اخر الروايات

رواية شط بحر الهوي الفصل التاسع وعشرون 29 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوي الفصل التاسع وعشرون 29 بقلم سوما العربي


                                
كان سيبدأ في الصراخ عالياً و نيران الغيره تنهش قلبه ، لكن صوت فتح باب المرحاض و خروج ذلك الأجنبى منه أسترعى انتباهه و جعله يلتف برقبته ليرى ماذا هناك و هو مازال يحاصرها بين جسده و الباب.

+


بينما چوزيڤ ينظر له بحاجب مرفوع و ملامح متجهمه ، فبمجرد النظر لوجهه روادته ذكريات سيئه لشخص لا يرغب إبدا فى تذكره ، علاقته به شبه منقطعة ، يرسل إليه ما يحتاجه من المال كى يدفع ثمن المرافقين له ، لكنه لا يحبذ رؤيته ابدا لا يستطيع مسامحته على ما فعل.

+


أمام تلك النظرات الواضح فيها عدم التقبل من چوزيڤ فهم ماجد سريعاً يشعر بالحرج الشديد فهو قد أقتحم للتو غرفة أحدهم بهمجيه شديده ، فيكتشف أنها أيضاً أن أحدهم هذا ليس بشخص عادى و إنما هو المغنى العالمى چوزيڤ دينيرو.

+


نزعه تملكيه أصابته يريد إخفاء أعين فيروزته عنه و هو يلتف بكل جسده يقف موليها ظهره الذى استغل عرضه ليحجب عنها رؤية ذلك الأجنبى الوسيم ذائع الصيت معشوق الفتيات ، فلم يكن ينقصه إبدا.

+


بينما دينيرو يلاحظ كل ذلك بأعين منتبه واعيه فتنمو شبه إبتسامة مغتره على جانب فمه .

+


يستمع بعدها لصوت ماجد وهو يردد متحدثاً الانجليزيه: عذراً على ما حدث.. لقد أخطأت رقم الغرفه .

+


لم يثير حديثه أى شىء فى نفس چوزيڤ سوى أن زاد من تجهم ملامحه و تشنج فكه العلوى بعدما أستمع لنبرة صوت ذلك الشخص.

+


تلك النبره الكريهه ، لا يكره فى الدنيا سوى صداها .... جعلته يقف أمامه بجسد متصلب و وجه أحمر يتجلى فيه الغضب و النفور رويداً رويداً مما أثار استغراب ماجد .

+


 لم يسأل او يستغرب سبب ردة الفعل المبالغ فيها بعض الشيء من وجهة نظره فهو قد أخطأ و دلف لغرفته فقط لم يقتل له عزيز مثلاً ... لكن و لأنه المخطئ من الأساس صمت و حاول إنهاء الموقف مرددا : اعتذر مره أخرى و سأغادر الأن.

+


استدار كى يتحرك يمد يده لمقبض الباب و هو يحتوى جسد فيروز بين ذراعيه و صدره .

+


فأوقفه صوت چوزيڤ و هو يردد بلا تردد: أنتظر.

+


توقف ماجد و هو يجعد ما بين حاجبيه بجهل و ترقب و ألتف له كى يفهم .

+


بينما چوزيڤ يدقق النظر فيه ، تنحدر عيناه ناحية تلك الجميله التى يخفيها خلف ظهرها و سأل : ما جنسيتك؟

+


رفع ماجد حاجبه يردد بنزق: و ما أهميتها بالنسبة لك؟ قلت لك أننى أخطأت برقم الغرفه ليس إلا ، فلا داعى  لتضخيم الموقف .

+


نظر له چوزيڤ بتدقيق أكثر ، و لا يعرف لما يهتم بأمره حيث انحدرت عيناه على فيروز ثم سأل بما يشبه الإهتمام : و من تلك الفتاه التي تخفيها؟

+


بالنسبة لماجد حينما يصل الحديث لعند فيروز  يتحول كل شيء ، حتى هو نفسه يتحول.

+


فأحتدت ملامحه و ردد بغضب لكن نبرته هادئه الهدوء المرعب : لا شأن لك بها و إياك و النظر إليها ، أخطأت برقم الغرفه و انتهى الأمر و الأن سأغادر.

+



                
مد يده يفتح الباب و دفعها للخارج برفق ثم باشر بإغلاق الباب خلفه تاركاً چوزيف مازال يقف مكانه ينظر على الباب المغلق بمشاعر مبعثره مختلجه.

+


_________سوما العربي_____________

+


جلس هارون لا يرى أمامه حقا من الغضب ، و كأن هناك شريط مسجل من ذكريات لسنوات لا تعد تمر أمام عينه ، منذ تعرف على ماجد يعدما كانا بمدرسه واحده إلى أن أصبحا صديقان طوال العمر ، كيف تقبله بكل ما به حتى بعدما علم بحقيقته .

+


قلبه يكذب كل ما بدر لذهنه الذى يؤكد ذلك ، فكل شيء يؤدى إلى نفس النتيجة.

+


لكن قلبه مازال يؤلمه بل و يلومه مرددا (مش ممكن ماجد يعمل كده ده صاحب عمرك أنت عارفه كويس)

+


لكن صفعه العقل صفعه قويه ربما استفاق و هو يذكره ( عارف ايه؟! ما أنت كنت فاكر نفسك عارفه و طلع كل السنين دى مخبى عليك كل الأسرار دى و بيروح و ييجى و يخرج و يتكلم و يتعامل عادى و لا كأن فى حاجه و لولا أنك اكتشفت بالصدفه ماكنش هيقول و هيفضل مصاحبك و هو بيكدب عليك)

+


تنهد بغضب و عقله يصل به رغماً عنه لنتيجه واحده حين تحدث داخليا ( و إلى يعمل كل ده ويفضل مداريه مش صعب أبدا يطلع واطى و خاين )

+


عاد قلبه يتحدث يردد مدافعا (أيوه بس هيعمل فيك كده ليه )
نهره عقله يطلب منه التوقف عن سذاجته تلك و هو يقول ( من غير ليه فى ناس الغل بيبقى عاميها و مش عايزه حد أحسن منها .. واحد جعان و مش شبعان  أهله مش أهله و جاى من الشارع مش هيبقى عايز حد يعيش متهنى ، وبعدين أكيد له مصالح فى كل ده ، أكيد أخد مبلغ كبير من مختار عشان يوقعنى ده غير الصفقات الى أخدها لحسابه )

7


حسم عقله الموقف و وقف عن كرسيه يتصل برجاله كى يستعدوا لما هو قادم.

+


_______سوما العربي________

+


جلس كاظم و هو يمد ذراعه بمضض للطبيب الذى يقوم بقياس معدل ضغط الدم و لكن عيناه مسلطه على الباب كأنه ينتظر أحدهم.

+


نظر له الطبيب بإستياء ثم زم شفتيه و ردد بضيق : إيه بس يا باشا ماكنا ماشيين كويس و فى تحسن ملحوظ ، إيه الى حصل بس ، الغضط مش مظبوط خالص .

+


رفع كاظم أنظاره من على الباب بيأس شديد ثم قال:  هو هارون فين ؟ ماجاش لسه؟

+


لملم الطبيب أدواته ثم ردد باستياء قبلما يغادر: لسه .. أنا خارج و هبعتلك الممرضه عشان معاد الغدا و بعده الدوا بتاعك.

+


لم يهتم كثيرا بحديث الطبيب و لا حتى بمغادرته الغرفه و إنما عاد برأسه للخلف يتمدد بسأم.

+


دلفت الممرضه لعنده تبتسم له ببشاشه ثم قالت: ازيك يا باشا ، بسم الله ماشاء الله النهاردة صحتك عال.

+


لم تجد أى رد او استجابة منه فتنهدت قائله و هى تسانده : الغدا كمان نص ساعه و قبلها مسموح لك تتشمس شويه.. ساعدنى بقا أقعدك على الكرسى و أخدك عليه لتحت.

+





الثلاثون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close