رواية شط بحر الهوي الفصل العشرون 20 بقلم سوما العربي
إجتمع الكل على صوت صراخها ، يخرج محمود من غرفته سريعاً ويذهب حيث مصدر الصوت.
+
كذلك مصطفى انتفض سريعاً ليذهب إليها ، يلاحظ إستحالت ملامح ماجد للهلع يسبقه بسرعة البرق و يهرول ناحية الباب ومنها للسلم يقفز كل درجتين معا.
+
صمت بترقب يتابع ،مصطفى رجل مخضرم ولديه نظره لكل شيء ،لم يعلق او حتى يكون تصور عام ،هو فقط يراقب.
+
يسمع ماجد ويرى ملامحه وهو يقترب من فيروز يضمها بين ذراعيه بلهفه يقلب وجهها بين يديه ويسألها بحنان ولوع :مالك يا حبيبتي إيه الى حصل؟
+
حاول إخراس كل أصوات شياطينه التى بدأت تصرخ فى عقله وهو يرى مشاعر ماجد ناحية فيروز ، تغاضى عمداً و نسى كل ذلك ،بل ذهل واتسعت عيناه وهو يرى حفيدته تقف أعلى الدرج باكيه و وجهها و ملابسها مغرقه بكميه كبيره من العصير.
+
صرخ بحده وغضب يضرب الأرض بعصاه : إيه ده ؟! ايه الى عمل فيكى كده؟
+
تقدم يحاول انتزاعها من أحضان ماجد ،ليجده يشدد أكثر عليها ،أخذ الأمر منه حوالى ثلاث ثوانى حتى استوعب وتركها تخرج من أحضانه ليراها مصطفى الذى سأل مره اخرى ولكن بحدى أعلى: جاوبى يا فيروز إيه الى عمل فيكى كده؟
+
وقفت فريال ترى تلك الصغيرة تحيك لها المكيده بمنتهى الإتقان والسلاسه أيضاً.
+
تتسع عيناها بصدمه وهى ترى نظره خاصه جانبيه لها من فيروز كان بها من الوعيد ما يكفى لإرهابها.
+
وصوت محمود يسأل: ايه اللي حصل يا بنتى؟
+
نجحت فى وئد ابتسامه خبيثه لم يلاحظها أحد ، وأخذت تفرك أصابعها ببعض كعلامه عن الخوف والتوتر تتصنعهما بمهاره عاليه ثم قالت بارتباك أجادته ببراعه: مممافييش..ممافيش حاجه.
+
قالت الاخيره و هى تنظر بهلع متقن ناحية فريال كأنها تخشاها وتخشى الوشايه بها ثم قالت ببؤس شديد: ما انا أخاف أقول.
+
كانت فريال فعلياً على وشك الإصابه بالجنون ،الغيظ يأكل قلبها.
مشكلتها ليست خوفها من عواقب الأمور ،المشكله الرئيسية لديها هى مدى خبث و دهاء تلك الفتاه.
+
إنها مرعبه حقا وليست سهله كما اعتقدتها على الإطلاق فوالدتها كانت أكثر من أن يقال عليها ساذجه ،بل هى أكثر وأكثر فقد فلح محمود بكلمه ونصف ان يميل رأسها ويجعلها تتزوجه عرفيا بل و تحمل منه أيضاً ،وبكلمه منها هى ارتعشت رعباً وصدقت كل ما قيل ولم تحاول التكفير فيه وفى مدى صحته او منطقيته او حتى تحاول تحرى الدقه ،بل ذابت أقدامها خوفا وهلعا وفرت هاربه بما تحمله فى احشائها ،كانت أكثر شخص ساذج قابلته فريال طيلة عمرها ،ولم تتوقع أن ابنتها ستكن على النقيض تماماً .
+
وأنه سيأتى عليها اليوم الذى تقف فى مرتعدة الأوصال من ابنة تلك الخادمه الساذجه.
+
اجفلت منتبهه وهى تسمع صوتها الذى رد على إلحاح مصطفى تقول وهى تشير عليها برعب مستفز لدرجة هى نفسها صدقته بينما تسمع تلك الحرباء تقول: فريال....فريال يا جدو ،شتمتنى ،وشتمت امى .
شهقت أكثر من مره كدليل على شدة بكائها وحرقتها تكمل بألم وحرج : ولما قولتلها بلاش ،بلاش يا طنط تجيبى سيرة أمى ،انا أمى ست محترمه ،مش ذبنها إن جوزك حبها قالتلى ماهو عشان أهبل وغاوى رمرمه.
+
شهقت فريال..... لأول مرة شهقت فريال رعباً من أحدهم.
+
ليس رعباً من أحدهم او رد فعلهم جرارا لما قالته تلك الفتاه ....لا ،الرعب من الفتاه نفسها ،إنها داهيه من دواهى الزمن.
+
ارتدت خطوات للخلف ، يبدو أنها استهانت كثيرا بفيروز ، تدرك أنها كانت مخطئه ،يجب ان تنتبه وتخطط لتلك الفتاه جيداً.
+
وقف ماجد يحتضن فيروز له ،يستغل الوضع مبتسماً و هو يمرر يديه صعودا وهبوطا على ظهرها، صدرها وأحيانا يمسح على معدتها بالعرض .
5
يعلم أن كل ما يحدث ماهو الا فيلم من تأليف وإخراج فتاته الخبيثه ، صنعته لتستمتع بذل فريال.
+
جيد جدا ،بل ممتاز .... يحق لها فلتستمتع خبيثته اللئيمه.
+
وليستمتع هو أيضاً ،يشعر بها تود الإلتفاف له ولكمه بكل قوه لديها و غيظ.
+
لكنه مستغل مستغل مستغل ، استغل رغبتها فى التزام التمثيل المتقن لينعم بقربها ولمسها بحراره دون مقاطعه معتاده منه .
وهو مشكوراً .... البرئ الحنون يواسى شقيقته الصغيره ويدعهما ليس ألا.
+
إستند على الجدار وهى بأخضانه يتصنع تهدئتها بينما هو فى أقصى وأعلى مراحل استمتاعه ،حبيبته بين يديه وأيضاً يرى الرعب قليلاً فى أعين فريال كما فعلت به لسنوات.
+
كانت تشعر بيده تسير فى الخفاء على مناطق غير مسموح بلمسها مستغل إنشغال الجميع مع حديثها هى ، تصك أسنانها تود لكمه لكن ماذا تفعل ؟!
+
وهو شقيقها الكبير الحنون يقف يواسيها هل تستدير وتظهر كم أنها هى الجاحده تقابل الإحسان بالإساءة؟!
+
اغضمت عيناها بغضب تحاول كبت صرخة حدة ورفض كانت ستصدح منها ،مالبس أن اتسعت عيناها وهى تشعر به يضمها له مرددا وهو يقبل وجنتها مره : ماتزعليش يا حبيبتى.
ثم يقبل جبهتها: ماتزعليش خالص.
2
مره بعد مره إلى أن صدح صوت مصطفى بغضب : وبعدين يا فيروز عملت ايه تانى؟ وهى الى وقعت عليكى العصير؟
+
صكت فيروز اسنانها ، ذلك المتحرش يتمادى وهى مجبره على التماسك الا تلتف له لتصفعه على وجهه.
+
يجب أن تجاوب وتتغاضى عن ذلك الذى استغل الموقف لصالحه أسوء استغلال .
+
فحاولت الخروج من بين يديه التى سريعاً ما عادت تقربها منه وجاوبت: ايوه يا جدى ،وكل ده ليه ؟! عشان بس قولتلها ماتقوليش على بابايا كده ده راجل محترم ،انا ماسمحش ابدا إن حد يقول كده على أبويا ابدا.. ابدا يا جدى.
+