رواية ميراث الندم الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أمل نصر
صاحت بها بوجهه، تنهيه من البداية، علّه يستمع منها ويتراجع، وقد زحف بقلبها الرعب بسببه، وهي ترى الاجرام ارتسم على ملامحه الجامدة، شرار عينيه المتقدة كجمرات حمراء نحوها، ينذر بحدوث كارثة، ولكنها كآنت مجرد محاولة، رفض القبول، هادرًا بها:
– مفيش حاجة انتهت، لما يجي كلب زي ده، ويلف يجابلك من غير اذن في ضهر البيت اللي المفروض تلاجي امانك فيه يبجى لا، لما يتجرأ عليكي وانتي تحت حمايتي، واخته اللي هي كانت مرتي، تغطي وتجلب الآية عشان تجيب اللوم عليكي، يبجى لا.
انا فايدتي ايه لما يحصل دا كله معاكي وانتي في بيتي؟
صرخ بالاَخيرة يجفلها حتى ارتدت بأقدامها للخلف، فالتصق ظهرها بجدار الحائط، وصمت الخوف الذي اصابها، اجبره ان يخفف قليلًا من حدته، يؤلمه رؤيتها بهذا الضعف في حضرته، وهي صاحبة حق:
– يا نادية انا بتكلم في حاجة كبيرة مينفعش التهاون ولا السلبية فيها، الأمر ميخصكيش لوحدك، الأمر يخصني جبلك، لا يمكن هعرف اعبرلك دلوك على النار اللي جايدة جوايا من ساعة ما عرفت باللي حصل ، الكلبة واخوها لازم يتربوا على عملتهم.
– وانا مش عايزة أذية لحد حتى لو هما غلطانين، لو هتكلم على فتنة ، فدي طبيعتها من الأول، غبية وشيطان راسها هو اللي بيسوجها بغشم الكبر اللي اتربت عليه وكبر معاها.
اما بجي عن ناجي، ف انا خدت حجي منه وجتها، بالجلم اللي رن على خده، ولا مجالتكش روح عليها دي؟
– جالتلي.
صرخ لها ليتابع بغضب يحرقه، ضاربًا بقبضته على الجدار من جوارها، وأنياب حادة تنبش قلبه بشراسة، تحفر جروحًا غائرة به:
– ودا اللي مخلي النار بتاكل فيا، ما هو بالعجل كدة، طول ما وصلك للمرحلة اللي تمدي فيها يدك عليه، يبجى الموضوع كان اكبر من انك تفوتيه، زي ما بتحاولي تقنعيني دلوك، عمل معاكي اييييه؟
شدد بالاَخيرة يزيد بالضغط عليها، ولكنها رفضت الأنصياع، تواصل الإنكار:
– معملش، هو بس عرض عليا الجواز، وانا ضربته عشان كدة، عشان رافضاه وعشان كلمني بعد ما فاجئني بجيته هنا
كان كمن اصابه الجنون، يجاريها بهز رأسه المبالغ فيه بقصد استدراجها:
– تمام تمام، انا معاكي فيها دي، بس انا بجى يهمني التفاصيل… يدك طالته ازاي؟ يعني مثلا كان واجف مطرح ما واجف انا دلوك، وفي مسافة امتار تفصل ما بينكم….
روحتي انتي متجدمة عليه من نفسك، وسايبة مكانك عشان تلطشيه بالجلم، ولا هو اللي جرب للمسافة اللي خلت يدك تترفع غصب عنك وتعلم عليه عشان يرتدع عنك؟
بهتت بوجه تخضب بحمرة قانية، تجمع ما بين الخجل والفضب الشديد، لقد استطاع بخبرته ان يحشرها في زاوية لا تجد منها منفذًا للهروب، بعدما جمع الخيوط بحنكته والاَن يريد التفاصيل المخجلة، وهي التي لم تجرأ بالبوح بها امام شقيقته، تخبرها هو بها!
– ما تردي يا نادية وريحيني.
صاح بها للمرة الثانية يجفلها، ليواصل بجنون الظنون التي تنهش برأسه:
– كيف مديتي يدك عليه؟
ظلت صامتة للحظات كاد ان يقتله فيها مرار الانتظار، تبحث بتفكير مضني عن رد مناسب، حتى غلبها اليأس تجيبه بفظاظة:
– كيف عاد مش كيف؟ كل اللي اجدر اجولهلولك، هو انه لا جرب ولا جدر يمسني حتى، وبس على كدة وخلصت
– بس حاول.
قالها بيقين استقر بداخله، ليستطرد بأعين حمراء، يضغط على حروف الكلمات بشر لا يخفيه:
– كون انه حاول بس، دي تكفي عندي، تكفي ان اربيه على عملته السودة……، عن اذنك.
ختم ليلتف مغادرًا، يحفر الأرض بخطواته الغاضبة، يتركها محلها، بخوف جثم بثقله على سائر اعضائها الحيوة، شلل اصاب اطرافها، ولسان انعقد حتى عن النداء بإسمه كي توقفه، بعجز اصاب عقلها عن التفكير في اي شيء يوقفه، وقد بدا من هيئته انه على وشك ارتكاب جريمة.
جاء صوت صغيرها، كمنبه لها كي يعيدها من شرودها:
– ماما….حمو خازي زحلان؟
قطبت جبينها قليلًا تستوعب الكلمات الجديدة منه، لستدرك بعد ذلك كي تجيبه:
– لا يا حبيبي مش زعلان، هو بس وراه مشوار مهم…….
ربنا يستر علينا منه
❈-❈-❈
جلس ينضم معها على نفس الاَريكة التي لم تتركها منذ وقت خروج شقيقها، وقد ظلت واجمة شاردة، بقلق غلف ملامحها بقوة .
– ايه مالك؟ شكلك ميطمنش ، دا غير ان اخوكي نفسه مكنش بطبيعته النهاردة؟ انتو زعلانين مع بعض؟
تطلعت اليه، وهي تتسائل داخلها ان كان يجب عليها ان تخبره ام لا؟ ولكنه لم يعطيه الفرصة للاختيار:
– انتي حرة يا روح لو مش عايزة تتكلمي ، بي انا عايز اطمن عليكي مش اكتر .
– وانا عايزة اتكلم يا عارف، لأني بصراحة خايفة، والخوف اللي جوايا من الناحيتين، خوف من الكلام وخوف من عدم الكلام.
رددت بها برغبة ملحة بالبوح تكتنفها رغم ترددًا يشوب نبرتها، فجاء قوله محفزًا:
– وايه اللي مانعك يا روح؟ انا في كل الحالات معاكي وميهمنيش غير مصلحتك، أو أي شي يخصك.
– ما هو ميخصنيش، دا يخص ناس تانية عزاز عليا، ولولا تقديري لرغبتها في الكتمان، ما كنت ابدا هجبل بالسكوت، بس شكلي غلطت لما تبعتها ودلوك هتجلب فوج راس الكل.
اثار قولها تحفزًا داخله، شاعرًا بخطورة ما تتحدث عنه، فخرج صوته حازمًا بحسم:
– طب اتكلمي على طول وما تستنيش مدام الأمر خطير كدة.
❈-❈-❈
بداخل الحظيرة الضخمة الملاصقة لمنزلهم من الخلف، وقد اشرف كعادته في هذا الوقت ، في الرعاية والاهتمام بأفراد قطيع المواشي، من بقر وجاموس وأغنام، تملأ المساحة الشاسعة في هذا المكان الذي بني خصيصًا لهم، من قبل المالك والده، فهذه الأشياء التي تدر المال الكثيف، هي الشي الوحيد الذي يحرص عليه، بعناية شديدة، ألا تمرض او ينقص وزنها بقلة الطعام او أي شيء قد يتسبب في الضرر لها ويرتد عليه سلبًا بعد ذلك بخسائر لن يتقبلها، وها هو الاَن يتحدث بانتشاء الفائز مع زوج إحدى شقيقاته، والذي كان يطالع الوارد الجديد، مبديًا إعجابه الشديد بها:
– زينة جوية يا ناجي، البقرة دي مشرعة وعفية، تنفع جوي تجيب زريعة عجول ولا بقر زيها، حاجة كدة ولا الحصان العربي الأصيل، عرفت كيف تقنع عيلة ابو دراع وتاخذ من زريعتهم، دول بيورثوا الفصيلة لبعض وكانها كنز مينفعش يطلع برا العيلة.
عبس ناجي يجيب صهره الذي ما زال يربت على ظهر البقرة بانبهار:
– متفكرش اني خدتها بالساهل يا عفيفي، دا انا واخدها بحج ازيد من تمن بقرتين، يعني سمي كدة في جلبك وصلي ع النبي ، دي لسة مجابتش خيرها، ويا عالم، مش يمكن تطلع معيوبة بعد دا كله.
ضحك الاَخير، يعقب على قوله بخبث وسماجة تستفزه
– يا راااجل، هو انت برضوا حد يقدر يضحك عليك، ولا هتجيب حاجة من غير ما تفرزها، طب اجطع دراعي، ام ما كنت شاريها عُشر، صح ولا لاه؟
ختم يغمز له بضحكة زادت من اشتياط الاَخر، يضرب كفيه ببعضهما متمتمًا بسخط:
– لا حول ولا قوة إلا بالله، يوم الخميس الساعة خمسة هبجى اجيب الدكتور البيطري يشوفها، وساعتها هبلغك باللي يجولوا.
– بتخمس في وشي يا ناجي، دا على اساس اني هحسدك مثلا؟ ، هو انت في حاجة بتحوج فيك يا راجل؟
ردد بها عفيفي، بجسد يهتز معه من فرط الضحكات، مستمتعًا بسخط الاخر، والذي كان يحدجه بغيظ شديد، على وشك الانفجار به، قبل ان يلتفا الإثنان على الصوت الجهوري من خلفهما:
– براحة على نفسك شوية يا عفيفي، لا تموت من كتر الضحك، ساعتها محدش هينفعك، ولا حتى جوز اختك اللي بترازي فيه ده.
توقف الاول عن الضحك، وتسائل الثاني بذهول وقد انتصب واقفًا في استقباله:
– غازي الدهشان، مش بعادة يعني تاجي على هنا وما تبلغنيش بزيارتك، خير في حاجة؟
رد يجيبه بابتسامة صفراء:
– خير يا ناجي، الأول بس نسلم على عفيفي جبل ما يطلع ويسيبنا لحالنا، نتحدت مع بعض. ازيك يا واد عمي عاملة ايه مرتك والعيال؟
اردف بالاخيرة نحو الرجل، يصافحه على عجالة، فجعله يتجاوب معه بارتياب ، حتى انصرف على غير ارادته، ليقف خارجًا يراقب الوضع، بينهما، شاعرًا بذبذبات في الأجواء غير مبشرة على الإطلاق.
– ايه؟ زعلت اني دخلت من غير استئذان؟
وجه له السؤال يرفع الشال الصوفي عن رقبته ليُلقيه على احد الحواجز، ثم خلع الساعة ايضًا وضعها عليه،، ليجبر الاخر على الاستفسار:
– في إيه يا غازي؟ شكلك مش طبيعي النهاردة! اللي يشوفك كدة يجول داخل على عركة.
عقب غازي من خلفه:
– برافو عليك، انا فعلا جاي في عركة، لأن دي الحاجة الوحيدة اللي فاضلالي للأسف مع واحد واطي زيك.
ردد الاخر خلفه بغضب :
– واطي، إنت واعي لكلامك دا يا غازي؟ الغلط دا كبير جوي لو مش واخد بالك يعني .
اومأ لن برأسه مؤكدًا
– ايييوة، هو فعلا غلط كبير، وبنفس الوجت برضوا بالفعل ينطبق عليك..
تحرك يخطو نحوه، متابعًا بالعد على اصابعه؛
– ليه بجى ينطبج عليك؟ عشان اللي يدخل البيوت ويلف على مكان الحريم، يجلج امانهم، يتجال عليه واطي، اللي يتجرأ على الولية ويجبرها انها تمد يدها عليه، يبطى اجل من الواطي.
تفوه بالاخيرة صارخًا وكفيه حطت على ياقة جلباب الآخر بعنف جعله يهتف بدفاعية، وقد فهم مقصده:
– صلي ع النبي يا غازي، انت جايب الكلام ده منين؟ هو انا من امتى كنت بالاخلاق الشينة دي؟ مين اللي بلغك بالكلام دا اساسا؟
هزهزه بوحشية يردد:
– ما هو حظك ان محدش بلغني وان عرفت لوحدي بس للأسف متأخر، عشان لو كنت عرفت في وقتها، كنت ساعتها طلعت روحك، انت واختك اللي غطت على عملتك، هي دي اخلاج الرجالة ياد؟ مع حرمة مكسورة الجناح، لجأت لينا لاجل امامنها وامان ولدها؟
– انا كنت طالبها للجواز هي اللي فهمت غلط؟ يعني دا ذنبي اني عايز استرها في بيتي بدل ما هي مشندلة في بيوت الناس.
– ناس مين ياد؟
صاح بها يعيد تعنيفه برجه بين يديه:
– انت فعلًا واطي، والظاهر ان من كتر معاشرتك للخواجات والناس السو، خلتك افتكرت انك ان كل الحريم واحد، لا يا ناجي، شكلك كدة عايز تتربى من جديد عشان تفكر الف مرة بعد كدة، جبل ما تكلم مرة حرة وتتجرأ عليها.
– اتجرأت عليها!
خرجت من الاخير باستهجان ساخر، قبل ان يفاجأه بتبجحه:
– ولما انا اتجرأت عليها هي متكلمتش ليه؟ كانت مكسوفة مثلا تجول ع اللي عملته ولا خايفة مني؟ وع العموم يا سيدي ساهلة خالص اهي، اتجوزها ونلم الموضوع.
– تلم مين يا كلب؟ هي كانت مبعترة؟
صرخ بها يدفعه من طول ذراعه، حتى سقط فوق كوم من القش، وتحفز غازي يشمر أكمامه، ليردف بإجرام قبل ان يتقدم نحوه؛
– طلبتها ونولتها يا ناجي.
❈-❈-❈
واضعًا كفيه في جيبي بنطاله، والنظارة السوداء تغطي على عينيه لتحميه من حرارة الشمس، فتضيف مزيدًا من هالة جاذبة تخطف الأبصار نحوه، بالإضافة لأناقة المظهر المميزة،
وتسائلًا لا يتوقف من الافواه، عن هوية الغريب المرافق لبسيوني في سيرهم عبر طرقات البلدة، في جولته لتفقد البلدة الريفية الغريبة بأجواءها عنه:
– ما شاء الله يا بسيوني، البلد كلها كأنها جنينية كبيرة ، في كل حتة اراضي مزروعة، عروش العنب ولا اشجار المانجة الكبيرة محاوطة كل بيت .
عقب بسيوني بزهو يكتنفه:
– البركة في الدهشان الكبير، هو اللي استصلح الصحرا، وبعدها الدنيا اتعمرت زي ما انت شايف كدة، وعياله كملوا الرسالة، ربنا يباركلهم هما كمان.
– فعلا عندك حق، بس انا بقى عايز اشوف جنانين الفاكهة اللي بنصدر منها ، هنلحق نروحها على رجلينا ولا نرجع على البيت الكبير، ونروح بالعربية؟
تبسم يجيبه بمشاكسة:
– يا بيه ما انا جولتلك من الاول نطلع بالعربية بس انت اللي جولت عايز اتمتع بالهواء النقي.
مط بالاَخيرة ليثير الحنق بداخله، حتى استنكر هاتفًا به:
– بتتريق عليا يا بسيوني، طب انا فعلا بقى مش تعبان، وايه رأيك بقى هكمل معاك كدة على رجلينا حتى لو هنلف كل البلد، المهم انت متتعبش يا حبيبى.
رد بهدوء يغيظه:
– يا سيدي على كيفك زي ما تحب، وانا ايه اللي يتعبني يعني، دا حتى البلد بلدي والسكة سكتي .
رمقه بغيظ حتى هم ان يعقب على كلماته، قبل ان يتفاجأ بالوجه الصغير المألوف، وهي تركض نحوه؛
– عمو يوسف
– ايه ده؟ اَيه! انتي ايه اللي جابك هنا يا بنت؟
تمتم بها، يفتح ذراعيه للصغيرة، قبل ان يجفله بسيوني، بلكزة خفيفة يهمس له بإشارة خفية نحو المنزل الذي خرجت منه الصغيرة:
– دا بيت جدها، طليجة غازي جاعدة فيه.
– اااه
تمتم بها بتفهم، ليتلقف الصغيرة بعد ذلك، وخلفها شقيقاتها، يداعبهم ويلاطفهم، بحكم معرفته بهم من منذ حضوره الزفاف مع والدهم.
وفي الأعلى كانت تراقب من شرفتها باهتمام شديد، لهذا الغريب الذي يداعب صغيراتها وكانه على معرفة وثيقة بهما،
غلبها الفضول حتى ارتدت عبائتها وهبطت اليهم ، لترى من هو هذا الغريب الانيق، ولكنها لم تلحق به، وقد ذهب يكمل جولته مع بسيوني، همت ان توقف ابنتها الكبرى لتسألها، ولكنها تفاجأت بزوج شقيقتها الكبرى عفيفي، يركض قادمًا نحو المنزل، حتى اذا دلف من الباب الخارجي، هتف بها لاهثًا:
– اللحجي يا فتنة، غازي الدهشان داير طحن في اخوكي في الحوش اللي ورا البيت، وشكله كدة هيخلص عليه .
❈-❈-❈
– ايه ده ايه ده؟ حصلت نصيبة ولا ايه؟
غمغم بها سعيد بجزع، قبل ان يهجم وزوج من أبناء شقيقه الأكبر يامن، ليفصلوا ناجي من قبضة ابن عمه ، الذي كان يكيل له من الضربات الموجعة على وجهه، وكامل جسده
صرخت فتنة بدورها،، بعد ان اتت مع زوج شقيقتها الكبرى، ضاربة بنصائح والدتها في الانتظار وعدم الخروج من المنزل نظرا لحساسية الوضع بينها وبين طليقها عرض الحائط، متحدية الاعراف وأحكام الدين وكل شيء:.
طالج نفسك زي الطور الهايج على خلق الله، إيه؟ فرحان بقوتك، بكرة ربنا ياخد عفيتك دي اللي بتفتري بيها.
– بس يا بت اجفلى خشمك انتي؟
صاح بها يامن بحزم ينهرها، ولكن والدها كالعادة عاكسه بتأيدها وهو يرفع ابنه عن الارض، بمساعدة عبد البر واسماعيل، كي يستطيع الجلوس على الأرض:
– وانت عايز تسكتها ليه يا يامن؟ مش اخوها دا اللي غرجان في دمه بسبب واد اخوك ، اللي عامل فيها كبير، طب تجدر تجولي دا يرضي مين ده؟
خرج رد غازي بتحدي صارخ لغضب الجميع:
– عنه ما رضى حد، ولدكم غلط وخد جزاءه بس على كدة.
– شايف واد اخوك وافتراه يا يامن.
علق بها سعيد مستنجدًا بأخيه، الذي صاح بدوره عليه:
– مينفعش الكلام دا يا غازي، انتوا الاتنين كبار مش عيال صغيرين، علمنا يا ولدي بالسبب اللي خلاك تعمل فيه كدة.
– السبب بيني وما بينه يا عمي، هو غلط وخد جزاءه على كدة، وخلصنا.
– لا مخلصناش، ولا انت فاكرها سايبة؟ وعشان ما منصب نفسك كبير على عيلتك، يبجى خلاص، مش هتلاقي حد يحكم عليك.
صاحت بها امام الجميع، بجرأة تعدت الأعراف السائدة، لحكم انفصالهم، حتى حدجها هو بنظرة نارية شرسة، ثم شاح بوجهه عنها للناحية الأخرى مغمغمًا بالاستغفار، يتجاهلها عن قصد:
– استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، حد يفهمها اني مليش خلق ليها، ولا هي اخوها مش راجل عشان تاجي وتدافع هي عنه؟
خرج رد ناجي بلهاثه بعد ان تمكن اخيرا من الكلام:
– لاه راجل يا غازي، وانا بجولهالك اها، جوزهاني وحل الاشكال على كدة.
– هي مين اللي يجوزهالك؟
صدر السؤال عفويًا من ابن عمه عبد البر، ليشعل نيرانًا في قلب الاَخر، يحدجه بتهديد ووعيد لألى يأتي بإسمها امام احد، ولكن فتنة بعقلها الشيطاني توصلت للإجابة بنفسها، لتصرخ بما توصلت له :
– جول كدة، هو الموضوع كله بيدور حوالين السنيورة اللي جيبتها في بيتك عشان تجيب الخراب معاها، عاملة فيها العصفورة الضعيفة ام جناح مكسور وهي…..
– اسكتي.
صرخ بها، ليردف مخاطبًا لها بإزدراء يتشعب داخله نحو هذه النفس السوداء، والتي لا يردعها شيء عن بث سمومها دون وجه حق، حتى وهي المخطئة، وهو الذي تعمد عدم الزج بها في عقابه مراعاة لبناته الصغار :
– انتي ملكيش صالح، وما تتدخليش في امور الرجال، انا محجم نفسي عنك بالعافية، يا ريت تنتبهي ليها دي .
صاح بها قوية ملوحًا سبابته امامها بنهي قاطع، قبل ان يلتف نحو سعيد مخاطبًا له:
– عمي، جول لبتك تلم نفسها عني وتفتكر انها بجت من المحرمات بالنسبالي،، يعني مينفعش الكلام ما بينا، وهي من الاساس، طلعت كيف من بيتها؟ وعدتها لسة مخلصتش.
وقبل ان يخرج رد سعيد بعنجهيته كالعادة، سبقته هي :
– عدتي ملكش دعوة بيها، وانا اطلع وجت ما يجيني كيفي، معدتش انا على زمتك خلاص يا عنيا، وهتدخل يا غازي، عشان دا اخويا، واللي عملته فيه ده مش هيعدي بالساهل، ولا انت فاكرنا هبل ومفهمينش مين السبب ورا كرهك ليه بعد ما خلاص خليلك الجو…….
صدرت صرخته المقاطعة:
اجفلي خشمك وابلغي السم اللي في حلجك يا فتنة عشان انا فاض بيا منك، وبجيت على اخري، حد يحوشها البت دي عني، انا مش عايز ارتكب جريمة.
جاء الرد من والدها، يساعدها بتشكيكه:
– تمام يا واد اخوي يا كببر، احوشها انا عشان متعصبش نفسك ولا تزعل، بس بجى الكلام اللي هي جالتوا نعديه ازاي؟ …. دلوك عايزين السبب الأصلي اللي خلاك تضرب واد عمك، هل هو فعلا وراه حريم ولا في حاجة تانية؟
بقول الاَخير زاد اهتياجه ليهدر بعروق بارزة بفرط غضبه:
– الحديت الناجص انا مجبلوش، جولتلكم موضوع وخلص، ولدكم غلط وانا ربيته وخلصنا على كدة ، محدش له دعوة باللي حصل .
– وانا جولتلك جوزهالي يا غازي
خرجت من ناجي ليتبع بوقاحة:
– كلهم عايزين يعرفوا اللي حصل وانا مش مكسوف اجول، انا عايز اتجوز نادية وهي ضربتني عشان روحت طلبتها بنفسي.
التفت ررؤس الجميع نحو غازي بتساؤل جعله يتمتم نحوه بازدراء:
– والله ما كذبت لما جولت عليك واطي
حسم يامن بقوله:
– غازي، الكلام دا لازمله جلسة يحضرها الجميع.
❈-❈-❈
توقف به امام المنزل الطيني، والمحاوط بمجموعة كبيرة من عروش الكرم على مدخله من الخارج، مع بعض الخضروات الموسمية في الأسفل، على قدر تواضع المشهد ولكنه كان رائعًا في نظره، حتى عبر عن اعجابه بقوله:
– الله يا بسيوني، هو دا بيتكم؟ دا المنظر هنا يجنن .
ضحك المذكور، منتشيًا بنظرة الانبهار، تلك التي يجدها من الاَخر، على شيء اقل من العادي في نظره، او ربما يكون السبب هو الاعتياد.
– ايوة هو بيتنا فعلا يا يوسف بيه، تعالى اتفضل معايا جوا نشرب الشاي بجى ونريح هبابة جبل ما اخدك على جنانين الفاكهة اللي انت عايزها .
احتج الاخير رافضًا:
– لا يا عم، ادخل انت اعملي الشاي اللي بتقول عليه، ولو هتجيب معاه حاجة تبلع برضوا انا قابل، يعني فايش ينفع ، بسكويت، كحك بسمسم ، اي حاجة، جبنة قريش، او حتى مش بدوده والله انا قابل ، المهم يبقى هنا تحت عرش العنب الجميل، في الجو اللي يهبل ده
تبسم بسيونى بعرض وجهه تقديرًا لتواضع الاخر، ونفسه الطيبة في التعامل معه، ليرد الود بمعاملة بالمثل، مشيرًا بسبابته الى اسفل عينيه مستجيبًا له:
– من عنيا الجوز ، انت تؤمر يا يوسف بيه ، احلى غدا في الخضرة اللي هتحبها وتحت العنبة كمان.
قالها الرجل ثم دلف لداخل المنزل ووقف هو يتجول بين أحواض الخضرة، غير مبالي بالوسخ الذي التصق في الحذاء الغالي ، يتأمل عناقيد العنب المتدلية من سقف العرش، ثمار طازجة ، وأخرى صغيرة وخضراء في طريقها للنضج، كلها أشياء تسلب العقل بروعتها.
وفي غمرة انشغاله ، تفاجأ بما يزيد الشغف بداخله، حيث ظهر من العدم قطيع من الاغنام، يسير متوجهًا الى وجهة محددة.
توسعت عينيه بذهول يتابعهم، اناث وذكور ، كبار وصغار، بألوان شتى، تحرك خلفهم حتى دلفوا داخل احد الأحواش القريبة منه،،
– يا سبحان الله، ودول طلعوا يتفسحوا مع نفسهم ولا إيه؟
غمغم بها قبل ان يجفل على صوت زمجرة نسائية تأتي من خلفه، مرافقة لصوت مأمأة غنم، وكأنها تتشاجر معه،
التف برأسه ليجد بالفعل فتاة تسحب بعنف احد الخرفان من قرنيه الكبيران، وفمها يردد بالسباب عليه، فخرج صوته مشفقًا:
– يا بنتي انتي مجنونة، ما براحة ع الحيوان، ايه القسوة دي؟
توقفت الفتاة ذات البشرة القمحية، بطرحة رأسها التي تدلت منها بعض الخصلات في الأمام، نتيجة المجهود الذي تقوم به، فظلت للحظات تطالعه بعدم استيعاب، حتى سألته:
– انت بتكلمني انا؟
اجاب سؤالها بانفعال:
– ايوة انتي طبعًا، حلي ايدك شوية عن الخروف، دا كدة ممكن تقصفي رقبته، ولا تكسري قرنه، حرام عليكي.
ظهرت التسلية على وجه الفتاة لتردد من خلفه بسخرية:
– اجصف رجبته ولا اكسرله جرنه كمان، يا حلاوة يا ولاد، انتي مين انت؟ من جمعية الرفق بالحيوان ، ولا يكونش جاي من حاجة تبع الاممم المتحدة بناءًا على شكوى متجدمة ضدي؟
تببسمت في الاَخيرة بسماجة استفزته، ليعلق ردا لها:
– يعني انا بكلمك ع الرحمة يا اَنسة، وانتي بتتريقي، طب حتى افتكري انه روح ربنا خالقها، ويجب علينا نعامله برفق شوية.
رفعت يديها الاثنان عنه فجأة لتعبر مضيفة على قوله :
– نعامله برفق وحنية كمان، بس انت متزعلش يا سعادة الباشا، ياللا يا زينهم.
قالت بالاَخيرة تدفع الخروف نحو مدخل الحوش الذي سبق الدخول فيه من قبل اقرانه
فتكلم هو ردًا له:
– انا كنت فاكرك بتتريقي، بس كون انك سبتيه اساسًا، دي عندي كبيرة اوي.
ردت بنفس النغمة الهادئة وهذه السخرية التي تتخلل نبرتها:
– يا سيدي ولا يكون عندك فكر، انت تؤمر، يا باشا ياللي انا مش عارفة اسمك، انا بجدر فعلا وجهة نظرك الخاصة بالخرفان، والرفق والحنية عليهم.
– وجهة نظري!
تفوه بها بعدم فهم، وقبل ان يسألها عن الغرض من كلماتها، اجفل بدفعة قوية غبية، على مؤخرته في الخلف، جعلته يطير من أمامها، حتى سقط بالكامل داخل احدى أحواض الخضرة، رفع رأسه مصعوقًا بنظرة نارية نحوها، فتفاجأ بهذا الخروف الذي كان يدافع عنه منذ قليل، يطالعه متحفزًا، لاعادة الكرة بنطحه مرة ثانية، وابتسامة متسلية على ثغر الفتاة تعقب له:
– احنا آسفين يا باشا، بس دا زينهم ، اللي انت عايزاني اعاملة برفق وحنية، اتفضل، دي الهواية المفضلة عنده، نطح أي شيء يديله ضهره.
قالتها وانطلقت بضحكة عفوية لم تقوى على كتمها، على قدر ما استفزه صورته المخزية امامها واستهزائها به، على قد ما اطربه الصوت العفوي منها، حتى انتفضت على اثر الصوت الجهوري المنادي باسمها:
– بت يا ورد، انتي يا مضروبة الدم، بتعملي ايه عندك.؟
❈-❈-❈
– خلاص يا روح انا اتصلت….
قطع قاصدًا حين اجفلها بالدخول مباشرة الى داخل الغرفة بعدما انهى المكالمة التليفونية مع احد اشقائه، وقد كانت هي متسطحة على فراشها في طريقها للنوم، بعد ان غلبها التعب وسهر الامس قي التفكير، ترتدي هذه البيجامة الضيقة المنحسرة عليها، بدون السترة التي تعلوها، لتظل بهذا الجزء الداخلي الملتصق بها، مكشوف الذراعين
استفزه مشهدها حينما انتفضت تعتدل بجذعها باضطراب فور ان فاجئها بدخوله، ونظرة كاشفة منها، وكأنها توبخه، ليقابل حنقها بابتسامة ماكرة معلقًا:
– ايه؟ كنت عايزاني استأذن جبل ما ادخل؟
قطبت تستدرك وضعها الجديد كزوجة له، فتراجعت عن غباء تفكيرها، قائلة بأسف:
– لا طبعا ازاي بس؟ دي اوضتك وانت من حجك تدخل في الوجت اللي انت عايزه،، انا بس اللي لسة متعودش.
– امممم.
زام بفمه، ثم جلس بجورها، قبل ان يباغتها بجذبها من خصرها لتلتصق به، حتى صدر منها نصف شهقة قطعتها على الفور، في محاولة يائسة منها لعدم الإجفال.
تغاضى هو، ليشاكسها بعبثه:
– طيب ولما هي اوضتي، وادخلها زي ما احب، بتتكسفي ليه من دخلتي عندك؟ ماسكة ليه في حتة البيجاما دي من امبارح، مش هي العروسة برضوا بتغير في اليوم يجي مية مرة..
– ايوة طبعًا، بس انا افتكرت…..
قطعت بحرج، توقف قولها الاحمق، ليكمل لها بابتسامة خبيثة:
– افتكرت انك اجازة ومش هجربلك دلوك.
اغلقت عينيها بحرج شديد، فهذه الخاطرة بالفعل قد مرت برأسها، فخرج صوتها الاَن بتصحيح:
– يا عارف انا جولتلك اني لسة متعودتش، لكن انا تحت امرك في اي وجت أكيد، لو تحب دلوك اجوم…… واغير هدومي يعني…..
سألها ليزيد من خجلها:
– وتلبسي جميص زي بتاع امبارح، ولا هو نفسه؟
اومأت بهز رأسها وصوت خرج كالهمس:
– زي ما تحب.
زفر يخرج تنهيدة مطولة، لفحت حرارتها بشرة عنقها، ليردف بما يعتمل بصدره:
– لو ع اللي بحبه، ف انا عايز كتير، كتير جوي، بس معلش بجى، الصبر طيب.
التفت رأسها اليه لتواجهه بعيناها سائلة:
– طب وايه لزوم الصبر؟ ما انا بجولك اها، انا تحت امرك .
توقف يطالع تصميمها، وهذه العفوية التي تتحدث بها، لتغزو ابتسامة غامضة ثغره، ثم اجفلها بخطف قبلة عابرة على الذراع العاري اجفلتها كالعادة ، ليزداد اتساع ابتسامته، ثم نهض فجأة معقبًا:
– ميأمرش عليك ظالم .
قالها بدعابة، ثم تحركت اقدامه للخروج، وتركها بتخبطها وارتباكها، مبعثرًا بأفعاله كيانها، حتى تسائلت بداخلها عن سبب دخوله بالاساس.
وكأنه قرأ ما يدور برأسها ، فتوقف يخبرها قبل ان يخرج من باب الغرفة:
– نسيت اجولك، واد عمك ناجي خد الطريحة، اخوكي غازي جام معاه بالواجب وزيادة، بس للأسف فتنة دخلت في الموضوع وولعتها، ودلوك هيتعمل جلسة في المندرة للبحث في الأمر
❈-❈-❈
لطمت على خدها وكأن التهمة التصقت بها هي، لقد حدث ما كانت تخشاه وكبر الموضوع بفضله، حتى وصل الأمر لشقيقها:
– يا مرك يا نادية، يعني الجلسة اللي في المندرة هناك معمولة عشاني، معمولة عشاني ياما؟
زفرت جليلة بحنق متعاظم ترد عليها:
– ما انتي لو كنتي اتكلمتي في يوميها مكنش دا كله حصل، كان اخوكي جطع مع الزفت ده، وغازي رباه بمعرفته.
صاحت ترد عليها:
– طب ما هو راح رباه ياما ، وكانت النتيجة ايه؟ اهو كبر الموضوع وكل واحد هيزود من مخه، انا كان مالي انا ومال المرار ده؟ انا كنت عايزة اروح بيتي؟ كنتوا سبيتوني اروح، بدل المرار والشندلة دي
سقطت على كرسيها ترثي نفسها وحزنها:
– ما انا كنت عايشة في حضن جوزي في امان الله، ليه بس الدنيا تجلب عليه بوشها العفش وتديني ضهرها ؟
– استغفر الله العظيم .
تمتمت بها جليلة لتأمرها بحزم:
– استغفري ربنا، دا كل حاجة عنده بتدبير، خلي عندك ثقة فيه.
سمعت منها وتمتمت متضرعة، قبل ان تردف بتصميم:
– ونعم بالله، عدلها من عندك يارب….. بس انا برضك لازم امشي.
❈-❈-❈
لقد تم ما اراده المتبجح، وبدلا من ان يستحي من فعلته، ها هو الاَن يصيح بصوته الجهوري، يونبئ الجميع عن صدق نوياه، حتى لو خانه حكمة التصرف بعقل، مستغلًا رغبة الأخرى، بعدم الزج بها في حديث صفعها له بالقلم وما كان على وشك القيام به، ليجعلها ترد بهذا الفعل معه
الاَن فقط قدر موقفها في الكتمان، الاَن فقط علم ان المرأة في هذه المواقف هي بالمدانة من الجميع، حتى والكل يعلم بأنها الضحية، لابد ان تحمل الذنب وحدها.
– ها يا عزب يا ولدي، اديك سمعت من واد عمك، ايه رأيك في اللي حصل؟
توجه سعيد بالسؤال نحو المذكور بعدما ذكر له الاَخر، عن سبب استدعائه، ليرد ناجي بهذه الاصابات التي تملا وجهه، والأربطة الملتفة حول ذراعه:
– انا بتأسفلك يا عزب، جدامهم كلهم، ونفسي توصلوا الكلام دا لنادية عشان فهمتني غلط، روحوا جيبوها تجول الحجية لو كنت انا اتعديت ولا زودتها معاها.
– نجيبها فين يا واد؟ هو انت مش ناوي بجى تبطل الكهن والاستنطاع بتاعك ده؟
هتف بها غازي بعدائية نحو هذا الملعون، والذي لو بيده، لكان اخبر الجميع عن حقيقة ما حدث، فيجعلها فضيحة لها، ثم يتلقاها بحجره هو بعد ذلك بصفته المنقذ، ولكن ابدًا، هذا لن يحدث.
فخرج صوت عزب بعد فترة من الصمت، بوجه مغلف، رغم غضبه ، لكنه متماسك:.
– مفيش داعي للاعتذار يا ناجي، انا خلاص فهمت ، ايه عايز تاني؟
جاء الرد من سعيد:
– ما جالك يا ولدي، انه عايز يتجوزها، باجي على سنوية المرحوم اجل من شهر، اجبل بواد عمك، حتى عشان نجفلوا ع الكلام والحديت، وان كان على معتز ، ف انا هعتبره زي حفيدي.
بوجه جامد رد عزب:
– تشكر يا عم سعيد، ربنا يباركلك، بس بالعجل كدة يعني، ايه هيجيب الكلام والحديت، وانا اختي مخطوبة أصلا.
– مخطوبة لمين؟
تسأئل ناجي بحدة وعدم تصديق، فجأه الرد من غازي، بنبره متشفيه:
– مخطوبة ليا انا، ما هو انا كمان كنت مستني سنوية المرحوم جبل ما اعلن واجول، ان كتب كتابي عليها هيبجي بعدها على طول .
يتبع…..
الثامن والعشرون من هنا