اخر الروايات

رواية دمعات قلب الفصل الثاني 2 بقلم رباب فؤاد

رواية دمعات قلب الفصل الثاني 2 بقلم رباب فؤاد


الدمعة الثانية



2-

ساعدت(هالة) ابنها الصغير في ارتداء ملابسه وتأكدت من أناقته هو وشقيقه الأكبر قبل أن تصحبهما إلى الردهة حيث كان عمهما جالساً برفقة أمها, والذي ما أن لمح اقترابهم حتى نهض وهو يسمع أرملة أخيه تقول بحرج ـ" آسفة لتعطيلك يا دكتور(طارق). لولا مرض(هند) المفاجيء كنت أحضرتهما بنفسي إلى عمي, و أخشى ما أخشاه هو أن يغضبا جدهما بألعابهما الشقية."
ربت(طارق) على شعر الطفلين بحنان وهو يقول بابتسامة عذبة ـ"من رابع المستحيلات أن يغضب أبي من أبناء(حازم) ' رحمه الله', كما أنهما ليسا بهذا القدر من الشقاوة كما تصفيهما."
همت بقول شيء ما عندما أسرع الصغير(هاني) يقول ـ"أرأيت؟! عمي(طارق) في صفنا وسيأخذنا إلى جدنا كل مرة."
ابتسمت وهي تلوح بإصبعها محذرة قائلة ـ"لا تعتمد على هذا كثيراً, عمك سيصحبكما هذه المرة فقط, وفيما بعد ستذهب مع أشقائك بصحبتي."
مط الصغير شفتيه بامتعاض قائلاً ـ" (هند)كثيرة البكاء, ليتها لا تحضر معنا أبداً كيلا تزعجنا."
عقدت حاجبيها وهي تهتف به ـ" ولد!"
اختفى(هاني) ليحتمي خلف عمه الذي ابتسم قائلاً ـ"دعك منه, أعط لـ(هند) الدواء الذي أحضرته لك وستتحسن بإذن الله."
شكرته وهي تودعهم لدى الباب ـ" أشكرك يا دكتور, سأنتظر عودتكم في الغد إن شاء الله."
ثم وجهت حديثها الحازم لابنيها قائلة ـ"(هيثم) اعتن بأخيك ولا تغضبا جدكما أو عمكما لأني سأعرف كل ما تفعلانه."
أومأ الصبيان برأسيهما في أدب وهما يقبلان أمهما قبل أن ينصرفا برفقة عمهما.
وما أن أغلقت(هالة) الباب خلفهم حتى خلعت غطاء رأسها وهي تقول لأمهاـ"الجو حار للغاية."
هزت أمها كتفيها قائلة ـ"إننا في منتصف أغسطس, ومن الطبيعي أن ترتفع الحرارة هكذا."
اقتربت(هالة) من النافذة وهي تراقب ركوب ابنيها سيارة عمهما من خلف الستائر قائلة في قلق ـ"وهذا ما يقلقني, سيلعب الأولاد في الشمس كعادتهم."
هونت أمها من قلقها بقولهاـ"لا تقلقي هكذا, عمهما وجدهما لن يتركاهما دون رقابة."
ثم تابعت في اهتمام حنون قائلةـ"أتعلمين؟ لقد عوضهما(طارق) حنان الأب, إنه حتى يبدو أكثر حناناً من(حازم) ' رحمه الله'."
تنهدت في عمق وعيناها تتابعان ابتعاد سيارة(طارق) قبل أن تقول لأمهاـ"(حازم) كان شبيهاً بأبيه في الشكل و الطباع, أما(طارق) فيشبه والدته أكثر, وقد ورث عنها حنانها."
هزت الأم رأسها قائلةـ"إنه ابن حلال."
أسدلت(هالة) ستارة النافذة وهي تؤمن على كلام أمها قائلةـ"إنه كذلك بالفعل, ويستحق كل خير."


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close