رواية سر القرية الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani
... لم يكن أحدا في ذالك المنزل منذ عشر سنوات والعجوز التي فتحت لي قبل قليل لا وجود لها أساسا والفتاة التي صعدت معي البارحة طلعت متوفية منذ خمس سنوات
لم اعد أفهم ما يحصل معي فهل هذا منام ام هلوسة ماذا لو كان هذا الرجل يكذب فقط من أجل ان أذهب من هنا بعدما أزعجته من طرق الباب فقلت على الفور هل تمزح معي يا أخ كيف تقول ان هذا المنزل مهجور منذ عشر سنوات وانا قبل قليل فتحت لي العجوز الباب
بدا لي من كلامه وكأنه جاد وانا هناك أشياء غير طبيعية تحصل في هذا المنزل فمن الأفضل الا أخوض في تفاصيل كثيرا حتى لا يعتقد الجيران أنني هنا من أجل سرقة المنزل فأقع في مشكلة أخرى فسألته قائلا هل تعرف أحد من أقارب هذا المنزل يعيشون في الجوار ؟
لاحظ الرجل أنني مهتم كثيرا بهذا المنزل فاقترب مني وقال خير ماذا هناك انا أول مرة أراك في هذه القرية من تكون أنت
أدركت ان الكذبة الغبية ستكشف أمري وسأصبح محل شك وريب عندهم ادخلت يدي في جيبي وقلت انا صحفي من إحدى الجرائد وهذه بطاقتي المهنية اريد ان أكتب تقرير عن بعض الانشغالات في القرية وجئت أسال عن أصحاب هذا المنزل
أحسست ان هذه الحيلة قد نجحت و أزاحت عني الشك والريب فقد أحس الرجل بنوع من إطمئنان بعدما عرف انني لحسن التطواني صحفي وقال في أخر الشارع يوجد منزل لرجل عجوز هو أخو صاحبة هذا البيت يمكنك ان تسأله ويجيبك .
تقدمت مشيا الى صاحب المنزل الذي أرشدني اليه جار تلك المرأة العجوز حتى وصلت الى منزله وطرقت بابه وكان كل أملي ان يكون على قيد الحياة حتى لا أصاب بخيبة أخرى
وعندما سمعت صوت الباب يفتح شعرت بالانشراح وكان هو الشخص المطلوب من خلال ملامح الشبه الذي بينه وبين تلك المرأة راح الرجل العجوز يتأملني بنظرات وكأنه مضطرب من قدومي وقال من انت يا بني وماذا تريد ؟
احسست انه ليس مرتاح من قدومي وقلت على الفور :
أريد أن أسائلك ياعم عن منزل الذي يقع في مدخل القرية
قالوا لي انه يعود لإمراة عجوز هي أختك هل هذا صحيح ؟
نعم هو منزل أختي المرحومة ما به ؟
أوقفتني كلمة المرحومة وعرفت ان العجوز هي ميتة فعلا ورحت أحاول ان أخفي دهشتي وانا أتأمل وجهه الهذيل وفي داخلي بركان من الحيرة والتسائل ولا أدرى ماذا يجري هنا
فلابد من الدخول الى ذلك المنزل مرة أخرى ومعرفة ما يوجد بداخله فهذا وحده ما يمكن ان يرضي قناعتني ويطفي شكوكي فقلت مدعي انني اريد كراء المنزل لبضع أيام
هل تسمح لي ان أستأجر المنزل منكم لبضع أيام فعندي عمل أقوم به هنا في القرية وسأدفع لك مبلغ الذي تطلبه لقاء ذلك
أحس الرجل العجوز ان هناك شيء ما من وراء كلامي فبقي يتأملني من قدمي حتى أعلى رأسي ثم أدار بوجهه الى داخل المنزل ونادى على إبنه قائلا جلال جلال هات مفتاح منزل عمتك وتعالى Lehcen Tetouani
خرج جلال الذي يظهر انه اكبر مني سنا من خلف الباب وهو يحمل مفتاح قديم يبدوا انه لم يستخدم منذ زمن ثم التفت الرجل العجوز نحو إبنه وقال خذ هذا الشاب الى منزل عمتك ودعه يره ثم إتفق معه على سعر الاجرة
أخذني جلال الى منزل عمته حيث تركت سيارة هناك وكان يمشي امامي ولا يتكلم وكأنه غير مهتم بهذا إلتفت خلفي فوجدت الرجل العجوز لا يزال واقف في مكانه امام المنزل وهو ينظر الينا فتح جلال المنزل بصعوبة وكان الغبار والاوساخ تملء المكان ويبدوا انه لم يسكن منذ فترة طويلة
عكس ما رأيته هذا الصباح فقد كان المنزل نظيف ومرتب وهو ماجعلني في حيرة أخرى رحت أدور بنظري بحثا عن الصورة التي كانت معلقة فوق المدفأة فلم تكن موجودة بقيت أتفحص الغرف الواحدة بعد الثانية وجلال يتبعني في صمت منتظرا ما أقول حتى وصلت الى اخر غرفة في المرر
ولما فتحتها اصابني الذعر والصدمة مما رايت بداخلها فقد كان هناك معطف معلق في الغرفة وهو نفسه معطفي الذي وجدته في المقبرة والذي أعطتيه للفتاة في تلك الليلة فمن الذي جاء به الى هنا و قد كنت قد تركته في السيارة اثناء العودة من المقبرة فمن الذي جاء به الى داخل المنزل ؟