رواية حب مجنون كاملة وحصرية بقلم شروق مصطفي
رواية حب مجنون الحلقة الأولى
يتطلع اليها من شرفته العالية شاردا بتفاصيل وجهها البريئ، أعتاد على هذا الفترة الأخيرة يراقب تحركاتها، استقام لوقفته ينفث پغضب انفاس حارة ،مبتسما بمكر دالفا للداخل مرة أخرى فليلهو قليلا اذن قبل البدء!، توقف بملل أثر نداء أمرأة في منتصف العقد الخامس هاتفة بحنق من عناد أبنها: وبعدين يا قاسم هتخرج كالعادة وتسيبني كدة مع البنت مش بتبطل عياط وأنت مفيش مربية تقعد يومين على بعض شوف حل لأن تعبت ومش فاضية لتربية من جديد أنا.
تطلع اليها بأستهجان ورد بسخرية: مش لما تربي قديم اساسا!!.، وأسمهان هانم مش فاضية وراها سهرة مع صحابها مش كدة…
لم يلقي اهتمام لردها اللاذع ثم تركها وخرج يتسكع قليلا، أخذ يتجول حول منزلها المقابل لفيلته رأها تجلس في شرفتها فهذة عادتها يوميا وتأتي اليها فتاة تبدو صديقتها ملاحظا عدم خروجها ايضا منذ فترة كبيرة! ركب سيارته وانطلق بعيدا يلهو قليلا…
على الجهة الأخرى دخلت صديقتها ندى حاملة كوب من الشاي الداڤئ بعدما اعدته: أتفضلي احلى كوباية شاي تقيلة وانا عملت لي نسكافية ها ياستي عملتي ايه انهاردة.
أبتسمت الأخرى لها متناولة الكوب
التهت بتناول الشاي فتحدثت الاخرى بضجر من حالة اليأس صديقتها وأخت زوجها: “صبا” مش واخدة بالك بقالك اد ايه حبسة نفسك هنا، ثلاث شهور ماشوفتيش شكل الشارع طيب تعالي حتى نتمشوا على الاقل انتي لازم تخرجي وتشتغلي زي الاول القعاد مش حل تعالي أشتغلي معايا في المطعم هنكون سوا مش هسيبك ابدا لوحدك ها قولتي ايه؟.
لم ترد كالعادة، ذلك التجاهل تعلمه جيدا فصمتت هي الاخرى تعلم ما مرت به ليس هين، اشتد الجو اكثر وشعروا ببرودة أطرافهم دلفوا الى الداخل فهمت ندى الحديث لتغير المود فهتفت بسعادة متذكرة شيئا مهما:
مقولتلكيش صحيح أنا و آدم حددنا ميعاد الفرح خلصنا الشقة اسبوعين واخيرا هنحقق حاجة سوا بعد خطوبة اربع سنين مروا علينا بمرها اكثر من حلوها.
شقت نصف ابتسامة وهي ټحتضنها قائلة بخفوت: مبروك يا حبيبتي يكملك على خير يارب بجد فرحت لك اوي…
تعانقوا فترة واخذت تسترسل:
وانا كمان حاسة اني بحلم بس انتي مش هتسيبيني صح…
حاولت الاخيرة الهروب بعيناها منها فتحدثت الاخيرة بتوسل: صبا عشاني اخرجي معايا اجيب حاجتي الناقصة ليه بس الخۏف دا انتي اقوى من كدة حاولي عشاني بليز…
هزت صبا راسها بتردد: هحاول بس ماتضغطيش عليا ماشي…
هتفت بضجر: ماشي يلا هسيبك وامشي عشان بابا مايفتحش حكايات وروايات خرجت من الشغل ومجتش لحد دلوقتي وانتي بيتك بعيد عن وسط البلد.
غادرت صديقتها ورجعت وحيدة كما كانت جلبت الغطاء ودثرت نفسها باحكام تغفو نوم عميق…
تململت صبا بمنتصف الليل اثر بعض الكوابيس لازمتها من بعد الحاډث الذي أودى به حبيبها زوجها وطفلها الذي لم يرى الدنيا بعد بداخل احشائها كانت في طريقها لتلده… تبخرت كل هذا بثوان عند تصادمهم بشاحنة أتت من العدم لم ترى سوى شخص يكسوه السواد لم يظهر منه الأ رسوم وشوم كثيرة متداخلة سوداء على إحدى ذراعيه يلاحقها نهضت بفزع تلتقط أنفاسها بصعوبة تناولت كوب ماء بجانبها محاولة تهدأة حالها،
لم تستطيع النوم فعقلها منشغلا في ذلك الغريب الساكن حديث امام منزلها يتطلع لها بنظرات مريبة، لم ترتح له، فكرت في عرض صديقتها واخت زوجها في العمل معها كما كانت قبل زواجها رغم خۏفها من الخروج بعد الحاډث المرير منذ فوات اشهر قليله على خسارة جنينها وحبيبها، فالأخير استقرت على الرجوع الى العمل غدا سوف تتواصل معها لتبدأ عمل لا مفر لابد ان تواصل حياتها…
صباحا اجرت مكالمة لندى تخبرها بما نوت وفرحت الاخيرة لها واتفقت على مهاتفة المدير اليوم لتبدأ بعد الغد بداية الشهر.
اغلقت معها ثم دخلت الى الشرفة الخارجية، تراقب تساقط الأمطار لطالما تعشق الشتاء، عيوني اتجهت ڠصبا عني عن الفيلا المقابلة لي لأجد نفس الشخص أمس واقف يراقبني بشرفة منزله، نفس ملابسه السوداء يغطي رأسه بالكاب أسود مخيف ومقبض، خفق قلبي مجرد النظر اليه ودخلت وأغلقت نافذتي بسرعة.
على الجهة الآخرى يقف رجل ذو أكتاف عريضة، يراقب ما حوله بهدوء مريب، يخرج إحدى طفئ دخانه، رامقا لها بمكر، ثم استدار الى الداخل،
ارتسمت ضحكه ساخرة على وجهه قاسم محركا رأسه يمينا، يسارا بعدم اقتناع: مصعب خليك في حالك مش ههدى غير وهي راكعة بين رجليا على عملته روح انت شوف المربية جديدة وقولها قواعدنا عشان ماتغورش زي ال قبلها؟
صاح مصعب پغضب قبل ان يغادر الاخر من امامه:
قواعدك انت مش قواعدنا امشي يا قاسم وسيبنا أمشي من حياتنا بقا…
لم يجد اي فائدة فهو أتى لټدمير الجميع بما فيه هو
يتبع….