رواية رايات العشق الفصل الثاني عشر12 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل الثاني عشر "
***
+
كانت تشعر بالحزن بعدما فارقتها ابنه عمها وجد نفسها وحيده فجلبت اغراض الرسم وجلست بالحديقه بعدما ثبتت الحامل الخشبي بالارض ووضعت أعلاه اللوحه الخشبيه وامسكت بالفرشاه وبدءت تنقش بعض الرسومات اعلى اللوحه بعشوائيه فقد كانت تعبث باللون وتشعر بالضيق بسبب رحيل ايسل ..
+
صفا سيارته امام الفيلا وترجل منها متجها للداخل ، نظر حوله بترقب ،فوقعت عيناه على فتاه منشغله بالرسم ، دقق النظر إليها ، وسار بخطوات ثابته ليتحدث معها ، عندما اقترب منها فلم تشعر به .
وقف خلفها يتطلع لتلك الرسمه وهو يضيق مابين حاجبيه وفجاه أستمع لصوتها الغاضب وهى تتحدث بحزن كادت ان تبكي
- ايه العك اللى أنا بعمله ده
+
شقت الابتسامة ثغره عندما أستمع لكلماتها الغاضبه ، فرغم كونها غاضبه الى انها تحدثت بمرح .
+
تأفافت بضجر ولملمت خصلات شعرها البينيه المتناثره وعقصته لاعلى ووضعت به فرشاه الألوان لتمسك به وظلت تنظر لتلك اللوحه التى امامها وهى تتنهد وقررت ان تذهب لغرفتها تحاول اشغال نفسها باي شيئا اخر فليس لديها مزاج للرسم الان ..
وعندما ادارت وجهها لتسير فى طريقها ،شهقت بصدمه وارتدت للخلف
- ايه ده انت مين
+
لم يستطيع منع نفسه فابتسم على مظهرها ودقق النظر يفترس ملامحها البريئه
" فقد كانت تمتلك بشره بيضاء بوجه مستدير ،عينان زيتونيتين وتمتلك شعر بني طويل تتركه مموج خلفها "
شعر بالشبه بينها وبين شقيقته وتسأل داخله :
- هل تمتلك ملامح والدها فهي كثيره الشبهه من ايسل ، وهل ايسل تشبهه والدي أيضا ؟ فاذا كانت تشبهه والدها ، فهل هو أيضا لدي شئ مشترك بينهم ؟
+
عندما طال صمته ، عادت تنظر اليه بقوه ونتحدث بجديه
- انت مين وايه دخلك هنا ؟
فاق من شروده وهو يمسح على خصلات شعره
- أنا دكتور اسر مع ايسل فى المستشفي
عادت لمحه الحزن تسكن ملامحها عندما ذكر اسم ايسل وتحدثت بحزن
- ايسل سافرت
وقعت الكلمه عليه كالصاعقه ونظر لها بصدمه
- سافرت فين
- باريس ، رجعت لحياتها هناك
- ليه ؟
- هو ايه اللى ليه ، في حاجه يا دكتور ولا ايه
تحدث بحزن :
- ليه تسافر فى الوقت ده بالذات ليه ؟
شعرت بحزنه ولم تفهم بعد لم يرفض سفرها وظنت انه يكن لها مشاعر دفينه
- قولتلي اسمك ايه
- اسر
هزت رأسها بالايماء ونظرت له بتفحص هيئته وتذكرت عندما قصت عليها بانها تعرفت على اصدقاء جدد واخبرتها أيضا باسمائهم ولكن المحقق الذي داخلها جعلها تنظر اليه وتحاول استدراجه بالحديث .
- طب اتفضل اقعد يا دكتور ، واقف ليه اتفضل اتفضل
+
جلس بالفعل فلم يفق من صدمه سفرها بعد
+
وجلست هى أيضا بالمقعد المقابل له
- ايسل قالتلي فعلا انها اتعرفت على اصدقاء جديده بس ماتوقعتش ان يكون فى حاجه اكبر من الصداقه
رفع حاجبيه باستغراب وعلم ما ترمي اليه من كلمات فما كان منه الا انه ضحك بقوه ، جعلتها تنظر له بصدمه وعدم فهم ، فما المضحك في ذلك ..
استرد انفاسه عندما انهى نوبه الضحك
- وانتي بقى تبقي بنت عمي ولا اختي انتي كمان وعادت نوبه ضحك أخرى
ولكن رؤى اتسعت عيناها بصدمه ولم تفهم عن ماذا يتحدث
- مين اخت مين ولا بنت عم مين مش فاهمه ، هو حضرتك تعرف ايسل بجد ولا جاي العنوان غلط
سحب شهيقا قويا ثم زفره بقوه اكبر واخرج من جيب سترته بطاقته الشخصيه والقاها امامها وهو ينطق باسمه
- اسر هاشم عبدالعزيز الراسي
- نعم
التقطت بطاقته وهى تنظر له فوجدته جاد بحديثه وبالفعل اسمه مطابق تماما باسم ايسل واسمها هى الأخرى مع اختلاف اسم الاب فقط
- ده بجد ، يعني انت فعلا اخو ايسل وابن عمي ، بس ازاي وايسل ماعندهاش اخوات هى وحيده ، طب هى تعرفك مش بتقول معاها فى المستشفي
لم يستطيع الاجابه على تسالاتها فقط اكتفئ بسؤاله
- ممكن أقابل عمي ؟
+
ابتلعت ريقها بتوتر ولمحت داخل مقلتيه البندقيه الحزن فتنهدت بحزن وهى تهز رأسها باسي .
- بابا موجود اتفضل معايا
+
ظل واقفا مكانه
- لا افضل انتظر هنا لم تديلو خبر بوجودي
تركته بالحديقه لتدلف لداخل الفيلا ركضا وتنادي باعلى طبقات صوتها مناديا والدها
- باباااا. ، يا باااابااا بابا
تركت والدتها المطبخ واقبلت على ابنتها لتعلم لما تلك الثوره
فى ذلك الوقت خرج زيدان من غرفه مكتبه ينظر لابنته بقلق
- في ايه يا بنتي ، بتصرخي كده ليه ، حد جراله حاجه
وقفت تسترد انفاسها بهدوء ثم ا قتربت من والدها لتقف امامه وتحدثه باضطراب وهى تشير بيدها للخارح
-في واحد بره فى الجنينه عايز يقابلك
- كل الدوشه دي والغاغه اللى انتي عملاها عشان واحد عايز يقابلني
- ماهو مش أي واحد يا بابا ، ده بيقول انه اخو ايسل وابن عمي ، وكمان أنا شوفت بطاقتك وهو فعلا ابن عمي
جحظت عين زيدان وتحدث بصدمه
- اسر ابن هاشم
هزت رؤى رأسها بالايجاب
- ايوه يعني بجد بقى هو ابن عمي ، بس ازاى وليه ماحدش يعرف بوجوده
غادر زيدان الفيلا كالاعصار ليلتلقى بابن شقيقه ولحقت به زوجته وابنته أيضا ..
تنظر زيدان حوله بترقب فلم يجد احدا امامه ثم نظر الى إبنته
- رايح فين يا رؤى
- كان هنا والله يا بابا وطلب يقابلك وسبته هنا عند اللوحه اللى كنت برسمها
زفر بضيق ودار حول نفسه
- امال راح فين بس ، ليه مشي تاني
- لم عرف ان ايسل سافرت ملامح وشه اتغيرت وحسيت بحزنه اوي
اغمض عيناه بحزن وجلس مكانه ووضع كفيه تحتضن راسه وهو يتحدث بالم
- يعني اسر عرف كل حاجه ، الدور على ايسل لازم تعرف هى كمان
ربتت ديما بيدها على كتف زوجها
- اتصل على هاشم يا زيدان ، لازم الوشوش تتلاقى بقى ، عشان خاطر الولاد مالهمش ذنب فى البعد كفاياهم فراق بقى .
جلست رؤى بجانب والدها
- طبعا لازم اعرفه بس ليه اسر مشي من غير مااشوفه ليه ، يارب استرها معاه يارب
- بابا هو قالي ان كان مع ايسل فى المستشفي ، يعني ايسل عرفاه ، بس واضح من كلامه انها ماتعرفش انهم اخوات
نهض زيدان من مقعده ودلف لداخل الفيلا يختلي بنفسه داخل مكتبه بعدما اخبرهم بانه يريد ان يجلس وحده ولا احد يقاطعه ..
"""""""""""
اما عن اسر فبعد ان هاتفه شقيقه ليخبره بوضع والدته الصحي الذي تاذم وانتقلت للمشفى ، فترك منزل عمه على الفور ليقود سيارته بسرعه جنونيه متوجها الى المشفى كما اخبره شقيقه ...
+
"""""""
داخل مشفى نبض الحياه
+
نظر على الى شقيقه عمر بغيظ
- ايه الجنان اللى بتعمله ده ، ازاى تجيب اخوك بالطريقة دي
عمر بلامبالا
- اسكت انت مش فاهم حاجه ، كده أنا صح ، اسر مش هيزعل من ماما وهى تعبانه وكمان هنشوف اختنا يا مغفل ولا انت مش نفسك تشوفها
- نفسي طبعا ، بس مش بالطريقة دي
- ماما كمان من حقها تشوف بنتها، وكمان ماصدقت بابا نزل ونفذت كلامي على طول ، واول لم قولتلها بلاش تاخد جرعه الانسولين ونروح المستشفي عشان تقابل ايسل ، ماما عجبتها الفكره نفسها تاخد بنتها فى حضنها ، اتحرمت منها سنين ، خليك جنب ماما بقى وأنا هسال عليها تمام
نظر علي بحزن لوالدته الفاقده للوعي اثر ارتفاع السكري ولم تاخذ جرعتها المعتاده ، وجلس امام مقعدها يمسك بكفها يقبله بحب ويدعو الله بان تسترد وعيها
- يارب تقوم بالسلامة وماتتاذيش يارب ، مش عارف ليه طاوعت المجنون ده فى اللى بيفكر فيه .
+
الثالث عشر من هنا