اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السابع وعشرون 27 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السابع وعشرون 27 بقلم فاطمة سلطان



الفصل السابع والعشرون 27

بقلم فاطمة سلطان





___________



اذكروا الله 

___________ 



  ( اللهم إني أمسيت أًشهدك وأشهد حملة عرشك ، وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك " أربع مرات )

  

رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة

  

ومن ثمرتها: من قالها حين يصبح أو يمسي أربع مرات أعتقه الله من النار  

_______



‏تجذبني إليها بشتى الطرق مغرماً و مرغماً 

‏       بحق ربك أي كارثة أنتي ؟





"لِنكُن أنا و أنتَ أبدِيَّانْ، لا يهزِمُنا ٱلخِصامُ و لا ٱلوَقتُ و لا ٱلبُعدْ." 





- قدامك ربع ساعة ... ربع ساعة ايه دي كتير  .. عشر دقايق هتحكي فيهم  وائل اللي ضربته قبل كده يجيبلك قطة ليه 




عشر دقايق هكلمك بمنتهي التحضر والرُقي بعدها مش ضامن هعمل أيه



وقف الطعام في حلقها فخبط مروان علي ظهرها قائلا 



- لا لا وقت الخوف مجاش .. هقوم أجبلك الماية يا غالية احنا ليلتنا طويلة مع بعض 



"بعد مرور بضعة دقائق" 



قصت فيهم رباب كل شيء علي عجالة فيكفي عيناه التي تخفيها عوضًا عن ألف صفعة، كانت تجلس أمام مروان برهبة شديدة وهتفت بتوتر واندفاع بعد أن أفرغت ما يتواجد بداخلها وعدم اخفاء حرف واحد حتي 



- وانا قولتله لا انتَ وأختك مجانين انا أصلا ناوية أترهبن جواز أيه وهبل أيه ده 




رمقها بسخرية وهو مُستلقي علي الفراش ويحاول أن يهدأ بقدر الإمكان، فهتفت رباب بتوتر من صمته منذ أن بدأت الحديث 



- هو انتَ مش هتنطق وله ايه في الليلة دي 



هتف مروان بسخرية وهو يضيق عيناه 



- لا هقوم الطشك مش هنطق يا رباب.. يعني انتِ قولتيله مش عايزة أتجوز صح .. معني كده أنك بتشوفيه 



- لا .. اه جه يأخد اخته من الجامعة مرة وشوفته كده بالصدفة البحتة والله يا مروان .. قولتلهم مش عايزة وطلبك مرفوض طبعا 




قالت كلماتها بخجل وارتجاف شديد فهذا هو الموقف الاول الذي تتعرض له في حياتها يخص حياتها العاطفية ولكنها تميل له رغم ما حدث مدفي السابق، ثم هتفت رباب مستكملة حديثها 



- بالله عليك ياخويا قولي تسنيم أعترفت عليا وله عرفت منين 




- الاستاذة تسنيم كمان عارفة طبعا اتنين مختلين عقليا فاكرني أهبل .. مش هي اللي قالتلي 



قال مروان تلك الكلمات بغضب شديد وحنق لترمقه بعدم فهم فاذا لم تفشي عنها تسنيم فكيف علم اذا ؟!! 



- يعني ضربت الودع 



رمقها بنظرة ثاقبة وقاتلة فهتفت رباب بتوتر ونبرة مرحة لم تستطع كبحها 



- يلا هي موته وله أكتر قولي عرفت منين الاول 



- هقولك علشان قبل تنفيذ حكم الإعدام يا رباب بيسألوا اللي هيتشنق كده أيه امنيتك فهريحك .. صورة للقطة العسل القمر اللي هخليكي تنونوي زيها كده 



بعتها لواحد صاحبي لف علي كل اللي بيبعوا القطط وعرف مين اللي جابها وشاريها من صاحبه المغفل 



قال تلك الكلمات مروان بهدوء مميت رغم ما يتواجد باحشائه، فرمقته رباب بدهشة وعدم تصديق لعقله !! 



مهما توقعت لم يأتي في عقلها كونه يفعل هذا الأمر فهو أذكي مما توقعت بالفعل 



فصاح مروان قائلا حينما وجدها تنظر له ببلاهة غير مدركة تفكيره الشيطاني كما تسميه 



- هتفضلي متنحة كتير 



- طب أعمل ايه وأنا أعمله والله ما شوفته غير مرتين من بعيد ولا قابلته حتي القطة اخته جابتها 



قالت رباب تلك الكلمات بتلعثم وصدق فهتف مروان 



- ومجاش يتقدم ليه ويدخل البيت من بابه الشملول



- مهوا أنا اللي قولتلهم لا أخذ رأي مروان الاول

اخويا حبيبي لو عايزني أترهبن ومشوفش جواز يؤمر كده بس 



- ده أنا هوريكي الرهبة علي أصولها يا رباب والله ما هعتقك 



قال مروان تلك الكلمات وهو ينهض من مكانه مقتربًا منها مستكملًا حديثه 



- عارفة لو كدبتي في حرف واحد القطة اللي جابها هبلعها ليكي .. علشان اللي عاكسك تقبلي منه هدية لا وتلبسيها ليا انا وتسنيم من بجاحتك ده ابوكي لو عرف أن في قطة هيطردنا كلنا ولما أقوله مين اللي جايبها هينبسط أكتر 



- مكدبتش والله هو عايز يجي يتقدم 



- انتِ عايزة ايه 



هتفت رباب بتوتر وخجل وهو ينظر لها مباشرًا 



- أنا عايزة أعيش يا مروان المهم أعيش في أي احتمال 



- مش هقولك متكلميهوش لان ده مفروغ منه وحتي اخته متعرفيهاش اللي عايز يتقدم ليكي يجي للبيت مش يستني منك الآذن وساعتها أحنا نقرر ونشوف هسيبك دلوقتي علشان هنام يا رباب بس لينا قعدة الصبح يا ست هانم وأنا اللي هوديكي الجامعة واجيبك بكرا 



قال مروان تلك الكلمات قبل أن يخرج حنقه بها، خرج خارج الغرفة ليتنهد تنهيدة مطولة كان يحاول أن يُثبت قسامته الغاضبة لشقيقته وله حوار أخر في الصباح بمفردهم



لا يدري متي كبرت تلك المدللة والصغيرة حتي يأتي لها رجل يريد خطفها منهما فمن يستحق أن ياخذ عين أربعه رجال وقلب والدتها. 



وأي رجل هو ذلك الشاب الذي تشاجر معه من قبل فلن يتركه فليأتي أمامه وتجمعه الصدفة به فقط وله حديث وطريقة أخري 

____ 



أخذت تسنيم تفكر طوال الليل في فعلتها ولم تتذوق النوم قط أو تغفي، لا تدري هل تغضب من فعلتها منذ البداية أم من غيرتها وحنقها فهل هو بالفعل يحدث الفتيات أم يخدعها ؟! 



لا تدري ولكنها شعرت بالضيق رغم كل التوقعات الجيدة والسيئة نهضت من الفراش في الصباح وأخذت ترتب الغرفة والفراش بعد أن قامت بحذف الحساب نهائيًا 



وخرجت من الغرفة لم تكن سلوي قد استيقظت بعد 

لتجلس علي الطاولة بشرود وفجأة أنخرطت في نوبة بكاء ودموع لم تستطع معرفة سببها هل هو مروان فقط أم فعلتها من البداية 



استيقظت سلوي من نومتها قاصدة الذهاب للمرحاض ولكنها جاءت حينما سمعت صوت شهقاتها فخرجت واقتربت منها فهتفت سلوي بقلق وارتباك من أن يكن حدث شيء نومتها



- مالك يا تسنيم بتعيطي ليه 



حاولت تسنيم أن تتوقف عن البكاء وهتفت من وسط بكائها 



- مفيش حاجة متقلقيش أنا بس مخنوقة شوية 



رمقتها سلوي بعدم فهم وجلست قبالتها باستغراب فحينما خلدوا الي النوم لم يكن بها شيء بل أنها كانت تتحدث بسعادة عارمة وكأنها أصبحت أنسانة أخري فأدركت سلوي في وقتها بأن مروان له النصيب في هذا التغيير، ولكن لما هذا البكاء فما الذي حدث في تلك الساعات 



- يا بنتي متقلقنيش في أيه قولي 



بدأت تسنيم بسرد ما فعلته منذ سماعها لحديث ريهام ونسيانها الأمر حتي محادثتها لمروان ليلة أمس وحذفها للحساب في الصباح والان تشعر بالضيق فهتفت سلوي باستنكار 



- والله ما حد خرب البيوت الا النت .. ولا حد بيدخل الشيطان بين اتنين الا هبل اللي بقا موضة اليومين دول برضو بنت صاحبتي اتخانقت مع جوزها بسبب أنها حاولت تشتغله 



تنهدت سلوي وابتلعت ريقها بارتياح وأخذت أنفاسها فلقد شعرت بالقلق من بكائها الموضوع لم يكن كبير مثلما توقعت، فأستكملت سلوي حديثها قائلة 



- يا بنتي اللي عملتيه غلط حتي لو بهدف الهزار وقتها .. مش عارفة ليه الجيل ده بيحب يعمل حاجات تنكد عليه هو في الآخر 



- طب أعمل ايه دلوقتي أنا قفلت الاكونت وهو بقاله ساعة بيتصل ومش عايزة أكلمه ومبردش عليه 



قالت تسنيم تلك الكلمات بانزعاج جلي علي ملامحها فصدع صوت رنين هاتف سلوي فنهضت الي غرفتها لتأتي به ووجدته مروان فأجابت عليه وهي تعود لجلستها أمامه مرة أخري فنظرت لها تسنيم قائلة وهي تشير لها بيدها بألا تعطيها أياه 



- صباح الخير يابني 



بعد دقيقتين تقريبًا من الترحيب التقليدي هتف مروان 



" اديني مدام رانيا " 



فقهقهت سلوي رغمًا عنها ووجهت الهاتف ناحية تسنيم قائلة



- كلمي يا رانيا 



تركت الهاتف وتوجهت ناحية المرحاض تاركة لتسنيم حرية التصرف والحديث فهي تعلم أنها مازالت تخجل منها بخصوص مروان 



فأمسكت تسنيم الهاتف فجاءها صوته 



- جرا أيه يا رانيا .. قفلتي الاكونت ليه ده انا ملحقتش أتكلم معاكي مكالمة من اللي هي 



صمتت لثواني وهي تفتح عيناها علي أخرها نعم توقعت أنه يعرف ولكن نشأت شرارات الغيرة والشك الذي ادخلتها بأرادتها في قلبها، فهتفت بسُخط 



- ياريت تسكت خالص متتكلمش انتَ أصلا 



- انتِ ماشية بمبدأ أكله بالكلام .. وبعديم ليه يا رانيا ما تخلينا ناخد وندي بشكل ودي .. حبيت أسم رانيا اوي حسيته لايق عليكي .. وبعدين يوم ما تحبي تلعبي بلاش تصيعي علي حد صايع انتِ والهبلة اختي



- ليه مالها اختك 



قالت تسنيم تلك الكلمات وهي تظن أن رباب قد قالت له الحقيقة



- اختاه ارحميني كتمان سر علشان بتبقوا مفضوحين برضو مش انتِ كنتي عارفة بموضوع الحيوان ده وبعدين هسكت علشان مش ده موضوعي 



بعدين صوتك معيط يعني يا رانيا وقفلتي الاكونت بتخلي بيا بعد ما أنا قاعد لوحدي ونفسي هفاني علي الانحراف 



كان يتحدث بحنق ومرحفي أنن واحد فهتفت تسنيم بغضب 



- متقوليش رانيا متستفزنيش 



- ماشي يا رانيا 



كادت علي وشك الصراخ به ولكنها تمالكت نفسها ليستكمل حديثه قائلا 



- علي العموم ردي عليا علشان لما احب اهزقك علي اللي عملتيه أو أحب أقل أدبي أو اطمن عليكي تردي بدل ما هقعد أقول لطنطك سلوي علي الوحمة التانية اللي في رجلك وشكلك هيكون وحش 



- انتَ مستفز 



قالت تلك الكلمات بسُخط وحنقوخجل شديد فتلون وجهها بالدماء؛ فهتف قائلا بسخرية ووعيد 



- ايه الجديد .. هقفل معاكي دلوقتي وراجعلك تاني لما أوصل الشحرورة مهوا انا يا انتم بقا 



______ 

"في اليوم التالي" 



في بيت سلوي، اتصلت بها جارتها أم اسماء لتخبرها بأن مروة قد اشتكت علي والدتها بوصل الإمانة الذي قيمته مائة ألف جنية مصريًا، انتهت المكالمة فهتفت سلوي حينما لاحظت صمتها الذي يدل علي هدوء ما قبل العاصفة 



-  يا تسنيم طب اتكلمي قولي أي حاجة متقلقنيش بسكوتك ده 



صاحت تسنيم قائلة 



- امي في القسم ، حاسة اني قلبي هيقف 



وضعت يدها علي قلبها وهي تتفوه بكلماتها الأخيرة، والألم يؤخز صدرها تشعر وكأنها علي وشك الإصابة بنوبة قلبية، فصاحت سلوي بغضب وقلق 



- اهدي بس يا تسنيم ونقوم نروح نشوف فيه ايه الاول، كل حاجة وليها حل احنا معرفناش نفهم من جارتك دي حاجة 



- هفهم ايه اكتر من اللي فهمته؛ أنا لازم اتصرف انا قايمة البس 



فهتفت سلوي بقلق من أن تتركها بمفردها وحتي أنها تجاهلت تلك الزيارة القادمة لها 



- استني هقوم البس واجي معاكي 



هتفت تسنيم باعتراض شديد وفي نبرة حاولت جعلها هادئة قدر الإمكان 



- حضرتك صحابك جايين مينفعش يجوا يلاقوكي مشيتي انا هتصرف وهاخد عمي وهروح 



- لا يا بنتي بس ... 



قاطعتها تسنيم بنبرة هادئة وحازمة موقفها 



- معلش، خليكي انتِ ولو في حاجة هكلمك وهاخد عمي وياريت متقوليش حاجة لمروان 



___________ 



{بعد عشرون دقيقة تقريبًا} 



هبطت من البناية بعد رفضها إتيان سلوي رغم محاولاتها العديدة ولكنها رفضت أن تدخلها في تلك الأمور الخاصة بعائلتها أكثر من ذلك، أمسكت بهاتفها وهي تذهب إلى نهاية الشارع لتجد شيئا يوصلها إلي هناك



أجاب عمها أمين بعد ثواني من رنينها 



-........- 



- انا تسنيم يا عمي عارفة انك من ساعة ما جيت متكلمناش بس انتَ قولت لما اعوزك هتصل الاقيك وانا دلوقتي عايزاك تبان أنك ضهري يا عمي هتيجي وله رجعت في كلامك ؟!!! 



- ....- 



- عايزاك تشوف محامي كويس وتروح قسم *****



__________



في شقة أم اسماء



- ازاي كل ده يحصل ومتقوليش ازاي 



صاحت تسنيم بتلك الكلمات وهي تحاول أن تسيطر علي غضبها فلم تكن تتخيل أن الوضع سيكن صعبًا هكذا عليها



فكانت تظن أنها لن تشفق عليها مهما حدث وأن العاطفة أنقطعت فيما بينهم ولكن لما تشعر وكأن أحدهما قد نزع كبدها وقلبها، لا تقبل بأن يهينها أحدهما أو يقلل منها هي والدتها مهما فعلت 



هتفت أم أسماء بنبرة عالية لها تسمع لها وتتوقف عن الصياح لعلها تهدأ 



- هتقولك أيه يا بنتي كانت بتحاول تجمع في الفلوس بعد ما مروة هددتها أكتر من مرة ونفذت تهديدها وفعلا بتنفذ اللي قالته 



- ازاي يعني هو اللي يأخد الفلوس وهي تمضي مكانه كانت دماغها فين يعني 



قالت تسنيم تلك الكلمات بانفعال شديد لا تدري كيف كانت والدتها مغفلة لتلك الدرجة؛ فهتفت أم أسماء بحكمة 



- يا بنتي معدتش له لزوم عملت وسوت ازاي فضل يقولها اختي مش مستأمناني وخت منها كتير وبمجرد ما خد الفلوس طلقها ومشي المهم دلوقتي نطلعها من اللي هي فيه ازاي مش هتتنازل أكيد بنت *** 



اللي لما تدفعوا وأهل أمك رفضوا يدوها حاجة وهي معهاش فلوس وأنا اللي هسلفهم ليها يدوبك ربع المبلغ 



هتفت تسنيم بانفعال وقد احتقنت الدماء بوجهها لن تسمح لهم بأذلالها ولن تصمت 



- عمي راح بمحامي لامي  وأنا نازلة يا أنا يا مروة النهاردة 



قالت تسنيم تلك الكلمات وهي تتوجه ناحية الباب فاتحة أياه وهابطة وهي تنوي بألا تصمت بعد اليوم، لم تعبأ بنداءت أم أسماء، ولم تنتظر حتي تسمع رأيها سيطر عليها غضبها 



جاءت أسماء من المطبخ وهي تحمل كوبين من الشاي فصاحت والدتها بها 



- شاي أيه يا بنتي روحي هاتيلي عباية وطرحة من جوا أنزل ورا بنت المجنونة دي 



أنصاعت أسماء وتنفذ رغبة والدتها ووضعت الشاي علي الطاولة وركضت الي الغرفة، فهتفت أم أسماء وهي تضرب كفًا علي كف مستعجبة مما يحدث 



- سبحان الله كل اللي اشترتهم زمان باعوها  واللي باعتها اشترتها  سبحان الله يارب 

_______ 



نهض من الفراش فورًا بينما هي كانت تحمل الطعام وقادمة الي الغرفة، كان متولي قد ارتدي ملابسه ويأخذ متعلقاته المبعثرة حتي يذهب فورًا بعد مكالمة ابنته الكبري، فهتفت أشجان بمجرد أن دخلت الغرفة ووجدته في هذا الوضع 



- جرأ أيه يا متولي ايه رايح فين أن لحقت تقعد 



هتف متولي علي عجالة قائلا 



- البت أتصلت بتقولي أن مروة وبنت كريمة بيتخانقوا 

- وانتَ محموق أوي علي مراتك كده ليه .. هي أول مرة مراتك تتخانق مهي كل يوم تتخانق مع واحدة سبها تتخانق بنت كريمة أخرها هتقول كلمتين علشان المحروسة اتحبست وخلاص وهتمشي وأعلي ما في خيلها تركبه يا تدفع يا تتحبس 



قالت أشجان تلك الكلمات وهي تضع الطعام علي الطاولة فهتف متولي بعدم فهم 



- جرا أيه يا أشجان ما تنوريني .. يعني اتجوزتي عمر وهو حب عمرك اللي كان ناقص تموتي لو متجوزتهوش وبتخونيه معايا 



وحبستي مراته ومصممة تحبسيها مع أنه طلقها ده أيه الشر ده 



أطلقت أشجان ضحكاتها الانثوية العالية وسرعان ما قلبت عيناها لتصبح حادة قائلة بنبرة مليئة بالكراهية



- جرا أيه يا متولي جيباك من الجامع وله أيه .. مش لايق عليك الدور يا حبيبي .. وبعدين أنا مبحبش حد يأخد حاجة كانت بتاعتي .. وبلاش أسئلة كتير لو عايز نكمل مع بعض وعايز تعيش مبسوط مع مراتك 

ويلا أمشي بقا شوف الموكوسة مراتك علشان عكننتني 



قالت أشجان تلك الكلمات وهي تذهب الي الاريكة وتجلس فوقها، ليذهب متولي وهو يشعر بالقلق فهي قامت بأغواءه ولا يستطيع الفرار منها فهو بالفعل يخشي أن تقوم بقتله لاعنًا شيطانه الذي جعله ينصاع وراء رغباته الشهوانية الدنيئة 



أما هي ظلت تشعر بالانزعاج لا تجد سبب مقنع من ايذاءها لأحدهما ولكن تري كريمة تزوجت للمرة الثانية بشاب يصغرها وكانت تحبه في الصغر فكيف لها أن تفز بكل تلك الاشياء، لا تحب أن هناك أمرأة تعيش سعيدة فلتتذوق جميع النساء العذاب الذي تذوقته فليحترقوا حتي ما شأنها

________ 



"في صالون التجميل الخاص بمروة " 



- ابعدي عني انتِ وهي 



صاحت تسنيم صارخة بتلك النساء التي تحاول أن تبعدها عن مروة فالحديث بينهما لم تكن عواقبه بالخير



فأخذت مروة تطاول علي تسنيم وتهين كريمة وتقول من الكلمات ما لذ وطاب في أذلالها فكان يأتي في مخيلة مروة أن تسنيم تلك الفتاة الضعيفة العاجزة عن أخذ حقها



ولكن تفاجأت من أسلوبها الحاد فلا تعطيها حتي الفرصة الدفاع عن نفسها 



فكانت  تمسك مروة جاذبة إياها من خصلاتها في صالون التجميل الخاص بها، فكانت النساء تصيح



فهي دخلت دون مقدمات جاذبة إياها عنوة بقوة عجيبة أتت لها، فهتفت مروة بصراخات شديدة 



- ابعدي يا بنت *****  



حد يبعدها عني بنت رد السجون دي 



- طولي لسانك طولي 



هتفت تسنيم بغضب وسخُط وقد أحتدم غيظها وغضبها الي أخره، كادت أمراة  تقترب منهما فأمسكت تلك المكواة الحديدية القديمة التي مازالت تُستخدم هناك وكانت بين النيران، فصرخت تسنيم بتلك المرأة بشراسة لم يتعهدها أحد منها من قبل فالجميع تفاجأ بشخصيتها الشديدة 



ارتعبت المرأة وعادت للخلف بسبب كلماتها التي أطلقتها تسنيم قائلة 



- قسما بالله أي واحدة هتقرب لهكون خاتمة علي وشها بالمكوي محدش يقرب 



خرجت بعض النساء لتصيح في الحارة لتجذب الناس والبعض الاخر رأي من تلك الفتاة ذات الملامح الجميلة وطريقتها الفظة واسلوبها الغير لائق مع هيئتها وملابسها 



فالبعض يعرفها والبعض قد نساها حتما سنوات قد.ظرةت، جذبت تسنيم  مروة بغل أكثر لتدفعها وتسقط أرضًا تحت تلك الصرخات التي تخرج مما تبقي من نساء، وجلست فوقها وهي تمسك خصلاتها بغل شديد 



- وحياة أبويا اللي في تربته يا مروة لو ما خرجتي أمي من السجن واتنازلتي لهكون قتلاكي ودفناكي انتِ والنطع اخوكي 



- ابعدي عني يا بنت المجنونة حد يبعدها انتم بتتفرجوا علي بنت كريمة اللي خدت مني الفلوس وكلتها في كرشها 



كانت مروة تتحدث بغضب شديدة وحنق حتي أحمر وجهها وتضع يدها علي وجه تسنيم الذي عضت يدها بغيظ شديد غارزة أسنانها بها بغل شديد تاركه أسنانها معلمة بها، فصرخت مروة بغضب وغيظ



- لا انتِ عارفة مين بياكل الفلوس ..  انتِ والحشاش اخوكي .. بعدين ما انا هستغرب من بجاحتك ليه ما انتِ واحدة شافت أخوها ماشي مع واحدة متجوزة وكانت ساكته ومكبره قرونها 



جاءت أم أسماء وهي تهرول فهي لم تتوقع ان تسنيم هي من جعلت النساء تهلل في الخارج، فحاولت أن تمسك تسنيم هي وابنتها اسماء وابعدوها عنها وهي تحاول مقاومتهم لتنهض مروة بألم شديد صارخة بها بغضب وغل 



- وديني لاحبسك مع أمك يا بنت كريمة والناس كلها تشهد جاية تضربيني وتتهجمي عليا في الكوافير بتاعي 



فالحين تأكلوا الفلوس في كرشكم لكن ترجعوا المال لاصحابه متعرفيش .. أمك اللي اخويا طلقها واتجوز ست ستها 



- سبوني عليها، مهي مرات اخوكي لو  كانت بتأكل حقوق فأكلتهم لعيال اخوكي اللي النطع كان سايبهم ومش بيصرف عليهم 



قاومتهم تسنيم وبشدة ونجحت في ذلك؛  لتخلع حذاءها وكانت علي وشك الفتك بها، لتركض مروة برعب الي الخارج بمنظر  عجيب لتجد شقيقها عمر أمام المحل وزوجها 



ليبتلع عمر ريقه بتوتر فكان يأتي للحديث مع شقيقته فهو لم يتفق معها علي ذلك، ولم يتوقع وجود تسنيم هنا فهتفت تسنيم بترحاب وسخرية 



- اهلا اهلا بجوز أمي، الجزمة قلعتها كانت هتبقي من نصيب اختك بس هي من نصيبك دلوقتي 



لتذهب مقتربه منه ضاربة أياه مع صدمة الجميع أكثر من مرة تضربه في وجهه بحذاءها؛ حاولت أن يبعدها عنه ولم يقترب أحد منهما فالبعض رأي أنه يستحق ذلك 



كان يريد دفعها ولكن شد حجابها حتي تبتعد عنه 



ليظهر خصلاتها ولكن لحسن الحظ كانت ترتدي اسفلة (بندانه) ، فدفعها فهو أقوي مننا جسديا فهتفت بصراخ وهي تعيد حجابها 



- اشهدوا يا ناس الراجل النطع ده خلي امي تمضي لاخته علي وصل امانه 



وطلقها واتجوز تاجرة المخدرات وقولنا الزبالة بتتلم علي بعضها في داهية يغور بس من كتر البجاحة عايز يحبس أم عياله علشان الفلوس اللي خدها من اخته في كرشه 



- اتلمي يا تسنيم انا عامل حساب انك واحدة ست وإلا همد أيدي عليكي أقسم بالله 



____



"لتجاوز الماضي، عليك أولاً أن تتقبل أنه قد أنتهى! بغض النظر عن عدد المرات التي عدت فيها للماضي، وحللته، وندمت عليه، وبكيته، لقد أنتهى، لا يمكن أن يؤذيك أكثر.



-ماندي هيل



_____



- اشهدوا يا ناس الراجل النطع ده خلي امي تمضي لاخته علي وصل امانه 



وطلقها واتجوز تاجرة المخدرات وقولنا الزبالة بتتلم علي بعضها في داهية يغور بس من كتر البجاحة عايز يحبس أم عياله علشان الفلوس اللي خدها من اخته في كرشه 



- اتلمي يا تسنيم انا عامل حساب انك واحدة ست وإلا همد أيدي عليكي أقسم 



- لو كنت راجل مدها 



قال عمر كلماته قبل رد تسنيم وهو يضع يده علي وجهه غير مصدقًا أنها ضربته بحذاءها أمام الجميع، ليرفع يده ويوجهها نحوها عازمًا علي صفعها ولا يعبأ بشيء 



ليجد من جاء ليقف حاجزًا  بينهما صافعًا أياه صفعة كان صداها عاليًا ممسكًا أياه من ياقته 



- انتَ اتجنتت يا ابن *** تمد أيدك علي مين 



صرخ به أمين بتلك الكلمات، لوهله لم تصدق تسنيم ما حدث عمها قد أتي بل وصفع عمر أيضًا فصرخت شقيقته مروة التي كان زوجها متولي يحاول إدخالها صالون التجميل عنوة ولكنها لم تأبي وركضت بسبب ما حدث لشقيقها صارخة بهم بكل ما أوتتها من قوة



- ما تلم بنت اخوك .. ده انتم عيلة ونسب ميشرفش الحمدلله ان اخويا طلق أمك مش ناقصين قرف وقلة أدب و**** وأمك مش هتخرج يا روح أمك الا لو دفعت الفلوس 



صرخ عمر بشقيقته وهو ينهرها علي فعلتها وإلا تستكمل حديثها هاتفًا بغضب بسبب ما حدث له 



- اخرسي يا مروة بقا 



ثم وجه حديثه لزوجها المشاهد ولا يستطيع السيطرة عليها 



- ما تلم مراتك يا متولي ودخلها البيت 



جذبها زوجها عنوة عنها هذة المرة بقوة شديدة وأدخلها الي صالون التجميل بعد أن خرج الجميع منه غالقًا الباب بعنف شديد، فوجه عمر حديثه الي تسنيم قائلا 



-  أمك هتخرج يا تسنيم أيكش نخلص منك ومن بجاحتك 



ليحاول أمين ضربه مرة أخري ليتطوع أحد الرجال ليفصل بينهم ونجح في ذلك، فهتفت تسنيم بشراسة وحدة وهي تقف خلف عمها ممسكة بيده فشعور  أنتباها كونه يدافع عنها وكأن أحد من رائحة والدها قد أتي واستيقظ من غفلته 



- لو مخرجتش ورحمة أبويا لكل اللي عملته كوم وأن امي تتحبس كوم تاني 



كانت تتوعد له وبشدة بأعين شرسة؛ فهتف امين قائلا الي عمر في نبرة غاضبة  وحانقة 



- لو قربت من بنت اخويا تاني أنا اللي هدخل فيك السجن وأم تسنيم تخرج واسترجل أنها أم عيالك وقاعدة في القسم يا *** 



بصق عمها في وجه عمر ليذهب معها وخلفهم أم اسماء وابنتها، فصاح أحد الرجال قائلا ليقض هذا الحشد من الناس التي تتابع بلهفة وتركيز شديد 



- يلا اتفضت  كل واحد علي بيته لما بتصدقوا مصيبة تتفرجوا عليها عالم هم صحيح 



___ 



في شقة أم اسماء 



كانت تسنيم تجلس محتضنه اشقاءها الذي رفضوا الهبوط مع والدهما وقد تشاجر أمين معه مرة أخري فأخذ الجيران يفصلوا بينهم ليجلس اشقاءها معها عند أم اسماء حتي ذهابها



كانت تسنيم تتوسطهم فهي رغمًا عن والدهم تحبهما، فهتف أمين قائلا بحدة وسُخط شديد 



- مكنش ليه لزمة خناقك في الشارع فرجتي عليكي الناس علي الفاضي وكمان لازم تراعي أنك متجوزة لو جوزك عرف اللي عملتيه ده وله أهلوا هيسكتوا .. كنتي مستنية يمد أيده عليكي 



هتفت تسنيم بنبرة لا تقل عنه غضبًا رغم أنها قد شعرت بخطئها قليلا من داخلها ولكنها أبت الإعتراف 



- أمي محبوسة يا عمي ومش هتخرج الا لو دفعت وصل الامانه او اتنازلت مروة عايزني أعمل ايه تفتكر هفكر في شكلي 



- يابنتي لازم تسيطري علي غضبك اللي حصل ده مصيبة 



كانت أم اسماء في المطبخ هي وابنتها تاركه أياهم علي راحتهم، فهتفت تسنيم بنبرة يملؤها القهر لا يفهمها أحد غيرها ولن يشعروا بها مهما فعلوا 



- انا سيطرت كتير خلاص طفح الكيل من قرفه وصل بيه أنه يحبسبها الواطي ... 



- امك هي اللي عملت كده في نفسها مفيش حد يعمل اللي عملته ده  أيه مفيش مخ 



قال أمين تلك الكلمات وهو يعقد ساعديه بحنق، فهتفت تسنيم مقاطعة حديثه 



-  انا عارفة أن امي غلطانة من غير ما حد يقولها وأنا أكتر حد عارف ده .. بس هي أمي .. عارف يعني أيه امي ... مش هقبل بأهانتها أبدا ولازم اطلعها 



- وتفتكري عمر هيخلي اخته تتنازل  وله هتجيبي الفلوس منين يا بنتي اكيد مش بتفكري تطلبي من جوزك 



- اكيد مش هطلب من مروان ومش لازم يعرف عن الموضوع ده حاجة أنتَ مش خت المحامي وروحت .



انا هحاول اتواصل مع اخت عم سعد دلوقتي هي كانت حابة تشتري نصيبي معرفش أيه السبب بس هكلمها لو لسه عند كلمتها هخليها تبعتلي الفلوس هتصرف يعني هتصرف لازم تطلع قبل ما يبقي قضية 



قالت تسنيم تلك الكلمات طابعة قُبلة علي رأس الصغار الذي يقبعوا بجانبها 



_______



- انتِ ازاي تعملي كدة أزاي يا مروة 



صرخ عمر بشقيقته في صالون التجميل فكان يجلس معها هي وزوجها متولي فهتفت مروة قائلة بأعين حادة ونبرة ساخرة 



- جرا أيه يا عمر هو انا كنت كاتبة وصل الامانة علشان أتصور جنبه مجبتوش فلوسي ليه يا حبيبي مدام انتَ حلو كده ختوا مني ١٠٠ الف جنية مرجعوش يبقي أقدم الوصل عملت أيه أنا غلط ياخويا 



- حبستي أم عيال أخوكي وبتتكلمي وبعدين انتِ مطلبتيش مني الفلوس ليه وأنا أجبهالك 



قال عمر تلك الكلمات بغضب فهتفت مروة بعدم أكتراث وهي تنظر الي زوجها 



- انتَ طلقتها واختفيت ومعرفناش ليك مكان وأنا عايزة أعمل المشروع أنا وجوزي ولازم ألم فلوسي هو أنا فاتحاها سبيل يا أبن أبويا 



- ماشي يا مروة أتنازلي وأنا هبقي اديكي الفلوس بعدين 



خرجت منها ضحكة ساخرة منه فهتفت بحنق 



- كنت جبت قبل كده علشان تجيب انتَ بتأخد ومبترجعش ويا الدفع يا السجن أبقي أدفع لام عيالك الفلوس لو عايزها تخرج وخايف عليها أوي كده 



- بقا كده 



قالها عمر بغيظ شديد فهتفت بحنق 



- أه كده ومفيش إلا كده



- ما تتكلم يا متولي شوف مراتك 



- والله أنتم أخوات وأحرار مع بعض وأنا متعودتش أدخل ما بينكم 



قال متولي تلك الكلمات وهو يدخن سيجاره بلا مبالاة وعدم أكتراث فهتف عمر 



- هجبلك الفلوس يا مروة بس اللي عملتيه مش هيعدي بالساهل ياختي



قال تلك الكلمات عمر وخرج الي الخارج بغضب شديد فهتفت مروة بسخرية 



- ماشي ياخويا سلامات 



فأردفت قائلة وهي تقترب من زوجها القابع علي الأريكة قائلة 



- وانتَ كنت فين يا سنيور بقا ومراتك بتتخانق 



- خلاص مش لاقية حد تتخانقي معاه فبقيتي فاضية ليا وله أيه ما كنتي اتشطرتي علي اللي مسحت بيكي وبأخوكي بلاط الشارع وعلمت عليكم حته عيلة فرجت عليكم أم لا اله الا الله 



قال كلماته بسخرية فصرخت به فلو تتطاول عليها أمراة من قبل فكانت هي الطرف الاقوي في جميع المعارك النسائية كما تسميها وقامت بها، وما يزعجها كون تلك الفتاة أبنه كريمة



_______ 



في المساء تحديدًا في بيت سلوي 



كانت تسنيم تجلس علي المقعد منذ أن أتت قصت علي سلوي ما حدث طوال اليوم عاتبتها سلوي كثيرًا علي ما فعلته لم يكن عليها أن تهبط الي ذلك المستوي معهم فهتفت سلوي قائلة بحدة 



- مكنش ينفع تعملي كده يا تسنيم أبدا 



تنهدت تسنيم بعد أن رفعت رأسها التي كانت تدفنها بين يدها منكمشة علي نفسها وكأنها تريد حضنه وحمايته هو وحده في هذا الوقت رغم أنها تعرف طباعه لن يكون راضيًا علي فعلتها



وهذا فكرت به بعد فعلتها خصيصًا بلوم أم أسماء وحديث عمها وقامت سلوي بالتكملة علي حديثهما



ولكن لن يفهم أحدهما أنها علي الرغم من كونها أكثر أنسان يفكر في أفعاله لم تفكر حينها في شيء 



فهتفت تسنيم قائلة بوهن شديد 



- كنت نازلة أتكلم معاها بس غلطت وحرقت دمي أكيد مكنش قصدي الخناق ولا أني أعمل كده أنا لغايت دلوقتي مش مستوعبة أنا عملت كده أزاي أصلا 



شعرت سلوي بما ينتاب تسنيم ولكنها لن تكف علي لومها فهي لم تظن أنها من الممكن أن تفعل ذلك فهتفت بسخرية 



- اللي زي دول انتِ المفروض أكتر واحدة عارفة أن مينفعش معاهم تفاهم أصلا بتقاوحي وخلاص 



انتِ بنت يا تسنيم مش راجل سمحتي للحيوان ده يعمل كده قصاد الناس لا ومش واحدة ست وخلاص لا انتِ في عصمة راجل 



هبطت الدموع من عيناها تلقائيا فاليوم تخطته بصعوبة حتي هي ليست راضية عما فعلته كعواقب أما لو كان من ناحية عمر وشقيقته فهي تجدهم يستحقوا ذلك ولكنها لا تستحق أن تكن هكذا امام الجميع ما حدث كان بمثابة أنفجار لظلم تعرضت له لسنوات 



حاولت سلوي مواساتها قائلة بلطف 



- خلاص يا تسنيم أحنا خايفين عليكي مش قاصدين نقطمك بالكلام ده علشان نفهمك متخليهمش يخلوكي زيهم 



أنا هديكي الفلوس تخلصي الموضوع وتريحينا بقا  من المشاكل ده وقبل ما مروان يعرف 



هتفت تسنيم قائلة برفض تام



- لا .. أنا مقدرة أن حضرتك عايزة تساعديني بس مش هأخد منك فلوس أنا مش عارفه هسدها امته 



قدرت سلوي حساسية الموقف فهتفت قائلة برفق ونبرة حانية 



- لما تبيعي نصيبك من الشقة أبقي ادهملي أنقذي الموقف دلوقتي 



- مش هينفع أخد منك فلوس وأنا معرفش الشقة هتتباع وله لا لما بس تكلمني بكرا وقالتلي لو هتبيع هتبعتلي حد بسرعة هنا من قرايب جوزها.. لو فعلا بتحبيني بلاش تعرضي عليا موضوع الفلوس ده تاني 



قالت تسنيم تلك الكلمات فهي مهما فعلوا لن تستغل عاطفتهم ولن تأخذ قرشًا واحدًا لا تعلم أنها علي كفاءة لسداده فهي لا تملك شيء. 



________



- يعني أيه يا أشجان مش هتديني الفلوس 



قال عمر تلك الكلمات بصوت مرتفع وغاضب من رفضها بأعطاء النقود الذي يريدها فهتفت أشجان وهي تسحب نفس من الأرجيلة المتواجدة أمامها 



- يا حبيبي أهدي العصبية وحشة علشانك وبعدين يا قلبي ما انتَ عارف أن الصنف الجديد خد فلوسي وفلوسك معيش سيولة انتَ مش بتطلب ألف جنية وله عشرة يا عمر 



تحدثت أشجان بنبرتها الهادئة والابتسامة الماكرة مرسومة علي ثغرها قامت بجذبه من كف يده ليجلس بجانبها فناولته مقدمة وخرطوم الأرجيلة محاوطه وجهه بدلال بيدها ونعومة مُقبلة وجنتيه قائلة 



- اهدي يا عموري كده .. أنا هكلم مروة أقنعها بس متعكننش نفسك يا قلبي كله إلا زعلك .. وبعدين بقا أحنا لسه عرايس جداد ينفع نعكنن علي نفسنا كل شوية كده 



كاد أن يتحدث فوضعت أحدي أصبعها علي فمه مانعة أياه من الحديث هاتفة وهي تعبث في الأزرار الأولي من قميصه قائلة بدلال 



- المهم ولادك كويسين ومع جارتكم ومروة هتروحلهم غير كده مش مهم 



وأنا هقنعلك مروة



انتَ وحشتني وأنا مبحبش أشوفك مضايق يا نن عيني



_____ 



" في صباح اليوم التالي " 



في المنصورة تحديدًا في مكتب محسن الذي هتف بمكر 



- يعني انتَ بتكدب يا مروان ده أحمد قالي أصلا 



رمقه مروان باستغراب وحنق فعلي ما يبدو أن شقيقه قد قص لوالده مختصر مكالمته مع محمود، فهتف مروان بخجل واحراج ومازال محتفظ بابتسامته وهو علي الإستعداد للذهاب الي القاهرة لأخذ تسنيم 



- مش بكدب يا بابا بس انا لغيت الفكرة لما يبقي معايا فلوس نبقي نفتح فرع جديد انا خلاص علي الحديدة وكنت بايع شقتي القديمة اللي اتجوزت فيها ملك علشان اشاركه أساسا 



فهتف محسن قائلا بابتسامة واقتراح 



- انا هديك الفلوس يا مروان 



رمقه مروان بامتنان وكان علي وشك الرفض فهتف محسن قائلا بهدوء ونبرة لينة



- انا هديك الفلوس مش ليك كأني حد هيديك فلوس تشغلهاله وتطلعلي أرباح وتدي لنفسك الفلوس اللي تستاهلها أنك هتدير وهتهتم بكل حاجة والباقي يتقسم علي اخواتك 



احتلت البسمة ملامح مروان، فوالده يظهر للجميع بأنه شخصية صارمة وقاسية ولكن في الحقيقة لا يوجد أحن من قلبه حتي وإن قسي يقسو من أجل مصلحتهما 



فنهض مروان مقتربًا منه ومقبلا يد والده فهتف محسن بمؤح 



- ايه الادب والأخلاق ده يا واد 



- ربنا يخليك لينا يا بابا بس أنا شايف أن كده كتير أوي عليا  انا هتصرف وهشوف حل ونأجل الموضوع شوية 



- لا هتفتح الفرع يا مروان يا ابني انا مش عايز حاجة في دنيتي الا اني اشوفك انتَ واخواتك مبسوطين 



قال تلك الكلمات محسن بصدق حقيقي فهو لا يريد شيئًا من الدنيا سوي راحتهما وأن يراهم في أحسن حال، فأستكمل محسن قائلا 



- خلاص مسافر لمراتك 



أؤمي برأسه موافقًا فهتف محسن مستكملًا حديثه 



- جدع افتكرتك اتخانقت معاها وله حاجة 



- ربنا ما يجيب خناق لا هي مع أهلها 



قال مروان تلك الكلمات بهدوء شديد ثم هتف بهدوء وهو يتذكر مقابلته لوائل علي القهوة الذي أظهر له جدية حديثه وأنه لا يمرح مع شقيقته ويريد أن يتقدم رسميًا بالطبع لم يوافق مروان علي محادثة والده قبل أن يعطي وائل من الكلمات ما لذ وطاب 



وأخيرًا أخذ يقص علي والده ذلك الشاب الذي يريد أن يأتي في نهاية الأسبوع حتي يتقدم لشقيقته 



___ 



"بعد مرور يومين" 



لم تتذوق تسنيم معني الراحة أو النوم وأخيرًا قامت ببيع نصيبها في الشقة الي شقيقة سعد الذي لم تتأخر حينما علمت الوضع بالرغم أنها رأتها لمرتين ولكن كانت انسانه جيدة وقامت بأرسال وكيل لها في مصر وقام  باعطاءها الاموال وأعطتهم الي عمها أمين ليخرج والدتها اليوم هو والمحامي فقد ذهب منذ ساعة تقريبًا، كانت طوال تلك الايام تتحدث مع مروان مكالمات تعد علي الإصبع وهو لم يكن يتحدث كثيرًا فلم يكن لها جهد حتي تفكر لما لا يهتم بها 



كانت تجلس في الشرفة الخاصة بشقة أم أسماء تراقب الطريق والمارة في الشارع 



فجاءت أم اسماء وهي تحمل كوب الشاي هاتفة بنبرة حانية 



- ما تدخلي يا بنتي جوا الجو النهاردة سقعة هتفضلي واقفة ليه لما يجوا هتلاقيهم خبطوا أهدي شوية ده عمك مكملش ولا لحق راح القسم 



- مش عارفة أهدي يا طنط .. والمصيبة رغم أني هموت عليها مش عايزة أشوفها وشي في وشها علشان كده بودي عمي .. مش عارفة ازاي تهمني كده بس مش عايزة أبين لها أني خايفة عليها حاسة أني مبقتش طبيعية 



قالت تسنيم تلك الكلمات بوهن شديد وهي لا تصدق ما تتفوه به فهي أصبحت لا تفهم نفسها وتشعر بفقدانه وكأن وجوده يغني عن الجميع ولكن لا تريد أدخاله في مشاكل عائلتها الحساسة تلك، أردفت أم اسماء برفق 



- كلنا بنغلط يا بنتي المهم أننا نفوق مش هنعلق لبعض حبل المشنقة 



تنهدت تسنيم بأرهاق شديد فقد تغير وجهها وشحب نهائيا فهتفت بامتنان وهي تشير الي داخل الغرفة علي اشقاءها الذي يشاهدوا التلفاز 



- شكرا يا طنط علي أنك واخده بالك منهم لأن الجزمة دي مش سايبني أخدهم حتي وأخته مستنية نعمل خناقة تاني وأنا مش عايزة أفرج الناس عليا تاني 



- أحنا أهل يا بنتي ربنا يعلم معزتكم عندي حتي أمك رغم اللي كانت فيه غالية عليا منه لله الشيطان اللي لعب في دماغها  



عانقتها تسنيم بحب وامتنان شديد فمهما فعلت لا تستطيع الكلمات توفية حقها فهتفت أم اسماء بعد أن ابتعدت عنها فوجدت سيارة الأجرة 



وقف أمام البيت فهتفت بنبرة فرحة حينما وجدت كريمة تهبط منه



- الحقي يا تسنيم أمك جت 



- بجد 



قالت تلك الكلمات بفرحة شديدة فخرجت من الشرفة صائحة امام اشقاءها بأن والدتهما قد أتت فهبطت بسعادة شديدة وهبطت علي الدرج وكأنها تنتظر طفلة صغيرة تنتظر عودة أمها وربُما تأخرت عودتها لسنوات 



وهبط خلفها الصغار وخلفهما أم اسماء الذي تربط حجابها بعشوائية لتقف فجاءة وكأن عقارب الساعة قد توقفت، تصلبت مكانها حينما وجدت مروان أمامها يقف بهيئة غامضة تمامًا وأعين حادة لا تعرفها فهتف قائلا الي الصغار بأن يذهبوا ناحية والدتهما الذي علي ما يبدو مسافة هبوطهم عادت لتركب سيارة الأجرة مرة أخري وبالفعل ذهب الصغار  محتضنين والدتهما بحب 



فهتفت تسنيم باستغراب ودقات قلب متسارعة ناطقة أسمه وكأنها تتخيل وجوده



- مروان !! 



- روحي اركبي التاكسي مع اخواتك وأمك وعمك هيوصلكم لغايت البيت 



قال مروان كلماته في لهجة حادة وهو يأمرها فكادت أن تجادله قائلة بتوتر من عيناها الذي نظرت لها نظرة لم تستطع تفسيرها 



- مروان ا..... 



قاطعها مروان بنبرة حاول جعلها هادئة بقدر الإمكان وهو يشير بأصبعه لها بألا وتناقشة



- ولا كلمة واحدة تنطقيها قولتلك اركبي وعلي البيت يلا 



توترت تسنيم وشعرت بالخوف والذعر منه فهتفت أم أسماء قائلة بتوتر لا يقل عن تسنيم 



- اسمعي كلام جوزك يا بنتي 



بالفعل خرجت تسنيم من بوابة المنزل وركبت التاكسي معهم والذي انطلق فور ركوبها، فكادت أم أسماء علي وشك الصعود مع أبنتها 



فهتف مروان بنبرة غامضة



- عايز أكتر طرحة حلوة عندك يا أم اسماء 



____ 



خرج التاكسي من الشارع وقد أبتعد قليلًا عن البيت، وكانت تسنيم تشعر بخطب ما وكأن مروان قد عرف كل شيء فهتفت سائلة عمها الذي يجلس بحانب السائق 



- عم أمين مروان يعرف اللي حصل؟!! 



- والله يا بنتي هو سمع بخناقتك مع عمر حتي انا استغربت هو عرف منين أصلا 



وكمان هو اللي كان مخرج أمك أنا قابلتهم علي باب القسم ملحقتش أدخل والفلوس معايا أهي حتي كان معاه محامي تاني ومروة كانت هناك 



قال أمين تلك الكلمات وهو يشير الي الحقيبة التي وضع فيها الاموال، فشهقت تسنيم بقلق شديد واضعة يدها علي قلبها،  قائلة الي سائق التاكسي بذعر شديد 



- ارجع بينا ياسطا مكان ما خدتنا 



- والله مروان بيه قالي مرجعش لو أيه اللي حصل 



قال سائق التاكسي تلك الكلمات بهدوء شديد وعدم أكتراث، فنظرت لها كريمة بعدم فهم فهي لا تعلم بالشجار وكل ما حدث، فهتفت 



- هو في ايه يا تسنيم يا بنتي 



- هنجيب مروان من القسم متقلقيش خالص ربنا يسترها ياسطا أرجع 



فصاح أمين قائلا 



- خلاص بقا سيبي الراجل يعمل اللي يعمله متزوديش الطين بله 



_____ 



أمام المقهي كان عمر يجلس يضع قدم فوق الآخري ويشرب تلك الأرجيلة ويجلس أمامه علي الطاولة زوج شقيقته متولي ويلعبوا ( طاولة ) 



وضحكاتهم علي أخرها، فكان في أفضل أوقاته علي الأطلاق قد خرجت كريمة من الحبس دون أن يدفع جنية واحدًا 



صرخ متولي بذعر ناهضًا من مكانه وارتعد الي الخلف حينما وجد عمر فجأة وجه مملؤء بالدماء أمامه 



ففي لحظة ما كان مروان قد جاء دون سابق أنذار واضعًا يده علي مؤخرة رأس عمر دافعًا أياها بأقصي قوة في تلك العلبة الخشبية الخاصة بلعبة الطاولة بأقصي قوة قد أتت له وقتها



ثم أمسك الأنبوب الزجاجي الخاص بالارجيلة التي كان يدخنها عمر  ليكسرها علي رأسه تحت صراخات النسوة في الشارع يراقبوا ما يحدث، ولم يتحرك أحد الرجال ولم يحاول أحدهم الدفاع عنه، فصاح مروان بغضب 



- جبت أخرها يا ***** 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close