رواية عازف بنيران قلبي حلقة خاصة بقلم سيلا وليد
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
عازف بنيران قلبي
حلقة خاصة
كيف لأمرأة مثلك كُل ما فيها يعُشق أن يكفيها قلباً واحداً ..فأنا أحتاج في حُبك قلب بحجم السماء
عينيكِ قصيدة غزلية
نُقشت حروفها علي زهرة برية
لونها بلون العسل لتكون
لكل الناظرين دواء وشفاء
شَعركِ أمواج بحراً ساكنة
تغار منها الشمس وتُثير غضبها
فيـ.نتقم منها ويسـ.جن نورها
داخل الخصلات
وجهاً لكِ يا سيدتي
يقتبس من نوره القمر جماله
وينثر حوله ضياء النجمات
فلا ألف قلب كافي لُحبك
ولا حروف كُل ما في العالم من لُغاته
مساء يوم تجمعت بها السحب السوداء بسماء القاهرة، وان دل ذلك على شيئا، فيدل على برودة شتاء قارس
اتجهت لغرفة أبنائها بعد استماعها لصوت الرعد، ووميض البرق ..نهضت كيان من نومها فزعة تبكي ، وتضع يديها على أذنيها حتى لا تستمع الى صوت الرعد ..دلفت غرفة ابنتها سريعا بعد سماع صوتها
-ايه يامامي انا هنا .هبت من فوق فراشها تبكي
-مامي انا خايفة، الصوت دا بيخوفني..اتجهت بها للفراش، وساعدتها بالتمدد
-مامي معاكي ياقلبي متخافيش ، وبعدين الصوت دا ياكوكي، صوت جاي من عند ربنا مايخوفش، وشوية هتشوفي المطر نازل
-صحيح يامامي، يعني هيكون فيه مطر
طبعت قبلة فوق جبينها
-اه ياقلبي، ياله نامي..استمعت لطرقات على باب غرفة صغيرتها..ولج راكان يطالعهم متسائلا
-ايه مالها كيان؟!
مسدت على خصلاتها وابتسمت تغمز له
-كوكي حلمت حلم وحش بس،مش كدا ياكوكي..دفنت نفسها بأحضان والدتها
-حتى غفت بنومها..اقترب منهما يجلس على طرف الفراش
-مالها كيان ياليلى
همست له بصوت خافت
-خافت من صوت الرعد والبرق،
عديت على الولاد
اومأ لها يمسد على خصلات ابنته
-اه أمير كان بينهي واجباته، وزين نايم
دفعها بكفه بهدوء
-اتاخري خديني في حضنك زي البت دي
قهقهت تضع كفيها على فمها
-هتنام فين ياراكان ، أكيد بتهزر،روح نام في اوضتك ياحبيبي
سحب ابنته من أحضانها، يبعدها ثم غمز لها
-مش هعرف انام بعيد عن حضنك يالولا، يرضيكي تنامي بعيد عن حضني ..ثم أشار على ابنته
-وتاخدي المفعوصة دي بحضنك
ابتسمت ثم دنت برأسها تضعها على صدره تحاوطه بذراعيها
-مكنش هيجيلي نوم أصلا على فكرة
خلل أنامله بشعرها
-حبيبي الحنين، علشان كدا جات تاخد بنتها في حضنها ونسيت معذبها
اعتدلت تضع ذقنها على رأسه
-على فكرة حضرتك ظلمني، أنا كنت مستني كوكي تنام، وبعد كدا كنت هجيلك
-لأ والله..طيب عيني في عينك كدا ..ابتسمت تلمس وجنتيه
-وحياتك عندي كنت هعمل كدا..توقفت أنامله ، ثم رفع رأسها حتى أصبحت قريبة من وجهه
-غالي أنا اوي علشان تحلفي بحياتي
دنت حتى اختلطت انفاسهما مبتسمة
-اوي اوي، فوق ماحضرتك تتخيل
-طيب عايز اشوف الغلاوة دي وأنا احكم
قهقهت بصوت خافت، تدفن رأسها بأحضانه
-مش هتتغير ابدا ..مسد على خصلاتها يجمعها على جنب، ثم رفع رأسه يلثم عنقها
-عمري، ولو اتغيرت يبقى اعرفي انك السبب
رفعت حاجبها ساخرة
-لأ والله ، عايز تلبسني أي حاجة وخلاص..احتضنت كفيه مبتسمة
-طب إيه رأيك عايزة ازهقك مني
دنى يهمس أمام شفتيها
-من أي وضع بالظبط، علشان أعرف أرد عليكي
تنهدت تطالعه بعشق
-يعني مش هتزهق مني في يوم، وهتحب تغير، ماهو مش معقول إن راكان البنداري يقعد عاقل
احتضن رأسها يجذبها لصدره
-لو إنتِ هتزهقي مني يالوليتي أنا هزهق..أغمضت عيناها تسحب نفسا برائحة عطره الرجولية مردفة
-راكان أنت حياتي، تفتكر أنا هزهق من حياتي ..أخرج رأسها يضع جبينه فوق جبينها وآه عاشقة خرجت من أعماق قلبه
-روحي وحياتي يالوليتي..قالها ودنى يلمس ثغرها، تراجع سريعا عندما استمع لصوت ابنته
-بابي بتعمل ايه، ونايم هنا ليه
هب من فوق الفراش يعدل من وضعية ثيابه قائلا
-خفت عليكي يابابي ، اعتدلت جالسة توزع نظراتها بينها وبين والديها
حمحم راكان واتجه للخارج سريعا وهو يهتف
-ليلى خليكي معاها لما تنام
باليوم التالي
دفعت الباب وتحركت بخطوات متمهلة، كان منكبا على أعماله، هناك إحدى القضايا التي تعرف بصعوبتها، وتبخر بعض الأدلة ليصبح الجاني المجني عليه، فهل يوجد بالحبس مظاليم كما ادعى البعض
رفع نظره إليها من فوق اوراقه ، ثم عاد ينظر بإهتمام وتمعن..وصلت اليه، ثم دفعت دفتره
-كنت فين امبارح بالليل..
نظر لذاك الدفتر الذي سقط على الأرض، ثم رفع عيناه الصقرية إليها، لا تعلم أنها ارتكبت جرم شنيع لتجعله يثور عليها ، حدجها بنظرة ارعبتها مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة، صمتا مريبا من ناحيته، مشحونا بالتوتر من جهتها، أشارت بيديها بهدوء وتحدثت بتقطع رغم محاولتها السيطرة على شجعاتها
-ميهمنيش اللي وقع، عايزة اعرف جوزي المحترم كان سهران فين امبارح لوش الفجر..اقتربت خطوة وانحنت مستندة على مكتبه ترمقه بنيران الغيرة ، مما جعلها تثور كالمرجل فهتفت بنبرة جنونية
-ايه القطة اكلت لسانك، ولا مش لاقي إجابة لسؤالي يابتاع الستات يامنفلت
نصب عوده وشعل تبغه بهدوء ماقبل العاصفة، وطالعها بنظرات مريبة، فتحرك متجها إلى وقوفها، ثم انحنى لمستواها يهمس لها
-عيدي اللي عملتيه وقولتيه كدا، الشو عجبني اوي، وأنتِ ماشاءالله أستاذة قسم اخراج وتمثيل..
طالعته مذهولة، فرفعت سبابتها أمام وجهه
-راكان بلاش استبداد ، مفكرني هبلة وعبيطة، لا فوق دا أنا ليلى المحجوب
نفث تبغه بوجهها قائلا بنبرة جيلدية
-خفت انا ولازم اكش وادخل جحر الأرانب..قدامك عشر ثواني، الورق دا لو مترتبش، ورجع مكانه، مع اعتذار يااقبله يامدام ياارفضه أنتِ وحظك
اقتربت كالقطة الشرسة، إلا أنه سبقها يطبق على شفتيها حتى تصمت للأبد، فصل قبلته بعدما شعر بإنسحاب أنفاسها..لكمته بصدره
-عايز تموتني..جذبها من خصرها يلف شعرها حول معصمه ثم امال يهمس
-كنت في حفلة كتب كتاب وقابلت صديقة عمل هناك بالصدفة ..عزمتني على فنجان قهوة مقدرتش ارفض يرضيكي جوزك يقولوا عليه
جذبت زره بغضب حتى نزعته وهدر غاضبة
-لأ ..بس تحرق دمي وتوجع قلبي مش كدا
ذهل من حديثها فاحتضن وجهها يقربه منه ثم دنى يمرر أنامله على وجنتيها
-متبقيش هبلة ..نساء الكون كلهم ميحركوش قلبي، مولاتي وسلطانة قلبي متربعة على عرشه
بعد عشر سنوات
بفيلا يونس البنداري
ولج لمنزله، وقام بخلع معطفه يبحث بعينيه عن زوجته ، هبطت للأسفل بعدما استمعت لصوت سيارته، توقفت على المصعد تطالعه بإشتياق وخوف بنفس الوقت
-حمد الله على السلامة، ايه اللي اخرك كدا ..اتجه إليها ، طبع قبلة حانية على مقدمة رأسها
-آسف حبيبي ، كان عندي عملية واتأخرت، ضمها من خصرها وصعد بها إلى غرفتهما
-الولاد ناموا من بدري
-تيم لسة نايم من شوية، وقمر نامت من ساعتين
نزع جاكتيه مطبق على جفنيه
-هلكان وعايز انام شهرين
حاوطت خصره ترفع نفسها تلثم وجنتيه
-خد شاور لما اخليهم يحضرولنا العشا
رفع ذقنها يممر إبهامه على وجنتيها
-مأكلتيش ولا إيه
رفعت حاجبها قائلة
-ومن إمتى وانا بتعشى من غيرك ياروحي
غمز بعينيه
-طيب ماتيجي تساعديني بالشاور، دا حتى هيكون شاور لذيذ زيك كدا
دفعته للداخل
-ادخل يايونس وبطل غلاسة ، انحنى وحملها وهتف بتصميم
-والله أبدًا مايحصل
لفت ذراعيها حول عنقه وهي تضحك بصوتها الناعم
باليوم التالي
استيقظت بعدما استمعت لصوت ابنها
-مامي ..جذبت مأزرها وارتدته تجمع خصلاتها، فتح يونس عيناه
-صباح الخير حبيبتي
انحنت تطبع قبلة ثم ردت تحيته
-صباح الورد ياحبيبي..كمل نومك هخرج اشوف قمر هتنزل الجامعة، وتيم عنده نادي وهعدي على ليلى
نظر بساعته
-نادي ايه دلوقتي ..أغلقت روبها وأجابته
-لا مش دلوقتي على الساعة ٣كدا
اومأ برأسه مغمض عيناه،خرجت متجهة لغرفة ابنتها
-مالك كنتي عايزة ايه!!
أشارت على تيم
-بقوله يوصلني بعربيته، هو رافض، وبابي زي ما حضرتك عارفة معقبني وساحب رخصي
تنهدت تربت على كتف ابنها
-حبيبي وصلها الجامعة، علشان خاطري مامي
ارتدى حذائه الرياضي ورفع نظره لوالدته
-حضرتك كدا بتخالفي أوامر بابا، هو قال تروح وترجع مع الشوفير
ضربت قدمها بالأرض بعدما جمع اشيائه
-ماما، هتأخر شوية، عندي تدريب خيل مع يامن وياسين ..سلام حبيبتي
عقدت ذراعها على صدرها تنظر لأبنتها
-تيم بدل بابا قاله حاجة مستحيل يتنازل عنها، انزلي للشوفير ياقلبي وهو هيوصلك
قالتها سيلين واستدارت متحركة لغرفتها، فأوقفتها قائلة
-طيب هخرج مع صحباتي شوية بعد الجامعة..
هتخلصي امتى ..اقتربت مبتسمة وهتفت
-هخلص على الساعة3 كدا
قدامك 5بس يادكتورة..قبلت والدتها وتحركت للخارج
اتجهت لسيارة والدها، وجدته يخرج من منزله يتحدث بهاتفه ..توقفت تطالعه بإشتياق ثم توجهت إليه
"أمير"..ألتفت مبتسما، ثم اقترب منها
-قمر العيلة، عاملة ايه ياحضرة الدكتورة الصغيرة ، وحشتيني
ابتسمت تنظر للأسفل خجلا،قائلة
-وانت كمان، أخبار لندن ايه
رفع نظارته على خصلاته يتعمق النظر ببرح عيناها قائلا
-بتسلم عليكي، ليه رفضتي تكملي تعليمك برة
اقتربت مستندة على سيارته تنظر للبعيد
-مقدرتش ابعد عن مصر، شوفت مصرية أصيلة كدا
قهقه عليها، واقترب يداعب خصلاتها
-مجنونة بس بحب شقاوتك..ظلت تناظره بعشق ثم همست
-متسافرش تاني ، بتوحشنا اوي ..توقف عن الحديث وتقابلت نظراتهما بحوار عشق دفين ولكنه غير مرئ، فاقت من سحر لحظتها ثم حمحمت
-عندي سكشن لازم امشي ..عمو جمال زمانه مضايق مني ،قالتها واستدارت
-قمر..توقفت ودقات قلبها تتقارع بصدرها ، دنى منها وهتف
-ايه اللي بينك وبين يامن الكومي
توسعت عيناه تطالعه بذهول، ثم تجمعت عبراتها تحت جفنيها تهمس له
-يامن ابن عمو نوح..اقترب حتى لم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة وهتف
-يامن قالي انكوا بتحبوا بعض
-كذاب ..قالتها سريعا، وتحركت وعبراتها تفرش الأرض أمامها..ظل يراقب تحركها حتى خرجت بالسيارة من القصر بالكامل
بقصر البنداري
على مائدة الافطار، رفع نظره لليلى
-حبيبتي اجهزي علشان هنسافر بالليل..توقفت عن الطعام توزع نظراتها بينه وبين ابنائها
-هنسافر فين ياراكان
رمق زين الذي يتفحص هاتفه، وتذكر طفولته، أفعله ابنه تأكد صباه ..
-زين..رفع عيناه لوالده
-نعم يابابا..ترك راكان الشوكة من يديه وتحدث بمغذى
-شايف تدريبات الكلية كترت أوي
ابتلع طعامه، وهرب بنظراته واجابه
-ايوة حضرتك عارف الحربية و..رفع راكان كفيه وتحدث
-اللي قاعد قدامك راكان البنداري، فبلاش حوار ولاد الشوارع اللي حضرتك ملموم عليهم،
امسك الشوكة ثم تناول قطعة من الجبن ونظراته تخترق ابنه
-أيوة زي ما حضرتك عايز تفضحني قدام ماما، كنت مع صحابي في الغردقة..كدا حضرتك ارتحت
مسح راكان فمه وألقى المحرمة متجهًا لليلى
-هنسافر الساحل، فرح ابن صديق ليا..ولازم نحضره
-راكان انا مبحبش الأفراح اللي بالشكل دا
نهض من مكانه ومازالت نظراته على ابنه
-وانت ياباد بوي اجهز انت وأخواتك علشان هتحضروا معانا، قالها وبسط كفيه لليلى
-عايزك تعالي ..تحركت معه للخارج
اتجه للحديقة وجلس يجلسها بجواره
-بقالك كام يوم مش عجباني ، مالك ؟!
وضعت رأسها على كتفه وخللت أناملها بأصابعه
-لسة زي ماانت بتحس بيا من غير ماأحكي ..اعتدل حتى أصبح بمقابلة جلوسها
-في إيه مخبياها عليا ياليلى ..!!.
سحبت نفسًا وزفرته ثم تحدثت:
-أمير ياراكان، امير مُصر يرجع يسافر تاني، وأنا تعبت من سفره
احتوت كفيه وأخذت تحاوره بعيناها تترجاها أن يفهم شعورها
رفع كفيها يقبله ثم ربت عليه
-حاضر هتكلم معاه، ولو وصل الحال امنعه من السفر اجباري همنعه، المهم مشفش الحزن بعيون مولاتي
دلفت لداخل أحضانه تحاوطه بذراعيها
-متزعلش مني غصب عني، سفره تعبني اوي ، شوف بقاله اد إيه بيسافر
احتضن وجهها يلثم جبينها ثم رفع ذقنها بأنامله
-مكنتش هوافق على كدا لولا هو عايز كدا، محبتش أقف قدام مستقبله
أشارت للقصر حولها ثم رجعت تنظر إليه
-مستقبله وسعادته هنا ياراكان ، مش عايزاه يبقى زي الأجانب ، مش حبيت حياته دي، عايزة اتأكد من اخلاق ابني، هل هو بيحافظ على دينه وتقاليده الاسلامية، ولا نسيها، الكام يوم اللي بينزلهم تعبني اكتر من عدم نزوله،
شعر بقلبه يتآكل من معاناتها ، فأطلق تنهيدة حارة ثم رفع عينيه ليتلاقي مع ليلها الدامس الحزين
-تفتكري انا هسيبه برة من غير ماعيني تكون عليه، ليلى انا ورا أمير زي ضله، وعارف تحركاته، لو شكيت في حاجة مش كويسة كنت أدخلت ومنتظرتش لما تطلبي
داعب خصلاتها ونصب عوده
-لولة حبيبتي ، اطمني عيني عليهم كلهم وسابق كل واحد فيهم بخطوة، حتى كيان اللي اصلا دلعك فيها مش عجبني خنقها، ولادي ياليلى مش هستنى حد يقولي اعمل ايه
توقفت تحتضن ذراعه
-عارفة إنك احن أب في الدنيا، بس انت سألت وكان لازم أجاوب ،
وفكر في كلامي لو سمحت
جذب رأسها وطبع قبلة فوق رأسها
-لازم امشي دلوقتي ، اجهزي على خمسة إن شاءالله
تحركت معه بعض الخطوات، حتى توقفت لنهاية مكانهم الخاص
-متتأخرش عليا
دنى يهمس بجوار أذنها
-مقدرش اتأخر مولاتي..قالها وتحرك لسيارته، كان ينتظره السائق الذي فتح له السيارة، فاستدار لها بإبتسامته العاشقة ثم استقل السيارة التي تحركت سريعا بعد إغلاق السائق لباب سيارته
مساء اليوم
سافر الجميع للساحل لحضور حفل زفاف صديقه
وصلوا بعد فترة لشاليه الخاص بهم الذي سيستقرون به
ولج الجميع للداخل..هرولت كيان تلقي بنفسها فوق الأريكة
-ياااه اخيرا وصلنا وهنام ..بينما تحرك أمير للأعلى
-بعد إذنكم هطلع ارتاح وانزل بالليل..أما زين الذي تحرك بأنحاء الشالية
-ايه يابص مش ناوي تجدد، دا حتى عيب على راكان البنداري يقعد في شالية بيئة زي دا
-امشي يالا من قدامي..قهقه وتحرك للأعلى وهو يطلق صفيرًا
أشار بعينيه على كيان التي غفت فوق الأريكة ..تحركت متجهة إليها
-كوكي قومي ياقلبي ارتاحي في اوضتك
نهضت من مكانها قائلة
-حاضر ..بعد إذنكم ، استدارت تبحث عنه، وجدته صعد لغرفتهما، تحركت خلفه وولجت للداخل
-إنت مش هترتاح ولا إيه
-لا قالها وهو يقوم بفك رابطة عنقه، ثم تحدث
-وانت كمان غيري علشان نخرج
قطبت جبينها متسائلة
-نخرج نروح فين
توقف عما يفعله وخطى متجهًا إليها
-شايف اسئلتك بقت غبية زي عيالك المجانين ..استمع لرنين هاتفه
-طلعيه فوق ..ثم دنى منها
-هنخرج نتعشى برة وهنبات في فندق، نهرب من حلاليفك شوية
حاوطت عنقه وابتسامة سعيدة حتى لمعت عيناها بالسعادة، فرفعت أناملها تتلاعب بزر قميصه
-حضرة القاضي ناوي يرجع الشباب ولا إيه
رفع ذقنها وسبح بليلها قائلاً
-حضرة القاضي مشتاق لمولاته اوي، وشايف فرصة حلوة أعيش مولاتي ليلة تحكي بها الأساطير
طافت أعينها على ملامحه الرجولية الجذابة
-هتفضل في نظري بطل اساطيري الخرافية معذبي
استمع لطرقات على باب الغرفة، خرج متجها بعد قال
-دي الخدامة مش الولاد، ادخلي خدي شاور على السريع علشان هنخرج حالا
بعد فترة خرجت من المرحاض بمأزرها وجدته يضع فستانًا من اللون الفيروزي فوق الفراش وبجواره بطاقة يكتب بها
قدراً ساقني إليكِي
و كأني خلقتُ لهذا القدر
أمطارُ عشقٍ أغرقتني
كإنسان إرتكبٓ ذنباً لا يُغتفر
فمن لم يعشق قلبكِ
فلا يرى نور القمر
أعشقكِ يا عمري
و أعشق الحب فيكِي
معذبك مولاتي "راكان البنداري"
قربته لأنفها تستنشقه مبتسمة
ثم رفعت هاتفها لحظات وأجابها
انزلي حبيبي انا تحت..
همست مبتسمة:
راكاني وحبيب احلامي
شلالاتُ العشقِ تتدفقُ بقلبي
فأشعرُ بدفء الحب في صدري
فبين أنفاسِ حضورك تخمد نيراني
و على إيقاع همساتك يشتعل جنوني
وفي عينيك أشتهي الغرق
ولا شي بالكون
يضاهي لحظة عشقٍ .. معك
في قلبي نبضة لك .. ثم .. نبضة لك
وما بين النبضة والنبضة مسافة .. تسكنها أنت
فأنت حبيبي و نصفي الأخر
قالتها مغلقة تبتسم بسعادة تحمل رادائها وتدور به كطفلة تبلغ من العمر عشرة سنوات
بعد فترة وصل للفندق ..وصل لمكانهم المحجوز من قبله
تناول العشاء بحب ونظرات عاشقة وهمسات مشتاقة بين الحين والحين
نهض يغلق حلته الكلاسيكية ويبسط كفيه إليها
-مولاتي تسمحلي بالرقصة دي
تشابكت الكفوف على نبضات القلوب متجهين إلى ساحة الرقص المخصصة لهم ..تمايلت بهدوء بأحضانه تضع رأسها محل نبضه، مطبقت الجفنين ، مبتسمة الشفتين وقلبها يعزف على موسيقى نبضه
ظل لبعض الوقت حتى توقفت
-بلاش نبات بعيد عن الولاد
رفع حاجبه ساخرا
-دول عايزين مننا ايه ..سحبت كفيه وتحركت
-تعالى نرجع بيتنا حبيبي احسن، مبحبش شغل الفنادق دا
حاوط خصرها وتحرك معها قائلا
-زودتي العقاب ياليالي ..مترجعيش تبكي بس
وضعت كفيها على شفتيها تضحك بعدما علمت بما يعنيه
بعد فترة من الزمن
توقفت تنظر من الشرفة، لذاك القمر الساطع بالسماء، وبريق عيناها يتوهج بالسعادة من ذاك العاشق الذي أصبح بلسمًا لسنين العناء والشقاء بالقلب المثقوب بالأحزان
ابتسمت تتلمس سلساله الذي أهداها إياه منذ دقائق، لايعني لها قيمته النقدية، مثلما يعني لها صورته التي زينته..ابتسامة بصوت هادئ عندما تذكرت حديثه
"دا علشان مش مسمحولك حتى تفكري في الواد زين، عارفك ناوية تجيبي صور الولاد، فأنا سبقتك، يبقى اعمليها كدا وغيريه، لمس وجنتيها مع قبلة دافئة على جبينها
هنا مكان راكان البنداري بس مولاتي"
خرجت من ذكرياتها على لمساته لأكتافها
-واقفة في البرد ليه، شكلك مبسوطة بتسمعي أم كلثوم وبتشوفي القمر، ياترى ناوية على ايه
استدارت تدفن رأسها بصدره هامسة له
-تعرف بحبك اووووووي
قهقه بصوته الرجولي، يحاوطها بذراعه
- لا معرفش، ماتيجي تعرفيني ..رفعت رأسها تطالعه بإبتسامتها البريئة التي انيرت حياته بفتراته الأخيرة
-لأ..عارف ومتأكد من كدا..رفع أنامله يرجع خصلاتها المتطايرة،
فحاوطته تلف ذراعيه حول جسده، وعيناها تعانق عيناه وأكملت بدلا عنه
تدندن مع ام كلثوم
طول عمري بأخاف من الحب
وسيرة الحب
وظلم الحب لكل أصحابه
و أعرف حكايات مليانه آهات
و دموع و أنين
و العاشقين دابوا ما تابوا
طول عمرى بأقول
لا أنا قد الشوق
و ليالي الشوق
و لا قلبي أد عذابه
و قابلتك انت
لقيتك بتغير كل حياتي
ما أعرفش إزاي انا حبيتك
ما أعرفش إزاي ياحياتي
من همسة حب لقيتني بأحب
لقيتني بأحب و أدوب فى الحب
و صبح و ليل على بابه
فات من عمري سنين و سنين
شفت كتير و قليل عاشقين
اللى بيشكي حاله لحاله
و اللى بيبكي على مواله
أهل الحب صحيح مساكين صحيح مساكين
ياما الحب نده على قلبي
ما ردش قلبي جواب
ياما الشوق حاول يحايلني
و أقول له روح يا عذاب
ياما عيون شاغلوني
مازالت ابتسامته تزين ثغره، مرر أنامله وتحدث وهو يبحر فوق ملامحها قائلا
- تعرفي إنتِ العوض الجميل بعد الصبر الطويل ياليلى، وبحمد ربنا اوي
بتر حديثهم دلوف زين بسيارته بجواره كيان
اتجه بنظره يستند على السور منتظر نزوله من السيارة
وضعت كفيها فوق راحتيه
-وحياة ليلى عندك بلاش تزعلهم ..زفر بغضب وأشار بسبباته
-ليلى ماتخلنيش أندم واسمعك كلام مش كويس، الولاد حاجة وحياتنا حاجة ..دول ولاد راكان البنداري ..اكيد فاهمة معنى كلامي ايه..تحرك متجها للأسفل سريعًا ولكنه توقف عندما استمع اليها
-وحياة حبنا ياراكان، خليني اتبسط بالليلة الحلوة دي، مش عايزة حاجة تنكد علينا، لو سمحت ..توقف يكور قبضته فاستدار ينظر لعيناها التي انطفأ بريقها ..ثم اقترب منها يقبل جبينها
-"آسف ياقلبي"..أضيقت علشان خرجو واتأخروا للوقت دا من غير مايعرفونا
وضعت رأسها بصدره تتمسح به
-راكان انا بحبك اوي ودي أهم حاجة عندي
انحنى ليروي روحه من سكرات عشقها المندي بعسلها ليذيب معها وتذيب معه لرحلة جديدة بعشقهما
مساء اليوم التالي
وصل الجميع لحفل الزفاف المقرر على إحدى شواطئ البحر الاحمر
توقف مذهولا يطالع ذاك الذي ترجل من سيارته يحاوطه أولاده وزوجته
اقترب منه وابتسامة على وجهه
-يااااه ياحضرة الظابط..اخيرا شوفناك وخرجت من الشرنقة
اتجه جاسر لصوته فارتفعت ضحكاته
-ايه ياحضرة القاضي الهمام انا اهرب منك في القاهرة الاقيك في الساحل..ياريت تكون دولارات والله
ضمه بترحاب
-الساحل نور والله..أشار لأبنته وابنه
-كنان ولين ..ابتسمت لين برقة وأجابت والدها
-قابلنا بعض يابابي..استدار برأسه مضيق جبينه
-لا والله معرفتش يعني..قاطعته جنى وهي تنظر إلى راكان
-اهلا حضرة المستشار..اومأ برأسه يشير على ليلى
-ليلى هنا مع الولاد كمان..تحركوا جميعا وهو يتبطأ بذراع جنى ثم امال لها
-فيه حاجات بتتخبى عني ياجنجون
ابتلعت ريقها تبتعد بنظراتها
-بعدين ياجاسر، احنا مش في بيتنا
ابتسم ساخرا وتحرك قائلا
-صدقيني دي متأكد منها..
وصلت لوقوف ليلى ثم تركت ذراعه تتجهة إليها
بعد فترة توقف الجميع على ذاك اليخت يتمتعون بمناظر الطبيعة
كانت تقف بمكانًا منعزل تتحدث بهاتفها
-هنرجع بكرة..خلي بالك من نفسك
-محمد رسول الله..قالتها مستديرة ولم ترى الذي توقف أمامها فجأة حتى اصطدمت به، وكادت تسقط لولا ذراعيه الذي حاوطها حتى أصبحت بأحضانه
نظرت إليه بذهول
-إنت تاني..ابعد ..وضع كفيه بجيب بنطاله ونظر لأمواج البحر هاتفًا
-كنتي هتوقعي على وشك ..تراجعت للخلف تشير بيديها
-إنت امتى هتبقى محترم ..دنى يجز على أسنانه ثم فجأة جذب رسغها
-لاحظي انك بتغلطي في زين البنداري
دفعته بقوة وأشارت تصيح حتى استمع اليها الجميع
-إياك تقرب مني ولا تحاول تلمسني تاني سمعت ..فعلا حيوان
ثارت جيوش غضبه فاقترب منها أمام الجميع حتى جذبها وأصبحت بأحضانه وانحنى يهمس بهسيس
-لسانك دا هقطعه، اصبري عليا بس سنة وشوفي هعمل فيكي ايه، وهعلمك ازاي توقفي وتتبجحي في جوزك كدا
هدر جاسر الذي اشتعل صدره بنيران من وجود ابنته بداخل أحضان زين..فهرول إليهما كالمجنون ولكنه توقف مذهولا عندما دفعته لين غاضبة
-اخرص ياحيوان قالتها ودفعته بغضب حتى سقط بمياه البحر