رواية لحن الحياة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سهام صادق
الفصل الرابع والعشرون :
___________
نظرت إليه طويلا وأرتجف جسدها من نظراته الماكرة وأبتلعت ريقها وهي تحدق بصدره العاري الذى ظهر من فتحتي قميصه
- هصوت أه خلاص لو مبعدتش
كان صوتها يخرج خافتا وكادت ان تسقط علي الارض فأحتوي خصرها بذراعه ..فأرتبكت من قربه الشديد
أصبحت أنفاسه قريبه جدا من صفحات وجهها... ومال نحو عنقها مداعبا اياه بأنفاسه
- مش سامع يعني ليكي صوت
ولم تشعر بعدها الا وهي تهوي من فوق الفراش وأصبحت رأسها أرضا ام ساقيها مازالت عالقه أعلى
لينظر لها جاسم ثم انفجر ضاحكا من وضعها
فتأوهت وهي تعتدل سريعا ووضعت يدها على فروة رأسها تدلكها
- بتضحك على ايه ..انت السبب
وكلما ازداد حنقها .. ازدادت ضحكاته
- متضحكش
ولكن جاسم كان في عالم آخر وهو يطالع حنقها متذكرا سقوطها واقتربت منه تدفعه بقبضتي يديها علي صدره ..ليمسك يديها ناظرا لها بعمق بعد ان هدأت أنفاسه من نوبة الضحك
- مهرة انا متجوزتكيش عشان انتقم من رفيف
ونهض من فوق الفراش واعتدل في وقفته
- متقلقيش مش هلمسك غصب عنك
وتابع وهو يتحاشا النظر اليها
- تصبحي علي خير
لتحدق بخطاه بصدمه مما أخبرها به
.................................................................
أردف لداخل أحدي الغرف ورمي بثقل جسده علي الفراش واغمض عيناه بأرهاق متذكرا حديثه مع رفيف بالأسفل قبل ان يطلب من أحد رجالة ان يوصلها لوجهتها
لو كانت مهرة وقفت قليلا لعلمت بحقيقة زواجه منها
يحبها ولكن كرامته تأبي ان يخبرها بهذا فهي تحب رجلا أخر غيره ويعلم انها وافقت على الزواج الذي احكم قيوده عليه وتحدي لعبتها السخيفه لترد جزء من كبريائها أمام نفسها
كانت رفيف تسير نحو غرفتها بالفندق وأحد رجال جاسم يرافقها حتي يطمئن عليها كما أمره سيده عقلها كان غائب في كلمة جاسم الاخيره قبل ان يتركها ويصعد لعروسه
" اتجوزت مهرة عشان بحبها يارفيف خيانتك ليا عرفتني أختار ازاي .."
وكادت ان تهوي علي الارض بعد ان تعرقلت ولكن تلقاها من يرافقها
- خدي بالك يافندم
واسندها وفتح لها باب غرفتها
- عايزه حاجه مني تاني ..
لترفع رفيف عيناه نحو الرجل الذي بعثه معها جاسم ودققت عيناها في ملامحه ..فطيلة مرافقته لم تنظر له
- انت وسيم جدا
وتسألت وهي تقترب منه وتهرب من صراع افكارها
- ما أسمك ؟
فتمتت الرجل بأرتباك من قربها
- عمار
وفي لحظه وجدها تدفعه للداخل وتغلق الباب
ليخرج عمار بعد دقائق يلهث غير مصدقا ماحدث
فقد تبادل القبلات مع خطيبة سيده السابقه بل هي من قبلته ليدرك فداحت الأمر ويبتعد عنها مغادرا الغرفه سريعا يطالع الباب الذي اغلقه فور خروجه بصدمه
................................................................
نائمه علي صدره تغمض عيناها وتفتحهما ..متذكرة تفاصيل تلك الليلة فبعد ان أنتهي حفل الزفاف وأصر والديها على أخذ الصغيرين ..قادها كريم إلي شقتهم التي شهدت علاقتهم المحرمه قديما ..نفر جسدها من المكان ولكن مع لمسات كريم واحتوائه لها نسيت كل شئ لتكون اول ليلة لهم في تلك الشقه وهم أزواج
ومدت بيدها نحو وجه كريم الغافي بجانبها لتمسد علي وجهه بعشق مازالت تعشقه بل وهائمه في كل شئ به رغم تمردها اليها واصرارها على تنفيذ ماترغب
وأحكمت تغطية جسدها ونهضت من فوق الفراش لتنظر إلى تلك الغرفة وكل ذكري قضوها هنا تسير أمام عينيها
هنا كانت أول قبلة ..وكان اول ضياع وراء الحب ..وهنا كانت أول صرخة عندما فقدت عذريتها
واول رعشة خوف وهي تعلم أنها أضاعت نفسها وأول همسة منه يخبرها إنهم لم يخطئوا فهم زوجان ..وارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها
وهل الزوجان يخافان من الفضيحه والأهم من الذنب أمام ربهم .. إلي الأن هي امام والديها الفتاة التي صلحوا في تربيتها ولكن أمام نفسها هي أثمة
وزفرت أنفاسها بآلم لتسرع بخطاها نحو المرحاض فهي لا تطيق الجلوس بتلك الشقة التي تذكرها بأثمها
أنهت استحمامها وأرتدت ملابسها التي أتت بها... لتتجه نحو الفراش تدفع كريم برفق علي صدره
- كريم...كريم قوم يلا عشان نمشي من هنا
ففتح كريم عيناه بنعاس ثم أغلقهم مجددا
- سبيني انام يامرام
وتسأل قبل ان يغفو مجددا
- هي الساعه كام دلوقتي
فتمتمت بضيق فمنذ قليل قد رأت الوقت من علي هاتفها
- الساعه 5
ليتمتم بحنق
- الساعه خمسه ومصحياني ..نامي ياحببتي الله يهديكي عندي يوم طويل في الشركه بدل جاسم
لتدفعه مجددا وبقوه
- بقولك قوم انا مش طايقه اقعد في الشقة ديه
وتابعت وهي تنظر حولها
- انت جبتني هنا ليه
وانسابت دموعها ليفتح كريم عيناه غير مصدقا رؤيتها هكذا
- انت عايز تفكرني بالذكريات اللي رخصت فيها نفسي
صدمه ما تفوهت به كما صدمه هيئتها ..ليسرع في ضمها اليه
- أهدي يامرام ..مكنش قصدي انا قولت إنك أكيد لسا بتحبي الشقه ديه
فرفعت عيناها نحوه
- خلينا نمشي ارجوك
ودفنت وجهها بصدره وتشبثت به
فأبعدها عنه قليلا ليمسح وجهها برفق
- حاضر يامرام
.................................................................
فتح الغرفه برفق ليطالعها وهي ممدة على الفراش نائمة بعمق واقترب منها بهدوء وجلس جانبها يتأمل ملامحها
- نايمه ولا علي بالها .. اه ياجاسم يوم ماتقع متقعش غير في اللي هطلع روحك بتمردها
وعندما وجدها تتقلب في نومتها نهض من جانبها
ذاهبا نحو غرفة الملابس التي تضم ملابسه وملابسها ..فالخدم رتبوا الغرفة علي اساس أنهم زوجان طبيعيان يتشاركوا الغرفه
وألتقط بعض الملابس ثم تحرك بحذر وترك الغرفه
وأغلق الباب خلفه لتفتح مهرة عيناها متسائله وهي تمسح على وجهها
- هو الباب أتقفل ولا انا بيتهيألي
وحركت رأسها بيأس من حالها ..فهي لم تغلقه بالمفتاح بعد ان طمئنها جاسم
- اكيد بيتهيألي
وفردت ذراعيها علي الفراش بمتعه
- وحشني صوت الحج إسماعيل وهو بينده على الواد حماده ولا صوت الواد شيكا ولا زيكو
وتنهدت وهي تضع ساق فوق الآخر ومازالت نائمه على الفراش
- ولا نميمة ام ماجد مع ستات المنطقه
وتمطأت بجسدها لتتسع عيناها متذكرة ورد ..فأخدت تدور بعينيها باحثة عن هاتفها
لتضرب جبهة رأسها متذكرة انه مع أكرم
- هتصل اطمن على ورد ازاي دلوقتي
ونهضت من فوق الفراش تنظر حولها ثم خرجت من الغرفة متذكرة ان الحل الوحيد هو ذهابها لجاسم
المنزل كان فارغا فيبدو أن الخدم قد اخذوا اجازه حتي لا يزعجوهم
- فاكرينا زي اي عريس وعروسه
وصعدت الدرج ثانية تبحث عنه في الغرف التي يحتلها هذا الطابق وآخر غرفة قد بحثت فيها عنه هي الغرفة القريبه من غرفتها
لتفتح الغرفة وتنظر داخلها لتجد الفراش عليه ملابس نظيفة مرتبة ..فأدركت أنه نام بتلك الغرفة أمس
وهتفت بأسمه
- جاسم
ووقفت في منتصف الغرفه لتسمع صوت المياه ثم انغلق الصنبور ..فجلست علي الفراش تنتظر خروجه
كانت تعطيه ظهرها .. تجلس ممدة ساقيها تزفر أنفاسها بقوه مسموعه
- صباح الخير
فألتفت اليه وهي تتمتم
- انا عايزه
واتسعت حدقتي عيناها وقد تجمد نظراتها وهي تراه بتلك الهيئة فلا يستر جسده الا منشفة حول خصره
ونهضت من فوق الفراش تشيح نظراتها عنه وبأنفاس سريعه تمتمت
- تليفونك ..عايزه تليفونك اكلم ورد اطمن عليها
كان يكتم صوت ضحكاته بصعوبه ..ليتقدم منها
لتلتف بجسدها بالكامل
وألتقط هاتفه وهو ينظر لظهرها المقابل لعينيه
- هتاخديه ازاي وانتي مدياني ضهرك
فمدد يدها لاعلي... ليعطيها الهاتف
فأخدته منه وتحركت نحو الباب دون ان تنظر إليه
ليقف يطالعها واخيرا صدح صوت ضحكاته
.....................................................................
أغلقت الهاتف بضيق ثم قذفته على الفراش بحزن ف ورد قد عادت لتركيا لاضطرار كنان للمغادرة بسبب مشاكل حدثت بعمله
وسارت بالغرفة بملل ثم نظرت لهيئتها بصدمه فشعرها مشعث وأثار النوم مازالت على عينيها
واقتربت تنظر لوجهها أكثر
- وشي بقي أصفر كده ليه..
وزفرت أنفاسها بحنق ..فضغط الأيام الماضية أثر على وجهها وجسدها
وشعرت بتقلص معدتها ..فمنذ ان أكلت بالصباح ليلة أمس لم تأكل ثانية فشهيتها ذلك اليوم كانت منعدمه
وأبدلت ملابسها بملابس أخرى لم تهتم بالملابس التي اشتراها لها رغم ان عيناها كان سيقتلها الفضول لتدقق النظر في كم الملابس الموجوده بالغرفه
ونفضت رأسها سريعا لتهبط لاسفل متجها نحو المطبخ الذي دخلته مسبقا
لتجد جاسم يقف امام مكينة القهوة يعد لنفسه قهوته
لتتنحنح بحرج ..فيلتف نحوها ومدت يدها له بهاتفه
فألتقطه متسائلا
- كلمتي ورد
فتنهدت بيأس
- سافرت
فتناول فنجان قهوته ثم تذوقه ببطئ
- اكيد حصلت حاجه مهمه اضطرت كنان يسافر
فحركت رأسها فهذا ماحدث حقا .. ووجدته يغادر المطبخ
- محدش من الخدم هنا ليومين .. مضطرين نخدم نفسنا بنفسنا
وانصرف ليتركها مذهوله من حديثه ..فكانت تظن أنه سيخبرها ان تخدمه وتعد له الطعام ولكنه بكل هدوء أخبرها ان كل من هما سيخدم نفسه ..فأبتسمت وهي تتجه نحو الثلاجه
- وانا اللي كنت فاكره هتقولي حضريلي الفطار انتي لازمتك ايه هنا
وألتقطت بعض الاطعمه الخاصه بوجبة الافطار متمتمه
- ظلمتك
............................................................
جلست ورد علي فراشها تعبث بهاتفها ف الي الأن لم يأتي كنان ولم يرد علي هاتفه ..ففور ان وصلوا بالطائرة الخاصه ذهب كنان مع مدير أعماله لرؤية المستودع الذي حدث به حريق
وانفتح الباب ليدلف كنان بتعب حاملا سترته على أحد كتفيه
فنهضت من علي الفراش واقتربت منه بقلق ثم رفعت قدماها تتحسس وجهه المرهق
- لماذا لا ترد علي اتصالتي
فضمها كنان اليه بحنان
- يبدو انى نسيته علي وضع الصامت ..لا تقلقي ورد انا بخير
فكادت ان تسأله عن سبب الحريق ..الا ان هيئته المرهقه جعلتها تتراجع
- أذهب لتستحم وانا سأهبط لاسفل لأحضر لك طعام تأكله ثم تنام حبيبي
فجذب كنان يدها ليجعلها بين ذراعيه مجددا ..هابطا بشفتيه نحو وجنتها يطبع بقبلة ممتنه عليها
لتذهب بعدها ورد من أمامها ودقات قلبها تخفف
وبعد نصف ساعه كانت تحمل صنية الطعام وتخرج من المطبخ متجها نحو الدرج ..فرمقتها فريدة بأستهزاء
- كنت اتمنى الا تعودي مجددا من فتمتمت ورد بحزن
- لما تكرهيني هكذا
لتضحك فريده وهي تدفعها بذراعها ثم تخطتها ..لتسير بغرور تتباطئ في خطواتها وتداعب خصلات شعرها المصفوفه بأناملها
لتقف ورد تطالعها بآلم ...وأبتلعت غصتها وصعدت لاعلي
وعندما وصلت الي غرفتهما تمتمت لنفسها
- لا تبكي ورد... كوني قويه
ودلفت لداخل الغرفه ..لتجد كنان غارق في النوم ..فوضعت صنية الطعام جانبا ..واقتربت منه
- كنان استيقظ لتأكل ثم عود للنوم
ليفتح كنان عيناه بنعاس
- اقتربي ورد
فاقتربت منه أكثر ..لتشهق وهي تجده يجذبها إليه يزيل حجابها عن رأسها غارقا في أحضانها
- أريد ان اغفو بين ذراعيك ورد
وتمتم بنعاس
- داعبي شعري مثلما تفعلي لجواد
لتبتسم وهي تفعل له ما يريد
...................................................................
تعجب جاسم من الطعام الذي وضعته أمامه ..مهرة اليوم تبهره أعدت طعام الفطور له والآن طعام الغداء ..لتنظر له مهرة متسائله وهي تضع بطبق آخر علي المائدة في حجرة الطعام
- بتبصلي كده ليه
فأبتسم جاسم وهو يتذوق ما أعدته
- بتبهريني الصراحه ..انا كنت عامل حسابي اطلب اكل من بره اليومين اللي دول لحد ما الخدم يرجعوا شغلهم
فنظرت مهرة الي الطعام وهي تضع بأصبعها على صدرها بغرور مصطنع
- وانا روحت فين
وتابعت وهي تحدق به
- مش معني أننا علي خلاف فأنا مش هقوم بدوري كضيفه
وضغطت علي كلمتها الاخيره...لينظر لها جاسم بجمود
- انا بقول بلاش تتكلمي كتير ..لانك كل مابتعدليها بتنيليها
فحدقت به وهتفت بضيق
- انا بعمل كده ..مش انت اللي استمريت في اللعبه ديه واجبرتني على الجواز
فطالعها جاسم بجمود ونهض من فوق المقعد .. وكاد ان يتحرك ويترك لها المكان بأكمله ..ليقف مندهشا وهو ينظر ليدها التي تمسك ذراعه
- انت مش هتاكل
فنظر لها وهو يزفر أنفاسه
- نفسي اتسدت
وازاح يدها ليجدها تمسك ذراعه متمتمه بحرج
- متزعلش خلاص
تجمدت عيناه عليها وهو يطالعها كيف تتحاشا النظرات اليه حتي لا يري ضعفها ..فتنهد بيأس من أفعالها .. وعاد يجلس علي مقعده وبدء يأكل بصمت وعقله شارد بحياته القادمه معها
.............................................................
في المساء ..خرج من غرفة مكتبه بعد ان اطلع على بعض الأوراق التي أتى بها كريم اليه
- هتسافر بكره مش كده
فتمتم كريم بأسف
- للاسف لازم ارجع كندا بأسرع وقت عشان الاوراق المتعطله امضتها ..كان نفسي اقعد اكتر من كده
كان صوتهم قد وصل إلى مرام ومهرة الجالسين علي أحد علي الارائك يداعبون الصغيران ويضحكان
ليبتسم كريم وهو ينظر لجاسم
- مراتك شكلها بتحب الأطفال اوي
ووكظه برفق في ذراعه
- لو جبتوا ولد هتسموه كريم علي أسم عمه
لينتبه جاسم لحديثه وعيناه علي مهرة التي ارتبكت من حديث كريم واشاحت وجهها بعيدا عن انظارهم بخجل ..لتنهض مرام متجها لكريم متسائله
- احنا مسافرين بكره
فحرك كريم رأسه بأسف
- عارف اني وعدتك هنقعد كمان أسبوع ... بس مضطر يامرام
لم تجد ماتقوله ففي النهايه هم حياتهم أصبحت هناك .. وانتبهوا لصوت جرس المنزل فنهضت مهرة بأمل بعد ان وضعت الصغيران في عربتهم
- ده اكرم
وركضت صوب الباب بسعاده ..واول مافتحته أندفعت لحضنه ..فضمها أكرم إليه هاتفا بمرح
- لدرجادي وحشتك
فتشبثت به ولا تعلم لما بكت
- ورد سافرت ..خوفت أنت كمان متسألش عني
ليبعدها عنه أكرم وعيناه اتجهت نحو جاسم وكريم اللذان وقفوا يطالعوهم
- حد ينسي برضوه اخته الكبيره .. ام لسان طويل
وعقب تلك الكلمه ابتعدت عنه .. ليضحك جاسم وهو يتقدم نحوهم مصافحا أكرم ونظر لمهرة التي تحدق بشقيقه بشر
- الحمدلله أنك اعترفت بالحقيقة اللي انا هضطر استحملها طول حياتي
لتتجه مهرة بنظراتها نحو جاسم ورفعت حاحبيه بضيق
- بقي كده
ليجذبها أكرم له ويضمه بحب
- بهزر معاكي ..
كان جاسم يشعر بالغيره من احتواء أكرم لها بهذا الشكل .. وانتبهوا علي صوت مرام
- أحنا بقي مضطرين كمان نمشي عشان نلحق نجهز حاجتنا واقعد مع بابا وماما واشبع منه
ليومئ كريم رأسه مخاطبا اخاه
- واه نكون خفاف ولذاذ برضوه
وبعد الوداع .. رحل كريم ومرام
ليجلس جاسم مع أكرم واتجهت مهرة للمطبخ لتعد له مشروب بارد وبعض الحلوى
وحملت ما أعدته لتقترب منهم فتسمع أكرم وهو يوصي جاسم علي مهرة مخبرا اياه أنها اطيب واحن شقيقه
سعاده لا توصف وهي تسمع عبارات المدح من شقيقها الذي اكتسبته من بداية حكايتها مع جاسم وعملها في شركته تعويضا لما فعله شقيقها الأخر
................................................................
حاوطها كنان بذراعيه وهو يري لمعت عيناها المتحمسه بعد ان اخبرها أن تتجهز وتنتظره وأنحني نحوها يقبل جبينها هامسا بشوق
- سأخطفك يومان ورد ..فقد أشتقت اليكي
لتتسأل ورد عن المكان الذي سيذهبوا إليه
- الي اين كنان ؟
فداعب كنان أنفها بأصبعها
- سنذهب ل أنطاليا
كانت والدته تتابعهم من شرفة حجرتها بوجه محتقن...لا تصدق ان كنان عاشق لتلك الفتاه
وهي التي تعلم ان ابنها دوما كان يسير بعقله
..........................................................
رفعت مني عيناها نحو تلك التي وقفت أمامها تفرك يداها بتوتر
لتتذكرها مني ..فهي نفس الفتاه التي ساعدتها مهرة لتعمل هنا
- ريم مش كده
فطالعتها ريم بخجل وهي تحرك رأسها
- ممكن رقم مهرة ..اصل تليفوني ضاع
ففهمت مني علي الفور ..وامسكت ورقه ومن ثم دونت لها الرقم
لتعطيه لها ببتسامة لطيفة ...فأبتسمت ريم
- شكرا
وغادرت الغرفه وهي تنظر للرقم ودون ان تنتبه لما أمامها
أصطدمت بجسد احدهم ..فأرتدت للخلف فزعا ورفعت عيناها التي دوما تخفضها خجلا
- مش تحسبي
فرفعت عيناها التي تخفضهما خجلا ...فهي تعلم بهوية من يقف امامها ياسر الذراع الايمن لجاسم الشرقاوي
- انا اسفه
ينظر لها ياسر سارحا في حزنها الذي يطغي علي ملامحها حتي صوتها
..............................................
مرت بضعة أيام قضوها في المنزل رغم عرض جاسم عليها الخروج او السفر لمكان ما ..خلال تلك الأيام كل منهما اكتشفوا طباع وهويات بعضهم أكثر
جاسم يهوي القراءة ويعشق فن الحرق علي الخشب
ادهشها اتقانه لها بل وشغفه
اما هي لا هواية الا قراءة كتب القانون
وقفت تنظر من غرفتها عليه وهو يتجه بالغرفة التي بالحديقه حيث يمارس فيها هوايته ..لتتعلق بأنظارها عليه متنهده ..ثم عادت تلتف نحو فراشها تحدق بالملابس الكثيرة التي جلبها لها اليوم وتناسب حجابها
- حاسه اني عايشه مع انسان مختلف ..غير اللي اتعملت معاه .. انت انهي شخص يابن الشرقاوي
..................................................................
في صباح يوم جديد
جلس يحتسي فنجان قهوته الصباحي وهو يطالع الجريدة .. ليرفع عيناه نحوها فيجدها تأكل بسرعه
وترتشف من كأس الشاي
أسبوع مضي علي زواجهم وقد اكتشف من خلاله
عشقها للشاي
وحدق بها وهو يراها تمسح فمها بالمنديل
- الحمدلله شبعت.. ام ألحق اروح شغلي
فطالعها جاسم وهو يلقي الجريده جانبا
- شغل ايه اللي تروحيه ..ما انتي استقالتي من الشركه خلاص
لتقف تنظر اليه بعلياء
- وتفتكر هفضل عوطليه .. انا عندي اشغالي زيك
فتمتم بنفاذ صبر
- سؤال وسألته من غير جدال كتير ..شغل ايه اللي هتروحيه
فنظرت حولها قليلا ثم طالعته
- شغلي في محل البقالة والمكتب بتاعي
لتتجمد ملامحه وهو يطالعها ..وقبض على يديه بقوة ومال نحوها لترتبك من تحديقه بها
- انت بتبصلي كده ليه
فتمتم بهدوء
- قوليلي تاني كده شغل ايه اللي عايزه تروحيه
فكررت ما أخبرته به وتلك المرة بثقة أكبر
- هرجع لمكتبي ومحل البقالة بتاعي ..
واكملت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
- انا عندي أملاك بديرها زيك
فنهض جاسم من أمامها قبل ان يرتكب شئ يندم عليه وصدح صوته عاليا
- هدي
لتأتي هدي على صوته ركضا
- نعم يافندم
فحدق بمهرة التي وقفت متعجبه من أمره
- الهانم متخرجش من البيت مفهوم
فأرتبكت هدي وحركت رأسها بتفهم
- هنبه على الحرس بره مافيش ليها طلوع
لتضيق عيناها بقهر
- لاء هخرج
وانصرف دون كلمه أخرى .. فأوامره ستنفذ
وغادر الفيلا بعد ان أخبر رجاله علي بوابة الفيلا ان يمنعوا خروجها
تعجبت هدي من الأمر ونظرت لمهرة التي وقفت ساكنه في مكانها... وألتمعت عيناها وركضت للأعلي تأتي بحقيبتها
وعادت تهبط الدرج لتهتف هدي بأسمها وهي تغادر المنزل
- يامهرة هانم تعالي بس .. البيه منبه أنك متخرجيش
ولكن مهرة لم تستمع لها .. وذهبت اتجاه البوابه تهتف بغضب
- افتح البوابه
ليحرك الحارس رأسه بأحترام وقد كان نفس الحارس الذي دوما تتشاكل معه
- ممنوع يافندم ..البيه أمر بعدم خروجك
لتظل واقفه في مكانها تفكر في أمر خروجها والتمرد علي قراره ويأست من الحارس الذي وقف ثابت أمامها هو والأخر
ووجدت أحد المقاعد التي يجلسوا عليها الحرس وجلست عليه هاتفه
- انا قاعدلكم هنا لحد ما البيه بتاعكم يرجع