رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمين
الفصل الحادي عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
+
فصل خاص بسيف و سيلين....
+
في الجزيرة.....
+
كانت سيلين ترتب الحقائب إستعدادا للسفر
و هي تدندن بكلمات إحدى أغاني الأطفال
التي سمعتها عن طريق الصدفة على اليوتيوب...
+
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله
يومي مخربط صبح و ليل و مش باينله
كل شي بحياتي عم بأجله
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله
+
إنتبهت لسيف الذي كان يستند على
باب الغرفة ويبتسم عليها ضحكت و هي
تتجه نحوه ليفتح لها ذراعيه و يحتضنها
و هو يقول : بتتعبي نفسك ليه؟ كنتي قلتي
للشغالة و هي هتعمل كل حاجة ".
+
خرجت من حضنه و هي تجيبه نافية :
- لا أنا حابة أعمل كل حاجة تخصنا بنفسي...
انا جهزتلك هدومك خذ شاور بسرعة عشان
معاد الطيارة.
+
ضحك بخفوت و هو يراقبها تعود من جديد
نحو الحقائب... كم تغيرت في هذين اليومين
أصبحت توقضه بنفسها و تحضر له الفطور
رغم خوفها من الأسود حتى أنها كانت في
بعض الأحيان تنسى بعض الأطباق في
الاسفل بسبب إستعجالها...تختار له ملابسه
و أكله أيضا و منعت عنه شرب القهوة أكثر
من مرتين في اليوم لأنه كان مدمنا عليها
و أجبرته أيضا على شرب العصائر الطازجة....
+
سار ليجلس بجانبها و يبدأ في تنظيم
الملابس معها لتمنعه و هي تأخذ القطعة من
يده هاتفة باستنكار : حبيبي يلا عشان
هنتأخر...أنا خلصت ترتيب الشنط فاضل
بس دي و كمان لبست هدومي...
+
عبس سيف و هو يستلقي على الفراش
قائلا بتذمر :
- مش عاوز أرجع مصر...إيه رأيك نقعد
أسبوع كمان ".
+
وضعت آخر قطعة ملابس ثم أغلقت الحقيبة
بعنف لترد عليه :
- مستحيل...حبيبي انا اصلا بستنى اللحظة
اللي هودع فيها الجزيرة دي و بدعي إننا منرجعش
هنا ثاني...
+
إتكأ سيف على ذراعه متسائلا :
- بالعكس المكان هنا حلو اوي... هادي و مفهوش
زحمة و ناس كثير".
+
سيلين تعلم أن سيف يحب هذا المكان
كثيرا لأنه بعيد عن عائلته التي لطالما أذته
و أنه يريد قضاء ما تبقى من حياته هنا
معها لتتنهد بأسف عليه و هي تجلس
بجواره قائلة :
- على فكرة أنا عارفة إنت ليه بتحب المكان
داه...بس مينفعش نقضي حياتنا كده لوحدنا
و بعيد عن الناس...
+
وضع سيف رأسه فوق ساقيها ثم دفن وجهه
في بطنها مغمغما بأسى :
- و إيه فايدة الناس في حياتنا... أنا مشفتش
منهم غير الأذية ".
+
أومأت برأسها بإيجاب و كأنه يراها مجيبة :
-بص أناعندي فكرة حلوة أوي...بخصوص
عيلتك... أنا عارفة إنهم أذوك كثير و إنت
مش قادر تعملهم حاجة عشان جدك دايما
بيمنعك و كمان مش عاوز توسخ إيدك بدم
أهلك رغم إنك قادر في ثانية واحدة إنك
تمحيهم كلهم من على وش الدنيا كلهم...
+
تراجع سيف إلى الخلف مقطبا جبينه باستفهام
و قد جذب إنتباهه حديثها ليستفسرها مطالبا
بتوضيح أكثر :
- سامعك يلا ".
+
إبتسمت سيلين ثم بدأت تسرد له خطتها قائلة :
- بص يا سيدي أهم خطوة هي إنك تراقبهم كلهم
و تعرف كل أسرارهم اللي مخبينها عن بعض
عشان تستخدمها ضدهم بس من غير ما تبين نفسك في الصورة.. إنت كل اللي عليك تخطط و هما ينفذو
باختصار هما بإيديهم اللي هيدمروا بعض
مثلا شوف يمكن واحد منهم بيخون مراته مع
السكرتيرة بتاعته زي ما بيعملوا في الأفلام
او متجوزها عرفي...توقفت عن الحديث و هي
تمط بشفتيها ممثلة الأسف قبل أن تستأنف
ثرثرتها من جديد : حرام مراته لازم تعرف
شوف كمان يمكن طنط إلهام زي ما كانت بتسرق
الصفقات من شركتك اكيد بردو بتعمل كده
في شركة جوزها...إنت راقبهم بس و هتعرف
كل أسرارهم.. أنا متأكدة أنهم مخبيين بلاوي...
+
فغر سيف فاه بصدمة من كلامها...بينما لا تزال عيناه
مثبتتان عليها لا تكاد ترمشان رافضا تصديق أن من
تقول هذا هي نفسها سيلين التي يعرفها...إستفاق
من ذهوله بسرعة ليستقيم في جلسته مرددا
أمام وجهها :
- إنتي فكرتي في الخطة دي إمتى؟
+
إبتسمت له بفخر قائلة :
- من المسلسلات يا روحي...
+
تراجع إلى الخلف مهمهما بصوت عال :
- مممم ماشي على العموم...فكرتك حلوة
بس حاسس إنها خطة عيال...
+
ضحكت سيلين على شكله الظريف و هو يفرك
ذقنه مقلبا عينيه بامتعاض قبل أن تفسر له
بغية إقناعه :
- طب معلش جرب إنت بس أسبوع واحد و لو منفعشتش خلاص إلغي الفكرة كلها...أظن إن إنت مش هتخسر حاجة ".
+
إمتدت يداه ليتلقط ملابسه التي إختارتها له
ليأخذها معه نحو الحمام معترفا في نفس الوقت :
- معاكي حق.. مش هخسر حاجة...و كبرتي
يا سولي و بقيتي تعرفي تخططي ".
+
غاب عدة دقائق تمكنت خلالهم سيلين من الانتهاء
من ترتيب الحقائب ثم جرتهم بصعوبة نحو الباب
و نظمت الغرفة و أغلقت الشرفة و الستائر
ثم توجهت نحو التسريحة لتلملم خصلات
شعرها و تربطهم على هيأة ذيل حصان كما
أضافت بعضا من ملمع الشفاه على شفتيها بعد
أن تعمدت عدم وضع مساحيق التجميل على
وجهها حتى لا تضايق سيف...
+
إلتفتت نحوه بعد أن سمعت صوت باب الحمام
يفتح لتتوجه نحوه مباشرة لتعطيه المعطف
و تساعده على إرتداءه قائلة بخبث فغايتها
هي إستفزازه فقط :
- ماما وحشتني اوي...و ياسين كمان وحشني
جدا القرد.... ياترى أخباره إيه؟؟
+
و بالفعل كما توقعت.. أمسك سيف يدها التي
كانت تضعها على كتفيه بقوة ليجعلها تسير حتى
أصبحت أمامه... إندهشت سيلين و رمقته بقلق
عندما قابلها وجهه الغاضب و عيناه اللتين
أضحتا جمرتين مشتعلتين قبل أن يأتيها صوته
الحاد محذرا :
- متخلينيش أغير رأيي و أحبسك هنا بقية
عمرك ".