اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فاطمة سلطان


الفصل الواحد والعشرون 21 

بقلم فاطمة سلطان



اذكروا الله 

_____________ 



(أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر ) 



رواه مسلم.   



__________



طريقة قلبك في الحُبِّ، تنقذني مِنْ اليأس. 





انا أعرف انها تحبني لا ليس كما أحبها ولكنها تحبني إنها تهرب مني في وقت لا أكف فيه عن الإندفاع نحوها وأنا أعرف أن الحياة قد خدشتها بما فيه الكفاية لترفض مزيداً من الاخداش ولكن لماذا يتعين علي أن ادفع الثمن ؟.. 



#مقتبسة 

__________



"في الإسكندرية" 



دخلت منار متجر الملابس الخاصة بالأطفال 

الذي تملكه ريهام وزوجها، كان زوجها محمد يمسك يد جني وكانوا علي وشك الذهاب 



فصاح زوجها بمجرد رؤية منار فهو يعلم أنها ستجلب لهما صداع حاد تحديدًا من إتيان مروان وزوجته 



- لا اتكل علي الله انا أحسن .. نورتي يا منار 



نظرت له منار بأقتضاب، فهتفت ريهام بمرح 



- ربنا يتولاني حقيقي 



ذهب محمد أخذًا جني للذهاب عند والدته، فصاحت منار بغضب 



- ده اللي مش هيتجوز بعد مراته ومش بيفكر صح .. لا وبقيت كمان تسليتك انتِ وجوزك يا ريهام .. ماشي 




جلست منار بعد أن وضعت حقيبتها علي الطاولة بغضب شديد، فهتفت ريهام بمرح وهي مازالت تحاول أن تلطف الأجواء 



- اهدي بس يا ريهام مالك كده متعصبة ليه 



- مالي صح مالي!!!! 



قالت كلماتها بانفعال شديد وهي ترمقها بغضب ثم أخذت نفس طويل وهتفت بحنق مستكملة حديثها 



- غاب أقل من اربع شهور ورجع بعروسة يا ريهام وتقوليلي مالي .. علي أساس أنك مش عارفة 




كانت منار تصيح بانفعال شديد وبرزت عروق رقبتها من شدة انفعالها، توترت ريهام من جنونها ثم هتفت وهي تحاول أن تهدئها فليس بوسعها شيء 



- خلاص يا منار كل شيء نصيب



متكبريش موضوع 



- ايه اللي يخليني مكبروش يا ريهام .. بقا انا مرضتش أرجع لحسام علشان كان عندي امل يفكر فيا وتقوليلي مش كبير 



رمقتها ريهام بسخرية شديدة ثم هتفت بعد أن فاض بها، وحاولت أخراج نبرتها هادئة بقدر الإمكان 




- بقولك ايه انا قولتلك ارجعي لطليقك انتِ اللي قولتي لا متلبسيش الراجل في مصيبة ..  هو ولا مرة لمحلك بحاجة ولا قالك اي حاجة 



ده أصلا مكنش بيطيقك



رمقها منار بغضب وغيظ بسبب كلماتها  الاخيرة فاستمرت ريهام في حديثها 



- ايوة يعني اكدب عليكي، ده كذا مرة يتخانق مع محمود أنك لسه بتيجي ايام فترة اللي قولتي انك هتعملي حفلات والكلام ده 



- انا سنة ونص بحاول اقرب منه وفي الاخر يتجوز 



صاحت ريهام بانفعال شديد نادرًا ما تكن به 



- بقولك ايه متخرجنيش عن شعوري 



انتِ الفراغ كان قاتلك بعد طلاقك وكنتي عايزة تثبتي أنك تقدري تتجوزي واحد قدك في السن وتغيظي طليقك علشان فرق السن اللي ما بينكم رغم انه مش كبير بس انتِ اللي دماغك كانت تعبانة .. ثم كانت نفسه مقفولة هنا بس واتفتحت ... 



- ريهام بس اسكتي 



قالت كلماتها بصرامة شديدة لتتوقف ريهام عن حديثها المؤلم ثم استكملت منار حديثها 



- لا انا حبيته بجد 



وكان عندي امل يغير رأيه فيا 



فأردفت ريهام بمرح وسخرية لم تستطع اخفاءهما 



- فعلا كنتي كل اسبوع بتروحي تغيري لون شعرك تجربي استايل جديد في اللبس، وشوية كنتي تلبسي الطرحة وكأنك بتتعودي عليها وفي كل الحالات هو مكنش شايفك 



- انا صاحبتك انتِ هتذليني وبتعصبيني ليه، وبعدين مش انتِ اللي قولتي انا لمحتيله ومرة جوزك لمحله علي موضوع الجواز وقالك مش بفكر يقوم جاي بمراته



كانت غاضبة وبشدة فصاحت ريهام بها بسخرية شديدة



- هو بيني وبينه ايه كنت أمه 



وله من بقية اهله ما اروح اديله قلمين أحسن أنه اتجوز من غير ما يقولي ايه الهبل ده واحد قالي كده وانا علشان متعشميش نفسك ساعتها مكدبتش عليكي وبرضو اللي في دماغك في دماغك 



- ماشي يا ريهام شكرا يا صاحبتي اني جيت اتكلم معاكي 



- عفوا يا منار وبعدين احنا متصحبناش الا علشان مروان وعلشان علاقته بينا 



اسمعي الكلام يا منار وسيبك من مروان خليكي في مصلحتك وحياتك 

___ 



في متجر خاص لبيع فساتين السهرة 

كان يجلس بالخارج ينتظر أن تنتهي من قياس الفستان، جالسًا بجانب تلك المرأة التي تقارب والدته في العمر وتنتظر بناتها، فهتفت المرأة بتساؤل واستغراب 



- انتَ مستني مين يا ابني 



هتف مروان وهو يأكل تلك المقرمشات بنبرة هادئة



- مراتي بتقيس فستان جوا وقالولي استني برا علشان البروفة علشان تاخد رأيي . . فمستنيها لاني مينفعش ادخل 



- اومال هتبقي تاخد رأيك ازاي يعني اكيد مش هتخرج لغايت هنا 



أردف مروان قائلا بنبرة مرحة وعابثة كعادته 



- ابدا يا حجة هحسها لما تنادي عليا، أحنا ماشيين بالاحساس خدي يا حجة اتسلي 



مد ذلك الكيس الذي يحمله لتأخذ منه المرأة قائلة 



- والله الله يكون في عونك أنك راجل وقاعد ده  أنا بناتي جوا عمالين يقيسوا ورجلي وقفت عليا قولتلهم هاتوا اللي يعجبكم المهم نخلص من الهم ده، عمالين نلف زهقت 



- يلا ربنا يخليهم لحضرتك 



جاءت تلك العاملة من الداخل وهي تحمل ذلك الفستان الأسود الذي دخلت تسنيم من أجله فسألها مروان بنبرة هادئة 



- هو مجاش مقاسها وله أيه 



هتفت العاملة بنبرة هادئة 



- كبير عليها قولتلها هشوفلك الأصغر بتقولي لا 



ذهبت العاملة فهتف مروان بنبرة مغتاظة 



- قولتلها هاتي medium، ال large هيبقي كبير بس لازم نعند 



جاءت تسنيم من الداخل قائلة بضيق 



- يلا يا مروان نمشي 



أردف مروان باستغراب بعدما نهض من مكانه 



- ليه مش هتجيبلك الأصغر ما كان من الاول لازم يطلع مروان غلطان 



نهضت المرأة بعد أن جاء بناتها فالقت التحية عليه ثم ذهبت، فهتفت تسنيم  بحنق منه 



- لحقت تحكي مع الست يا مروان 



- اه اللي لقيتها قدامي ... قد أمي كان نفسي أدخل معاكي البروفة اتعرف اكتر علي البنات واديهم خبرتي بس لا يجوز اتحرك من هنا 



هتف كلماته بمرح متصنعًا الانزعاج، فصاحت به بانفعال بسبب بغيرتها شديدة 



- والله ما كنت تقوم 



- انا مش مستني الآذن منك ممنوع من المحل ياختي مع اني غرضي شريف، وبعدين قوليلي الفستان مش عاجبك يعني؟! 



قال كلماته بمرح لينهيها بجدية فأردفت بغيظ 



- مش عايزاه خلاص أنا زهقت من القياس ومش عارفة أخد رأي حد وانتَ بتعقدني وتعصبني 



- انا يا بنتي عصبتك فين اتقي الله 



قال كلماته وهو يبتلع تلك المقرمشات، فصاحت به وهي تتذكر ما قاله وتقريبا كل الألوان لا يريدها 



- مش كل فستان مش عاجبك ..  كل الألوان مش حلوة .. وأنا دوختك وقرفتك 



- أنا مبحبش أنزل اشتري لبس مع واحدة ونزلت علشانك .. يخربيت حوارتكم ده انا بدخل المحل اجيب مقاسي واخرج من غير ما اقيسه لو معايا محمود اخليه يقيسه بدالي .. وبعدين ما انا نزلت معاكي قبل كده اشمعنا المرة دي بقيت راجل متسلط 



قال كلماته الأخيرة بسخرية شديدة؛ فهتفت بنفس تلك النبرة الساخرة 



- علشان ساعتها مكنش عندي وقت اشوف تحكماتك اللطيفة ومكنتش بشتري فستان 



- يعني أنتِ عايزة أيه دلوقتي 



قال مروان كلماته بنبرة حانقة، فأردفت تسنيم بانزعاج



- عايزة اروح وياريت متتكررش تاني أننا ننزل سوي مشيك يعصب يا مروان في مشاوير اللبس وخلقك ضيق فيها الحاجة الوحيدة اللي لقيتك مش طويل البال فيها 



- يلا احسن، هيفوتك نص عمرك أساسا عارفة لو نزلتي مع واحدة  لو لقت شكلك حلو في فستان مش هتقولك علشان هتنفسن عليكي لكن الراجل ذوقه رفيع ومش هيكون بيغل منك 



كان يتحدث متصنعًا الجدية لترمقه طوال حديثه بسخرية وكأنه يترك لها الحرية فكل شيء يجده مبالغ به لمجرد أنه يناسبها ويظهرها فيرفضه؛ وإذا كان اللون لافت للنظر لا يعجبه .. فجاءهم ذلك الصوت الانثوي الغريب من أحدي الفتيات التي تتفحص الفساتين وعلي ما يبدو كانت تتابع حديثهم 



- علي فكرة بتتكلم صح .. انا دايما بحب أخد راي الرجالة في لبسي أكتر من الستات 



- مش كده، حضرتك بتفهمي والله 



قال كلماته بتلقائية غير منتبهًا للشرار التي يخرج منها من جانبه، فهتفت تسنيم بغضب وهي تهمس له داعسه قدمه ليأوه بغضب 



- مش كده في عينك - 



فأردفت المرأة  والابتسامة ترتسم علي شفتيها، وهي تنظر لهما ممسكه بأحدي الفساتين متجهة صوب غرفة القياس 



- لو لسه قاعدين هبقي اخرج اخد رأيكم في فستاني



دخلت الي الممر المؤدي الي غرفة القياس، فكان مروان يقف ويأكل بتلذذ شديد تلك المقرمشات التي علي وشك الانتهاء وأدرك أنه أصابها النيران فلا بأس فلتحترق قليلا، فصاحت تسنيم به 



- ما يلا وله انتَ مستني تديها رأيك بجد 



- اه مستني انتِ مستعجلة ليه ما تسبيني أساعد الست شكلها محتاجة المساعدة مدام انتِ مش عاجبك واضح أن ذوقي هيعجب غيرك، بس هي  x large 



احتنق وجهها بالدماء فجزت علي أسنانها ممسكة بذراعه وهي تتجه الي الخارج ساحبة أياه، فهتفت



- يلا يا مروان 



عانق ذراعها مهتفًا بغضب وحنق 



-ما كنا ساعدنا الست يا شيخة منك لله مفترية، اقفلها سوسته اقولها رأيي الحياة مش عافية 



- وحشك الخناق يا مروان فأنا مش هحرمك منه ولينا بيت يلمنا 



صاحت به بغيرة شديدة، فهتف مستمرًا في استفزازها 



- ليه ملناش بروفه وله سوسته ما يمكن الدنيا تحلو واضح أن قرفه البيت مش حلوة، مع السلامة يا اكس لارج مش هنساها 



قال كلماته وهما يخرجوا المتجر فصاحت به وهي متجه نحو السيارة 



- والله يا مروان لو مبطلتش تستخف بدمك؛ لهخليك تفقد الذاكرة .. بعدين انتَ مالك بالمقاسات انتَ 



- الا مالي!!! 



مش قايلك medium  وال large كبير يعني مكنتش بهري لكن هقول أيه انتِ بني ادمه مش مقدرة الخبرات اللي جويا مع أن الاكس لارج قدرها 



- كلمة كمان وهصوت في الشارع انتَ سامع



قالت كلماتها وهي علي وشك الصراخ بالفعل، فيغضبها بطريقته يثير غيرتها التي تفوقه أضعاف أضعاف 



- خلاص يلا نمشي 



توجه ناحية السيارة ليسبقها وتلحقه غير منتبهة لتلك الحجرة الموقف لتلتوي قدمها وتسقط صارخة بألم ليعود لها بلهفة..

____ 



في الخامسة مساءًا 



كانت تستند علي ذراعه حتي وصلوا الي البناية التي يقطنوا بها، فقد ذهب بها الي المستشفى ليطمئن علي قدمها ولم يكن هناك شرخ أو كسر فقط كدمة بسيطة فصاحت به كعادتها طوال الطريق كلما تتذكر أنها سقطت بسبب حنقها منه 



- يلا روح كمل معاكسة يا مروان حسبنا الله ونعم الوكيل وجعاني 



- انتِ بتحسبني ليه .. لو علشان عاكست فحقك .. لو علشان رجلك مش انا اللي وقعتك انتِ اللي ماشية سرحانة فيا وخلاص حبك بان 



قال كلماته بمرح ومكر شديد كعادته، فأحمرت وجنتيها تاركه يده وعلي وشك أن تدخل إلي بوابة المنزل بعد أن كانت اخذت المفتاح منه في السيارة، فصاح بها مستكملًا حديثه قبل أن يسمع اجابتها 



- استني هطلع معاكي عقبال ما اعدي علي محمود واشوف رجلك مالها انا ليا خبرة في العلاج الطبيعي



نظرت له بغضب وحنق وعلي وشك الفتك به، فهتفت بانفعال 



- قصدك أيه يعني 



- قصدي أن صاحبي خريج علاج طبيعي يخربيت النية السوء 



- خليك تحت يا مروان احسنلك متطلعش خالص 



- بتموتي فيا للدرجاتي 



دخلت إلي البناية تاركه أياه بانزعاج شديد تعلم أنه يمرح ولكن يزعجها كونه يتحدث بتلك الطريقة حتي ولو تعرف أنه يريد اثارة حنقها فقط، تتأكل من الداخل لمجرد تخيله لآخرى فقدت عقلها دون عودة بسببه 

___ 



توجه مروان إلي متجر ريهام بعد أن ترك تسنيم وقام بشراء الشيكولاتة التي تحبها جني، دخل فألقي السلام عليها وعلي الفتاة التي تعمل معها فكانت ريهام تربط رأسها بطريقة مضحكة ويظهر ذلك كونها ليست محجبة، فهتف مروان بمرح 



- أيه يا ريهام جوزك طفش وله أيه ؟!! يكونش اتجوز عليكي 



- انتَ بتتريق يا مروان .. هو طفش ياخويا بس مش مني والله طفش من منار وسبهالي لغايت ما جابتلي صداع ..وخد جني وراح عند حماتي 



قالت كلماتها بسخرية، فأردف مروان وهو يضع الشيكولاتة أمامها وجلس علي المقعد لتأتي أمراة تتفحص الملابس للشراء فرافقتها الفتاة لتكن حرية مروان في التحدث أكبر 



- سيبك من منار علشان مش ناقص وجع دماغ .. وأدي الشيكولاتة لجني لما تيجي



- متفكرنيش بوجع الدماغ 



قالت تلك الكلمات بسخرية وهي تضع يدها علي رأسها، ثم هتفت باستغراب فلما قد أتي مروان وجلس رغم  معرفته بغياب زوجها فلاول مرة يفعلها فهو دائما يأتي حينما يكن يريد زوجها في شيء ما، فأردفت بتساؤل



- صحيح انتَ جيت ليه أنا نسيت .. في حاجة وله ايه؟؟! 



- عايزك في خدمة تخص تسنيم مراتي 



- يا نهارك مش فايت عايز منار تولع فيا .. خدمة لمراتك ومتكسفتش وانتَ بتقولها .. مكنش يومك يا ريهام 



قالت كلماتها بسخرية شديدة فهتف مروان بعد أن رُسمت الابتسامة علي شفتيه 



- ريهام مبهرجش .. سيبك من منار علشان انتِ عارفة وأنا عارف اللي فيها .. دلوقتي تسنيم متعرفش حد هنا ومجابتش فستان قبل ما نيجي لاني قولتلها فجاة اننا ماشيين علشان فرح محمود زي ما انتِ عارفة وأنا كراجل مصري أصيل نزلت معاها النهاردة  

الحمدلله اكتشفت أني لا أصلح امشي مع واحدة بتشتري لبس 



- اه والله معاك حق انا مجرد ما بقول هشتري لبس قدام محمد بيجيله العصب السابع وبيتخانق معايا علي حاجات عدي عليها سنين علشان مطلبش منه ينزل معايا



- ليه حق وربنا ..المهم انا معرفش واحدة غيرك أو علي الأقل حد زيك يساعد تسنيم في الموضوع ده وبرضو لو مش فاضية حقك ترفضي مش هزعل



قال مروان كلماته بهدوء شديد، فتمتمت  ريهام قائلة بابتسامة 



- فاضية يا مروان طبعا .. دي اول مرة تطلب مني حاجة كفايا وقفتك انتَ ومحمود معانا ساعة الحادثة وكنت اخوات فعلا لمحمد ... كفايا جني أصلا .. دي أول مرة تطلب مني حاجة فطبيعي أنا موافقة ... ده أنا عندي فضول أعرف مين اللي خلتك تتجوزها رغم أنك قايلي من فترة قريبة أنك مش هتتجوز 



- انا وتسنيم قصة عجيبة .. كل حاجة وعكسها .. ولأني مؤمن أن اكتمال المعني بيجي من وجود العكس.. ساعتها مكنتش بفكر في الجواز فعلا يا ريهام بعد موت ملك وتحديدا أنك كنتي بتسأليني علشان منار 

تسنيم غيرت كل حاجة 



ابتسمت ريهام تلقائيًا علي حديثه فرأته مغرم بالفعل، رأت نساء عديدة مغرمة وتتحدث بلهفة وحب عن الشريك ولكن حينما تجد رجل تشعر بالغرابة؛ فهتفت ريهام قائلة بمرح وحماس 



- ده أنا اتشوقت أعرفها من كلامك عليها .. عرفني عليها بالكتير أوي بكرا وهنزل معاها .. 



بس أمانة عليك يا مروان لو منار عملت فيا حاجة وصيتك بنتي وجوزي 



ضحك مروان ثم هتفت قائلة 



- علي فكرة انا النهاردة فاضية ممكن ننزل انا وهي 



- مهي وقعت ورجلها اتلوت لازم تريح



- الف سلامة عليها .. خلاص دي فرصة تطلعني اشوفها النهاردة بص هستني محمد وجني يجوا ونطلع انا وجني نشوفها.. هما زمانهم جايين.



____ 



صعد الي الشقة حتي يخبرها بأن ريهام ستأتي بعد قليل، ليجدها تجلس علي الأريكة وتتحدث في الهاتف بنبرة حانقة بعض الشيء وفي يدها تضع علي قدمها الدهان الطبي الذي كتبه لها الطبيب جلس بجانبها وحينما أغلقت الهاتف هتف متسائلا 



- بتكلمي مين 



- بكلم جارتنا ام اسماء .. يعني جارة ماما حاليا مش عارفة ليه حاسه ان في حاجة غريبة يعني مش بتكلمني عادي تحس أن في حاجة مخبياها عليا 



زم شفتيه بضيق وتنهد ثم هتف في نبرة هادئة 



- لو كان في حاجة كانت قالت بطلي تفكري انتِ بس 



- يمكن عندك حق 



نظرت له بعدما كانت تتحدث وتنظر في الفراغ، فأستكملت حديثها وهي تعقد ساعديها بضيق 



- هو ممكن متتكلمش معايا 



- انتِ لسه قلبك أسود يا بنتي طب تصدقي يا بت يا تسنيم انتِ عندك حق أنا مش هتكلم معاكي 



أنزلت قدمها التي كانت تضعها علي الطاولة علي الارض وهتفت بلا مبالاة 



- أحسن 



جاءها صوته الماكر 



- انا هاخد خطوات تصعيدية اكتر من كدا 



قالها قبل أن يقفز ويكن فوقها بحرص الا يلمس قدمها، فصرخت ناهرة أياه 



- رجلي 



- ياه علي التمثيل .. هو انا جيت جنب رجلك يا حولة اكدبي صح 



نظرت علي قدمها ثم جالت بصرها في الارجاء وهتفت بحنق وخجل شديد 



- لا بس كان ممكن علي فكرة تدوس علي رجلي 



- يلا مش مهم 



قالها قبل أن يهبط بشفتيه طابعًا قُبلة رقيقة علي ثغرها، لم تمر لحظات وتحولت الي أخري شغوفة حينما باحت برغبتها واستجابتها له، يريدها أن تشعره برغبتها أن كانت أفعال أو نظرات أي شيء قد يُثبت له أنها تريده 



حاوطت عنقه برغبة شديدة وكأن قبلته تمحي كل شيء وتجعلها تشعر بأنها علي قيد الحياة، خلل أصابعه في خصلاتها وكأن يده تلمس كل ذرة في جسدها وتتلاعب علي أوتار قلبها .. ليس مجرد لمسه بل أنه يجعلها تشعر بفيض 



من المشاعر لم تستوعبه أو تعرفه من قبل 



ابتعد عنها ليستند بجبهته علي جبهتها قائلا بنبرة عميقة وتظهر حرارة مشاعره تجاهها، فكان همسه يخرج بنفحة ساخنة خارجة من فمه أثناء حديثه



- كان فيكي أيه مميز لدرجة أنك وصلتيني لكده 



اغمضت عيناها وبشدة وكأنه قد ألجمها بنبرته فهتفت تسنيم بتلقائية ومشاعر جامحة فقد اكتسبت تلك الجراءة حديثا 



- نفس اللي مخليني أغير عليك رغم ان متأكده أنك بتهزر بس الفكرة نفسها أنك ممكن تبقي لغيري وجعتني 

كاد علي وشك الاقتراب منها مرة أخري، فصدع رنين جرس المنزل فضيق عينيه، فهتف



- حاسس اني ناسي حاجة .. أنا نسيت طالع أقولك أيه .. ريهام جت باين 



أمسكته من ياقه قميصه بغضب شديد لتمنعه من النهوض أو الاعتدال، والغيرة تملكت منها حتي أنها تناست خجلها ومشاعرها في تلك اللحظة، وتناست ما كانت تتفوه به 



- نهارك ملوش ملامح يا مروان ... ريهام مين .. ده انا لسه مكملتش كلامي .. منك لله يا شيخ 



خرجت منه ضحكات رنانة بالفعل علي الجنون الذي أصابها فقد أصبحت مجنونة وهو الذي يريدها أن تتحلي بالعقلانية فما الذي حدث فكلا منهما أغرق الآخر بطباعه، وأسلوبه 



فهتف بمكر 



- يا ست انتِ عيب اللي بتعمليه ده بتتحرشي بيا لما الباب يرن استني لما الست تمشي .. ريهام أم جني قولتلها تيجي علشان تنزلي معاها تجيبي الفستان يا هبلة .. 



تركت ياقته بارتباك من تصرفاتها التي أصبحت غير إطار المنطق لينهج مروان ويعدل خصلاته وينظر في المرآه



قبل أن يفتح لها ليجدها تحمل علبة صغيرة بها حلوي ما .. وبجانبها صغيرتها 



ليرحب بهما مروان بينما في تلك الاثناء نهضت تسنيم ذاهبة الي الغرفة لتعدل هيئتها 



وتستعد لاستقبالهم 

_____ 



في منتصف الليل / المنصورة 



كانت رباب تجلس في غرفتها وتحاول أن تذاكر جيدًا حتي لو كلفها الامر بأن تظل مستيقظة حتي ذهابها الي الجامعة ولكن لتنتهي وتشعر بأنها سوف تجاوب تلك الأسئلة جيدًا فيتوعد لهم دكتور المادة وتخشي رسوبها فهي تريد النجاح بتقدير حتي تكن معيدة في الجامعة 

صدع صوت هاتفها  وهو يعلن عن اتصال من رقم غريب، ضيقت عيناها وترددت فتوقعت الطارق فأجابت ليأتيها صوته قبل أن تتفوه هي حتي بكلمة واحدة 



- يعني هو أحنا هنقضيها بلوكات ليا لا ده مكفكيش انتِ بتعملي لصاحبتك بلوك بسببي 



ابتلعت ريقها بتوتر، ثم أجابت بخجل شديد 



- ايوة قولتلك متكلمنيش وانتَ بتتصل بيا من رقمها فهعمل ليها هي كمان بلوك 



- بقولك عايز اجي اتقدم تقوليلي متكلمنيش هو أنا بلعب معاكي؟ 



- يا ابني انتَ اخويا معلم عليك قبل كده .. ليه بايع نفسك يتعلم عليك تاني وتعيد التجربة تاني 



قالت كلماتها بنبرة مرحة بعض الشيء فحاولت تناسي خجلها وارتباكها قليلًا ، فجاءها صوته الحانق (وائل) 



- خلاص انتِ اللي كنتي عيلة صغيرة هبلة .. روحتي قولتي وفهمتيه أني بعاكسك .. وادي نفس الهبل بتكرريه تاني والله هاجي أقول لمروان أنك ماشية معايا لو ما نطقتي انتِ ... 



قاطعت حديثه وهي تشهق بارتباك



- يخربيتك انتَ هتهرج  .. وبعدين اخويا بيثق فيا مش هيصدق



- هنشوف وشوفتي بعرف أهرج اجي اتقدم بالذوق وله هتفضلي تبلكيني كتير  لغايت ما تقولي لمروان 



أخذت أنفاسها وتنهدت ولم تعقب بشيء فصاح بها وائل بجنون 



- والله اجي تحت بيتكم بالقطط كلها اللي عند هشام 



- والله انتَ شكلك ايد مروان وحشتك .. هشوف



وهحاول أكلمه هو الأول وانا ونصيبي يا تيجي تتقدم يا تيجي تعزي فيا 



- بعد الشر فصلتيني 



قهقه علي كلماتها، وبعد دقائق أغلق حينما علم بخجلها ورغبتها بألا يتصل قبل أن تعطيه رد وأن يذهب لمروان فهي من تقف عقبه في طريقه فلا تريده أن يذهب 



دون أن تعطي فكرة لشقيقها فهو الأكثر جنونا من أحمد ولكنه في البداية يتسم بالتعقل ثم يبدأ في التحول 

اما احمد يبدأ في التصرفات الجنونية دون فهم 

معادلة صعبة عليها. 

___



البت دي عايزه بوسة .. هتشوفها تقول عروسة .. سنيورة من العين المحروسة .. طب ليه عملالي مقموصه .. وركبت الاكس 6 .. وركبت الاكس 6

بطلت أركب أنا تاكس .. وعملت أنا سيكس باكس

بلاغيكي تنفضي .. هننزل شيشه ميكس .. ونقضي السهرة لوكس ..وجايبلك أغلى بوكس .. ولسَّى بتتقلي ..ولسَّى بتتقلي 



صدع صوت الاغاني من الخارج، لتسمعه تسنيم وهو يدندن مع الأغاني بينما هي قابعة في غرفتها تشعر بالغيرة الشديدة، فخرجت والشرار يتطاير من عيناها وهي تغلق التلفاز؛ فكانت ذهبت ريهام وهو كان بالأسفل وأغلقت الباب علي نفسها حتي لا تتواجه معه



- ما خلاص بقا .. عايزة أنام .. أيه مفيش احترام للي عايز يتخمد 



تجاهل كلماتها وغضبها ويستكمل دندنه وهو نائم علي الأريكة



- وركبت الاكس 6 وله لارج يابت يا تسنيم 



- مروان .. متستعبطش عليا 



وتقعد تعصبني هي شغلانة وله أيه هزرت مرة واتنين وتلاتة أيه مش كفايا بقا 



قالت كلماتها والغضب يتملك منها، فهتف مبتسمًا وهو ينظر لها 



- أنا بغني يا تسنيم عادي .. ليه واخدة الموضوع بحساسية.. اه انتِ معرقبة بس حالك ماشي .. بكرا ربنا ينفخ في صورتك 



- بقا أنا معرقبة ؟؟



قالتها بغضب وانفعال شديد، فأردف مروان 



- يعني اكدب عليكي مين يصارحك الا جوزك حبيبك 



- متكدبش عليا معرقبة لنفسي .. جاموسة لنفسي

ملكش فيه .. في اختراع أنك تسمع بصوت واطي متقعدش تعصبني يا مروان 



ضرب كف علي كف متمتم بخبث 



- يابنتي هو حد كلمك أنا راجل فرفوش وبسمع اغاني .. وترجعوا تقولوا الرجالة هي اللي نكدية 



-  اكس لارج وله 6 ايه العك ده اللي بتسمعه 



- عك أيه يا جاهلة .. هسمع انا الزمن هدني ولا حد بيودني يعني .. بعدين اقفلي بابك عليكي واتخمدي مش قولتي منامش جنبك جاية تجري شكلي ليه علشان انام جنبك ؟؟



قوليها وبطلي شغل تلاكيك 



قال كلماته بمرح شديد فهو يستمتع بغضبها وغيرتها إلي أقصي حد، فصاحت به بعد ان احتقن وجهها بالدماء من الخجل أم من الغضب 



- بقا أنا اللي بتلكك وله اللي بيسمع العمارة كلها معاه



- محدش اشتكي غيرك .. واضح ان العمارة كلها نايمة فاللي بيشتكي بيتلكك بالصوت وليه أغراض دنيئة 



- ماشي يا مروان انتَ حر وترجع تقول بزعل ليه ..

خليك انتَ تعصبني وتعاكس في الستات وتقول عليا معرقبة وأرجع قول



يا تسنيم انتِ قفيلة ليه 



- ايوة ده مربط الفرس .. انتِ قفيلة ليه .. وبعدين مليش حق لازم اعاكسك انتِ الاول فهمتك يا أروبه 



قال كلماته الأخيرة وهو يبعد الغطاء عنه وعلي وشك الركض لتكن قد فرت بسرعة شديدة وأغلقت باب الغرفة، فهتف وهو يدق الباب 



- افتحي الباب يا بنتي 



- لا  مش هفتح .. روح أسمع اغانيك وأشبع بيها وعلي فكرة أنا مش غيرانة روح عاكس أن شاء الله تأخد واحدة خمسة أكس مش هتفرق .. 



فصاح قائلا 



- طب افتحي وأنا هقولك نظام غذائي تتخني لغايت ما تضيقي عليا الشقة 



- انا مش عايزة أتخن روح نام أنا حابه نفسي 



- ياستي أنا حابك أنا كمان افتحي 



صمتت قليلا أثر كلماته المرحة التي يتخللها بعض الكلمات التي تصيب قلبها، فهتفت بتفكير 



- تصبح علي خير .. ومرة تانية متقعدش تعصبني وترجع تزعل لما أقفل الباب 



- ماشي .. ماشي .. هنروح من بعض فين أخرنا بروفة تحكم ما بينا 



قال كلماته بمرح شديد فلقد ضحك وتشاجر معها بما يكفي اليوم، فهتف مستكملًا حديثه 



- هتنزلي بكرا مع ريهام ؟ 



- اه هنزل 



- هاتي حاجة ليا 



- أجبلك أيه يعني 



- حاجة ليكي بس ليا 



- هو ايه اللي ليا وليكي ده .. قول عايز أيه علطول 



قالت كلماتها بتلقائية وإرهاق وهي تجهز الفراش، ولم تكن قد ترجمت حديثه او استوعبته، فهتف بسخرية ومرح 



- زي دعوة اللهي اللي فيا يجي فيكي .. غبية والله كسرتي حاجز الغباء هدخلك موسوعة جينيسيس.. هعوز أيه ياللي تنشكي في دماغك علشان ساعتها هنبسط  .. أنا رايح ألعب جيم بابجي يمكن الاقي x تايهه مش لاقيه حد يقف في ضهرها 



صرخت بأسمه بأن يتوقف فهو يغضبها بالفعل، ليذهب ناحية الأريكة والابتسامة تزين وجهه 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close