رواية للقلب اخطاء لا تغتفر الفصل الثاني 2 بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .
البارت الثاني من رواية للقلب اخطاء لا تغتفر
بقلم آية العربي
❈-❈-❈
قبل تسع سنوات في محافظة صعيدية وتحديداً في إحدى مُدنها المعاصرة
في قصرٍ بنيٌ على الطِراز الحديث حيث تم بناؤه ليواكب مظهر عائلة الجواد العريقة التى تهتم اهتماماً مبالغاً فيه بالمظاهرِ والمستويات الاجتماعية .
لذلك فتلك العائلة تحرص كل الحرصِ على تجديد منازلها وسياراتها ومجوهراتها واثاثها بشكلٍ مستمر .
إلا شيئاً يبقى ثابتاً لايتغير بها وهى قلوب أبنائها ... طباعهم ... صفاتهم ... غرورهم .
ولكن دائماً يخرج من بين الصخور الألماسات اللامعة وأثمن الجواهر ... دائماً نجد أن المياة العذبة منبعها الحجارة ... لذلك وبرغم غرور وتكبر الإبن الأكبر ( سالم الجواد) إلا أن ذريته لم ترث منه تلك الخصيلة السيئة ... فنعلم جيداً أن الغرور والتــ.كبر هو من أخرج إبليس من رحمة ربه ،،، وهو من أوصل البشرية إلى ما هى عليه الأن .
لذلك حرصت زوجــ.ته الثانية صفية التى تزوجها بعد وفاة زوجــ.ته الأولى وام ابنته سناء على بث التواضع فيهم وحرصها على إنبات الرحمة في القلوب ومراعاة المشاعر .
ومع ذلك يبقى لسالم عقلٍ صارم وطباعٍ حادة اتبعها معظمهم حتى وإن كان في القلوب رحمة .
يجلس مع عائلته على طاولة الطعام الوفيرة الممتدة بطول الغرفة وتحتوى حولها الكثير من المقاعد الخشبية الوثيرة ... يجلس هو في مقدمة الطاولة وعلى يمينه زو جــ.ته وتليها ابنة شقيقه المتوفى شيرين والتى أصبحت تعيش معهم منذ عامين بعد وفاة والديها في حادث سير .
ويجلس على يساره إبنه الأكبر حمزة ويليه مراد ويليه فريد .
وأخيراً تحدث سالم بجمود وهو ينظر لابنه الأكبر حمزة مردفاً _
يالا ورانا النهاردة اجتماع مهم .
أومأ حمزة ووقف يخطى خارج مقعده ليعيد وضعه مكانه مما جعل سالم يطالعه بضجر فهو دائماً حريص على ترتيب اغراضه بنفسه ... دائماً يخبره سالم ان تلك الأمور خا صة بالخدم ولكنه اعتاد على فعلها بنفسه .
اتجه حمزة لوالدته التى طالعته مبتسمة فالتقط كفها ودنى يقــ.بله مردفاً بحنو _
محتاجة حاجة يا ماما ؟
تنهدت تطالعه بحب وتحدثت _
سلامتك يا حبيبي .
أما مراد فوقف هو الاخر يردف بمرحه الذى يضيف لهذا المكان البارد بهجته _
طب يا ست ماما شكراً شكراً .
ابتسمت له وأردفت بهدوء _
هو انت عملت زيه أصلاً ؟
أردف مستنكراً بمرح وهو يخطى خلف حمزة الذى يستمع إليه بيأس من أفعاله _
وحتى لو عملت يا أمى هو حمزة وبس اللى ع الحجر .
هذا الحديث بالطبع لم يحدث أمام سالم الذى سبقهما للخارج حيث يقف حمدى السائق ينتظره باحترام مردفاً _
صباح الخير يا سالم بيه .
طالعه سالم بجمود وأومأ دون رد ... بالأساس حمدى اعتاد على طريقته فهو يعمل معه منذ سنوات بعد وفاة والده الذى كان يعمل قبله في نفس المهنة لعائلة الجواد .
فتح له حمدى باب السيارة الخلفى وصعد سالم ببرود يجلس ينتظر مجئ أولاده .
خرج حمزة قبل مراد واتجه يبتسم لحمدى بود مردفاً _
صباح الخير يا عم حمدى .
اردف حمدى بحب لشخصية حمزة المتواضعة _
صباح الفل يا حمزة بيه .
أما مراد فكان ما زال في الداخل يردف لشقيقه فريد الذى ما زال يتناول طعامه بصمت _
إيه يا أستاذ فريد ؟ ... هتروح الجامعة النهاردة ولا زى كل يوم ؟
طالعه فريد ببرود وبنفس نظرة سالم وغروره اردف _
هروح .
تركه مراد وودع والدته وشيري وغادر مسرعاً للخارج ثم نظر لحمدى واردف بود _
صباح الورد يا عم حمدى .
ابتسم له حمدى وقال _
اهلا يا مراد بيه صباح الفل .
صعد مراد بجوار والده بينما استقل حمزة سيارته الخاصة وتحركوا في طريقهم الى خارج حدود القصر متجهين إلى شركتهم الاستثمارية.
اما فريد الذى وقف يردف بجمود قبل أن يغادر _
انا رايح الجامعة ... سلام .
غادر وتتبعت شيرين أثره بحسرة ... نعم تحبه منذ أن دلفت القصر وإلى الآن ... هى في المرحلة الأخيرة من الثانوى العام ومجتهدة جداً في كل شئ فبرغم حبها له إلا أن ما يميزها هى قوة شخصيتها ... لذلك تخفى مشاعرها ببراعة إلا على تلك السيدة الحنونة التى مدت يــ.دها تربت على كفها بحنو مردفة _
افطرى يا حبيبتى علشان تلحقى مدرستك يالا .
افاقت علي نبرتها الحنونة فابتسمت لها واومأت بصمت لتكمل فطورها سريعاً وتستعد .
❈-❈-❈
في الجامعة
دلفت ريتان وصديقتها كاريمان تقهقهان بمرح بعد ذلك الموقف الذى حدث منذ قليل في الخارج مع زميلتهما المغرورة ميادة حيث قالت كارى _
البنت دى فعلاً مغرورة أوى ووقعتها بالشكل ده هتخليها تبص لتحت شوية .
كبتت ريتان ضحكاتها وأردفت وهى تغمز لكارى عندما لاحظت قدومها _
بس علشان جاية وراكى .
نظرت كارى جانباً فوجدت تلك الفتاة التى تدعى ميادة تأتى من خلفهما مردفة بغيظ وغضب _
إيه بتضحكوا على إيه بالضبط ؟ ... اللى حصل ده انا متأكدة انكوا السبب فيه ... من زمان وانتوا قاصدين تهننونى قدام الجامعة .
تعجبتا ريتان وكاريمان من حديثها الكاذب وأردفت ريتان مدافعة _
لاء طبعا مش احنا السبب عيب تقولي كدة ... ده من أعمالهم سُلط عليكم ... وعلى العموم مبيوقعش إلا الشاطر .
لفت نظرها لصديقتها وأردفت بثقة _
يالا يا كارى .
تحركت هى وكارى من أمام تلك المستشيطة غضباً وتوعداً لهما خصوصاً تلك الريتان التى تحقد عليها منذ زمن فهى إبنة السائق وبرغم هذا تنال أحترام الجميع ومحبتهم حتى شباب الجامعة بسبب تفوقها وإلتزامها وإتعزازها بكيانها أما ميادة فبرغم ثراء والدها إلا أن هذا لم يصلح من شأنها ولا مستواها التعليمي .
دخلتا المدرج فقالت كاريمان بحنق _
البنت دى مش سهلة يا ريتان خدى بالك منها ... هى دايماً بتغير منك
هزت ريتان كتفيها بلا مبالاه وأردفت _
تعمل اللى تعمله بقى ... هتجرى زى كل مرة تتحامى في سيد قشطة بتاعها وهو هيفضل يزغرلي بعنيه اللى شبه ابوه .
هزت كاريمان رأسها تعجباً تردف متسائلة _
انا نفسي افهم انتِ ازاي حبيتي اخوه الكبير دة وفي نفس الوقت مش بتطيقي فريد ولا سالم الجواد ؟
تنهدت بهيام مُزج بالحزن وهى تتذكر حبها المستحيل وأردفت بهمس _
لاااا ... حمزة مختلف عنهم كلهم يا كارى ... يمكن هو ومراد وسناء الجانب الطيب في القصر زي ما بابا دايماً بيقول ... حمزة ده حنية الدنيا فيه ... هادئ وعقلانى ومش بيفكر زيهم ... متواضع جداً وبيحب بابا أوى وبيتعامل معاه باحترام .
نظرت لها كارى بحزن قائلة بتروى _
أيوة يا ريتان بس مش معنى كدة إنك تعلقي نفسك باحبال دايبة ... يعنى متزعليش منى احنا مش لازم نسرح بخالينا لفوق أوى كدة علشان منتوجعش ... الناس دي أهم شئ عندهم هو الفلوس والتكافؤ الإجتماعى ... فهمانى ؟
تنهدت تهدئ لوعة قلبها وأومأت تردف بتفهم وحزن _ فهماكى جداً ... وصدقيني حبي لحمزة مش لأنه غنى خالص ... انا معرفش إمتى وازاي حبيته أصلاً ؟ ... قليل أوى لما كنت بشوفه وكان لثوانى ..
يمكن من كلام بابا عنه وعن تواضعه وحبه واحترامه ليه ! ... انا كنت في وقت من الأوقات بتنمر عليه ... مكنتش اعرف ان تنمرى هيبقى لعنة قلبي ... وعارفة إن الحب ده عمره ما هيظهر للنور أبداً أبداً ولا هو هيعرف بيه أصلاً ... هيفضل في قلبي لأخر عمرى ... هعمل إيه بس !... ياريت أقدر أمحيه ... بس أنا عايشة معاه حلم جميل وحابة كدة ... خليني أحلم بيني وبين نفسي يا كارى من غير ما أي حد يعرف .
طالعتها كارى بحزن فهذا أشدّ أنواع الحب عــ.ذاباً ... كتمان الحب بداخلنا يجعله يتضخم حتى يملأ العروق والشرايين فيصبح النبض بدونه مستحيل ... لنبدأ في الإخــ.تناق وبرغم ذلك لا يمكننا البوح ... فكرامتنا أغلى ممتلكاتنا .
دلف المعيد وانتبه الجميع له وبدأت المحاضرة بينما تجلس خارجاً ميادة تسرد على فريد الذى اتى لتوهِ ما حدث وتزيد التوابل مردفة _
انا توقعنى قدام الجامعة كلها وتضحك هى وصاحبتها عليا ؟ ... انا ميادة بنت الأكابر يحصل لي كدة من واحدة حياالله ابوها سواق عندكوا ؟
غضب فريد بشدة وأردف بتهكم _
اوعى تقولي كدة يا حبيبتى ... سبيها عليا ... انا هعرفها قيمتها كويس أوى ... بس لما تبقى تخرج من محاضرتها ... الهانم علشان دحيحة هتفكر انها تعلى على أسيادها ... بس متعرفش هي بتلعب مع مين ... متزعليش نفسك وأنا هتصرف .
❈-❈-❈
في فيلا منصور السوهاجى تجلس سناء ترتشف قهوتها الصباحية بملامح حزينة فها هو الصبح قد اشرق والنهار يدور ويبقى زوجها خارج المنزل لا تعلم اين هو ككل ليلة ...
منذ زواجها مجبرة منه وإلى الأن لا تتذكر لحظة سعادة مرت عليها إلا عندما قُرت عيناها بتوأمها ... يعاملها بقــ.سوة وجفاء وتعامله ببرود ..
ولكن يبقى في قلبها سدٌ منيع لوالدها لن تتجازوه أبداً لأنه كان السبب في تلك الزيجة .
دلف يترنح يميناً ويساراً وهى تجلس تطالعه ببرود ظاهرى حيث يتقدم منها ثم توقف أمامها وابتسم ساخراً يردف بتقطع _
اوووو ... سناء .. هانم .. قاعدة زي أي زوجة أصيلة تستنى جوزها لما يرجع ..
وضعت فنجانها في صحنهِ على المنضدة ووقفت أمامه تطالعه ببرود يخفي غضب وقهر مكبوت قائلة _
ده لو جوزها إنسان عاقل بيرجع بيته في الأوقات الطبيعية زى كل البشر يقعد وسط أولاده ويحاول يعوضهم عن غيابه ... بس راجع لى الصبح وعايزنى انتظرك ... انا خلاص مبقاش يهمنى وجودك من عدمه ... انا هنا بقضي فترة عقوبتى وهييجي يوم وهتحرر منك يا منصور .
ها هي تعيده بحديثها السام من وجهة نظره الى وعيهُ ... قُبض على شعرها يلويه حول قبضته ويردف بفحيح وهو بالقرب من اذنها _
تتحررى ؟ ... ليه خير ؟ ... شوفتيلك شوفة تانية ولا ايه يا هانم يا محترمة يا بنت الأصول ... انتِ هتفضلي هنا طول عمرك ومش هتطلعى من هنا غير على قبــ.رك ... سمعتى ؟ ... والا بقى تنسي تماماً إن ليكي أولاد ... وساعتها هاخدهم واسافر واحرق قلبك عليهم طول عمرك ... مش انتِ بتحاولى تبعديهم عنى علشان ميشفوش أفعالى وميبقوش زيي ؟ ... انا بقى بنفسي هربيهم على شرب الكيف وتوزيعه كمان ... فكرى بس تخطى خطوة برا البيت ده وهتشوفي يا سناء ... وانتِ عارفة كويس منصور السوهاجى يقدر يعمل ايه .
نفض شعرها فسقطت مرتدة على المقعد تخفض رأسها للأسفل لتدارى دموعها عنه ... تلك الدموع التى تضعفها تكرهها وتكره ضعفها وتكره والدها الذي تسبب لها في هذا المصير ... كل ما يهمها الآن هما طفليها وفقط ... يوماً ما ستجد طريقة لتتحرر من قبضته القاسية تلك .
أما هو فطالعها بتمعن ثم اندفع للأعلى حيث جناحه لينام ويتركها تشرد للبعيد
❈-❈-❈
في شركة الجواد .
يجلس سالم خلف مكتبه يتحدث مع ابنه حمزة عن نتائج الاجتماع الذى أُقيم منذ قليل .
دلف عليه شريكه شوقي يردف بسعادة _
كلكوا معزومين عندى الأسبوع الجاي في القصر ... هعمل حفلة كبيرة .
تعجب سالم وتساءل مندهشاً _
خير يا شوقي إيه اللى حصل .
أردف شوقي وهو يجلس مقابل حمزة _
مها جاية من فرنسا آخيراً ... بتقول إننا وحشناها جداً وخلاص هتنزل ... انا وسعاد نوينا نعمل حفلة وطبعاً انتوا أول الحضور .
ثم نظر لسالم نظرة ذات مغزى وأردف _
ولا إيه يا سالم ؟
طالعه سالم مبتسماً وأردف مؤكداً _
اه طبعاً أكيد ... وكمان علشان حمزة يتعرف على مها ..
نظر لهما حمزة بضيق ولكنه اضطر على رسم إبتسامة باهتة على ملامحه يقول _
إن شاء الله ... وتوصل بالسلامة يا شوقي بيه .
أردف شوقي بخبث _
الله يسلمك يا حمزة ... مها نفسها تشوفك جداً ... دى لسة بعتالك السلام معايا لإنى دايماً بكلمها عنك .
تنهد بضيق وأردف مختصراً _
الله يسلمها يا شوقي بيه .
نظر شوقى لسالم وأردف بترقب _
وكمان مها لو أستقرت هنا هتتولى منصبي في الشركة ... هى نفسها جداً تكبر الشغل هنا وهى مستحيل تدخل في تحدى وتطلع خسرانة .
تعجب حمزة وأرظف متسائلاً بترقب _
تتولى منصب حضرتك إزاى يا شوقي بيه ؟ ... أكيد محتاجة خبرة سنين علشان تقدر تحدد مصير شركة كبيرة زي شركتنا ؟
تحدث شوقى ببرود ظاهرى _
وانت معترض ولا إيه يا حمزة ؟ ... اعتقد دى أسهمى ومها بنتى الوحيدة وطبيعي اديلها كل اللى انا عايزه .
زفر حمزة باختناق ونظر لوالده ليتحدث ولكن صدمهُ استسلام والده لحديث شوقي ذلك التفت يطالع شوقي بتمعن وثقة يردف _
حقك طبعاً يا شوقي بيه ... والأكيد إن بنت حضرتك وارثة حب الأعمال من سعادتك بس شركة الجواد ليها نظام معين من زمان أوى ماشية عليه وهو سبب نجاحها .
نظر له شوقي بعمق ... لا ينكر أن شخصية حمزة تعجبه ... مزيح من الثقة والهدوء والتعقل والإيثار ... لذلك أردف شوقي بغموض _
تعجبنى يا حمزة ... وبما إن شوقي ابو الدهب قالك كدة يبقى أعرف إنك في مكانة عالية عندى أوى .
أومأ حمزة يردف بهدوء _
شكراً يا شوقى بيه ..
بينما ضحك سالم ونظر لشوقي بمعزى يردف _
يا بخت اللى شوقي يحبه ... ولا إيه يا ابو الشوق ؟
أبتسم يومئ لصديقه بصمت وهو يطالع بغموض حمزة الذى لم يصدق هذا الحوار .
❈-❈-❈
في منزل حمدى الفولى
تقف حياة تقوم بروتينها اليومي كربة منزل حيث التنظيف .
تلتقط أنــ.فاسها بوهن مردفة لتلك التى تجلس تتابع التلفاز بلا مبالاه _
ما تقومى يا بسمة تساعديني بما إنك مروحتيش المدرسة ؟
نظرت لوالدتها بضجر وأردفت بفظاظة _
ماما قولتلك أنا بوفر صحتى لبيتي ... وبعدين المفروض إنى بنتكم مش خدامة هنا .
نظرت لها حياة بيأس وأردفت _
وفرى صحتك يا بسمة ... بكرة أولادك يوفروا صحتهم هما كمان .
وقفت على حالها تردف بضجر تدعى الحزن _
يوووه يا ماما ؟ ... كل شوية تسمعيني نفس الكلام ؟ ... حرّمتيني اقعد معاكى ... انتِ عارفة إنى مروحتش المدرسة النهاردة لأنى تعبانة ... وانتِ كمان بتزوديها عليا ؟
وكالعادة يلين قلب تلك الأم التى تساهلت كثيراً معها وأردفت حياة بحنو وهي تحاول تهدأتها _
خلاص يا حبيبتى حقك عليا ... اقعدى وانا هعملك كوباية حاجة سخنة تشربيها ..
نظرت لوالدتها بعيون مستــ.كينة وأردفت بدلال زائد _
حبيبتى يا ماما يا أحلى وأحن أم في الدنيا كلها .
قــ.بلتها من وجــ.نتها وعادت تجلس مجدداً تتابع التلفاز بعدما أدت دورها ببراعة
❈-❈-❈
عودة للجامعة بعد أن انتهت المحاضرة وخرجتا ريتان وكارى للإستراحة قليلاً ... جلستا على إحدى الطاولات في كافتيريا الجامعة .
أردفت كارى بترقب _
انا هقوم اشترى عصير وسندوتشات .
أوقفتها ريتان قائلة بتروى _
لاء استنى يا كارى انا هروح انا خليكي مش كل شوية تروحى انتِ.
وقفت ريتان تُخطى لمكان الطلبات وأملته طلبها وانتظرت إلى أن أحضر لها كوبين من العصير وإثنين من الشطائر ... حملتهما وعادت وفي طريقها يجلس فريد وتجاوره ميادة ... غمز لها بطرف عينه ومد قدمه في طريق ريتان ليعرقلها وبالفعل نجح واختل توازنها وانكبت بوجهها على الارضِ الحشيشية وسط محتويات الصينية التى سبقتها.
تعالت ضحكات الجميع عليها بينما شهقت كارى ووقفت راكضة تساعدها في الوقوف ... استندت ريتان عليها تنفض ملابسها وتبتلع الإهانة التى تعرضت لها بسبب تلك العرقلة ووضعها كفتاة تعرف بالجدية والذكاء .
نظرت جانبها فوجدت فريد يطالعها بخبث ويلوى فمه مبتسماً وتجاوره ميادة تطالعها بتشفي .
تآكلها الغضب ولم يكن منها رد فعل إلا صفحةً هوت على وجه هذا الذى صُعق بعدم استيعاب قبل أن ينتفض واقفاً ويطالعها بغضب وشرر قائلاً _
انتِ اتجننتى ؟ ... انتِ نسيتى نفسك ولا إيييه ... أنا هرفدك من الجامعة دى خالص وهرفد ابوكى السواق من عندنا .
برغم ألمها الداخلى وإهانتها بتلك الطريقة إلا انها نظرت له بتحدى وصمود وصمت فأومأ متوعداً وخطى لمكتب العميد ليخبره ما صــ.در منها وليستعمل شعار عائلته في سلب حقها .
طرق باب مكتب العميد ودلف يردف بغضب _
دكتور البنت اللى اسمها ريتان حمدى الفولى لازم تترفد حالاً من هنا .
طالعه العميد بغضب واردف _
انت ازاى تدخل كدة ؟ ... انا سمحتلك ؟
غضب وســ.حق أسنانه يردف بكــ.بت _
انا خبطت قبل ما ادخل يا فندم. ..
تنهد العميد بضيق ولكن لا يستطع معاقبته فهو على علم بما يستطيع سالم الجواد فعله لذلك أردف متسائلاً _
عملت ايه ريتان ؟
أردف فريد بغضب وغرور _
اتجرأت وضربت فريد الجواد بالقلم ... يبقى لازم تترفد فوراً .
صمت العميد قليلاً يحاول فهم الأمر ف ريتان فتاة هادئة خلوقة لا تفتعل المشاكل ودائماً تكون الأولى على دفعتها لذلك تسائل _
من غير سبب ؟
اغتاظ فريد وأردف _
السبب انها مســ.تهترة ومش واخدة بالها وهى ماشية فوقعت ... انا داخلى إيه ؟ ... بس انا مش هرتاح غير لما تترفد من الجامعة دي لإنها ساقت فيها أوى ... لازم تفهم إن العين متعلاش عن الحاجب .
فكر العميد قليلاً ثم أردف _
إهدى يا فريد وانا هنادى على ريتان ونعرف إيه اللى حصل بالضبط .
تعجب فريد ونظر المعيد باستنكار وتسلط _
يعنى حضرتك مش مصدقنى ؟ ... طيب أنا بقى هكلم بابا حالاً .
زفر العميد يطالعه بغضب ثم أردف _
فريد متصعبش الأمور .
اتسعت عينه وأردف بذهول وتكــ.بر _
بقول لحضرتك بتضربي أنا بالقلم ... ناقص إيه علشان تترفد !.
زفر العميد وشرد قليلاً يفكر ... يمكنه أن يهاتف سالم ويستطيع إقناعه بالأمر مؤكد لن يسمح برفدها فهى فتاة ماهرة خلوقة لذلك ليهاتفه ويرى ماذا سيفعل _
تمام خليني أبلغ سالم بيه ونحكيله اللى حصل .
نظر له فريد بغرور وابتسم يردف بثقة _
طبعا اتفضل بلغه ... هو ده المطلوب أصلاً
تعجب العميد ولكن زال تعجبه بعد ثوانى من التفكير ف فريد يشبه سالم في أمور كثيرة ،،، حسنناً سيحاول أن يجد معه حلاً كي لا تفصل ريتان من جامعتها فإن استمر غضب فريد يمكن أن يحدث مالا يحمد عقباه .
زفر وأردف مجدداً يحاول للمرة الأخيرة حل تلك المشكلة دون تدخل سالم _
اسمع يا فريد الأحسن الموضوع يتحل ودى بينك وبين زميلتك ... فكر في مستقبلها شوية ؟
أردف فريد بغرور وعناد _
مستحيل ... لازم تتعاقب علشا تعرف إزاي مرة تانية تمد ايدها عليا ... ولو انت مكلمتش بابا أنا هكلمه .
نظر العميد بيأس وصدمة ... لولا قناعته بأن سالم قادراً على رفده هو شخصياً لكان اتخذ إجراء صارم بحق هذا الشاب المدلل .
رفع سماعة هاتف مكتبه وطلب رقم مكتب سالم الجواد التى أجابت عنه سكرتيرته فأخبرها العميد انه يريده في امرٍ هام لذلك حولت المكالمة على مكتبه .
كان ما زال يجلس مع صديقه شوقي ويجاوره حمزة الذى يود الهرب من هذا الحديث الغير مرغوب فيه فشوقي يتباهى بإبنته كما لو كانت ملكة تسكن القمر .
رن هاتف مكتبه وسالم منشغل بالحديث فوقف حمزة والتقط الهاتف يجيب بترقب _
الو ؟
أجابه العميد بهدوء _
سالم بيه معايا ؟
أردف حمزة بترقب _
معاك حمزة الجواد اتفضل ؟
أردف العميد بهدوء _
أهلاً يا حمزة بيه ... انا كنت حابب حضور سالم بيه في مكتبي لو وقته يسمح لأن فيه مشكلة بسيطة هنا مع فريد وبنت زميلته .
تنهد حمزة بضيق من أفعال شقيقه التى لا تنتهى ثم أردف بترقب _
تمام نص ساعة وهكون عندك .
أغلق معه ونظر لسالم الذى يطالعه بترقب وأردف وهو يتناول أغراضه من فوق الطاولة _
بعد إذنكوا انا رايح على الجامعة فيه مشكلة بسيطة تستدعى التدخل .
أومأ شوقى بينما أردف سالم بتمعن _
حمزة ... شوف اللازم واعمله .
اومأ حمزة وغادر يتنهد بارتياح من هروبه لهذا الحديث الممل وخطى متجهاً الى وجهته ليرى ماذا فعل شقيقه المستهتر .
❈-❈-❈
بعد نصف ساعة في مكتب العميد تجلس ريتان تبكى بعدما علمت أن سالم الجواد سيأتى ... مؤكد سيجبرها تعتذر له والا سيعاقب والدها أو يطرده من عمله أو تطرد هي من جامعتها ... ماذا ستفعل هى الآن ؟... لولا والدها لما تنازلت عن كرامتها ولكن يبقى خاطره مهم بالنسبة لها ... يا الهى الآن ادركت أن عشقها هذا مستحيل حقاً ... مخطأة تماماً حينما وقعت في عشق إبن الجواد حتى وإن كان مختلف ... لتحاول رؤية الأمور بمنظور العقل والمنطق ولتبتعد عن أحلامها الوردية تلك ..
يجلس العميد خلف مكتبه يطالعها بشفقة ويردف ليطمئنها _
أهدى يا بنتى ... ان شاء الله خير .
أومأت بصمت وهى تجفف دموعها بمحرمة ورقية بينما يجلس فريد يطالعها ببرود ظاهرى ... لولا تعمدها لافتعال المشاكل مع حبيبته لما فعل معها ما فعله ولكن هى البادئة فلتتحمل ... فريد يمتلك نفسٍ لوامة يحاول المجتمع سحقها ولكن يبقى في داخله إنسان يستحق فرصة .
وصل حمزة أمام الحرم الجامعى ... صف سيارته وترجل يخطى بثقة وشموخ حتى دلف الجامعة .
يرتدى بدلة رسمية سوداء أنيقة وأكمل أناقته بساعة يــ.د فارهة ونظارة سمشية تحجب عــ.يناه السوداء ... التفت أنظار الفتيات حوله باعجاب شديد ولكنه تجاهلهن ومر ... اعتاد على تلك النظرات تلتف حوله عندما يذهب إلى أي مكان ... وللحق هو لا يعطيهن أي أهمية ... ليقينه أن تلك النظرات تخفى إعجاباً بمستواه الإجتماعى ليس إلا ... لو كان من أسرة فقيرة لما التفتت إليه فتاة إلا من أحبته بصدق .
دلف إلى الردهة التى كانت تقف بها كاريمان حزينة لاجل صديقتها تنتظرها ... لم يلاحظها ولكنها لاحظته وشهقت بخفة لحضوره وهى تتوقع رد فعل صديقتها عند رؤيته ...
طرق باب مكتب العميد فسمح له ففتح الباب ودلف يردف برتابة _
سلام عليكم .
انسحب قلبها كمن انزلق من على منحدرٍ عالِ وهى تسمع صوته ،،، رفعت نظرها تطالعه بعــ.يونها الرمادية اللامعة من أثر البكاء فالتقت عــ.يناهما فشرد فيها لثوانى قبل أن يردف بهــ.مس متعجباً _
ريتان ؟
أردف العميد مرحباً ليخرجه من شروده _
أهلاً وسهلاً يا حمزة بيه نورت ... اتفضل .
أومأ حمزة واتجه يجلس أمام مكتب العميد وهو يتسائل بتعجب _
هى زميلته اللى حضرتك قولت عليها تبقي ريتان ؟
اومأ العميد وأردف بترقب وبعض الراحة فوجه حمزة يبشر بالخير _
أيوة يا حمزة بيه ... حصل سوء تفاهم بينهم واتمنى نحله لأن فريد مصمم انها تترفد .
أردف فريد بغضب _
سوء تفاهم ايه ؟ ... بقولك ضربتنى بالقلم ..
أردف حمزة بنبرة هادئة مخيفة _
أقعد مكانك ومتتكلمش خالص .
جلس فريد يطالع شقيقه بقلق فهو يخشاه فهدوء حمزة وطيبته لا تعنى انه هين أبداً حينما يتعلق الأمر بظلم أحدهم ... حمزة ليس كسالم فهو يمتلك عدالة وعقلٍ مسئول حتى وإن كان مطيع وبار لوالده .
اما ريتان فكان قلبها يركض في سباقٍ للركض ... الآن تتمنى أن تنــ.شق الأرض وتبــ.تلعها ... كانت تتمنى لقاؤه ورؤيته ولكن ليس في تلك الحالة وهذا الوضع .
نظر حمزة للعميد وتابع بتريث _
إن شاء الله هتتحل يا دكتور ... ريتان بنت عم حمدى اللى طول عمره معانا وهى غالية عندنا بس هو فريد اللى بينسى كتير .
قالها وهو يطالع شقيقه بمغزى ثم نظر لريتان وأردف بحنو _
احكيلي اللى حصل إيه ؟ .
تعالت وتيرة انــ.فاسها تطالعه بقلبٍ متضــ.خمٍ بالعشق بعد حديثه هذا ..
بعد أن كانت ترتب حديثها انعقد لســ.انها تطالعه بعــ.يون لامعة وتلعثمت تردف _
اقول ايه ؟
ابتسم لها بحنو وأردف بهدوء ولين آسر قلبها العاشق كأنه يحدث طفلة صغيرة يخشى حزنها _
احكى اللى حصل يا ريتان ... ليه ضربتي فريد بالقلم ؟
تنهدت بقوة وحاولت التحكم في أنفاسها .
لم تنظر لعــ.ينه بل نظرت لعــ.ين العميد خوفاً من إرتباكها ... فإن نظرت لعينه وهى تسرد ما حدث مؤكد ينكشف أمر عشقها الخفي .
بدأت تسرد بهدوء وتمهل ما حدث دون زيادة أو نقصان .
استمع لها بتمعن ومراقبة حركاتها إلى أن انتهت من سرد ما حدث فالتفت يطالع شقيقه بغضب وأردف _
يعنى انت يا غبي بتحط رجلك وتوقعها قدام زمايها كلهم ؟ ... انت بتتعامل مع شاب زيك ؟ ... دي بنت يا متــ.خلف .
تلعثم فريد ونظر لشقيقه يردف مدافعاً _
انا مقصدش يا حمزة ... هى اللى ماشية مش شايفة قدامها .
أردفت ريتان بقوة بعد أن دعمتها كلمات حمزة وطمئنت واسعدت وانعشت قلبها _
لا كداب ... أنت قاصد طبعاً وواضح أوى عملت كدة ليه أصلاً .
نظر لها بغيظ أما حمزة فيطالعها مبتسماً وهو يرى جــ.رأتها التى ظهرت بعد أن كانت تنكمش .
وقف حمزة يردف وهو يتطلع لفريد _
إعتذر منها يا فريد عن اللى عملته ومرة تانية أعرف كويس إزاي تتصرف مع بنت زميلتك وزى اختك .
نظر له فريد بصدمة وأردف _
أعتذر منها وهى اللى ضربانى بالقلم ؟ ... انت بتقول إيه يا حمزة ؟
أردف حمزة بثبات _
بقول اللى لازم تعمله ... يالا يا فريد ورايا شغل كتير .
زفر فريد بضيق وتآكله الغضب لثوانى .
عاد حمزة يردف بنبرة هادئة وصارمة في آنٍ واحد _
فريد ... يالا ؟
طالعها فريد بغضب ثم أردف من بين اسنانه لعلمه ان الامر مع شقيقه لا جدوى منه _
آسف .
تنهدت تطالعه ثم رفعت رأسها بشموخ وأردفت بثقة _
هقــ.بل أسفك بس علشان خاطر حمزة .
تحمحمت وارتبكت مصححة بعدما أدركت زلة لسانها _
قصدى حمزة بيه ودكتور عامر طبعاً .
ضحك فريد ساخراً بتعجب فتنهدت وتابعت هى بتعقل _
وانا كمان بعتذر عن القلم اللى نزل يرن على خدك .
قالتها وهى تبتسم بخبث فغتاظ فريد وابتسم حمزة على أفعالها العفوية اللذيذة .
نظر حمزة للعميد وأردف قبل أن يغادر _
متشكر يا دكتور عامر وأسف على الإزعاج .
وقف العميد يبادله السلام ويردف باحترام _
لا أبداً يا حمزة بيه انا اللى بشكرك انك اجيت وحليت الموضوع ... وبلغ سلامى لسالم باشا .
اومأ حمزة والتفت يخطى ثم نظر لشقيقه وأردف _ يالا .
زفر فريد وخطى معه بينما توقف حمزة والتفتت يطالع ريتان التى كانت تصب عــ.يناها عليه بحب وأردف بحنو _
يالا انتِ كمان يا ريتان علشان نوصلك في طريقنا .
رمشت بأهدابها عدة مرات وأردفت برتابة _
شكراً ... بس انا بروّح مع كارى صحبتى .
تنهد وأردف باصرار _
يالا يا ريتان علشان زمايلك يشفونا واحنا خارجين سوا ويعرفوا أن الامر اتحل ومبقاش فيه بينكوا خلاف .
توترت وفركت يداها وأردفت بخجل _
بس مش هينفع يعنى .
ابتسم بإعجاب وأردف مطمئناً _
يالا وانا هكلم عم حمدى استأذنه .
تنهدت بضيق فهى وبرغم حبها له إلا أن تحفظها يمنعها من ركوب سيارته
شكرت العميد وخطت معهما للخارج فاسرعت إليها كاريمان تردف بقلق _
ها يا ريتان عملتى إيه طمنيني ؟
أردفت بقلبٍ راقــ.صٍ وسعادة بعدما سبقاها حمزة وفريد بعدة خطوات _
كله تمام يا كارى ... حبيب قلبي الشهم حل الامر وخلى فريد يعتذر منى كمان ... بس أنا قلقانة أوى هو عايز يوصلنى ... وانتِ عارفة إن مش هينفع اركب معاه لوحدى ... ما تيجي معايا يا كارى ؟
اعتذرت كارى مردفة _
انا آسفه يا ريتان مش هينفع ... ماما وبابا مش هيوافقوا ... بس كنتِ اعتذرتى احسن ! .
تنهدت ريتان بضيق فصديقتها محقة لا يجب أن تتخلى عن مبادئها لذلك أردفت _
تمام استنيني ثوانى .
اومأت كارى ثم التفت حمزة ونادى بصوت عالى حنون _
يالا يا ريتان .
انتعش داخــ.لها مجدداً ونظرت لكارى بسعادة وخطت خلفه باستحياء ومشوا امام الجميع حتى توقف فريد يطالع ميادة التى تنظر له بغضب فتحمحم وأردف لحمزة _
حمزة انا هشوف زمايلي وبعدين هاجى بعربيتى .
التفت حمزة يطالعه قليلاً ثم أومأ له فابتعد فريد عنهما فزداد توتر ريتان فهى الآن ستصبح معه بمفردها لأول مرة .
خطت خلفه حتى توقف أمام سيارته وطالعها ثم أخرج هاتفه يردف وهو يطالعها _
انا هكلم عم حمدى واستأذنه اوصلك .
هزت رأسها تردف معتذرة بعيون لامعة _
معلش انا مش هينفع أركب معاك ... مش صح أبداً ... انا بس خرجت معاك علشان زمايلي يعرفوا إن الموضوع انتهى ... لكن انا همشي مع صاحبتى .
طالعها بتمعن وأعجاب ثم بعد ثوانى أردف بهدوء وتفهم _
تمام يا ريتان زى ما تحبي .
أومأت بارتياح وأردفت موعدة _
شكراً ... عن اذنك .
كادت أن تغادر ولكنه ناداها يبدو أن لســ.انه نطق مافي قلبه دون إدراك مردفاً _
ريتان ؟
التفتت تطالعه بترقب وعيــ.ون لامعة تكشف مشــ.اعرها ... ابتسم لها بحنو وأردف _
فين موبايلك ؟
تعجبت قليلاً ثم مدت يــ.دها في حقيبتها وأخرجته تعرضه عليه مردفة _
اهو ... فيه حاجة ولا ايه ؟
أردف وهو يعبث بهاتفه _
قوليلي رقمك .
لما هو مصمم على جعلها تحلق عالياً وتبنى آمالا تخشاها ؟ ... ما تلك الأفعال التى أتت مجتمعة في يومٍ واحد كانت تظنه أسوء يوم مر عليها ليصبح بين دقائق أسعد أيامها ... أردفت بعد ثوانى متسائلة _
ليه ؟
نظر لها قليلاً ... هو نفسه لا يعلم لماذا ولما طلب رقمها ... ولكنه أردف بثبات ظاهرى يقنع حاله قبــ.لها _
علشان لو حصل أي حاجة ضايقتك من فريد تكلميني علطول وأنا هتصرف .
تنهدت وأومأت وأملته الرقم وقلبها يعزف مقطوعةً تنعشها فدونه ورن عليها فأصرد هاتفها معلناً عن أتصالٍ برقمه الذى زين هاتفها فأردف مبتسماً _
رقمى معاكى ... وده رقمى الخــ.اص على فكرة ... لو فيه اي حاجة حصلت كلميني .
شردت في ملامحه تومئ بهدوء وخجل فودعها والتفت يستقل سيارته ويغادر ووقفت هى تنظر له بحالمية وتيه ومن خلفها بعض الفتيات تتناجيْن عنها بخبث وتردف إحداهن _
شوفته الرومانسية ... حتى الدحيحة بتاعة الجامعة اتغفلت زيها زي غيرها ... واضح كدة انها وقعت ولا حد سمى عليها ... وعاملة فيها ملهاش في كدة !
اردفت اخرى مبتسمة بخبث _
متقعش إزاي بس ده حمزة الجواد ... خليها تحلم لما نشوف آخرة حلمها إيه ... ناسيين إنها بنت السواق بتاعهم ؟
ضحكن عليها بينما اتت كاريمان من خلفهن تطالعهن بحدة بعدما سمعت حديثهن وأكملت طريقها إلى ريتان التى وقفت تنظر لأثر حمزة بشرود وأحلام تشيدها من قصورٍ رملية