رواية بلال وفريدة العشق بطريقة الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم زينب سمير
••الفصـــل الســادس عشـــر••
في منزل الشيطان ،،،،،
في أحد الغرف الخاصة باستقبال الضيوف ...
جلست
فريدة مجاورة لبلال الذي كان ينظر لأسر بتفحص شديد بينما كان اسر متوتر
داخليا بينما ظاهريا كانت هناك ابتسامة سمجة ظهرت علي شفتيه
انهي ذلك الهدوء المريب بلال بكلماته حيث قال:-
_فريدة دا اسر صديق قديم ليا..اسر دي فريدة..مراتي
وضغط علي حروف تلك الكلمة
هتفت فريدة ببعض الزهول الممزوج بتوتر:-
_صديق
بلال وهو ينظر لها بتفحص:-
_اهاا صديق
هتف اسر ببسمة خبث:-
_اهلا اهلا مدام فريدة
ردت باقتضاب:-
_اهلا
اسر:-
_بس انا حاسس اننا اتقابلنا قبل كدا
ثم صمت قليلا قبل أن يقول بتذكير مصطنع:-
_اتقابلنا قبل كدا اعتقد في ..في النادي صح
ونظر لها بمكر وكأنه يذكرها بطلبه وبذلك الجهاز
اسرعت هي بالقول قائلة:-
_معتقدش دا
اسر:-
_متاكدة
فريدة:-
_اها متأكدة طبعا...لان دي اول مرة اشوفك
وقفت وعلي شفتيها ببسمة مصطنعة ونظرت لبلال قائلة:-
_هخلي الدادة تعمل عصير
أما بلال بـ حسنا
لتختفي فريدة من أمامهم
وبمجرد اختفائها هتف بلال بغضب:-
_عايز ايه
اسر:-
_جاي ابارك لصاحبي
بلال
_انا مفيش حاجة تربطني بيك
اسر:-
_يابلال انا عملت كدا علشان..
بلال مقاطعا حديثه:-
_خاين علشان انت خاين...اسر من غير كلام خليك برا اللعبة... واطلع برا بيتي حالا
اسر بضيق:-
_انا عايز فريدة...عايز اتكلم معاها في موضوع مهم
بلال:-
_مش هيحصل...مش هسمح انك تساومها ابدا
تفاجى من كونه يعلم عنها كل شئ لكن رغم ذلك هتف بأستفزاز:-
_شكلك خايف انها تحبني
ضحك بلال عاليا وهو يقول:-
_تحبك...بجد
بجد ضحكتني...اسر انت مكنتش حاجة ومازالت ولا حاجة متنساش اني انا زمان
نضفتك ودلوقتي هما بينضفوك غير كدا انت مكانك الشارع
اسر بغضب:-
_وانت كمان مكانك الشارع متنساش اننا جينا منه مع بعض
بلال:-
_انا كنت زمان من الشارع لكن دلوقتي انا بلال عز الدين املك في ايدي نص اقتصاد الدولة دا غير أعمالي حول العالم
اسر:-
_وانت متوقع أن الكل مصدق انك شريف وأعمالك دي شريفة ومحدش يعرف حقيقتك
بلال:-
_واية هي حقيقتي يااسر
اسر:-
_انك زيك زيي زي ما انا بشتغل لصالح اسرائيل فأنت كمان كدا
بلال:-
_متقولش كلام انت مش قده يااسر
قال تلك الكلمات وهو يخرج من الغرفة استعدادا للصعود للأعلي تاركا خلفه اسر
الذي هتف بصوت عالي قليلا:-
_مش
انت العميل 144 يابلال اللي شغال في المخابرات المصرية ومعظم شغلك بيبقي
في اسبانيا مش انت اللي قتلت عماد فقط لأنه جمع معلومات تدين بأنك سرقت
المعلومات دي وانك بتسرق أموال الدولة
وقف مكانه لثواني قبل أن يلتفت وينظر له مجيبا علي كلامه هذا:-
_عماد ميقدرش يجمع اي حاجة انا عايزه ميجمعهاش انا قتلت عماد لأنه كان السبب في موت اللواء السابق عبد الفضيل اكيد سمعت عنه
اسر بأبتسامة:-
_جميل ...جميل اوووي بلال باشا بنفسه بيعترف هو بيقتل ليه
بلال بغضب:-
_انا مبعترفش علشان انت حاجة لانك زي ما قلت من زمان نكرة وهتفضل كدا
اسر بغضب:-
_سيادة العقيد التزم حدودك
بلال بغضب اشد:-
_سيادة الرائد انتباااة
ليقف اسر مستقيما ويؤدي التحية العسكرية بخنوع
ليتابع بلال حديثه:-
_الكلام خلص
واكمل
سيره للخارج لينظر اسر لمكانه بضيق ويتجه للخارج ليخرج من القصر عموما قبل
أن يلمح فريدة التي كادت تخرج من المطبخ ومعها تلك العصائر ليقف ويتجه
نحوها ويمسك أحد الاكواب ويشرب العصير ثم يضعها علي الصنية وهو يقول:-
_طعمه جميل زيك ياعميل رقم
وهمس بجوار اذنها:-
_441
ثم
تركها وذهب لتتوقف دقات قلبها سريعا قبل أن تسمع صوت الهاتف الذي وضعته
بجيبها امسكته لتجد رسالة مضمونها " اليوم الساعة الثانية عشر هنتجه للمطار
والتنفيذ هيكون في صباح اليوم التالي...أمر من القائد B.D "
نظرت لآخر حرفين بهدوء إذن هذا القرار من القائد الأكبر علي الإطلاق إذن التنفيذ سيكون أكيدا في صباح اليوم التالي
وهنا عليها أن تفكر كيف ستخرج من قصر الشيطان في مساء اليوم
••••••••••••••••••••••••••••••••
كانت الساعة تعدت الثالثة عصرا
حيث جلست ريما مقابلا لامير في احد المطاعم لتناول وجبة الغداء بعد إلحاح منها له حتي وافق اخيرا علي تلك المقابلة
كان يجلس مسهما وهو ينظر بشرود حوله
قبل أن تقول هي بجدية:-
_امير
نظر لها بأنتباة مشتت
لتتابع هي:-
_احنا لازم ننفصل
تفاجى من رد فعلها لثواني قبل أن يقول ببسمة حزن:-
_كنت حاسس في يوم هتملي من الحكاية دي والحقيقة معاكي حق لان مش هينفع نكمل
ريما بهدوء:-
_انا
عندي استعداد اكمل بس لو لقيت بس شوية انتباة منك وانت معايا مش انك
دلوقتي قاعد وبتبص حوليك وكأنك بتدور عليها ...امير انا تعبت خايفه أكره
فريدة من حبي فيك
امير:-
_صدقيني
انا مش زعلان منك انا زعلان عليا وعليكي وعليها ..فريدة متنفعش مع واحد زي
بلال بيه هي كان لازم تتجوز واحد يقدرها ويعرف قيمتها ويحفظها
ريما بهدوء:-
_زيك كدا
امير ببسمة حزينة:-
_زيي كدا
تنهد ثم صمت لتصمت هي أيضا
ثواني قبل أن هتف مرة أخري:-
_انا
مش بكرهك.. انا ممكن اكون معجب بيكي ...أو كمان بحبك ..بس مش زي فريدة..
ممكن اقدر اعيش معاكي.. ونمثل اسرة سعيدة كمان... بس فريدة جزء هيكمل معانا
..هحاول امحيه أو اتجاهله لكن مش انساه ابدا ..هحاول انتبه معاكي وهحاول
اركز.. لكن مش هحاول انساها ..لأنها كانت السبب في اني احارب علشان اوصل..
ومازالت.. كانت السبب صدقيني.. انا فيا شوية مشاعر اتجاهك لكن مش قادره
تكبر.. بس المشاعر دي كفيلة انها تخلينا نحاول نبسط نفسنا ونكمل...ريما انا
الأول كنت بسرح بفريدة في اي مقابلة.. علشان كنت بفكر اقرب منها ازاي..
لكن هي دلوقتي بقيت لغيري.. فمش هينفع افكر زي زمان ..هفكر بس فيها
هي...لكن مش كيف اوصلها
ريما:-
_كدا مسمهوش حب لانك استسلمت..كدا دا اسمه مثلا تعود أو وهم كنت عايش فيه
ضحك عاليا وهو يقول:-
_لا
ياريما دا عشق...مش بيقولوا اللي بيحب بيتمني يشوف حبيبه سعيد يمكن بلال
مش مقدرها لكن هتعيش مبسوطة معاها بعدين.. وانا متاكد من دا
أنا لسه مستني فرصة اقرب منها فيها لسة مستني اصحي الاقي دا كله حلم لكن لاني عارف ان دي حقيقة فـ انا هحاول اعيش حياتي...معاكي انتي
ريما:-
_خايفه احارب معاك ونكمل ..اتصدم
امير وهو يقف استعدادا للذهاب:-
_مستني ردك قريب ودا هيكون القرار النهائي لعلاقتنا مع بعض...سلام ياريما
هتفت بشرود وهي تراه يختفي:-
_سلام
••••••••••••••••••••••••••••
فتح
الباب بمفتاحه الخاص ودخل ليلمح والدته تجلس ومعها أميرة ويشاهدون ذلك
المسلسل الهندي ذلك المسلسل الوحيد الذي يجعل والدته تندم علي زواجها من
أبيه اما بعد انتهائه تظل تبكي وتندب حظها وهي تتذكر مواقفها السعيدة معه
تنهد من أفعال والدته وهو يدخل للغرفة التي يجلسون بها قائلا:-
_السلام عليكم
رفع الاثنان أيديهم معا علامه اصمت
نظر لهم وللتلفاز بضيق
ثم دخل لغرفته ليأخذ حمام سريع وبعد وقت قصير خرج ليجد هناك نزاع من نوع اخر يدور بين والدته وأميرة حيث كانت والدته تقول:-
_انا قولت كلمه ومش هتنيها انهاردة هتتغدي معانا يعني هتتغدي
أميرة برفض:-
_ياطنط مش هينفع والله
سعاد:-
_مش هينفع لية ها لية الاعتراض في الموضوع
اميرة:-
_الاكل جوه والله
سعاد:-
_وهيفضل جوه ابقي اتعشي بيه انهاردة أو تكليه بكره متخفيش مش هيبوظ
أميرة:-
_ياطنط مرة تاني أن شاء الله
سعاد:-
_اصلا انتي مفروض أكلك كله معانا وانا متفقة مع امير علي كدا اصلا
أميرة:-
_امير ؟؟
سعاد:-
_اها امير انتي متعرفيش أن أمير صديق عبد الرحمن المقرب
أميرة:-
_لا والله
سعاد:-
_علي كل حال دا مش موضوعنا ويلا علشان ناكل قبل ما الاكل يبرد
أميرة:-
_بس
سعاد بحزم:-
_من غير بس يلاااا يابت
عبد الرحمن متدخلا:-
_هتاكلي يعني هتاكي فمتتعبيش نفسك في جدال ملوش لازمة
أميرة:-
_انت شايف كدا
عبد الرحمن ضاحكا:-
_انا مش شايف غير كدا
سعاد بأستغراب:-
_بتضحك علي اية
عبد الرحمن:-
_مفيش بس افتكرت حوار كدا كانت نهايته بنفس الجملتين دول
سعاد:-
_طيب يلا يااميرة نغرف الاكل.. هو جاهز وسخن اصلا
أميرة:-
_يلا ياطنط
•••••••••••••••••••••••••••••••
في اجتماع آخر يجمع بين وزير الوزراء والوزراء جميعا ماعدا بلال
وقف هذة المرة وزير الصحة هاتفا:-
_الحالة
الصحية لمعظم شعبنا بقيت متدهورة جدا.. وبقي في أمراض منتشرة مش عارفين
نلاقي ليها حل ..بقي في إهمال صحي ..وبقيت المستشفيات مجهزة بأجهزة طبية
قديمة ..ملهاش اي فائدة.. والتعقيم بقي الكل يهمل فيه.. الأطباء مبقاش في
عندهم ضمير.. احنا لازم نوفر علي الأقل مستشفي في كل قرية قبل المدن كمان
..مستشفي واحدة تكفي.. لكن تكون كبيرة ..ومجهزة صح ..نحاول نوفرلها كل
انواع العلاج ..والأجهزة الطبية الحديثة.. ونحاول نوفر فيها راحة نفسية..
واطباء بوشوش مبتسمة ..ودا مش هيحصل غير لما حياتهم تتحسن.. وياخدوا اجر
يكفيهم.. ويكفي احتياجاتهم ..واحتياجات أبنائهم ..عايزين نوفر في المستشفي
أجهزة تمنعهم من أنهم يسافروا ويتعذبوا علشان يتعالجوا.. لان الأجهزة اللي
في المدن هتكون هي هي اللي في القري.. عايزين نهتم بصحة شعبنا اكتر من كدا
قال تلك الكلمات وصمت كعادته ليعلوا التصفيق
بينما قال وزير الوزراء:-
_المشكلة في الميزانية
هتف أحدهم بانفعال:-
_الشعب
اهم ..نطلع من الفلوس المختزنة دي ..ولما هنعالجهم ونوفر احتياجاتهم..
ونغلي الاسعار بعدين شوية.. هيقدروا دا.. لأنهم عارفين اننا خلصنا الفلوس
علشانهم.. لكن مش نضيعها علي حاجات ملهاش قيمة.. ونطلب في الاخر منهم هما
هتف اخر:-
_في أشخاص حتي الآن بتقبض بس 700 جنية في الشهر يعني دول ممكن يكونوا بيناموا مش شبعانين احنا لازم نتصرف في اسرع وقت
هتف اخر:-
_مصر بتنهار بالبطئ
••••••••••••••••••••••••••••••••
دخل للجناح ليجدها تجلس علي أحد الارائك وتنظر للتلفاز تتابع أحد الأفلام الأجنبية بشغف
ليجلس
بجوارها ويظل ينظر لها قليلا بجمالها الساحر الذي يحسدونه عليه وعيونها
اللامعة بكهرمان رائع يظهر عندما تضحك وشفاه وردية مغرية عندما وقع نظره
عليها لم ينتظر قليلا حيث وضع يده خلف رأسها وسحبها بهدوء نحوه وقبلها بقوة
قليلا وشغف
بينما هي انصدمت بوجوده من الاساس لكن تلك المرة أبعدته بغضب عنها
هاتفه بضيق:-
_كفاية ابعد بقي انا زهقت
هتف بسخرية:-
_من تاني يوم جواز وزهقتي
فريدة بضيق:-
_ايوا زهقت انت اصلا ازاي مستحمل تعيش معايا وانت عارف اني مش عيزاك
اقترب منها قليلا حتي تقابلت عيونهم وقال بخبث:-
_متأكدة انك مش عيزاني
نظر لعيونه قليلا منسحره بلونها الذهبي الرائع ذلك ليبتسم هو بخبث وهو يقف ويتجه للداخل وهو يفك ربطة العنق الخاصة به
بينما هي فاقت من شرودها علي اثر اختفائه لتقول لنفسها:-
_مستحيل احبه مستحيل هو صح مأذنيش علشان اكرهه لكن أنا مش هسمح اني اكمل معاه واضعف قدامه مش هسمح بــ دا ابدا...ابدا
بينما بالداخل ،،،،،
وقف أمام المرآة التي توجد في غرفة الملابس بعد ان ارتدي بنطال بيتي اسود وتيشرت أيضا اسود وصفف شعره بأهتمام شديد
كان
ينظر أمامه بشرود تام وكأنه في عالم اخر يتذكر سنوات مرت أمام عينيه
كسيناريو سنوات مليئة بالألم والقهر والحزن والظلم والضرب سنوات جعلته
كشيطان غريب بطبعه
هادى وقوي... ضعيف وصامت ..متحدث وغاضب.. عصبي وبارد
كان غريب بطباعه حقا ولكن لا أحد يعلم ما بداخله
حتي الآن لم يري أحد جحيم عنفه وقوته
لم يراه أحد وهو يقتل بدم بارد
لم يراه أحد وهو يتمتع بصراخ الغير
حتي الآن لم يعرفه احد
ولكن قرر الان ان يظهر علي حقيقته سيتحدث ولن يصمت لكن حديثه سيكون قاتل سيكون مرعب اكثر من صمته
يكفي صمت فقد رعبهم بما فيه الكفاية بذلك الصمت
اليوم سيتحدث ليرعبهم أضعافا مضاعفة من رعبهم بصمته الدائم
لا احد يعرف ما بداخلك
لكن معظمنا توجد داخله نار تحرق
••••••••••••••••••••••••••••••
في ساعات الليل الأخيرة
تسلقت
جدار القصر الخلفية بمهارة عالية حتي وقفت اعلي السور لتنظر للحرس
الموجودين عند الباب الخلفي نظرة أخيرة قبل أن تلتفت للخارج وتهبط سريعا
وتركب سيارة كانت بانتظارها
ولم تنتبه لنظراته التي
كانت تلاحقها منذ أن تحركت من جواره حتي تلك اللحظة وبسمة عجيبة علي شفتيه
لكن يمكننا وصفها بأنها بسمة سعادة أو ربما فخر
يتبع...