رواية رايات العشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل الثامن والعشرون "
***
+
عندما دلفت ايسل لداخل العنايه توجهت الى غرفه والدها لتتسمر مكانها عندما وجدت اجين المقربين الخاصه بها تجلس بمقعد مجاور لفراش والدها وتمسك بيده وتنساب دموعها بصمت .
ظلت مكانها تتطلع إليها بدهشه ثم لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره لتترك غرفه العنايه بهدوء قبل ان تراها اجين ..
تقابلت بماجد امام العنايه ، اقترب منها بهدوء وحدثها بلطف
- عامله ايه دلوقتي يا ايسل
- الحمدلله تمام
- ايه رايك بقى فى المفاجآه اللى عند عمي
رفعت انظارها بدهشه : اجين ، هل تعرفت عليها ؟
هز راسه بالايجاب : طبعا انا اللى استقبلتها من المطار وانا اصلا كنت حاجزها قبل مانسافر دهب ، عمي كان بلغني احجز لها على شركتي ومااعرفكيش عشان تبقى مفاجاه ليكي ،ولم عمي تعب أنا كنت عارف موعد وصولها روحت استقبلتها ولم عرفت بتعب عمي اصرت تيجي على هنا الاول ، حتى لسه شنطه هدومها معايا فى العربيه
هزت رأسها بتفهم وزفرت انفاسها بهدوء ثم استاذنته لتتوجه ثانيا الى العنايه .
+
دلفت بهدوء ولكن هذه المره شعرت اجين بوجودها لتنهض من اعلى المقعد لتقترب منها تعانقها باشتياق
- اشتقيت إليكِ صغيرتي
عانقتها ايسل بقوه : وأنا أيضا اشتقيت إليكِ يا جميله
ابتسمت اجين بحب لتلك الفتاه التى عشقتها منذ أول لقاء جمعها بها ، وهى تتعاملها كابنتها التى لم تنجبها..
ابتعدت عنها برفق لتنظر إليها ايسل بحزن وهى تحدثها بألم : كنتِ تعلمين بمرض داد
هز راسه بالايجاب وهى تبادلها نظرات الحزن باشفاق : اجل اعلم ، احتضنت وجهها بين راحه يديها :
- لا تغضبي مني فقد قطعت عهدا بألا اخبرك
ابتسمت لها بحنان : لن اغضب ، ماجد ينتظرك بالخارج سوف يصطحبك الى منزلنا لتستريحي وتبدلي اغراضك وتجلبي لي معه ثياب فلا أستطيع ترك داد الان
- حسنا ولكن سوف اعود إليكِ ثانيا فلم اترككما بعد الآن
شردت ايسل قليلا تفكر بتلك الجميله التى ظلت جانبهم منذ أن كانت طفله بعمر عامين ولم تتركهم وظلت تتنقل معهم من بلد لاخرى ،اعطتها الأمان والحنان التى كانت بحاجه اليه ، اعطتها الكثير ولم تاخذ مقابل صنيعها .
اقتربت منها تحتضنها وتنظر لها بامتنان فقد قدمت لها الكثير وليس لها هى فقط بلا قدمت لوالدها أيضا الدعم والمساعدة وشاركته الاعتناء بابنته
- افتقدك كثيرا اجين
ربتت على ظهرها بحنان : وأنا كنت تائهه بدونكم واشعر الان بالراحه والسكون بقربكم يا صغيرتي ، لم اتاخر عليكِ
ودعتها بقبله رقيقه اعلى وجنتها وغادرت الغرفه لتعود الى المنزل برفقه ماجد ، وظلت ايسل بجانب والدها تترقب استيقاظه ..
""""""""
بغرفه علي ،، عاد حاتم ليطمئن على وضعه بعد افاقته ولم يتطلع الى عمر فتعد عدم النظر اليه فهو غاضب منه بشده ولا يريد رؤيته ..
فاق علي بعد لحظات وتطلع حوله بوهن ليداهمه الدوار ثانيا وحاول اغماض عيناه بقوه وهو يتاوه بالم
- اه دماغي مش قادر
ربت والده على يده بحنان : سلامتك يا حبيبي ، معلش يا بني استحمل شويا فى الاول الصداع هيكون صعب بس انت بتاخد ادويه وهتتحسن ان شاء الله .
حاول الاعتدال فصرخ بقوه فلا يستطيع التحرك بسبب ضلعه المكسور
اقترب منه اسر وعمر بلهفه ليساعدوا على الجلوس كما يرغب وحدثه اسر بجديه
- علي حبيبي لم تحتاج حاجه بلاش تحامل على نفسك قولنا واحنا جنبك وهنساعدك
ابتسم له علي بحب : ماتحرمش منكم يارب
طبع قبله اعلى جبينه : ولا منك يا أطيب قلب
ابتلع ريقه بصعوبه وعاد ينظر لهم : امال فين ايسل
- يعني انت فاكر ايسل يا علي
- اه طبعا مش اختي
سعد الجميع لاستجاب علي ولم يصاب باضرر اثر الارتجاج ولكن كان مجرد توهان يشعر به لبعض الوقت ..
"""""""""""
دلفت كامله لمكتب دكتور نزار تقص عليه ماحدث داخل المشفى
ضغط نزار على انيابه بقوه وتحدث بغضب
- يعني ايه كل تخطيطي راح كده ولا ايه ، هو عاصي مش ناوي يجبها لبر ولا ايه
، مش كفايه دخل كمساعد لدكتور حاتم عشان خاطر عيونها ، عاوز كمان يضمها لفريقه ، لا ده لعب عيال بقى
ابتلعت كامله ريقها بتوتر : هو يعني حضرتك هتستفيد ايه لو كانو قريبين من بعض او على خلاف مع بعض
- انتي نستي نفسك ولا ايه ، ماتدخليش فى اللى مالكيش فيه ، أنا لا يهمني يحبها من يكرهه كل اللى يهمني المنصب مش يروح مني وبس
نهض من مجلسه كالاعصار غادر مكتبه متوجها لمكتب عاصي ، طرق الباب بحده ثم دلف
كان عاصي يتابع ملف حاله تخصه ، رفع نظره عن الاوراق ليلتقي بالواقف امامه بوجهه العابث
- خير دكتور نزار
تحدث نزار بانفعال : مش خير خالص يا دكتور عاصي ، هو مش أنا رئيس القسم ده ولا ايه
تنهد عاصي بضيق وهو يجيبه : ايوه حضرتك رئيس القسم
- لم أنا ابقي رئيس القسم وفى حاجات داخل قسمي تحصل بدون علمي ده يبقى مافيش أي اعتبار لمكانتي ولا لوجودي فى المستشفى دي
- عاوز تقول ايه ، قول من غير لف ولا دوران يا دكتور
- سبق وبلغتك بانضمام الدكتوره ايسل المستشفي وخيرتك محتاجها فى فريقك ولا لأ ، رفضت وأنا احترمت رفضك وبقت معايا ومن ضمن فريقي ، ليه بقى حضرتك دلوقتي بتمسكها حاله تشرف عليها وبدون علمي
ضيق مابين حاجبيه : ومين بقى اللى بلغك ، واعتقد اللى بلغك مابلغكش الحقيقه كامله ، ايسل من دلوقتي فى فريقي أنا واي عمليه هشارك فيها هتكون مساعدتي ، واحب ابشرك ان دكتور عمرو ودكتور مهاب رجعو من المؤتمر ، يعني مافيش عجز فى القسم .
- انت بتتحداني يا عاصي ، ماشي
غادر الغرفه يشتعل بنيران الغضب ، ويتوعد له داخله ، وقرر ان يستغل نقطه ضعفه لصالحه ويجعله يندم على اعصاء اوامره ..
""""""
اما عاصي فعاد يتابع عمله بجديه ولا يكترث لما حدث ..
"""""
جلست فريده بجانب عمر داخل حديقه المشفى ، تتحدث معه بجديه .
- أكيد عارف انك عملت حاجه غلط يا عمر وكمان حرام ، عندك شك ان فى حد ممكن يحبك اكتر من والدك ووالدتك واخواتك
هز راسه نافيا
أكملت فريده حديثها بهدوء لكي تقترب من عقل صغيرها وتحاول ان تجعله يبتعد عن تلك العلاقات المحرمه ..
- عارفه انك كبرت وفى سنه المراهقه دلوقتي ومشاعرك بتحركك ، واللى انت فيه ده عاوز تثبت لنفسك انك كبرت وتقدر تعمل علاقه واتنين وتلاته وتصاحبهم فى نفس الوقت ، بس دي مش رجوله ولا معنى كده انك كبرت وعايز تعيش حياتك بين البنات ، هى دي الحياه اللى انت راسمها لنفسك ، عاوز تبقى صايع تافه من غير اى طموح ، بدء مراهقتك بعلاقاتك الكتير مع البنات وبعد كده علاقه تطور لأكبر والمعصيه تكبر اكبر وأكبر لحد لم تقع فى الفواحش مش مجرد ذنب صغير لا رجلك فى حرام هتمشي اكتر والشيطان هيصورلك كل لم تعمل حاجه بسيطه يلا كمل واتشجع واعمل الاكبر والاعظم لم رجلك خلاص تكون اتغرزت فى المعاصي وتبعد عن طريق ربنا والشيطان مصورلك انك حياتك كده احسن وهتكون سعيد ، بس مش صح ولا حقيقه ، كل ده بس الشيطان هو اللى مستحوذ على عقلك وكل تفكيرك بيه ، باعدك عن ربنا ، صلاتك قلت وبقيت مش مواضب عليها ، شاغل وقتك عن ربنا وبيقول كلم دي وصاحب دي وانزل قابل دي ، وخد صور دي واذي دي وافضح دي ، هو ده اللى شاغل كل وقتك مش كده وحتى المذاكره مافيش والدروس بتهرب منها عشان تروح تقابل البنات ، عاجبك حياتك كده ، الكدب اللى بقى على طول علسانك وثقه اهلك اللى بتستغلها، شوفت نتيجه اللى بتعمله اخوك كان ممكن يروح مننا يا عمر ، عارف نتبجه اللى بتعمله ايه ، ياترى عارف انك بتعمل حرام وغلط ولا فاكر انك صح وكلنا ضدك ، انا بحبك وخايفه عليك يا حبيبي ، اتقي ربنا ياعمر وابعد عن الطريق ده اخرته وحشه اوى يا بني ، اخرته ضياع ، الحق نفسك ، توب واستغفر وابعد عن كل حاجه غلط عشان ربنا يعوضك بعدين ، بص لنفسك ولمستقبلك ، اقطعت علاقاتك نهائي واقفل الزفت الاكونت بتاعك واى صوره لبنت معاك تمسحها فورا ومافيش مقابلات ، خليك راجل بجد ومسئول خاف على سمعتك وسمعه اخواتك وماتنساش انت عندك اخت وممكن زى ماظلمت بنات يجى اللى يظلم اختك ، ترضي لاختك حد يظلمها بالشكل ده ، أنت جواك خير يا حبيبي وأنا تربيتي ماتزرعش شر ابدا ، فوق لنفسك ياعمر قبل فوات الاوان يا حبيبي ، غير من نفسك وارجع لربنا وماتيتعجلش على العلاقه مع بنات ، بكره قلبك يحب حب صادق ، حب حلال وهتكون عايز الحب ده يكون فى النور قدام الناس كلها ، هو ده الحب اللى بجد يا حبيبي وماتيتعجلش عليه ولا تلعب ببنات الناس عشان ربنا يختارلك الأحسن والانضف والاطهر ، قلب ماحبش غيرك قلب طاهر نقي ربنا يجمعه بيك فى الحلال ، قلب يستاهل تبعد عن كل الغلط ده عشان تفوز بيه انت وبس ، ولم ترجع عمر ابني اللى ربيته وبفتخر بيه هكون ساعتها رضيت عنك وبابا كمان رضي عنك وسامحك وقبل رضانا هو رضا ربنا عليك ده أهم حاجه ، ربنا يهديك يابني ويبعد عنك شيطان نفسك ، هدعيلك فى كل فرض ربنا يغفر لك ويتوب عليك ويهديك لنفسك ولعيلتك
- اوعدك يا ماما هكون عمر تاني خالص تفتخر بيه ، بعد اللى حصل لعلي بسببي مش هرجع لطريق ده تاني ، بس حضرتك ادعيلي
ضمته لصدرها بحنان : قلبي بيدعيلك في كل لحظه يا عمر، انت واخواتك يارب مايضرني فيكم ولا يحرمني منكم يا قادر يا كريم ..
+
" """""
فى اليوم التالي...
كانت جالسه بجانب والدها تمسك بكف يده الذي لم يعد يشعر بها وتقبله بحنان وتنظر لوالدها بثبات وهى تخفى دموعها ، لا تريد أن يراها تبكي :
- داد فى جلسات علاج طبيعي هنشتغل عليها بعد شهرين من العمليه وان شاء الله سوف تشعر بتحسن كبير
ابتسم هاشم وهو يفرد ذراعيه يريد معانقه إبنته لتقترب منه ايسل برفق وتحاوط عنقه : اشتقت إليك ولكن لا اريد إلامك
مسد على خصلاتها بحنان : حضنك أماني عمره ماكان آلمي يا عمري كله
دلف اسامه فى ذلك الوقت لتجحظ عيناه بصدمه عندما تفاجئ بملاك الرحمه الذي لم تتخلى عنه أثناء مرضه ولم تتركه وحيدا واصرت على احضار عائلته لكي لا تتركه وحيدا ، لم يتوقع ان يلتقي بها فى هذا المكان فهى لم تكن غريبه عنه فقد كانت ابنه لصديق عمره ..
تقدم فى خطواته والابتسامه تعلو ثغره وهو ينظر لهم بسعاده
- ملاك الرحمه تبقى بنتك يا صاحبي
تطلع اليه هاشم بعدم فهم ،اما ايسل نهضت من جانب والدها لتقف امامه وهى تبتسم له بحب
-عمو اسامه لم اصدق عيناي
- ولا أنا مصدق ، بقى تبقى بنت صديق عمري وانا عمال تدور عليكي ، مديون ليكي بكتير
سحبته من يده ليجلس بجانب والدها وتنظر لهم بسعاده : إيوه أنا بنت هاشم الراسي وفخوره بيه جدا جدا
طبع اسامه قبله حانيه اعلى جبين صديقه : حمدلله على سلامتك يا حبيبي ويا زين ماربيت
""""""""
بعد مرور اسبوعان تعافي علي وعاد الى المنزل وتبدل عمر واصبح شخصا اخر جاد ، مجتهد بدراسته ومذاكرته ، فقد ابتعد عن كل شيء وعاد الى الله بقلب سليم ، ولكن مازال والده لم يتحدث معه دائما يتجنب الحديث او النظر اليه ، حاول عمر كثيرا ولكن كان رد حاتم دائما التجاهل ، الى ان فقد عمر الامل فى مصالحته مع والده ..
+
اما اسر فقد انتقل للعيش مع والده بعدما غادر المشفى اراد ان يظل جانبه فهو بحاجته هو وشقيقته ولم يتركهم وحدهم فانتقل للعيش معهم ، وافقه حاتم هذا القرار فمن حق والده ان يجد ابنه جانبه فى تعبه ..
+
""""""
فى ذلك الوقت انهى معتز توضيب شقته وتم تحديد زفافه بعد أسبوعين من الان
...
اما عن ماجد فقد شعر بمشاعر انجذابه لحياه وقد تخطى مرحله الاعجاب ولكن ليس لدي قوه لاتخاذ هذا القرار وهو الفصح عن مشاعره ، يرا انها تبادله تلك المشاعر ولكن مازال غير متيقن من مشاعرها ويخشي منها الرفض ، لذلك قرر أن يتمهد قبل تلك المواجهة ..
""'"
كان يتابعها باهتمام ويشعر بالسعاده بوجودها تعمل جانبه بغرفه العمليات ، ولكن لم يستطيع البوح عن مشاعره فقد كانت منشغله بمرض والدها وشارده طوال الوقت لا تفكر الا بوالدها ، قرر ان يتحدث مع شقيقها أولا من اجل تلك الخطوه التى يريد الاقدام عليها وهذا الانسب إليه. .
+
""""
منذ اخر شجار بينه وبين ابنه وهو غير سعيد يشعر بانه ينقصه شيأ ثمينا لا يقدر ، ابتعد عن زوجته فهو يعلم بانها مازالت تخفى عنه شيء ، لذلك اتخذ قرار وهو ان يتحدث مع ابنه ويحاول اكتساب ثقته والتقرب منه كما يرغب ابنه فهو وحيده ولا يريد ان يتحمل هو وحده انفصاله عن والدته ،، قرر العوده الى القاهره ليتوجه الى منزل والد زوجته السابقه لكي يلتقي بابنه فمنذ انفصاله عن والدته وهم يعيشون بمنزل جده ..
"""""