رواية الامير والفقيرة الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani
... بعد ترك الحراس الأمير امام مدخل القرية لاذوا بالرحيل. الذي حاول بدوره الامر بعودتهم والبقاء معه ولكن دون جدوى جروا العربة بالاحصنة ولم يعيروا اي إهتمام لندائه بعدها نظر الامير هنا وهناك ثم حمل امتعته الحقيبة بيده والاخرى على ظهره وبالكاد كان يخطوا خطوة بهما لانه لم يعتد على حمل ولو بالونة في يده ثم دخل القرية وهو يتأمل في مبانيها التقليديةالعتيقة وحقولها وبساتينها الخضرة الواسعة متوجها نحو المجهول بخطا ضئيلة مترددة
وبعد مدة قصيرة من المشي أنهكه التعب واراد ان يستريح فخمن ان يبيت في نزل فسأل إحدى المارين عن مكان يليق بجلالته فما كان رد الجميع له انه لايوجد سوى حانة واحدة في آخر الطريق يستأجرون غرفا صغيرة لعابري السبيل
فمضى مسرعا نحو ذاك البيت ففوجيء ببيت قديم مهتر وكل جدرانه مصنوع من الخشب الاحمر ولكن من شدة تعبه وعدم تحمل ثقل أمتعته قادته قدميه إليه دون ان يطيل التفكير.
دخل إلى الحانة فاقترفت انفاسه من الرائحة الكريهة المنبعثة من اول وهلة دخوله ردهة الحانة ثم سأل صاحبها الذي بدوره كان مستغربا مع المتواجدين هناك عن مظهر الأمير من لباقته وثيابه الفاخرة وطريقته المختلفة في الكلام. فسأله ان كان هناك غرفة شاغرة يستأجرها فرحب صاحب الحانة به واخبره انه سيوفر اجمل غرفة خصيصا له بعد ثواني وعليه فقط ان يجلس ويستريح حتى يتم ذلك..
كانت الانظار موجهة إلى الفتى من طرف جميع المخمورين والسكارى الجالسين على كراسي الطاولات المملوءة بزجاجات وكؤوس الخمر فاشمأز الأمير من منظرهم البشع والرائحة التي تكاد تقضي على انفاسه وطلب من صاحب النزل ان يسرع او يعود ادراجه فأعلمه ان يتقدم ويصعد للاعلى فغرفته جهزت له..
صعد في الدرج مسرعا يريد فقط ان يستلقي على السرير فكانت صدمته من رايته للغرفة غرفة صغيرة ضيقة لها سرير وكأنه طاولة خشب مسندة ببساط رفيع وامام السرير كرسي ونافذة صغيرة في الاعلى لاتكاد تدخل شعاع النور من الخارج. اما تهويتها نفس الرائحة الكريهة التي ضاقت انفاس وليام منذ اول دخوله عتبة المكان
رمى اغراضه على الارض واستلقى على السرير حاول ان يعدل جسده ليتناسب مع قامته وإراحية جسده ولكن دون جدوى.. فتذكر تلك الرسالة فهرع إلى حقيبته واخرجها منها ثم عاد ليستلقي وهو يفتح الرسالة التي كان من والده الذي كتب له كالآتي.
إبني عزيزي اعلم أنك الآن غاضب وتستغرب لما فعلت بك ذلك ولكن اردت ان تكون راشدا والرجل الذي اتكيء عليه عندما يهرم جسدي والباسل الذي يحمي مملكته من الضياع والحكيم الذي يرشد رعاياه إلى الحق والعدل فاصبر على نفسك وكن ذاك الملك القوي الذي جميعنا ننتظره بفازغ الصبر والدك
رمى الأمير الرسالة ارضا وهو يتمتم كيف له ان يكون رجلا وماذا عنه الآن هل هو رجلا مستنسخا وابرم ظهره إلى الحائط بغية النوم وما إن كادت عيناه تغفوا حتى دخل عليه اشخاص ملثمون فجأة. فهلع وأراد الوقوف لهم حتى إنقضوا عليه كالوحوش وامسكوه وعندما حاول التملص منهم والدفاع عن نفسه قاموا بضربه واطرحوه ارضا
أمام عينيه وهو ممدد اخذوا كل امتعته ورحلوا بعيدا عنه وهو ملقا على الارض ثم اغمي عليه بعد ذلك ولم يستيقظ إلا على صوت فتاة ظن بنفسه انه في القصر وإحدى الجواري تناديه وما إن فتح عينيه حتى وجد فتاة مقابلة وجهه لم ترى عينه من قبل
الثالث من هنا