وسطهم 



- اه حد اشتكالك 



قالها وهو بجز علي أسنانه فهتفت تسنيم ساخرة 



- ده أمه لا اله الا الله هتشتكتي ده ابوك واخواتك كلهم مشيوا وانتَ قاعد



-في الداخل- 



ابتسم لها وائل وكان علي وشك ان ينهض من مجلسه ليجد الباب يُفتح، ليطل مروان برأسه فقط قائلا بابتسامة هادئة 



- القهوة يا وائل أوعي تنساها احسن تبرد متستنانيش علشان لو طولت 



توتر وائل فهتف قائلا 



- حاضر يا مروان هشربها .. هشربها 



أغلق مروان الباب وكان وائل علي وشك أن ينهض مرة اخري ليقاطعه فتح الباب مرة اخري ليصدع صوت مروان 



- اجبلك جاتوة؟ 



- انا هجيبلهم الجاتوة تعالي انتَ 



قالت مريم تلك الكلمات كترحيب بوائل وهي تقف عند الباب، وذهبت وهي تشد مروان واليد الآخري تمسكه تسنيم ويأخذوه ناحية المطبخ فهتف بحنق



- عيب والله اللي بتعملوه ده نسيب الضيف لوحده 



- ضيف أيه يا أبن الهبلة انا هبقي اقعد معاهم يا بارد انتَ جايب التناحة دي منين خدي جوزك واطلعي يا تسنيم 



قالت مريم وهي تتوجه ناحية المطبخ، فامسكت تسنيم يده وهو يصعد معها ببطئ شديد وقلبه لا يطاوعه فهو يشعر بالغيرة علي صغيرته فهي ليست بمجرد شقيقة حتي ولو كان زوجها يشعر وكان أحدهما يسرقها منهما ورغم شعور اشقائه ووالده بذلك لم يتصرفوا بحماقته، ولكنه ترك تسنيم هابطًا الي المطبخ مرة أخري لتذهب تسنيم خلفه قائلة 



- انتَ بتعمل أيه 



- هاكل جاتوه حبكت في دماغي بقا .. هاتيلي يلا 



قالها مروان بانزعاج، فاقتربت تسنيم من الثلاجة لتأتي له بقطعة وقامت بدفع الطبق مائله أياه علي قميصه الأسود قاصده ذلك وهي تحمل أبنها ووالدته تحمل ابنتهما، فصرخ مروان بها 



- انتِ بتهرجي 



- معلش يا مروان شايلة الواد الله .. مختش بالي أطلع غير هدومك طيب وخد دش بالمرة وأحنا هنقعد مع رباب ووائل 



قالتها تسنيم بخبث لتضحك مريم وكارمن التي أتت من الأعلي فهي الآخري كانت خطبتها منذ أسابيع، ليتوجه مروان الي الخارج صاعدًا إلى الدرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة



لتعطي تسنيم الصبي الي كارمن وتصعد خلفه وحينما دخلت الغرفة أغلقت الباب بمرح ووجدته يعبث في حقيبة سفرهم 



تمتمت حينما وجدته قد خلع ذلك القميص قاذفًا أياه علي الأرض ومازال يتحدث بتلك الكلمات التي لم تميزها ولكنها متأكدة بانه يلعنها 



هتفت قائلة وهي تعقد ساعديها 



- بقا يا مستفز في واحد يقعد مع واحد وواحدة يوم  كتب كتابهم ما بينهم عزول وفرحهم بعد أسبوعين 



- أه أنا .. وعلي فكرة دي اختي .. واخرسي بقا منك لله فين المكوي .. بتعملي فيا الحركة البايخة دي .. هقعد أكوي مخصوص وأنزله ب outfit  جديد وماله هتغلبيني يعني 



هتفت تسنيم بحنق وغيظ 



- ده كتب كتابهم والله عيب اللي بتعمله ده سخافة



- أه انا اعمل كده وبعدين ما أنا كتبت كتابي عليكي خمس سنين ومقعدش معاكي لوحدنا كنت مُت يعني .. لسه عايش أهو .. يبقي هعيش عادي أبن الصرمة لو مقعدش معاها. 



قالها بانزعاج جلي فحاولت أن تقلب الوضع لصالحها 



- انتَ كنت متجوز ياخويا ومكناش نعرف بعض وبلاش علشان مقلبش الترابيزة عليك 



- لا مش مبرر برضو .. هلبس وانزلهم تاني .. والحركة اللي عملتيها كلامنا فيها بعدين 



اقتربت منه قائلة وهي تحاوط عنقه بدلال مُفرط 



- مش يمكن مش يعمل كده علشان رباب .. يمكن وحشتني وعايزة أقعد معاك لوحدنا بما أن هما معاهم فارس ومُهرة 



نظر لها وهو يحاول الا تسيطر عليه بعيناها الماكرة وحركاتها الانثوية التي تعلم تأثيرها عليه جيدًا فهتف قائلا بمرح رغم أنزعاجه 



- اسكتي يابت يا تسنيم مش أنا توبت



- لا معرفش توبت امته 



سألته بمرح مماثل له، فتمتم مروان بعد تفكير 



- من ساعة ما حملتي وأنا تايب ومتقي الله جوا وبرا ... فهنزل أشوف وائل وحشني بموت فيه أبن أيه 



- وهتسبني وأنا بقولك وحشتني .. دي الرجولة .. دي قلة الأدب 



- يا ستي أنا بقيت بسكر دلوقتي صح .. مش أنا تعبانة لسه ولده العيال مش عارفة أنام 



هتفت قائلة وهي تتصنع الانزعاج علي أكمل وجه 



- وحشتني قعدتك .. يعني قعدة رباب ووائل أحسن من مراتك حبيبتك 



قالتها وهي تمرر أصابعها علي وجهه فهتف قائلا بسخرية 



- أنا نسيت أني جوزك ياستي 



- أفتكر طيب كده .. حاول يمكن تفتكر وربنا يكرمك وتسيب الناس اللي تحت في حالهم 



قالتها بمرح ليجيبها بمكر وحنق فهي بدأت بالتأثير عليه بالفعل 



- هفكر أمك لسنتين قدام سبيني أنزل أشوف أبن الناس الطيبة اللي قاعد مع أختي وأوعدك... 



قاطعته قائلة وهي تضيق عيناها 



- قولي أنك راجل زي بقية الرجالة ومن ساعة ما ولدت وأنا مبقتش عجباك أكمني تخنت حبتين 



- اه وأقولك كمان أنا مروان أبو حجر شقيق مصطفي أبو حجر الروح بالروح 



قالها وهو يؤكد حديثها بمرح شديد، قبلت تسنيم وجنتيه بعشق شديد واشتياق نعم تشتاق له فليس الهدف الوحيد هو كبحه عن تصرفاته الجنونية لشقيقته، وتركت قُبلة رقيقة علي شفتيه وهنا نسي أصراراه علي الهبوط ولم يفرط في تقبيل شفتيها فمنذ ولادة التوأم والدتها تأتي باستمرار لمعاونتها وكذلك سلوي وصديقتها ميرنا وفي المساء تكن نائمة بارهاق شديد، فلم يحظي بفرصة تجمعهما جنونية، بادلها بشغف شديد ناسيًا كل ما يريده، فابتعد عن شفتيها قائلا بمرح 



- منك لله عارفة أن الإنسان ضعيف 



- معلش يا سيادة الشيخ ممكن تتوب بعدين واحشني أوي 



- يعني أوي أوي .. وله أوي بس تفرق .. وتفرق أني ملاقيش حد جه وإلا شكلك انتِ اللي هيبقي قذر أنك عاملة كل ده وبتستفردي بيا وبتستغلي أني بيضحك عليا 



أردفت تسنيم قائلة بسخرية 



- وانتَ بصراحة يضحك عليك 



هتف قبل أن يعاود مُقبلا أياها بحب واشتياق مرة اخري 



- أه بيضحك عليا أوي الناس كلها عارفة كده 

______ 



بعد مرور عدة أشهر كانت تسنيم منشغلة بعملها التي أصبحت كارمن شريكتها به وتأتي الي القاهرة كثيرًا وبعد زواجها ستكن أقامتها هنا، وكانت تسنيم منشغلة بأولادها ووالدتها قد أخذت بعد الأموال من بيع بعد الأراضي في بلدتهم بأن وافق اشقاءها أخيرًا علي بيعهما وأصبحت قادرة علي أن تصرف علي أبنائها، ولكن أصيبت بسرطان الثدي منذ شهرين تقريبًا وتخضع الي العلاج



-أمام شقة عائلة كريمة-



دقت تسنيك  الباب لتفتح لها والدتها بعد دقائق وهي تعدل من وضعية حجابها ليظهر رأسها التي قد سقطت خصلاتها منها كلها أثر تلك الأدوية التي تأخذها؛ فهتفت تسنيم قائلة بألم يختلج قلبها أثر رؤيتها



- صباح الخير يا ماما .. جيتلك بدري عارفة أنك لوحدك والعيال في المدرسة دلوقتي 



- ادخلي يا بنتي بس عيالك سيباهم مع مين 



قالتها كريمة بوهن وهي تدلف الي الداخل وتمشي ببطئ شديد فخطواتها وصحتها ليست في محلها تحديدًا بعد أن بدأت في تلك الجلسات -الكيماوية- هتفت تسنيم وهي تجلس علي المقعد 



- مع رباب وكارمن .. ممكن أفهم أزاي متروحيش الجلسة أمبارح .. أنا افتكرتك روحتي .. مكنتش عارفة أنزل بالعيال الاتنين واجيلك أمبارح ومروان مكنش موجود 



- متتعبيش نفسك يا ضنايا .. كفايا اللي انتِ فيه وكفايا اللي دفعتيه في الجلسات دي أنا معملتس حاجة معاكي أستاهل أني أكون حمل عليكي بمصاريف علاجي يا بنتي كمان واحرجك مع جوزك



قالت كريمة تلك الكلمات بوجع شديد وأنهارت في البكاء ليسقط حجابها وتظهر رأسها التي تحاول اخفاءها عن صغارها وحتي عن نفسها يصعب عليها أن تصبح بتلك الهيئة، مستكملة حديثها وهي تنظر الي تسنيم والدموع تهبط منها كشلالات لا تتوقف 



- أنا عارفة أني هتعاقب يا بنتي .. اللي عملته واللي كان هيحصلك بسببي مش قليل .. لازم ربنا يعاقبني علي كل ده .. أنا مش طالبه منك غير تخلي بالك من اخواتك يا بنتي لو جرالي حاجة أنا مش هكمل الجلسات دي .. كده كده هموت محدش بيشفي من المرض ده 



بكت تسنيم ناهضة من مجلسها مُقبلة جبهة والدتها لتجثو بركبتيها أمامها قائلة بأضعف نبرة وأبشع شعور قد شعرت به، لا يضاهي ضعف والدتها شيء مما تعرضت له منها 



- بعد الشر عليكي يا أمي متعمليش فيا كده .. أنا أدفعلك من جنيه وأبيع كل حاحة علشانك .. حتي مروان لو اتخير بيكي رغم حبي ليه كفتك انتِ اللي هطب .. ثم الجلسات دي أنا بدفعها من شغلي ومروان ملوش دعوة .. وانا بنتك وده واجبي



رمقتها والدتها وكأن كلمات تسنيم فتحت جرحها أكثر فهي أختارت عمر وفضلاه عليها رغم عدم تقديمه لها شيء والآن تفضلها علي زوجها الذي تري معاملته الطيبة الواضحة فكيف كانت مُصابة بالعمي الي تلك الدرجة 



- أنا معملتش حاجة حلوة في حقك يا بنتي أستاهلك عليها 



بكت تسنيم قائلة وهي تبتلع ريقها ممسكة بكفي والدتها مُقبلة أياهم 



- لو معملتيش .. يبقي ليه بتستلمي وعايزة متكمليش علاج .. ليه عايزة تسبيني تاني بعد ما لقيتك .. ليه مش عايزة تقفي معايا وتاخديني في حضنك وتخفي وتعوضيني علي كل اللي حصل .. مش انتِ اللي قولتي هعوضك .. ليه بتستلمي وعايزة تسبيني لوحدي تاني في الدنيا بعد ما بقينا عيلة بجد 



- حاسه نفسي عبأ عليكي يا بنتي .. أنا عمري ما كنت أم ليكي .. ولا شفتي مني غير كل قسوة .. حتي يوم ما قربت منك بدل ما أشيل عنك .. شيلتك همي 



كانت تتحدث كريمة من وسط بكائها وارتجافها؛ فهتفت تسنيم قائلة 



- انتِ أمي .. أمي اللي جزمتها فوق رأسي مهما عملت .. لو استسلمتي ومرضتيش تكملي علاج .. انا مش هسامحك المرة دي .. بالعكس هتوجعيني أكتر من قبل كده .. هتخفي وهتبقي زي الفل.. هتشيلي عيالي وهتحضري فرح أخواتي.. لو لغايت دلوقتي مكنتيش ليا أم متتخليش عني .. أنا محتاجة حضنك .. وهتكسر من غيرك .. علشان خاطري 



قالتها باكيه دافنه برأسها في صدر كريمة لاول مرة رغم مرور عام ونصف علي تحسن علاقتهما لاول مرة تتحدث تسنيم بتلك العاطفة واللهفة الحقيقية والقلق فلا تحرمها بعدما أصبحت لديها عائلة زوج وأشقاء ووالده وخالة كما تسمي سلوي أو أم أخري .. بأن تكن وحيدة، هتفت والدتها ببكاء شديد مُدركة حكمة الله ..



- هخف يا بنتي مش هسيبك .. متعيطيش علشان خاطري 



_______



-بعد مرور خمسة سنوات تقريبًا- 



في شهر رمضان المبارك 



كان مروان نائما في فراشه ويضع ذراعه أسفل رأس صغيرة فارس النائم بجواره هو ومُهرة، سمع صوت حديثهم المرتفع وأصواتهم التي تكاد أن تكن حادة



ليمسك هاتفه ويري الساعة لم تتجاوز الرابعة والنص وهو يشعر بالعطش الشديد فكان في الصباح يقضي بعض المشاوير الخاصة بالإجراءات الحكومية 



التي قامت بانهاء وافراغ طاقته بسبب درجة الحرارة العالية 



فمازال هناك وقت علي أذان المغرب يا ليتهم توقفوا عن الصراخ حتي لا يستيقظ 



نهض من الفراش مرتديًا نظارته الطبية ليذهب ناحية الأصوات المنبعثة من المطبخ ولم يخيب ظنه فسلوي قد جاءت لتناول الإفطار معهم وكذلك والدتها فأغلب الايام يفطروا سويًا تلك في بيت مروان وتسنيم 



تحديدًا لحملها للمرة الثانية في صبي كما أخبرتهما الطبيبة ولشعورها بالتعب ولا تقدر علي رعاية الاطفال بمفردها فيأتوا لمعاونتها 



قد تعافت كريمة من مرضها ووهبت نفسها من أجل راحة أولادها 



هتفت كريمة حينما رأت مروان يقف وراء تسنيم  



- كلم مراتك يا أبني وخليها تقعد وتبطل تلف كعب داير كده وحضرنالها الأكل ومصممة تصوم وشكلها تعبانة 



هتف مروان قائلا بغضب



- مش هقولك غير حاجة واحدة اتجي الله وكلي وبطلي مناهدة مع الناس الصايمة والشقيانة الدكتورة قالتلك متصوميش لازم مقاوحة كأنك اول مرة تحملي 



ثم هتف قائلا وهو يشير الي سلوي بيده



- منورة يا كبيرة 



- بنورك يا أبني خليها تأكل علشان تعبنا 



قالت سلوي تلك الكلمات لتهز كريمة رأسها بأيجاب، فأخذ مروان تسنيم من يدها متهجًا الي الطاولة حينما  علم من أحاديثهم بوطود الطعام هناك، فهتف قائلا 



- يا ستي ما تكلي ومتعصبيناش بقا أنا صايم ومفرهط وكنت ناوي مصحاش غير علي أذان المغرب فت push معايا الكام ساعة دي 



جلست تسنيم منصاعة إلي أمرهم



وأمسكت الخبز الموجود أمامها فهتف ساخرًا حينما كانت علي وشك وضع الطعام في فمها 



- ايه يا أعمي 



ايه يا أعمي مفيش أحترام أني صايم 



- اللهم طولك يا روح انتَ مش عاجبك حاجة يا ابني اكل تقولي بأكل ليه مكلش تقولي مبتأكليش ليه 



قالتها تسنيم بتعجب من كلماته فهتف مروان بنبرة هادئة ومرحة كعامته



- الانسان لازم يكون حسيس يا هانم باللي قدامه ثم انتِ هتأكلي الواد يطلع متغذي كده مش ناقصين مقاسات ميديام الله يرضي عليكي 



لتهتف تسنيم بنبرة حالمة 



- ياه يا مروان حلم جميل نفسي ارجع اشوفه تاني والبس medium 



- لما نأخد امانتنا يا عسلية من بطنك أبقي ارجعي البسس اللي تلبسيه دلوقتي تأكلي 



والا مش هيهمني الستات اللي جوا دي هقوم أكتفك في الكرسي كده زي ما كتفتك في السرير في بيت عم سعد الله يرحمه زمان 



هتفت تسنيم بجدية وهي تضيق عيناها بأتهام صريح فأصبحت تشعر بحساسية مفرطة في الفترة الأخيرة تبكي علي أتفه الأشياء 



- يا سلام ثم انتَ يا استاذ منك لله افتريت عليا ساعتها أكمني وحيدة ومليش حد 



هتف مروان قائلا وهو يضرب كف علي كف 



- لا هرمونات وصداع هفطر عليكي أهزقك مش وقتك خالص 



وبعدين انا حتي مفيش صحة أقوم أكتفك والله مفرهط ما رايقلك فكلي كده عقبال ما أصلي العصر



________



في شقة عمر قبل صلاة التروايح 



قام امين بتعديل وضعيته



فحينما جاء وجده ساقطًا فوق الأرض ولا يستطيع النهوض باكيًا من ضعفه وقلة حيلته وبناجي ربه أن يأخذ روحه أرحم من هذا العذاب، فمنذ طلاقه من أشجان ورفضه لأخذ شيء في تجارتهما تاركًا الاموال وكل شيء 



يجلس في شقته التي كان يسكن بها مع كريمة وأولاده الذي قد نسي شكلهما، تركته شقيقته مُدعية امام الجميع بأن شقيقها قد فقد عقله وأصبح مجنونًا



تخلي عنه الجميع عدا الصبي الذي يعمل في القهوة وكان يتشاجر معه دائما ويقلل من شأنه وعدا عم تسنيم تخلي عنه الجميع حتي شقيقته فضلت زوجها والاموال عليه 



ولم يتركه سوي من لم يكف عن أذاهم 



هتف عمر وهو يحاول أن يتوقف عن النحيب والبكاء 



- بتيجي ليه يا أمين تشوف عجزي بقالك سنين علي الحال ده .. ليه مصمم تظهر ليا أنك الأحسن مني 



أردف أمين قائلا بنبرة هادئة 



- أنا مش باجي أشوف عجزك يا عمر ولا هكدب أقول أنك تهمني، انتَ ولا ضرتني ولا انا ضريتك انتَ حيالله طليق مرات أخويا اللي مات ولا بيني وبينك حاجة

ومش أنا اللي بساعدك لو هتعرف مين اللي بيساعدك هتحس بعجزك أكتر 



هتف عمر وهو يحاول يتوقع من يأتي به بتلك المشتريات والأغراض ويدفع أيجاره اذا لم يكن أمين إذا .. فكان أمين يتهرب من الإجابة لسنوات علي هذا السؤال 



- كريمة ؟! 



- تسنيم .. بنت اخويا هي اللي بتساعدك أنا مجرد شخص بيساعدها 



ومكنتش عايزاني أقولك أنها هي بس جه الوقت اللي تعرف أن هي اللي بتساعدك 



قال أمين تلك الكلمات بهدوء شديد ولكن اعترافه بمثابة صاعقه وقعت علي عمر كيف لها أن تساعده لسنوات !!!



حاول أكثر من المرة أن يهتك عرضها ويسلبها شرفها بل تفنن في صفعها  في أحدي المرات 



تسبب في هبوطها قبل أمتحانها حافية القدمين في الشارع أمام الناس .. بل حتي أنه لاخر لحظة رأته بها تطاول عليها وكان السبب في سجن والدتها كيف لها أن تفعل ذلك !! 



هتف عمر وقد ازدات دموعه لا يكري بما سيختبر بعد



- للدرجاتي أنا طلعت صغير .. ليه يارب تحسسني بعجزي وقلة حيلتي ... و***** 



لما كنت بصحتي ليك حق تأخدها مني



رغم كره أمين له ولكنه شعر بالشفقة عليه في تلك السنوات، فالجميع قد أخطأ في حق الآخريين فهتف بنبرة حاول جعلها جامدة



- مفيش من الكلام ده فايدة يا عمر 



- مبقاش في حاجة ليها فايدة وأنا عمري ما كان ليا فايدة في حياة حد .. شكرا يا أمين وشكرا لاخوك في تربته أنه خلف واحدة زي تسنيم .. 



قولها أني مش عايز منها حاجة غير أنها تسامحني علي كل حاجة عملتها فيها أنا مش محتاج فلوس بس محتاج أقف قدام ربنا الناس مسمحاني .. وقولهم يحببوا عيالي فيا يمكن يدعولي لما أقابله 



أستكمل عمر حديثه بترجي شديد والدموع لا تتوقف منه



- خليهم ولو لمرة يجيبوا ليا العيال أشوفهم 



____



- ليه يا عم أمين قولتله أني انا اللي بساعده 



صدع صوت تسنيم بتلك الكلمات، فجاءها صوت أمين من الهاتف التي تحمله وهي تحضر الحلوي لطفلها وتقف في المطبخ بعد أن هبط مروان وأبنها لقضاء صلاة التراويح، أما والدتها قد ذهبت هي وسلوي واشقاءها أخذين مُهرة معهما



- يا تسنيم  لقيت نفسي بقوله وبعدين ايه المشكلة لما يعرف 



- الموضوع ده كان سر بيني وبينك يا عمي ومكنتش حابة أن عمر يعرفه كنت عايزاه يفتكر أنه انتَ 



قالت تلك الكلمات تسنيم بغضب شديد وقد احتدم غيظها، فهتف أمين بعدم فهم 



- يا بنتي خلاص اللي حصل حصل اهو عرف.. طالب منك أنك تسامحيه مش عايز مساعدة قد أنه يقابل ربنا متسامح 



وطالب منكم تبعتوا العيال لو لمرة يشوفهم 



- هكلم ماما في الموضوع ده .. انتَ عارف أنها قطعت كل حاجة بيه .. هحاول أكلمها أنها توديهم يوم ده حقه 



قالت تسنيم تلك الكلمات بهدوء شديد، فسألها أمين باستغراب شديد 



- انتِ مسامحة يا تسنيم؟! 



صمتت تسنيم لدقيقة تقريبًا ثم هتفت بنبرة هادئة وتلقائية وهي تنظر علي الدبلة المتواجدة في يدها 



- مسامحة يا عمي زي ما سامحتك وزي ما سامحت أمي .. حتي عمر قوله أنا مسامحة 



- معقول يا بنتي 



- اه معقول 



أنا عرفت راجل خلي حياتي خالية من أي ازمات خالية من الدسم 



قالتها بمرح ثم استكملت حديثها بعشق  



- خلاني أعرف أسامح وأعرف أدي فرص .. خلاني معرفش يعني أيه كره .. خلاني أحب بجد وأعرف يعني أيه عيلة ويعني أيه أعمل أي حاجة علشانهم 



مسامحة عمر كفايا اللي هو فيه مش لاقي حد جمبه حتي اخته أتخلت عنه .. ساعات الواحد بيتعلق بقشايا وبيبقي كلمة واحدة ممكن تهديه لو مسامحتي هي اللي هتريحه أنا مسامحة 



لتبتلع ريقها قائلة 



- جه اللي خلاني مكرهش حد ولا قلبي يعرف معني الكره ولا حتي أشيل من حد مبقتش أعرف أعملها

_____



ولج مروان الي المنزل هو وطفله الذي يحمل حقيبة بلاستيكية مليئة بالكثير من المشتريات والحلوي



فكان يركض ليصل الي تسنيم الواقفة في المطبخ قائلا 



- ماما يا ماما 



- ايه يا فارس 



قالت تسنيم تلك الكلمات ببسمة واسعة هابطة الي مستواه لتقبيله وعي تضع يدها علي بطنها 



ليُظهر لها الكيس الذي يحملة ببراءة شديدة 



- شوفتي بابا جابلي أيه علشان نزلت معاه صلاة التراويح ومعملش صوت ولا دوشة 



- شاطر يا قلبي



قالتها تسنيم وهي تداعب خصلاته بيدها خارجة من المطبخ خلفه 



  لتجد مروان يتحدث في الهاتف فسالها الصغير 



- مُهرة فين انا جايبلها molto اللي هي بتحبه 



هتفت تسنيم قائلة بهدوء



- راحت مع ستو هتبات معاهم لغايت الصبح



ترك الحقيبة قاذفًا أياها علي الأريكة لتأتي في مروان ولم يكن في مقصده ذلك 



- يا أبن الكلب 



قالها مروان وهو يغلق المكالمة فنظرت له تسنيم بغضب فصاح بها 



- ده بيحدف الشنطة عليا وعايزاني أسكت .. لا انا مليش في التربية الإيجابية ولساني فالت مني



هتفت تسنيم قائلة وهي تجلس علي المقعد متجاهلة حديث مروان



- ايه اللي مزعلك يا حبيبي 



- عايزها تبات معايا مش هنام الا لما تكون هنا .. ازاي تروح وتسبني 



قالها فارس ببكاء شديد فهو مرتبط بشقيقته كثيرًا، فهتف مروان قائلا بمرح



- ما انا بقالي سنين أمك بتنام جنبكم ومحصليش حاجة يا ابني وكويس أهو



- بس يا مروان متهرجش 



قالتها تسنيم بغضب فهتفت مُستكملة حديثها 



- ما تشوف حل وخليك أب كده واقنعه يبطل عياط بدب ما انتَ بتتريق 



- ايه خليك أب يعني انا كيس شيبسي وله سيفن أب أنا عيال نكدية صحيح .. خلاص يا حبيبي الصبح ستك هتجبها وتيجي 



- لا هتوديني عندها نجبها أو أبات معاها أنا 



قال فارس كلماته وهو مستكملًا وصلة بكاءه فهتف مروان وهو يضع يده علي أذنيه



- لا أنا بأكل العيال الصغيرة مش مستحمل صوته 



________



بعد مرور ساعة تقريبًا 



دخل مروان المنزل غالقًا الباب بهدوء بعد أن ذهب بطفله الي بيت كريمة فلم يكف عن البكاء ولم يستطيعوا أقناعه بالبقاء، وجدها جالسه علي الأريكة وقد سيطر عليها النوم، فهي نائمة مغلقة الأعين وهي تجلس ممسكة بهاتفها، اقترب منها واضعًا يده علي كتفها جالسا بجانبها قائلا بسخرية



- بقا أنا سربت الواد واقنعته ينام عند سته ومفيش دم فوقي ياست الله يرضي عليكي الوقت بيجري 



استيقظت تسنيم أثر كلماته فهتفت بمجرد أن فتحت عيناها 



- العيال فين 



- ابنك يا هانم أقوله ناخد أختك يا أبني ونمشي وهو يقولي لا هبات عند ستو معاها 



اقوله يلا يا ابني عيب كده مفيش فايدة 



قال كلماته ببراءة شديدة لتنظر له تسنيم باستغراب وهي تضيق عيناها وتحاول تحليل كلماته وهو تشعر باليقين الشديد بأنه يكذب 



هتف مستكملًا حديثه بجدية زائفة 



- وبعدين يا هانم انتِ نايمة ومش مهتمة الواحد جه وله مجاش 



- نعست غصب عني وبعدين الحمل تاعبني يا مروان الله محستش بنفسي غير وانتَ بتصحيني



هتف مروان ساخرًا 



- قال يعني الحمل اللي منيمك والله ما عايز أجرحك بس أنا من ساعة ما عرفتك وانتِ نايمة تعبانة مش تعبانة حامل مش حامل .. جعانة وله شبعانة نايمة برضو 



لم تستطع سوي أن تضحك علي كلماته واضعه يدها علي بطنها المنتفخة أمامها فهي في شهرها السادس تقريبًا، فهتف مروان وهو يحاوط كتفيها باشتياق



- الواحد بقا قاعد في الشارع ستات داخله خارجة .. وعيال معرفش كبروا أمته .. مش عارف يقول كلمتين 



قاطعت تسنيم حديثه قائلة 



- رمضان كريم 



فأجابها بمرح 



- الله أكرم ياستي مقولناش حاجة ومصلي التراويح كمان ...أصلي سربت العيال 



قاطعته قائلة بغضب



- ايه سربت العيال دي صح وأنا هستغرب ليه ما أنا عارفاك 



- ياستي أحمدي ربنا أني بعمل كده وبطنك قصادك مترين ولسه الهوي رميني 



- لا يا شيخ .. كنت عايزة أكلمك في حاجة



فهتف مروان قائلا بمرح



-اوعي تكون نفس الحاجة



نظرت له قائلة بحب فهي تتذكر مكالمة عمها ولا تذهب من عقلها 



- انا بحبك 



- كنت حاسس أنها نفس الحاجة



كاد أن يقترب من ثغرها فهتفت وهي تكبحه قائلة بسخرية



- ياعم سبني أكمل الكلمة مش يمكن هقول حاجة تاني



- لا هي نفس الحاجة أنا حاسس



قالها بمرح منتظرًا أن تستكمل حديثها، هتفت تسنسم قائلة 



- أنا بحبك يا مروان .. رغم خناقاتنا الكتير وزعلنا من بعض علي اتفه الحاجات.. رغم كل حاجة أنا بحبك ومتصدقش كلامي وقت الزعل .. أنا لو رجع بيا الزمن هختارك انتَ أرجل وأحن راجل ممكن تقابله واحدة ست .. انتَ جوزي وابويا وأخويا .. لقيت فيك كل حاجة عوازها ويمكن أكتر. 



ابتسم لها مُقبلا جبهتها بحب وحنان تعتاده منه لم يكن غريب عليها



لم يعشق أمراة بقدرها، خلال الست سنوات الماضية مر بكثير من الضغوطات والازمات التي تخص عمله ولكنها كانت تستطيع أن تهون عليه بكلماتها البسيطة وعناقها الهادئ



بأنها وأولاده بجانبه غير ذلك كل شيء سوف يُحل والا يحزن أبدًا، كان عمله دائمًا ما بين الخسارة والربح



وكانت هي بدورها تدعمه دائما وتعطيه الأمل بالفعل أعطته ووقفت بجانبه لم يخطيء بحبها، فهتف سائلا أياها باستغراب



- ليه بتقولي كده دلوقتي 



- حسيت أني عايزة أقولها والمفروض تكون عارف كده من غير ما أقوله



قالتها وهي تضع رأسها علي صدره فهو موطنها وهنا تجد أراضيها وأمانها في أحضانه 

______ 



استيقظ في الصبح علي صوت رنين منبه هاتفه، ليجد 



أنعمونائمين علي الأريكة بنفس وضعيتهما ليلة أمس فظلوا يتحدثوا حتي لا يعرفا كيف ناما، فهتف بسخرية



- ادعي عليكي بأيه متسحرتش



فاقت تسنيم علي صوته قائلة باستغراب وهي تدرك وضعيتهما فهي في أحضانه بعدما قضوا الوقت في الحديث ومشاهدة التلفاز 



- احنا نمنا أزاي هنا



- أنا متسحرتش منك لله 



- الله يعني أنا اللي اتسحرت



قالتها بانزعاج 



فهتف مروان ساخرًا 



- انتِ فاطرة أصلا فأخرسي أحسن .. ولا منك ولا منك .. ولا منك مخلية الواحد يقل أدبه ولا مخلياه يشوف عبادته ويتسحر أدعي عليكي بأيه 



- انت بتعايرني علشان فاكرة مش علشان أبنك وله علشاني وبعدين هعيط من طريقتك



هتف مروان قائلا وهو يضيق عيناه بانزعاج



- الله يخربيت الهرمونات 



_______



-بعد مرور خمسة سنوات- 



يوم روتيني بحت



في الساعة السادسة صباحًا قامت تسنيم بجعل أطفالها ينهضوا من أجل الذهاب إلي المدرسة



فأصبح فارس ومُهرة في الصف الرابع الابتدائي ومالك طفلها الصغير مازال في الروضة، قامت بجعلهما يرتدوا ملابسهم وساعدتهم ثم ذهبت الي المطبخ لعمل (lunchbox)



الخاص بهما غافلة تمامًا عما يحدث في تلك الاثناء 



في غرفة الأطفال كان يقف مروان وهو يغطي أطفاله الثلاثة قائلا 



- نام ياض انتَ وهي .. الجو سقعة 



هتف فارس قائلا بعد أن قام بتغير ملابسه 



- ماما هتزعق لو رجعت لقتنا نايمين 



أجابه مروان قائلا بسخرية وصوت خافت 



- ياض بطل ياض انتَ هتقاوحني أختك في سابع نومه وأخوك بيحلم  ناقصك أنا يلا نام قبل ما أمك تيجي تصوت في وشكم وتنزلكم 



- ماشي يعني انتَ هتعرف تسكتها 



قالها فارس بسأم فهتف مروان قائلا 



- أه هعرف يا أبن الكلب أسكتها .. منك لله يا تسنيم العيال فاكرني مش هقدر عليكي



نام انتَ بس وأوعي تصحي لو صحيت هتقعد تسمعلك  الكتاب كله انتَ حر بقا 



- حاضر يا بابا 



قال فارس تلك الكلمات ليخرج مروان من الغرفة مراقبًا أياهم غالقًا الضوء 



فهتفت تسنيم قائلة بغضب 



- العيال فين 



تمتم مروان قائلا بلا مبالاة



- الجو سقعوا وناموا العيال دي مش وش تعليم قولتلك نوفر فلوسنا 



هتفت تسنيم صارخة 



- انتَ بتهرج يعني أيه ناموا ده الباص هيفوتهم



حاوطها بذراعية ممسكًا بالسندوتش التي تضعه في يدها أخذًا اياه وهو يأكله 



- ناموا يابت بقولك .. هنغصب عليهم لا كله الا الغصب في التعليم يا تسنيم .. لازم تكوني عارفة يعني ايه التربية الايجابية اللي عايز يتعلم يتعلم واللي مش عايز مش هنغصبه 



- مروان العيال مش هيروحوا كده أبعد عني علشان متعصبه 



كادت أن تدخل فكبحها مروان قائلا وهو يشدها ناحية غرفة نومهما



- يابت يا قادرة هيجيلك قلب تصحيهم من تحت البطانية علشان يروحوا المدرسة والله عيب عليكي ده انا مفرطتش فيهم وقولتلهم يناموا 



- يعني هما مناموش لوحدهم أهو 



قالتها بغضب



- يابت بخطط العيال يناموا أبو العيال يتكلم وبعدين أنا مش هنزل أركب حد الباص وكنت مكسل بصراحة 



هتفت صارخة بغضب



- تروح تنيمهم ما أنزلهم أنا 



- ليه متجوزة هبة



هتفت قائلة بضيق



- أسمها سوسن 



ليضربها علي وجهه بخفة 



- يعني أنا سوسن يا مهزقة .. يوم العيال ترتاح وأنا ارتاح وكلنا نرتاح 



قالها وهو يغمز لها محاوطًا خصرها فهتفت تسنيم قائلة 



- أنا هقولك حاجة واحدة انتَ هتكون السبب في شللي



- بعد الشر عليكي وبعدين بقا أنا الجو الساقع ده بيفكرني بحد كان بارد كده الله يرحمه وعايز اتأكد أنه الله يرحمه 



- بتفول عليا



ليهتف قائلا بخبث 



- لا يابت فهماني انتِ غلط وبعدين بقولك الجو سقعة العيال ناموا ومثبت فارس جوا تقوليلي بفول عليهم يا مهزقة 



- انا متنرفزة منك سبني في حالي خلاص الباص فاتهم كده



قالتها وهي تنظر ناحية ساعة الحائط فهتفت وهو يدنو مقتربًا من ثغرها قائلا بحب ومكر



- الحاجات دي ملهاش علاقة بالنرفزة بقالي سنين بقولك ولا بتتعلمي حاجة 



هبط مُقبلا شفتيها بلهفة وعمق وشغف لم يقل بل كان في تزايد بمرور السنوات لتبادله مجبرة فمتي كان قلبها يخضع الي عقلها ناحيته فدائما يسيطر قلبها علي حواسها بأكملها في أي شيء يخصه 



فكَان عِشْقُه خَالِيًا مِنْ الضَّبَاب وَخَالِيًا مِنْ الدَّسَمِ وخاليا مِنْ الْعَقْدِ، كُنْت أَظُنُّ أَنَّهُ عَابِر مِن حَيَاتِي كَمَا عَبَّرَ الْجَمِيع وَلَكِنَّه فَرْضٌ سَيْطَرَتِه عَلَيَّ قَلْبِي دُون جَهَد منه



تَسَلَّل عَلَيَّ قَلْبِي دُونَ أَنْ أَشْعَر لَيَفْرِض سَيْطَرَتِه الْكَامِلَة عَلَيَّ قَلْبِي وَيَا لَلْعَجَبِ أَنَا مِنْ أَعْطَيْت لَهُ الْإِذْنُ 



تَرَبَّع عَلِيّ عَرْش قلبها سارقًا متخفيًا أَثْنَاء تركيزي مَع الطارقين عَلِيّ أَبْوَاب قَلْبِي رَافِضَه فَتْحِه كَانَ قَدْ اقْتَحَمَه محتلا أياني بِشَكْل كَامِل 



وَرَاق لِي الاحْتِلاَل!!

                      تمت بحمد الله 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close