رواية رايات العشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فاطمة الالفي
عاد يجلس بجانب صديقه ، ليتحدث اسامه بجديه بعدما نجح فى التماسك وعدم اظهار دموعه .
- هاشم أنا مش موافق على اللى انت عايز تعمله ده ، ازاى بس عندك اتنين دكاتره ورافض تعرفهم اللى عندك وكمان عايز تسافر وتبقى لوحدك وانت فى حالتك دي ، مافكرتش ايه ممكن يحصلك ,انت عايز تغلط نفس غلطي ، وأنا مش هسيبك تعمل كده انت فاهم
- ماتحاولش يا اسامه عشان انت عارف عنادي ممكن يوصل لفين
- يا صاحبي اسمعني ، مش أنا قولتلك ربنا بعتلي ملاك رحمه وقف جنبي وماسبنيش ، وعملت ليه جميله مش هنساهلها طول عمري ، جمعتني بمراتي وبناتي وأنا كنت على سرير الموت ، لم شوفتهم روحي ردت لجسمي تاني ، ولادك هم روحك وحياتك يا هاشم ليه عايز تبعد عنهم وتقسي على نفسك وعليهم ، لو جرالك حاجه مش هيسامحو نفسهم العمر كله ،بلاش تظلم نفسك وتظلمهم ببعدك عنهم وانت محتجالهم اكتر ماهم محتاجين ليك
تحدث بحزن : يا اسامه انت مش فاهم حاجه ، ربنا كرمني وولادي الاتنين دكاتره لم يعرفو بتعبي وهم مش قادرين يخففوه كده هكون بعذبهم انهم بعد لم وصلو للمرحله دي مش قادرين يخففو وجع اقرب حد ليهم
- تقوم عايز تسافر عشان تموت لوحدك بعد الشر عليك ، ولو حصل هم بقى هيسامحو نفسهم ازاى انهم قصروا معاك
الوحده صعبه اوى يا هاشم صدقني ، انت قبل كده كانت بنتك جنبك ، لكن دلوقتي مختار تبقى لوحدك ، انت ليه ماتجوزتش يا هاشم حد يقف جنبك ويشاركك حياتك
-اتجوزت فعلا مرتين ، كنت عايز بنتي تحس بحنان الام وبحضنها وفى المرتين فشلت الاختيار وماكنش حد فيهم يصلح يكون ام لبنتي
- عشان كنت عايز ام لبنتك مش زوجه
- أعمل ايه قلبي ماحبش غير فريده ولا دخله غيرها ، بس هى اختارت صح ، ربنا يكرمه ربى ابني واهتم بيه ، اسر بيقولي ان هو محظوظ عنده اتنين اب ، عنده حق فعلا ، اللى حصلي ده من وقت لم عرفت بان فريده بقت لغيري ، قلبي اتكسر واتوجع اوى يا اسامه ، ماحستش بنفسي غير وأنا فى المستشفي وبفوق على صوت اجين كانت ممرضه فى المستشفي جتلي وقتها جلطه من الحزن اللى سكن قلبي والحمد لله الدكتور انقذني ، واجين فضلت مهتمه ببنتي ومش هتصدق انها سابت شغلها فى المستشفى عشاني أنا وبنتي ، ومن يومها بقت المربيه بتاعتها ، حنينه عليها اوى وبتحبها اوى ، كانت هتنزل معانا بس قالت تسافر تركيا تشوف اهلها وبعدين تحصلنا على هنا
- بتحبك يا هاشم ؟
- ماكدبش عليك هى فعلا حبتني وماتقوليش ليه مش اتجوزتها عشان ببساطه خوفت اظلمها لانها فعلا حبتني مش زى اللى اتجوزتهم كان واخدين الجواز صفقه ومظهر بقي ، وكمان كنت خايف لو اتجوزتها تخلف وعلاقتها ببنتي تتأثر ، بس كده احسن مش عايز اعلق حد بيه وخلاص حتى حب فريده مش لازم يفضل فى قلبي ويمكن عشان كده قلبي بقى فيه عيله زى ما بيقوله لا قادر يحب ولا قادر يعيش
ربت على كفه بحب : ماتقولش كده ربنا كبير موجود واوعى تستسلم
- ونعم بالله ، الحمد لله ان عيشت لم خدت اسر فى حضني وشوفته قبل مااموت
- تاني هتجيب سيره الموت ، طب قولي قلبي تعب تاني ازاى مش قولت ان الجلطه ذابت ورجعت لشغلك وحياتك ، ايه اللى حصل وصلك لكده
- ابدا فعلا الدكتور وقتها انقذني من اضرار الجلطه لكن كان فى جزء فى القلب انضر فعلا وبقى تالف ، يعنى كانه مش موجود وكنت باخد ادويه مساعده على سيوله الدم ان يوصل كويس لباقي الجسم ، لكن فى وسط سفري ومشاغلي من بلد لبلد واهتمامي ببنتي نسيت المشكله الاساسيه واكتشفت من سنه بس ان القلب بقى فى اضرار كتير مشاكل صمامات على ضيق شراين وفعلا باخد علاج بس مابيعملش حاجه لان عضله القلب بقت ضعيفه جدا ماتتحملش عمليه وعشان كده قولت اطمن على ولادي وارجع فرنسا اجافز بالعمليه واللى ربنا كتبه هشوفه وراضي بنصيبي نجيت منها هرجع وسط ولادي من تاني. ربنا استرد امانته أكون اطمنت ان ولادي مع بعض وسط اهلهم
- اسمع يا هاشم اللى بينا عشره عمر ومش هسيبك تعيش الألم ده لوحدك انت سامع وانا هكون جنبك وكمان ولادك ومش هتسافر واللى مكتوب ليك هتشوفه هنا وسط عيالك واهلك انت فاهم واياك تعترض على كلامي هتكون بتخسرني ومش بس كده هتتسبب فى اذي نفسي جامد جدا لاولادك اللى هم فرحتك وسعادتك فى الدنيا ..
"""""""""
إنتشر الجميع فى البحث عن ايسل ..
اسر بضيق : كانت ماشيه فى أي اتجاه يا علي
على بقلق يشير الى اتجاه اليمين : من هنا
تحدث ماجد : خلاص البنات افضل هنا فى الكامب يمكن ايسل ترجع ، يبقى يبلغونا ، واحنا هندور عليها فى كل الأماكن اللى حوالينا واللى يلاقها يبلغ الباقي ، هنتفرق على كل الاتجهات تمام
أنطلق جميعهم فى البحث ، أسرع اسر ركضا وهو يصرخ مناديا باسمها ، وعلى وعمر اتخذو طريقا واحد للبحث عن شقيقتهم ، اما ماجد ومعتز اتجهو بالاتجاه المعاكس لاسر ..
+
سار عاصي باتجاه اخر كالمجنون يبحث عنها بقلبه قبل عينيه التى تتوق لرؤيتها ويخشي فقدانها .
قادته قداما الى اعلى الجبل وظل ينظر حوله بتلفت ولهفه ويصرخ باعلى طبقات صوته باسمها ، الى ان هبط قليلا اسفل الجبل وكان يقف بين الصخور الى ان أستمع لصراخ قوي هز قلبه جعله يركض بإتجاه ذلك الصراخ
جحظت عيناه عندما وجدها ملاقاه بين الصخور وتمسك بقدمها وهى تصرخ بفزع اتجاه عقرب
أسرع إليها بخطواته لينحني عليها بلهفه ويمسك بقدميها التى تؤلمها وينظر لمقلتيها الخائفه يتسأل بنبره حانيه ، هل اصابك اذي وعيناه تصرخ بقلق
- انتي كويسه ؟ مال رجلك العقرب قرصك ؟
لم تستطيع التفوه بكلمه فقط انسابت دموعها بصمت وعلى صوت شهقاتها التى تمزق قلبه ، ليقترب منها يحاول حملها بين ذراعيه لتهز رأسها بالرفض :
- شكرا ، اتصلي باسر
جحظت عيناه بصدمه عندما رفضت ان يحملها ليبعدها عن هذا المكان المخيف الذي يوجد به العقارب والثعابين ،
- طب قوليلى العقرب قرصك فين
- لم يلدغني
اخفى ابتسامته بسبب انفعالها علي ولكن اطمن قلبه بان العقرب لم يمسها ، عاد يجذبها برفق ليساعدها على الوقوف
- طيب على الاقل اقفي على رجلك عشان نبعد عن المكان ده
كانت قدميها تؤلمها بشده ويبدو بان اصابها اذي اثر السقوط
لم تقدر على الحركه ولذلك لم يتحمل عاصي رؤيتها تتالم ، حملها بين ذراعيه رغما عنها وسار بخطوات ثابته بين تلك الصخور وهو مستمتع بذلك القرب ، كانت قريبه من قلبه الذي ينبض بحبها ، قطع تلك اللحظات وصول اسر الذي اقبل عليها بلهفه وهو يحملها من بين ذراعي عاصي
- ايسل مالك حصل ايه ياقلبي
تشبثت باحضان شقيقها وهى تهمس بصوت خافت : ساقي تؤلمني
سار بها برفق وهو يطمئنها الى ان وصل الكامب .
أسرع علي إليها وهو يتحدث بحزن : يا رتني ماسبتك تمشي لوحدك
ابتسمت له بحنان : أنا كويسه
عاد ماجد يتحدث بانفعال : ازاى تمشي لوحدك فى مكان ماتعرفيش في حاجه
- كنت بكلم داد وفجاه قدمي انزلقت بين الصخور
جحظت اعين الجميع ، اقترب ماجد من اسر ليضع يده اعلى وجنتها وهو يتحدث بحنان : ماتزعليش مني ان انفعلت عليكي ، ده من خوفي ، المهم انتي بخير
عاد ينظر للجميع : الكلام ده للكل هنا ، بلاش تتحركو فى طريق أنتو مش عارفينه ومن الأفضل لو حد حس ان تاه او بعد يقف مكانه ويتصل باي حد فينا مفهوم عشان مايتقررش ده تاني ، اسر خد ايسل ترتاح
شهقت رؤى بصدمه وهى تقترب من ايسل : ايسل رجلي بتنزف
كانت حقا تتالم وتحاول اخفاء المها ، اراح اسر جسدها برفق ليتفقد قدميها التى تؤلمها وعندما نزع الكوتشي التى كانت تنتعله ، ازاح أيضا البنطال عن ساقها ليجد الدماء تسيل ويبدو بان جلدها تاذى بسبب الانزلاق وانزلقت رقعه من جلدها الرقيق لتسيل الدماء بتدفق ، جحظت عين عاصي الذي اقترب منهم ليتفحص وضع قدمها
- انا معايا أدوات طبيه فى شنطتي ، هجبهم واجيلك ، ريحها فى اوضتها
حملها اسر ثانيا ليدلف بها الى حيث الكامب الخاص بها هى ورؤى ولحقت به رؤى لتظل جانبها ، الى ان احضر عاصي ادواته وجلس عند قدميها ليحاول تطهير الجرح ليجد الضرر ويحاول معالجته ، اما ايسل كانت عيناها تبتعد عنه وابتعدت قدمها عنه وهى تخبره
- اشكرك ولكن اسر طبيب أيضا
نظر عاصي الى اسر وطلب منه إحضار بعض الادويه من احدي الصيدليات الموجوده بالمكان ، لينظر اسر الى شقيقته قبل ان يرحل
- اطمني يا حبيبتي مش هتاخر عليكي ودكتور عاصي موجود، و هبعتلك علي وعمر يفضلوا جنبك
كان يعلم لما ترفض مساعده عاصي لها ولكن ليس بيده فعل شئ فقد كان يهتم بتطيب جراح شقيقته ..
راقب عاصي تغييرات وجهها الرافضه لوجوده ولكن اراد ان يظل جانبها الى ان يطمئن قلبه ووضع انامله برفق يتحسس جرحها وهو يسكب المعقم برفق لتغمض عيناها بقوه من اثر الألم التى حتاجز ساقها ..
"""""
عاد اسر بعد قرابه خمسة عشر دقيقه وهو يحمل الادويه التى تحتاجها شقيقته واقترب من عاصي يمد له بحقيبه الدواء .
لف لها عاصي سافها بالشاش الطبي المعقم ونظر لها بتسأل ؛
- حاسه بالم فى اي مكان تاني ؟
نظرت الى شقيقها بتوتر ولم تجييه ، علم عاصي بانها تخفي الما اخر ، نهض من مكانه وقبل ان يغادر الكامب ربت على كتف اسر
- شوف ايه تاني اتاذي فى جسمها من اثر الوقعه وعقمه كويس ولفه بالشاش عشان الجرح مايتلوثش واديها حقنه المسكن عشان ترتاح وتنام ، ألف سلامه عليها
- الله يسلمك يا دكتور ، شكرا بجد على تعبك معانا
- ماتقولش كده ، ابقى طمني عليها
غادر الكامب ليجد ماجد ينتظره بقلق
- هى عامله ايه يا دكتور ، كويسه
- اطمن الجرح بسيط وهياخد كام يوم بس وتبقى امام ، ألف سلامه عليها
نظر الى شقيقته : يلا بينا يا حياه
سارت بجانب شقيقها وهى تنظر له بمكر
- البنوته اللى كنت بتحكيلي عنها هى ايسل مش كده ؟
جذبها من يدها بقوه ليدخل خيمته : انتي مجنونه يا حياه ، عايز الكل يسمعنا ولا ايه
- انت مش عايز حد يعرف بحبك ليها غير لم هى بنفسها اللى تعرف مظبوط
جلس بضيق : واضح ان هتعب معاها اوي لحد لم تفهم مشاعري
تسالت بدهشه : حصل ايه بقى احكيلي بالتفصيل الممل ..
""""""
عوده الى خيمه ايسل
جلس اسر بالقرب منها يتسأل بقلق
ايسل حاسه بالم فى مكان تاني غير رجلك
هزت رأسها بالايجاب وانسابت دمعه حارقه : ضهري
- طب ماتخفيش ، رؤى ساعدي ايسل عشان اطمن على ضهرها