اخر الروايات

رواية شط بحر الهوي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سوما العربي




                                    
كان يجلس صامت تماما،الصدمه تشٌل لسانه ،لكنها لم توقف عقله بعد.

+



                    
صديقه المقرب، يومهم تقريباً كله مع بعض منذ ان كانا بنفس المدرسه وبعد كل هذه المده يكتشف عن طريق الصدفه أنه شخص آخر.

+



                    
شخص أخر بهويه اخرى ،هو حتى غير مصرى ولا عربى ،والداه ليسا والده ،وعائلته ليست عائلته.

+



                    
وهو يعرف كل شيء، يذه‍ب ويأتى .....معه، يدخلان ويخرجان ...معا، و للأن لم يكتشف عنه شئ لولا صدفه رتبها القدر .

+



                    
كان يناظره بعين جديده، صديق عمره كأنه لا يعرفه،كأنه الآن أمام شخص أخرى،شخص جديد عليه هو لا يعرفه ،ليس ذلك الصبى الذى تعرف عليه فى مدرسته الدوليه...بأختصار شديد لقد دخل الشك فى قلب هارون ناحية صديقه ،لا يعرف بما ،لكن ماجد أثبت له أنه ليست الأشياء كما تبدو وكذلك الأشخاص.

+



                    
وماجد ينظر له بصمت ،لم تكن تخفى عليه تلك النظرات ،نظره جديده من أعين الصديق الوحيد .

+



                    
التوى ثغره يبتسم بألم وسخريه مرددا: ايه يا صاحبى بتبصلى كده ليه ؟

+



                    
صمت يأخذ نفس عميق مثقل وهو يضحك بوجع: ولا بلاش اقول صاحبى خلاص بعد ما عرفت حقيقتى ،نظرتك هتتغير ليا عشان ماطلعتش ابن ذوات؟ صحوبيتنا هتتغير عشان طلعت من الشارع وماليش أصل كبير زيك ؟

+



                    
رفع هارون أنظاره له وقال : على أساس أنى محتاج صٌحبه عاليه ترفعنى، أنا كبير من غير حد،المشكله مش فى كده.

+



                    
ضم قبضته يلكزه فى صدره بعنف ويقول من بين أسنانه: المشكلة أنك كنت عارف، كنت عارف كل السنين دى وماجتش تقولى، ماقولتش ليييه ؟هو انا كنت هبيعك ولا كنت هروح اقول لمحمود ولا مصطفى الدهبى أنك مش ابنهم.

+



                    
كان ماجد يتراجع خطوه ثم خطوه للخلف مع كل قبضه من يد هارون مستسلم لغضبه الذى يفرغه عليه الأن، إلى أن توقف هارون فتوقف ينظر أرضاً بصمت ،ثم رفع وجهه وقال بهدوء: كنت عيل لما عرفت، عيل كبر على أنه ليه أب وأم  وعايش حياة طبيعية فجاءه كده اتصدم إن لا امى امى ولا أبويا ابويا ولا اهلى هما اهلى ولا انا حتى أنا.

+



                    
احمر وجهه من حزنه وألمه على نفسه بحياة وقصه ليس له يد بهما يصرخ في صديقه بقهر: تفتكر وانا عيل عشر سنين كنت هبقى فاهم كل الى انت بتقولوا ؟!

+



                    
من بين أسنانه خرج صوت مكتوم ،مكظوم عليه قهر سنوات يردد: فريال،فريال ربتلى رعب من القصه دى،إن لو حد عرف كل حياتى هتتهد ،تفتكر كان عندى أختيارات ،أجى أقولك ويبقى فى إحتمال أخسر حياتى وعيشتى الى مش عندى غيرها، وأنا عيل مش عارف حتى لا اروح فين ولا أعمل ايه؟ماكنش عندى حل غير أنى انفذ كل كلمه بتقولها فريال من غير حتى ما أفكر لأنها باختصار و زي ما قالت  هى فعلاً الضامن الوحيد لعيشتى دى.

+



                    
صمت لثوانى ينظر لهارون بضيق ثم قال: وبعدين قولى أنت كنت هاجى أقولك إيه هاااا ،وياترى وانت عيل عشر سنين كنت هتتقبل ده وهتفهم اصلا ،ولا هتتغير نظرتك ليا .

+


         
هز رأسه بحزن ،يمنع دموعه بكل ما أوتي من قوة يهز رأسه مرددا: أنت ماشوفتش الدكتور وهو بيقولى أنت ابن مين ياولد  ونظرة الاحتقار فى عينه ليا ،وهو مالوش علاقه بيا ولا صاحبى ولا إبنه صاحبى ،فكرت انه المفروض ده دكتور ،الحلم ، كلنا كان نفسنا نبقى دكاتره وأحنا صغيرين شايفين أنهم احسن ناس ،اتفاجئ بالدكتور ده بيبص لعيل صغيره بنظره اتغيرت لما عرف أنه مش إبن ذوات ،رغم انه هو هو نفس الدكتور الى كان بيجرى عليا وناقص يعملى خده مداس لما يجيلى شوية كحه ولا برد عشان كان فاكرنى إبن محمود الدهبى.

+



صمت مره اخرى تحت أنظار هارون المتابع لكل كا يراه منه  بتركيز شديد.

+



ليتحدث ماجد مره اخرى مرددا بحقد وغضب: الدكتور ده كان هو النموذج الصغير للناس فى عينى، صورته مش بتروح عن بالى ، طول ما انت أبن ناس فأنت فووووق ،طلعت غلبان الكل يدوس عليك ،والأكيد أنى مش بنسى شكله وهو واقف زى الكلب قدام فريال وهى بتهدده أنه ينطق ،وإنه عمل كل ده وفضل يدور حوالين عيلة محمود وعيلة فريال لحد ما أتأكد إن ماحدش فيهم حامل للمرض ده عشان يطلع له بقرشين فى الآخر ،اول ما فريال رمتهمله اتخرس وساب البلد كلها ومشى بعقد العمل الى هى جابتهوله .

+



صمت بحزن دفين وجرح ظنه قد شفى أو أنه أعتاد ألمه ،لكن مواجهة هارون له أكدت أن الجرح به دمامل مفقعه تصرخ ألما.

+



التف عن هارون يوليه ظهره وأخذ نفس عميق يقول: قولى إيه الى مضايقك فيها بالظبط ،انى ماقولتش ولا أنى مش إبن عيله زيك.

+



أغمض عينه بألم تباعاً مع صمت صديقه ثم قال بحسم: اهو انت عرفت حقيقتى خلاص، والكره فى ملعبك عايز تكمل صاحبى ،او تخرج من هنا ومانشوفش بعض تانى.

+



وسريعا ماتحرك يختفى بالداخل مازال يحبس دموعه ،لن يبكى .

+



قد بكى كثيرا وهو طفل حينما اكتشف أنه طفل لقيت قد باعه والده مقابل المال وتركه يغادر بلاده بلا رجعه.
وقف فى منتصف البيت لا يعرف لأين يذهب ، ولموطن راحته الوحيد ذهب غير مهتم بالعواقب.

+



فتح باب غرفتها فجأة يقتحمه  ويغلق الباب كأن غرفتها غرفته.

+



يرى غنوة تجلس بجوارها فقال بهدوء: هارون عايزك تحت.

+



نظرت له غنوة تشعر أن هارون لا يريدها ولا شيء لكنه يريد إخراجها فقط لذا تحركت بهدوء لكنها وقفت فى منتصف الغرفه متردده تنظر على فيروز بقلق فأخذ نفس عميق ثم قال: مش باكل بنى ادمين على فكره.

+



شعرت بالحرج والتخبط فخرجت سريعاً تشعر بتوتر الأجواء مطمئنة نسبيا لأنه لن يتهور ويقدم على فعل شيء قد يكشف سره.

+



بمجرد خروجها تحدثت ذات اللسان السليط تقول: يا ماشاء الله يا ماشاء الله شايفاك داخل كده ولا كأن....

+



صمتت عن استكمال الحديث تشهق بذهول وهى تشعر به يرتمى على الأريكة يجوارها يستند برأسه على كتفها يتنهد بتعب .




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close