رواية بعد فقدان الامل كامله بقلم مروة فتحي
في احدي الاحياء السكنية امام منزل كبير منزل عائلة الدسوقي كانت تجلس تلك الصغيرة بحزن على الدرج
والدموع رفقتها ولكن اتي منقذها (او خلينا نقول انه محامي الدفاع اللي بيحاميلها و يجبلها حقها وهي حاطة رجل على
فهي بالنسبة له ابنته تحدث وقال: ريتال مالك بتعيطي ليه مين زعلك
ريتال : ببكاء كنت بلعب كورة مع علي وحازم ومنال بنت خالي مصطفي واحنا بنلعب منال وقعتني واتعورت في رجلي ودراعي بوص...
مالك : بحنية بس بس خلاص متعيطيش هي فين وانا ههزقهالك واجبلك حقك...
اشارت إليها وقالت : اهي بتلعب هناك مع ولاد الجيران
مالك : منااال تعالي هنا ....اتجهت نحوه فقال : انتِ اللي وقعتي ريتال كدا
منال : بغيظ ايوا انا عشان هي واحدة غبية وما بتعرفش تلعب اصلا....
مالك : بعصبية ازاي توقعيها كدا اعتزري يلااا .....
منال : بغرور لا مش هعتزر هي اللي خسرتني و عقدت يداها امام صدرها بنرجسية(كتفت اديها بغرور البت عشان اكبر من ريتال شايفة نفسها عليها )صرخ بها مالك بغضب وقال
اعتزري ... فزعت منه وتساقطت دموعها ثم اعتزرت لريتال
مالك : برضا يلا امشي على جوا واياكي اسمع بس انك زعلتيها يلا ادخلي البيت وما فيش لعب مع الولاد تاني فاهمة ... لم ترد عليه فكانت تنظر لريتال بتوعد
مالك : صرخ بها وقال فااهمة ... دخلت المنزل وهي تضرب الارض بقدمها من شدة غيظها من ريتال
( بصوا اقولكم البت دي من الاخر بتغير من ريتال وبتحقد عليها بت حقودة ف نفسها محتاجة تصفي النية)
ريتال : هههههههه .....
مالك : مبسوطة ....
ريتال : اووي بس احسن تستاهل عشان هي صفرا وعاملة ذي الساحرة الشريرة علطول تتخانق معايا وتضايقني لكن انت بطلي بتاخدلي حقي منها
قال وهو يحملها للداخل : ادا انا طلعت بطل اهو ...
ريتال : امم ثم قالت بطفولة بس بطلي انا لوحدي مش لاي حد اتفقنا...
مالك : ههههههه حاضر يا ستي ....
ريتال : مالك جبتلي الشوكولاته وانت جاي من الدرس
مالك : شهق شهقة خفيفة وقال : دا انا نسيت اجبلك ....
ريتال : بحزن لانه دائما يتذكرها ويحضر لها الشوكولاته والحلوي وهو قادم من الخارج او دروسه فقالت بحزن انت نسيتني ....
مالك : هههههه اديكي ضربتي بوز علطول اكيد طبعا جبتلك في حد ينسي بنته يعني .... انما قوليلي ليه بتقوليلها يا صفرا مش عيب .....
ريتال : تقصد منال ااه بحب اقولها منال الصفرا عشان لما تدايقني اقولها تعالي اشربي بيبس يا صفرا ....
مالك : هههههه انتِ بتجيبي الكلام دا منين
ريتال : بس تستاهل اصلها ولية بصورم ....
مالك : بنت اي دا في حد ف سنك يقول كدا عيب يا حبيبتي ماشي وهو يصعد بها على الدرج ليصل الشقة التي يعيش بها هو و والديه واخوته فالمنزل مِلك لمحمد الدسوقي الابن الاكبر واخاه مصطفى الدسوقي و شقيقتهم الصغري نور ولكن توفاها الله في حادث هي و زوجها ادهم لم تنجب سوي فتاه وتركتها وحيدة بعد وفاتها
لمحت ريتال منال تنظر من الباب ولكنها لم تفتحه كاملا لتراهم
ريتال: بدلع لا يتناسب مع سنها فهي مازالت في المرحلة الإبتدائية قالت : شكرا يا مالك انا بحبك جدا يا احلي مالك واحتضنته وذلك لإغاظة منال فهي تعلم ان منال تحب مالك
مالك : وانا كمان بحبك يا قلب مالك وصعد للاعلي
منال : ماشي يا ريتال الكلب هتشوفي انا هعمل اي ......
ريتااااال خرجت ريتال من شرودها على صوت زوجة خالها محمد التي قالت بمرح اي اللي شاغل عقلك .....
ريتال : هاا لا ولا حاجة بس سرحت شوية كنتي عاوزة حاجه يا مرات خالو ......
مديحة : كنت بقول اي رأيك نعمل محشي النهاردا بانواعه هتساعديني .....
ريتال : الله عليكي يا ميدو يا جاامد بينا ع المطبخ يا باشا
مديحة : يعني حلوة الفكرة و اعتمد ولا اعمل حاجة تاني
ريتال : دي توب التوب يا دحدح
وبعدين هنا عشاق المحشي كتير عندك انا و خالو و أنتِ و مالك وزوما وعلي بابا كلنا بالصلاة على النبي هههههه
ضحكت مديحة ثم ظهر معالم الحزن على وجهها
ريتال : اي يا ميدو مالك بس زعلانة ليه ....
مديحة : بحزن مالك وحشني اوي يا ريتال ....
ريتال : دق قلبها لذكر اسمه فقالت بمرح ينفع كدا ابقي معاكي تتجاهليني وتفكري في سي مالك لا كدا عيب ف حقك يا ميدو ....
ضحكت مديحة وقالت انتوا الاتنين ولادي ومستغناش عنكم
يا حبيبتي بقولك انا هبعت علي يجيب باقي الطلبات عشان نطبخ ماشي
ريتال : ماشي يا غزال انتِ يا قمر ....
مديحة : هههههه يا بكاشة انتِ مستنياكي ماشي
ريتال : حاضر يا مرات خالو
اهلا انا ريتال الأدهم عندي ٢٠ سنة اهلي توفوا من وأنا صغيرة وكمان معنديش اخوات
كنت وحيدة ماما وبابا ربنا يرحمهم ، عشت مع خالي محمد و اتربيت مع ولاد خالي اللي بقوا اخواتي بالظبط ما فرقش بينا كملت حياتي بس معرفش ليه هو انا ليه دايما
مكتوبلي الحزن ما بحسش إني مميزة دايما ببقي حزينة من جوايا رغم ان خالي و مراته و اولاده بيتعاملوا معايا بطريقة كويسة بس برضو بحن لاهلي وحشوني نفسي بجد
اشوفهم واترمي ف حضنهم وكمان حلمي ضاع وفقدت الأمل مبقاش حاجة تخليني اعافر عشان اوصل للحلم اللي كنت بحلم بيه أني أكون مهندسة معمارية و اخلي بابا و
ماما فخورين ولكن بعد ما سبوني ومشيوا مبقاش عندي هدف واتخليت عن كل حاجه
بس انا حاليا في كلية ألسن يعني هبقي مترجمة واشتغل مع خالي في شركته و دا كان قراره انه يخليني اكمل دراستي واتعلم كويس خالو محمد دا طيب جدا وبيحبني كأني بنته
مش بنت اخته كان عاوزني اتلهي بالمذاكرة و ما فكرش ف الماضي واحزانه و وجعي على فراق اهلي عارف إني حساسة عشان كدا عاوزني اخرج واكمل دراستي واعيش حياتي وانسي الحزن ولاد خالي تلاتة
(مالك) اكبر واحد فيهم واكبر مني بيشتغل مع باباه ف
الشركة وشريكه فيها كان اقرب واحد ليا في صغري كنت لما بزور جدو وتيتة والد و والدة بابا كان يجي معايا ميسبنيش لوحدي فاكرة مرة كنت ف ابتدائي و وهو كان في ثانوي كنت
بلعب كورة مع عيال خالي ومن ضمنهم تعالي اشربي بيبس (اكيد عرفتوها) وكالعادة زقتني و وقعت و رجلي انجرحت لقيني قاعدة قدام البيت وبعيط جري عليا و جابلي حقي كان دايما يقولي انتِ بنتي يا ريتال كان مدلعني كل ما يرجع من برا او من السنتر يجبلي معاه
شوكولاته لحد ما تقريبا لون شعري بقي بني بدرجة الشوكولاته المهم عرف انا بعيط ليه ونادي على منال وخلاها تعتزرلي اتعصب عليها وشخط فيها شخطة انا و انا جنبه اتخضيت منه
هي بقي خافت منه واعتزرتلي بس فضلت تبوصلي نظرات الواحد كدا ماكنش مستريحلها واحساسي مخبش لان بعدها عملت فيا مقلب المهم بقي مالك زعق فيها وهي التنحة برضو
كانت واقفة تبوصلي حسيت انها هتاكولني عشان مالك بيهتم بيا وهي لا ، مالك شالني وطلعني فوق عقملي الجروح كان حنين عليا هو الاقرب ليا ودايما بيهتم بيا بس معرفش ليه بعد واتغير معايا ومبقاش يهتم بيا لما سافر كان بيكلمنا كلنا وانا معاهم واحيانا يتصل بيا يطمن عليا لوحدي
مرة ورا مرة مبقاش يتصل حسيته بيبعد ، حتي كمان بقي فين وفين يرن على اخواته وماماته وباباه يمكن زي ما بيقول ضغط شغل .....
(حازم) ابن خالي محمد و دا التاني طيوب وبيحب الهزار والفرفشة لكن وقت الجد جد لو عاوزة اعرف حاجة بعرفها
منه و لما اعوز حاجة بيعملهالي بقينا اصحاب بعد ما مالك
سافر عامل زي الكتاب المفتوح على عكس مالك غامض مبعرفش بيفكر في اي ، هو حاليا معيد في الجامعة وإن شاء الله هياخد الدكتوراه ......
(علي) اصغر واحد فيهم واصغر مني لسه في بيدرس في ثانوي انا وهو عاملين زي القط والفار بنعاند في بعض عشان كدا مسمياه (علي بابا) لما كنا صغيرين وتبقي القعدة
هادية وراسية كنت بتسحب من ورا علي وانفخ ف ايدي و هوب واحدة اسكنتلب على قفاه بس مكنش بيسيبني كان بيخليني ألف الشقة كلها وهو بيجري ورايا كنت اجري لمالك و استخبي وراه و على بابا بقي بيخاف من مالك عشان عنده عضلات و لما مالك ميكنش كنت استخبي في خالي
ونيجي بقي لمرات خالو بحبها جدا وهي كمان بتحبني كمان طيوبة وأم حنونه ومالك طيب وحنون جدا دي الصفات اللي كنت اعرفها عن مالك لكن دلوقت معرفش عنه كتير
صعب انسي بس بحاول انسي واعيش حياتي معرفش انا بالنسباله اي اخته ولا يمكن حاجه تاني يارب لو مش من نصيبي متعلقنيش بيه ومتكسرش قلبي يارب عشان مقدرش
على وجع قلب تاني ..... انتهت ريتال من تدوين مذكراتها وأيام طفولتها في دفتر الذكريات الخاص بها و وضعته في خزانتها
فوجدت باب غرفتها يفتح و تطل منه زوجة خالها ذهبت وجلست بجوارها وقالت : اي مالك يا ريتو يا حبيبتي انتِ كنتي بتعيطي ؟!
ريتال : لا مفيش حاجة يا مرات خالو الحاجة جاهزة عشان نعمل الاكل ...
مديحة : اااهيي عليا انا الكلام دا دانا اللي مربياكي ...
اقتربت ريتال واحتضنت مديحة بشدة و قالت وحشوني اوي ونفسي احضنهم اوووي و سالت دموعها .... فأحتضنتها مديحة بحنان و ربتت عل ظهرها وتركتها بأحضانها وبعد
فترة قليلة ابتعدت ريتال وقالت شكرا حضنك ريحني جدا .....
مديحة : انتِ بنتي يا ريتال لما تحسي كدا تعالي في حضني وبعدين يا حبيبتي هما راحو عند اللي خلقهم اللي احن مننا عليهم هما ف مكان احسن من هنا بكتير ....
ريتال : جففت دموعها وقالت ونعم بالله .....
مديحة : تعرفي يا ريتال إن أنا كان نفسي اخلف بنت بس بعد ما ولدت علي الدكتور قالي اني مش هقدر اخلف تاني ساعتها بقي زعلت اوي عشان مش هقدر اجيب بنوته زي ما كنت
بتمني وقولت بزعل ياربي دانا علطول بدعيك ليه ماستجبتش دعائي بس ربنا كان ليه حكمة في كدا يمكن وقتها مفهمتهاش بس عرفت لما ربنا عوضني بيكي وبقيتي بنتي وحبيبتي ...
ريتال : طبعا يا ماما انا بنتك ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ولا من حنيتك
سعدت مديحة لقول ريتال عنها انها والدتها ....
ريتال : بمرح وحماس قوليلي بقي يا دحدح علي بابا جاب الطلبات ولا اقوم اجري وراه واجيبه من قفاه .... ضحكت
مديحة وقالت : اه جابهم ....
ريتال : طب يلا بينا على بركة الله ربنا معانا ....
مديحة : ههههههه انتِ داخلة على حرب .....
ريتال : الله مش محشي بأنواعه يبقي ربنا يعينا ...
بدأت مديحة و ريتال بتحضير الطعام دخل إليها محمد فقال مساء الخير عالحلوين ...
ريتال : مساء الورد والفل عليك يا خالو يا قمر .....
محمد : بتعاكسيني قدام مرات خالك كدا عادي .....
ريتال : بمرح لا لا ما تخدش ف بالك دحدح دي حبيبتي و نظرت لمديحة وقالت صح يا دودي ، ضحك محمد
مديحة : ههههه صح يا روحي وقالت لزوجها مساء النور .....
اي مش رايح الشغل النهاردة ....
محمد : لا قولت أاجز النهاردة .... شوفتي ابنك المجنون والله هيجنني ....
مديحة : واي الجديد ما علي علطول كدا .....
محمد : مش علي اقصد مالك ، دق قلب ريتال بعنف عند سماع اسمه اكمل محمد وقال
الوااد بقاله يومين تلاتة مكلمنيش وجاي دلوقتي اتصل وقال انه جاي النهاردة وهيوصل بالليل مابقتش فاهمه خالص .....
سعدت مديحة وريتال لهذا الخبر فهو سافر لقرابة خمس سنوات
مديحة : بجد مالك جاي يا محمد يا قلب امه وحشني الحمد لله يارب اخيرا هينزل ، يارب
وصله بالسلامة امنوا على دعاءها.... ذهب محمد وجلس بالصالون واكملت ريتال ومديحة اعداد الطعام ....
ريتال : مرات خالو هعمل مكرونة بالبشاميل عشان بحبها
مديحة : ومالك كمان بيحبها اوي ، عندك اللحمة في التلاجة والمكرونة في درج المطبخ
ذهب محمد واولاده ليستقبل ابنه الاكبر بالمطار وكذلك انتهت مديحة و ريتال من اعداد الطعام اعدوا اطباق مختلفة ومتنوعة واصناف من الحلويات وكأن ستقام وليمة و ليس عشاء عادي
دخلت ريتال غرفتها لتجهز نفسها اخذت شاور و ارتدت فستان يضيق من الاعلى ويتسع للاسفل باللون الوردي وبه حزام في الخصر وحجاب باللون الابيض
كتبت بمذكراتها .. فرحانه عرفت اجابة السؤال اللي دايما بسأله لنفسي هو انا فعلا بحبه ولا مشاعري دي كانت في
فترة مراهقة بس عرفت دلوقتي لما بعد عني كل الفترة دي
عرفت من فرحتي بخبر رجوعه وأنه جاي النهاردة فرحتي مش عارف اوصفها عرفت من دقات قلبي اللي بتزيد
لما اسمع اسمه عرفت ان حبي لمالك مكنش حب اخوي وبس كان حب تاني بيزيد مع الايام .....
اغلقت مذكراتها وخرجت على صوتهم بالخارجكان وصل الجميع و سلم مالك على والدته واحتضنها بشوق وقال عاملة اي يا امي وحشتيني يا ست الكل .....
مديحة : بعتاب وحشتك اومال لو ما كنتش وحشتك كنت هتيجي امتي هونت عليك يا مالك خمس سنين وسالت دموعها احتضنها مالك بحب وقبل راسها وقال سامحيني يا امي الشغل خدني وكنت عاوز احقق ذاتي سامحيني ...... وجفف دموعها ....
مديحة : مسمحاك يا حبيبي بس ما تبعدش تاني .....
مالك : خلاص مش هسافر تاني انا هعمل اي حاجة عشان تكوني مبسوطة المهم انتِ وحشتيني اووي كلكم وحشتوني .....
مديحة : يا قلبي انت مش مصدقه انك قدامي ماتغبش عني تاني يا مالك و احتضنته ....
مالك : بأبتسامة حاضر يا عيون مالك ... ابتسمت ريتال وهي تشاهد لقاءهم وحنان مالك على والدته ....
مديحة : يا حبيبي يا بني دانت خاسس اوي شوفت يا محمد يا عين امك يا بني تلاقيق مكنتش بتاكل كويس هناك .....
نظر مالك لنفسه بتقيم فجسده رياضي ولم يخسر الكثير من الوزن فقال : مالي يا ماما ما نا حلو اهو وكويس الحمد لله ولا خاسس ولا حاجة اومال فين ريتال مشفتهاش ....
ابتسمت عندما سمعته يسأل عنها وعندما ألتفت وجدها تقف من بعيد وكانت الصدمة بالنسبة له ......