اخر الروايات

رواية مرارة العشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم دنيا دندن

رواية مرارة العشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم دنيا دندن




في غرفة التحقيقات استطاع يوسف مقابلة جلال ، كان جلال يجلس على كرسيه يسند ساعديه على الطاولة الصغيرة امامه منحني الرأس، جلس يوسف مقابله وابتسم بلطف واضعا يده على كتف جلال ،رفع جلال رأسه ينضر له وعيونه تشع احمرارا من الحزن ، أغمض يوسف عيونه متألما على حال صديقه قبل أن يقول بمواسات "إنت عارف انك عملت الصح؟! " اومأ له جلال دون كلمة فإسترسل يوسف متسائلا " ليه اعترفت على نفسك ؟! " كأنه وضع الملح على الجرح ، حدق به جاويد لفترة دون أن ينطق اي كلمة من ثم رد بألم " هي اتعدبت كتير بسببي دا أقل حاجة أعملها "
تنهد يوسف لمدة قبل أن يقول بهدوء " انت عاف ان قضيتك مش سهلة ،غير ان لو سناء أكدت كلامك فيها خمس سنين او أكتر!! "
اومأ له دون اهتمام " حتى لو اخد فيها اعدام مش بهمني؟!"
كتف يوسف يديه عند صدره مردفا بإستياء " انا مش فاهمك من امتى بقيت مستسلم كده"
زفر جاويد قبل أن يقول بحرقة وحمل حمله طوال ماضيه " في القرية معروف ان عيلتنا وعيلة سناء بنا عداوة كبيرة ،لكن ولا واحد يعرف ايه سببها ،زمان خالتي وقعت بين ايد الذيب اللى هو اب سناء، اعتدى عليها ورماها بالواد ، امي طول عمرها شايلة منهم ولأن ابويا ابن عمها كان لازم يجيب حقها ، وبقى سلسال الدم بين العيلتين ، لحد ما المجلس حكم ان القتل يوقف عشان الشغل يمشي ،امي بقت كل يوم تسمم بدني بالحقد عليهم لحد ما انتقمت في سناء عشان ارد لابوها الدين " ابتلع غصته بعد أن سقطت دمعته وقال بصوت مختنق" اذيت قاصر وانا عارف انها مش فاهمة ، عاشرتها معاشرة الزوج والزوجة وهي جاهلة مش فاهمة حاجة ، لحد ما شكيت انها حامل واختفيت عشان ابوها يقتلها زي ما قتل خالتي "
زفر يوسف ومرر يده على شعره بعنف مردفا بعتاب " الله وكيلك لا عارف الومك ولا الوم امك ولا القدر اللى حكم عليك تعمل كدة " ثم استرسل ممررا يده على وجهه " ربك كبير وتتحل "
نضر له جاويد ياعين دامعة متالمة وقال " كل اللى عايزه ان سناء تسامحني " زفر يوسف مطولا مرددا " انشاء الله " ثم ربت على كتفه مواسيا له " انا جنبك وانشاء الله تطلع " اومأ له براسه قبل أن يلقي يوسف نضرة أخيرة عليه ويغادر
**************************************************
في وسط حديقة منزل يامن كانت تجلس زمرد شاردة تفكر في خطواتها القادمة ، وضعت يدها على خدها تنضر للامام بشرود ،تمرر كلام فارس في عقلها ،استعادت رشدها واشاحت بيدها بضيق مرددة " ربنا ياخدك انت وابوك " ثم زفرت مرددة بحتقان " كان لازم واحد زيك يشغل بالي ، المها من فين دلوقتي؟! "
تفاجأة بصابرة تجلس بجانبها وقالت بتسائل مستغربة حديتها مع نفسها" اخبارك ايه يا حية؟! "
أشاحت زمرد بيدها غير مبالية ثم امسكت اللبان من فوق الطاولة تضعه على لسانها وحدقت في صابرة مرددة " عملتي ايه مع راسل ؟!"
رفعت صابرة منكبيها مرددة بعد أن تذكرت اخر لقائها معه
" ولا حاجة غير انه ناوي يعمل العقد لما يوسف يرجع "
رفعت زمرد حاجبها مستغربة من سرعته وقالت بشك
" مال الكلب دا عندك عايز كل حاجة بسرعة " تأففت بحنق وإسترسلت " انا لا مرتاحة لا لراسل ولا لفارس ،ولو على الحق اخويا اولى بيكي كده كلكم طينة وحده "
احتدت معالم صابرة وهي تحدق في زمرد بشراسه وغضب من سبها وكلامها الذي تضربهفي وجهها من تحت الطاولة شبه السم وأردفت بإنفعال" انت مالك كل مرة تعايريني كإنك ما بتصدقي ،لو انا غلطانة اخوك كمان زيي"
لوت زمرد شدقها ترمقها بهدوء وقالت بعد أن قلبت عيونها " ليه كل كلمة بتولعك ،خليك باردة شوية " ثم استرسلت بعد أن حدقت بها بتركيز مردفة بتحذير " صابرة انا معتبراكي اختي وصاحبتي عارفة لو طعنتيني في ضهري قسما باللي خلقني البيت دا أهده فوق دماغك انت بالضبط، يجي فارس يلعب بعقلك وتحني ليه وتبعيني "
استغربت صابرة لهجة زمرد الحادة وثوترت على اثرها مردفة بعد أن ابتلعت ريقها " ليه بتقولي كده انا امتى خنتك؟! "
أصدرت زمرد صوت بغيضا بلبانها اللذي تمضغه وقالت بصوت يملاه الجدية " انا مش بثق في حد وحطيت تقتي فيكي بلاش تغدري بيا"
اومأت لها صابرة ورددت بثقة " انت ساعدتيني وانا عمري ما اعض الايد اللى اتمدت ليا "
تنهدت زمرد وقالت بتفكير " عايزة مساعدتك مش هعرف أمسك الشركة ، لان زي ما انت عارفة انا مش معايا شهادة ولسه ناوية اكمل تعليمي ، يوسف الايام دي مشغول فإنتي اللى هتتكلفي بالموضوع "
اومأت لها برحابة صدر مرددة " من عيوني يا زوزو " ابتسمت زمرد وتوقفت نضراتها على يوسف الذي دلف فجأة استقامت متوجهة نحوه تبتسم بسعادة لكنها تجمدت مكانها و تلاشت ابتسامتها بعد أن رأت خلود تلحق به من الخلف ابتلعت ريقها وامتلأ قلبها بالحقد لتلك الطفلة ، انتبه يوسف إلى وقوفها ونضر إلى خلود وقال بعد أن ابتسم لها " يلا سلمي على اختك " اومأت له وركضت الى مكان وقوف زمرد جحضت عيونها بعد ان احتضنتها الصغيرة من قدميها ،كادت ان تنساب دموعها فإسترسلت خلود بلطافة " ازيك يا غزال؟!"
لم تبادلها بل ضلت متجمدة مكانها ، اقترب يوسف منهم ثم ردد بجدية بعد أن أشار إلى خلود " زمرد خلود هتبقى هنا كم يوم " حدقت به بعيون يملاها الغضب والكره فإبتسم رغم سخطه الداخلي من كرهها للصغيرة واسترسل " تعالى نتكلم يا غزال "
دفعت زمرد خلود بعنف الا ان كادت تقع وغادرت للأعلى ،التقطها يوسف بسرعة وقال ممازحا بعد أن ابتسم " طب بزمتك يا بنتي جاية للحية دي برجلك ،ومصرة تبقي معاها لحد ما تحبك"
ضحك خلود برقة وطفولة وقالت ببرائة " اصل زمرد شبه ماليفسنت، انت تعرفها ؟!"
نفى برأسه فإسترسلت ببرائة " ماليفسنت دي ملاك بريئ كانت ملكة بتحب الكل وتساعد كل الكائنات وكان عندها جناحين من وهي طفلة ،لكن واحد من البشر غدر بيها وقصلها اجنحتها " عبست الصغيرة وقال بحزن" ومن يومها بتكره كل البشر عشان جناحها اتقص غدر وعلى ايد حبيبها " ثم استرسلت بحماس وهي تحدق في عيونه " تعرف ايه اللى حصل؟! "
نضر لها مستغربا من فطنتها رغم صغر سنها وردد بتلقائية يريد معرفة النهاية " ايه اللى حصل؟! "
نضرت له وقالت بإهتمام " بقت شريرة وتأدي كل الناس وعملت حصار على مملكتها عشان ولا احد من البشر يقرب لها "
شعر يوسف ان فعلا زمرد تشبهها فعلا ووخلود فعلا ذكية لتستنتج كل هدا فإسترسلت قائلة بفرح " اللى قص جناح الملاك اتجوز وخلف بنت وماليفسنت عرفت ،قامت لعنت بنته وهي رضيعة " نضر لها يوسف وقال بتعجب " يعني هي مؤدية لدرجة تلعن بنت صغيرة " نفت خلود براسها وقالت " اصل الملك بعد كده خاف على بنته وبعتها مع الجنيات يربوها وهو أمر كل الجزيرة تبقى حديد عشان الحديد بيحرق الملاك وبياديها " رفع يوسف حاجبه من تلك القصة الغريبة وقال " وايه اللى حصل ياستي بعد ما بقت وحيدة ؟! " ابتسمت خلود وقالت " ماليفست هي اللى ربت البنت اصل الجنيات كانوا اغبياء ،هي اللى اكلتها وغطتها وحمتها لحد ما بقت بنت راشدة "
رفع يوسف حاجبه مرددا " لكن ليه ربتها وحمتها وهي اللى لعنتها وايه هي اللعنه؟!"
خجلت الصغيرة و عضت على شفاهها قائلة " اصل لعنتها انها هتنام نومه طويلة وتفوق على بوست حب حقيقي " حدق بها يوسف وقد جحضت عيونه وضحك رغما عنه من برائتها فقالت خلود" اصل يا سوفا طلع الحب الحقيقي مش دايما راجل ،ماليفسنت طلعت بتحب بنت الملك اللى اذاها و بعد ما باستها في خدها فاقت وعاشوا في تبات ونبات"
نضر لها يوسف وقال بإستغراب" وايه علاقة القصة دي بزمرد ؟!"
صفقت خلود بيديها وقالت بحماس " ان غزال شبه ماليفسنت عاملة حصار على نفسها مش عشان شريرة عشان خايفة الناس تاديها ،بقت تاديهم قبل ،مع انه هي جواها انسانة طيبة بس بتخاف من الحب لا يأديها" شعر يوسف ان خلود هي الكبيرة وانه هو الطفل ،كيف لفتاة تملك من العمر اثناعشر سنه تكون بهده الفطنة فقط حاولت ان تربط زمرد بقصة شاهدتها وفعلا كان استنتاجها الحقيقة هو يعلم ان زمرد تادي الناس قبل أن يقوم احد بإدائها لكنه اول مرة يكتشف انها فقط خائفة نعم زمرد تخاف فتدعي القوة
نضر إلى الصغيرة واعتلت ابتسامة هادئة على وجهه وقال ممازحا " العبي انت وانا هشوف الحية وارجع"
ضحكت خلود وقالت بتفكير " انت لو عشت انا هاجي اطمن عليك "
ضحك بكل صوته وربت على شعرها قبل أن يتركها بينما في الأعلى قلبت زمرد الغرفة رأسا على عقب بعد فعلت يوسف ،ثم جلست على السرير تستعيد انفاسها فتح الباب ونضر إلى الدمار المحدث تنهد بعمق وقال " مين هيلم كل دا ؟!"
رفعت عيونها التي تلمع بالشر والغيرة وقالت بحدة " تاخد البنت دي من هنا ،يا اقتلها وانا بحدرك دلوقتي "
شعر ان الليونة لن تجدي معها نفعا وانها فعلا سوف تادي أختها لا يعلم تلك العيون دات اللون الهالك هي حقوده ام كارهة ،حاول اعادت الجدية إلى ملامحه وحدق بها بحدة مردفا بعد أن رفع سبابته في وجهها
" زمرد الله وكيلك تلمسيها وانت عارفة ام جناني لما اقلب ، البنت مريضة واترجتني أجيبها عشان تبقى هنا مدة ،وانا مش هكسر بخاطر طفلة "
أجابته بتسرع تقاطع كلامه وهي تحدق به بشراسه وغيرة " وتكسر بخاطري عادي؟! "
مرر يده على وجهه بضيق يحدق بها ساخطا من تلك الغيرة التي تقتلها بسبب اختها الصغيرة وقال بهدوء بعد أن اقترب منها جلس على ركبته مستندا على الارض وقبل يديها بحنان مردفا بصوت هادئ حنون " يا غزال دي بس عيلة مش فاهمة حاجة بلاش تحاسبيها بدنب مش دنبها "
جدبت يدها منه غير راضيه على كلامه وقالت بضيق " مش عايزة المحها قدامي "
ابتسم لها مغتاضا وقال بهدوء محاولا استمالتها " يعني موافقة انها تقعد هنا ؟!"
نفت برأسها بعنف ترفض فكرة وجودها معها في نفس المنزل ، اعتدل و قبل رأسها بحنان مرددا بمرح " كنت متاكد ان غزالي قلبها ابيض وهتوافق " جحضت عيونها وقبل أن تستوعب كان قد غادر وتركها تحترق من شدة الغيض، زفرت بضيق تسبه الا انها انتبهت الى هاتفها الذي اهتز اتر اشعار الرسائل ، اخدته تتفقده وجدته مكتوبا باللغة الانجليزية ولم تستوعب اي كلمة منه، زفرت بضيق واستقامت مغادرة للأسفل كانت صابرة تجلس رفقت خلود تلعب معها ، حدقت زمرد بخلود بنضرات تكاد تقتل الصغيرة ثم نضرت إلى صابرة وقالت بغيض " شوفي ايه مكتوب هنا ؟!انا مش فاهمة كلمة"
اماءت لها صابرة واخدت منها الهاتف تقراه وقالت بعد أن رفعت نضراتها لها " دي رسالة من هاجر في عندك حفلة للشركة عايزين يقدموكي للناس انك المديرة الجديدة "
عبست ملامح زمرد وقالت بتهكم " كتر خيرهم " ثم زفرت مرددة " الكلبة هاجر كتباه كدة عشان تذلني لاني مش بعرف اقرا ،بس ولا يهمك انا هوريها"
نضرت لها صابرة وقالت بتعجب " يمكن دا فخ خدي بالك "
أشاحت زمرد بيدها مرددة دون اهتمام " اعجبك فيهم "
اومأت لها فنضرت لها خلود وقالت بتلقائية " انت ليه على طول عاقدة حواجبك ؟!"
رفعت زمرد حاجبها ونضرت لها بضيق مرددة بجفاء " انت يا تبقي بعيدة عني ، يا ارميك للكلاب تاكلك "
ابتسمت الصغيرة وقالت بلطافة " انا مش بخاف منهم ،بحبهم"
حدقت بها زمرد بإبتسامة لا تبشر بالخير ورددت بتسائل بعد أن اقتربت من خلود تمرر يدها على شعرها من الاعلى للاسفل" بتحبي شعرك ؟!"
اومأت لها خلود مبتسمه وقد دقت ابواب السعادة قلبها من اقتراب زمرد ، ابتسمت زمرد ببرود قبل ان تخرج العلكة باصابع يدها اليمين من ثم وضعتها فوق شعر خلود تضغطها على خصلات شعرها من الجدر حتى التصقت به ،كانت تبتسم وتشعر بسعادة عميقة من فعلتها ،اتسعت حدقتي صابرة وهتفت بعدم تصديق وانفعال" يا مجنونه؟!!" أبعدت زمرد يدها وضحكت بسعادة غريبة نابعة من داخلها وقالت بعد أن حدقت في خلود وغمزت لها " ابعدي عني ياحية "
غادرت بعد كلماتها بينما التمعت اعين خلود بالدموع احتضنتها صابرة وقالت ساخطة " معلش مش بتشرب دواها "
نضرت لها خلود بعبوس ورددت بخوف على شعرها " هيقطعوا شعري وأبقى قرعة " نفت صابرة وهي تمسك بخصلات شعر خلود بحسرة وقالت "تعالى هتلاقي حل " اومات لها فغادرت بها إلى صالون التجميل لعلهم يجدون حل لما افتعلته زمرد بشعر الطفلة
*************************************************
كم شعرت سناء بالخدر عندما توقفت امام منزل والديها هدا المنزل بالضبط عاشت به طفولتها الكاملة اخدت زفيرا قويا وخطت للداخل تعلم أنه يا أما ان تخرج حية او ميته بعد عودتها هده
طرقت المنزل فتحت لها الخادمة كان سليم برفقتها خطت معه للداخل ،كان والدها يحادت إخوتها في موضوع الاراضي ،نضرت له بإشتياق وقالت بصوت اجش " بابا "
التف لها والدها وانتفض من مكانه فور رأيتها وكدالك إخوتها ابتلعت ريقها وتحجرت الدموع في عيونها ،نضر لها والدها والى سليم ،احتدت نضراته مردد بحدة " إنت لسه عايشة ،وابن الحرام لسه عايش ؟!"
ابتلعت غصتها مرددة بصوت ضعيف تترجاه" بابا سبني مرة في حياتي اشرحلك ،مرة وحدة لا غير "
هدر بها بصوت عاليا جعلها تنتفض " الخاطي اللى عمل عملته معاكي كان هنا امبارح ويحمد ربنا طلع منها حي بس لان البوليس اخدوه،كان زماني قاتله "
نضرات الخيبة اعتلت وجهها وقالت بضعف تتبت برائتها " انا مضلومة ،اقسم بالله مضلومة ، والله ماكنت عارفة بعمل ايه ، من لما خلقت وانا مسجونه في البيت ، مش فاهمة حاجة لا لقيت ام تفهمني ايه يعني اني بنت ولازم احافض على نفسي لا لقيت اب حنين عليا يفهمني الغلط من الصح ، انا ضحية للجهل مش عارفة ايه معنى راجل يلمسني ،غلطت لاني مش عارفة "
صرخ بها والدها حتى انتفضت وقال بعتاب " كان لازم تحمي نفسك ، انا كنت بحميكي من شر الدنيا مش حاجزك ،مع اني عارف ان خلفت البنات مش بيجي من وراها غير المشاكل والمصايب "
شعرت بصوت كسر قلبها تعلم عدم حبه لها ونضرت إلى عيونه تستجمع قواتها وقالت بصوت خافت " ليه عمرك ما حبتني يا بابا ؟!"
حدق بها ساخرا مرددا " انا بتكلم عن ايه ؟! وانت بتتكلمي عن ايه ؟! كل اللى عملتيه وجاية بكل وقاحة تحاسبني كإني انا اللى غلطان ؟!"
صاحت في وجهه دون وعي وأردفت " عشان انت مش موجود ،عمرك ما كنت موجود ،طول عمرك مش شايفني " أشارت إلى نفسها بسبابتها وهي تهتز من الانفعال والحزن " انا موجودة يا بابا انا حية وبتنفس ، انا قدامك شوفني " ثم استرسلت بغضب وصوت عالي تعاتبه عن تخليه عنها وعدم مدها بالحب " عارف ليه جلال استغلني عشان مافيش أب في حياتي لقيت اول حضن دافي اترميت ليه من غير تفكير عشان بخاف منك واني اقرب منك ،حرمتني من كل حاجة حتى أمي لما ماتت سبتني اتحصر عليها من بعيد كإني غريبة ،كنت خايفة ارجع تقتلني "
سقطت دموعها واسترسلت بحرقة " عشان غياب الاب عمره ما بيتعافي أبدا ، عشان انت مكنتش موجود كل الكلاب كانت عايزة تنهش في لحمي ،انا بنت استوعبها ،بنت كان مفروض انت حمايتها بقيت انت اكتر واحد عايزة تهرب منه بدل تبقى امانها"
بكت كتيرة واهتزت ترتجف كل خلية في جسدها مرددة بعتاب وشراسه تحرك يديها بعشوائية تشرح كل كلمة تخرج من فمها " انا فكرت انتحر، رميت نفسي من الجبل وخلفت وحدي كل جروحي انا اللى ضمدتها بنفسي و وحدي "
مسحت دموعها بكف يديها بعنف وقالت بقوة " وقفت على رجلي وبقيت قوية ،قدرت اعيش وأكون ام واب لابني ، انا وقفت من غير مساعدة حد، حتى من غيرك، اتعلمت ابقى قوية ،بس جرحك عمره ما يشفى لانه دائما موجود "
كان يحدق بها منصدما هل لهده الدرجة باتت ابنته تكرهه هل هو الملام ؟! لا بل هي هدا ما كان يخبرها به عقله لكنها استرسلت بقوة " انا لو جيت اليوم عشان جيت اقولك اني عايشه وابني عايش ومن حقي اعيش حياتي من غير ما اخاف من انك في يوم تلاقيني ، ودلوقتي اسمع يا طارق بيه اكرهني زي ما انت عاوز بس اياك سامع اياك تلف حوليا او تحاول تادي ابني عشان هنسى انك كنت في يوم من الايام ابويا " رمت كلماتها وخرجت رفقت سليم الدي تركها تفرغ جميع احاسيسها التي تراكمت لسنوات ،بات يعلم أنها كانت شخصية كتومه كل شيئ ترده الى قلبها ، إبتعدت قليلا عن المنزل تبكي وتمسك قلبها تشعر بإختناقه ، كانت تحاول التنفس بسرعة كأنها كانت تركض لاميال بالكاد تاخد أنفاسها من ثم بكت وبكت حتى بدأت تشعر بالراحة لأول مرة شعرت انها مرتاحة وضميرها مرتاح اكتر ،سعادة لاتوصف واجهت والدها واخرجت ما بقلبها من ألم وحزن دون خوف
مد لها سليم بزجاجة الماء اخدتها منه وغسلت وجهها وارتشفت قليلا من الماء ،و ردد بعد أن ابتسم " أحسن "
اومأت براسها وقالت براحة " انا اول مرة ابقى مرتاحة بالشكل دا ،انا اليوم واجهت خوفي ،زي امتحان ونجحت فيه "
اومأ لها مردفا بتفهم " عشان كنت شايلة ،الناس بتطلع اللى جواها انت كنتي بتجمعي ودا أقل حاجة تعمليها لما تواجهي اللى كان سبب في حالتك "
اعادت راسها للخلف تنضر الى السماء الصافية وقالت بعد أن نضرت له " لسه قدامي ابلغ عن جلال "
نضر لها سليم وحدق في عيونها بتبات قبل أن يعقد يديه قائلا " جلال سلم نفسه وقال كل حاجة عملها معاك"
معالمة الدهشة بدت واضحة على وجهها هل يعقل انه فعلها ، تخلى فجأة عن تكبره وغروره، من المستحيل ان يتخلى عنهم ويفضح نفسه ،مررت يدها على شعرها وقالت بصوت هادئ " متاكد؟!"
اماء برأسه فاسرعة تركب سيارته وقالت دون هواده " يلا بينا عايزة اشوف "
ابتسم سليم ساخرا على نفسه ، لا يعلم هل تحبه رغم ما فعله بها ام انها فقط معمية بسبب نار الانتقام ،اطاعها فعلا وركب سيارته يتولى القيادة متجها الى المدينه
**************************************************
كانت هاجر تجلس رفقة زوجة خالها ينضرون الى عدة صور موجودة على سطح المكتب ،حدقت هاجر في مياسين وقالت بتردد " متأكدة من الخطوة دي ؟!"
اماءت لها مياسين مردده بتفكير" انا عارفة كل نقط ضعف زمرد ،وبعرف ازاي اضربها، انت شيفاها قوية انا شيفاها ضعيفة بتحاول تخبي كسرتها "
لم تابه هاجر لكلامها وقالت بملل" كل اللى همني انها تغلط كتير ، عشان اخلص منها "
ضحكت مياسين مرددة بمكر وهي تفكر في رد فعل زمرد بعد الحفلة " ولا يهمك قريب هنخلص منها بس الاول نرجع الشركة لينا ،زي ما انت شايفة كلمتين من راسخ بسيبوها تطلع برة الشركة " ثم استرسلت ساخره " حرقتها اللى هتموت بيها هي حب أبوها اللى عمره ما شافها من اساسه "
اومأت لها هاجر وقالت بعد أن حملت حقيبتها " عندي معاد مع يوسف عشان الشغل ، نلتقي المسا في الحفلة "
اومأت لها فغادرت هاجر بينما هي ضلت تقلب في الصور ورغم دالك كانت تحاول التركيز عن حياة زمرد السابقة ماضي زمرد به اسرار وهي تريد معرفتها باكملها
**************************************************إستيقضت زمرد و استقامت من فراشها تتاتب ، فتحت النافدة تحدق بالحديقة ،لمحت يوسف يجلس رفقت ابيه وصابرة ايضا وتلك الحية الصغيرة كما تلقبها وايضا شخص اخر لم تعرفه ، استبدلت ملابسها ونزلت للأسفل ألقت السلام عليهم من ثم تحركت تجلس في مكانها ،مرت من خلف خلود ،ابتسمت بشر وجدبت لها شعرها بخفة المتها حتى صرخت ، ضحكت زمرد ونضرت لها خلود بعبوس ، زفر يوسف وحدق بها بغيض مردد بعد أن صك على أسنانه" نطلع ونتفاهم "
جلست مكانها ولم تبالي له من الاساس ، حدقت في دالك الشخص الغريب بثبات فإسترسل يوسف يعرفها عليه " دا راسل يا زمرد خطيب صابرة "
ابتسمت دون مرح وتمتمت " الطيور على اشكالها تقع "
ابتسم راسل ونضر إلى يوسف مرددا " انا من رأيي بكرة نعمل العقد واخر الاسبوع الفرح ايه رايك؟!"
نضر يوسف إلى والده الذي أشار له بالموافقة ونضر إلى صابرة ايضا استشعر نضرات القبول منها تنهد بإرتياح تم نضر إلى راسل " موافق "
ابتسم راسل مرددا بعد أن نضر إلى صابرة "بالنسبة للشبكة لو فاضيه نروح نجيبها اليوم "
اومأت له بينما زمرد كانت تبتسم بإتساع هي ليست غبية ان تضيع هده الفرصة من يدها ولا تشمت بفارس وفعلا التقطت لهم صورة دون علمهم وارسلتها إلى فارس وهي تضحك ، استأدان يامن وخرج رفقت خلود
بالفعل تلك الحية عرفت كيف تضربه ،لم تمر سوى ربع ساعة حتى كان فارس قد وصل وجلس مقابل راسل يحدق به والشرار يخرج من عيونه
ابتسمت زمرد وقالت بعد أن ضحكت " عامل ايه يا فارس ؟!"
حدق بها بغيض وقال بإستفزاز بعد أن عقد ساعديه امام صدره " زي الفل ،وانت يا اختي؟!"
رفعت حاجبها مبتسمه و ارتشف من عصيرها قائلة بعد أن انزلت الكاس قليلا عن فمها " الحمد لله " ثم استرسلت بمكر " بارك لصابرة اتخطبت "
شعر كان دلولا من الماء البارد سكب على راسه حتى ابتل في ملابسه وجه نضره الى صابرة التي ابتلعت ريقها وحاولت مدارات توترها بينما تبسم راسل وحدق في صابرة مردفا بإستفزاز " نتحرك دلوقتي عشان تشتري الشبكة"
اومأت له وهي فقط تريد الهروب من نضرات فارس المعاتبة والقوية الموجهة لها ،استقامت بسرعة وسبقته بينما هو غمز الى فارس مردفا بإستفزاز " طالما جيت انت معزوم على الفرح اخر الاسبوع"
امتغصت ملامح فارس بمقت من الدي أمامه فإسترسلت زمرد دون وعي " فارس اول الحاضرين يا راسل " ثم استرسلت ساخرة " خد بالك انت بس للبنات اللى دايبين في جمالك ينطوا علينا " تغيرت ملامح وجهه فقالت مبتسمه قائلة" بهزر "
شعر راسل بلداعة كلماتها نضر لها بضيق وغادر بينما يوسف كان صامتا وحدق بها لمدة قائلة بحدة " الحقيني"
شعرت بسداجة فعلتها واستقامت خلفه الا ان فارس اوقفها مرددا " زمرد عايز مساعدتك "
التفت له غير مندهشة وقالت بغيض " شوف يا فارس انا ساترة عليك اصلا ،واللى حصل من شويه قدام يوسف اكيد مش هيعدي عليه بالساهل ،ومش عارفة هيسال ايه فياريت تبعد عني "
زفر بإحتناق وقال بنفاد صبر " انت يا بنت صابرة عايز مساعدة ابعدي السمج دا عن صابرة "
وضعت يدها على خصرها مرددة بضيق " اعملك ايه ؟! بتحبه ويحبها انا مالي"
رفع حاجبها مقتربا منها وردد بإستفزاز" صابرة مش قد الالعاب دي كله منك " زفر بهدوء قائلا " شوفي حل يا الفرح دا هقلبه عزا"
رفعت منكبيها دون اهتمام مرددة " وايه اللى يخليني اساعدك؟! "
حدق بها بتقة مردفا " عشان اخوك "
تغلغلت تلك الكلمة داخلها واشعرتها بشعور غريب سعادة ورضى لاول مره تشعر ان لها اخ فعلا او تسمعها حتى ، الا انها لم تضهر ردت فعلها وقالت بعناد " فكها لوحدك "
ابتسم لها بمرح مرددا " انا متأكد انك هتساعديني "ثم استرسل بعد أن اشاح بيده مغادرا " هستنى اتصالك "
احتقن وجهها بغيض وضربت قدمها بالارض مردفة ببغض " منك لله " مررت يدها على وجهها ثم حدقت بالاعلى زفرت طويلا قبل أن تصعد
دخلت غرفتها وجدته يقف وضهره موجه نحوها ، قلبت عيونها فإلتف لها وعيونه لا تنذر بالخير وردد بهدوء يبشر بالهلاك " دلوقتي هتطلعي كل اللى مخبياه عني ، فارس وصابرة ايه علاقتهم ببعض ؟! ومن فين بتعرفي براسل وعلاقاته؟!"
هي بالفعل توقعت سؤاله لكن مالم تتوقعه هو كيف سوف ترد عليه ضلت تحدق في عيونه تفكر مليا الى ان احتاجها دوار غريب جعلها تقع على الارض ورحمها من مواجهة يوسف 
 
 
 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close