رواية لعبة الشيطان الفصل الثاني 2
دي قد تأملت في ملامح أدهم قليلا ، وتذكرت شئ من طفولتها حيث كانت صغيرة تبلغ فقط عشرة سنوات وقد رأت فتي يبدو كأنه في عمر السادسة عشرة من عمره وكان يحاول إيجاد مكان يجلس فيه وسط زقاق قذر ، كأنه مشرد لا مأوي له ذا ملابس ممزقة ، وكانت عائدة من المدرسة والجو كان باردا وماطرا وجدته يضع رأسه بين قدميه ويتمتم : كلهم وحشين ... كلهم بيكرهوك ... محدش فيهم حبك ولا حد هيحبك ... محدش فيهم هيديك الأمان ، كلهم هيعيشوك علي حسب مزاجهم ويطلبوا منك إنك تبقي علي حسب مزاجهم ، ولما تزهق هيسودوا عيشتك !
لتري أنها ليست بحاجة إلى ذلك الغداء التي كان قد تم إعداده لها ، ثم توجهت نحوه وقالت : خده ، باين عليك جعان جدا ! ، هو انت ليه زعلان ؟
نظر لها وكأنه كان ينتظر من أحد أن يسأله هذا السؤال لكن تغيرت ملامحه وقال بحزن وبكاء شديد : محدش فيهم عايزني ! ، كلهم كارهين وجودي رغم أنه مليش ذنب في حاجة ! ، أنا تعبت ، تعبت من اللي بيحصل لي ده ! والمفروض إني أسكت وأفضل بالطريقة دي ... ليه ؟ ليه ؟ ليه ؟
قالت له وهي تربت علي كتفه : مش لازم الكل يحبك ، مش لازم أنه الدنيا تبقي دايما كويسة ... مش انت مؤمن أنه بعد الضلمة نور ؟ ، بدال ما تبقي قاعد كده لا شغل ولا مشغلة ومشرد كده اطلع واشتغل وبرهن لهم أنهم كانوا غلطانين لما اتخلوا عنك !
ثم عادت إلى الحاضر وتذكرت حكة رأسه التي كان يحكها ذلك المتشرد قبل 17 عاما ، وركبت السيارة في الخلف وسألته : معلش يا أدهم بيه ... هو إحنا اتقابلنا قبل كده ؟
أدهم بهدوء يخفي خلفه عواصف : كنت عرفتك وقتها لو كنا اتقابلنا ، بس أنا مفتكرش إني شفت واحدة زيك قبل كده
ندي بخجل حيث أنها ابتعدت عن تملق مروان التي كانت تجاريه معتقدة أنه هو رجلها منذ الأزل ، تشعر لأول مرة أنها مميزة عن غيرها ثم قالت : وده أعتبره إعجاب ولا اطراء ؟
أدهم : اعتبريها زي ما تعتبريها يا ندي هانم ، بس انتي لو متجوزة وجوزك سابك يبقي اهبل فعلا ، ثم أنا ارمل دلوقتي يعني كأني رجعت سينجل تاني
ندي بحزن : هو انت كنت متجوز ؟
أدهم : واتقت*لت ، صحيح مكنتش بحبها ... بس كانت نعم الزوجة ، رغم اني مقلتلهاش عن أسراري وخليتها تعرف عني الحلو بس ، لكن هي عمرها ما فكرت أنها تسيبني ، يمكن لو عرفت أنا كنت إيه زمان كانت سابتني لأنها اتجوزتني في أحسن حال ليا ... بعد سنين من الكفاح واروح هنا وهناك ، لحد ما بقيت شاب ناجح وقدرت اتخطي حاجز الطبقية
ندي : ليه بتحكيلي كل ده ؟
أدهم : لأني لسه معرفكيش ، فأحسن حاجة إنك تتكلم وتفضي شوية وتدردش مع حد متعرفهوش ، ويمكن تكتشف أنه ده اللي كان المفروض يكون صاحبك من زمان ، عمرنا ما اتولدنا لقينا نفسنا بنحب ونتصاحب علي طول ، اكيد عمرنا ما كنا نعرف بعض قبل ما نتكلم ! ، وصلنا المحل وفيه كل جزم كعب حريمي تتخيليها !
نزلت ندي من السيارة وقالت : أدهم بيه ... شكرا علي الوقت الحلو ده !
أدهم : متشكرينيش ، ده أقل واجب
ندي : أتواصل معاك إزاي ؟
أخرج كارت صغير من جيبه وقال : ده الكارت بتاعي وفيه كل حاجة تقدري توصليلي بيها ، لو احتاجتي أي حاجة ابقي كلميني !
ثم دخلت المتجر وأخذ أدهم سيارته وقال في نفسه بعدما أخرج خاتم من يده وقال : عمري ما نسيت الطفلة اللي انتي كنتي عليها زمان لما كنت مشرد ، ودلوقتي بعد ما بقيت حاجة كبيرة لازم اوجعك للأسف يا ندي ... مهو مش ذنبك انك وقعتي مع حد زي محمود الغريب !
ثم تلقت سيارته أثناء السير عدة رصاصات متلاحقة من عدة إتجاهات عشوائية وقد انقلبت سيارته علي الطريق لكن هو مصاب من الداخل وفي حالة صعبة وينزف دماء كثيرة جدا وقال بصوت ضعيف : عملها ... الكل*ب !