اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة سلطان


الفصل الثاني 2

بقلم فاطمة سلطان





اذكروا الله 



___________________________



المرأة أهم رابطة تربطنا بالحياة 





في المنصورة 



تحديدًا في مطبخ بيت عائلة العربي الساعة  التاسعة مساءًا 



كانت تسنيم تجلس مع مريم التي كانت تستجوبها وتسألها عن الكثير من الاشياء ولكن في الواقع هي افضل بكثير من زوجها فلا تستطيع تسنيم ان تتفوه بكلمة فتشعر انه يراقبها وينتظر تفوهها بكلمة خاطئة، فكانت تدعي أن يمر الطريق بسلام فقط وتتخلص من حديثه، اعجبها استقبال مريم وحتي اشقاء مروان أن كان أحمد أو اسلام فالاثنان يبدو أنهما علي خلق وجيدين في الحديث يبدو أن الجميع سهل التعامل معهم الا صاحب البيت، انبهرت تسنيم بالبيت وبهما رُبما ما يميز بيتهم ليس أثاثه أو أي شيء من ذلك القبيل 




ولكن ما يميزهم ذلك  الدفيء التي تشعر به بمجرد دخولك الي المنزل تشعر بالرباط التي يربطهم سويًا، قطع ذلك الهدوء وحديث مريم مع تسنيم وهي تصنع العشاء بإتيان صغيرة البيت ومدللة أبيها (رباب) ربما الشيء الذي لا يُعجبها هو اسمها الذي أطلقه عليها والدها إكرامًا ولاحياء ذكري والدته 




كانت رباب تحتضنها ببلاهة وشكل لا يصدق مما أثار استغراب والدتها وحتي تلك الخادمة فلم يفهم أحد ما بها، فهي لا تأبي أن تتركها وشأنها تعانقها بقوة بعد أن رأت لون عيناها 



أردفت مريم قائلة باحراج من أفعال صغيرتها فمازالت تسنيم غريبة لتتقبل عفوية ابنتها التي زادت اليوم 



-  سبيها يا بنتي هتقطعي نفسها، في ايه مالك 



ابتعدت عنها رباب تحت صدمة تسنيم رُبما رحب بها الجميع ترحيب اثار استغرابها 



فهي كانت تكون فكرة في مخيلتها أنهم لابد أناس لا يستطيع تحملهم أحد فمن يجعل ابنه يتزوج بتلك الطريقة ويكونوا لطفاء الي تلك الدرجة معها رغم أنها لم تحقق أي شيء 




رغم معاملة الجميع الحسنة لها، ولكن تلك الفتاة كانت غريبة وكأنها تعرفها حق المعرفة لدقائق تحتضنها وهي تضحك بطريقة هستيرية منذ أن رأتها، أردفت رباب قائلة وهي لا تستوعب جمال عينيها التي تعلمه مسبقًا لا تصدق أنها أمامها 



- يا نهار ابيض 



ده انا لو اعرف انك هتطلعي كده او هتكوني انتِ مكنتش بيت عند خالتو امبارح واستنيتك من الصبح 



أردفت تسنيم قائلة باستغراب شديد فعلي ما يبدو وجدت فتاة معتوهة أكثر منها 



- اطلع كده ايه 



مش فاهماكي 



قالتها رباب ببلاهة وتلقائية شديدة لتتسع أعين مريم وتسنيم وتلك العاملة 



- هو ممكن اشوف قفاكي 



أردفت مريم قائلة بصدمة من تصرفات ابنتها وكأنها طفلة



- انتِ بتقولي ؟؟



انتِ اتجننتي وله ايه دي لسه جاية مش واخدة علي هزارك 



أردفت رباب قائلة بإلحاح شديد علي تسنيم حتي أنها تجاهلت حديث والدتها وتتكلم بجدية عجيبة تتناقض مع أفعالها 



- ابوس ايدك وريني قفاكي اقلعي الطرحة بس 



أردفت تسنيم قائلة باستغراب شديد واحراج 



- انتِ بتتكلمي بجد وله ايه 



قالتها بجدية عجيبة أثارت دهشة الجميع فلا يعلموا ما أصابها من جنون 



- ايوة بجد علشان خاطري، ضروري والله ما بهزر  يا جماعة




خلعت تسنيم حجابها باستغراب من ألحاحها واحراج فهي ترتدي حجابها منذ أن أتت وترفض فكه حتي وهي تجلس مع النساء فقط 



ذهبت رباب ووقفت خلفها لتزيح ربطة شعرها الكثيف الذي لم تري بنعومته من قبل ولكن لم يشغلها هذا الشيء ولم تكن تريد معرفة طبيعة شعرها، أصابتها  فرحة عارمة وقد اطلقت (زغروطة)  




فأردفت مريم قائلة بعدم فهم فرُبما تناست هذا الشيء التي كانت تتحدث به ابنتها منذ سنوات؛ والان في نظرها فتاة حمقاء



- انتِ يا بنت المجنونة في ايه بتزغرطي علي ايه 



أردفت رباب قائلة بفرحة وكانت تسنيم في تلك الاثناء تربط حجابها مرة أخري بطريقة عشوائية وهي تنظر لها بغيظ فهي لا تفهم أي شيء مما تفعله رباب 



- ابنك يجيب ال 10 الاف جنية



حالا اللي راهن عليهم من تسع سنين ويحسب الدولار والدهب كان كام ويجبلي اضعافهم 



أردفت تسنيم قائلة بسخرية شديدة 



- للدرجاتي قفايا نال اعجابك 



أردفت مريم قائلة بسخرية شديدة مما أثار دهشة رباب فعلي ما يبدو أنها تناست ذلك الامر 



- انتِ باين الكلية لسعت دماغك يا بنتي، العوض علي الله في عقلك



لتضحك العاملة وكذلك تسنيم، فأردفت رباب قائلة بحنق شديد



- جرا ايه يا ماما انتِ نسيتي وله ايه لو تفتكري قبل ما يخطب ملك قولتله علي الحلم ده ان عروسته لون عينيها زيتوني وعندها وحمة في قفاها



نظرت لها تسنيم بصدمة فهي لا تصدق ما تتفوه به تلك الفتاة غريبة الاطوار فرُبما هي ليست من تلك الاشخاص الذي يحلموا كثيرا وتتحقق أحلامهم أكثر ما تراه في نومها كوابيس، فأستكملت رباب حديثها بنبرة مرحة وهي توجه حديثها لتسنيم



- لا مؤاخذة يا تسنيم انتِ متعرفيش عززتي غروري قد ايه 



أردفت مريم قائلة بتذكر لما تتفوه به رباب لتصدق علي حديثها



- اه صح، ده انتِ دماغك قنبله ذرية انتِ لسه فاكرة من ساعتها ده من تسع سنين باين كنتي انتِ عيلة صغيرة أصلا



أردفت رباب قائلة بتفسير 



- لا الحلم لسه متكرر معايا من كام يوم فافتكرت ساعتها اتسف عليا من عيالك اكمني كنت عيلة صغيرة، خلصانة انا هروح أكلم مروان دلوقتي هتلاقيه افتكر حلمي بس ابنك هتلاقيه استخسر فيا الرهان 



ركضت رباب الي الخارج حينما سمعت صوت والدها يناديها، فأردفت كريم قائلة 



- معلش يا تسنيم أصل سبحان الله احلام البت رباب دي غريبة ودايما بتصدق، بس يعني متستغربيش مم اللي عملته هي بنتي كانت لاسعة  اكمنها البنت الوحيدة اخواتها كانوا مجنينها



ومن لما دخلت الكلية وهي بقية سلوكها ضربت 



___________________



في منتصف الليل في تلك الغرفة التي تعود الي مروان



وتجلس بها تسنيم الان



كانت تجلس بملل شديد بعد انتهاء طعام العشاء وخلد الجميع للنوم ولكن كعادتها لا تستطيع النوم في أماكن غريبة وجديدة عليها، امسكت هاتفها ووجدت رسائل كثيرة من سلوي فهي لم تفهم جيدًا ما حدث معها فلم تستطع تسنيم مكالمتها اكتفت بارسال بعض الرسائل لها 



بالفعل اتصلت بها وسألتها عن حالها أولا ثم بدأت تسرد تسنيم ما مرت به خلال الطريق وحتي حينما أتت 



- معلش معرفتش اكلمك طول اليوم 



انا بجد مش عارفة اجاوب علي ولا سؤال انا حاسة انهم فهموا كل حاجة بس عاملين انهم مش فاهمين او انا اللي مش مرتاحة



أردفت سلوي قائلة 



- يا بنتي محسن ده مش سهل وراجل ميسبش حاجة هو اللي كان سايب مروان مع نفسه علشان المرض اللي كان فيه 



تنهدت تسنيم ثم أردفت قائلة بنبرة قلقة جدًا ليس فقط من أهل مروان ولكنها تخشي مروان نفسه فهي لا تعرف كيفية التعامل معه حتي تخجل من ذلك 



رُبما لم توضعها الظروف في تلك السنوات بالاحتكاك بع ولكن الأمر صعب أن كان بصفته زوجها أمام أهله وحتي لانها تخجل من تلك الطريقة التي تزوجته به او بتلك الاشياء التي يعلمها عنها لذلك كانت تنتظر أن يطلقها ثم ترد إحسانه



- انا مش عارفة لما مروان يجي هيعمل ايه انا مش مستحملة اقعد بجد حاسة كأني مخطوفة 



أردفت سلوي قائلة وهي تحاول بث الطمأنينة بها 



- انتِ قلقانة وخايفة كده ليه علي فكرة هما ناس طيبة رغم انهم كانوا عايزينه يتجوز علشان موضوع الخلفة ده وانا اختلفت في حاجات كتير معاهم 



بس ولا مرة قالوا في وش ملك الله يرحمها كلمة وحشة ودايما كانوا شايلنها علي كفوف الراحة دي تتقال ودي تتقال كل الكلام كان مع مروان 



أردفت تسنيم قائلة بحنق



- انا معرفهمش ومش عارفة اي حاجة حاسة نفسي مخنوقة ومش معايا لبس الا طقمين والاسدال كل اللبس عندك انتِ مش عارفة اعمل ايه



- انا هكلم مروان يجي وهحطلك اللي تعوزيه في الشنطة واحتياجاتك واكيد بعد الفرح هترجعوا علطول



بعد دقائق انتهت المكالمة لتقف تسنيم بجانب تلك النافذة التي تتواجد في الغرفة وتحاول أن تستنشق الهواء 



لا تدري الي اين تأخدها الدنيا 



كلما تظن أنها تضحك لها وسوف تشعر بالحرية والانطلاق تشعر أن كل شيء يتعقد في لحظة ما 



ليتها تأخذ من قدر جمالها الذي يعجب به الناس ويتم وضعه في حظها، لا تظن أنها فعلت ذنب لتستحق أن تعيش تلك الحياة وتمر بتلك الصعوبات



فكانت تظن أنه اسبوع فقط وستكن حرة طليقة من قفصها الذي جُبرت عليه حينما وجدته أهون الاشياء 



أخذت تقلب في ذلك المكتب الذي يتواجد في الغرفة، وجدت فوقه وبداخل ادراجه الكثير من الروايات( الاجتماعية والرومانسية والرعب) والكتب العلمية والدينية التي جعلتها تشعر بالاستغراب الشديد أن هناك رجل يقرأ بتلك الطريقة



حتي هي نفسها لم تكن يوما شغوفة للقراءة يومًا فكانت تظن ان تلك الهواية وتحديدًا قراءة الروايات  الرومانسية تتعلق بالفتيات اكثر كما يعتقد البعض 



لم يهمها كثيرا فليفعل ما يشاء ما شأنها بما يقرأ؟؟



وجدت البوم صور بجانب تلك الكتب، فتحته ووجدت في أولي صوره صور لطفل صغير علي ما يبدو انه مروان وذلك تأكد لها حينما وجدت صور له في كل مرحلة من عمره وحتي وجدت صور له في الجامعة مع اصدقائه ومعه ملك  



وحتي صور زفافهم



تاره تبتسم وتاره تشعر بالملل فانتهي بطارية هاتفها بعد مكالمتها مع سلوي ولم تأتي بالشاحن الخاص بها فهي لم تاتي بأي شيء مفيد !!



فالنهاية اغلقت الألبوم ووضعته مكانه وحاولت ان تريح جسدها وتسترخي قليلا فتسطحت علي الفراش تاركه الضوء مشتعل



كعادتها لا تستطع النوم في غرفة مظلمة 



_____________



في مساء اليوم التالي



في القاهرة 



تحديدًا شقة سلوي كانت تجلس بجانب مروان فقد أتي منذ نصف ساعة تقريبًا وصنعت له سلوي فنجان القهوة المميز



أردف مروان قائلا بعد أن أخذ رشفة من فنجان قهوته



- مكنش في داعي تتعبي نفسك



أردفت سلوي قائلة بابتسامة هادئة 



- ولا تعب ولا حاجة يا بني



بقالك سنة مدخلتش بيتي 



أردف مروان قائلا باحراج وأسف فهو لم يكن يريد أن يأتي هنا، فيشعر بروح ملك ترافقه عند الذهاب في الاماكن التي نشأت فيها ورُبما لوجود تسنيم هنا أشياء كثيرة كانت تمنعه من الأتيان



- معلش انا عارف اني قصرت معاكي 



أردفت سلوي قائلة بنبرة حانية فهي بالفعل تكن له قدر من المحبة في قلبها 



- متنساش اني بعتبرك ابني من يوم ما اتجوزت ملك الله يرحمها وانا بعتبرك ابن ليا 



وقصدك في خدمات كتير يمكن اختلفت معاك ساعة ما اتجوزت عليها بس ده ميمنعش انك غالي عندي يا بني 



أردف مروان قائلا وهو يحاول تفسير الوضع 



- والله انا مكنتش غايب عنك بمزاجي 



بس انا من ساعة ما فتحت المطعم في الإسكندرية وانا شبه عايش هناك من ساعة ما بعت الشقة وانا مبنزلش القاهرة أصلا 



هزت سلوي رأسها بتفهم، فأستكمل مروان حديثه وهو يسألها عن والد ملك



- هو عم علي اتصل بيكي وله حاجة؟ 



أردفت سلوي قائلة بغضب شديد فما علاقته بها



- لا وهو هيتصل بيا ليه مخفي الاسم انا اخر مرة شوفتة ساعة عزا ملك 



أردف مروان قائلا بتفسير وهو يتحدث معها علي ذاك الشيء الذي حدث معه



- اتصل بيا من كام يوم وعمال يسال اننا معملناش إعلام وراثة ليه



أردفت سلوي قائلة بغضب شديد من ذلك الرجل الذي لا يشعر 



- الواطي وهو بيسال ليه هو كان سندها في حياتها علشان يشوف ورثها، هقول أيه حكمتك يارب تخليها هي اللي تموت قبله 



استغفر الله العظيم، الواحد مش قصده يعترض علي قضاء ربنا



أردف مروان قائلا وهو يخبرها بالشيء الذي فعله وقاله له



- انا قولتله ان هي مكنش عندها حاجة وانا معملتش اعلام وراثة لاني مش شايف ان ليه لزمة 



بس واضح انه محتاج فلوس 



أردفت سلوي قائلة بحنق شديد 



- اياك يا مروان تديله حاجة ده راجل ناقص غير سيرته دي أحسن



- خلاص سيبك منه 



هو صحيح ابويا جه ازاي وله شاف تسنيم ازاي  



تحدثت سلوي بنبرة هادئة مختلفة عن تلك النبرة التي كانت تتحدث بها منذ دقائق، وهي تسرد له أحداث الأمس 



- انا امبارح روحت أسحب المعاش وأزور واحدة صاحبتي  ونزلت انا وتسنيم



قالتلي انها هتطلع تلم اي حاجة ليها في الشقة وتحصلني علي المستشفي عقبال ما أخلص مشاوري  وتقريبا هو جه وهي هناك 



تجاهل ما تفوهت به ولكن لفت انتباهه أخر حديثها 



- مستشفي ليه انتِ كويسه 



أردفت سلوي قائلة بابتسامة رضا وشكر لله عز وجل علي وجود تلك الفتاة معها رُبما لم تكن تعرف من سيقف معها في المستشفي ومن سيحرص علي تناولها الدواء ويخدمها  غيرها 



- يا بني انا تعبت جدا وفضلت محجوزة خمس ايام في المسشتفي وكانت تسنيم بايته معايا هناك والله ما عارفة لولاها كنت هعمل ايه مكنتش هلاقي حد جنبي ده خي جت لقتني مرمية في الارض من غير ما ادوشك يعني المهم خت علاجات وكده، فكنت رايحة للدكتور علشان اعمل التحاليل واتاكد اني كويسة 



أردف مروان قائلا بغضب شديد من نفسه فهي وصية ملك له كيف أهملها بتلك الطريقة 



- وانتِ ازاي متكلمنيش في موقف زي ده



أردفت سلوي قائلة بنبرة صريحة 



- يعني بقالك سنة مبتشوفنيش وهتصل اقولك انا في المسشتفي ؟؟



أردف مروان قائلا بندم شديد



- انا اسف والله اني للدرجاتي كنت بعيد عنك 



- مفيش داعي للاسف وبصراحة تسنيم كانت واقفة معايا وقفة رجالة



واضح اني ظلمتها في الاول 



أردف مروان قائلا بعد أن ابتسم لها 



- انتِ كنت عيزاني في ايه صح  



_____________________



في  المنصورة



كانت تسنيم تجلس في حديقة المنزل مع خلود وهي من عائلة مقربة جدا لعائلة العربي تبلغ من العمر خمسة  وعشرون عامًا لقد قد تمت خطبتها مرتين ولكن لم يحالفها النصيب، تمتلك بشرة قمحية وأعين بنية ونحيفة بعض الشيء، خريجة من كلية الآداب ولا تعمل



أردفت خلود قائلة بنبرة خبيثة 



-  انتِ ايه اخبارك مع مروان 



انتبهت تسنيم أنها تحدثها فلا يتواجد غيرها بعد ذهاب رباب الي الداخل لجلب بعض المشروبات



- الحمدلله 



أردفت خلود قائلة بتساؤل وفضول شديد فرُبما شعرت بالغيرة منها قليلا فلم تكن حتي ملك في جمالها 



- اكيد من بعد موت ملك أحوالكم احسن 



لم تجيبها تسنيم تجاهلت حديثها فهي شعرت بالغيظ من تدخلها في الوضع علي ما يبدو أن محسن لم يكن جريئا بهذا القدر، لتستكمل خلود حديثها قائلة  



- بس غريبة يعني واحدة في سنك وفي جمالك تتجوز واحد متجوز علشان الخلفة يعني انا عمري ما اوافق اتجوز واحد متجوزني للغرض ده وانتِ عارفة بيتقال ايه علي الزوجة الثانية 



ثم استكملت خلود حديثها بمكر وجراءة لم تتوقعها تسنيم حتي فمحسن هين بالنسبة لكلامتها الخبيثة 



- ومع ذلك مخلفتيش



وله هو كان جواز علي ورق علشان عمي محسن ومروان مقربش ليكي



صعقت تسنيم من جراءتها ولكن حاولت ألا تظهر له خجلها من سؤالها وأردفت قائلة بنبرة هادئة وواثقة 



- تسمحيلي اقولك حاجة 



أردفت خلود قائلة بلا مبالاة 



- اتفضلي 



أردفت تسنيم قائلة وهي عاقدة ساعديها وببرود شديد لا تعلم كيف وصلت له اليوم 



- بتدخلي في اللي ملكيش فيه ليه؟؟ 



احنا مثلا صحاب علشان تأخدي عليا بالشكل ده ؟؟ 



- انتِ بتقولي  ايه



أردفت تسنيم قائلة بتحذير وبغضب تلك المرة فلن تسمح لأي ان يتدخل لتلك الدرجة فعلي ما يبدو ظنتها هينة، حتي أن احراجها وخجلها من سؤالها لم يظهر لغضبها فقط فهي أيضا لم تدخل فقط بل أهانتها علي قبولها الزواج من رجل متزوج 



- بقول اللي سمعتيه



لما تسالي علي شيء ميخصكيش لواحدة متعرفهاش تبقي قليلة الذوق وبتدخلي في اللي ملكيش فيه واللي بيدخل في اللي ملوش فيه يستحمل اللي هيسمعه فمتحاوليش تعمليها تاني واوافق اكون زوجة تانية اولي او عاشرة ده مش من حقك تسالي عنه او حتي أني أبرر لك سبب، عن اذنك 



ذهبت تسنيم وعادت الي البيت لتترك خلود تستشيط غضبًا مما قالته لها بنبرة صريحة فلم تكن تتوقع أنها حادة لتلك الدرجة، حتي ملك نفسها لم تكن صريحة وقوية لان ترد بتلك الطريقة 



_____________



في شقة إسلام 



أردفت رنا قائلة وهي تجلس علي الأريكة بجانب زوجها المنشغل علي اللاب توب منذ أن أتي وهي تحمل ابنتها فاطمة بين ذراعيها 



- انا بكرا هروح عند ماما شوية احتمال ابات يومين 



أردف اسلام قائلا بلا مبالاة وهو يحلق بصره في حاسوبه المحمول علي ما يبدو أن هناك شيء يشغل عقله 



- ماشي  



- هو انتَ في وادي وانا في وادي أصلا 



أردف قائلا بعدم فهم 



- مش فاهم يعني 



أردفت رنا قائلة بغضب شديد وهي تتوجه الي غرفتهما فهو لا يهتم بالفعل قد شغل العمل عقله حتي في المنزل



- متفهمش يا اسلام مفيش حاجة اصلا



تصبح علي خير انا داخلة انام 



_______________



في صباح اليوم التالي في بيت عائلة العربي 



تحديدًا السابعة صباحًا 



كانت تسنيم تشعر بالأرق الشديد ولم تستطع النوم فمازالت تغضبها تلك الكلمات التي تفوهت بها  خلود حتي انها كانت تتمني ان تستطع قول اكثر ما قالته لها فهي أهانتها بالفعل حاولت أن تهبط من غرفتها وتجلس في الحديقة، ولكنها وجدت محسن يجلس في صالون المنزل ويشرب كوب من الشاي باللبن المميز له صباحًا



فأردف قائلا حينما وجدها أمامه 



- صباح الخير يا بنتي 



أجابت عليه قائلة بتوتر 



- صباح النور مكنتش اعرف



ان حضرتك بتصحي بدري كده 



أردف محسن قائلا بابتسامة هادئة 



- انا بنام من بدري



وبصحي مع أذان الفجر عادة عندي مبعرفش اغيرها الا للشديد القوي لو كنت تعبان بقا، تعالي اقعدي معايا عقبال ما يصحوا  ونفطر كلنا 



جلست تسنيم علي الأريكة التي تتواجد بجانب مقعد محسن فلا تعلم هذا ما كان ينقصها في الصباح هو رؤيته والجلوس معه، أردف محسن قائلا بخبث شديد



- مالك يا بنتي في حاجة مضايقاكي



تنهدت تسنيم ثم أردفت قائلة 



- لا ايه اللي يضايقني 



- مثلا اللي قالته خلود امبارح ضايقك 



نظرت له باستغراب شديد فلم يكن أحد معهما 



- حضرتك عرفت منين



أردف محسن قائلا بهدوء شديد ولم يفصح أن رباب قد استمعت لحديثهم بغير قصدٍ وقالت له 



- مش مهم عرفت منين  المهم ده اللي مضايقك 



أردفت تسنيم قائلة بانفعال حاولت كتمه بقدر الإمكان 



- مبحبش حد يدخل في حياتي ويسأل في اللي ملوش فيه ودي كمان واحدة معرفهاش اصلا جايبة البجاحة دي منين، ولو حضرتك زعلان او هي اللي اشتكت انا مقولتش حاجة غلط ولو كنت اعرف اقول اكتر من كده كنت قولت 



ذم محسن شفتيه بمكرٍ شديد وأردف قائلا 



- انا مش زعلان ده انا فرحان باللي عملتيه 



- بجد ؟



أردف محسن قائلا بصراحة شديدة ومطلقة كعادته 



- اه طبعا



هقولك حاجة يمكن متعرفيهاش اكتر من مرة حاولت انها تضايق ملك بالكلام بس ملك مكنتش بتعرف ترد اصلا عليها وانا كنت بضايق  



لاني اكيد مش انا هروح اتكلم مع واحدة قد ولادي واقولها متتكلميش في كده واطلع صغير وبدخل بين كلام حريم 



ومريم بتتحرج لان والدة خلود صاحبتها 



اندهشت كعادتها فهو دائما يفاجئها بحديثه، فأردفت قائلة بتساؤل



- طب حضرتك 



عرفت منين مدام هي مشتكتش



كان مروان قد دخل للمنزل بالفعل وسمع أخر حديثهم 



- صباح الخير بتجيبوا سيرة مين علي الصبح 



أردف محسن قائلا باستغراب شديد وهو يراه يقف خلف الأريكة التي تجلس عليها تسنيم



- مروان 



ليقترب مروان ويقبل يد والده واحتضنه وجلس بجانب تسنيم وكانت هي في حالة ذهول فلم تتوقع مجيئة بتلك السرعة 



- جيت علطول يعني ده انا قولت هتيجي قبل الفرح وله احنا لازم نجيب مراتك علشان نشوفك خلاص عرفنا السر



أردف مروان قائلا وهو ينظر إلي تسنيم فلقد تغيرت بالفعل ولكنها لم تنظر له



- اه شوفت السر، ايه يا تسينيم جرا لعقلك ايه علشان تصحي تقعدي مع بابا الصبح



أردف محسن قائلا بمكر



- ليه ياض هاكلها 



أردف مروان قائلا بمرح 



- لا يا بابا مش هتاكلها 



انا جعان فين امي مش هتعملوا الفطار وله ايه



أردف محسن قائلا بمكر وهو يراقب تسنيم الصامتة 



- مش عارف صحيت وله لسه نايمة



انا من الفجر قاعد هنا وتسنيم لسه صاحية خلاص تسنيم تعملنا الفطار ياله اهو يوم امك تصحي تلاقي الحاجة جاهزة 



أشارت تسنيم علي نفسها قائلة 



- انا  ؟؟؟ 



أردف محسن قائلا بخبث شديد وهو يستند علي عكازه ويذهب ناحية مكتبه 



- اه انتِ يا بنتي وله مبتعرفيش



جوزك معاكي يقولك مكان الحاجة  لو عطلتي وانا قايم اكلم عبدالله علشان في حاجات عايزة تتصلح في المصنع 





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close