اخر الروايات

رواية بلال وفريدة العشق بطريقة الشيطان الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير

رواية بلال وفريدة العشق بطريقة الشيطان الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير


••الفصــــل الثــالــث عـشـــر••

كانت مازالت مستنده علي ذلك الباب وهو أمامها يكاد يلتصق بها بينما أنفاسه اللاهبة بنيران الغضب اصطدمت ببشرتها الناصعة التي تحولت للون الاحمر من الخوف ومازال يضغط علي يدها التي تقع خلف ظهرها بقوة وحدة وكأنه يحاول أن يتماسك بقدر ما يستطيع بينما عيونه كانت قصة أخري
فقط كانت تخرج منها نيران حارقة ملتهبة وذلك الاحمرار التي اكتساها وانفاسه أصبحت تخرج بعنف شديد بينما نظره ارتكز علي ملامحها وعيونها خصيصا بعد تلك الكلمات التي قالها
صمت كان يحل علي تلك الغرفة الباردة التي شعرت أن درجة الحرارة بها وصلت للصفر المئوي لكنها جمعت قواتها الهاوية وهي تهمس بصوت متحشرج:-
_بـــلال
همس بجوار اذنها بهدوء شديد:-
_اششش مش عايز اسمع صوت
صمتت بتوتر لتجده يقرب أنفه من خصلاتها ويتنفسها بهدوء شديد وعمق ارعبها وظل هكذا لوقت طويل وبدأت أنفاسه في الهدوء اكثر واكثر
أغلقت عيونها بتوتر من قربه هذا وأفعاله الغريبة وهمست مرة أخري:-
_بــــلال
همس ردا علي همسها بنبرة مخيفة:-
_خليني اهدأ يافريدة
لم تفهم كلماته تلك ولم تهتم أن تفهمها لكن رغم ذلك صمتت بتوتر وهي تراقب أنفاسه التي وصلت لرقبتها ويده التي تركت فمها واتجهت لخصلاتها ووضعها بداخل خصلاتها يحركها برفق وهو يغمض عيونه واضعا أنفه بين طيات عنقها الذي أظهر توتر انفسها من تقربه منها الي هذا الحد المهلك بالنسبة لها...
دقائق تمر وهو علي حاله هذا حتي تفاجأت أنه يضغط علي خصلاتها التي بين يديه بقوة اوجعتها ثواني وترك يدها التي تقبع خلف ظهرها وابتعد قليلا عنها فقط مجرد خطوة وقال ومازال يمسك بخصلاتها بين يديه:-
_سمعت انك بتعشقي شعرك دا أية رأيك اقصه دلوقتي...قال آخر كلمة وهو يضغط عليه اكثر لترفع يدها وتضعها علي يده التي تمسك شعرها هاتفه ببكاء:-
_لا ارجوك...انا اسفة والله اسفة مش هتتكرر تاني
بلال بحدة وعيون غاضبة حمراء:-
_اية السبب اللي خلاكي تيجي هنا
صمتت
ليتابع هو بصراخ:-
_ردي
اخيرا نطقت بحزن:-
_مكنتش عارفة انام وانا عارفة اني هصحي هدخل لجحيمك برضايا ومادام انا اتجوزتك عارفة انك مستحيل تسيبني في حالي ابدا بعد كدا كنت عايزه مكان انسي فيه دا وملقتش غير هنا
بلال ببسمة شيطانية:-
_يعني انتي عارفة انك داخله علي جحيم بس اللي متعرفوش انك زودتي نار الجحيم عليكي
فريدة بقوة هاوية:-
_علي فكرة انا مسمحش لاي حد يضربني أو يتطاول عليا بالكلام
بلال بقسوة:-
_انا ممدش ايدي علي واحدة ست الا إذا كانت عايزه تتربي وكانت...مراتي
فريدة ببكاء:-
_ليه اخترتني انا ليه
بلال:-
_سؤال هيفضل في بالك العمر كله ومش هتلاقي رده ابدا
فريدة بضعف:-
_انا عايزه اروح...انا تعبانة
بلال:-
_هتروحي ياعروسة.. هتروحي ...لكن افتكري اني لسة معاقبتكيش علي غلطك دا ..حفاظا علي شكلك بكرة اصل حرام الناس تشوف عروسه مشوهه يوم فرحها..
•••••••••••••••••••••••••••
،،،،، صبااح يوم جـديــد ،،،،،

لم تعرف أنه الي هذا الدرجة مخيف الا وهي تري العمال يعملون بمنزلها بدون نفس حتي لا يتحاورون معها والادهي أنه لم يلمحها احد مهما مرت من جواره بل هم حتي لم يرفعوا نظرهم اتجاهها كل شى كان يسير علي ما يرام والعمال يعملون وهي تقسم أن أطرافهم ترتعش بخوف أن يخطئ أحدهم وينال عقابه من الشيطان
كانت الساعات تطير تكاد تتسابق حتي تنتهي ويأتي الليل وهي تجلس مكانها رافضه أن تقف الا لتأكل فقط ربما فهي حينما تشعر التوتر تأكل بينما منعت أن يأتي صديقاتها الان
هي لا تريد أن تكون مثل أي عروس لأنها ببساطة ليست عروسا ابدا
تنفست بضيق وهي تسمع طرق علي الباب لتسمح للطارق بالدخول
لتمر ثواني عديدة قبل أن يدخل فارس هاتفا ببعض المرح:-
_اهلا اهلا لعروسة الليلة
هتفت بحدة قليلا:-
_فارس لو سمحت اسكت
اتجه نحوها وهو يضحك هاتفا:-
_في عروسة تبقي زعلانة يوم فرحها كدا
فريدة بضيق:-
_ايوا فيه.. لو هتتجوز بلال عز الدين
فارس:-
_دا انتي مفروض تكوني طايره من الفرح انتي بالنسبة للناس دلوقتي خدتي حته من السما يابنتي
فريدة بغيظ:-
_مش للدرجة
فارس:-
_لا للدرجة خصوصا أن الكل ملاحظ تغيره الجزري يمكن من ساعة ما كتبتوا الكتاب والكل بيقول انك السبب في كدا
وغمز لها بمرح
فريدة:-
_سبب أية ياعم ما هو زي ما هو اهو عصبي وبارد وغلس
فارس بضحكة عالية:-
_اها لو سمعك مش بعيد يقتلك....حبيبتي بلال لو كان زي زمان زي ما بتقولي كان في اقل غلطة ليكي ضربك بالنار وارتاح
توترت ملامحها وهي تتذكر ملامحه بالامس الغربية ورغم ذلك فقط مرت دقائق وبدأ بالهدوء
هل فعلا هي تؤثر به ام هذا ما يعتقده الناس وهو فقط من يؤثر بها...
فاقت من أفكارها علي صوت فارس الذي هتف:-
_المهم مش هتاكلي
فريدة:-
_لا مليش نفس ...اقصد لسة واكله من شوية
فارس وهو يضربها علي كتفها بمرح عده ضربات متتاليه:-
_لا لا لازم وتغذي دا انتي رايحه للشيطان يعني لازم تكوني قويه كدا
نظرت له بغضب وهي تقول:-
_فارس...اطلع بره
ضحك وهو يقف ليتجه للخارج بعد أن غمز لها بمرح وشكل يده علي شكل قلب
لتهمس بعد خروجه:-
_يقصد ايه بالقلب دا مستحيل يكون يقصدنا انا وبلال
هتفت تلك الكلمات ثم تأففت بضيق وهي تقول بغضب:-
_بلال ، بلال ، بلال يارب يولع مكان ما هو قاعد
•••••••••••••••••••••••••••••
جائت لذلك المكان عندما هاتفها علي الفور هي تعلم أنه الآن سيكون متدمرا أو ربما يستعد للموت تعلم أنه الآن يمر فقط بالجحيم...بجحيم الحب
تنهدت بضيق وهي تنظر حولها بحثا عنه
وهي تستعد لاي كلمات ستخرج من فمه عن عشقه لصديقتها وجنونه بها سيتحدث اليوم بالطبع عن كل شى لعله يخرج ما في قلبه ورغم هذا هي تعطف عليه فهو حتي لن يستطيع أن يهرب من ذلك الزفاف فهو يعمل لدي الشيطان ويجب أن يكون ملازما له في يوم كهذا

اخيرا لمحته وهو يترك سيارته عند احد الجوانب ويقترب منها بخطوات مهتزة لم يكون كعادته امير بقمته الطويلة أو وسامته التي تسحرها بتلك العيون الكاحلة التي تسحرها عيون مشابهة تماما لعيون شقيقته التوأم
التي كانت تهيم بها احيانا وهم جالسون لأنها تراه هو مكانها
اقترب منها حتي وقف امامها وظل صامت للحظات كأنه يسارع الاضطرابات التي توجد داخله يسارعها وكأنه في سباق سينهي حياته ويوقف قلبه الذي آدمي من الحزن
لم تعرف ماذا تفعل وهي تراه هكذا
وهو لم يعرف ماذا يفعل لكي يرتاح
الآ أنه تحدث بعد ثواني عديدة:-
_ينفع اتكلم
هتفت بصوت هادئ مبتسم:-
_انا سمعاك
جلس علي الارضيه وكان قدمه لم تستطيع أن تحمله ووضع يديه علي رأسه وصمت وكأنه يحاول أن يوقف الذكريات تلك التي تهاجمه
حتي تحدث اخيرا:-
_اول يوم في الحضانة معتقدش حد فاكره لكن أنا فاكره كله ، لما كنا واقفين انا وأميرة وانتي ، وفجأة شفتها كانت جايه مع مامتها ولبسه فستان قصير لونه ابيض ، وسايبه شعرها ، وكانت عامله قصة توصل لبدايه عنيها ، كانت داخله وهي مش طايقه نفسها وعماله تتأفف بضيق شديد وفجأة جه طفل صغير من وراها ، ومسك شعرها كفضول علشان كان لونه حلو..حلو اوي وفجأة لقيتها بصتله بصه مفهمتهاش ، ودقيقة ولقيتها نايمة فوقيه وشغاله ضرب فيه ، ومحدش عارف يحوشها من عليه ،
دي كانت أول مشكلة بس مكنتش الأخيرة للأسف بقيت صحبتنا كنت ببقي فرحان وانا شايفها قاعده معانا ، وبتاكل ومش بتكلم اي اولاد غيري انا..انا وبس صدقيني مكنتش قارد اشوفك أو اشوف غيرك ياريما علشان انا اتسحرت بيها من اول مره كنت في حضانه واتسحرت بشعرها ، بقوتها ، بجمالها ، بتعاملها ، اتسحرت بكل حاجة وصلنا لثانوي ، ولو كنتي تلاحظي كنت دايما اتخانق علشانكم ، لكن يوم ما اتخانق علشانها هي كنت لازم اوصل للمستشفي لاني كنت ببقي بضربهم بعدم وعي ، انا حبيتها ، وعشقتها ، وكل ما تمر ثانية حبي بيزيد ليها انا حاربت علشانها مين قالك محربتش ظهرت قدامها بكل الطرق وهي لو تفتكري كانت بتقول "شكل اخويا بيحب يابنات" كانت شيفاني اخ وبس ، كانت شيفاني صديق تسند عليه ، لكن عمرها ما شافتني زوج أو حبيب
اتفجات لا اقصد انصدمت لما عرفت أن انهاردة كتب كتابها ، وقتها صدقيني قلبي كان هيقف من الوجع انها تكون لغيري دا شئ متوقعتهوش ، دا انا كنت بفكر أظهر لها بطريقه تانيه ، اعترف علطول بحبي ، اخطفها ، كنت بفكر في كل حاجة لكن هنا ممكن نقول إن الغباء كان مسيطر عليا.. أو اتأخرت علشان اندم علي اللحظة دي طول عمري

صمت ودموعه تتساقط من عينيه
ثم نظر لها وشعور الذنب يجتازه بشده ذنب ممزوج بالخيانة:-
_اسف حاولت افكر فيكي ، مقدرتش ، كنت ببصلك واشوفك هي ، مقدرش اقول كنت لاني حتي الآن بشوفك هي ، بشوف كل البنات هي ، بشوف اي حاجة حلوة هي ، زعلان علشان واجعك لكن مش عارف اعمل ايه ، انا تعبت ، تعبت اوووي ياريما

قال كلماته وصمت وهي يبكي لتهبط لمستواه وتحتضنه وهي تبكي علي حاله ليقول هو:-
_مش عايز اروح... مش هقدر أشوفها... مش عايز اشوفهم مع بعض... مش هستحمل

ساد الصمت للحظات علي المكان قبل أن تقول هي بكلمات أرادت أن تقولها دوما لعلها ترتاح:-
_لية مقدرتش تشوفني انا ، لية مقدرتش تتسحر بشعري الاسود ، لية مقدرتش تشوف عيني البني ، لية مشفتش بشرتي اللي بنفس لون بشرتها ، لية معرفتش أن لوني المفضل هو هو لونها المفضل ، لية مقدرتش تعرف اكلتي المفضله ، لية مقدرتش تعرف اني بدأت اغير منها..من صحبه عمري اللي كانت بتعمل مشاكل الدنيا علشانا ... لية ها لية

امير بصراخ باكي:-
_علشان انا مش قادر اشوف غيرها ، مش قادر احس غير بيها ، مش قادر اشوفك ياريما ، مش قادر اشوفك بشكل غير شكلها

الحب ينقسم لنوعان يااعزائي
نوع يدمي القلب ولا يشعر فيه الحبيب بالسعادة يوما
وحب يسعد لأنه وقع بين اثنان لم يكون للحزن طريق في حياتهما
بينما العشق
لا يكون عشقا سوي بالألم
فكيف ستنتهي رحله عذاب ريما وامير بسبب ذلك العشق
وكيف ستكون نهايه فريدة وبلال الذي لم يزورهم العشق بل زارهم ما هو اقوي وأعنف واقسي
•••••••••••••••••••••••••••••
وقفت أمام المرآة وهي ترتدي فستانها .. فستان الزفاف الذي تحلم به كل فتاة ، ربما لم تكون يوما تريد الزواج ، لكن الان هي أصبحت متزوجة دون سابق إنذار ، او اعتراض حتي ، نظرت لانعكاسها في المرآة لتشاهد فستان هادئ وبسيط للغاية ، في تصميمه ، فقط يوجد ذراع له من الدانتيل يصل لقبل نهاية ذراعها بشئ بسيط ، وبعض النقوش البسيطة علي الجزء العلوي منه ، ثم ينظر باتساع بسيط ..بسيط للغايه للأسف ، وارتدت تاج باللون الابيض اعلي رأسها ، بعد أن صففت خصلاتها علي هيئة قصه شعر بسيطة للغاية أيضا ، وارتدت حذاء بكعب عالي غصبا أيضا ، فقد أمسك رجليها ريما وأميرة حتي يدخل غصبا عنها في قدميها كما وضعت أيضا بعض مستحضرات التجميل الخفيفة علي وجهها
كانت تنظر لأنعكاسها بشرود في حياتها القديمة ، هل ستستطيع أن تكمل أعمالها وهي في قصره ، هل ستستطيع أن تخرج مثلما تريد ، هل ستستطيع أن تقابل أصدقائها
هل وهل وهل
لكن الاجابه مجهولة
تنهدت وهي تلتف ناحيه الباب الذي انفتح ودخلت منه والدتها التي كانت ترتدي فستان سوارية بسيط للغاية يتناسب مع سنوات عمرها
تقدمت منها والدموع تلتمع بعيونها حتي وقفت امامها لتظل دقائق تتأملها بفرحة وسعادة قبل أن تحتضنها بقوة لتبادلها فريدة الحضن
ظلوا هكذا لثواني قبل أن تبتعد والدتها وتمسكها من يدها وتتجه للفراش ليجلسا عليه
جلست الام وثم فريدة لتقول فيروز:-
_ديدا انا عارفة اني دلعتك كتير ، لان واحدة زيك مكنش حد يعرف يزعلها اصلا ، أو يضربها ، انتي كنتي صغننه اوي وجميلة من اول ما اتولدتي وكنتي رقيقة كدا ..جدك اول ما شافك قال هسميها فريدة علشان هي هتكون فريدة من نوعها في كل حاجة ، كنتي طول عمرك بتعملي مشاكل لكن عمر ما بباكي عاقبك ، لأنه عارف انك صح ، وانك لما بتعملي حاجة ، أو بتتعصبي ، دا بيبقي لان اللي قدامك غلط فضلنا بعدك فترة كبيرة مبنخلفش اكتفينا بيكي وبس ، ودلعنا زاد ليكي ، أنا خايفة يكون الدلع دا اثر عليكي بالسلب يافريدة ، أو لسه هيأثر ، انا عارفة انك قوية ومدركة لكل حاجة بتحصل ، وعارفة انك رقيقة زي التلج ، عارفة انك هتقدري تقفي في وش الشيطان ، لكن خايفة أنه بقوته يضعفك ، علشان كدا انا بقولك اياكي تسمحي لحاجة تضعفك ، ولا تسمحي لحد يقلل منك ، اوعي يافريدة تخلي حبك لاي حد يخليه يملكك ، وكانك لعبه بين أيديه ، انتي فريدة يعني مختلفة عن الجميع ، والدك لما اتعصب عليكي كان زعلان انك خبيتي عليه ، لكن هو متاكد انك مبتعمليش حاجة غلط ، واتمني يكون دا صح ...لو بلال أذاكي قوليلنا ووالدك هيعمل المستحيل علشان يبعدك عنه ، حتي لو كان آخر شى يعمله ، انتي غالية يافريدة غالية اووي فحافظي علي انك دايما تفضلي كدا

ابتسمت وهي تحتضن والدتها فبتلك الكلمات أعادت لها قوتها التي كانت ستتدهور الان
ربما هي تعلم كل تلك الكلمات لكن عندما رددتها والدتها مرة أخري استرجعت قوتها بأضعاف مضاعفة والان استعد يابلال عز الدين فلنري من سيدخل في جحيم من
ومن سيفوز بتلك الحرب
••••••••••••••••••••••••••••••
ممر واسع طويل مزين بورود حمراء علي جانبية والأضواء توجد بداخل الزهور بشكل رائع وفي نهاية الممر ثلاثة افرع أحدهم علي اليمين وآخر علي اليسار وآخر في المنتصف كان الذي يقبع في المنتصف يؤدي إلي المكان الخاص للعروسين بينما الآخرين يوصلا للطاولات الخاصة بالمعزومين فقط بينما كان هناك طاولة كبيرة كان يوجد عليها الطعام بانواع شتي
كان التصميم علي اعلي مستوي وكل شئ جاهز وممتاز ينقصه فقط العريس والعروس

بينما بالاعلي ،،،،،

طرقات خفيفة علي الباب ، ثم دخول والدها الذي حاول رسم الجمود علي ملامحه بقدر استطاعته ، وهو يري صغيرته عروس اليوم ، بجمالها الخلاب الرائع ، تقدم نحوها ليمسك بيدها ، ولم يبدي اي رد فعل ، لتترك هي يده ، وتتقدم حتي وقفت أمامه ، لترفع اصابع قدميها قليلا ، رغم انها ترتدي كعب عالي ، حتي أصبحت في طوله ربما ، لتقبل جبينه بحب وحزن وهي تقول بصوت باكي:-
_برضوا مش هتسامحني
ابعد رأسه عنها ولم يتحدث ، لتتنهد بضيق ، وهي ترجع بمكانها جواره ، قبل أن يمد يده ، ويسحبها لاحضانه ، ويحتضنها بقوة هامسا:-
_مبروووك يافريده قلبي
بادبته الحضن بأخر قوي وهي تبتسم بسعادة
وتهمس بجوار اذنها:-
_وعد هقولك انا كنت بختفي فين ، بس لما يجي الوقت المناسب
•••
كلما اقتربت السيارة ، كلما زاد حزنه ، بينما ملامح بلال كانت غير مفهومة ابدا ، كان امير فقط من تظهر عليه علامات القهر ، فهو يسلم عريس محبوبته بيده لها يكفي انه يوصله الي مكانها ، فكر لثواني لو أنه قام بحادث الان نعم فهو من تولي قيادة السيارة ، لثواني وجد أنه سينفذ تلك الفكرة المجنونة ، فليمت وهو مطمئن انها لن تكون لغيره ، لن يراها أحدهم مثلما شاء وكيفما يريد
يشعر بالقهر وهو يري انها زوجه بلال هذا يعني أنه ينسي فكره الاقتراب منها فهو لن يتركها ابدا ، رئيسه ويعلمه جيدا ، ولو انفصلوا لن يجعل رجل آخر يقترب منها ، الجميع يعلم ذلك
والجميع أصبح لا يستطيع أن ينظر بوجهها
ويقسم انها لن تري الشارع ابدا بعد الان
يقسم بذلك ويجزم أيضا
وسيكون شاهد علي حبسها الأبدي في قصر الشيطان
فاق من شروده وأفكاره وكل ذلك ، وهو ينظر للقصر الذي أصبح أمامه تماما ، فقط خطوات تبعده عنه
لينظر من المرأة للمقعد الخلفي ليجد أنظار بلال تتجه نحو الداخل وهو يركز نظره للأعلي بتركيز عجيب مخيف جعله يتوتر هو شخصيا
ثم فجأة وجده هبط وتوجه للخارج ليترجل هو أيضا من السيارة ويتبعه حتي صعدا درجات السلم الخارجيه ، ومن بعدها الداخليه ، حتي وقفوا أمام غرفتها وهي فقط كانت تستعد لتهبط مع والدها ،
تقدم بلال نحوها وامسكها من والدها ووقف أمامها ليظل ينظر لها بشرود تام وهو يتأمل ملامحها بملامح غير مفهومة بينما امير كان ينظر لهم بحزن عميق فقد كان حلم حياته أن يكون هو أمامها الان يقف هكذا مثل وقفه بلال حرك رأسه بعيدا عنهم ودمعه ساخنة هبطت من عينيه
لتتقابل عيونه مع ريما التي طالعته بحزن وهي متفهمة لحالته تلك بينما هو وجه نظره بعيدا عنها كأنه لا يتحمل رؤيتها أو رؤية غيرها
•••
كانت تقف أمامه وهي تشعر بالضياع لتسمعه وهو يطلب أحد الغرف حتي يحدثها لثواني ووالدها يشير لغرفتها التي تقبع خلفها ثم أمرهم بتهذيب قليلا أن يهبط الجميع للاسفل
هبط الجميع للاسفل ليلتفت هو لها وخلال لحظات امسكها من يدها وادخلها لغرفتها واغلق الباب ثم اقترب منها بشدة ودقائق وكانت شفتيه تحتضن شفتيها بقوة وعنف غير مفهوم ظلوا هكذا لدقائق وهي تحاول أبعاده قدر استطاعتها وهو غير مبالي بحركاتها تلك وبعد دقائق ابتعد اخيرا لتتنفس هي بعمق وتقطع بعض الشئ
بينما بلال التف برأسه للجهة الاخري
ظلوا هكذا قبل أن تقول هي بصراخ:-
_انت مجنون ازاي تقربلي بالطريقة دي ياحيوان
التف لها بعنف وامسك ذراعيها وضغط عليها بقسوة هاتفا بنبرة ارعبتها:-
_صوتك ميعلاش وقله ادب مش عايز علشان مربكيش هنا ...فاهمة

يتبع...

 

 

 

الرابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close