رواية رايات العشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل الثامن عشر "
***
+
مازالت عيناه متعلقه بشقيقته التى تبتسم له بحب ليبادلها باخرى ثم يغمض عيناه بقوه ليستشعر ذلك الشعور الذي يفتقده ، فقد كان يتمنى ذلك العناق منذ أن علم بوجود والده على قيد الحياة وهو يشتاق للقاءه والان حظى به .
حاوطه هاشم بتملك وظل يشدد على ظهره يرفض ابتعاده عن احضانه ، ليستنشق رائحه طفله الصغير الذي تركه بعمر عام واحد والان ينعش رئته براحته التى لم تتغير ، فهو مازال طفله قطعه من قلبه غاليه الثمن عادت إليه بعد اعوام من الفراق ..
بعد ان ابتعد عن ابنه بهدوء ، نظر الى شقيقه بفرحه
- اسر يا زيدان ، شوف كبر وبقى راجل ما شاء الله
اقترب زيدان من اسر ليعانقه هو الاخر ويربت على ظهره بحنان
- أهلا بيك وسط عيلتك يا حبيبي ، انا ابقى عمك زيدان
اقتربت رؤى هى الأخرى لتصافحه بود وعلى ثغرها ابتسامه رفيقه
- رؤى بنت عمك ، سعيده جدا ان شوفتك
صافحها بود : أنا أسعد
نظر لوالده بابتسامه وهو يخبره بانه يريد التحدث عن معه
- ممكن نقعد نتكلم لوحدينا
اقترب هاشم منه بلهفه وحاوط كتفه بحب
- طبعا يا حبيبي
حاوط زيدان بذراعيه كل من ايسل ورؤى ودلف بهم لداخل الفيلا ليترك لشقيقه مجالا لتحدث مع ابنه ...
""""""""
جلس اسر بجانب والده .
- أنا وايسل لسه جاين من عند ماما ، وسمعنا وجهه نظرها وعايز اتكلم معاك من غير ايسل ، عشان فى حاجات جوايا محتاج لها تفسير وافضل نبقى لوحدنا
- أنا سامعك يا حبيبي قول كل اللى انت عاوز اقوله وأنا هنا عشان اوضحلك كل حاجه حصلت فى الماضي
+
مسح على ذقنه وعنقه وهو يتنهد بعمق قبل ان يتحدث بما داخل صدره
ابتسم هاشم على فعله ابنه فهو حقا يشبهه بكل تصرفاته وهذه الفعله خاصه به ولكن نظر لاسر باهتمام لكي يتحدث
- أنا من الحاجه الحلوه اللى فى شخصيتي ان بسامح ، مش عارف دي ميزه ولا عيب ، بس أنا شخص متسامح ، بس لأول مره أكون مسامح من قلبي وزعلان فى نفس الوقت .
تنهد بقوه وهو يتحدث بثقل بسبب الدموع المتساقطه بصمت داخل مقلتيه البندقيه ، التى جعلت قلب والده يهتز لرؤيته تلك الدموع ، ليرفع انامله ويمسح على وجنته برفق ويطلب منه الكف عن البكاء
- ممكن اتحمل منك اى حاجه الا ان اشوف دموعك تنزل بسببي ،عارف انت عايز تقول ، أنا فعلا مسئول عن اللى حصل وبعدت عنك ، بس صدقني حاولت ارجع بس كانت الحاجه الوحيده اللى هترجعني لبلدي هى وجود مراتي وابني فيها ، بس وصلي خبر انكم مش موجودين فكانت الدنيا كلها اتقفلت فى وشي وفضلت أستمر فى غربتي ، عشان كان قلبي مجروح ومكسور لتاني مره ، الاولى فريده كسرتني بيها لم طلبت الطلاق والتاني لم اكتشفت انها اتجوزت وخدت ابني وسافرت مع جوزها ، رغم ان سبب انفصالنا كان بسبب السفر
+
- ليه ما تمسكتش بيها ، هى غلطت فعلا لم طلبت الطلاق ، بس حضرتك كمان غلطت لم قبلت ونفذت طلبها كده بسهوله وحياتنا اتدمرت من وقتها واتفرقنا ، كل واحد فيكم فكر فى حياته واللى يريحه وبس وانا وايسل اللى ضيعنا بينكم ، يمكن ايسل عانت اكتر مني بسبب عدم وجود والدتها فى حياتها ، لكن أنا ربنا بعتلي اب حنين عمري ماحسيت ان مش والدي ، وقف جنبي لم وصلني للى أنا فيه دلوقتي ، بس كنت عارف ان هو مش والدي وعشان كده مديون ليه والفضل يرجعه بعد ربنا فى ان بقيت دكتور وناجح بس برغم عدم تقصيره معايا الا ان كنت بحلم بوجود ابويا فى حياتي ، كنت دائما بفكر يا تري ملامحه زي ملامحى ولو كان موجود أكيد كان هيبق صاحبي مش بس ابويا ، كنت بحلم بحاجات كتير اعملها معاه ، نفهم بعض وتكون ضهر وسند لبعض .
- كنت عايزني أعمل ايه ، لم شريكه حياتك واول واخر حب فى حياتي ، الانسانه الوحيده اللى حبتها واخترتو تكملو حياتكم مع بعض ، وهتعيشو الصعب قبل السهل وهتتجاوز اى محنه وايدكم فى ايد بعض ، فجاه تطلب منك تبعد عنها وتتخلى عنك ومش عايزه تكمل حياتها معاك ، وانتو لسه فى بدايه الطريق ولسه الحياه قدامكم لازم تتعبو فى الاول ، كل ده حصل يا بني فى غمضه عين ، كل حاجه حلوه جوايا اتهزت من كلمه فريده واصرارها على طلبها ، رغم ان حاولت استغلكم عشان تفضل معايا ونسافر كلنا ، عارف انكم نقطه ضعفها وقولت لا أكيد هتارجع نفسه قبل السفر وفعلا لم اخدت ايسل عملت الباسبور بتاعك انت كمان مع ايسل ، كنت واثق انها هتغير رائيها ، لكن ماحصلش وكان نفسي انت كمان تكون معايا بس ماقدرتش اظلمها واخد ولادها منها ، ماقدرتش أكون اناني واحرمها منكم وكان عندي استعداد اسيب ايسل كمان معاكم ، عشان مش تتفرقو ، بس صدقني ماكنتش هقدر اتحمل بعدكم عني ، كفايه بعد فريده ، وانتو حته مني ، كان صعب اوى اكمل حياتي من غير روحي ، كنت عايش جسد بلا روح ، ايسل هونت عليا كتير ، من غير وجودها جنبي ومعايا ماكنتش هكون لسه في نفس لحد دلوقتي ، ماسبتكش بمزاجي يا حبيبي ، وكنت فعلا راجع اخدك فى حضني وأحاول مع فريده ترجع ونكمل حياتنا مع بعض ، بس للأسف عمك قالي مابقاش ينفع خلاص وفريده بقى ليها حياه تانيه ، لم تحب بجد وتعيش إحساس الخساره ووجع الفراق ، هتسامح ابوك اللى قلبه اتكسر من اقرب الناس ليه
، بس أنا هدعيلك تعيش الحب لكن ماتدوقش عذابه ولا جرحه ، يارب تبقى حياتك وحياه اخت افضل مني وتعيشو أجمل قصص الحب وربنا مايكتب ليكم الفراق ابدا ، ولازم اشوف الانسان اللى كبرك وعلمك ووصلك انك تبقى شاب ودكتور ناجح أنا بفتخر بيك وبتربيتك ، لازم اشكره على ان صان الأمانه ومش بس انت اللى مديون ليه ، أنا مديون ليه بعمري كله ان شايفك دلوقتي قدامي وانه زرع فيك الأخلاق والتسامح والطيبه اللى بتتكلم بيها
+مه اسر بقوه وهو يتحدث بصدق
-واحشني اوى اوى يا بابا ، وبعدين أنا اكتر حد محظوظ فى الدنيا عندي اتنين بابا .
انهى حديثه بضحكه خافته ليطمئن والده .
تنهدت بارتياح عندما أستمع لتلك الكلمه التى بدلت حياته وربت على ظهره بحنان
- وانت واحشني اوى يا قلب بابا ، ربنا مايحرمني منك ولا من اختك
ابتعد اسر عنه وهو يبتسم له بحب
- ولا يحرمنا منك يا حبيبي ، آسف ان كلامي ضايقك وفكرك بالماضي ، من اللحظه دي هنقفل على الماضي بكل وجعه واحزانه ومش هنفكر غير فى اللى جاي
فى تلك اللحظه اقتربت ايسل من والدها لترتمي باحضانه وتشدد بقوه وهى تحيط خصره
- اسفه ان بعدت عنك ، أنا لم اتحمل ان ارا حزنك ، سامحني داد
قبل رأسها برفق وهو يبتسم بسعاده بعوده طفلته لاحضانه ثانيا
- سامحيني انتي ان خبيت عنك
ضم اسر لاحضانه هو الاخر ليستنشق رائحتهم داخل صدره ، لتغمره السعاده بوجود ابنائه ...
""""""""""""
داخل المشفى ...
عندما أستمعت الاحاديث الدائرة بين الجميع ،اسرعت الى غرفه مكتبه لتنقل له ما سمعته لتو ..
طرقت الباب ثم دلفت لتسترد انفاسها والابتسامه تعلو ثغرها وهى تقترب من مكتبه بهدوء
رفع نزار مقلتيه لينظر لها باهتمام وعندما راء ابتسامتها ، ايقن بانها تحمل اخبار جديده
- فى جديد يا كامله
- ايوه يا دكتور ، المستشفى كلها مالهاش سيره غير عن دكتور اسر والدكتوره ايسل
لوي ثغره بضجر : اممم وهو ده بقى اللى جابك دلوقتي
- حضرتك قولتلي أي حاجه تحصل لازم ابلغك بيها وده اللى المستشفى كلها بتتكلم عنه والكل مستغرب علاقتهم
عاد بظهره للخلف يستند بالمقعد وهو يزفر انفاسه بهدوء :
- ده مش جديد يا كامله ، أنا بنفسي شوفت اللى حصل انهارده الصبح وقصه الحب الجديده اللى اتولدت بالمستشفي بين الدكاتره
هزت رأسها بالنفي : لا يا دكتور حضرتك فاهم غلط ، ماكلنا كنا فاكرين زى حضرتك كده بالظبط قصه حب ، بس طلع الموضوع غير كده خالص ، دكتور باسل بنفسه اگد الخبر وهو ان دكتور اسر والدكتوره ايسل اخوات من نفس الاب ونفس الام
تحدث بصدمه : اخوات ، ازاى ده !
- والله زي مابقول لحضرتك ودكتور باسل قدم شكوى كمان فى بعض الممرضات عشان كانو سايبن شغلهم وقاعدين بيتكلمو عن اللى حصل ، راح مبلغهم بالحقيقة والكل كان فى حاله ذهول
- يمكن باسل حب ينهى الكلام وعشان كده أتصرف بالشكل ده ، عشان اسر صديقه وبيحافظ على شكلهم قدام المستشفي
- لا فعلا اخوات وأنا بنفسي اتاكد من ده ، وكمان جبت لحضرتك اثبات لكلامي ، اتفضل ده الكارنيه الخاص بدكتوره ايسل
التقط نزار منها الكارنيه الطبي وقرا المدون به اسفل صورتها الشخصيه وعلم بتطابق الأسماء بينها وبين اسر ، ولاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره وهو يعيده الى كامله ثانيا
- طب اتفضلي رجعيه تاني ، بس عايز اعرف قرار الموضوع ده ، وليه ماحدش عنده علم من اول لم دكتوره ايسل استلمت الحاله اللى جت من فرنسا عشانها ، أي حاجه تعرفيها تبلغيني بيها ضروري ، ويلا اتفضلي على شغلك
- حاضر يا دكتور ، عن اذنك
""""""""
جلس اسر بجانب والده وافراد عائلته الى ان انتهت ديما من إعداد الطعام وعاد ماجد ومعتز من أعمالهم ، ليلتف الجميع حول مائده الطعام ويتناولونه فى جو اسري ، لا يخلو من بعض المشاكسات من ابناء عمه ، وبعد الانتهاء قرر ماجد اصطحاب اشقائه وابناء عمه ليجلسوا بالحديقه ..
تحدث ماجد بجديه وهو ينظر لهم
- ايه رايكم نسافر كلنا كام يوم كده مع بعض ونغير جو ونحتفل بوجود اسر وايسل وسطنا
سقف كل من معتز ورؤى بسعادة
- طبعا نسافر
-وفرصه هجيب سماء معانا كمان
نظر ماجد لاسر وايسل ليعلم برائهم :
- اسر ،ايسل ايه رائيكم ، نقرب من بعض ونتعرف على بعض اكتر ، احنا عيله واحده ولا ايه
ابتسم اسر ونظر الى شقيقته :طبعا عيله و أكيد احنا كمان معاكم
رؤى بتسأل : بس هنسافر فين
تحدث ماجد بجديه : دهب ، عندى فوج الماني وهستغل الفرصه ونطلع كلنا ، كلنا محتاجين للسفريه دي نغير جو
معتز بصدمه : دهب ، بس كده مسافه بعيده
ربت ماجد على كتفه : ماتقلقش أنا هظبط كل حاجه وهنسافر طيران شرم الشيخ ومن هناك فى باص خاص بشركتي هيوصلنا لدهب ، بس جهزو نفسكم السفر بعد يومين تمام
+