رواية عشق خالي من الدسم الفصل السادس وعشرون 26 بقلم فاطمة سلطان
الفصل السادس والعشرون 26
بقلم فاطمة سلطان
اذكروا الله
، أريد أكثر من ذلك، أريد أن تشعري بالألفة والطمأنينة والقوة، أن تري نسختك الأفضل وتحبين الحياة من خلالي، أن تشعري بالخفة وتستطيعي الوقوف صامدة لمعرفتك أنني أقف خلفك دائمًا، لا أفكر أبدًا أن أقيدك بهذا الحب، أريد تحريرك
#مقتبسة
____
وجودك في حياتي بمثابةِ اعتذار عن الأقدار السيّئة التي واجهتني وعن سوء حظّي وتعثراتي
#مقتبسة
_____
<<في شقة سلوي>>
كانت تسنيم تجلس قبالتها، وتفرك يدها بتوتر كان كل هذا التوتر والاضطراب مُبالغًا في نظر سلوي فقد استقبلتها بترحاب وحفاوة شديدة فلما كل ذلك التوتر؟!
فهي قد اشتاقت لها فهي أخذت علي تواجدها ومكوثها معها وكأن المنزل يحمل من روحها أيضًا وبكائها وضحكاتها، بعد عودتها من أمريكا تفتقدها وبشدة وأدركت أنها بالفعل ما يربطها بها أقوي مما كانت تظن
فالواقع كلا منهما صامت باختلاف الاسباب واختلاف وجدانهما، ولكن صمت مُريب في الأجواء وكأن الكلمات قد ذهبت
هتفت سلوي بنبرة هادئة حتي تقطع ذلك الصمت
- ايه يا تسنيم مش عادتك تسكتي .. في حاجة مزعلاكي يا بنتي
تنحنحت تسنيم ثم هتفت بخفوت وكأنها قد فعلت مصيبة ما أو جناية لا تدري، لم تكن تعرف أن اللقاء بينهما سيكن صعبًا هكذا!!
- ابدا يعني الطريق وكده انتِ عارفة اني مكنتش بتاعت سفر ولا بحب المشاوير أوي
- مروان اللي جابك؟؟
قالت سلوي كلماتها بتلقائية فأجابتها تسنيم بنبرة متلعثمة بعض الشيء وكأن سلوي قد زادت من توترها المبالغ به
- أه هو ورجع المنصورة
رمقتها سلوي باستغراب وهي تحاول تفسير ما يحدث معها، فتحدثت سلوي بمنطقية حينما أدركت ما تخفيه تسنيم وينتابها فلم تظن سوي أنها قررت العيش مع مروان
- تسنيم انتِ بنتي بجد ووقفتي معايا وقت تعبي ... ولو فاكرة ان علاقتك بمروان سواء كملتي معاه أو مكملتيش ..هتغير حاجة في اللي ما بينا تبقي غلطانة
لو هتكملي مع مروان هفرحلك لو ده فيه راحتك لان انا لما عرفتك بجد اتمنيت أني اشوفك في يوم مبسوطة.
رمقتها تسنيم باستغراب شديد فتلك المرأة تدهشها يومًا عن يوم بسبب طيبة قلبها والحنان الذي يتواجد بها وحبها للخير دائمًا، وكونها منصفة بشكل يدهشها مهما عاشرتها.
فهي كانت في البداية تبغضها وتراها فتاة خبيثة تسعي لاغواء مروان ولابد ان لديها أهداف أخري غير التي قالتها ملك لها، ولكن حينما اقتربت منها تفهمت خوفها علي أبنه شقيقتها وهذا ما يدل علي حبها وتقديرها لمن حولها
- أنا مش عارفة أقولك ايه .. مهما عاشرتك بحس اني لسه معرفكيش اسفة لو ظنيت أن مقابلتك ليا ممكن تختلف أو تتغير
قالت تسنيم كلماتها باعتذار وخجل شديد من كونها قد أساءت الظن بها، فأجابت سلوي عليها بهدوء وابتسامة عذبة وأعين راضية
- ده بيتك يا تسنيم .. وأنا أهلك ومش معناه أني اتخلي عنك وانساكي وانسي الكلام ده علشان مروان .. ابقي كنت كدابة وأنا بقوله
تنهدت سلوي ثم هتفت بنبرة صادقة وبها بعض الألم كونها تذكرت أبنة شقيقتها التي بمثابة أبنه لها والآن تحت التراب
- كنت هكرهك بس لو ملك عايشة ... لكن خلاص اللي كانت ممكن توجعني ماتت فمش هينفع أوجعك انتِ كمان.
نظرت لها تسنيم بأعين لامعه من الدموع التي تحجزها لتهبط رغمًا عنها غير قادرة علي الصمود، وبكت سلوي أيضًا، عاطفة غريبة سيطرت علي كلاهما، فاقتربت منها تسنيم مندفعة الي أحضانها، لتبادلها سلوي محاوطه أياها بكتفها، ومُقبلة رأسها بحنان أم لم تجده في من أنجبتها.
فكيف لها أن تمنعها من التكملة مع مروان إذا كان هو من يحمل مفاتيح سعادتها
واذا اختارته كيف تلومها؟
فالانسانة التي من الممكن أن تحزن من أجلها وتثور قد ذهبت
شددت من أحضانها حينما تذكرت صراخاتها
في الليالي الأولي التي أصبحت تمكث معها فيها بعد أن أدركت معدنها الأصيل، كان هناك صراخ شديد يفتك بها ويوصل بها الحال بأن تفقد قواها وصوتها حتي تنام مرة أخري، كانت طوال الليالي الأولي تفزع سلوي أثر تلك الكاوبيس التي تحلم بها في البداية كانت لا تخبرها ماذا تري ولكن في أحدي المرات قد سيطر عليها الخوف لتتلو لها ..
{فلاش باك}
أخذت تصرخ في احضانها دون توقف رغم أنها في أحضان سلوي إلا أنها لم تكن واعية ولم تفيق بعد، فصرخت وهي تتلوي في أحضان سلوي بمقاومة عنيفة
- ابعد عني .. ابعد عني متلمسنيش ..
- اهدي يا تسنيم فوقي .. انا جنبك ... انا سلوي
قالت سلوي كلماتها بذعر من هيئة تسنيم التي لا تهدأ اليوم أبدا، فكل يوم تفيق بسهولة ولا تأخذ ذلك الوقت، فهبطت دموعها بوجع شديد وهي تدفن رأسها في صدر سلوي لا تريد ان تفتح عينها
- هو مش هنا، مش هيقربلي صح
- هو مين يا بنتي ده
- عمر
لتنظر لها سلوي بذعر حاولت ان تفهم منها هل اغتصبها زوج والدتها؟؟؟
فلم تكن العلاقة قد توطدت بينهما بالكامل ولم تشرح تفاصيل ذلك
لتسرد تسنيم بوجع شديد انه منذ عامين تجده يلمس جسدها ليلا، وفي احدي المرات لم تكن والدتها في المنزل، ليدخل المنزل كاتمًا أنفاسها، يرغب في تحقيق مراده وما أنقذها طرقات أسماء
تذكرت أنها حاولت التلميح لوالدتها بطرق اخري ولم تفهم وهي لم توضح لخجلها ولأنها تعلم انها لن تصدق أبدا
فقصت وقتها علي سلوي أن في نفس ذلك اليوم هبطت لسعد تخبره بأنها موافقة علي تلك الزيجة في أسرع وقت ممكن تريد الذهاب من هذا البيت.
وسلوي منذ هذا اليوم قد شفقت عليها واحبتها أكثر بل كانت أحيانا تجعلها تذهب معها الي احدي الجوامع لتقوي علاقتها بربها.
وحتي أنها جعلتها تتخلص من عقدتها بذهابها إلي صديقة قديمة لسلوي أخصائية نفسية
فلو كان هناك شخص يستحق الشكر بأنها لم تفقد الأمل كان سلوي
فلن يدرك مروان أو غيره كم تُقدر تلك المرأة
{باك}
هتفت سلوي بنبرة حانية بعد ان ابتعدت تسنيم عنها ومسحت دموعها
- كويس انك جيتي يا تسنيم كنت جعانة ومش عايزة اكل لوحدي
---------
كان مروان يجلس علي الاريكة بعد أن حاول التخلص من الاتربة التي تتواجد فوقها، فكان علي وشك ترك تلك الشقة فطوال الشهور الماضية يدفع أيجارها دون فائدة .. ولكن لم يكن صاحب العقار هنا
فحاول أن يتذكر كيف تم أختيار تلك الشقة
<<فلاش باك>>
- عاجبك أيه في الشقة دي
قال مروان تلك الكلمات وهو يقف في الشرفة بعدما تتبع أثار ملك القابعة في الشرفة بسُخط؛ فهتفت بخفوت وانزعاج
- حلوة وقريبة من خالتو
رمقها بعدم فهم من خلف نظارته الشمسية لا يدري كيف يفكر النساء فهل هو اذا يريد المجئ إلي هنا ستمنعه خالتها؟!!
فلو أراد الخيانة هناك ألف طريقة وطريقة غير ذلك ولكنه مُقدر ما بها
فصاحت ملك حينما شعرت بشروده
- عجبتك الشقة وله لا؟
- حلوة عادي
قال مروان تلك الكلمات ببساطة شديدة فهو لا يفرق معه، فهتفت بحنق وهي ترمقه بغضب شديد
- اه يعني عجبتك تكونش فاكر أنك هتعيش هنا يا مروان لا بُعدك يا بابا .. أبقي قابلني لو دخلت الشقة دي تاني بعد النهاردة مش هتعيش هنا أبدآ ..
قال عجباه قال
قالت كلماتها الاخيرة وهي تعقد ساعديها وتخرج خارج الشرفة وهو يعلم مدي ضيقها ولكنه تحدث كثيرًا معها وأخبرها بنيته وأخبرها أيضا ان كان هذا الشيء لا يرضيها ولن تتحمله
فلم يكن سيفعلها والآن لما تغضب ألم تسأله هي ما رأيه ؟؟
<<باك>>
عاد من ذكرياته حينما صدع صوت جرس الباب، فنهض ليفتح الباب ليجد حارس البناية الذي هتف قائلا
- عم حامد مش هنا سافر مرسي مطروح أمبارح مش هيرجع قبل أسبوع
وجدها أشارة ما
فتمتم مروان بخفوت وابتسامة هادئة
- طب بص أنا هسافر ويومين وأرجع وهسيبلك مفتاح الشقة عايز حد ينضفها وكده
- حاضر يا بيه
قال تلك الكلمات حارس البناية وبعد ساعة تقريبًا كان مروان يتحرك صوب المنصورة وأخذ يتذكر تفاصيل زواجه بتسنيم منذ سنوات وأختيارها تلك الأشياء وحتي أنه دفع كل شيء ان كان المهر أو واجبات عليه، وكأنه سيتزوجها بالفعل، حتي أن عم سعد كان يريد أن يتكلف هو فيما بينهم بذلك ولكن رفض مروان في وقتها.
____
"في الثانية بعد منتصف الليل"
تقلبت تسنيم في نومها بأرق شديد وكأنها قد اعتادت علي النوم في أحضانه، لا يجب ان تسميها ذراعيه فقط بل كان حضنه دائما وطن لها وملجأ في وقت أحزانها
شعور غريب كانت تشعره معه هو فقط، كأن حضنه أمنع الحصون عن العالم بأكمله لمجرد نومها في بيت تعلم أنه له
تشعر بالراحة تلقائيًا يسخر منها بأنها تنام كثيرًا وبعمق غير مُدرك أنها لم تكن هكذا سوي معه وفي بيته أن كان بيت العائلة أو حتي شقته مع صديقه وكأن حتي نطق أسمه يكفي يشعرها بأنها في مأمن
تحبه وتعشقه بجنون ليس لكونه رجل ليس له مثيل وانعش الحياة في قلبها بل لأنها حتي خيانته أو شره غير خفي ولا يطعن من الخلف نعم عرفت تلك الحقيقة بمعشارتها له
فسخرت من نفسها
فبالله كيف يكن حبه ضعفًا !!
أن كان يستطيع بث الحياة في قلبها وكأنه منذ سنوات خارج نطاق الخدمة هو فقط من أوقظه من نومته مُذيبًا أياها في سُبل العشق المختلفة
هو من يدفعها الي الإمام محرضًا إياها علي النجاح يستطيع أذابة جليد قلبها وعقلها الذي أصابها الناس به عمدًا فكيف يكن حبه ضعفًا فما القوة سوي أنها تعرف أنها معه ؟!
كانت علي وشك الاتصال به لمعرفة هل مازال مستيقظ أم لا ؟!!
أو معرفة ماذا يفعل في العموم
فحينما اتصل بها لم تجيب عليه كانت مع سلوي واكتفت بإرسال رسالة بأنها ليست بمفردها ليتشيط غضبًا وحنقًا ويُخبرها أنه سينام ولا تتصل حينما تكن بمفردها فسيكون قد خلد الي النوم منذ وقت!!!
فتحت هاتفها لعله تجده مستيقظًا، فوجدت ذلك الحساب مرة اخري فقط تناست الأمر وكانت علي وشك تعطيله لتجد رسالة من حساب مجهول لا يتواجد عليه اي معلومات يُسمي
" محمد متاح الآن "
ورسالة من هذا الحساب منذ ساعة تقريبًا تنص علي
" معاكي الاستاذ أيلي صعب لو محمد مجاش ومروان مسداش "
جاء في خاطرها أنه مروان فمن يعرف هذا الحساب غيره كان ظنها في البداية هكذا قبل رؤية الرسالة وتأكدت حينما قرأتها
فأرسلت رسالة قائلة بانزعاج سيطر علي ملامحها
- مين
مرت ثوان قليلة وكان قد أجاب عليها برسالة صوتية
- بقا يا مزة لحقتي تنسيني مش أنا محمد او مروان متفرقش
أرسلت له والغضب يتأكلها حينما سمعت صوته لتتأكد بالفعل أنه هو وكأن لديها بصيص من الامل ان يكن شخصًا أخر رغم عدم احتمالية ذلك!!!
" مش كُنت عملت بلوك "
" مهوا أنا راجل متجوز لازم ارد عليكي الرد ده تحسبا لأي كبسة "
عضت الوسادة حتي تكتم غضبها، وأرسلت له
" ليه هي مراتك بتفتش في تليفونك "
بعد دقيقتين أرسل لها
" لا الصراحة مش بتفتش يا عسل الحمدلله ربنا عافيني كان زماني مخلوع لو بتقرأ ..بعدين الصياعة فن فن مش عن عن .. أصل خديها قاعدة مني لو مش عارف تصيع صح متحاولش "
ليرسل مرة أخري قبل أن تجيب عليه حتي
" ومين عالم لو فتشت في مرة تلاقيني صاج سليم وغاضض بصري عن اللي في الشارع واللي في الانبوكس كمان من كتر ما أنا راجل محترم "
" حويط "
كتبتها وقد أحتدم غضبها علي أخره، فأرسل لها
" ما تسيبك من الكلام ده ما تقوليلي بقا الحلوة ببلاش وله ابعت علي فودافون كاش "
ليرسل لها رمز تعبيري يغمز لها، فبعثت بعدم فهم وحماقة
" يعني ايه "
" الله انتِ جديدة.. ده انا شغال ابعت كروت شحن وفودافون كاش بقالي سنين ... اوعي اكون اول بختك "
" اول بختي اه "
ارسلتها بعد ان نهضت وفتحت تلك النافذة حتي تشعر بالهواء البارد يلفح بشرتها الساخنة والمحتقنة أثر غضبها فأرسل لها
" مراتي مسافرة فخلينا نخرج من مرحلة الشات والكلام المايع ده وندخل في المكالمات بقا في الموضوع علطول فيديو فيه مشاعر كده ونشوف المزة"
هتفت بغضب شديد وحرج وهي تحدث نفسها
- ما توعي تشوف حاجة
ثم صفعت ذاتها بوهن
- بعد الشر عليه
أخذت دقائق تفكر لاعنة ريهام علي حديثها وثرثرتها التي جعلتها تفعل ذلك، فبعَثَ له
" مبتكلمش فيديوهات انا مع حد ... هو شات بس ولأني معجبة بيك زي ما قولتلك من صورتك مش زي اللي تعرفهم "
بعد دقائق رد عليها في رسالته
" غطي الكاميرا واوعدك هتغيري رأيك لو شوفتيني قبل ما انام بكون بجنن وهعجبك اكتر "
- ايكش يلبسك جن يا بعيد وأرتاح
صاحت بغضب تخشي انه كان مسموعًا، فذهبت إلي المكالمات لتأتي برقمه وتتصل به، لم يجيب في المرة الاولي رغم استمراره في إرسال علامات الاستفهام في المحادثة يحثها علي الأجابة ولم تجيب عليه، فاتصلت مرة اخري ليجيب بصوت ناعس أجاد صُنعه
- الو يا تسنيم في حاجة وله ايه
- انتَ نايم ؟؟
- اه نايم في حاجة وله ايه متقلقنيش انتِ كويسة
قال كلماته بقلق فحاولت ان تهدأ من غضبها
- ابدا قولت يمكن صاحي وله حاجة مستنيني اكلمك
- مش انتِ قولتي يا حبيبتي مش هتعرفي تكلميني وانا قولتلك هنام علشان ستة الصبح ماشي انا واحمد .. حرام عليكي يا تسنيم صحتيني من النوم
قال كلماته بارهاق وصوت خافت فهتفت قائلة بسخرية
- لا ابدا كمل نومك يا مروان تصبح علي خير
- وانتِ من اهل الخير يا عُمري
أغلق المكالمة ليرسل رسالة أخري
" ايه يا بنتي ما تردي بعد ما عملت الاكونت وعملت كل ده بتشوفي رسايلي ومبترديش شكلك مش جادة زي ما كنت فاكر "
أرسلت له وهي علي وشك الفتك به وستذهب الي المنصورة لقتله فهب لم تتعلم بعد حركاته
" أصلي كنت نعسانة وهنام "
أرسل لها لا تعتبر رد علي كلماتها
"ياريتك كنتي جنبي يا سلام علي التخيل الواحد كان عمل عمايل بدل اللي متجوزها دي"
" متخيل ايه هو انتَ تعرف شكلي منين "
أخذت يظهر لها أنه قيد الكتابة لدقائق طويلة حتي أرسل
" كان شكلك هيكون أرحم من الي متجوزها وبعدين مش مهم الشكل المهم الإحساس ما تقوليلي اسمك ايه بدل ما أنا مش عارف ايه الاسم التركي اللي كتباه تحت ده انتِ قريبة اردوغان؟! "
قالت اول اسم أتي بعقلها علي غفلة
" رانيا "
أردفت وهي تضيق عيناها وتحدث نفسها
- طب اشتمك بامك اللي تتحط علي الجرح يطيب وله اشتمك بابوك اللي مش طايقني
كانت تحدث نفسها فأرسلت له رمز تعبيري مبتسم ثم أغلقت الحساب
ويا ليته كان امامها لتقوم بقتله، حاولت ان تهدأ من أنفاسه لا تصدق ما حدث لا تدري هل تتصل وتعنفه، أم تعنف نفسها علي موافقتها بفعل تلك الخدعة، التي انقلبت عليها، فهل هو يحدث الفتيات بالفعل؟؟
أين نوم سيأتي لها بعد الآن، اللعنة علي تلك الغيرة الذي أيقظت كل ذرة بها
أتي بعقلها أنه يخادعها ولكن رغم ذلك اثار حنقها
________
"في المنصورة"
كانت رباب تجلس في غرفتها قُرب أذان الفجر تذاكر محاضراتها ورُبما لم يأتي نوم حتي الآن، لتجد طرقات علي باب غرفتها .. أعطت الآذن للطارق
ففتح مروان الباب وهو يحمل طبق متواجد فوقه ساندويتشات، فهتف بنبرة مرحة
- اختي حبيبة قلبي صاحية لغايت دلوقتي
ابتسمت رباب بتلقائية، ليدخل مروان ويغلق الباب خلفه، ووضع ذلك الطبق أمامها قائلا
- قولت اختي صاحية بتذاكر اكيد جعانة .. قعدت اعملك سندوتشات بنفسي مهوا احنا عندنا كام رباب .. ده انتِ دلوعة البيت كله ودحيحة العيلة
- ان شاء الله يخليك ياخويا يارب دايما كده باسطني
ابتسم في خبث شديد
- طبعا .. هو في حد في غلاوتك عندي
نهض وجلس بالقرب منها حينما أمسكت احدي السندوتشات وشرعت في الطعام فكانت تشعر بالجوع ولكن الكسل تملك منها ورُبما لانها لا تحب الطعام بمفردها، حاوطها مروان بأحدي ذراعيه مُقبلا جبهتها كعادته قائلا وهو يجز علي أسنانه
- قدامك ربع ساعة ... ربع ساعة ايه دي كتير .. عشر دقايق هتحكي فيهم وائل اللي ضربته قبل كده يجيبلك قطة ليه
عشر دقايق هكلمك بمنتهي التحضر والرُقي بعدها مش ضامن هعمل أيه
وقف الطعام في حلقها فخبط مروان علي ظهرها قائلا
- لا لا وقت الخوف مجاش .. هقوم أجبلك الماية يا غالية احنا ليلتنا طويلة مع بعض