رواية بعد فقدان الامل الفصل الثاني وعشرون 22 بقلم مروة فتحي
صلـو علـي مـن سڪنت القلـوب محبتـة واشتاقـت العيـون لࢪؤيتـةﷺ“.
مر يومان و في المساء ذهب الجميع إلي غرفته للنوم عدا مالك الذي اصبح يتأخر في العودة للمنزل بينما هي انتظرت
مجيئه تأخر على غير العادة فهو يتأخر و لكن ليس هكذا شعرت بالقلق عليه و انتظرته بالشرفة حتي غفت في مقعدها وهي تنتظره فسمعت صوت سيارته فاستيقظت و هو يغلق
باب السيارة بقوة فأصدر صوتا جعلها تستيقظ ذهبت سريعا إلي الباب فتحته وجدته بحالة غير جيدة و غير متوازن فقالت بقلق ..
ريتال : كنت فين أتأخرت ليه .. ؟! لم يرد عليها و ذهب غرفته ، ألقي جاكيته باهمال اتبعته و قالت بغضب من قمة
البرود و اللامبالاة التي يعيش بها ألهذه الدرجة هي لا تستحق ان يحارب و يقاتل من أجلها حقاً لهذه الدرجة قربها يؤذيه و يجرحه لذلك قرر عدم الاقتراب ...
ريتال : اي اللي انت عامله فنفسك دا انت سكران يا مالك اول مرة تعملها خيبت ظني ، فصرخ بها وقال ...
مالك : أنا اعمل اللي أنا عاوزه انتِ متدخليش سامعة توجهت إليه بغضب وقالت ...
ريتال : فوووق من القرف اللي عامله دا ، كفاية بطل برودك دا انت ايه ما بتحسش كتلة تلج ماشية .. فدفعها نحو الجدار بغضب و قال ...
مالك : انتِ عاوزة اي عاوز افهم لييه .. ليييه بتتعبيني سكرت عشان انساكي و برضو شايفك قدامي ليه ...
ريتال : بحزن انا فعلا قدامك ، نظر لها بحنين و وجع تجلي في ملامح وجهه و قال ...
مالك : تعبت من بعدك عني انتِ محبتنيش زي ما حبيتك
ريتال : و الدموع بعينيها .. بس انا حبيتك اكتر من نفسي يا مالك و انت اللي بعدتني عنك ، اقترب أكثر و قال ..
مالك : كنت غبي أنا محتاجاك جنبي و معايا .. أنا تعبت بجد
" ألم يخبرك مظهري ،
ونقصان وزني وتلك الحدائق السوداء تحت عيناي بأني حقاً متعب ؟ "
ريتال : استنيتك كتير يا مالك بس شكلي مليش مكان في قلبك زي زمان لو كنت بتحبني مكنتش هتخلي زعلنا يطول
انت سبتني في اكتر وقت كنت محتاجاك فيه ...
أشار لقلبه و قال : المكان اللي اتبني ليكي هنا عمره ما اتهد و لا حد سكنه غيرك ...
ريتال : انت كنت اناني معايا و مع نفسك يا مالك .. ليه بتعمل معانا كدا هونت عليك انام كل يوم بعيط و تجرحني ببعدك انت بتعاملني كأني عدوتك ليه بتقسي يا مالك و انت احن واحد ليه انا مستحقش المعاملة دي منك ......
مالك : وضع كفيه على وجهها و قال : غصب عني أنا .. أنا جوايا صراع و حرب محدش حاسس بيا .. اقترب اكثر و كاد
يقبلها فابعدته بتوتر و قالت : مالك ابعد مينفعش ... فغضب وقال وهو يمسك يدها بقسوة ...
مالك : اه صح انتِ مخطوبة دلوقتي .. هو دا اللي بتحبيني ..
بتحبيني و توافقي تتخطبي ليه .. اه ما انتِ شكلك حبيتيه بجد .. صدمت من كلامه فقررت الخروج و مواجهته في غير مرة لانه بحالة غير متزنة .......
" كان يحبها بطريقة متناقضة .... يخلق لها اجنحه ثم
يبترها .. "
جذبها إليه بعنف فأصتدمت بصدره لف يديه على خصرها و نظر بعيناها وقال : حبيتيه من الرسايل اللي بعتها كنتوا بتتكلموا من ورايا هااا انطقي حبيتيه و شدد يده على
خصرها هبطت دموعها مما قال حاولت الابتعاد عنه لم تستطع فقالت ...
ريتال : ابعد عني أنا بكرهك ضعف أمام دموعها و مد يديه يمسح دموعها فأزاحت يديه وقالت ...
ريتال : مش عاوزة اشوفك تاني و رحلت ارتمي على سريره و الصداع يأكل رأسه أما هي ذهبت لغرفتها تبكي حتي اشرقت
شمس صباح يوم جديد استيقظ مالك وهو يمسك رأسه من الألم وجد نفسه نائم بنفس الثياب التي كان يرتديها بالأمس و
بحذاءه أيضا دخل استحم و بدل ملابسه نظر للغرفة حوله يتذكر ما حدث فتذكر الحظة التي كاد يقبلها بها و بكائها وحديثه الذي قاله لها فغضب أكثر من نفسه وقال
مالك : غبي ازاي تقولها نفس الكلام اللي عرف انه هيجرحها غبي و ضرب بيده في الطاولة بقوة لم يكن بالبيت أحد سوي
مديحة و ريتال و مالك وكلا منهم في غرفته خرج مالك لم يجد أحد دخل المطبخ و اعد لنفسه القهوة وجد والدته آتية من غرفتها ...
مالك : صباح الخير يا ماما ..
مديحة : صباح اي قول مساء الخير يا حبيبي العصر قرب يأذن اي نمت كتير النهاردة ...
مالك : اه قولت اخد يوم راحة .. ارتاح من الشغل
مديحة : ماشي يا حبيبي اعملك تاكل
مالك : لا متتعبيش نفسك مليش نفس .. هو مفيش حد في البيت و لا ايه .. ؟!
مديحة : اه باباك راح الشركة و حازم راح الجامعة و علي برضو أما ريتال ف أوضتها ...
مالك : ليه هي ما رحتش الجامعة النهاردة ...
مديحه : اه روحت اصحيها لقيت شكلها تعبان شوية مرضتش اصحيها قولت خليها ترتاح ، عاوز حاجة اعملهالك ..
مالك : لا شكرا يا حبيبتي و ذهب غرفته يمشي بها ذهابا و إيابا يفكر كيف يصلح ما فعله فقال لازم اروحلها ذهب إلي شرفته ونظر حوله لم يجد أحد قفز إلي شرفتها و فتح باب
الشرفة ببطىء و دخل إلي غرفتها وجدها نائمة و يبدو على وجهها أنها لم تنم جيدا و ذبول وجهها انحني ليصل لمستواها حرك يده بلطف على رأسها وقال آسف ....آسف على كل
حاجة آسف إني ف حياتك ثم صمت يتأملها فقال بحزن تجلي بنبرته عرفتي ليه ببعدك عني عشان أنا بجرحك سامحيني و خرج من غرفتها ، هبطت دموعها وفتحت عيناها
"لو أنني أعرف كلمة أعمق من كلمة " انطفأت" لقلتها ، أنا لم أشعر من قبل بانطفاء روحي مثلما أشعر بها الان ."
ارتفع في المكان اصوات آذان العصر قامت توضئت و ادت فريضتها و عزمت على تنفيذ ما خطر ببالها ...
____________ صلي على محمد ____________
و بعد قرابة النصف ساعة جهزت ريتال حقيبتها ..
استمعت اصوات طرق على الباب فاذنت للطارق بالدخول
دخل علي و حازم جلسوا معها وجدوا حقيبة السفر امامها فقال حازم : انتِ مسافرة و لا رايحة فين .. ؟!
ريتال : اه هسافر عند جدو و تيته اعيش معاهم ...
علي : انتِ بتهزري انتِ بتقولي اي هتسبينا و تمشي ..؟!
ريتال : خلاص انا مبقاش ليا قعاد هنا ...
حازم : ايه اللي بتقوليه دا يا ريتال انتِ في بيتك ..
عاوزة تمشي و تسيبي البيت ليه ..؟! انتِ اتخانقتي انتِ و مالك او حاجة ...
لم تستطع أن تجيبه و انهمرت دموعها ... اقترب حازم و قال
حازم : طب فهميني مالك حصل اي ، لم تجيب
حازم : حصلت مشكلة بينك و بين مالك ...
ريتال : يا حازم أنا عاوزة أمشي هبقي اجي ازوركم كل فترة بس انا محتاجة ابعد دلوقت ...
علي : و احنا منقدرش نسيبك تعيشي بعيد عننا أنا صحيح بغلس عليكي و بناغشك بس بحبك يا ريتال انتِ اختي خليكي معانا ...
ريتال : بدموع الوداع مالك يا علي هو أنا رايحة و مش هرجع تاني لا و ايه .. والله و انا كمان بحبكم جدا انتوا عيلتي و ا
الاقرب لقلبي ، اخذت الحقيبة و خرجت بالصالون وجدت الجميع و ايضا مالك الذي استغرب لماذا تمسك بيدها حقيبة سفر ...
محمد : خلاص هتمشي و نسبينا برضو مصرة ، هبطتت دموعها ف فتح محمد ذراعيه لها لبت دعوته و ارتمت بأحضانه وقالت ببكاء هتوحشني يا خالو ...
محمد : قوليلي طيب حد زعلك ...
ريتال : لا ... و أزالت اثر دموعها ...
محمد : اومال عاوزة تمشي ليه هونت عليكي يا ريتال تمشي و تسبيني بعد العمر دا ...
ريتال : متقولش كدا يا خالو انت عارف انا بحبك قد اي
محمد : خلاص يا مطول بتحبيني يبقي تعيشي معايا دا بيتك و دول اخواتك مش هسيبك تبعدي بس عشان مبقاش حرمتك تروحي لستك وجدك هسيبك عندهم شهر و هاجي اخدك اتفقنا ...
هزت رأسها بموافقة فتحدث مالك بغضب و قال ..
مالك : اي اللي بيحصل هنا حد يفهمني ...
علي : ريتال هتمشي و تسيبنا عاوزة تعيش مع جدها و ستها في البلد غضب مالك من قرارها و أخذ منها الحقيبة ارجعها غرفتها و قال : انسي مفيش خروج من البيت دا
ريتال : بعناد و انت مالك ابعد ...
مالك : مفيش خروج من البيت لو حد هيمشي يبقي أنا دا بيتك و اوعي تفكري تسبيه تركهم و ذهب غرفته اغلق الباب بعنف و لم يمر إلا القليل خرج يحمل بيده حقيبة سفر وقال
مالك : أنا اللي همشي اياكي تفكري تسيبي البيت و فتح باب الشقة للخروج فصرخت به والدته وقالت : مالك لا متسبنيش تاني كفاية بعاد يا بني ليه عاوز تسيب البيت ما تسافرش
قبّل مالك رأسها وقال ....
مالك : سامحيني يا امي و ترك المنزل و ريتال مصدومة ركضت للاسفل تلحق به فوجدت الخاتم بيدها ذهبت إلي
مكان غير مكان مالك كاد حازم وعلي يلحقوا بهم و لكن منعهم والدهم وقال : سبوهم هما هيحلوا خلافهم مع بعض
حازم : بس يا بابا مالك ممكن يسافر ...
محمد : بيقين مش هيسافر و نظر لزوجته التي تبكي لرحيل ابنها الكبير و أول فرحتها ...
محمد : متقلقيش هترجعه ادعيله انتِ بس ربنا يشيل الغشاوة اللي على عنيه قبل يندم و يخسرها طول عمره
مديحة : ببكاء ابني يا محمد ... مالك بيبعد عني تاني ليه بيوجع قلبي عليه هو أنا مش من حقي اعيش وسط ولادي و افرح بيهم قبل ما اموت احتضنها و ربت على رأسها بحنان
وقال : هتفرحي بيهم و تشوفي عوضهم كمان بس انتِ ادعيلهم ربنا يرزقهم ببنات الحلال ...
__________________________________
في مكان آخر تحدث محمود وقال
محمود : خير يا ريتال في أي قلقتيني لما طلبتي تشوفيني بسرعة ...
ريتال : و هي تفرك يداها بتوتر محمود أنا آسفة
محمود : على ايه ..
ريتال : أنا آسفة مش هقدر اكمل معاك انا محستش تجاهك بأي حاجة ومش عاوزة اظلمك معايا كل شىء قسمة و نصيب خلعت الخاتم وأعطته له رحلت و كأنها طير حر يرفرف
بجناحيه اوقفت سيارة اجرة و وجهتها المطار كان مالك اقترب من المطار و ريتال في طريقها إليه و بداخلها شعور غريب أن شىء ما على وشك الحدوث تجاهلت هذا الشعور و اكلت طريقها ...
"حدسك لا يُخطئ الغرائز الداخلية و مشاعر عدم الارتياح ما وجدت عبثاً ، هذه طريقة جسدك لإخبارك بأن هناك خطأ ما ،
لا تجازف بتجاهله ".
وصل مالك المطار و دفع للسيارة الأجرة وقف أمام المطار و شيء بداخله يمنعه من الرحيل ربما قلبه ينادي باسمها و عقله
يخبره أنها لم تعد له يخبر بأن يكف عن جرحها فيكفي ما سببه لها من جروح وقف أمام المطار على بعد قريب يفكر
بماذا سيحدث ان رحل فحسم الأمر و قرر السفر تقدم بضعة خطوات فأستمع صوتها يناديه ...
مالك : كفاية بقي و كمان بتتخيل صوتها تقدم فأستمع ندائها مرة أخرى ...
ريتال : مااالك إلتفت إلي مصدر الصوت فوجدها تركض نحوه
وهو لا يصدق وجودها وصلت إليه و إلتقطت أنفاسها وقالت
ريتال : مالك متمشيش دا بيتك انت و عيلتك انت متحرمهمش منك ..
مالك : و قد تيقن أنها ليست خيال قال فات الاوان كدا حسن للكل اني ابعد ...
ريتال : بغضب ليه بتوجع كل اللي حوليك مامتك و باباك و حازم و علي ليه تبعد عنهم و تحرمهم منك تاني بعد ما بعدت عنهم السنين دي كلها و وقت ما رجعت عاوز تمشي تاني
مالك : بأسي و هو دا السبب اللي مخليني ابعد و اسافر إني بجرح اللي بيحبوني و دار وجهه لذهاب للمطار ...
ريتال : بصراخ اناني سافر و سيبنا يا جبان إلتفت إليها فقالت ايواا جبان بتحل اي مشكلة و لما المشكله تخصني عاوز تهرب
و تسيبني روح سافر و انسانا بس هتبقي خسرتنا بجد و ضربته بصدره وقالت ببكاء بكرهك تركها و عاد يكمل سيره فاعترضت طريقه و وقفت أمامه و فجأة رأت شخصين على
دراجه ناريه و احدهما يخرج سلاح و يوجهه على مالك من بعيد صرخت ريتال بإسمه احتضنت و دارت به لتكون هي بوجه الطلقة النارية و بالفعل اصتدمت الطلقة بظهرها هي
تأوهت و الدموع لمعت بعيونها لم يعرف مالك مابها و لكن رأي صاحب الدراجة يهرب بسرعة ... خرت قواها و لم
تسطتع على الوقوف فسقطت إلتقطها مالك بأحضانه قبل السقوط فتأوهت بالم فاق حده ...
مالك : بقلق ريتال .. مالك !! وجد يداه ملطخة بدمائها فهو لا يعلم من البدايه لأن القاتل كان يضع كاتم للصوت و ريتال
أيضا ادارته بسرعة لم يستوعبها ، صرخ مالك باسمها و احتضنها ببكاء و قال ليه .. ليه يا ريتال عملتي ليه كدا !!
ريتال : بصوت ضعيف قالت عشان بحبك يا مالك صمتت تتحمل الالم و بدأت الرؤية تتشوش لديها قالت بصوت متقطع تعرف يا مالك أنا فرحانه إني هموت و أنا فحضنك اللي بيحسسني بالأمان ..
مالك : بنهر لها اسكتي متقوليش كدا انتِ هتعيشي مش هتموتي و سقط قلبه رعبا عندما وجد جهها أصبح شاحبا مصفرا اغمضت عينيها ...
مالك : بصراخ ريتاال لااا فوقي و هو يحركها و لكن لا حياة لمن تنادي احتضنها بخوف من فقدانها وقال ببكاء : ريتال
قومي عشان خاطري متسبنيش قومي و مش هسافر بس انتِ قومي صرخ بكل ما يملكه من صوت ريتاااااال
اجتمع الناس حوله فقال احدهم : حد يطلب الإسعاف ...
فقال الاخر : مفيش وقت يا استاذ هاتها بسرعة انا معايا عربيتي لسه راكنها فتح سيارته له ...
حملها مالك بسرعة وقال لا مش هتروحي مني مش هسيبك و توجه بها إلي المستشفي صرخ بموظفين الإستقبال أن يحضروا له سرير متحرك لنقلها بسرعة و نادي على طبيب
ايضا ، فحصها الطبيب وقال : جهزوا اوضة العمليات بسرعة خسرت دم كتير و ممكن نخسرها شوفوا ذمرت دمها اي و هاتولها دم بسرعه فعلوا الممرضين ما قاله الطبيب جهزوها و
توجهوا بها إلي غرفة العمليات امسك مالك يدها بحزن و سار معها حتي وصلوا بها إلي العمليات جلس بوجع كبير يجتاح قلبه و بعدها بقليل رن هاتفه فتحه و هو غير واعي و يفكر
بها أتاه صوت حازم يقول : الو يا مالك انت سافرت و لا لسه
لم يجيبه و كأنه مغيب عن الواقع تماما
حازم : طب ريتال معاك ؟ من ساعة ما خرجت وراك و ما رجعتش طمنا هي معاك ...
مالك : ببكاء و كانت هذه اول مرة يظهر بهذا الضعف
قال : ريتال بتروح مني يا حازم بتعاقبني ببعدي عشان كدا عاوزة تبعد عني و تسيبني ...
حازم : بقلق في أي يا مالك ريتال مالها .....
مالك : ريتال في العمليات بين الحيا و الموت صرخ حازم و قال : ازاي !! و ليه اي اللي حصل ..؟!
مالك : اتصابت بالطلقة اللي كانت مفروض تصيبي أنا بموت يا حازم لو جرالها حاجة هموت ...
حازم : اهدي انت في مستشفي اي .. أخبره مالك بمكانها فقال حازم : طيب احنا جاينلك انهي حازم المكالمة و وجهه
مصفرا قفز علي الذي كان يجلس متكىء على الأريكة عندما سمع حازم يقول يلا يا علي بسرعة ريتال في المستشفي و طرق على غرفة والديه لا يعرف ماذا يخبرهم ...
محمد : اي يا حازم ايه قالك أنها معاه صح
حازم : بابا ريتال في المستشفي ..
محمد : ليه حصل اي .. و مستشفى ليه ايه اللي حصل
حازم : اتصابة برصاصة ...
محمد : بعصبية و مالك كان فين و ازاي يسيبها
حازم : اللي عمل كدا كان قاصد مالك بس ريتال هي اللي اتصابت سمعتهم مديحة و ضربت على صدرها بشهقة و قالت
مديحة : ريتال !! هي فين و انخرطت في البكاء و قالت يا حبيبتي يا بنتي كان قلبي حاسس ان في حاجة هتحصل
محمد : يلا يا حازم قالك انهم في مستشفي ايه بسرعة
مديحة : بصراخ خدوني معاكم اطمن عليها
محمد : بأستعجال هنروح نشوفها نطمنوا عليها و نيجوا نطمنك إن شاءالله تكون بسيطة و تقوم بالسلامة تمسكت مديحة به بترجي وقالت : خدني معاك يا محمد عاوزة اشوف ابني و بنتي انا مش مطمنة ...
محمد : طب البسي بسرعة هنستناكي تحت يلا يا حازم هات العربية جيب العواقب سليمة يا رب و هبطوا للاسفل بينما مديحة جهزت بسرعة و لقت بهم للاسفل كان حازم اخرج
السيارة من الجراج و ذهبوا إلى المستشفى دخلت مديحة وهي تقول بقلق شديد : ألطف بينا يا رب يارب متحرمنيش
من ولادي يارب توجهوا إلى غرفة العمليات وجدوا مالك يجلس أمامها و يضع يديه على وجهه وثيابه ملطخة بالدماء سقط قلب مديحة عندما وجدت ابنها بهذا الحال قالت ببكاء
مديحة : مالك .. قام مالك من مقعده احتضنها بقوة وقال
مالك : ريتال بتروح مني يا ماما و أخذ يبكي بأحضانها كأنه عاد ولد صغير أخذته و جلست على المقاعد و مازال بأحضانها احتضنه و ربتت على ظهره بحنان و قالت : متخفش هتقوم بالسلامة وهتبقي بخير إن شاء الله ...
محمد : ريتال فين ؟ و قد كان ينتوي على توبيخه و تعنيفة و لكن عندما وجدت بهذه الحال تراجع ...
مالك : لسه في العمليات ، توجه محمد إلي باب غرفة العمليات ونظر بقلق وخوف عليها جلس بوهن على المقعد
وقال : سامحيني يا اختي أمنتيني على بنتك محافظتش عليها و دلوقت هي بين الحيا و الموت سامحيني مطلعتش
قد الأمانة و وضع يده على وجهه يبكي بألم يشق صدره ف
من بالداخل ابنته التي عمل على تربيتها مع أبنائه و ابنة شقيقه الوحيدة التي تركتها امانة معه قبل وفاتها وضع حازم يده على كتف والده يهدءه و يدعمه بهذا الموقف فقال بحزن
حازم : متقولش كدا يا بابا انت حافظت على الأمانة و ما خلفتش بوعدك لعمتي الله يرحمها انت ربتنا كلنا زي بعض و مافرقتش بينا و بينها و بقت اختنا مش بنت عمتنا اللي حصل مش ذنبك ادعيلها تقوم بالسلامه ....
بينما علي كان يقف صامت يفكر اهو بكابوس مزعج ام حقيقة عقله رفض فكرة رحيلها من حياته فهي اخته التي كانت معه منذ كان صغير رغم شجاره الدائم معها إلا أنه
متعلق بها فهي اخته الوحيدة و مؤنسته تذكر كل مواقفه معها و شجارهما و لعبهما و ايضا أوقات مرحهما لم يفق إلا عندما وجد الوضع غير مطمئن حوله أطباء و ممرضين تدخل
غرفة العمليات و آخرون يخرجون يركضون هنا و هذا يركض هناك و أصبح الوضع مرتبك والتوتر والقلق بادىء على وجوه الجميع ركض مالك و اوقف ممرضة وقال
مالك : طمنوني مالها هي كويسة ...
الممرضة : لو سمحت سبنا نشتغل ، صرخ بها مالك وقال بغضب طمنونا مالها محدش بيطمنا ليه ايه اللي بيحصل جوا
الممرضة : المريضة خسرت دم كتير لان عندها سيولة في الدم و محتاجين دم تاني و الذمرة دي خلصت في بنك الدم و عاوزين متبرعين بسرعة ، ركض علي وقال : أنا .. أنا نفس ذمرت دمها ...
الممرضة : كويس تعالي معانا بسرعة تسطح علي و بدأت الممرضة بسحب الدم منه ..
علي : اسحبي الدم اللي محتاجينه اسحبي اللي عاوزه بس المهم تعيش ...
الممرضة : مينفعش حضرتك كدا غلط عليك احنا هنشوف متبرع تاني ....
علي : بعصبية قولت اسحبيلها الدم اللي عاوزه ... و بالفعل سحبت منه الدم الكافي و وضعت له لاصقة طبية على موضع سحب الدم وأعطته عصير رفض أخذه
الممرضة : مينفعش يا استاذ لسه ساحبين منك دم لازم تشرب سوائل عشان تعوض الدم اللي اتسحب ...
علي : وهو يقوم من مكانه قال لا مش عاوز ، اتي حازم وقال
حازم : اشرب يا علي أخذ العصير من الممرضة وقال تمام شكرا تقدري تشوفي شغلك أنا هشربها ليه ، رحلت الممرضة جلس حازم بجوار أخيه وقال : اشرب يا علي متوجعش قلبنا
عليك انت كمان ريتال في العمليات و مالك منهار و حالته وحشة لازم نقف معاه اشرب يا حبيبي بكي علي بأحضان أخيه وقال ..
علي : هي هتسيبنا بجد .. انا مكنتش عاوزها تسيبنا أصبح لو اعرف إن دا هيحصل مكنتش خلتها تنزل احتضنه حازم بقوة هبطت دموعه و بداخله خوف عليها صديقته الوحيدة التي
كان يحكي لها كل شىء فقال : اللي حصل حصل يا علي لازم نفوق و نتماسك عشانها و عشان مالك و ندعليها لازم حد فينا
يكون قوي عشان الباقين بص مالك بقي ازاي اللي مفتكرش عمري شوفته بيبكي .. لازم نقف معاه و نقويه ماشي مسح علي دموعه و هز رأسه بموافقة شرب العصير و خرج مع حازم ليطمئنوا عليها وجدوا مالك يقول ..
مالك : هتروح مني يا ماما عارف إني كنت غبي لما بعدت قوليلها تقوم و انا مش هسافر و لا هبعد قوليلها متعاقبنيش كدا والله بحبها يا ماما اكتر من نفسي مستعد اعمل اي حاجه
بس تقوم .. هتمشي من قبل ما اقولها بحبها قد ايه و انهار في البكاء بين أحضان والدته التي رق قلبها و توجعت ل الآمه فقالت بمواسه له
مديحة : متقلقش يا حبيبي هتقوم و تقولها انك بتحبها و هتبقي بخير ربنا معاها و مش هيسيبها نظرت لاعلي وقالت
يارب .. و بعد قليل هدأ مالك و اعتدل بجلسته ينتظر خروج الطبيب و أخباره عن حالتها خرجت ممرضة بسرعة استدعت طبيب خبير للمساعدة فحالتها حرجة جاء الطبيب ..
مالك : خير يا دكتور طمنا مخرجتش ليه بقالها كتير جوا
الطبيب : إن شاء خير أنا معرفش حالتها هدخل اشوف حالتها و اطمنكم ، امسك مالك بتلابيبه وقال : بغضب يعني اي مش عارفين حالتها داخلين طالعين و مفيش حد بيطمنا
امسك حازم و علي مالك لابعاده عن الطبيب صرخ بهم مالك
مالك : بقالها اكتر من ساعتين جوا لطمنونا عليها و لا خرجوها خرجت ممرضة تركض قالت : بسرعة يا دكتور المريضة نبضها بيقل ، شدد مالك قبضته على الطبيب وقال : بفحيح
مالك : اعمل اي حاجة اتصرف لازم تعيش لو حصلها حاجه هقتلك سامع ، ابعده حازم و والده بصعوبة ...
محمد : انت اتجننت يا مالك سيبه يدخل ينقذها فوووق بقي متخلهاش تضيع منك تاني ...
مالك : ياريتها الرصاصة جات فيا و لا جاتش فيها ليييه تنقذي لييه احتضنه والده وقال : يعني لو كانت جات فيك هنبقي مرتاحين ....
مالك : على الأقل مكنتش حسيت بالوجع اللي بحس بيه دلوقت ...
محمد : بتحبها ...
مالك : ببكاء اوي يا بابا مش هقدر اعيش من غيرها ، ربت والده على ظهره و تألم فهذه أول مرة يري ابنه ضعيف و
منهار بهذا الشكل بعدما صنع لنفسه هالة من البرود تمكنه من إخفاء مشاعره و لا يستطيع احد ان يعرف ما بداخله تحطم
كل هذا البرود و ظهر ضعفه عندما شعر بفقدانها ، مر بعض الوقت استمرت العملية قرابة الخمس ساعات بعدها خرج
الطبيب توجه إليه الجميع للاطمئنان على حالتها فقال بأسف
الطبيب : أنا آسف يا جماعة الرصاص كانت في مكان حرج بالإضافة أنها كانت قريبة جدا من الحبل الشوكي ....
كأنه كتب علينا العيش هكذا ، معلقين في منتصف
الأشياء كلها ، لا نحب ما يحدث ، ولا يحدث ما نحب."
لن نكون لبعضنا ولن يفرقنا احد .. احب ان تكون بخير حتى تطلب الأمر و كان الثمن بُعدي ...