رواية لحن الحياة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام صادق
الفصل الحادي عشر :
__________
ظلت كلمته تدور بعقلها دون هواده ولم يلجم لسانها من نعته بأبشع الألفاظ بل وترك ذلك العمل البغيض الا ذلك العقد اللعين الذي مضت عليه لعام كامل في سبيل تنازله عن ما اقترفه شقيقها الذي لا يربطها به الا الأسم والدماء
وعندما شعر بهدوئها أراد ان يستفزها قليلا :
- الأدب ديما حلو .. وبيريح
فطالعته بجمود ..ليبتسم هو بسماجه وبرود
وأخيرا وصلت السياره إلى أحد النوادي الراقيه ليحيه حارس الامن
وبعد برهة كانت تسير خلفه تحمل حقيبته الرياضيه التي تود ان تلقيها بوجه :
- ليك يوم ياجاسم ياشرقاوي
وضغطت على أسنانها بقوه وهي تقف خلفه بعد ان وقف ليصافح أحدهم ..وسار مجددا نحو وجهته
فقد كانت صالة رياضية ضخمه بها كل وسائل الرياضه
وألتف نحوها مشيرا لأحد الأركان الجانبيه :
- هتفضلي هنا تستنيني
فعضت علي شفتيها بقوه ... وقبضة على يديها قبل ان تمتد أظافرها وتخدش وجهه الجميل
ومد يده ليخذ منها الحقيبة .. ليجدها تتركها أرضا وتبتعد في صمت
فهتف بحنق :
- حسابك معايا بعدين
وخطي داخل الصالة الرياضيه .. لتنظر حولها بضيق
فالكل ينظر إليها بتفحص وكأنها دخيله على ناديهم العظيم
وبحثت بعينيها عن مكان تجلس فيه... فوجدت مصطبة رخاميه ملتفه حول حوض من الأزهار فجلست وهي تخرج أحد كتب القانون والتي أصبحت تحملها في حقيبتها كي لا تنسى مهنتها الأساسية
ومرت الدقائق وهي تختلس النظرات تارة في اسطر الكتاب وتارة أخري علي نظرات البعض وهم يمرون من أمامها او جهتها
وقررت ان تنهض من تلك الوضيعه .. وسارت نحو الصالة تتأمل كيف يلعبون الرياضة علي أحدث الأجهزة الرياضية
ووجدت هيئتها في الوجهة الزجاجيه الخاصة بالمكان
وتأملت نفسها قليلا كالعاده ترتدي أحد القمصان المقلمة والتي تشبه قمصان الصبيه وبنطال من الجينز الباهت وتعقد شعرها ونظارتها تضعها على عينيها من أجل أتمام هيئتها التي لا توحي بوجود أنثي
وزفرت أنفاسها بحنق فالوقت يمر ببطئ ولا تعلم لما أتي بها هنا ..اهذا هو عقابها الذي اخبرها به في المصنع
وتمتمت وهي تلعنه داخلها.. ولمعت عيناها بمرح وهي تنظر حولها :
- ليه مستغلش وجودي هنا .. وأتبسط شويه
وتركت لقدميها حرية التمتع بالمكان .. مكان مخصص لملعب التنس وآخر لركوب الخيل وآخر للركض وآخر للهو الأطفال .. ومساحات خضراء جميله الي ان أنتهي بها المطاف عند الجزء المخصص للجلوس وهي كافتيريا النادي
ونظرت إلي اعين النساء التي بطبيعتها دوما الفضول ..واتجهت نحو احدي الطاولات وجلست بأسترخاء وهي تضع ساق فوق الآخر ولكن عندما رأت هيئة حذائها
انزلت ساقها سريعا تستمتع حولها بهيئة الجالسين
حتى ان حديث البعض بدء يجذبها
منهن تقص لصديقتها عن ابنتها الجميله المثقفة فيبدو ان الأخرى لديها شاب مقبل علي الزواج ويريدون توفيق راسين بالحلال
فتمتمت ساخرة ومازالت أذناها معهم :
- حتى هنا بيشقطوا عرسان
ثم لفت أنتباهها لحديث أخرى تخبر صديقتيها
عن مافعلته في حفل خطبة حبيبها
وأخرى تحكي عن رحلتها لباريس
ورمت أذناها في الجهة الأخرى لتجد عصفوران من الكناريا كما شبهتهم تخبره بدلع عن اهانة والدته لها أمس لأن فستانها لم يعجبها
فضحكت بعلو صوتها فلم تعد تتحمل تلك الأجواء وقد نظر اليها البعض بنظرات ساخطه
لتجد أحد عمال الخدمه الخاصه بالمكان يسألها تنتمي لأي من الأعضاء ... فرفعت عيناها بغرور مصطنع تهمس داخلها :
- نستغل أسمك شويه ياابن الشرقاوي
وهتفت وهي تعدل من هندام قميصها :
- جاسم الشرقاوي
لينظر إليها العامل بتفحص غير مصدق أنها من ضيوفه .. وعندما لاحظت نظراته تلك ..زاد سخطها
- مالك مش مصدق ..محسسني ولا كأني أعرف رئيس الدوله
فأبتلع العامل سخريتها .. فهو يعلم ان لاحد يدخل النادي الا برفقة عضو من أعضاء النادي ولكن هي برفقة جاسم الشرقاوي لا يصدق
- يافندم مقصدش ..انا لازم أعرف انتي تبع مين من الأعضاء
لتزفر مهرة أنفاسها بقوه :
- ما انا قولتلك جاسم الشرقاوي
وأخرجت من حقيبتها كرنيه عملها في شركته
ليبتسم العامل مرحبا بها :
- منوره يافندم
لتطالعه مهرة بأستياء :
- ماكان من الأول
وتابعت وهي تنظر الي الطلبات التي تقدم للجالسين
- خلينا في المهم .. عندكم ايه يتاكل ويتشرب
فبدء العامل يخبرها بما لديهم ..لتملي عليه بعض الوجبات وبعض العصائر والمثلجات
كان العامل يدون ماتطلبه وهو متسع العينين
- هو في حد جاي مع حضرتك يافندم
لتستاء مهرة من سؤاله الفظ :
- لاء
وقبل ان ينصرف العامل هتفت بجوع :
- تجيب الأكل الأول وبعدين نوعين العصير وبعدين الايس كريم اللي طلبته وياريت تكون الشيكولاته اكتر من الكريمه
وأنصرف العامل وهو ينظر إلي ماطلبته ثم ألتف نحوها بتعجب واستدار مجددا ينفذ ماطلبت فجاسم الشرقاوي عضو مهم ولديه معرفة قويه برئيس مجلس إدارة النادي
وبعد نصف ساعه كانت طاولتها تملئها ماطلبته ..تأكل وتشرب الماء كي تبتلع الطعام إلي ان امتلئت معدتها .. وألتقطت بعض ورقيات المناديل وأخذت تمسح يداها وفمها... لتشير للعامل ان يحمل الأطباق ويأتي بنوعان العصائر الطازجه اللي طلبتها ..وأخيرا جاء وقت تناول المثلجات
ورغم شبعها الا ان عنادها معه جعلها لا تفكر بالنتائج
وتذوقت طعم المثلجات بتلذذ .. لتترك المعلقة بفزع عند سماع صوته :
- مبترديش على تليفونك ليه
وتابع دون ان يترك لها مساحة للرد :
- مفضلتيش واقفه ليه في مكانك
ونظر الي ما تأكل
- شايف أنك بقيتي صاحبة مكان
وازاح أحد الكراسي ليجلس أمامها
فهتفت متسائله :
- خلصت أسألتك
وأخذت تجاوب علي أسئلته ببرود وهي تتذوق طعم المثلجات
- مفضلتش واقفه ليه ..انت مش طفل عشان اخاف عليه
ليحتقن وجه جاسم وأراد ان يضربها بقبضة يده ولكن
وتابعت وهي تستطعم مذاق ماتأكل
- مردتش على تليفوني ..عامله صامت أصل مبحبش الأزعاج وان بستمتع بوقتي
وتابعت وهي ترى الغضب في عينيه
- اما بخصوص المكان... من واجب رئيس العمل أنه يرفه عن موظفينه
لا يعلم كيف يرد عليها فالكلمات تقف بحلقه وهو يطالعها وهي تتحدث وتستمتع بمذاق ما تأكل
وألتمعت عيناه وهو يراها هكذا ... ولم ينجده من تأمله لها الا صوت أحد معارفه وقد كان صديق والده رحمه الله
- جاسم مش معقول ..اخيرا طرقنا اتصدفت ياابن الغالي
ليقف جاسم بأحترام ويصافحه بحرارة ..لتتابعه مهرة بعينيها متعجبه من تحوله السريع
ونظر الرجل بعدها نحو مهرة متسائلا بمرح رغم كبر سنه
- مين الحلوه ديه
وأقترب من مهرة يمد يده يصافحها ..لتنهض من فوق مقعدها بأرتباك ..لتصافحه وشعرت بالألفة نحوه
فأبتسم الرجل وهو يخبرها بهويته ..بعد أن أخذ جاسم دور المشاهد
- انا عماد الراوي لواء متقاعد
لتهتف مهرة وهي تنظر لجاسم الذي وقف يطالعها بجمود كعادته
- أتشرفنا يافندم ..وانا مهرة
وحدقت بجاسم بقوة
- بشتغل عند جاسم بيه
فنظر عماد الي جاسم ببشاشة ومرح
- وبيعملك كويس الولد ده ولا ديكتاتور
وعلي الفور ردت مهرة :
- لاء ديكتاتور
لتتسع عين جاسم من ردها ويضحك عماد بقوه
وهو يجلس على أحد المقاعد
وجلسوا يثرثرون .. وقد اندمج عماد مع مهرة التي كانت تمرح دون العادة وهذا ما أثار الدهشة لدي جاسم
- سيادة اللواء هنا وكمان مين جاسم
لينهض جاسم مبتسما ..مصافحا ذلك الشاب
- أزيك يامراد
وأنضم اليهم مراد بعد ان تسأل عن أحوال كريم .. وأحوال جاسم في العمل
وهتف جاسم بعملية :
- مش ناوي برضوه تيجي تشتغل معايا
فنظر عماد الي ولده الذي قد تخلي من أسبوع عن وظيفته بسبب عدم نزاهة مديره رغم أنه يعمل بشركة كبرى
ليهتف مراد مبتسما :
- لو لسا عرض شغلك موجود فأنا موافق ياسيدي
لتتسع أبتسامة جاسم فأخيرا قد وجد مديرا جديدا لمصنعه يثق به
وأنتبه مراد لمهرة التي أخذت تطالعهم بصمت إلي ان رحب بها
- مش تعرفنا يابابا
وغمز بمكر لوالده... لينظر عماد لمهرة بلطف
- ديه مهرة عروستي الجديده
فضحك مراد علي دعابة والده... ومدام قد مزح والده بتلك الطريقه فبالتأكيد أنه استشعر طيبتها
فعمل والده جعله يعرف متي يكون حازما ومتي يكون لطيفا
وتوردت وجنتيها وهي تري الحديث ينقلب عليها فيبدو أن علاقه عماد بولده علاقة تشبه الأخوه وليس اب وأبنه
وألتقت عيناها بجاسم الذي أخذ يطالعها بجمود ..يضغط علي قبضتي يديه بقوه
وقد ظنت أنه ينفر من وجودها بينهم .. ولكن هو كان يطالعها بنظرة لأول مره يخصها بها
نظرة رجل لأمرأه
.....................................................................
وقعت عيناها دون قصد علي هيئته التي تسلب الأنفاس دون قصد كنان رجلا بالفعل وسيم وسامة طاغيه
وأشاحت وجهها سريعا وهي تخبر قلبها ان يتوقف عن النبض كلما رأه
اليوم جواد أصر عليها ان يهبطوا لساحة الفندق ..فقد مل من جلوسهم في الجناح الواسع
وألتفت حولها تبحث عن جواد لتجده يقف مع أحد الموظفين يأخذ منه الحلوى
فأبتسمت لا شعوريا .. ولم تلاحظ ذلك الذي أخذ ينظر إليها بعد ان أشاحت وجهها عنه
………………………………........................................
بعدما أنهت عملها ..ذهبت حيث المكان الذي أخبرها فيه أكرم انه يريد ان يلتقيها فيه
ووصلت للمكان بأرهاق ..وأخذت تبحث عنه بعينيها لتجده يلوح لها بيده
وأقتربت منه ..وجلست علي المقعد تنتظر الحديث الهام الذي سيخبرها به .. وانتظرت لدقائق وهي تري أكرم يفرك يديه بتوتر
- أنت جيبني هنا ياأكرم عشان نقعد ساكتين
ليرتبك أكرم وهي ينظر إليها ثم جذب تلك الحقيبة التي هي أسفل قدميه معطيا لها اياها
فحدقت مهرة بالحقيبة بقلق متسائله
- فيها ايه الشنطه ديه
ليفتح أكرم الحقيبة .. التي يملئها المال
لتشهق بفزع :
- جبت الفلوس ديه منين
ليتذكر أكرم التوكيل الذي لديه من والدته فكل شئ يعد بأسم والدته
- ده حقك انتي و ورد يامهرة.
لتزيح مهرة الحقيبة بعيدا عنها بغضب
- انت جبت الفلوس ديه ازاي
فشحب وجه أكرم .. فعلمت ان الأمر به شئ
وبعد ضغطها عليه لمعرفة مصدر المال ..اخبرها بكل شئ
لتنصدم من فعلة شقيقها
- سرقة فلوسهم
فتمتم أكرم سريعا :
- انا مسرقتش انا جبتلكم حقكم ...ماما عمرها ماهتديكم حاجه
لتبتسم مهرة ساخره وهي تنهض
- وتفتكر انا و ورد كنا بندور على فلوس ياأكرم
وتابعت وهي مازالت واقفه أمامه
- احنا كنا بندور على الحنان علي السند
فحدق بها أكرم بألم
- رجع الفلوس ياأكرم
وكادت ان تتابع طريقها وتتركه ..الا انها وضعت يدها علي كتفه تربت عليه
- انت مرحب بيك في أي وقت معانا
وأنصرفت دون كلمة أخري .. لينظر نحوها أكرم وهو يشعر بالحب القوي نحوها ونحو شقيقته ورد
.......................................................................
أنصدمت ورد عندما علمت من معاذ ان وجود جواد مؤقت وفترة وسيعود كنان وجواد لوطنهم
لم تركز يوم ان تقدمت للوظيفه أنها فترة عملها مؤقته وكل ما ظنته ان تلك الفتره ستكون كأختبار مدفوع الأجر ثم يكون تعينها
ونظر لها ياسر متسائلا :
- روحتي فين ياأنسه ورد
فأنتبهت ورد لياسر الذي يقف أمامها في بهو الفندق يتحدث معها قليلا يسألها عن أحوالها بالعمل حتي الأن
وتسألت ورد بأمل ان ينفي لها ما لا ترغب بسمعه
- يعني المشروع يخلص وهيمشوا
فحرك ياسر رأسه بأيجاب وهو يتمتم
- اكيد هيجي السيد كنان زيارات بس اكيد علي فترات متباعده هو ليه مشاغله وشركته في تركيا
لتبتلع ريقها وقلبها بدء يؤلمها بألم لا تعرف سببه
.......................................................................
نظرت مهرة للدعوة التي أعطاها لها السيد مسعود ..ورغم أنها لم تكن تفكر ان تحضر الا ان اليوم كان مرهق علي أعصابها فقررت ان ترفه عن نفسها اليوم وهاتفت ورد كي يلتقوا ويذهبوا سويا ولكن ورد تعللت بعدم رغبتها في ذلك
ووصلت لوجهت المعرض ودلفت للداخل تتأمل المكان واللوحات والأشخاص الموجودين ..لتقترب منها رقيه بأبتسامه هادئه
- نورتينا
فأبتسمت مهرة لها فتلك الفتاه تشبه شقيقتها بأبتسامتها
وأقترب مسعود من ابنته غير مصدقا من مجئ مهرة
مرحبا بها
- ديه مهرة اللي حكتلك عنها يارقيه
لتصفحها رقيه تلك المره بود
- بابا حكالي عنك .. ومعجب جدا بشخصيتك
فأرتبكت مهرة ..فالمدح تلك الأيام أصبح يتدفق عليها من جميع الناس الا شخصا واحدا تود أكله بأسنانها
وأستأذنت منها رقيه بلطافه ..لتذهب لضيوفها
كما استأذن مسعود مشيرا لها بأن المكان لها
وأبتسمت بأنبهار وهي تقف أمام أحد اللوحات ..لتسمع صوت أحدهم
- أنسه مهرة
لتلتف مهرة نحو مصدر الصوت فقد كان مراد ابن السيد عماد
- صدفة عجيبه
لتتمتم مهرة بغرابه
- فعلا
وأقتربت رقيه من مراد بلهفه وحب
- كبرتي يارورو وبقي ليكي مشاريع
وفهمت من حوارهم أنهم اولاد خاله
وابتسم مراد وهو يطالع رقيه
- رقيه أختي الصغيره
وأنتبهت مهرة وهي تبتسم لهم لملامح رقية التي تغيرت عند سماعها لتلك الكلمه ..فعلمت ان أحدهم واقع بالحب والأخر لا يري
.......................................................................
كان يتفحص بعض أعماله علي حاسوبه .. ليشعر بالملل والأرهاق ووجد نفسه يلتقط هاتفه ..يتأمل صورتها معه و مع جواد
......................................................................
كانت دعوة مشيرة لكريم لأحد حفلاتها ماهي الا بداية لخطتها
اقترب منها كريم مصافحا لها بأبتسامة لطيفه
لتسأله مشيرة والتي هي مصريه من حيث الأب وأردنية من حيث والدتها
- فين المدام يابشمهندس
وكانت الاجابه كما رغبت
- زوجته لا تفضل تلك الأجواء ..غير أنها منشغله بطفليهم
.........................................................................
رفعت مني وجهها نحو مهرة التي يبدو عليها مستمتعه بيومها .. وأخذت تتفحصها بعينيها تتعجب من هيئتها بها شئ مختلف ولكن لا تعرفه
الملابس كالمعتاد ..نظارتها التي أصبحت تشك بأمرها ..ملامحها كما هي ليس بها زينة ..شعرها
نعم شعرها هو من به شئ عجيب رغم أنها مازالت تعقده ولا تظهر طوله الا أن اليوم تسريحته مختلفه قد أظهرت جمالها الهادئ الذي تخفيه
وطرقعت أصابعها أمام مني:
- مدام مني .. روحتي فين
فأبتسمت لها مني :
- فيكي حاجه عجيبه النهارده وكنت بحاول أكتشفها
فخجلت مهرة ..فالكل بدء يخجلها بلطفه :
- بتهيألك انا زي ما انا
فضحكت مني علي أرتباكها :
- وبقينا نتكسف
وعندما لاحظت مني أرتباكها وتوترها :
- اتأخرتي كده ليه النهارده
لتهتف وهي تبعث في الأشياء الموجوده على مكتب مني المرتب
- كنت بخلص شوية ورق لموكل عندي
فأبتسمت مني بلطف
- حظك حلو النهارده ان جاسم بيه مجاش لأنه تعبان شويه
لتظهر السعاده علي وجه مهرة وهي تفرد ذراعيها
- ياسلام علي الأخبار الحلوه
وتابعت وهي تميل نحوها :
- قوليله ياخد أجازه أسبوع كده عشان صحته
فضحكت مني وهي تري سعادتها بذلك الخبر
- أسبوع ..روحي يامهرة على مكتبك
لتبتسم مهرة وقد وجدت فرصه كي تغتاب جاسم مع مني
- عشان نرتاح منه شويه
وأخدت تنعته بمسميات كثيره .. ومني متسعة العينين وهي تري جاسم يردف للمكتب مشيرا لها ان تصمت ..ووقف خلفها يضع علي أنفه منديلا ورقيا
- انتي ازاي أشتغلتي معاه خمس سنين
انتي تستحقي جايزه في الصبر
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأمتعاض
- انا السنه تخلص بس ومش عايزه أسمع اسمه
ونظرت الي مني متعجبه من نظرتها وتحرك حاجبيها
- مالك يامدام مني
فتنحنحت مني بحرج... وصدح صوت عطسة قد فلتت من جاسم دون قصد بسبب نزلة البرد
لتتسع عين مهرة وهي تلتف نحو صاحب تلك العطسه