رواية رايات العشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل الخامس والعشرون "
***
+
وعندما اقتربت ايسل من خط النهايه ليعلن عن فوزها ، فجاه تقدم الشاب الآخر يجتازها بسرعه فائقه ، ليتم الاعلان عن فوز الشاب
"ايهم الفقي "
+
نفذ البنزين فجاه لتقف السياره قبل خط النهايه بمتر واحد فقط ، كان يفصل بينها وبين الفوز ، لينتهى الوقود فجاه لتعلم بانه مجرد خدعه ليس الا ، فشعرت بالضيق بسبب الغش التى تعرضت اليه من قبل اداره السباق والقائمين عليه ،، لتترجل من سيارتها وتنزع عنها الخوذه وتحملها بين يديها لتتقدم الى وجود عائلتها ، لتجد الشاب يقف امامها وينزع الخوذه من اعلى راسه ويبتسم لها بسماجه ويمد يده ليصافحها
- احيكي على اصرار على الفوز ولكن خيرها فى غيرها
نظرت له وليده وتجاهلتها تماما وهمست له قبل ان تتخطاه
- وأنا لا احيك على هذا الفوز لأنه خدعه مدبره
ابتعدت عنه ليقف الشاب متسمرا مكانه ، فجاه انتبه الى الصوت المنادي باسمه من اجل الفوز بالسباق ليتقدم من والده المسئول عن هذا السباق ويبتسم له بثقه ليتم مصافحته وتقديم الجائزه المعلن عنها من اداره الفندق ...
اما ايسل فرفضت ان تتقدم وتصافح المسىولون عن هذا السباق المزيف ، أستغرب الجميع تصرفها هذا وظن منهم انها حزينه بسبب خسارتها لهذا السباق .
تقدم اسر ليضمها لصدره ويمسد على خصلاتها بحنان
- مش عايزك تزعلي يا حبيبتي ، ايه يعني مجرد سباق وكمان كفايه انك وصلتي للنهائي
- أشعر بالضيق بسبب استخفافهم بعقولنا كمتسابقين
اقترب منها ماجد يريد منها تفسير : تقصدي ايه يا ايسل مش فاهم
- هذا السباق قائم على الغش والخداع ، هذه ليست مسابقه نزيهه
تحدث معتز بدهشه : تقصدي عشان ابن اكرم هو اللى فاز بالسباق
جحظت عين ماجد ونظر الى شقيقه : ايهم ابن اكرم
هز راسه بالايجاب : ايوه ابنه
- من اكرم ؟
نطقت بها ايسل
أخبرها ماجد بانه القائم على السباق ومن احدى المسئولون عنه
هزت رأسها بتفهم : إذا فالامر واضح تماما ، يستغل السباق لفوز ابنه والنهايه محسومه من قبل
تحدث ماجد بضيق : فهميني اكتر ولو ليكي حق فى الفوز انا مش هسكت
نظر لها الجميع باهتمام وهى تتحدث بجديه
- هذا السباق الضخم من المؤكد انه تم فحص السيارات قبل دخولها السباق من قبل متخصصين اليس كذلك
- ده الاكيد
- إذا لماذا سيارتي نفذ وقودها قبل وصولي لنقطه النهايه بمسافه قصيره جدا ،لابد وان يكون بها وقود كافي ، فلماذا حصل هذا الا انها مقصوده ، أنا افهم بالسيارات وبالقياده والطريق بفرنسا سريع واتقن القياده لذلك اعلم بان هذا الحدث استخفاف بعقولنا جميعا ، اللذين شاركو بهذا السباق الخادع ..
+
لم يتحمل ماجد هذا التصرف فوجدها فرصه لكى يسحق بهم فهو يشعر بالغيظ بوجدها سعيده وتنعم بالحياه المرفهه وصديقه تحت التراب وهى المتسببه بكل ما حدث له ولصديقه ، فتقدم فى خطواته الى اكرم ووقف امامه يتحدث معه بحده
- لم شخص محترم زي حضرتك يعمل سباق يبقى يعمله بضمير ومايتسخفش بعقول الناس ، وبلاش الخدع عشان تنسبو الفوز لحد مايستهلش الفوز
نهض اكرم من مجلسه بعصبيه : انت بتقول ايه ، ايه الجنان ده يا ماجد ، انت مش عارف بتكلم مين ولا ايه ؟
- للأسف عارف
- انت مضايق عشان ابني اللى فاز بالسباق وعشان كده فاكر ان غشيت لا فوق لنفسك اكرم الفقي مش محتاج يفوز ابنه على حساب غيره
- وتسمي اللى حصل ده ايه ، مستحيل تكون غلطه ، لم سياره متسابق البنزين يخلص قبل وصولها لخط الفوز تسميه ايه حضرتك غير انها خدعه ، ولا ماحدش كشف على العربيات قبل السباق ، ولازم تعرف ان ممكن اوديكم فى داهيه واقفلك الفندق بتاعك ، عشان اللى حصل يا محترم كان ممكن ياذى السياره ويضر المتسابقه اللى جواها وأنا مش هعدي اللى حصل بالساهل ، عشان دي حياة اختى اللى اتعرضت للاذى بسبب استهتراكم وغشكم فى السباق
شهقت ياسمين ووضعت يدها اعلى كتف زوجها لكي تهدئه
- أكيد في حاجه غلط ، ماتتعصبش يا حبيبي
رمقهم ماجد بنظرات غاضبه وهم بالمغادره ولكن صوت اكرم القوي منعه من المغادره وهو يصرخ مناديا باسمه
- استني عندك ، كلامنا ماخلصش ومش أنا اللى أقبل بالاتهمات اللى بتتهمه ، السباق قائم على اعلى مستوي ومافيش اى غلطه ممكن اسامح فيها ولازم تفضل موجود لم نتاكد من كلامك واللى قصر فى السباق مش هسامحه
من المستحيل ان اجازف باسمي وسمعتي عشان مجرد سباق .
وقف ماجد يتطلع اليه ببرود : تمام نشوف سيادتك هتتصرف ازاى
صرخ اكرم بعصبيه مناديا على احدي الشباب المسئولين عن التنظيم واخر مسئول عن فحص السيارات ، ولم يقصر احد بعمله ، نظر الى ابنه بتسأل .
- وانت يا ايهم ، ممكن اعرف فوزت بالسباق ازاى ، انت ليك يد باللى حصل
ابتلع ريقه بتوتر وهز رأسه بالايجاب : أنا اللى قللت البنزين من العربيه التانيه عشان انا اللى اكمل السباق وافوز بيه وده كله عملته عشانك
جحظت عين اكرم بصدمه وهو يقترب من ابنه : عشاني أنا
+
تحدث ايهم بانفعال : ايوه عشان اخد ولو جزء بسيط من وقتك ، وكمان اهتماماتك ، تهتم بيه اكتر من كده مش أكون مهمش فى حياتك ، أنا ابنك الوحيد اللى مابتحاولش تقرب منه ولا تثق فيه ، دايما مشغول عني ومش فاضيلي ، وكمان انفصلت عن امي بسبب دي
اشار الى ياسمين الواقفه بجانب زوجها
- مراتك السبب هى اللى خدتك مننا وبعدتك عننا وكمان هى ما بتحبكش بتحب فلوسك وبس ، ماحدش ممكن يحبك قدي أنا وامي اللى ظلمتها وظلمتني بانفصالك عنها بسبب واحده ماتستهلش تحمل اسمك
رفع يده وهوى به اعلى وجنته ، صفعه مدويه بالمكان ، لتجحظ عين الجميع تأثيرا بما اصاب هذا الشاب
وضع ايهم كفه اعلى وجنته ونظر لوالده بمقلتين تملئهم الدموع
- اضربني عشانها ، عشان تكون خسرت ابنك الوحيد ، بسببها ومتاكد ان حضرتك مخدوع فيها ومش عارف حاجه عن ماضيها ، ماتعرفش ان الهانم كانت مخطوبه قبل كده وخطيبها سابها يوم الخطوبه ، شوف انت بقى ليه خطيبها سابها ، أكيد عرف وقتها انها مستغله وبتاعت فلوس وبس ، اى حد ممكن يشتريها بالفلوس زي ماانت اشترتها كده
كان يحاول اساكته مره اخري وعندما رفع يده ، استوقفه يد ماجد التى حالت بينه وبين ابنه
- بس كفايه ، ابنك عنده حق ، المدام كانت خطيبتي قبل خمس سنين وفعلا سبتها يوم الخطوبه ولو عايز تعرف السبب ، تعرفه منها هى افضل
غادر ماجد الفندق وهو يمسك بيد الشاب : تعالى معايا
+
تحدث ماجد وهو يربت على كتفه : كمل معانا اليوم ، احنا هنرجع القاهره بالليل
- مش عايز اضايق حد وأنا آسف بجد على السباق ، ماكنتش اعرف ان ممكن اذي المتسابقه
تحدثت ايسل من خلفه : لا عليك
نظر الى ماجد ليبتسم له الأخير : حصل خير
""""""""
استقلو الباص من اجل الذهاب الى البزار لينهو تلك الرحله ، وذهب ايهم برفقتهم من اجل العوده معهم الى القاهره ..
""""""
بعد مغادره ابنه ، وجه انظاره الى زوجته بتسأل
- الكلام اللى قاله ايهم ده بجد وكمان ماجد اكد على كلامه ، وهو كان خطيبك السابق
شعرت بالتوتر وتعرق جبينها ولا تعلم بماذا تجيبه
- أنا ... فعلا اتخطبت قبل كده وماجاش فرصه احكيلك لان ده شي من الماضي
تحدثت بانفعال : وأنا عايز اعرف بقى ماضي الست اللى هي مراتي وشايله اسمي
- تحدثت بكذب وهى مازالت تشعر بالتوتر :
- عادي كنا زى اى اتنين مخطوبين واتعرفنا على بعض فى الجامعه ، هو كان فى اخر سنه فى سياحه وفنادق وأنا اول سنه وكان فى مشروع والفرقه الرابعه هى اللى بدربنا وحصل تعارف وبعدين اتخطبنا بعد فتره ويوم الخطوبه حصل خلاف بين اهله واهلي لانهم من مستوي اعلي مننا والخطوبه باظت
تسأل بجديه : بس بقى عشان فرق المستوي بين العيلتين وبس ، طب وجاين فى الخطوبه يكتشفو الفرق ده ،لو بتكدبي عليا يا ياسمين مش هسامحك ولا هغفر ليكي انتي فاهمه
غادر الفندق غاضبا ، استقل سيارته ليقودها بسرعه فائقه ولا يعلم الى اين هو ذاهب ..
اما هي فظلت تبكي فقد علمت بانها خسرته للأبد ، وتعاتب نفسها على كل ما حدث وعلمت بان هذه النهاية قريبه لا محاله