اخر الروايات

رواية رايات العشق الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة الالفي

رواية رايات العشق الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة الالفي 


"الفصل السادس عشر "
***

+


منذ أن أتت الى منزل عمها وهى لم تتحدث ،، فظلت حبيسه الغرفه ، تحاول استجماع قواها عندما ترا شقيقها فماذا تفعل ؟ 
كانت متخبطه ومتشتته الذهن ، لذلك فضلت ان تختلي بنفسها ..
احترم رؤى رغبتها بعدم الحديث وتركتها لتهبط الدرج وهى تشعر بالحزن ، فقد تبدلت ايسل تماماً عن السابق ،، اختفت ابتسامتها ، رات شحوب وجهها وكانها لم تذق النوم منذ اعوام .
زفرت بضيق وهى تجلس بجانبيا اشقائها 
- رافضه تتكلم وشكلها بجد صعب اوي ،، صعبانه عليه اوى ، حد فيكم يتكلم معاها يمكن تخرج اللى جواها 

+


نظر معتز الى شقيقه : ماجد يطلع يتكلم معاها 
رفع حاجبيه بدهشه : أنا 
- ايوه انت يا ماجد ، هى نفس شخصيتك وماحدش هيفهمه زيك ،، انت اللى هتحاول تخرجها عن الحاله دي ، جرب كده ومش هتخسر حاجه ، مش انت خلاص بتعتبرها زى رؤى

+


- ايوه طبعا زي رؤى 
نهض من مجلسه وهم بصعود الدرج الى حيث غرفتها ،لكي يتحدث معها ..
""""""""
اما عن غرفه المكتب فقد جمعت بين الاشقاء ليتبادلون اطراف الحديث ولم يكف هاشم عن الحديث الى شقيقه منذ لحظه قدومه ..
وبادله الآخر التسألات التى تدور بذهنه عن عودته ،، ومكوثه بالقاهره ،، وعن ما ينوي فعله عندما يلتقي بابنه ..
اجابه شقيقه على كل تسالاته الى ان صمت فجاه عندما حدثه شقيقه عن طفله الذي تركه وهو عمره عام واحد فقط ، والان يعود وهو شابا فى ريعان الشباب يبلغ من العمر ثلاث وعشرون عاما ..
انتابه الخوف والقلق بسبب تلك المواجهة 
- تفتكر اسر هيتقبل وجودي فى حياته ، هيجري عليا ويخدني بالحضن ولا هيرفض الحضن ده ،، هيكون رد فعله ايه هيفرح ولا هيحزن لم يشوفني قدامه ،، زيدان أنا تعبان من مجرد صمت ايسل ودموعها اللى شايفها فى عينيها ومش قادر اخفف عنها ،، دلوقتي مش هتحمل رد فعل اخوها كمان ،، لو رفضني أنا ممكن أموت فيها بجد مش هستحمل حزن وزعل ولادي 
ضمه شقيقه وهو يمسد على ظهره بحنان 
- بعد الشر عليك يا حبيبي ، الولاد بس مصدومين فى الاول ، لكن لم يستوعبو اللى حصل صدقني الامور هتتصلح وكان مافيش حاجه حصلت ،، وبعدين ماحدش فيكم غلطان لوحده ، انت وفريده غلطتو وده الوقت اللى تحاولو بقى تصلحو الغلط ده وتقربو الولاد من بعض وتقربو أنتم ليهم ، صدقني كل حاجه وليها حل ان شاء الله ، بس انت قول يارب 
- يااا رب  ..
""""""""""""
طرق باب غرفتها بهدوء ليستمع الى صوتها المبحوح من اثر البكاء تاذن له بالدخول ، ليدلف الغرفه ويتقدم منها لترفع هى اعينها لتلتقى بابن عمها .
حول ماجد رسم ابتسامته وهو يجلس بجانبها 
- هتفضلي حابسه نفسك وحتى الكلام رفضه تتكلمي ، ليه كل ده ؟ 
عجزت عن البوح عما تشعر به داخلها ولكن هو تفهمها ، ليحاوطها بذراعه لتضع رأسها على صدره ويطبع قبله حانيه اعلى رأسها 
- أنا حاسس بيكي وعارف انك دلوقتي متشتته ومش عارفه تعملي ايه ، عشان انتي دلوقتي بتفكريني بنفسي من خمس سنين 
ابتعدت عنه لتنظر له بعدم فهم
- بفكرك بنفسك ازاى 
تنهدت بقوه وتحدث بصدق 
- من خمس سنين كنت لسه متخرج بقى وعندي طموح لازم احققها وطلبت من بابا استقل بشغلي لوحدي ، بابا فى الاول رفض وخاف عليه قالي ليه مش أفضل معاه فى الشركه واتعلم منه الاول ، كان شايف ان لسه صغير ومسئوليه زي دي كبيره عليا ، بس أنا رفضت واصريت على ان يكون ليه شركه خاصه بيه وكمان انافسه ، بابا فرح ان متحمس واستقلت بشغلي فعلا بعيد عنه .
فى الوقت ده كنت بحب ومتعلق باللى بحبها وعايز اثبت نفسي عشان اكون جدير بيها وهى تفتخر بيه ، المهم بعد لم شغلي بدء يمشي بقى فى السياحه قولت لازم بقى اخد الخطوه اللى كنت مأجلها ولازم اخطبها بقى وفعلا خدت عيلتي واتقدمنا وكل حاجه مشيت زى ماكنا مخططين ، اشترينا الشبكه وحجزنا القاعه وعزمنا المعازيم وكل حاجه تمام  ، ويوم الخطوبه وانا وهى فى الكوشه واهلها واهلى موجودين اختفت السعاده وقتها 

+
     
تسألت بقلق : ماذا حدث ؟ 

+


اكمل حديثه بحزن وانكسار : 
- أعز صديق ليه كان بيشتغل فى الغردقه وجاي يحضر خطوبتي بقى وهو فرحان ليا ، اتصدم لم لقى البنت اللى فى الكوشه واللى هى تبقى خطيبتي ، كانت حبيبته اللى سابته عشان ظروفه الماديه وهو كان من عيله بسيطه ، مش قبلت بيه وبظروفه رغم انها من نفس المكان والظروف كانت واحده ، صاحبي ماتحملش وسلم عليا وكان قرر يسيب الخطوبه ويرجع شغله تاني فى الغردقه ،، 
فلاش باك..
بداخل قاعه الافراح 
بعد ان صافح صديقه وتفاجى بوجود الفتاه التى عشقها تجلس بجانبه ، اختفت ابتسامته وحاول الابتعاد مره أخرى ولكن لحق به ماجد .
- اياد ، استني يا بني رايح فين 

+


تسمر اياد مكانه ولم يستيطع النظر داخل عينين صديقه لذلك قرر الهروب والعوده من حيث اتى ، لا يريد كسر قلب صديقه فقرر البعد 
- أنا جاي ابارك لك يا صاحبي وامشي على طول ، انت عارف شغلي بقى ، لازم أكون الصبح فى الغردقه ، ألف مبروك وربنا يتمم لك بخير 
شعر ماجد بالحزن : انت يابني مش قولت هتفضل هنا يومين وبعدين مالك شكلك اتغير كده فجاه ، هو انت مش فرحانلي ولا ايه 
ربت على كتفه بحب : لا وربنا فرحنالك اوي وانت عارف غلاوتك عندى يا ماجد ، انت مش مجرد صاحب ، انت أخ 
حدثه ماجد بلوم : وعشان اخوك عايز تسيب خطوبتي وتمشي صح 

+


- غصب عني ، انت عارف الظروف 

+


لم يتركه ماجد وظل يحاول معه الى ان انسابت دموع زياد وعانقه بقوه ، منما ازداد القلق داخل قلبه 
ابعده عنه برفق ونظر الى عينينه التى تزرف الدموع بصمت 
- وده من ايه بقى ، قولي فى ايه بجد ، اوعى تخبي عني حاجه ، أنا مش اخوك اتكلم في ايه يا اياد 

+


اخبره اياد بحزن بسبب علاقته السابقه مع تلك الفتاه التى تدعى ياسمين .
- ليه ماقولتليش انك خطبت ياسمين زميلتنا فى الجامعه 
- قولت خليها مفاجأة 
- مفاجاه ايه بس 
تحدث ماجد بغضب : مالها ياسمين يا اياد ، انطق ، وليه لم شوفتها وشك قلب 180 درجه ، فهمني يا صاحبي ، ماتخليش الشيطان يلعب بدماغي 

+


تنهد اياد بحزن وبتر كلماته بانفعال 
- ياسمين مابتحبكش يا ماجد ، ياسمين دي اللى بسببها قررت أبعد عن هنا واشتغل فى الغردقه ،هى دي البنت اللى كسرتني وحسستني ان مش من حقي ان أحب  عشان انا فقير ولا مستوايا اقل من اي حد ، حسستني ان قلبي مش من حقه يفكر يحب ولا يرتبط ، ياسمين من نفس منطقتنا وكانت جارتي وعشان كده بعدت عشان مش عايز اشوفها تاني 
هز راسه بصدمه : ليه ماقولتليش انك بتحبها واحنا فى الجامعه 
لوى ثغره باسي : كنت مغفل وخايف عليها ومش عايز حد يعرف بالعلاقه اللى بينا  ، وهى طلبت ده كمان وأنا احترمت رغبتها ، ماكنتش اعرف انها بتستغفلني عشان تقرب منك ودلوقتي اهي معاك فى نفس الكوشه ، ماجد ياسمين ماتنفعكش ، انت مش تستاهل تنخدع زى ماانا اتخدعت ، انت صاحبي وأنا واجبي احذرك وانصحك .
تحدث ماجد بانفعال : أنا اللى اصريت عليك تنطق فى ايه ، يعني كنت هتمشي وتسبني مخدوع يا اياد فى الانسانه اللى حبتها واختارتها تكون شريكه لحياتي 
وضع يده على كتفه برجاء : صدقني كنت هقولك بس مش دلوقتي ماكنتش عايز اكسر فرحتك 
نثر يده بضيق وعاد الى حيث الكوشه لينظر لها بجديه 
لتتبدل ملامح وجهها وتحاول رسم الابتسامة اعلى ثغرها لكى لا ينفضح امرها ، وهى تدعى الله داخلها ان تمر المطبخ بسلام..
اما اياد فغادر الحفل على الفور بعدما اخبر صديقه بكل شيء وقرر ان يعود الى الغردقه  فى الحال ...
انهى ماجد الخطبه سريعا ، وعندما غادر المدعوين نزع دبلته والقاها بوجهها وسط صدمه العائله ..

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close