اخر الروايات

رواية لحن الحياة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام صادق

رواية لحن الحياة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام صادق



الفصل التاسع والعشرون :
___________
لم تدري بنفسها الا وهو تهبط الدرج خلفه ويقبض على يدها بقوة .. لا تعلم كيف انصاعت لامره بأن تتبعه في صمت .. وخرجوا سويا لتجد كلا من حسين وزوجته يقفان ينتظراها
ليتفاجئ حسين من وجود جاسم واقترب منه مبتسما يصافحه
- مكنتش أعرف بوجودك .. مهرة لما جات الحي كانت لوحدها
فحرك جاسم رأسه ثم صافحه بهدوء وألتف نحو مهرة
- معلش هقطع سهرتكم اللي كنتوا مرتبنها النهارده
فأبتسم حسين وهو يجذب زوجته نحوه
- كنا ناوين نسهر النهارده انا ومريم والبنات ونحتفل بالضيف الجديد اللي هيشرفنا
لم يفهم جاسم مغزي كلماته... لترتبك مريم الواقفه في صمت ..اما مهرة كانت في عالم آخر وهي تنظر لحسين وهو يحتوي زوجته بعشق ويقفان بجانب بعضهم بسعاده ..وهتف حسين والفرحه تلمع بعينيه
- اصل مريم حامل
ليختلس جاسم النظرات نحو مهرة التي تحركت شفتاها أخيرا لتتمتم
- مبروك ياحسين ..مبروك يا مريم
وأقتربت منها مريم تحتضنها بحب .. تخبرها انها كانت تريد حقا ان يسهروا سويا وتشاركهم احتفالهم الصغير
- مبروك يااستاذ حسين
هتف جاسم بهدوء ..لتهتف مريم بخجل بعد ان حدقت بمهرة مبتسمه بلطف
- العقبي لكم سيد جاسم
لتقع عين جاسم علي مهرة التي اتجهت نحو السياره بصمت .. فأتبعها بعد ان بارك لهم مجددا
..................................................................
فور ان فتحت لهم هدي الباب ورحبت بهم...صعدت الدرج سريعا واردفت لغرفتها وسقطت بعدها علي الفراش تائهه في حياتها
مازالت صورة حسين وزوجته والحب الذي في عينيهم يقتحم مخيلتها هي لا تحقد عليهم بالعكس أنها تشعر بالسعادة وهي تراهم أزواج سعداء ...
ليعلو رنين هاتفها فألتقطت حقيبتها لتخرج هاتفها فوجدت رقم ورد وكالعادة اتصال ورد يكون بخاصية مكالمات الفيديو
وابتسمت وهي تجد ورد تزداد جمالا كل يوم والسعاده واضحه علي ملامحه
- وحشاني اوي يامهرة ..تعرفي اني حلمت بيكي امبارح
فأتسعت ابتسامه ومهرة ونسيت كل مامرت به اليوم لتظهر أمامها مبتسمه
- وحلمت ب ايه بقي ... اوعي يكون حلم وحش ادبحك
فتعالت ضحكات ورد وغمزت لها بشقاوة
- حلمت أنك هنا في تركيا انتي وجاسم
فضحكت مهرة وهي تعلم أنه ليس حلما وانما رغبة شقيقتها في لقائها
- واضح أوي انه حلم
فتعالت ضحكات ورد
- تعالى بقي يامهرة انتي وجاسم وقضوا كام يوم هنا
وهمست بخجل
- كنان عنده مزرعة في انطاليا حلوه اوي ... هتتبسطي انتي وجاسم جدا
وعندما ارتسمت الحالمية والهيام علي وجه ورد ..ابتسمت مهرة
- فين كنان ياسندريلا هانم
وسمعت صوت كنان ويبدو أنه قد أتي للتو
- كيف حالك مهرة ؟
فتمتمت مهرة وهي تطالع زوج شقيقتها يحتضن شقيقتها ويقبل وجنتها بحب
- بخير كنان
وضحكت وهي تستمع لتذمر ورد
- ابتعد كنان
فأشار كنان لمهرة
- اتري مهرة كيف تعاملني شقيقتك
فأبتسمت مهرة بسعاده وكيف لا تسعد وهي تري كيف يعامل كنان شقيقتها
ليتسأل كنان ويداه تحاوط خصر ورد الحانقه
- كيف حال جاسم .. واين هو
فأرتبكت وهي تنظر لشقيقتها عبر الهاتف
- صحيح يامهرة فين جاسم... نفسي في مره اكلمكم سوا مع بعض
فهتفت وهي تتحاشا نظراتهم
- في غرفة المكتب وراه شغل مهم
وابتعد كنان بعد ان قبل ورد مجددا علي وجنتها
- سأهاتفه غدا ليصطحبك لهنا في عطله
وفور ان أصبحت ورد بمفردها هتفت بلهفة
- أخبار جاسم معاكي ايه
وتابعت ورد بأمتنان
- تعرفي يامهرة ديما يتصل يسأل عني .. ويوصي كنان عليا بجد انا بعتبر جاسم زي أكرم اخويا
ورفعت اصبعها بتحذير
- اوعي تزعليه سامعه ..هقف معاه ضدك
وضحكت بعدها.. لهتف مهرة بحنق
- كده ياورد تبعيني
فأبتسمت ورد بمشاغبة
- انتي اختي وانا عارفاكي
وانتهى الحديث بعد ان وصتها ورد بنصائح لا تعلم من اين اكتسبتها شقيقتها ..فيبدو أن الحب له سحر خاص
وعادت تستلقي علي الفراش بعد ان ازالت حجابها وأغمضت عيناها لتغفو بعدها دون شعور
................................................................
جلس في غرفة مكتبه شاردا .. متسائلا هل هي هذه الحياه التي تمناها ... يريد ان يعيش براحه زوجه تحبه ويحبها وأطفال ينجبهم ويعوضهم عما رأه هو بحياته... واغمض عيناه بأرهاق ليسمع طرقات علي باب غرفته..فزفر أنفاسه هاتفا
- أدخل
لتردف هدي متسائله
- احضر العشا ياجاسم بيه
فأجاب جاسم وهو ينهض
- لاء انا خارج ياهدي... ابقي شوفي مهرة واطمني عليها
وانصرف بعدها ..لتنظر هدي له متعجبه من هيئته المرهقة تلك
...............................................................
وجد والديه جالسان يرتشفان الشاي ويشاهدون احدي المسلسلات القديمه ومندمجان ..ثم تعالت ضحكاتهم
ليقترب أكرم منهم دون سلام وجلس علي الأريكة المقابة لهم
فتلوي سهير شفتيها بأمتعاض
- الناس تقول سلام عليكم ..مساء الخير
ليرفع أكرم عيناه ..ثم نظر الي والده المندمج في المسلسل
- انا هنقل لشقتنا القديمه
فأنتبه عزيز له ثم حدق بزوجته التي لطمت على صدرها
- وتبعد عن امك حببتك يااكرم
فتسأل عزيز
- ليه كده يابني ..مش كفايه أخوك مبنشفهوش غير علي النوم
لتنهض سهير متجها نحوه
- ياميلت بختك ياسهير في ولادك ..ربيتي وكبرتي وابنك عايز يسيبك
وأخذت تولول علي حالها إلي ان سقطت مغشية عليها
فصرخ عزيز وهو يري زوجته ساقطه على الارض وانتفض أكرم بفزغ واقترب منها هاتفا
- ماما فوقي
ليدفعه عزيز
- اطلع شوف الدكتور اللي قصادنا امك هتروح مني
...........................................................................
حاوطها كنان بحب وهم يشاهدوا احدي المسلسلات التركيه والتي تحكي عن تراثهم وتاريخهم
وكلما سألته ورد عن شئ أجاب بأعتزاز وحب لتاريخ وطنه .. لتشعر ورد بالحنين إلى وطنها هاتفه
- نحن أيضا لدينا تاريخ عظيم
وابتعدت عنه قليلا ليصبح وجهها مقابل لوجهه
- مصر جميله جدا كنان
فأبتسم كنان وهو يعلم شعورها
- اعلم حبيبتي
واحتوي وجهها بين راحتي كفيه
- واحببتها عندما تزوجت
فعقدت ساعديها أمام صدرها وابتعدت عنه قليلا
- ماذا تقصد انت لم تكن تحب مصر
فضحك وهو يحرك رأسه ويجذبها له مجددا
- صراحه لا ..انا احب الدول الأوربية أكثر لتحضر عقولهم
لتدفعه عنها
- ابتعد كنان ..كيف تخبرني بهذا
ونهضت وهي تهتف بتذمر
- كيف لا تحب مصر... وانا لا احب تركيا
فضحك وهو ينهض نحوها
- قولت لم اكن أما الآن انا أعشقها واحبها ومغرم بها
وقبل عنقها مع كل كلمه ينطقها وتمتم
- مابكي اليوم ورد
فأبتعدت عنه بحنق
- اشتقت لوطني .. انا هنا اشعر بالغربة كنان لا أحد معي
فضمها كنان بحب
- سأعرفك على ليليان شقيقة بشير صديقي
وتذكر أمر الحفل
- صحيح ورد اريد ان أخبرك بأمر ما
لتنتبه له ورد وقد نسيت كل شئ وهي سارحة في عينيه
- ما هو الامر حبيبي
لينسي كنان نفسه ويميل نحوها ليحملها
- غدا أخبرك حبيبتي ..فكما تقولون الصباح رباح
................................................................
استيقظت مهرة بفزع من نومها وهي تجد نفسها بنفس ملابسها التي خرجت بها بالصباح ..وأخذت تحرك يدها على وجهها وهي تتذكر وجه والدتها الحزين وهي تخبرها أنها حزينه منها وعليها
- ليه زعلانه مني يا ماما
وألتقطت هاتفها لتجد ان وقت اذان الفجر قد اقترب فنهضت من فوق الفراش بتكاسل وأتجهت نحو المرحاض لتنعش جسدها بالماء الفاتر وتبدل ملابسها ثم تتوضئ وتنتظر أذان الفجر ..
....................................................................
هبطت الدرج وهي تشعر بالجوع فبعد ان صلت واستغفرت شعرت بالراحه وأيضا بالجوع ..فضحكت على حالها وهي تدبدب على بطنها
لتتجه نحو المطبخ وتفتح الثلاجه لتبدء في تحضير وجبة خفيفة لها
وبالفعل أعدت طبقين وبدأت تأكل بنهم ... إلي ان شعرت بخطوات خلفها لتجد جاسم بملابس امس ويبدو أنه أتى للتو من الخارج
واقترب منها ..لتتوقف عن الطعام
- كملي اكلك يامهرة ...انا جاي اعمل لنفسي قهوة وهخرج
لتنظر إليه بأشفاق فالأرهاق ظاهر علي ملامحه
- تعالا كل معايا الأول وبعدين اعملك قهوة
وكاد ان يرفض ولكن عندما مدت يدها له بالخبز مع ابتسامة استعجبها منها قرر مشاركتها
- ايه كمية الطماطم اللي في الأكل ديه
فضحكت بمتعه وهي تأكل
- بيض بطماطم ..وجبنة بطماطم بس ايه رأيك
فتناول جاسم لقمه
- من زمان اوي مأكلتش الأكل ده
فحركت رأسها وهي تأكل
- هتسيب الجبنه الرومي والكيري واللنشون والزيتون والبسطرمه وبيض الأومليت وتاكل ده يعني
فضحك علي عباراتها
- انا باكل كل ده
فتمتمت وهي تأكل
- اه نسيت القهوة اللي ليل نهار بتشربها
فأبتسم وهو يمسح فمه بعدما قضم لقمتان
- نمتي ليه وانتي جعانه
فرفعت عيناها نحوه
- مكنش ليا نفس اكل ..صحيت صليت وبعد كده نزلت أشوف حاجه اكلها
وتسألت
- انت كنت فين
فتنهد وهو يغمض عيناه
- قبلت صديق ليا ...
ولا تعلم لما أرادت ان تسأله ذلك السؤال
- انت بتصلي ياجاسم
فضحك ساخرا
- هو انا مش مسلم
فأشاحت وجهها عنه بخجل
- مقصدش بس في ناس كتير مسلمين بالاسم بس
فأبتسم وهو يميل نحوها
- بصلي من وانا طفل علي فكره ..والدي الله يرحمه من عمر الاربع سنين كان بيوديني المسجد احفظ قرآن وبعد ما مات استمريت علي كده
وابتسم وهو يشعر بالحنين نحو والده واغمض عيناه
- كان ديما يقولي ان المسلم الصح لازم يوازن بين دينه وعلمه .... النجاح ميبقاش نجاح وانت جاهل دينك
فتعجبت من ذلك الاب الذي رغم انه رحل وتركه وهو لم يتعدي الثانية عشر الا ان كل شئ مازال مترسخ في عقل ابنه بل ويتحدث عن والده بكل حب وفخر .. ماهذا الاب الذي ظلت ذكراه محفورة إلي اليوم
وشردت في والدها فأرتسمت الحسرة علي شفتيها
لتجد نفسها تسأله دون وعي
- وكنت هتتجوز رفيف ازاي وهي يعني
فأبتسم وهو يعلم مغزي سؤالها
- الدنيا بتاخد الواحد يامهرة ومن وقت للتاني بنحتاج اللي يقومنا ويمسك ايدينا
ومال نحوها وهي ينظر ليعينيها
- كلنا تايهين في الحياة يامهرة...وبندور على نفسنا الضيعة والمحظوظ فينا اللي بيلاقي طريقه
فأبتسمت بأرتباك ثم طأطأت رأسها
- انا قبلت حسين قبل مااطلع الشقه وعزمني اني اسهر مع اخواته بعد ماعرف اني طالعه اقعد مع ابلة صفاء واستاذ عادل وانك جاي تاخدني بس متأخر
فمد جاسم يده نحو وجهها ولامس خدها بحنان
- انا واثق فيكي يامهرة ...وفاهمك كويس بس احيانا الضغوط بتخلينا نلغي تفكيرنا ومتنسيش اللي عملتيه في الشركه
فحدقت به متذكره اهانته لها
- قولتلي أنك مبتحبش الفضايح ومعناها كان واضح أوي
ودمعت عيناها لتجده ينهض ويضمها اليه
- انتى اخدتي ليه الكلمه عنك ..انا كنت أقصد عموما
وعلى العموم متزعليش
وبعد برهة ابتعد عنها مبتسما
- بتشمي في ايه
فرفعت عيناها نحوه ضاحكة
- هعترفلك بحاجه بس متضحكش عليا ..انا بحب ريحة البرفان بتاعك أوي من أول يوم قابلتك فيه
فتعالت ضحكات جاسم بدهشه
- من اول يوم قابلتيني فيه وجيتي تهدديني
فحركت رأسها متمتمه
- أصل ريحة البرفان مميزه اووي
وبعد يوم مرهق وشد وجذب انتهي بضحك
وأشرق الصباح وهم مازالوا جالسان بالمطبخ يحتسي هو القهوة وهي ترتشف من كأس الشاي خاصتها
- ريم هي البنت اللي حكتلك حكايتها قبل كده وساعدتها
ليشرد جاسم قليلا ثم حرك رأسه بتذكر
- على العموم انا هنقلها الفرع الجديد اللي هيتفتح .. عشان تبعد عن نادين وميحصلش تصادم بينهم من تاني
فضاقت عيناها
- واشمعنا نادين متتنقلش ولا عشان خالها الوزير وعمها السفير وجوز خالتها اللي معرفش ايه
فضحك جاسم وهو يرتشف من فنجان قهوته
- لواء وباباها مدير بنك
فتهجم وجه مهرة وتمتم وهو يكتم ضحكته بعد ان رأي حنقها
- نقلي لريم في مصلحتها صدقيني هناك وضعها هيبقي أفضل وعلي فكره ياسر هو اللي هيمسك الفرع الجديد لأني واثق فيه رغم أن وجوده معايا في الشركه بيفرق
فطالعته مهرة قليلا وهي تدور الفكره في عقلها وبدأت تتثاوب ..ليبتسم جاسم
- تعالي نطلع ننام ساعتين
لتنهض معه وهي تفكر في أمر ريم مع طباع ياسر الجامده فهي رأت تعامله معها أمس
..................................................................
وقفت رقية بجانب خالتها بالمطبخ وهي ترغب ان تخبرها لما لا تفكر بها فقد فكرت بصديقاتها زوجة لمراد
- ايه رأيك في تسنيم صاحبتك انا حاسه أنها معجبه بمراد
لتقطع رقية حبات الطماطم بقوه ..فتنظر لها خالتها ضاحكه
- ديه طماطم يارقية مش لحمه ياحببتي
فأنتبهت رقية ونظرت للسكين وكيف تصب غضبها عليها
- انتي مالك النهارده كده
فرفعت رقية عيناها تطالع خالتها
- انا كويسه ياخالتو اه
لتربت خالتها علي ذراعها برفق
- مقولتليش بقي ايه رأيك في تسنيم صاحبتك
فتشيح وجهها بعيدا عن أنظار خالتها
- حاضر ياخالتو هعرفهم ببعض
لتجد خالتها تحتضنها بسعاده
- يارب المرادي العروسه تعجبه ونفرح بقي
وغمزت لها بحب
- عشان نفوقلك انتي بقي ياروقية
فضحكت رقية ساخرة وداخلها يتقطر آلما
تبحث عن عروسه لحبيبها
....................................................................
بدأت تجهيزات الحفل التى ستقام بعد غد بالفيلا وتولت فريدة خانو كل مايتعلق بالأمر ... كانت ورد تقف في الحديقة تطالع التجهيزات وقد اشتاقت لجواد رغم انها يوميا تحادثه ولكن قد اعجبته الاقامه لدي عمه وزوجة عمه اللطيفه ويبدو انها طيبه فجواد يقص لها معاملتها الحنونه كما ان أبناء عمه يحبوه ويحبهم
لتجد والده كنان تهتف في أحد الأشخاص ويبدو انه مسئول الحفل
- اريد نبيذ من افخم الأنواع بالحفل مفهوم
فطالعتها ورد بصدمه وهي لا تصدق ان الحفل ستكون بها خمور ..لتتجه نحو غرفتها راكضه تدور بالغرفة بصدمه هل يشرب أيضا زوجها الخمر هي لم تراه يشرب ولكن والدته توصي بها بالحفل
وظلت تدور بالغرفة تفكر وقررت ان تنتظر الي ان يعود كنان لن تهبط للحفل اذا كانت بها خمور يكفيها أنها تختلط مع معارفهم المتحررين .. يكفيها الصلاة التي يقصر بها زوجها وتتفهم امره وتمسك يده خطوه خطوه
...................................................................
طالعت مرام مشيرة كيف ترتدي وتتجه لغرفة الاجتماعات مع زوجها وبعض الشركاء ..لتلوي شفتيها بضيق ووجدت بسمة خلفها تتمتم بمكر
- ديما الرجاله بيميلوا للست الناجحه والعمليه
لتلف نحوها مرام تحدق بها بصمت وعقلها يدور في تلك النقطه وقد نست طباع زوجها
.............................................................
ضحك جاسم بمتعه وهم يتناولوا الطعام بعد يوم مرهق من العمل
- مش معقول يامهرة انتي عملتي كده
فرفعت مهرة حاجبيها وهي تمضغ الطعام
- حظه كنت راجعه قي نفس الوقت اللي خرجت فيه فوزية من الفيلا
ولوت شفتيها بأمتعاض
- والغبية لسا بتحبه ..جاي يبهدلها وياخد منها الفلوس وبرضوه بتحبه
فأبتسم جاسم وهو يطالعها
- للاسف مراية الحب عاميه
لتضحك ساخره
- نكسر المراية ونريح دماغنا
فتجمدت ملامحه ثم وجدها ضحكت بصخب ..فقد تذكرت خوف زوج فوزية منها بعد ان هددته
- انت حلقت دقنك
فحرك جاسم يده علي وجهه
- بس انت بالدقن الخفيفة احلي بتديك هيبة كده ووقار
فعاد يضحك علي طريقة حديثها ومال نحوها
- افهم من كده أنك بتعكسيني يامهرة هانم
فلمعت عيناها وهي تطالعه بهيام لم تشعر به
ليدرك جاسم ان الطريق بينهم لا يحتاج الا الوقت
................................................................
هبط كنان الدرج سريعا هاتفا بأسم والدته ..لتأتي اليه فريدة بحماس
- أعدت كل شئ كنان ..الحفلة ستبهرك لا تقلق ..ستليق بمكانتك بالبلد
فهتف كنان وهو يتذكر حديث ورد معه
- لا خمر في الحفل
لتتعجب فريدة من الأمر
- ماذا انت تشرب كنان ام نسيت
ليحرك كنان رأسه متذكرا شقيقته وحزنه عليها
- لم أعد أشرب منذ وفاة هازان
وتابع ساخرا
- ولكن فريدة خانو كيف ستعرف ما تغير بحياة ابنها .. فهي بعالم آخر
رغم وجهها من حديثه لاء أنها رسمت أبتسامة علي شفتيها
- افعل ماشئت ..يبدو ان زوجتك ستغير بك الكثير
وانصرفت حانقة من أمامها ..ليصعد لغرفته فيجد ورد جالسة علي الفراش حزينة ..فجلس جانبه يضمها إليه
- لم احزن من صراخك عليا ورد ..ولكن يجب أن نتحدث بعد ذلك بهدوء
لتدفن وجهها بصدره
- لقد دفعتني بقوة كنان وسخرت مني
فضمها بقوة اليه
- كرهت نفسي وانا أسمعك تخبريني بصفات الزوج الذي كنتي تتمنيه ورد
ورفع وجهها ليمحي أثر الدموع برفق ثم مال نحو وجنتيها ليطبع عليهم قبلتان دافئتان وبعدها غرق معها في بحر عشقهم
.................................................................
ابتسمت مشيرة بزهو فأخيرا ستنفذ خطتها ..فاليوم هاتفت كريم تخبره لحاجتها له في مشكله مع طليقها الأخير وتعاطف كريم معها ..لتستعطفه أنها تريده يأتي اليوم ليكون معها حين يأتي محامي طليقها
وها هي الأن تقف تنظر للمخدر ثم فستانها المنمق
وأنتبهت لجرس الباب فقد صرفت الخادمة مبكرا اليوم
- مش معقول لسا الميعاد
وذهبت نحو الباب وفتحت وهي تتمايل بخطواتها لتتسع عيناها بصدمه وهي تجد الواقف يدفعها
- اكنتي تظني اللعب معي سهل عزيزتي ...كم اعطوكي لتقذفي ب بالسجن
ليجف حلق مشيرة
- أنا لم أفعل شئ ..فقد كذبوا عليا مايكل
وعندما رأت فوهة المسدس نحوها انحنت نحو قدميه
- انا مشيرة حبيبتك ..هل ستقتل حبيبتك
ليهبط بعيناه نحوها باثقا عليها
- من يبيع يباع عزيزتي
........................................................................
أوقف جاسم سيارته بالجهة المقابلة لمحل البقالة التي يعلم بأن من يديرها الآن هو شيكا ابن من أبناء ذلك الحي ..فقد أتي اليوم من أجل تلبية عزيمة والدي مرام
ووقعت عيناه على زوجته التي تصعد علي أحد المقاعد الخشبيه وترفع يدها لتلتقط أحدي العلب الغذائية
وشاب في الثامنة عشر يقف منتظرا ما ستجلبه له من فوق الرف
ليتقدم بخطوات جامده هاتفا .. فتهتف مهرة وهي مازالت واقفه علي المقعد وتعطي ظهرها للواقف
- هتاخد من النوع ده ولا التاني
وألتفت نحو الشاب ..لتنظر لعين جاسم الجامده نحوها ..فشيكا قد طلب منها ان تقف بدلا عنه لنصف ساعه الي ان يعود فقد كانت جالسة بغرفة مكتبها ترتب الغرفه وتبحث عن كتاب ما
ووضعت قدميها على الارض بأرتباك واعطت الشاب مايريد ليحاسبها ثم انصرف سريعا بعد ان طالع جاسم وهيئته المنمقة وعلبة الحلوى الفخمه التي يحملها
لتقترب منه بتوتر
- خلفتي شروطنا يامهرة
فهتفت وهي تبتلع ريقها
- انا هفهمك صدقني
وكادت ان تتحدث الا أنه اسكتها بأشارة منه
- لينا بيت هنتحاسب فيه ..دلوقتي هنطلع للناس اللي مستنيانا
وتجمدت عيناه علي فستانها متذكرا هيئتها وهي ترفع جسدها لتلتقط العلبه وخرج من المحل
لتطالع خطواته
- هو ممكن يعمل فيا ايه لما نروح البيت !
................................................................
وقف كريم مذهولا وهو يجد سيارات الشرطه أسفل تحاوط منزل مشيرة... فقد كان أتيا لها كما اتفقوا صباحا من أجل ان يساعدها في حل قضية ما
................................................................
ترنحت ورد في وقفتها بعد ان أرتشفت من كأس العصير الذي أعطاه لها النادل...وحدقت ب ليليان شقيقة بشير صديق زوجها ضاحكة
- اراكي اثنان
وتعالت ضحكتها أكثر وهي تطالع الضيوف الموجدين بالحفل
- بل اراكي أربعة
وبدأت تدور حول نفسها وتغني وتصفق حتي جذبت أنظار البعض ..لتطالعها ليليان بصدمه وهي تلتف حولها لعلها تجد شقيقها او كنان
وأخيرا لمحت شقيقها ولكن ورد كانت بعالم اخر تبتسم لمن حولها ببلاها
لتمسك يدها
- تعالي معي ورد
فهتفت ورد وهي تحرك رأسها بنفى
- لا اريد ان اذهب معك .. أريد ان ارقص
واشارت ليليان نحو شقيقها بعد ان يأست من جذب ورد للداخل ..ليأتي لها شقيقها مصدوما من هيئة ورد
- ماذا حدث لها ؟
لتحرك ليليان رأسها
- لا أعرف بشير ساعدني لنقودها للداخل..اين كنان
فرفع كفه نحو شعره يمسح عليه
- يتناقش مع أحد شركائنا في غرفة مكتبه
ونظر الي ورد التي تتمايل كالسكيرة
- اخبريها انكم سترقصوا بالداخل ليليان ..وسأذهب لكنان
وبالفعل فعلت ليليان ما أخبرها به شقيقها ..لتهتف ورد بحماس
- سنرقص بالداخل .. هيا هيا
لتقودها ليليان برفق إلي ان وقفت فريدة أمامها وبجانبها سيلا هاتفة بغضب
- ستفضحينا أيتها الحمقاء ..انا لا أعرف كيف تزوجك ابني
لتندفع ورد نحوها تعانقها
- هيا نرقص
فدفعتها فريده عنها بعنف وابتعدت عنها ..لتنظر لها سيلا بمكر
- اين كنان ليري فضيحة زوجته
وانصرفت سيلا ضاحكة .. فأشفقت ليليان عليها متعجبة مما حدث فجأه لها
وأخيرا وصلت للبهو الخاص بالفيلا لتجد كنان يندفع نحو ورد متسائلا
- مابها !
فأقتربت ورد من بشير الذي وقف يطالع الموقف
- هيا نرقص
لتتجمد ملامح كنان ليجذبها نحوه
- ورد افيقي مابكي
ولكن ورد كانت بعالم أخر
- أصعد بها لاعلي كنان وانا سأهتم بأمر الضيوف...يبدو ان زوجتك ليست بوعيها
تذمرت وهي تجد كنان يسحبها من يدها إلي ان وصلوا لغرفتهما
- اترك يدي أريد ان ارقص
ودفعت يده عنها .. لترقص حول نفسها ثم نظرت لكنان واقتربت منه
- انا أرقص وانت طبل لي وصقف
واخذت ترقص وكنان مصدوما من هيئتها ..
الي ان توقفت عن الرقص متذكرة شيئا ما ..فدفعت كنان على الفراش
- انتظرني هنا ..سأعود سريعا لكي نرقص
واتجهت نحو غرفة الملابس لتبحث عما تخفيه في طيات ملابسها وقد جلبته لها مرام في فترة تجهيزات زواج مهرة
وأرتدت ضالتها بعد ان خعلت حجابها وفستانها
كان كنان يقف يحادث بشير بالهاتف
- لا يوجد خمر بالحفل بشير ..كيف حدث لها هذا
ليطمئنه بشير أنه سيفهم الأمر ويسأل شقيقته
- سأطمن عليها واهبط للضيوف
وأغلق الهاتف وسمع صوتها
- كنان
فألتف نحوها لتتسع عيناه بصدمه



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close