رواية سراج الثريا الفصل السادس عشر 16 بقلم سعاد محمد سلامة
﷽
السرج السادس عشر «رفع الحظر لباب العشق»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
للحظات أثناء رقص ثريا نظرن كل من ولاء لأختها كذالك لـ إيناس التى فهمت نظرة عينيها وأومأت لإحد النساء برأسها فهمت ذلك وكادت تقوم بإلتقاط صورة لـ ثريا وهى تتمايل،لكن لاحظت رحميه الموقف من البداية تلك المرأة التى نهضت خصيصًا تجذب ثريا التى مانعت فى البداية،كانت تتمنى أن تظل على نفس القرار لكن لم تعلم أن ثريا فعلت ذلك عنادًا
بـ سراج وهو يراها بنفسه،فهمت أن هذا فخًا لـ ثريا سيكون له توابع،رغم أنها ليست كبيرة بالعُمر،لكن أصابها سقم السنين بعدما نال من قلبها الحزن على فُراق الأحبه”زوجها”الذي كان سندًا لها تحمل معها قسوة القدر حين كانت تُنجب وبعد أشهر معدودة تفقد وليدها دون سبب غير أن هذا كان قدرها ربما لحكمة ليست معلومة،الا حين فقدت بعده أختها الوحيدة،كان القدر رغم قسوته رؤوفًا بها عوضها بثلاث أطفال يحتاجون لها،بالفعل ضمتهم قسرًا رغم قوة وسطوة عُمران لكن تحدته بقوة ونفذت وصية أختها أن تهتم بأبنائها،أخذت ليس مكانتها،ربما مكانها حاولت حسب مقدرتها أن تعوض جزءًا ولو ضئيل ونجحت فى ذلك…كبرت بهم ومعهم….
لكن لن تكون بتلك المكانه وتترك أحدًا يُعكر صفو أحدهم، لتفسد عليهم خططهم الماكرة هي ليست أقل منهن مكرًا والا لما إستطاعت العيش دون التكيُف معهن ، بخباثة نهضت بتكاسل وإقتربت من ثريا وأمسكت يديها وقامت بالتمايل ببطئ حسب قدرتها،إبتسمت لها ثريا شاركتها لحظات ثم تنحت لها ووقفت تُصفق لها بمحبه عمدًا من رحيمة ذهبت نحو ولاء وأختها وتعمدت الرقص أمامهن تُعلن لها أنها بمكانه خاصة لدى أولاد أختها،بُعدها عنهم لم يُنقص من قيمتها ومكانتها فى قلوبهم،بل هم من يقومون برضائها ومودتها ليست كـأخت لوالدتهم الراحله بل هى بمكانة والدتهم وأن كانت هي الاكثر تأثيرًا بقلوبهم، زرعت بقلوبهم شجاعه لم تكُن تمتلكها والدتهم.
بالفعل شعرن بالغضب لو بودهن لنهضن يغادرن بغلول بعد فشل إلتقاط صورة لـ ثريا
كذالك دعم تلك المعتوهه لها.
بعد وقت إنتهت ليلة الحِناء بهدوء مُرتقب.
❈-❈-❈
بـ دار العوامري
دخلت رحيمة تستند على ثريا يمرحن مع بالحديث وهن يتذكرن بعض لقطات الحناء
سبقهن الثلاثي “ولاء وأختها وإيناس” اللواتي
مازال الغضب يسيطر عليهن بعد أن أفسدت رحيمة مُخططهن القذر، تقابلن مع عُمران الذي تنهد براحة قائلًا:
الحمدلله الحِنة عدت على خير كنت خايف حفظي يثير شغب ومناوشات.
تهكمت ولاء حين دخلت إيمان مع والدتها خلفهن وتوجهت ناحية عمران تقف جواره تلوح بيديها قاىلة بسعادة:
الحِنه كانت حلوه أوي يا ابوي والعروسة حتة سُكره على رأي خالتي رحيمة اللى حنتها وكمان انا طلبت منها ترسم لى حِنه على يدي، ولساه الكيس فى يدي هسيبها للصبح عشان يطلع لونها أغمق وتفضل أطول مده على يدي كمان كتبت إسمي وسط الرسمة الصبح هبجي اوريهالك.
تبسم لها عُمران، بينما
نظرت لها ولاء بسخط وإحتقان،تشعر بالبُغض بالأخص حين قالت رحيمة بعفويه:
عجبالك يا زينة الصبايا وندر عليا لو كان لسه فيا عُمر هحنيكِ للى يسُر جلبك ويصونك،ويغلبك بالحنان والمحبة، تغلبيه بالذرية الصالحة.
تهكمت ولاء قائله بإستسخاف مُبالغ:
وهي كانت ماعون تتجوز بس عشان تخلف، ياما ارض بور وإتجوزوا ومخلفوش وماشين يوزعوا عبط كل من هب ودب… بِت العوامرية تجعُد ملكة والكل يبجي خدام تحت أجدامها… بنات العوامرية هوانم مش چواري يدفوا السراير للرجال.
كانت تتحدث بذاك الحقد وهى تتعمد النظر نحو ثريا التى فهمت تلقيحها، وقالت بإندفاع أغاظ ولاء:
ربنا يخلي دُعاء خالتي رحيمة من حظك يا إيمان، أنا معشتش كتير مع أبوي، بس هو كان أحن راچل قابلته فى حياتي… بعدها قابلت رجال بالإسم فى البطاقة بس.
نظرت ولاء لها بشرر وكادت تتهجم بالحديث الساخط،لكن سبقتها رحيمة وربتت على كتف ثريا قائله:
رِچليا وچعوني من الواجفه إكده،خلينا نطلع للمجعد بتاعك إنتِ وسراج عاوزه أمدد رِچليا عالسرير.
تبسمت لها ثريا وأخذت يدها قائلة:
هقول لـ عدلات تچيب ماية بملح وأدعكلك رِچليكِ.
لو كان مجرد النفس يحرق لكان الإثنين أصبحن لهبًا لن ينطفئ قبل أن يُصبحن رماد.
ذهبت ثريا مع رحيمة، وكذالك إيمان مع فهيمه
وتنحنح عمران وتحجج بالذهاب الى مقعد الرجال من أجل مجاملتهم…
بينما ظل الثلاثي أنفاسهم كفيله ببصق السُم القاتل… نظرت ثريا الى أختها قائله:
إنتِ اللى خليتي للمُحتالة ثريا قيمة، كان نفسي أخنقها بيدي.
أخفضت أختها رأسها بندم تسيل دموعها بحسرة قلب على فقدان إبنها بريعان شبابه، بينما إيناس تشعر بغضب مازال هنالك حقدًا بقلبها من ناحية من كانت زوجة أخيها وكانت تُعاملها بإستقلال، عادت تلك الوضيعة للعائلة مرةً أخري بزواجها من ذاك المعتوه سراج، الذي يمتلك شخصية مختلفة عكس “غيث” لم يصغي سوا لقرار نفسه فقط… تغاضي عن زواجها السابق بغيره… سُمهُن يسري بعروقهن حقدًا.
❈-❈-❈
بغرفة ثريا بعد وقت
كانت تجلس على الأرض أسفل قدمي رحيمة تقوم بتدليك قدميها بود منها… تستمع لثرثراتها وهي تحكي عن مواقف وحكايا مرت بها تضحك تارة وتدمع تارة أخري.
لكن فجأة فُتح باب الغرفة، نظرن الإثنين الى من دخل بشبه هوجاء، لكن حين رأي ذاك المنظر تعجب وتلجم غضبه فجأه وهو يرا ما تفعله ثريا غير مستوعب، نظرت له رحمية، بينما عمدًا تجاهلت ثريا النظر له وأكملت تدليك ساقي رحيمة التى إبتسمت له قائله:
الحِنه خلصت والرجالة إتفضت.
أومأ لها سراج عيناه على ثريا الجالسه على وسادة أرضًا بهذا المنظر الذي لم يتوقعه منها، لكن نفض ذلك حين رفعت رحيمة قدميها من ذاك الإيناء قائله:
كفاية رِچليا إرتاحوا، يريح قلبك ويسعدك يا ثريا يا بنت نجيه.
أومأت لها ثريا ببسمه، ونهضت تحمل الإيناء وتوجهت الى حمام الغرفه لم تغيب الا لحظات وعادت،كانت تتوقع ثورة سراج لكن بالتأكيد ما لجمه هو وجود رحيمة بالغرفه،تبسمت رحيمة وتمددت بساقيها على الفراش قائله:
أنا هنام إهنه مع ثريا فى الأوضه،تعبت من الحنه،خلاص بجيت كبيره وأقل مجهود بيتعبني،والبت ثريا جلبها طيب وانا حبيتها من أول ما شوفتها،هنام إهنه،تصبح على خير يا سراج،خد الباب فى يدك وإنت خارج.
حاول كبت غضبه هو كان ينتوي لـ ثريا عقابًا، ليس فقط على رقصها بين النساء، بل أيضًا على سلاطة لسانها التى سمع عنها.
بينما رحيمة أرادت البقاء مع ثريا عمدًا منها تعلم بالتأكيد قد قامت ولاء ببخ سُمها بأذن سراج، ملامحه قبل أن يرا ثريا تقوم بتدليك قدميها كانت مُتجهمه، وتبدلت لذهول، لكن لو تركته معها الليله سيفتعل معها المشاكل، بالفعل إنسحب بهدوء، بعد ان قال:
وإنتِ من أهل الخير يا خالتي.
غادر سراج، بينما نظرت رحيمة لـ ثريا التى كانت تكبت ضحكتها، سراج بكل وقاحته وإستقواؤه عليها كان مثل الطفل أمام رحيمه وإستمع الى حديثها ونفذ رغبتها دون إعتراض،غادر.
بينما رحيمة إضجعت على إحد الوسائد ونظرت لـ ثريا قائلة:
طفي النور يا بتي وتعالى نامي،بكره هيبجي يوم طويل.
تبسمت لها ثريا بقبول وأطفت الضوء وذهبت الى جوارها بالفراش،سمعت رحيمة تقول لها بنُصح:
رجصك وسط الحريم كان غلط،إنتِ مش أي حد،إنتِ مرات سراج العوامري يرضيكِ النسوان تتناقل الحديت الفارغ ويجولوا إن مرت الكبير رجاصه.
ضحكت ثريا،هي لا يهمها حديث الناس هى تعمدت إغاظة ذاك المستقوي المُخادع،لكن شرد عقلها به حين إنصاع لرغبة رحيمة طواعية،لاول مره تراه هكذا يسمع لرغبة أحد غير نفسه،يبدوا أن رحيمة لها مكانه خاصة بها لديه…لمعت عينيها بوميض خاص وخفق قلبها بإحساس غير مفهوم،سراج الذي دائمًا ما يتعامى معها بتعسُف،كلمة من رحيمة لم يعترض…غفت بداخل قلبها صراعًا مع عقلها الذي يسأل…من هو “سراج العوامري”، لما معها عكس ذلك…معها تعري من أكاذيبه وظهرت خِصالهُ الحقيقية الذي يخفيها .
بينما صعد سراج الى تلك الشقه ودلف الى داخلها جلس على أحد المقاعد بالردهه،وإضجع بظهره ورأسه الى الخلف،مازال منظر ثريا وهي جالسه أسفل قدمي رحيمة أمام عيناه
تلك المُحتالة الذي لامس لديها بعضًا من العناد والتكبُر كيف قبلت وجلست هكذا،كانت ملامحها واضحه أنها تفعل ذلك بقبول منها،لكن من تلك المُتحدية الوقحة سليطة اللسان….
من هى “ثريا الحناوي”
محتالة… وقحه…عاصيه معه
قبل مع خالته كانت مُطيعة ومُتقبلة.
وصورة أخري كل منهما رأها بالآخر الليلة تجعله يعاود التفكير بالآخر بطريقة أخري.
❈-❈-❈
بآخر الليل
بمكان مُظلم لا ضوء به سوا شُعلة خشب
كان الخبيث قابيل يتحدث بفحيح:
متوكد إن سراج دلوق إهنه فى الوجت ده مش صدفة، نفس التوجيت(التوقيت) يحصل هجوم من البوليس عالجبل، من أكتر من خمستاشر سنه محصلش هجوم سري بالشكل ده.
عَقل الآخر حديثه وفكر قليلًا ثم نفي ذلك قائلًا:
لاه تخمينك بالتوكيد غلط،يوم هجوم الجبل كان دخلة سراج وبالتوكيد كان مع مراته،مش معقول هيسيبها و….
قاطع بتذكير:
غيث كمان ليلة دخلته سابها وراح جتل الخاين،وأتاريه هو اللى كان خاين وقتله للراجل ده كان عشان يخفي خيانته.
عَقل الآخر فحيح غيث برأسه ثم نفي ذلك بيقين:
لاه معتقدش،سراج عمل إكده…
كاد غيث أن يتحدث لكن الآخر سبقه:
وانا هتأكد من حديتك ولو طلع صُح…
سبق غيث بعين لامعه مثل الذئاب قائلًا:
ولو حديتي أكيد التمن هو دم سراج….ونضرب عصفورين بحجر واحد
نبقى خدنا بتارنا من الحكومة اللى صفت عدد كبير من رجالتنا وحرزت البضاعة اللى كانت فى الجبل
وكمان جتل ظابط زي سراج هيكون له شنه ورنه وهيوصل الخوف فى قلب غيره، والحكومة ترجع تنسي الجبل… وجتها نشتغل على كيفنا زي ما كان.
نظر له الآخر وفكر ثم أومأ قائلًا:
بلاش نتسرع ونجتل سراج دلوق قبل ما نتوكد،…
كاد قابيل أن يتحدث بإصرار، لكن كلمة الآخر كانت ناهيه وقاطعه:
جولت لازمن نتوكد الأول، ممكن جتله دلوق بدل ما يبجى فى صالحنا يفتح علينا نار ويفتح العين أكتر عالجبل…. دلوق لازمن نفكر نعوض البضاعة اللى خسرناها، زين إننا كنا نزلنا الآثار من الجبل قبل الهجوم، أنا أتحدت ويا التاچر اللى هيصرفها لينا، أهو نعوض خسارتنا فى البودرة والمخدرات،والسلاح اللى صادروه، عاوزك تهدا وبلاش تتسرع، بلاش نتصادم ونرچع نندم.
غصبًا إمتثل قابيل وأومأ برأسه قائلًا:
تمام… المخزن اللى شايل فيه الآثار متأمن كويس، زي ما يكون جلبي كان حاسس، الحمد لله لو كانت لساها فى الجبل كنا خسرنا كتير. ربت الآخر على كتفه بمؤازرة تقديريه يمدح فى ذكائه قائلًا:
زين، زين، دلوق مسؤولية توصيل الآثار هتبجي لك، إتفق مع الرجاله اللى تعرفهم فى المرور عالطُرق… وبس تتم العملية دي بسلام لك مكافأة كبيرة همس لنفسه بإصرار وتمني:
مكافأتى الكبيرة هي جتل سراج.
❈-❈-❈
مع شروق الشمس
بغرفة سراج
نهضت رحيمة من جوار ثريا التى مازالت غافيه من بعد صلاتهن للفجر معًا عُدن الى النوم،لكن كعادة رحيمة تصحوا مع شقشقة العصافير،واليوم برأسها هدف،أو بالأصح زيارة خاصة.
بالتأكيد سراج إستيقظ هو مثلها يصحوا باكرا
صعدت بضعف الى تلك الشقه ودقت الجرس،فتح لها سراج الباب،تبسمت له قائله:
إتوقعت إنك صاحي،زين يلا تعالى إمعاي عندي زيارة لازم ألبيها،قبل ليلة دخلة آدم،هم يلا لازمن نرجع بدري اليوم طويل.
تبسم لها وهو يأخذ يدها سائلًا:
والزيارة البدريه دي هتكون لمين بدري أوي كده.
غامت عينيها بالدموع قائله:
لازمن أزور قبر المرحومة رحمه،وأجول لها إن آدم الليله عُرسه،أنا متعودة أتحدت وياها دايمًا وأبشرها،بالك الواد إسماعيل يوم ما أتخرج من كلية الطب جاتلي فى المنام فرحانه،بس لامت عليا إني مروحتش لها وبشرتها،كيف ما عملت يوم لما دخلت كلية الحرب بتاعتك دي.
ضحك سراج قائلًا:
حربية يا خالتي.
تبسمت له قائله:
نتحدت فى الطريق.
تبسم لها وذهب معها الى المقابر،مازال عقله مشغولًا بـ ثريا،لا يعلم السبب او ربما فسر عقله السبب هو الغضب مازال مُسيطرًا عليه فهو لم يستطيع معاقبتها بالامس… هكذا فسر عقله… لكن لينتهي الزفاف بهدوء وبعدها تبدأ عاصفته معها.
❈-❈-❈
بمنزل وجدي العوامري
فتحت عينيها مازال هنالك هاجس بقلبها يِخيفها، حفظي ليس بهذا الهدوء ليلتزم دون إفتعال مشاكل، ليس حُبًا فيها بل لطمعه وجشعه، هي على يقين أنها ليس عاشق لها بل عاشق لثروة وسطوة أبيها، كذالك وقاحته تدل على ذلك، محاولته التحرش بها سابقًا تدل على إنعدام أخلاقه، فهو لم يصون أنها إبنة عمه ولابد أن يكون لديه نخوة هي بمكانه خاصة، كان يتعمد التحرش بها لفظيًا، وحاول جسديًا ونظرة عيناه البغيضة كانت تخترق جلدها، تجعلها تشمئز منه بل تبغضه.
نفضت عن رأسها قليلًا حين صدح هاتفها بصوت رساله
تبسمت تعلم من صاحب الرسالة الصباحية، شعرت بإنشراح فى قلبها وهي تجذب الهاتف تقرا الرسالة بصوت هامس
“صباح الخير قُبلاتى زوجتي الحبيبة”
ضيقت عينيها بخجل لاول مره يرسل رسالة صريحة هكذا، خصها بكلمة “زوجتي”
ليس هذا فقط
كلمة “قُبلاتي”
لاول مره يكتبها لها، شعرت بإنشراح فى قلبها لما تستغرب ذلك، بنهاية الليلة سيجتمعان، حلم كان مستحيل أصبح واقع يتحقق بعد ساعات…، نهضت من فوق الفراش تحتضن الهاتف بين يديه، تقوم بالرد عليه لكن لم تكُن جريئه كعادتها
“صباح الخير يا آدم”
سُرعان ما وصل لها إشعار برساله
“المفروض الرد يكون، صباح الخير زوجي الحبيب، وقُبلة”
خجلت، هذا ليس آدم التى عاهدته، كان دائمًا هنالك حدود، يخصها بكلمة “حبيبتي”لا أكثر من ذلك،ماذا تغير.
ذمت نفسها،أيها البلهاء هو أصبح زوجك بعد ساعات ستكونان بغرفة واحده دون قيود.
بخجل أجابت على رسالته:
“واضح إنك صاحي مبسوط”.
أجابها
“أنا منمتش أصلًا.
والسؤال منها:
“وإيه السبب اللى منمتش بسببه.
والجواب منه:
بتمني اليوم ينتهي بسرعة ويجي الليل ونبقى مع بعض للأبد.
إبتسمت بحياء:
صبرت كتير،كم ساعه مش هيفرقوا،ونام ساعتين عشان تبقى فايق.
إبتسم واضعًا قُبله ومعها رسالة:
نجتمع مساءًا زوجتى الحبيبة.
انهت الرسائل:
نجتمع على خير يا آدم.
أغلقت الهاتف وقذفته على الفراش تمطئت بيديها، كآنها مثل العصفور الذى يفرد جناحيه ليستعد للطيران، ذهبت نحو شُرفة الغرفه، ازاحت الستائر تسمح للنور أن يدلف الى الغرفة، لكن وقفت مُتصنمة حين وقع بصرها على ذاك المعتوة حفظي، يقف قريبًا من منزلهم، خفق قلبها، بالتأكيد كيف شعرت بالإطمئنان، زاد خفقان قلبها، حين أشار لها بيده مُتعمدًا، كآنها رسالة واضحه منه، إرتعبت من ذلك، وسرعان ما تركت الستائر وساد الظلام بالغرفه، وضعت يدها فوق قلبها، تهدأ ذاك الخفقان، ذهبت نحو هاتفها وفتحته وقامت بإرسال رساله
“حفظي واقف فى مكان قريب من بيتنا”
كان الرد سريعًا
“لا تقلقي هو جبان لن يستطيع فعل شئ وهو مُراقب جيدًا”.
أغلقت الهاتف
هدأت قليلًا وتمنت ان تمُر الليلة بخير وسلام.
❈-❈-❈
مساءًا، بمنزل” عُمران العوامري”
كان هنالك إستقبالًا مهيب للعروس التى ذهبت الى تلك الخيمة وجلست وسط النساء تشعر بتوتر، تتمني أن ينتهي ذاك الإحتفال والإحتفاء، كلما تقلص الوقت كان أفضل، هنالك ريبه بقلبها جعلتها تنظر نحو النساء اللواتي يتپادلون الرقص والغناء، عينيها زائغة بينهن، تود أن تنهض لكن كآن ساقيها تصنمن، رغم أنها تعلم أن المكان مؤمن جيدًا، كذالك هذه خيمة للنساء ومحرم الأقتراب منها، لكن مع حفظي لا شئ مُستبعد… لم يخيب توقعها فهو بلا أخلاق
ها هو الوقح يفتح الخيمه ويدخل رافعًا سلاحه نحو النساء… اللواتي تبدل غناؤهم الى صريخ، وهن يتجنبن بعيد عن ذاك الوغد الذي دهس حُرمة تلك النساء، تجولت عيناه بينهن الى أن وقع بصره على ثريا التى كانت تمسك يد رحيمة تبعدها عن هرولة النساء خشية ان يدهسنها وهن يهرولون إحتماءًا ببعضهن… لمعت عيناه هي هدفه، فلو أخذ العروس لن يستفاد شئ، هي من سيساوم عليها… بالفعل جذبها بعُنف كبير رغمًا عنها إقتربت منه بتلقائيه منها صفعته بغضب قائله:
معندكش خشا ولا خيا ولا أخلاق، داخل عالستات بسلاح أوعي تفكر…
قطع حديثها حين صفعها ذاك الوغد ولقبضته القويه على يدها منعها من السقوط من قسوة تلك الصفعه، لكن هي لم تهدأ وقامت بمحاولة صفعه وحاولت التملص منه قائله:
سيبني يا حقير، صدقني إنت اللى هتطلع خسران.
جذبها بقوة قائلًا:
مشي معايا بالذوق بدل ما أفرغ السلاح اللى معايا فى النسوان دي.
فكرت ثريا للحظات لما لا تعترض وتتركه يُنفذ تهديدها، ربما أصابت طلقه منه ولاء وأختها والسفيهه الثالثه إيناس… لكن نظرت الى من تنظر لها عيناه كانت رحيمة، خشيت عليها هي مثلها عاشت بائسه لا تستحق رصاصه من ذاك الوغد، سارت معه بطواعيه الى ان خرج خارج الخيمة،عاودت محاولة التملُص منه،لكن هو جذبها بقوة،لكن كان مُغفلًا
هل يظن أن ينخدع به سراج ويترك له فرصة ومكان مفتوح يسمح له بالدخول الى المنزل بسهوله، كان خطأوه، تفاجئ بالمكان مخاوط برجال يُشهرون أسلحتهم نحوه
فلم يتوقع ذلك الوغد الأحمق أن هنالك فخ بإنتظارهُ
لكن لابد أن ينجو بحياتهُ هو أمام أمر واقع لو لم يتصرف سريعًا
وساوم على حياة أخري مقابل خروجه من هنا حيًا
بسبب غباؤهُ وعدم تفكيره جذب آخر من يظن أنها هى طوق نجاته الليله، بقسوة سحبها عنوة خلفه يحاول الخروج من فناء المنزل،حتى يصل الى النجاة،مازال يُشهر سلاحهُ برأسها
حتى إقترب من باب الخروج من المنزل، قائلًا بمساومه لهؤلاء الرجال اللذين يُشهرون أسلحتهم نحوه:
إبعدوا عن الباب، اللى هيقرب مِني هفرتك راسها.
لكن رغم فجاجتهُ فجأة إرتعب خوفً من ذلك الذى دلف للفناء وأصبح قريب منه بمواجهه بضع خطوات،يُشهر سلاحهُ بيدهُ اليسار ينظر له بإستهزاء،
لكن ذلك الأحمق عاود يُساوم بإستقواء وبنبرة صوت آمره :
“حنان” بِت عمي جصاد “ثُريا” مرتك.
ظهرت أنياب سراج الامعه بعدما ضحك بقهقه قائلًا بعدم مبالاة وهو مازال يُشهر سلاحهُ:
إختارت اللى تساوم عليها غلط، اللى معاك مجرد دخيلة عالعيله.
رغم أنها ليست خائفه من ذلك المعتوه الذى يضع السلاح برأسها، لكن فتحت عينيها بإتساع من رد سراج المُقلل من شآنها، نظرت له بإزدراء، وأغمضت عينيها تبتلع ريقها تهمس الشهادتين بعد أن سمعت ذلك الوغد يفتح صمام الأمان بالمسدس، كي يزداد بمساومتهُ، ويُنهي حياتها قبلهُ، قائلا بإستفزاز:
متوقع من رجالة العوامري معندهمش نخوة.
نظر له سراج يشعر بغضب، حاول التمسك بالبرود خداعً
لكن ذلك الوغد كان غبيًا لا يعلم أنه أمام المُلقب
بـ” النسر الأشول”
عينيه كانت عليها وسمع همسها بالشهادتين، بلحظه كانت رصاصه تخترق جسد ذلك الوغد يتردى جسدهُ فى الحال،غير مُباليًا ببركان الثآر الذى سوف يثور لاحقًا…
بينما هى إستسلمت لتلك الهوه ظنًا أن الرصاصه قد أصابت رأسها، مالت بجسدها لكن لم يصل جسدها للأرض، بل سقطت بين يدي سراج الذى نظر لوجهها الذى إختفت ملامحه خلف دماء ذلك الوغد التى لطخت وجهها بالكامل، إستقام يحملها بين يديه، قائلًا بآمر:
آدم روح خد مرتك من الخيمة وإطلع لشجتك، العُرس إنتهى…بلاه التجمع ده وسعوا خلونى أدخل الدار.
سماع صوت الرصاصه فزع الجميع وإندفعن النساء من الخيمة،يهرولون للنجاة بعد أن ساعدهن تلك الرجال ان تخرجن من المنزل بسلام، كانت حنان لا تزال بداخل الخيمة مع رحيمة التى تحاول تهدئتها، لم تهدأ الا حين رأت آدم يدلف الى الخيمة، بتنهيد هرولت نحوه بتلقائيه تحتضنه، وهي ترتعش للحظات ثم شعرت بخجل قائله بتعلثم:
حفظي؟.
صمت آدم
بينما إقتربت رحيمة منه تشعر براحه وسألته:
حد جراله حاجه؟.
صمت آدم للحظات ثم قال:
خلونا نطلع، العُرس إنتهي، يلا هاتى إيدك يا خالتي.
مدت رحيمة يدها وسارت الى جواره هو وحنان الى أن خرجن من الخيمة، لكن توقفت حنان مصعوقه حين رأت رجلين يحملان جُثمان حفظي الذي ينزف…صرخت بهلع ولم تستطيع الوقوف غابت عن الوعي وكادت تسقط أرضًا،رغم آلم ساق آدم لكن تلقفها بين يديه….حملها وذهب الى شقته الخاصهو، تاركًا والده مع إسماعيل يتعاملان مع ما حدث.
❈-❈-❈
بغرفة سراج قبل لحظات
دخل يحمل تلك المُحتالة الغائبه عن الوعي بوجهها المُتناثر عليه الدماء… وضعها فوق الفراش، ظل ينظر لها للحظات، لوهله ضحك حين تذكر نظرة عينيها له، ماذا ظنت تلك الحمقاء أنه سيقتلها، بالتأكيد هذا ما فكرت به فهو هددها بالموت قبل ذلك، لكن…
“لكن ماذا”
هذا هو سؤال عقله لم يكُن يتوقع ان ذاك الوغد سيساوم بحياة ثريا، والا لما كان سمح له بالدخول كي يصتاده بالجُرم المشهود توقع ان يساوم بـ حنان دون المساس بها…
أخطأ ما كان عليه أن يتساهل هكذا،لوهله كانت ستدفع ثريا ثمن ذلك…
ضيق عينيه لما يهتم بذلك ماذا تعني له تلك المحتالة ليشعر بهذا القلق عليها وقت أن كانت بين يدي حفظي
“يدي حفظي”
شعر بالغضب من إقترابه منها بهذا الشكل القريب،لم يندم على تلك الرصاصة الذى أطلقها به،لكن تلك المحتالة لما مازالت غافيه…
ذهب نحو أحد الادراج وآتى بقطعة قطن وجذب زجاجة عِطر، سكب منها فوق القطنه،لكن قبل أن يُقربها من أنف ثريا فكر بمكر،ونظر نحو تلك القنينه الموضوع بها مياة فوق طاولة جوار الفراش،لمعت عينيه،لكن ذهب نحوها أولًا،حرر رأسها من ذاك الوشاح،إنسدلت خصلات شعرها
رغم تلك الدماء على وجهها لكن كآنها من ملامحها كانت بهية الطلة…ترك ذاك الإعجاب،وجذب قنينة المياة وسكب منها ملأ كوبًا كبير وبإندفاع قذفه بوجهها،
صحوت مفزوعة،
بينما هو يضحك
نظرت نحوه كآنها مازالت غائبة عن الوعي،سارع سراج بقذف كوب آخر بوجهها شهقت مره أخري،وبدأت تعود للوعي تدريجيًا تهزي:
المجرم سراج أكيد جتلني.
ضحك قائلًا بإستفزاز:
كان بودي والله،بس الرصاصة غلطت ونفدت منك،بس المسدس لسه فيه طلقات لو…
توقف ضاحكًا حين
فاقت ثريا كُليًا على صوته،نظرت له بغضب ساحق،سُرعان ما نهضت من فوق الفراش أمسكته من تلابيب ثيابه،لعدم إنتباه سراج إنحنى بجسده عليها سقطت على الفراش وهو فوقها يحاول تلجيم حركة يديها،لكن ثريا قاومت الى ان شعرت بإنهاك نظرت له قائله بلهاث
-جاتل مچرم حقير…
توقفت للحظات وعادت بذاكرتها الى قبل وقت قليل، دفعته بقوة وعنفوان قائله:
إنت كنت موجه السلاح ناحيتي كنت عاوز تجتلني يا حقير أنا مستحيل…
قاطعها يحاول تلجيم يديها الى أن سيطر عليها بجسده قائلًا بغيظ سحيق:
لمي لسانك أوعي تفكري إن مش هعاقبك على رقصك وسط النسوان،جسمك اللى كنتِ بتتمرقصي وبتتحالي به ده هكسرهولك.
نظرت له بإستهوان وإستبياع قائله:
هتعمل إيه يعني،هتضربني،عادي چِتتي منحسه.
تحول من العصبيه الى البرود وحاول كبت ضحكته ونظر لها بسخط وهو يقوم برفع ذيل فستانها،ثم تركه وفتح سحاب الفستان وقام بالتمسيد بآنامل يده الأخرى برِقه حول عُنقها وكتفها الذي عراه قائلًا بهدوء عكسي، بتلميح صريح ومباشر:
وهو الضرب بس اللى بيكسر الجسم.
شعرت بغيظ منه ومازالت تحاول الفكاك منه، بينما سراج نظر الى صدرها الذي يعلو ويهبط
بتسارع، كذالك شفاها، وحركة جسدها أسفله
كل ذلك حرك رغبة بداخله أو هكذا ظن، وقبل ان تستمر فى الحركه والسب، كان يطبق شفتاها فوق شفتيها يُقبلها قُبلة قويه وهي مازالت تحاول الفكاك منه، لكن هو تعمق بقُبلاته لم يترك شفاها الا ليتنفسا، قبل أن تهدأ انفاسهم عاود تقبيلها، شعر بإستكانتها اسفله
ترك شفاها، ونظر الى عينيها، التى سُرعان ما أخفضتهما تنظر نحو شفاه بلا إرادة منها ضغط على شفتاها، ترك النظر لعينيها وسلط نظره على شفاها مُتشوقًا لقبله، بالفعل عاود تقبيلها وفك تلجيم يديها، يديه الإثنين يسيران بحميمية فوق جسدها وهي غير رافضة كآنها فقدت عقلها، تفاجئ بإمرأة أخري عكس تلك المُتبلدة التى كانت تستفزه بذلك، كانت دافئه قُبلاتها، لم تنفُر من لمساته بل تقبلتها ويديها اللتان كانت تدفعه بهما على إستحياء منها وضعتهم فوق ظهره،ترك شفاها ينظر لها مُستغربً ومتسائل
أين ذهب ذاك التبلُد الذي كان يُسيطر عليها…ربما غفوة عقل منها،لكن هي تشعر بإنصهار، حاولت أن تدفعه وبدل ان تفعل ذلك وضعت يديها على ظهره،كآن عقلها اراد شئ وقلبها أراد شئ آخر
كآنها تطفو فوق سطح مجري مائي عذب ترتوي بعد عطش وجفاف
كذالك سراج الذي يمتلك هو البداية يغوص بنهرِا من الغرام يتعطش كلما تذوق منه يود المزيد عله يشعر بالإرتواء
كآن كلاهما بإعصار عاصف لكل تحفُظات كلُُ منهم مع الآخر،بالنهايه تركا الأمر لمشاعرها تقودهم بإستسىلام
وقاما بـ «رفع الحظر لباب العشق» 🌷
🌷🌷🌷🌷
يتبع…