اخر الروايات

رواية رايات العشق الفصل الخامس عشر15 بقلم فاطمة الالفي

رواية رايات العشق الفصل الخامس عشر15 بقلم فاطمة الالفي 




                                    
"الفصل الخامس عشر "
***

+


سرد والدها على مسامعها كل شيء متعلق بالماضي وهى تنصت إليه غير قادره على الحديث .
فقط تنظر اليه بألم وتنساب دموعها بصمت ، بعدما انهى حديثه جذبها لصدره ليخفف عنها حزنها ويطلب منها ان تتحدث ، تعاتبه ، تلومه ، تحمله ذنب كل شيء ، لا يريدها صامته بهذا الوضع المحزن ، الذي اوقد النيران داخل قلبه فلم يتحمل رؤيتها بهذه الحاله .
- اتكلمي يا قلبي ، قولي أي حاجه بلاش تسكتي كده ، سكوتك بيقتلني يا ايسل 
حاسبيني عن اللى فات وأنا راضي .
ابتعدت عنه بلطف وكفكفت دموعها وزفرت انفاسها بمراره الألم الساكن داخلها واعطته ظهرها لتتحدث بصوت مبحوح 
- عايزه افضل لوحدي 

+


انصاغ لمطلبها فهو يعلم بابنته إذا حزنت تختلي بنفسها ولا تتحدث لاحد وهذا الطباع ورثته منه ، غادر غرفتها بحزن وتوجه الى عرفته هو الاخر ليحاسب نفسه على ما توصلت إليه الامور ، يعلم بان اطفاله هم اللذين يجنو ثمار ما حدث بالماضي ، هم اللذين يدفعون ثمن الفراق الان ويتضرعو مراره الفراق ...

+


"""""""""""
ظلت تجوب الغرفه ذهابا وايابا غير مدركه فمازالت الصدمه عالقه بعقلها وترفض تصديق ما حدث قبل قليل ، الى ان استعابت فجاه لمصارحه والدها وجلست اعلى الفراش تحاوط وجنتيها بين كفيها وتنظر للأسفل بشرود ودموعها تتساقط اعلى وجنتها بغرازه ، لم تتوقف عن البكاء بلا تزداد دموعها وتزداد شهقاتها المكتومه ، تريد أن تستيقظ من هذا الكابوس ، تأمل بانها داخل حلم يقظه فهى لم تستوعب تلك الحقيقه القاسيه ..
"""""""
استعد لمقابلتها وارتدى بنطال اسود يعلوه قميص اسود أيضا ويشمر عن ساعديه ويترك اول ازاره مفتوحه ، هندم ملابسه ومشط شعره ورفعه لاعلى قليلا ،ونثر عطره المفضل ، ثم حمل هاتفه وهو يغادر غرفته داخل الفندق واثناء سايره قرر مهاتفتها ليخبرها بانه قادم إليها ..
وضع الهاتف اعلى اذنه بعدما ضغط زر الاتصال ، أستمع لرنين الهاتف عده مرات ولم تجيبه ، فاكمل طريقه وغادر الفندق  ليستقل سياره الاجرى التى تنتظره وينطلق السائق بعدما املى عليه العنوان ،، ليتوجه الى حيث تقطن محبوبته فقد تواعدو بالأمس بانه سوف يخرج معها للتنزه داخل شوارع العاصمه ، فى يوم عطلتها من المشفى واليوم هو اليوم الذى خطط من اجله كثيرا ، يريد ان يحدثها بمدا تعلقه بها ويامل بانها تبادله أيضا نفس المشاعر وانه تجاوز مرحله الصديق فهو يطمع بحصوله على رتبه عاشق داخل اسوار قلبها ..
كان طوال فتره مكوثه بالمشفى يلقنها دروس فى تعليم اللغه التى يتحدث بها الجميع ولم يتركها الا عندما اصبحت تتحدث مثله وبنفس طريقته ، ولا تتحدث الفصحى الا قليل ، علم وقتها بانه معلمها ويريد ان يصبح اكثر من ذلك ..

+


بعد مرور خمس عشر دقيقه كان يترجل من السياره ويعطى السائق نقوده ليغادر وهو دلف للأمام الى حيث حديقه الفيلا واخرج هاتفه مره أخرى ليعاود الاتصال بها ثانيا وكلما كف الهاتف عن الرنين يعاود المحاوله مرارا وتكرارا الى ان اتاه صوتها الخافت .

+

                
عندما صدع رنين هاتفها نشلها من حاله الحزن التى سكنت بها والتقطت الهاتف بانامله مرتعشه ، قرات اسم المتصل لتجيب عليه بصوتها الخافت الحزين 
- رامي 

+


اختفت ابتسامته عندما شعر بنره صوتها الحزين وانتابه القلق 
- ايسل  انتي كويسه ؟ 
- لا اعلم 
ابتلع ريقه وشعر بانقباض قلبه وحاول سحب شهقيا بهدوء ثم زفرا بهدوء شديد 
- طيب أنا موجود عندك فى الجنينه ،  مستنيكي 
قال كلماته واغلق الهاتف ليتطلع حوله بقلق وهو يتنهد بعمق ويهمس داخله ماذا حدث لها ولما صوتها حزين بهذا الشكل ؟
"""""""
لم تبدل ثيابها فتركت غرفتها لتهبط الدرج وتغادر الفيلا متوجه الى الحديقه لتلتقى برامي ، شعر والدها بمغادرتها لغرفتها وعندما أسرع لتتحدث معها ، علم من اجين بانها تجلس بالحديقة مع الشاب المصري الذي أتت به الى هنا من قبل ، فعاد الى عرفته ليقف داخل الشرفه ليتطلع إليها بحزن 

+


كان مصوب انظاره ينتظر قدومها الى ان اقبلت عليه بمنامتها الزرقاء  ، جحظت عيناه بصدمه من اقترابها وقفت امامه وانسابت دموعها بحرقه وارتمت باحضانه ليعلو صوت بكاءها ليمزق قلبه حزنا عليها وما كان منه الى ان يبادلها العناق بقوه ويربت على ظهرها برفق لكى تستكين وتكف عن البكاء .
- ليه الدموع دي ؟  ايه بس اللى حصل ؟ 
طمنيني انتي كويسه ؟ 
ظلت تشهق بقوه وهى متشبثه باحضانه ولم تقدر على التفوه بكلمه ، انتظر الى ان تهدى ثوره دموعها ليتحدث معها برقه ويعلم الأمر ..

+


كان هاشم يراقب الموقف من شرفه غرفته وهو يعاتب نفسه ، فالان يرا تحطم إبنته امام اعينه ولا يستطيع أن يخفف عنها..
اما عن رامي فظل محاوطها بين ذراعيه وهو يهمس بصوت دافئ
- نهدى كده ونبطل عياط عشان افهم فى ايه ومين ابن مين فى فرنسا عشان يخليكي تنهاري بالشكل ده 
اراد ان يمزح معها ليجعلها تبتسم .
ابتعدت عنه  وهى تنظر له بعينيها الباكيه وتفوهت بحزن
- داد 
عض شفتيه بدهشه عندما أخبرته بالمتسبب فى سقوط دموعها ليس الا والدها ، هربت الكلمات من بين شفتيه ثم تنهد بضيق وبلل شفتيه التى جفت بواقع كلمتها على مسامعه ، فهو يعلم بمدا العلاقه القويه التى تجمعها بوالدها ، لذلك مصدوم بانه المتسبب فى حزنها الآن ..

+


طال الصمت بينهم الى ان جذبها رامي وهو يمسك برسغها ليجعلها تجلس بالمقعد الموضوع داخل الحديقه حول الطاوله الصغيره وجلس مقابل لها ، ثم تحدث بهدوء .
-اقعدي كده واهدى وبعدين نتكلم 
زفرت بقوه ووضع كفيها اعلى المنضده وهى تشبكهما بقوه وتزداد من الضغط عليهم منما جعل كفيها يصطبغ بالاحمر القان من شده الضغط ، لاحظ رامي انها تحاول الهاء نفسها باي شيء ولا تعلم بانها بهذه الفعله تاذي نفسها ، قبض على كفيها ليجعلها تكف عن هذا 

+


- ايسل انتي كده بتاذي ايدك وانتي مش حاسه ، ارجوكي اهدي وقوليلى حصل ايه لكل ده وليه زعلانه من باباكي 
لوت  ثغرها بضجر وتحدثت بمراره 
- عشان فجاه بقى عندي ماما ، لا ومش بس كده عندي أخ تؤام كمان ، وأنا عرفت بكل ده من ساعه بس ، انت متخيل 
احتلت الدهشه ملامح وجهه وجحظت عيناه بصدمه 
- لا قولي كده تاني بالراحه عليه عشان استوعب 
- انت لم تستوعب الأمر فماذا عنِ
- لا اتكلمي عربي عشان افهمك صح ، امال أنا بقالي اسبوع بحفظك ايه 
قصت عليه ما قاله والدها إليها قبل لحظات وهى الى الان لم تستوعب حقيقه الأمر ...
""""""""""
بالقاهره .





السادس عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close