رواية رايات العشق الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل العشرون "
***
+
بعد ان اخبره بهويته ،وقف حاتم عن مقعده ليصافحه ويرحب به
-اهلا وسهلا بحضرتك ، شرفتني
- أنا آسف ان جيت كده من غير ميعاد سابق
- ايه اللى حضرتك بتقوله ده ، تشرفني فى أي وقت
جلس هاشم بالمقعد المقابل له ، تحدث حاتم بود
- نورتني ،تحب تشرب ايه
-ممكن قهوه مظبوط
رفع حاتم سماعه الهاتف وهاتف كافيه المشفى لكي يجلب له القهوه بمكتبه .
زفرا هاشم انفاسه بهدوء ثم تحدث بجديه
- أكيد حضرتك مستغرب وجودي دلوقتي ، بس أنا هنا عشان اشكرك على تربيتك لابني ووقوفك جنبه فى كل لحظات عمره اللى مر بيها وانت واقف فى ضهره وسانده وبتتدعمه ، مهما قولت مش هوفيك حقك انك ربيت راجل ، أنا نفسي فخور بالتربيه دي وسعيد من كل قلبي ان اسر محظوظ بأب زي حضرتك ، أنا اللى خلفت بس انت ربيت وكبرت راجل محترم ودكتور ناجح ، مش عارف اقولك ايه ولا اوفيك حقك ازاى ، أنا مديون ليك على اللى عملته وزرعته فى ابني
ابتسم حاتم بحب ونهض من مقعده ليجلس مقابل له وهو يربت على ارجل هاشم :
- أنا مش محتاج كلمه شكر على واجبي اتجاه ابني ، اسر ده ابني فعلا واول فرحتي ، والاب مهما عمل بيفضل جواه إحساس ان قصر مع ولاده ، ومافيش أي بيعمل حاجه لابنه وبيستني عليها مقابل ولا حتى كلمه شكر
انسابت دمعه حارقه وتنهد بحزن ولاحت شبه ابتسامه اعلى ثغره : انت فعلا والده وليك فيه اكتر ما ليا ، وعشان كده كان لازم اشوفك واتكلم مع حضرتك
- أنا تحت امرك
محى الدمعه العالقه باهدابه ونظر اليه برجاء
- أنا مش محتاج اوصيك على اسر لانه ابنك فعلا وعارف انك عمرك ماهتسيبه ولا هتخذله فى يوم ، عارف انك ضهره وسنده
قاطعه حاتم بود : ليه الكلام ده دلوقتي ، وجودك مع اسر هو السند والضهر دلوقتي ، اوع تفكر تبعد عنه تاني
استرد انفاسه بصعوبه : معلش ممكن ماتقاطعنيش وتسبني اخلص الكلام اللى جاي عشانه
- اتفضل
- اللى جاي عشانه وعارف انك هتعمل بكلامي وكمان هتنفذه ، أنا بطلب منك تخلى بالك من ايسل وتقف جنبها وتكون ليها الاب هى كمان ، ايسل من غيري هتحس انها وحيده رغم ان اخوتها وولادتها وكمان عمها وولاده هيكونو جنبها ، بس رغم كل عيلتها حواليها الا انها مش هتتحمل بعدي أنا عنها وهتحس بالوحده ، عشان انا وهى مرتبطين ببعض جدا ، وصعب حد يعيش بعيد عن التاني ، اوعدني انك تحاول تعوضها غيابي وزي ماكنت اب لاسر تكون اب ليها ووالدتها يا ريت تقرب منها اكتر وتعوضها عن كل اللى فات ، أنا مطمن على اسر فى وجودك ، لكن قلبي مش مطمن على بنتي
ابتلع حاتم ريقه ونظر له بعدم فهم : ربنا يخليك لاولادك وتطمن عليهم
- معلش اوعدني عشان قلبي يرتاح
- اوعدك هنفذ رغبتك ، بس محتاج افهم ليه ؟
نهض من مجلسه وهو يمد يده ويستاذنه
- بشكرك مره تانيه واسف لازعجاك ، تسمحلي امشي
صافحه بقوه ومازال ممسك بيده وينظر اليه باصرار لمعرفه سبب هذا الحديث
-انت عايز تسافر وتبعد عن ولادك تاني ولا خايف من حاجه تانيه ، صارحني عشان اقدر اساعدك ، انت تعبان بتشتكي من اى تعب ، قولي الحقيقه ، وبعدين اطمن دلوقتي كل حاجه وليها علاج بس عرفني ليه بتوصيني بالشكل ده على ولادك وانت موجود ربنا يديك الصحه
ربت على كتفه عده مرات وهو يهمس له بحزن
- ماعنديش أي اجابه فى الوقت الحالي ، اشوف وشك على خير ان قدر لينا اللقاء
غادر مكتبه تحت انظار حاتم الصادمه وهو يهز راسه بأسي ويعود يجلس امام مكتبه
- واضح ان العناد عندهم وراثه .
'"""""""""
رحلت الشمس عن المغيب وحل الظلام وهم مازالو بغرفه العمليات ..
+
انهى نزار تلك العمليه وهو يشعر بالارهاق ، فقد قضى طوال اليوم بهذه الغرفه ، تنهد بتعب بعدما انهى هذه العمليه ونظر الى اسر ليطلب منه إغلاق جرح المريض ، ثم نشف حبات العرق المتساقطه من جبينه وهو يغادر العمليات ، وينزع الكمامه ليلتقى بعاصي .
نظر له عاصي بغرابه : ايه يا دكتور نزار ، دي تالت عمليه تدخلها انهارده ، هى الحالات حرجه لدرجادي
زفر بضيق ووجد انها الفرصه المناسبه لكي يخبره باجراء العمليه الأخرى
- كل ده بسبب اسر وايسل يا سيدي ، عايزين اجازه كام يوم وطلبو نعمل العمليات اللى تستدعي تدخل وماينفعش فيها تأخير وانت عارفني قلبي طيب ومش حابب اكسفهم ، وهم ماشاء الله عندهم حماس الشباب بقى ، بقولك ايه انت فاضي ماوراكش حاجه
- أنا خلصت شغلي ومريت على الحالات كمان اطمن عليهم وهروح
- ينفع تدخل العمليات بعد ساعه دي اخر حاله و زى ماانت شايف مرهق جدا ومش هقدر اكمل ، ممكن تاخد مكاني
- مافيش مشكله ، بس هل اسر وايسل هيقدرو يكملو ، أكيد تعبو هم كمان ، ومافيش ولا مساعد هنا ، باسل وزاهر روحو من بدري .
- مش هم اللى عايزين كده
- طب الحاله ايه ؟
- استىصال طحال
جحظت عيناه بصدمه ، فهو يعلم بان تلك العمليه أيضا تستغرق عده ساعات لذلك سوف تضعف قدرتهم على التحمل وقبل ان يعترض وجد نزار قد رحل من امامه ، ليزفر انفاسه بهدوء ثم يسير فى خطواته الى مكتبه لينتظر موعد اجراء العمليه ويحاول استجماع قوته لكي يتحدث معها وهذه الفرصه قدمت إليه على طبق من فضه وعليه ان يستغلها الان لصالحه...
+
"""""
غادر نزار المشفى فى ذلك الوقت بعدما طلب من كامله ان تنقل له الاوضاع داخل غرفه العمليات بغيابه ..
بعد مرور ساعه كامله كان يتم تعقيمهم لاجراء العمليه الاخيره ، نظر اسر الى شقيقته بحنان ووضع يده تحاوط ذراعيها بحنيه ويهمس بجانب اذنها : أنا جنبك ماتخفيش
ضحكت له برقه وهى تشاكسه : احنا جامدين اوي ومايتخفش علينا
غمزه بعينيه : يا واد يا جامد انت ، أكيد واخده الثقه دي مني
ضحكت بقوه : لا طبعا واخدينها احنا الاتنين من داد
حاوط عنقها وهو يضحك على كلماتها : من واجبي كأخ انصحك بلاش تقولي داد تاني ، هيبتك كمساعد جراح هتروح كده يا بنتي صدقيني ، اسمعي الكلام
نظرت له بجديه وكفت عن الضحك وتسالت بجديه : ماذا أقول إذا ؟
ابتسم لم بحب وعلم بان شقيقته طفله صغيره مازالت تصدق أي شى يقال لها ، كان يمزح معها ويريد مشاكستها فقط ولكن هى مازالت تغفل عن إذا كان يتحدث بجديه ام يداعبها من اجل ان يرسم البسمه فقط على محياها وقبل ان يجيبها ، كان عاصي يقف امامها ويتحدث بجديه
- جاهزين
تحدث اسر : جاهزين يا دكتور
دلف عاصي العمليات وهم خلفه وبعد ان تم تخدير المريض بدء فى اجراء العمليه .
حاولت ابعاد انظارها عنه ولكن تفاجئت عندما طلب منها ان تقف جانبه ويعطيها المشرط
- ايسل محتاجك جنبي هنا
رفعت مقلتيها تنظر له بصدمه ليمد كفه بالمشرط
- مستعده تقصي الشريان عشان نفصل الطحال
هزت رأسها بالايجاب وهى تلتقط منه المشرط : اجل مستعده
- اسر ، أجهز عشان تخيط الشريان وأنا هخرج الطحال
- حاضر يا دكتور
انهى كل منهما العمل المكلف به وانتهت العمليه بسلام ، رفع عاصي عيناه لينظر لهم بابتسامه
- الحمد لله الوضع مستقر ، ايسل قفلي انتي الجرح
لم يغادر غرفه العمليات ظل واقف جانبها يشاهد ما تفعله باهتمام ، اما ايسل فظنت انه لم يثق بها لذلك يقف ليراقب عملها وهذا ما جعلها تحزن داخلها بسبب عدم ثقته ، انهت عملها لتغادر الغرفه على الفور ، قبل ان يغادرها احد ..
+