رواية هوس من اول نظرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ياسمين
الفصل الثاني عشر من رواية هوس من أول نظرة
+
الساعة العاشرة و النصف ليلا في فيلا سيف عزالدين.....
+
أسفل المظلة الخشبية التي كانت تتوسط
حديقة الفيلا الغناء يجلس سيف براحة كبيرة
و هو يترشف كأس عصير البرتقال المنعش....
+
تعالت ضحكاته السعيدة بما حققه الليلة من
إنتصار كبير بعد طول صبر...غير مبال بكلاوس
الذي كان يجلس أمامه ينتظر أوامره....
+
تكلم اخيرا بعد طول صمت :"عاوزك تصرف مكافأة
لكل الشغالين في الفيلا و القاردز اللي معانا
بس مين غير مايعرفوا السبب...
+
كلاوس بطاعة :" تمام يا سيف بيه...إعتبره حصل...
بس حضرتك اللي يشوفك دلوقتي ميصدقش
اللي عملته من ساعتين...رفع يده الضخمة قليلا ليفرك عنقه بدون داع وهو يكمل بحرج:"ثلاث عربيات بعثتهم التصليح منهم عربية الآنسة إنجي...
+
حدق سيف في حارسه الذي نادرا ما يسأل لينفجر
بعدها ضاحكا يبدو أن رد فعله الغريب أثار دهشته هذه المرة ليردف
:" كان لازم أعمل كده عشان يصدقوا إني معترض على الجوازة دي...بس إنت قلتلي عربية إنجي ".
+
حرك كلاوس رأسه و هو يبتسم بدوره ليقوس
سيف شفتيه بعدم رضا مكملا :"لازم اجبلها عربية جديدة...المسكينة عربيتها كانت في التصليح
طول الاسبوع اللي فات و جدو رافض يجددهالها
مممم و اهي فرصة بالمرة عشان تساعدني أكمل
اللي بدأته...إنت عارف طرق البنات أحيانا بتجيب نتيجة..".
+
خطة مثالية تتمثل في سيارة جديدة تختارها بنفسها مقابل إقناع تلك المسكينة بالموافقة...لقد قرر و إنتهى الأمر لن يترك لها المجال حتى للتفكير لن يكتفي بقرار جده حتى يفوز بها... سيعمل على إقناعها بكل الطرق...
+
توقف عن الحديث عندما تذكرها صغيرته البرتقالية
لقد غادر دون أن يطمئن عليها.. زفر بحنق و هو
يقفز من مكانه متجها نحو أسطول السيارات
المصطف داخل الفيلا ينتظر تحركه...
+
تبعه كلاوس بعد أن سمعه يقول :"خلينا نرجع للقصر
حالا.....
+
طوال الطريق و صورتها لم تبرح خياله... قلبه و عقله
يتنازعان بشدة كل منهما يلومانه على تركها وحيدة
دون سؤال...أناني لم يفكر سوى بنفسه و بفرحته
لتحقق أمنيته بالحصول عليها رغم طريقته القذرة
لكن بالنسبة لشخص كسيف... فكل الطرق مشروعة
في الحب و الحرب...
+
ترجل من السيارة راكضا داخل القصر ثم توجه
نحو المصعد ليضغط رقم الطابق الثالث...ثوان قليلة
و فتح باب المصعد من جديد ليسير بخطوات
متعجلة نحو جناحه...إستوقفه صوت شجار خافت
آت من جناح إبن عمه آدم الذي يقع في الجهة
الأخري من نفس الطابق ليبتسم آدم بخبث
ثم يستدير في إتجاهه بخطوات بطيئة حتى لا يصدر
اي صوت ينببهم....
+
أما في الداخل فكانت إلهام تكاد تجن من شدة
غضبها و هي تصرخ مرارا و تكرارا :"قلتلك مية مرة وطي صوتك... سيف جا انا شفت عربيته داخلة القصر من شوية زمانه طالع على جناحه حيسمعه..
+
حدجها آدم بنظرات محتقنة قبل أن يرتمي على
فراشه هاتفا بعدم إكتراث :" خليه يسمع انا مش
خايف من حد....و بعدين ما إنت شفتي كل حاجة بعينك هو مش عاوز سيلين... و انا بقى أولى بيها من غيري...
+
إلهام بغضب :" طول عمرك غبي زي ابوك...مش
بتشوف غير اللي قدامك و بس...نفسي مرة تشغل
دماغك اللي مش بتفكر غير في الشرب و النسوان
دي...عشان كده ... عمرك ما حتبقى زيه و لا عمرك حتغلبه و تبقى مكانه مهما عملت عارف ليه عشان
هو عامل زي الحرباية اللي بتتلون مش بيخليك
تشوف غير اللي هو عاوزك تشوفه و تعرفه...هو لو
فعلا مكانش عاوزها مكانش جابها هنا و دخلها العيلة
إنت عارف الشنطة اللي كانت ماسكاها في إيدها
لما جات ثمنها كام؟؟
+
أشار لها آدم بعدم اهتمام لتكمل :"مليون دولار يا جاهل...ثمنها مليون دولار".
+
قوس آدم حاجببه بصدمة و هو يحدق في والدته
قبل أن ينطق ببرود :"مليون دولار ليه؟ دي حتة
شنطة مش عربية يعني....
+
إلهام و هي تصر على أسنانها بغضب :" دي هرميس... أغلى شنطة في العالم انا بقالي سبعة
أشهر و انا مستنية دوري عشان أشتري واحدة
زيها....أنا متأكدة إنه عارف الحكاية دي عشان
كده جابهالها بالعند فيا انا ....محدش فاهمه زيه.... المهم بصلي هنا و افهم اللي حقوله ملكش دعوة بالبنت دي عشان سيف مش حيسيبها بالساهل حتى لو مكانش عاوزها... و خصوصا ليك إنت بالذات... بلاش تعمل معاه مشاكل اليومين بالذات لحد منشوف حكاية البنت دي إيه ".
+
في الخارج كان سيف يكتم ضحكاته بصعوبة
تحرك من أمام غرفة إبنة عمه متوجها نحو جناحه
و هو يتمتم في داخله بخبث:" مرات عمي دي
عمرها ماخيبت ظني ابدا...برافو يالولو دماغك
دايما شغالة مش زي الغبي إبنك.....
+
توقف أمام باب جناحه ليتنهد بصوت مسموع
مضيفا :"حفضالك يا آدم ال..... قريب جدا حفضالك إنت و العصابة اللي لاممها وراك و عاملين نفسهم
عيلتي....
+
فتح باب الجناح ثم دلف بهدوء مستهديا بالاضواء
الخافتة ذات اللون الأزرق الهادئ المنتشرة في
زوايا الجدران....
+
نزع جاكيت بدلته ثم وضعها بشكل منظم على طرف الاريمة قبل أن يكمل طريقه للداخل... توقف عن السير و عيناه معلقتان على ذلك الباب الصغير الذي
يؤدي إلى غرفتها الملحقة بجناحه....
+
تقدم بهدوء ثم فتح الباب ببطئ شديد متجنبا
إصدار أي صوت...همهم باستنكار عندما وجد
نور الغرفة مضاءا... ففي هذه الحالة لن يستطيع معرفة إن كانت نائمة او مستيقظة فهي من عادتها ترك النور مضاءََ لأنها لا تستطيع النوم في الظلام....
لكنه ما لبث ان وجدها غارقة بين الأغطية وتغط في نوم عميق....
+
إتسعت إبتسامته دون شعور منه عندما ظهر له
وجهها الفاتن ليتنهد بارتياح...يكفيه وجودها أمامه
سليمة معافاة لايريد أي شيئ آخر من العالم...
+
غادرت الابتسامة محياه عندما لمح بقايا
الدموع العالقة بأهدابها المبتلة إضافة إلى
خديها و أرنبة أنفها المحمرة بشدة...
+
جلس على حافة الفراش ثم أخذ يمسح وجنتيها
الرطبيتين برقة و لطف....تململت سيلين بانزعاج قبل
أن تفتح عينيها الزرقاوتين لتجده أمامها...شهقت
بفرح و تتعلق بعنقه كطفلة صغيرة وجدت والدها
بعد بحث طويل بين الزحام... لتنفجر بعدها في بكاء
شديد و هي تتمتم بعبارات الأسف.
+
أما سيف فلم يصدق ما يحصل الأن و كأنه في
حلم...ملمس جسدها الناعم الطري بين ذراعيه
الصلبتين جعله يرغب في المزيد...ليسحبها برفق
نحوه و يجلسها على قدميه دون أن يبعد وجهه
عن عنقها ليبدأ في توزيع قبلات حارة بطرف شفتيه على طول رقبتها و أسفل فكها و هو يغمغم بصوت
أجش بكلمات كثيرة بلغة أجنبية لم تفهمها ....
+
أجفلت سيلين بتوتر ما لبث أن تحول إلى فزع بعد
أن شعرت بقبلاته الحارة تزداد إلحاحا و تطلبا في
كل ثانية تمر لتهمس بنبرة مرتعبة:"سيف... بليز
أبعدي..... سيف....
+
لكن لا حياة لمن تنادي فحرفيا كان سيف في عالم
آخر لم يكن يسمع سوى صدى دقات قلبه المضطربة
و أنفاسه المتسارعة و كأنه في سباق مع الوقت
ليزيد من إعتصار جسدها بقوة نحوه حتى تلاشى
أي فراغ بينهما...
+
تسللت يداه من أسفل قميص البيجاما الذي كانت ترتديه ليمرر أصابعه على خصرها المنحوت وصولا
إلى ظهرها... كانت أجمل وأروع من كل أحلامه التي
عاشها يتخيلها بين ذراعيه ناعمة و هشة كحلوى
المارسميلو.. برائحتها الطفولية الممزوجة بعطر
الفاخر و Chanel no. 5
الذي إختاره لها بنفسه ...مزيج من رائحة الياسمين
و الورود النادرة مثلها تماما....
+
أنزله من غيمته الوردية التي كانت تحمله في عالم
آخر مليئ بالسعادة و النشوة على صوت أنينها المتألم و هي تدفعه بقوة ليشهق بصدمة و ينتفض
من مكانه دافعا إياه برفق فوق الفراش مبتعدا عنها....
+
توجه نحو الشرفة ليفتحها بعنف مستقبلا نسمات
شهر أكتوبر المنعشة علها تخفف قليلا من حرارة
جسده و مشاعره التي إستيقظت فجأة من سباتها
قبض على السور الرخامي للشرفة بقوة و هو يلعن
نفسه بداخله عدة مرات ليس من عادته ان يفقد
سيطرته على نفسه أمام إمرأة....
+
فهو لا طالما عرف بقدرته الخارقة على الصمود
أمام جميع إغراءات النساء اللتي يقابلهن في حياته
حتى أن البعض تراهن على إيقاعه و قد حاولن
بجميع الطرق لكن دون جدوى...فلماذا الان إنهارت
جميع حصونه و سلمت الراية البيضاء دون
أدنى مقاومة أمامها....
+
زفر الهواء عدة مرات و هو يبتسم بسخرية هذه
المرة من يراه لن يصدق أنه هو نفسه سيف عزالدين يشعر بالتوتر من مواجهة طفلة....
+
دلف للداخل ليجدها تجلس على حافة السرير
و قد رتبت شعرها و ملابسها التي بعثرتها أصابعه
منذ قليل... تنحنح بخجل ثم جلس بجوارها
ليلمحها بطرف عينيه تتراجع بعيدا عنه...
+
و هذا ما ازعجه بل و جعل أنفاسه تختنق رغم الهواء الذي كان يعبر رئتيه... يعلم و متأكد أن
ردة فعلها طبيعية لكنه إنزعج بطريقة جعلته
يفقد صوابه...ليقبض على مفرش السرير حتى
كاد يمزقه....
+
:"أنا بعت--ذر.... تمتم سيف بصوت متقطع هادئ
عكس ملامح وجهه التي تنذر بالانفجار...
:" انا مش متعود إني أعتذر في حياتي لأي
شخص مهما كان غير امي ... بس معاكي إنت كل حاجة بتتغير و متسالنيش إزاي او ليه... اراد تغيير
الموضوع بسرعة حتى لا يترك لها المجال للتفكير فيه أكثر...
+
إستدار نحوها مضيفا بنبرة واثقة :" انا كنت جاي
عشان اتكلم معاكي في موضوع جوازنا اللي قرره
جدي... انا كنت متضايق جدا لدرجة إني مقدرتش
اقعد هنا أكثر عشان كده طلعت... انا اصلا كنت مقرر إني آخذ امي و أرجع أعيش في الفيلا بتاعتي و اسيب القصر...
إنت ملكيش ذنب في اللي بيحصل عشان جدي
دايما كده بيتحكم في حياتنا كلنا... شايفة كل
اللي بيعيشوا هنا هو اللي بيقرر مستقبلهم....
دراستهم، شغلهم، حتى الجواز هو اللي بيقرره...
+
توقف عن الحديث قليلا و هو يرفع أنظاره
نحوها ليجدها تحدق فيه بصدمة قبل أن تشيح
ببصرها بعيدا عندما إلتقت نظراتهما... أخفى
إبتسامته الخبيثة و هو يكمل بتمثيل بارع
مدعيا الضعف و إستسلامه أمام جده....
+
:"اكيد عاوزة تسألي هو إزاي يقدر يتحكم فينا
كلنا كده... عشان ببساطة كل ثروة آل عزالدين
مكتوبة باسمه... القصر... الشركات... كل العقارات
اللي بنملكها كلها باسمه إلا فيلتي الوحيدة اللي
باسمي عشان كانت هدية من بابا الله يرحمه لما
كان عمري عشر سنين....نامي دلوقتي عشان باين
عليكي تعبانة و انا بكرة الصبح حخلي واحدة
من الشغالين تيجي تلم هدومك ....
+
أخفضت المسكينة رأسها بخجل فهي تشعر
أنها المسؤولة عن 'لخبطة حياته' كما يقال...
أهكذا يكون جزاءه بعد كل ما فعله معها من حركات
نبيلة.
+
:"بس أكيد في حل ثاني... إنتي مش تقدري
تسيبي عيلتك و تروح و كمان شغلك...مش
حيكون في عندك شغل ".
+
هتفت بصوت ناعم و كلمات مبعثرة بلهجتها الخاصة
التي جعلت قلب سيف يذوب حرفيا داخل
قفصه الصدري لينطق دون تفكير :"مفيش حل
ثاني غير الجواز....اقصد إننا لازم نسيب القصر
و إلا حنضطر إننا نخضع لقرار جدي...و إذا
كان على الشغل فمتقلقيش أنا حبقى أفتح
مكتب محاماة صغير على قدي كبداية...
+
صفع نفسه داخليا بندم على ما تفوه به من
حماقات بعد أن شاهد وجهها الذي تهللت اساريره
فجأة و هي تأيده بحماس :"صح ...اصلا إنت نسيتي
الشنطة اللي إنتي إشترتيها...ثمنها تقدري تجيبي
مكتب كبير هنا.....كانت تتحدث و هي تحرك يديها
كالاطفال مما جعله لا يستطيع حتى أن يرمش
بعينيه حتى لا تغيب عنه و لو للحظة.
+
تنهد سيف بعد أن شعر بغبائه لأول مرة في حياته
ليشرع في الضحك و هو يدير رأسه يمينا و يسارا
بيأس و هو يتمتم في نفسه :" كان يوم اسود
لما فكرت أشتريها....
+
توقف عن الضحك و هو يقف من مكانه قائلا :"
متقلقيش أنا حلاقي حل لكل حاجة ... يلا إنت نامي دلوقتي عشان الوقت تأخر و إنت أكيد تعبانة...
+
إقترب منها رغم شعوره بتوترها ليقبل جبينها بلطف ثم غادر
بعد أن تمنى لها ليلة سعيدة ".
+
بعد دقائق كانت سيلين تستلقي على السرير من
جديد و هي تفكر في حل لهذه المشكلة التي
بسببها هو يعاني الان... أكثر شخص ساعدها
رغم عدم معرفته العميقة بها.
يجب أن تساعده في إيجاد الحل المناسب
لقد رأته منذ ساعات و هو يخرج من مكتب
جده لقد كان مظهره مخيفا جدا لأول مرة تراه
و هو غاضب بدا لها كوحش هائج يرفض أسره...
+
من الواضح أن لديه فتاة يحبها لدرجة جعلته
مستعدا للتخلي عن هذه الرفاهية و الثروة
لأجلها...إبتسمت بحالمية و هي تتخيل نفسها
مكان حبيبته كم هي محظوظة من المفترض أن
تكون مميزة جدا حتى تجعله متمسكا بها لهذه
الدرجة...لن تجعله يخسر حبه بسببها...إن لزم
الأمر سوف تذهب لجدها و تتحدث معه لن يهمها
إن طردها او أهانها بسبب أفعال والدتها كما سمعت تلك المرأتين تتهامسان قبل أن تأخذها إنجي لغرفتها...المهم هو سيف.
4
في غرفة إنجي....
+
أغلقت حاسوبها المحمول بعد أن ظلت لساعة كاملة
تحادث إحدى صديقاتها... مطت ذراعيها المتشنجتين
و هي تتذكر فجأة مظهر سيف الغاضب و هو يدفع
أخويها عنه و يصرخ محاولا عدم الخضوع لأوامر
جده...تمتمت بصوت هامس تحدث نفسها و هي
تزيح الحاسوب من فوقها و تضعه على الجهة
الأخرى من السرير :"و انا اللي كنت فاكرة إن
سيف هو الوحيد اللي بيقدر يوقف في وش جدو
و كنت متأملة إنه حيساعدني في يوم من الايام
لو فرض عليا أتجوز واحد انا مش عايزاه....هو حيفضل لحد إمتى بيتحكم فينا كأننا عبيد عنه".
+
بقيت عيناها مفتوحتان لمدة من الوقت و هي
تتذكر تحكمات جدها و كيف أنها عارضته عندما
دخلت كلية الإعلام بدلا من إدارة الأعمال كما
كان يريد هو فما كان منه إلا أن حرمها من أخذ
جنيه واحد من والدها أو من عمها...فهذه نقود الشركات و الأعمال التي رفضت أن تدرس و تدخل للعمل فيها لولا هشام إبن عمها الذي أصبح يعطيها
مصروفها كل أسبوع رغم رفضها إلا أنه لم يكن
لديها أي حل آخر لكنه لم يستطع تغيير سيارتها
القديمة بعد أن منعه الجد من ذلك ....حتى سقطت
في نوم عميق.
+
في فيلا ماجد عزمي....
+
صباح اليوم التالي.... فتحت يارا أجفانها المتثاقلة
على صوت المنبه المزعج.. كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف صباحا اي مازال هناك وقت حتى تهاتف ذلك الشيطان و تخبره عن ردها النهائي....
+
تنهدت و هي تشعر بحرقة عيناها المحمرتان من كثرة بكائها ليلة البارحة التي قضتها تفكر في أي حل ينجدها منه لتهتدي اخيرا لحل ما ...
+
أزاحت الغطاء من فوقها لتسير بجسدها المنهك
نحو الحمام....يارا القديمة كان سيغمى عليها لو رأت
مظهرها هكذا في المرآة لكنها الان لم تعد تهتم
بل إبتسمت بخفوت و هي ترى آثار تلك الكدمات
و الجروح قد بدأت تخف و الباقي سوف تتصرف و تخفيه بمساحيق التجميل و الملابس كما تفعل
كل يوم....
+
بللت يدها السليمة كعادتها ثم مسحت بها وجهها
دون أن تضغط كثيرا على بشرتها ثم وضعت
يدها المحترقة تحت الماء و بدأت تغسل ما ظهر
بلطف... إنتهت لتنشف وجهها و يدها ثم
فتحت خزانة الأدوية لتخرج مرهم الحروق
و مغلفا صغيرا يحتوي على رباط لتضميد
الحروق هي طبعا لا تستطيع ترك يدها مكشوفة
حتى لا يقلق والديها و يسألانها عن سبب
إحتراقها.....
+
إنتهت بعد وقت قصير ثم خرجت لغرفتها
غيرت ملابسها و رتبت شعرها و لم تنس
مساحيق التجميل التي إستعملتها بكثرة
ثم أخذت حقيبتها و نزلت للأسفل....
+
وجدت عائلتها مجتمعة على طاولة الطعام
أرادت الخروج ككل صباح دون الإفطار معهم
لكن صوت والدها الذي ناداها للجلوس معهم
خرب جميع مخططاتها....
رسمت إبتسامة مزيفة على وجهها و هي تجلس
مكانها بجانب شقيقها ريان قائلة :"صباح النور....
+
أجابتها ميرفت التي كانت تتفحص ملابسها
الغريبة بعدم إعجاب :" صباح الخير يا حبيبتي
بس إيه اللي إنت لابساه داه ".
+
نظر ريان نحو أخته التي كانت ترتدي فستانا
من القماش الثقيل بالازرق الغامق طويل و بأكمام
كاملة و مقفول من ناحية العنق ليهتف بتعجب
:"مالها يا مامي... بالعكس شكلك كده أحلى يا يويو".
+
حدجته ميرفت بملل و هي تضيف باشمئزاز :" الدريس شكله كئيب و يخنق... إنت حتطلعي بيه
كده قدام الناس".
+
يارا بصوت خافت على غير عادتها :"ايوا يا مامي
اصلي حاسة إني داخلة على دور برد فقلت
أثقل لبس قبل ما أمرض ".
+
:" ايوا..... شكلك تعبان يا يارا خليني آخذك للدكتور
انا النهاردة معنديش محاضرات". هتف ريان بقلق
بعد أن لاحظ يدها المضمدة ليكمل :" إيه اللي
في إيدك داه رابطاها ليه؟؟
+
يارا بارتباك و هي ترفع يدها المحترقة حتى
تشابكها مع الأخرى لتشعر بألم شديد لكنها حافظت
على إبتسامتها حتى لا تقلق أخيها :" لا دي حاجة
بسيطة انا إمبارح جربت hand creame
من عند واحدة من صاحباتي فعملي حساسية
شكلها وحش على إيدي فغطيتها....
+
أخفضت يدها التي كانت تكاد تنقسم لنصفين
من شدة الألم ثم بسطتها فوق الطاولة بينما
تسمع والدتها تتحدث بلهجة محذرة :" الف مرة قلتلك متستعمليش
الحاجات الرخيصة دي عشان بتأذي بشرتك....
+
يارا :" فعلا انا غلطت بس مش حعمل كده
ثاني sure وقفت من مكانها و هي تحمل حقيبتها
الباهضة قائلة :"يلا انا طالعة دلوقتي....
+
تدخل ماجد قائلا بسخرية و هو ينظر لها
بغضب :" زي كل يوم طبعا بتطلعي الصبح و بترجعي
آخر النهار ياترى بتعملي إيه كل الوقت داه بره".
+
:" بدور على شغل مش حضرتك كنت عاوزني أشتغل ".
+
أجابته هي تحاول إخفاء إشمئزازها بعد أن تذكرت
ذلك الفيديو الذي يظهر فيه مع تلك الراقصة
رغم أن وجهه لم يكن يظهر كثيرا لكن وجود تلك
المرأة الشبه عارية بجانبها أشعرها برغبة عارمة
في التقيئ....
+
مسح طرف شفتيه بالمنديل ثم رماه على الطاولة
و إلتفت نحو زوجته التي كانت مشغولة بتصفح
هاتفها ليصرخ بحدة :"دا اللي إنت فالحة فيه....
شوبينغ و سهرات و مقابلات مع شلة الهوانم
اللي مصاحباها إنما عيلتك آخرة إهتماماتك
خليكي كده....لغاية ماتفوقي تلاقي كل حاجة
خربانة فوق دماغك".
+
تأففت ميرفت و هي تجيبه بملل :"إنت مش حتبطل
عادة الزعيق دي عالصبح...
+
ماجد :" داه كل اللي همك زعيقي و صوتي العالي
مشفتيش بنتك اللي بقالها اسبوع مش بنشوفها
غير داخلة خارجة من البيت و الله أعلم بتروح
فين و الراجل اللي مفروض كان حيخطبها من يومين
مجاش و لا تكلم لحد دلوقتي ليه لا هو و لا عيلته".
+
ميرفت :"أنا قابلت نجلاء هانم من يومين في النادي و هي إعتذرت مني و قالت إن حصلهم شوية
ظروف خلتهم يأجلوا الموضوع شوية بس
مش حيطولوا.... سامح إبنها عاحباه يارا و كان
حيموت عليها و هو بنفسه اللي مكلمني.... ".
+
هب ماجد من مكانه مردفا بانزعاج :" يعني
حيختفي زي اللي قبله.. انا بقيت شاكك في
بنتك دي اكيد مخبية علينا مصيبة ".
+
يارا بصدمة :" مصيبة إيه يا بابا..اااا نا مليش
دعوة بيهم أنا مستعدة من بكرة أتجوز أي حد
حضرتك تقلي عليه... مش مخبية حاجة "
+
رمقها والدها باستهجان قبل أن يغادر لتغادر
بعده يارا متجنبة البقاء أكثر داخل المنزل...
جلست على أحد مقاعد الحديقة لتهاتف صديقتها
مروى لحظات قليلة و سمعت صوتها لتسارع يارا في عتابها دون وعي:"فينك يا بنتي بقالي ساعة برن عليكي ".
+
مروى بنعاس :" صباح الخير يا يويو موبايلي كان
Silent انا صحيت من خمس دقايق....
+
قاطعتها يارا :" صاحية من خمس دقائق... ليه
يامروي مش إتفقنا إمبارح عشان حنتقابل الساعة
تسعة في كافيه ال-------
+
مروى :" يارا إنت شفتي الساعة قبل ما تكلميني
دلوقتي الساعة ثمانية يعني فاضل ساعة كاملة ...
متقلقيش يا حبيبتي حتلاقيني هناك قبلك.. ".
+
يارا :" ماشي و متنسيش تجيبي معاكي الهدوم
اللي قلتلك عليها عشان مش حقدر اشتري
هدوم من اي محل خايفة اكون متراقبة".
+
مروى :"لا مش حنسى حاضر انا دلوقتي حقوم
ألبس و أحضر كل حاجة يلا مع السلامة ".
+
وضعت يارا يدها على موضع قلبها تهدئ من
ضرباته المتسارعة و هي تتلفت حولها مخافة
وجود أي شخص قريب... إتجهت نحو سيارتها
لتقودها خارج الفيلا لتسير في الشوارع بلا هدف
حتى دقت الساعة التاسعة....
+
توقفت على حافة الرصيف ثم أمسكت بهاتفها
بيديها المرتعشتين و هي تحاول تنظيم أنفاسها
المرتعبة....
+
تكلمت بلهجة مترددة بعد أن سمعت صوته الكريه
:"انا - - - - موافقة".
+
أغمضت عيناها بتقزز من نفسها و منه ومن حظها
السيئ الذي أوقعها بين يدي هذا المريض..
+
:"كنت متوقع الاجابة دي شطورة يا.... بيبي". تعالت قهقهاته
لتبعد يارا الهاتف عن أذنها و هي تكتم شهقاتها بيديها
قبل أن تعيده مرة أخرى لتسمعه يأمرها كعادته بعد أن توقف عن الضحك :" تمام بكرة الصبح لما تيجي
هاتي معاكي كل أوراقك البطاقة و الباسبور..
+
يارا و هي تجاهد أن يخرج صوتها عاديا :"ليه؟؟
+
صالح بغرور :"عشان اضبط أوراق السفر و إلا
إنت عاوزانا نقضي اليومين هنا في مصر...و إلا أقلك انا
حديكي وقت من هنا لبكرة عشان تختاري
المكان اللي يعجبك...ماهو انا بردو تهمني راحتك
عشان كل ما تكوني إنت مرتاحة حتقدري تبسطيني
أكثر و إلا إيه رأيك يا بيبي ".
+
في تلك اللحظة تخيلت يارا إبتسامته الخبيثة
و عينيه الحادتين تحدقان فيها بوقاحة ليرتجف
جسدها و تنطق سريعا :" حاضر مع السلامة...
+
رمت الهاتف في سيارتها من الخلف بقوة ثم
إنحنت لتضع جبينها على مقود السيارة تاركة العنان
لدموعها ....
+
الساعة التاسعة و النصف صباحا كانت يارا تجلس بتوتر
تنظر قدوم صديقتها مروى في ذلك المقهى...
وضعت كوب الشاي الساخن من يديها عندما
لمحتها من النافذة البلورية الكبيرة التي تمتد
على طول الحائط...ألقت نظرة خاطفة على يمينها
و يسارها بقلق ثم عادت تنظر للامام لتجد مروى
قد وصلت إليها....
+
وقفت من مكانها لتخطف كيس الملابس
من مروى قائلة :"إتأخرتي ليه كده...الساعة
داخلة على عشرة اووووف منك يا مروى
مش حتبطلي عادة التأخير دي أبدا....
+
مروى بلامبالاة :" أطلبيلي قهوة الأول عشان
دماغي مصدعة و....
+
قاطعتها يارا و هي تجذبها معها نحو حمام المقهى
:"إنت لسه حترغي بقلك إيه بسرعة مفيش وقت
الطيارة حتفوتني.....
+
أسرعت مروى وراءها و هي تهتف بعدم فهم :"
طيارة إيه؟؟ يا بنتي سيبي إيدي حقع".
+
أغلقت يارا باب الحمام بعد أن تأكدت من خلوه
ثم أسرعت نحو أحد الحمامات الداخلية لتغير ملابسها بتلك الملابس التي أحضرتها لها صديقتها
و التي كانت عبارة عن بنطال جينز باهت اللون
فوقه كنزة صوفية خضراء مع حجاب اسود اللون
خرجت لتعطي ملابسها لمروى :" ادخلي إلبسي
هدومي دي...هتفت يارا و هي تعطيها ملابسها
مضيفة :" انا آسفة حتضطري تلبسي هدومي
اللي كنت لابساها.....
+
مروى بدهشة :"طب ليه؟؟ فهميني إنت عاوزة تعملي
إيه أنا مش فاهمة حاجة".
+
يارا :"يلا مفيش وقت حبقى أفهمك بعدين".
+
مروى :"ماشي يا مجنونة".
+
خرجت بعد عدة دقائق ترتدي فستان يارا
لتعطيها الأخرى حقيبتها بعد أن أفرغت محتوياتها
في الحقيبة الجديدة و هي تخبرها بايجاز :"بصي
دي شنطتي فيها مفاتيح العربية خذيها على البيت....
+
وضعت على وجهها نظارتها الباهضة ثم فردت لها
شعرها ليغطي جانبي وجهها كما تفعل هي بالضبط
:" انا رايحة المطار دلوقتي و عارفة إن صالح حاطط
ورايا ناس تراقبني فعشان كده إنت حتسبقيني
دلوقتي و تطلعي قبلي و انا ححاول الاقي أي
باب ثاني أخرج منه...انا آسفة يا ميرو إني بستغلك
بس و الله معنديش أي حل ثاني انا خلاص تعبت
معتش قادرة أقاوم....داه بيهددني بحاجات ثانية
لو حكيتيلك عنها حتعذريني....انا اول ما اوصل
حبقى أكلمك....
+
مروى بحزن و قد فهمت ما تقصده يارا :"طب
على الاقل قوليلي حتسافري على فين؟؟
+
يارا :" أي مكان المهم أخرج من مصر... قلتلك
حكلمك اول ما أوصل المطار ".
+
قبلتها بسرعة و هي تكمل ترتيب حجابها قائلة :"
يلا بسرعة روحي ".
+
خرجت مروى من المقهى لتدلف سيارة
يارا و هي مازالت تشعر بالصدمة...دققت
في مرآة السيارة الامامية تبحث عن أي شخص
يراقبها..... لكنها لم تجد.. قادت السيارة
بسرعة حتى تبتعد اكبر مسافة عن مكان
المقهى لتترك ليارا المجال للهرب.
+
بعد دقائق طويلة توقفت قريبا من فيلا ماجد
عزمي تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم محدثة
نفسها :" بس انا كده بورط نفسي... اكيد صالح
بيه حيعرف إنها هربت و إني أنا اللي ساعدتها
ساعتها حيعمل فيا أضعاف اللي كان حيعمله
فيها....حعمل إيه ياربي".
+
تساءلت بصوت ضعيف يدل على عجزها
و قلة حيلتها قبل أن تخرج هاتفها لتقرر إنهاء
الجدل بداخلها... تعلم أن ما تفعله خطأ جسيم
لكنها كانت تبرئ نفسها دائما بأن يارا فتاة غنيه
و لن يصيبها اي مكروه عكسها هي...فشخص
كصالح سوف يستطيع دفنها حية دون أي عناء.
هي الآن بداخل لعبة يجب عليها إنهاءها للنهاية
حدثت نفسها و هي تستمع لأغنية الانتظار التي
كان يضعها :"هي عندها عيلة غنية و لو حاول
إنه يأذيها حيوقفوله إنما أنا....مليش حد هو
جابني عشان أؤدي مهمة معينة و بعدها حنسحب
من حياتهم للأبد.... يارا دي مش صاحبتي انا مليش
صحاب...الفلوس أهم من أي مشاعر هي كمان لو كانت زيي كانت حتعمل كده و زيادة...انا مضطرة إني اكون كده...
+
تنفست بعمق قبل أن تتحدث بصوت واضح قائلة
:"يارا هربت و دلوقتي هي في المطار....".
+
إستمع صالح لكلماتها المختصرة ليهمهم باقتضاب
:"تمام". و ينهي المكالمة بكل برود....
+
لم يغضب و لم ينفعل بل كل ما فعله هو مكالمة
بسيطة أحد ما ثم عاد لنومه من جديد....
+
إستيقظت أروى من نومها على صوت همسات
في أذنها بأسم" ليلى "...فتحت عينيها على
مصراعيها بعد أن شعرت بجسدها مقيدا تحت....
جسد فريد ".
شهقت بصوت مسموع و هي تحاول إبعاد ذراعه
التي كانت تحيط خصرها و ساقه التي كانت
تلف ساقيها معا لكن دون جدوى....إلتفتت نصف
إلتفاته براسها نحوهه و هي تتحدث بصوت
باكي :" يا لهوي داه مكلبشني زي ما أكون حرامي
بداية مبشرة شوية كده و آخذ على قفايا....
+
تناهى إلى مسمعها صوت همسه باسم ليلى مرة
ثانية لتعقد حاجبيها بتفكير :" مين ليلى دي...
اااا يا لهوي دا فاكرني مراته الله يرحمها
كانت مستحملاه إزاي داه ... انا حاسة إن فيل نايم
فوقي...
+
صاحت بصوت عال قليلا عله يستيقظ :" ياعم
روميو إصحى.... اوووف هو كان إسمه إيه داه
اللي كان بيحب ليلى...أيهم ، لالا أيهم إيه متهيألي
آدم و إلا... يوووه انا عارفة الواتباد داه حيبوزلي شوية العقل
اللي عندي... إنت يا أستاذ قيس إبن الملوح
إصحى يخرب بيتك انا مش ليلى....
+
" اااه". صرخت بعد أن ضغط فريد على بطنها
حرام عليك و الله انا أنثى رقيقة و حساسة
حضرتك ".
+
فركت بطنها بألم ووهي تتجلس مكانها بعد حررها
فريد الذي مازال مستلقيا على ظهره بجانبها.
+
غمغم بصوت منزعج :" إرجعي مكانك ".
+
حدقت فيه و كأنها لم تسمعه ليعيد ما قاله لكن
هذه المرة بصوت عال و حاد جعل من الغرفة
تتزلزل من حولها...
+
:" حاضر... حاضر بس بلاش تزعق".
+
عادت لتتمدد بجانبه لكن جسدها كان يرتعش بتوتر
ليعيد فريد ذراعه حول خصرها و هو يقترب من
مكانها هامسا :" إتضايقتي عشان ناديتك باسم
ست ثانية؟؟
+
أروى و هي تحرك رأسها نفيا :" لا عادي...إنت حر ".
+
فريد :" ليلى دي مراتي...اللي إنت حاطة من البرفيوم
بتاعها...
+
يارا و هي ترفع رأسها لتنطر إليه :"برفيوم إيه؟؟
+
فريد و هو يشير نحوها :" اللي إنت حاطاه داه
فاكرة إنك بكده حتاخذي مكانها".
+
يارا بانفعال غير مقصود :"على فكرة انا مكنتش. اعرف إن البرفيوم بتاعها انا لقيته في دولاب
لوجي و عجبني فحطيت منه بس و الله مكنتش
اعرف إنه بتاعها ".
+
أبعد فريد يده و هو يتجلس مكانه و يشعل إحدى
سجائره قائلا :" أديكي عرفتي...إتعلمي متحطيش
إيدك على حاجة مش بتاعتك و إلا حضطر أكسرهالك المرة الجاية....
+
إلتفتت أروى من جديد الناحية لأخرى لتخفي
شعور الخزي و الذل الذي أصابها بعد كلماته
المهينة التي ألقاها على مسامعها هي لا تكذب
بل بالفعل وجدت الزجاجة في غرفة الصغيرة
عندما كانت تنظمها مع تلك المربية الجديدة
اعجبها شكلها كثيرا و كذلك رائحتها لكنها لم تكن. تعلم أنها تخص زوجته الأولى... و بكل وقاحة
يخبرها ان زوجته الوحيدة و انها لن تصبح مكانها
مهما سعت.... و كأنها تريد ذلك بالفعل هي لم تكن
تريد شيئا سوى تركها و شأنها...
+
صرخت بألم و هي تودع أفكارها على قبضته
التي كادت تقلع شعرها من جذورها و صوته
الغليظ يكاد يفقدها سمعها :"لما أكلمك تجاوبي
مفهوم ...
+
تعالى صوت رنين هاتفه في تلك اللحظة
لينفضها بعيدا عنه و هو يصرخ بغل و كأنه
فقد عقله:" انا حعرف إزاي اربيكي.... إستني
عليا بس ".
+
نظرت أروى في أثره بعيون دامعة و هو يخرج
الشرفة مغلقا الباب وراءه لتهمس لنفسها بخوف
:" داه مجنون بجد....".