رواية تمرد عاشق جواد وغزل حصرية بقلم سيلا وليد
البارت الاول
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
في قانون العشق يقولون...
لا يوجد تعريف للحب لكنك ستشعر به حين تراه
في إحدى محافظات مصر محافظة الفيوم ،، حيث الطبيعة الخلابة من صوت السواقي والشلال،، وتغريد العصافير.. ورائحة الزهور وخاصة بمنزل يشبه السرايا وهو منزل الحاج محسن الالفي وبجواره منزل منصور الحسيني
تجلس العائلتين في جو من الحب هذه العائلتين لم تربطهما قرابة الدم ولكن تربطهما قرابة الصداقة،، فما أجمل الصداقة التي تبنى على الصدق والحب والخير
صداقة دامت لأكثر من ثلاثون عام لم يشوبها كره او ضغينه من كلتا العائلتين
ألا وهما عائلة حسنين الالفي و عائلة منصور الحسيني ... تجلس العائلتين قبيل صلاة المغرب بانتظار الأذان حتى يقيمون صلاتهم ثم يبدأون افطارهم الاخير برمضان فاليوم هو المتمم للشهر الفضيل.. وغدا سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك
اتجه جسار الحسيني وهو الابن الاكبر لماجد الحسيني.. وقام بطرق غرفة نوم أخته غزل الحسيني ثم دخل بعد لحظات
وجدها تغط في نوما عميق ملس على شعرها بحنان _
غزالتي قومي ياحبي المغرب هيأذن وانتي لسة نايمة... نظرت اليه بعيونها الرمادية الجميلة تكاد تفتحها بسبب شعورها بالنوم
_شوية كمان ياجسور.. صحيني لما يقول حي على الصلاة ثم جذبت غطائها عليها
وقف وزفر بضيق وبدأ يحدث حاله _أعمل فيها ايه المجنونة دي لو سبتها ممكن تفضل نايمة لبكرة... تنهد بعمق ثم اتجه إلى الباب وقام بفتحه
: اهلا ياجواد اه هي نازلة خلاص أهو
وفي غضون لحظات وجدها تهرول الى الحمام
ظل يضحك عليها بمرح _عرفت اللي هيربيكي ياجبانه
خرجت بعد دقائق... كدا ياجاسر تعمل فيا مقلب والله انت رخم وانا مخصماك
ضمها من أكتافها _تقدري تخاصمي جسورتك... ماهو هتفضلي تناهدي فيا فقولت انادي للي مربيكي عشان عارف إنك مبترفضلوش طلب
جلست على الفراش وهي تمد شفتيها كالاطفال _معرفش باجي قدامه وبكون عاملة زي التلميذة اللي نسيت واجبها وهو كمان عاملي فيها نابليون بونابرت
اطلق ضحكة رنانة _يخربيتك لو سمعك بس هو مش هيعاقبك المرادي متخافيش
رفعت حاجبها بسخرية واردفت مازحة _اشمعنى ليه ناوي يطلع زكى رمضان عليا
حضنها جاسر ومازال يضحك _معرفش انتي وهو عاملين زي الضراير ليه اتكنوش بتحبوا وحد
ضربته بخفة على ذراعيه _وسع كدا دا يتحب دا يخوفوا بيه العيال وبعدين مين هيشهدله ماانت صاحبه اه ياني ياصغيرة على الغلب ياغزولة
سحبها للخارج هابطاً للأسفل ومازلوا يضحكون... وصلوا حيث تجمع العائلتين
نظر صهيب لغزل وبدأ يشاكسها _الله واكبر صباح الورد ياغزالة لسة فاكرة.. أنا فكرت نسناكي في القاهرة اه والله..
زفرت بضيق عندما علمت انها سوف تكون وصلة مزاح من الكل
_بقولك ياابيه صهيب هو انت صايم زينا اصلي الصراحة مش مصدقة انك صايم وانت مراقب الكل بعيونك الضيقة دي،
لا حلوة ياغزول _تصدقي انا كمان شكيت في نفسي
ضحك الجميع عليهما.. زفرت بضيق واتجهت بانظارها إلى الصامت الذي يقلب بهاتفه.... ولكن عندما تحدث صهيب قائلا
تعالي جنبي هنا تعالي هنعمل دويتو مع بعض جنان بعد الفطار
_تيجي جنبك فين ياحيوان.. ثم نظر لها شرزا ورفع ذقنه ثم نظر الى الكرسي اقعدي عندك على الكرسي
ظلت كما هي واقفة... اخيرا خرج عن صمته:
اقعدي مكانك ولا روحي البسي اسدالك عشان الصلاة.. المغرب خلاص هياذن
جلست واغمضت عيناها _لا لما يأذن لسه هطلع
نظر إليها نظرة ارعبتها ثم تحدث بصوت ارعبها
غزل قولت ايه واتجه بنظره إلى الأعلى بمعنى أنها تصعد وترتدي اسدالها
اوف خلاص اي اوامر تانية بتحسسني اني مجرم عندك همهمت بها وهي صاعدة للاعلى
سامعك على فكرة وهتتعاقبي.. هذا مااردف به جواد... وماله ياعم الحنين بتحسسني إنك فرفوش
وصل ماجد وحسين حيث جلوس شباب العائلتين
نظر ماجد في الحضور _فين غزل لسة نايمة ولا إيه ومليكة كمان مش باينة
انا اهو ياعمو هذا ما اردفت بها مليكة بعد خروجها من المطبخ... كنت بشرف اشوفهم خلصوا الفطار ولا ايه.. اصل ماما وصتني قبل ماتنام
ربت على كتفها ماجد: ربنا يحميكي يابنتي،
نظر جاسر اليها بابتسامة... اخفضت وجهها وخجلت من نظراته أمام الجميع... نزلت غزل وهي مرتدية اسدالها وجلست صامتة
رفعت مليكة ذقنها بمعني مالك
وجهت نظرها لجواد... أمأت مليكة برأسها عندما علمت أن جواد خلف حالتها
نظر ماجد بعمق إلى غزل _مالك ياغزول مش عوايدك إنك تسكتي
_مفيش يابابا بس مصدعة شوية من السفر
تدخلت شهيناز زوجة أبيها في الحديث _نامي بدري بس وبطلي تنطيط وانتي متصدعيش...
استشاط داخل جاسر اتجه بأنظاره إليه _ مين قالك ان غزالة بتتنطط دا روحها الحلوة بس..
خلاص انتوا مابتصدقوا ترغوا.. ايه الاذان هيرفع ثم اتجه بانظاره لغزل _وانتِ ياعروسة المولد بطلي دلع وادعي ربنا ينجحك وتجيبي مجموع اصل ورب الكعبه هطلع عليكِ الجديد والقديم
بعد دقائق قام الجميع بالصلاة.. ذهب الرجال إلى المسجد بينما قامت مليكة بالصلاة بهم والدتها نجاة وغزل أما شهيناز اردفت _انا هصلي بعد الفطار أصلي تعبانة
بعد فترة من الوقت جلس الجميع في الحديقة يتناولون بعض الحلويات المشهورة بهذا الشهر الفضيل وهي الكنافة النابلوسية... جلس صهيب جانب مليكة وغزل يشاكسها:
بقولك ياغزول هو انتي ليه بتاكلي كتير بس مابتتخنيش قولي الوصفة عشان بس اعرف المزة بتعتي
_هو فيها مزة ياابيه من ورايا
رفع حاجبيه متزامنا مع شفته العلوية مستنكرا حديثها: ليه ياحلوة هو أنا مش جذاب ولا ايه دا حتى البنات كلهم في الشركة هيموتوا ويكلموني
نظرت اليها فارغة فاهها: والله العظيم ليه ايكونش توم كروز
ضربها بخفة على مؤخرة رأسها _بطلي تريقة يابت
جاء جاسر وجلس بهدوء بجانبهم وهو يزفر بغضب... نظر إليه صهيب:
مالك ياجاسر فيه حاجه حصلت ولا إيه
نظر في الاتجاه الآخر: مفيش متشغلش بالك.. هو فين جواد كان هنا من شوية
نظرت غزل حيث وقوفه وهو يتحدث في هاتفه واردفت حزينة: هناك أهو بيتكلم في التليفون
تلاقيه بيكلم مزته اه ماهو عمو الجنتل هيخطب بعد بكرة
نظرت إليه غزل بصدمة وهو يتحدث ويضحك
أحست بوخزة مؤلمة اصابت شقها الأيسر
وارتجفت أوصالها واردفت بكلمات مهزوزة:
هو هيخطب إمتى!! ومين دي تعيسة الحظ؟
نظر جاسر إليها بعمق وحاول أن يفهم بما تشعر به اخته عندما وجدها تتحدث بهذه الطريقة... بينما صهيب تحدث مازحا:
اهو افرحي ياستي هينساكي شوية عمو الدود دا وهتبطلوا لعبة الضابط والحرامي
صمتت لبرهة واخرجت تنهيدة عميقة تدل على مدى آلام روحها وكلمات صهيب التي جعلت قلبها يدمي على حبيب لم يشعر بها
ظل جاسر يدقق النظرات إليها.. هو يشعر أن اخته بها شئ اتجاه صاحبه ولكنه ابعده لفارق السن ولمواقفهم التي تدل على ترابط أب بابنته.. وصديقه الذي يعشق أخرى ولكن في هذا الوقت ونظراتها وحزن عينيها مهما أخفته عن الجميع فهو لم يشعر إلا بها... نظر إلى مليكة وأمسك يديها: تعالي نتمشى شوية
نظرت لصهيب طالبة الاذن... اشار بعينيه بنعم ثم ذهبت مع جاسر
جذب جاسر يديها وخرج بها إلى الحديقة الخلفية.. وحشتيني اوي ياملاكي.. كل سنة وانتِ طيبة ياحبيبة قلبي.. نظرت للارض بخجل ثم أجابته وانت طيب
رفع ذقنها ونظر داخل عيونها _مليكة هتفضلي مكسوفة مني كدا على طول عايز اقولك فرحنا بعد شهر انا اتفقت مع جواد وهو كمان هيتجوز بعد شهر بس قالي مقلش لحد عايز يعمل مفاجأة لندى
ثم اكمل استرسال حديثه _هنكتب كتابنا يوم خطوبة جواد ياملتكي ايه رأيك
: اللي تشوفه ياجاسر
: اللي تشوفه ياجاسر.. مفيش اللي تشوفه ياحبيبي
نظرت بحب إليه وتحدثت مبتسمة _اللي تشوفه ياحبيبي
أغمض عيناه مستمتعا بكلمتها التي خرقت فؤاده.. ثم تنهد بحب وتحدث _وحبيبك مش شايف غيرك ياروح حبيبك
عند صهيب وغزل
بقولك ياغزول ماتيجي نلعب حاجة بدل الملل اللي احنا فيه دا
اسندت برأسها للخلف ونظرت للسماء تدعو ربها وتضرعه ثم تحدثت _ماليش نفس ياآبيه تعبانة وعايزة أرتاح عندنا عيد بكرة
ثم اعتدلت ونظرات إليه مضيقة عيناها:
مقولتليش عيديتي السنادي هتكون ايه
جذبها بقوة واوقفها وبدأ يجري بها في الحديقة ألعبي بس وأنا هقولك
ثم حملها فجأة وبدأ يدور بها
أنزلها بهدوء ونظر إلى داخل عينيها
أنسي اللي بتفكري فيه... عمره ماهيكون من نصيبك.. بلاش توجعي قلبك على الفاضي حبيبتي
تغضن جبينها بعبوس اصابته بندم وتأنيب ضمير من قسوة كلماته إليها.. ورغم ذلك نظرت إليه واردفت مهتزة داخليا
يعني ايه ياابيه انت تقصد إيه مش فاهمة
نام على العشب واشار بعينيه أن تجلس بجانبه... اطاعته وهي تشعر بوخزات ناخرة لروحها
اتكأ على كوعه ونظر داخل عيونها:
انتي عارفة انك زي مليكة وبحبك بغض النظر انك رخمة معايا ومش بتحبيني زي دود بتاعك،بس تعرفي حاجة يابت بخاف عليكي جدا وعايز أقولك فاهم كل نظرات لجواد بس عايزك تفوقي من وهم حبك له لانه عمره ماهيكون من نصيبك
عارفة ليه لسبب بسيط.. انه بيعتبرك بنته اللي مربيها يعني حتى هو لو محبش حد تاني عمره مايفكر فيكي غير بنته وبس
أهتزت شفتيها ولم تعرف بما تجيبه
نظرت إليه بأعين تغشاها الدموع: لا انت بتقول ايه عمري مافكرت في الكلام دا ياابيه ثم تحدثت بصوت مختنقا بالبكاء
وفعلا هو ليا اخ كبير وبس
ثم وقفت سريعا متجها للمنزل ودموعها تسقط على وجنتيها تكويها تكاد ترى من غامة دموعها... اصدمت به أثناء سيرها
وكادت ان تسقط لولا ساعديه القويتين التي تلاقاهم بها
ضيق عينيه ونظر بعمق داخل عيونها التي تتساقط منها الدموع... مسح دموعها ببطئ ونظر إليها بمعنى مالك
مسحت دموعها كالاطفال: مفيش تعبانة وبس ثم سحبت نفسها من احضانه متجهة إلى الاعلى ولكنه جذبها بقوة إليه
الولا الغبي دا زعلك في إيه قولي بس وشوفي هعملك فيه ايه وبطلي عياط
أخرجت تنهيدة عميقة تحاول ان تلملم شتات نفسها ثم نظرت إلى داخل عينيه بقوة: مفيش حد مزعلني وبطل تعمل معايا كأنك ابويا او اخويا انت مش اخويا ولا ابويا ثم تركته سريعا متجه للداخل
وقف ينظر لذهابها مذهولا من كلماتها... لاول مرة تحدثه بهذه الطريقة.. ماالذي حدث لها أهي جنت بالفعل... البت دي اتهبلت ولا ايه بتكلمني انا كدا ثم اتجه إلى صهيب الذي مازال يجلس على العشب وينظر اليهما.. وصل عنده وجلس بجواره:
ايه اللي حصل خلاها تكلمني بالطريقة دي أول مرة تعملها
زفر صهيب بضيق من حالة غزل والان تأكد انها تحب اخاه.. ولكن ماذا يفعل؟
أخاه ليس له ذنب... وهي كبرت ولم تعد الطفلة المدللة... صهيب بكلمك!! هذا مااردف به جواد
_عايزني اقولك إيه ياجواد من رأي تخف عليها شوية وبلاش شغل التحكمات بتعتك دي غزل كبرت ومعدتش الطفلة اللي بتنام في حضنك مش ملاحظ إنها دلوقتي وصلت للسبعتاشر سنة يعني بقى لها مشاعر واحاسيس وممكن تفسر اهتمامك بيها بحاجة تانية.. على مااعتقد إنها مش مليكة وهتفهم اهتمامك دا حب اخوي
ضحك بصخب على كلمات صهيب وأردف مستنكرا من حديثه: انت اهبل ياله... مين غزل هتفهم مشاعري ليها غلط.. دي بنتي ياحمار وهي فاهمة دا كويس
اخذ صهيب شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ ثم وقف ونظر إليه _لا مش بنتك ولا اختك ولا حتى حبيبتك عشان كدا ابعد عنها ومالكش دعوة بيها نهائيا عشان مترجعش تلوم حالك ثم تركه وغادر
نظر إلى ذهابه واردف مستاءا منه: الولا دا اتهبل لو معرفوش كنت قولت بيحبها... يخربيتك ياصهيب فصلتني
على جانب آخر تجلس شهيناز تقضم باظافرها عندما وجدت جاسر ومليكة يتجولون بالحديقة وهما متشابكين الأيدي ونظرات الحب بينهما... نظرت لزوجها الذي يجلس مع السيد حسين وزوجته ويتحدثون على طفولتهم وعلاقاتهم ثم أردفت
: بقولك يا امجد ماتيجي ياحبيبي نخرج او نتمشى شوية في الحديقة اهو نهضم الفطار اللي مليان زيوت ودهون دا كدا الدايت هيبوظ وجسمي هيزيد اردفت بها ناظرة الى نجاة زوجة حسين متعمدة اهانتها لزيادة وزنها بعض الشي
شعر حسين انها تخص زوجته بالحديث
اتجه الى زوجته بذراعيه وضمها اليه: تعرفي ياشهيناز لما الست تكون ملظلظة كدا بتكون طعمة وعايزة تتاكل اما لما تكون معصعصة الواحد يقرف منها
لا ابدا يابشمهندس مين اللي قالك كدا... دا حتى ازياء الموضة كلها وموديلتها بيكونوا بيرفكت ورفيعين
خلاص ياجماعة احنا هنتكلم على الرفع والتخن وننسى أن بكرة العيد والمفروض نزور اقاريبنا كلهم اللي هنا ولا ايه عشان مايقلوش اننا اتكبرنا عليهم زي كل سنة
انا جبت هدايا للأطفال ياحسين وكمان بعض السيدات عشان ناخدهم ايه رأيك
تسلميلي يانجاة طول عمرك صاحبة واجب ياحبيبتي
إمجد: أنا خايف لادخل انا ويحيى في صدام زي كل مرة معرفش هو عايز مني ايه مع اني سبتله كل ورثي من ابويا بس مش رحمني
نظر حسين للبعيد لانه يعلم خفايا اخيه
هتعدي زي كل مرة متخافش... قطع حديثهم وصول يحيى اليهم:
سألت عليكم قالوا انكم هنا حمدالله على السلامة نورتوا الفيوم كلها
وقف امجد وقام بالسلام عليه احتراما له لانه اخاه الاكبر... عامل ايه يايحيى كل سنة وانت طيب
نظر إليه يردف بغضب: يعني انت هنا ومهنش تيجي تسلم على اخوك الكبير انا أحسن منك وجيت أهو ثم توجه بانظاره الى زوجته شهيناز التي تجلس بخيلاء وتضع قدم فوق الاخرى وتنظر إليه باستعلاء.. لم يعريها اهتمام ونظر إلى حسين وقام بالسلام عليه
بعد فترة من الوقت نظر إلى أمجد وتحدث قائلا _عايزك في موضوع مهم على إنفراد ثم وقف وخطى عدة خطوات
نظر أمجد الى حسين وأشار له بعينيه بعنى شوفه
وصل إلى مكان ما في الحديقة بعيدا عن الجميع وجلس واشار له بيديه ان يجلس على إحدى الأرائك الموجودة بجانب إحدي أشجار الفاكه ثم تحدث قائلا _انا مش هلف وادور عليك بالحديث انا جاي طالب ايد غزل لعاصم كفاية ان جاسر راح خطب واحدة غريبة وساب بنات عمه
تنهد أمجد بضيق ثم نظر إليه وتحدث قائلا: غزل لسة صغيرة يايحيى يادوب رايحة اولى جامعة والبنت مابتفكرش في الجواز دلوقتي... اما عن موضوع جاسر فهو بيحب البنت وقلوبنا مش عليها سلطان
وقف وتحدث بغضب _يعني ايه ياامجد بترفض ابني زي مارفضت بنتي طيب اضحك عليا يااخي وقولي هشوف رأي البت... وقف بمقابلته واجابه مستاءا من مقابلاته التي تنم كل مرة عن غضب احدهما _عايزني اروح اسأل بنتي اللي لسة مكملتش تمنتاشر سنة ايه رأيك في الجواز انت مصدق كلامك دا
تركه واتجه إلى جاسر الذي جاء على اصواتهم نظر إليه بحقد _ازيك يابن اخويا عامل ايه مستكبر تيجي تسلم على عمك
وقف جاسر ولا يعلم سبب هجومه ورغم ذلك اجابه: ابدا ياعمي انا كنت هاجي لحضرتك الصبح وأعيد عليك وعلى ولاد عمي حضرتك ليه بتقول كدا
غضبه رد جاسر كان يعتقد انه هيثور ويخرجه بأي خطأ ولكنه تماسك حاله وتحدث _نادي على اختك عايز اسلم عليها قبل ماامشي هنا وصل امجد وحاول خروج غزل من هذا المأزق نظر إلى اخيه برجاء: غزل نايمة يايحيى وبلاش عصبيتك دي واوعى تفكر انك تقولها حاجة زي دي البنت لسة صغيرة
نظر جاسر إلى ابيه وضيق عينيه متسائلا _ماذا يحدث؟
_عمك جاي طالب ايد غزل لعاصم ابنه
نعم هذا مااردف به جاسر... ازاي يعني!! دي عيلة لسة ماوصلتش للسن القانوني للجواز حضرتك بتتكلم بجد ياعمي
نظر إليه بعمق: ليه شايفني اهبل يابن اخوي خلاص نحجزها كمان سنة اهي تكون كملت السن القانوني... ثم تركهم وغادر دون حديث آخر
وقف أمجد وجاسر مذهولين من يحيى نظر جاسر إلى أمجد وتحدث غاضبا:
هو فيه ايه أختي خط أحمر فانا لو بحترمه بس عشان جدي وجدتي الله يرحمهم بس يجي ويتمادى فانا مش هسكت وكمان في مين غزل لا دا كدا دخلي في المنطقة الخطر... لو سمحت يابابا كلمه صريحة وعرفه ان غزل مش للجواز ويوم ماتفكر تتجوز عمرها ماتفكر في ابنه... ثم تركه وغادر وهو ينفث نار من داخله... قابله جواد الذي جلس بعد حديث صهيب يحدث حاله بغضب
نظر إليه جواد ووجده بهذه الحالة: مالك؟
زفر بضيق وبدأ يركل كل مايقابله بغضب
أمسكه جواد من ذراعيه
ممكن تهدى وتفهمني مالك وعمك خارج بالطريقة دي ليه... هو الراجل دا مش هيسكت إلا لما يشوف وشي التاني ولا ايه
هو كان عايز إيه
ثبت انظاره على جواد وتحدث قائلا _
جاي طالب ايد غزل لعاصم وعايز ياخدها بالقوة...
في مكان آخر
مكان اجتماع الشيطان حيث يجمع به كل مايحرمه الله من بيع السموم وشربها والاتجار في البشر سواء حيا او ميتا
وهناك ماهو أعظم المعاصي الا وهو الفجر وشرب الخمور والكثير من المعاصي التي حرمها الله في معظم كتبه السماوية
دخلت فتاه في منتصف الثلاثنيات تتدلى بمشيتها... ثم وصلت الى مكتبه وجلست فوقه وهي تتدلى بحركاتها الشمطاء وتحرك ساقيها ثم تحدثت للذي يجلس أمامها ويشرب سيجاره وينفث دخانه على وجهها _
بقولك ياحبيبي مالك كدا بقالك كام يوم وانت مش على بعضك وكمان موقف شغلنا كدا الوضع بقى سيئ وسمعتنا هتنضرب في السوق
نظر إليها واردف غاضبا _اعمل ايه بس يا بوسي من ساعة مالظابط الزفت مسك القضية دي واحنا مش عارفين نتحرك وبحاول اهرّب مجاهد قبل مايعترف علينا
رفعت حاجبها وتحدثت مستاءة منه _ايه ياناجي إنت خبت ولا ايه حتة ظابط مش قادر عليه ماهو ياما وقف قدامنا ودسنا عليهم بجذمتنا... شوفله اي مصيبة وادخله بيها
زفر بضيق واجابها _مش دا اللي ندخله.. الداخلية كلها بترفعله القبعة عشان انجازته ومسمينه عندهم صقر الداخليه غير انه مالوش سكة... يعني من عيلة مرموقة واخواته كلهم مراكز.
ضيقت عيناها مستغربة حالة اليأس _يعني هتفضل كدا عشان حتة الظابط دا.. ثم فكرت قليلا اكيد هو مالوش سكة بس حبايبه ليهم سكة ثم اكملت حديثها يعني مثلا نشوف له حبيبة او اخته او مراته ونمسكه بيهم
: انا أعرف إنه خاطب واحدة مذيعة بس زيها زيه يعني مالهاش سكة، واخته شغالة في شركة ابوها مع اخوها ومخطوبة لظابط زيه وله اخ لسة في الجامعة بس دا عليه حراسة مشددة
_ياسلام دا ايه الظابط الحريص دا
هو اسمه ايه الظابط دا ياناجي وانا اخلي جماعتنا يشوف له سكة
انت بتقولي ايه دي شرطة يابثينة وبقولك ظابط وله وضعه وكمان صاحبه اللي معه دا مقويه يعني اللعب معه هيفتح علينا ابواب جهنم
اوف ياناجي اهو هنجرب ونشوف هيعملوا معه ايه مايمكن ينقلوه وخلاص.. قولي بس اسمه ايه
اسمه جواد الالفي
وقفت سريعا كمن لدغت وجحظت عيناه واردفت متسائلة انت بتقول اسمه ايه؟
استغرب حالتها التي اصبحت عليها بعد سمعاها اسمه.. نظر بتمعن إليها:
جواد الالفي يابثينة ايه مسمعتيش
نظرت بتيه إليه قولي اسماء عيلته كدا
مالك يابثينة انتِ تعرفيه
بقولك قول اسمائهم كدا ولا بلاش انا هقولك.. صهيب، مليكة، سيف صح
فتح ناجي بعض الاوراق واشار لها بنعم
ايوة فعلا هم انتِ تعرفيهم
بدأت تثور في الغرفة وتكسر كل ماتطوله يداها وتتحدث بصوت كحفيح:
انت برضو يابن الالفي بحاول انساك بس بتلف وترجع لي تاني... طيب المرادي ناوي تعمل فيا إيه ياجواد وبدات دموعها تتساقط.. لا المرادي انت اللي لازم تخسر ياجواد وانا خسرت مرة الدور المرادي عليك... ثم توجهت بانظارها الى ناجي واردفت مستاءة _معلوماتك ناقصة ياناجي باشا أهم واحد لجواد الالفي
نظر إليها مستفهما _قصدك ايه؟ دول كل عيلته!!
بدات تدور حول نفسها ثم ضحكت بشيطنة واردفت قائلة _نسيت بنته أو بمعنى اصح اللي مربيها دا بيخاف عليها من الهوا ومش بس كدا اللي عايز يوجعه فعلا يوجعه فيها.. رفع حاحبه:
وانتي عرفتي ازاي.. ابتسمت له:
هو اللي كان دايما يقولي عليها غزل ماجد الالفي
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
في قانون العشق يقولون...
لا يوجد تعريف للحب لكنك ستشعر به حين تراه
في إحدى محافظات مصر محافظة الفيوم ،، حيث الطبيعة الخلابة من صوت السواقي والشلال،، وتغريد العصافير.. ورائحة الزهور وخاصة بمنزل يشبه السرايا وهو منزل الحاج محسن الالفي وبجواره منزل منصور الحسيني
تجلس العائلتين في جو من الحب هذه العائلتين لم تربطهما قرابة الدم ولكن تربطهما قرابة الصداقة،، فما أجمل الصداقة التي تبنى على الصدق والحب والخير
صداقة دامت لأكثر من ثلاثون عام لم يشوبها كره او ضغينه من كلتا العائلتين
ألا وهما عائلة حسنين الالفي و عائلة منصور الحسيني ... تجلس العائلتين قبيل صلاة المغرب بانتظار الأذان حتى يقيمون صلاتهم ثم يبدأون افطارهم الاخير برمضان فاليوم هو المتمم للشهر الفضيل.. وغدا سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك
اتجه جسار الحسيني وهو الابن الاكبر لماجد الحسيني.. وقام بطرق غرفة نوم أخته غزل الحسيني ثم دخل بعد لحظات
وجدها تغط في نوما عميق ملس على شعرها بحنان _
غزالتي قومي ياحبي المغرب هيأذن وانتي لسة نايمة... نظرت اليه بعيونها الرمادية الجميلة تكاد تفتحها بسبب شعورها بالنوم
_شوية كمان ياجسور.. صحيني لما يقول حي على الصلاة ثم جذبت غطائها عليها
وقف وزفر بضيق وبدأ يحدث حاله _أعمل فيها ايه المجنونة دي لو سبتها ممكن تفضل نايمة لبكرة... تنهد بعمق ثم اتجه إلى الباب وقام بفتحه
: اهلا ياجواد اه هي نازلة خلاص أهو
وفي غضون لحظات وجدها تهرول الى الحمام
ظل يضحك عليها بمرح _عرفت اللي هيربيكي ياجبانه
خرجت بعد دقائق... كدا ياجاسر تعمل فيا مقلب والله انت رخم وانا مخصماك
ضمها من أكتافها _تقدري تخاصمي جسورتك... ماهو هتفضلي تناهدي فيا فقولت انادي للي مربيكي عشان عارف إنك مبترفضلوش طلب
جلست على الفراش وهي تمد شفتيها كالاطفال _معرفش باجي قدامه وبكون عاملة زي التلميذة اللي نسيت واجبها وهو كمان عاملي فيها نابليون بونابرت
اطلق ضحكة رنانة _يخربيتك لو سمعك بس هو مش هيعاقبك المرادي متخافيش
رفعت حاجبها بسخرية واردفت مازحة _اشمعنى ليه ناوي يطلع زكى رمضان عليا
حضنها جاسر ومازال يضحك _معرفش انتي وهو عاملين زي الضراير ليه اتكنوش بتحبوا وحد
ضربته بخفة على ذراعيه _وسع كدا دا يتحب دا يخوفوا بيه العيال وبعدين مين هيشهدله ماانت صاحبه اه ياني ياصغيرة على الغلب ياغزولة
سحبها للخارج هابطاً للأسفل ومازلوا يضحكون... وصلوا حيث تجمع العائلتين
نظر صهيب لغزل وبدأ يشاكسها _الله واكبر صباح الورد ياغزالة لسة فاكرة.. أنا فكرت نسناكي في القاهرة اه والله..
زفرت بضيق عندما علمت انها سوف تكون وصلة مزاح من الكل
_بقولك ياابيه صهيب هو انت صايم زينا اصلي الصراحة مش مصدقة انك صايم وانت مراقب الكل بعيونك الضيقة دي،
لا حلوة ياغزول _تصدقي انا كمان شكيت في نفسي
ضحك الجميع عليهما.. زفرت بضيق واتجهت بانظارها إلى الصامت الذي يقلب بهاتفه.... ولكن عندما تحدث صهيب قائلا
تعالي جنبي هنا تعالي هنعمل دويتو مع بعض جنان بعد الفطار
_تيجي جنبك فين ياحيوان.. ثم نظر لها شرزا ورفع ذقنه ثم نظر الى الكرسي اقعدي عندك على الكرسي
ظلت كما هي واقفة... اخيرا خرج عن صمته:
اقعدي مكانك ولا روحي البسي اسدالك عشان الصلاة.. المغرب خلاص هياذن
جلست واغمضت عيناها _لا لما يأذن لسه هطلع
نظر إليها نظرة ارعبتها ثم تحدث بصوت ارعبها
غزل قولت ايه واتجه بنظره إلى الأعلى بمعنى أنها تصعد وترتدي اسدالها
اوف خلاص اي اوامر تانية بتحسسني اني مجرم عندك همهمت بها وهي صاعدة للاعلى
سامعك على فكرة وهتتعاقبي.. هذا مااردف به جواد... وماله ياعم الحنين بتحسسني إنك فرفوش
وصل ماجد وحسين حيث جلوس شباب العائلتين
نظر ماجد في الحضور _فين غزل لسة نايمة ولا إيه ومليكة كمان مش باينة
انا اهو ياعمو هذا ما اردفت بها مليكة بعد خروجها من المطبخ... كنت بشرف اشوفهم خلصوا الفطار ولا ايه.. اصل ماما وصتني قبل ماتنام
ربت على كتفها ماجد: ربنا يحميكي يابنتي،
نظر جاسر اليها بابتسامة... اخفضت وجهها وخجلت من نظراته أمام الجميع... نزلت غزل وهي مرتدية اسدالها وجلست صامتة
رفعت مليكة ذقنها بمعني مالك
وجهت نظرها لجواد... أمأت مليكة برأسها عندما علمت أن جواد خلف حالتها
نظر ماجد بعمق إلى غزل _مالك ياغزول مش عوايدك إنك تسكتي
_مفيش يابابا بس مصدعة شوية من السفر
تدخلت شهيناز زوجة أبيها في الحديث _نامي بدري بس وبطلي تنطيط وانتي متصدعيش...
استشاط داخل جاسر اتجه بأنظاره إليه _ مين قالك ان غزالة بتتنطط دا روحها الحلوة بس..
خلاص انتوا مابتصدقوا ترغوا.. ايه الاذان هيرفع ثم اتجه بانظاره لغزل _وانتِ ياعروسة المولد بطلي دلع وادعي ربنا ينجحك وتجيبي مجموع اصل ورب الكعبه هطلع عليكِ الجديد والقديم
بعد دقائق قام الجميع بالصلاة.. ذهب الرجال إلى المسجد بينما قامت مليكة بالصلاة بهم والدتها نجاة وغزل أما شهيناز اردفت _انا هصلي بعد الفطار أصلي تعبانة
بعد فترة من الوقت جلس الجميع في الحديقة يتناولون بعض الحلويات المشهورة بهذا الشهر الفضيل وهي الكنافة النابلوسية... جلس صهيب جانب مليكة وغزل يشاكسها:
بقولك ياغزول هو انتي ليه بتاكلي كتير بس مابتتخنيش قولي الوصفة عشان بس اعرف المزة بتعتي
_هو فيها مزة ياابيه من ورايا
رفع حاجبيه متزامنا مع شفته العلوية مستنكرا حديثها: ليه ياحلوة هو أنا مش جذاب ولا ايه دا حتى البنات كلهم في الشركة هيموتوا ويكلموني
نظرت اليها فارغة فاهها: والله العظيم ليه ايكونش توم كروز
ضربها بخفة على مؤخرة رأسها _بطلي تريقة يابت
جاء جاسر وجلس بهدوء بجانبهم وهو يزفر بغضب... نظر إليه صهيب:
مالك ياجاسر فيه حاجه حصلت ولا إيه
نظر في الاتجاه الآخر: مفيش متشغلش بالك.. هو فين جواد كان هنا من شوية
نظرت غزل حيث وقوفه وهو يتحدث في هاتفه واردفت حزينة: هناك أهو بيتكلم في التليفون
تلاقيه بيكلم مزته اه ماهو عمو الجنتل هيخطب بعد بكرة
نظرت إليه غزل بصدمة وهو يتحدث ويضحك
أحست بوخزة مؤلمة اصابت شقها الأيسر
وارتجفت أوصالها واردفت بكلمات مهزوزة:
هو هيخطب إمتى!! ومين دي تعيسة الحظ؟
نظر جاسر إليها بعمق وحاول أن يفهم بما تشعر به اخته عندما وجدها تتحدث بهذه الطريقة... بينما صهيب تحدث مازحا:
اهو افرحي ياستي هينساكي شوية عمو الدود دا وهتبطلوا لعبة الضابط والحرامي
صمتت لبرهة واخرجت تنهيدة عميقة تدل على مدى آلام روحها وكلمات صهيب التي جعلت قلبها يدمي على حبيب لم يشعر بها
ظل جاسر يدقق النظرات إليها.. هو يشعر أن اخته بها شئ اتجاه صاحبه ولكنه ابعده لفارق السن ولمواقفهم التي تدل على ترابط أب بابنته.. وصديقه الذي يعشق أخرى ولكن في هذا الوقت ونظراتها وحزن عينيها مهما أخفته عن الجميع فهو لم يشعر إلا بها... نظر إلى مليكة وأمسك يديها: تعالي نتمشى شوية
نظرت لصهيب طالبة الاذن... اشار بعينيه بنعم ثم ذهبت مع جاسر
جذب جاسر يديها وخرج بها إلى الحديقة الخلفية.. وحشتيني اوي ياملاكي.. كل سنة وانتِ طيبة ياحبيبة قلبي.. نظرت للارض بخجل ثم أجابته وانت طيب
رفع ذقنها ونظر داخل عيونها _مليكة هتفضلي مكسوفة مني كدا على طول عايز اقولك فرحنا بعد شهر انا اتفقت مع جواد وهو كمان هيتجوز بعد شهر بس قالي مقلش لحد عايز يعمل مفاجأة لندى
ثم اكمل استرسال حديثه _هنكتب كتابنا يوم خطوبة جواد ياملتكي ايه رأيك
: اللي تشوفه ياجاسر
: اللي تشوفه ياجاسر.. مفيش اللي تشوفه ياحبيبي
نظرت بحب إليه وتحدثت مبتسمة _اللي تشوفه ياحبيبي
أغمض عيناه مستمتعا بكلمتها التي خرقت فؤاده.. ثم تنهد بحب وتحدث _وحبيبك مش شايف غيرك ياروح حبيبك
عند صهيب وغزل
بقولك ياغزول ماتيجي نلعب حاجة بدل الملل اللي احنا فيه دا
اسندت برأسها للخلف ونظرت للسماء تدعو ربها وتضرعه ثم تحدثت _ماليش نفس ياآبيه تعبانة وعايزة أرتاح عندنا عيد بكرة
ثم اعتدلت ونظرات إليه مضيقة عيناها:
مقولتليش عيديتي السنادي هتكون ايه
جذبها بقوة واوقفها وبدأ يجري بها في الحديقة ألعبي بس وأنا هقولك
ثم حملها فجأة وبدأ يدور بها
أنزلها بهدوء ونظر إلى داخل عينيها
أنسي اللي بتفكري فيه... عمره ماهيكون من نصيبك.. بلاش توجعي قلبك على الفاضي حبيبتي
تغضن جبينها بعبوس اصابته بندم وتأنيب ضمير من قسوة كلماته إليها.. ورغم ذلك نظرت إليه واردفت مهتزة داخليا
يعني ايه ياابيه انت تقصد إيه مش فاهمة
نام على العشب واشار بعينيه أن تجلس بجانبه... اطاعته وهي تشعر بوخزات ناخرة لروحها
اتكأ على كوعه ونظر داخل عيونها:
انتي عارفة انك زي مليكة وبحبك بغض النظر انك رخمة معايا ومش بتحبيني زي دود بتاعك،بس تعرفي حاجة يابت بخاف عليكي جدا وعايز أقولك فاهم كل نظرات لجواد بس عايزك تفوقي من وهم حبك له لانه عمره ماهيكون من نصيبك
عارفة ليه لسبب بسيط.. انه بيعتبرك بنته اللي مربيها يعني حتى هو لو محبش حد تاني عمره مايفكر فيكي غير بنته وبس
أهتزت شفتيها ولم تعرف بما تجيبه
نظرت إليه بأعين تغشاها الدموع: لا انت بتقول ايه عمري مافكرت في الكلام دا ياابيه ثم تحدثت بصوت مختنقا بالبكاء
وفعلا هو ليا اخ كبير وبس
ثم وقفت سريعا متجها للمنزل ودموعها تسقط على وجنتيها تكويها تكاد ترى من غامة دموعها... اصدمت به أثناء سيرها
وكادت ان تسقط لولا ساعديه القويتين التي تلاقاهم بها
ضيق عينيه ونظر بعمق داخل عيونها التي تتساقط منها الدموع... مسح دموعها ببطئ ونظر إليها بمعنى مالك
مسحت دموعها كالاطفال: مفيش تعبانة وبس ثم سحبت نفسها من احضانه متجهة إلى الاعلى ولكنه جذبها بقوة إليه
الولا الغبي دا زعلك في إيه قولي بس وشوفي هعملك فيه ايه وبطلي عياط
أخرجت تنهيدة عميقة تحاول ان تلملم شتات نفسها ثم نظرت إلى داخل عينيه بقوة: مفيش حد مزعلني وبطل تعمل معايا كأنك ابويا او اخويا انت مش اخويا ولا ابويا ثم تركته سريعا متجه للداخل
وقف ينظر لذهابها مذهولا من كلماتها... لاول مرة تحدثه بهذه الطريقة.. ماالذي حدث لها أهي جنت بالفعل... البت دي اتهبلت ولا ايه بتكلمني انا كدا ثم اتجه إلى صهيب الذي مازال يجلس على العشب وينظر اليهما.. وصل عنده وجلس بجواره:
ايه اللي حصل خلاها تكلمني بالطريقة دي أول مرة تعملها
زفر صهيب بضيق من حالة غزل والان تأكد انها تحب اخاه.. ولكن ماذا يفعل؟
أخاه ليس له ذنب... وهي كبرت ولم تعد الطفلة المدللة... صهيب بكلمك!! هذا مااردف به جواد
_عايزني اقولك إيه ياجواد من رأي تخف عليها شوية وبلاش شغل التحكمات بتعتك دي غزل كبرت ومعدتش الطفلة اللي بتنام في حضنك مش ملاحظ إنها دلوقتي وصلت للسبعتاشر سنة يعني بقى لها مشاعر واحاسيس وممكن تفسر اهتمامك بيها بحاجة تانية.. على مااعتقد إنها مش مليكة وهتفهم اهتمامك دا حب اخوي
ضحك بصخب على كلمات صهيب وأردف مستنكرا من حديثه: انت اهبل ياله... مين غزل هتفهم مشاعري ليها غلط.. دي بنتي ياحمار وهي فاهمة دا كويس
اخذ صهيب شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ ثم وقف ونظر إليه _لا مش بنتك ولا اختك ولا حتى حبيبتك عشان كدا ابعد عنها ومالكش دعوة بيها نهائيا عشان مترجعش تلوم حالك ثم تركه وغادر
نظر إلى ذهابه واردف مستاءا منه: الولا دا اتهبل لو معرفوش كنت قولت بيحبها... يخربيتك ياصهيب فصلتني
على جانب آخر تجلس شهيناز تقضم باظافرها عندما وجدت جاسر ومليكة يتجولون بالحديقة وهما متشابكين الأيدي ونظرات الحب بينهما... نظرت لزوجها الذي يجلس مع السيد حسين وزوجته ويتحدثون على طفولتهم وعلاقاتهم ثم أردفت
: بقولك يا امجد ماتيجي ياحبيبي نخرج او نتمشى شوية في الحديقة اهو نهضم الفطار اللي مليان زيوت ودهون دا كدا الدايت هيبوظ وجسمي هيزيد اردفت بها ناظرة الى نجاة زوجة حسين متعمدة اهانتها لزيادة وزنها بعض الشي
شعر حسين انها تخص زوجته بالحديث
اتجه الى زوجته بذراعيه وضمها اليه: تعرفي ياشهيناز لما الست تكون ملظلظة كدا بتكون طعمة وعايزة تتاكل اما لما تكون معصعصة الواحد يقرف منها
لا ابدا يابشمهندس مين اللي قالك كدا... دا حتى ازياء الموضة كلها وموديلتها بيكونوا بيرفكت ورفيعين
خلاص ياجماعة احنا هنتكلم على الرفع والتخن وننسى أن بكرة العيد والمفروض نزور اقاريبنا كلهم اللي هنا ولا ايه عشان مايقلوش اننا اتكبرنا عليهم زي كل سنة
انا جبت هدايا للأطفال ياحسين وكمان بعض السيدات عشان ناخدهم ايه رأيك
تسلميلي يانجاة طول عمرك صاحبة واجب ياحبيبتي
إمجد: أنا خايف لادخل انا ويحيى في صدام زي كل مرة معرفش هو عايز مني ايه مع اني سبتله كل ورثي من ابويا بس مش رحمني
نظر حسين للبعيد لانه يعلم خفايا اخيه
هتعدي زي كل مرة متخافش... قطع حديثهم وصول يحيى اليهم:
سألت عليكم قالوا انكم هنا حمدالله على السلامة نورتوا الفيوم كلها
وقف امجد وقام بالسلام عليه احتراما له لانه اخاه الاكبر... عامل ايه يايحيى كل سنة وانت طيب
نظر إليه يردف بغضب: يعني انت هنا ومهنش تيجي تسلم على اخوك الكبير انا أحسن منك وجيت أهو ثم توجه بانظاره الى زوجته شهيناز التي تجلس بخيلاء وتضع قدم فوق الاخرى وتنظر إليه باستعلاء.. لم يعريها اهتمام ونظر إلى حسين وقام بالسلام عليه
بعد فترة من الوقت نظر إلى أمجد وتحدث قائلا _عايزك في موضوع مهم على إنفراد ثم وقف وخطى عدة خطوات
نظر أمجد الى حسين وأشار له بعينيه بعنى شوفه
وصل إلى مكان ما في الحديقة بعيدا عن الجميع وجلس واشار له بيديه ان يجلس على إحدى الأرائك الموجودة بجانب إحدي أشجار الفاكه ثم تحدث قائلا _انا مش هلف وادور عليك بالحديث انا جاي طالب ايد غزل لعاصم كفاية ان جاسر راح خطب واحدة غريبة وساب بنات عمه
تنهد أمجد بضيق ثم نظر إليه وتحدث قائلا: غزل لسة صغيرة يايحيى يادوب رايحة اولى جامعة والبنت مابتفكرش في الجواز دلوقتي... اما عن موضوع جاسر فهو بيحب البنت وقلوبنا مش عليها سلطان
وقف وتحدث بغضب _يعني ايه ياامجد بترفض ابني زي مارفضت بنتي طيب اضحك عليا يااخي وقولي هشوف رأي البت... وقف بمقابلته واجابه مستاءا من مقابلاته التي تنم كل مرة عن غضب احدهما _عايزني اروح اسأل بنتي اللي لسة مكملتش تمنتاشر سنة ايه رأيك في الجواز انت مصدق كلامك دا
تركه واتجه إلى جاسر الذي جاء على اصواتهم نظر إليه بحقد _ازيك يابن اخويا عامل ايه مستكبر تيجي تسلم على عمك
وقف جاسر ولا يعلم سبب هجومه ورغم ذلك اجابه: ابدا ياعمي انا كنت هاجي لحضرتك الصبح وأعيد عليك وعلى ولاد عمي حضرتك ليه بتقول كدا
غضبه رد جاسر كان يعتقد انه هيثور ويخرجه بأي خطأ ولكنه تماسك حاله وتحدث _نادي على اختك عايز اسلم عليها قبل ماامشي هنا وصل امجد وحاول خروج غزل من هذا المأزق نظر إلى اخيه برجاء: غزل نايمة يايحيى وبلاش عصبيتك دي واوعى تفكر انك تقولها حاجة زي دي البنت لسة صغيرة
نظر جاسر إلى ابيه وضيق عينيه متسائلا _ماذا يحدث؟
_عمك جاي طالب ايد غزل لعاصم ابنه
نعم هذا مااردف به جاسر... ازاي يعني!! دي عيلة لسة ماوصلتش للسن القانوني للجواز حضرتك بتتكلم بجد ياعمي
نظر إليه بعمق: ليه شايفني اهبل يابن اخوي خلاص نحجزها كمان سنة اهي تكون كملت السن القانوني... ثم تركهم وغادر دون حديث آخر
وقف أمجد وجاسر مذهولين من يحيى نظر جاسر إلى أمجد وتحدث غاضبا:
هو فيه ايه أختي خط أحمر فانا لو بحترمه بس عشان جدي وجدتي الله يرحمهم بس يجي ويتمادى فانا مش هسكت وكمان في مين غزل لا دا كدا دخلي في المنطقة الخطر... لو سمحت يابابا كلمه صريحة وعرفه ان غزل مش للجواز ويوم ماتفكر تتجوز عمرها ماتفكر في ابنه... ثم تركه وغادر وهو ينفث نار من داخله... قابله جواد الذي جلس بعد حديث صهيب يحدث حاله بغضب
نظر إليه جواد ووجده بهذه الحالة: مالك؟
زفر بضيق وبدأ يركل كل مايقابله بغضب
أمسكه جواد من ذراعيه
ممكن تهدى وتفهمني مالك وعمك خارج بالطريقة دي ليه... هو الراجل دا مش هيسكت إلا لما يشوف وشي التاني ولا ايه
هو كان عايز إيه
ثبت انظاره على جواد وتحدث قائلا _
جاي طالب ايد غزل لعاصم وعايز ياخدها بالقوة...
في مكان آخر
مكان اجتماع الشيطان حيث يجمع به كل مايحرمه الله من بيع السموم وشربها والاتجار في البشر سواء حيا او ميتا
وهناك ماهو أعظم المعاصي الا وهو الفجر وشرب الخمور والكثير من المعاصي التي حرمها الله في معظم كتبه السماوية
دخلت فتاه في منتصف الثلاثنيات تتدلى بمشيتها... ثم وصلت الى مكتبه وجلست فوقه وهي تتدلى بحركاتها الشمطاء وتحرك ساقيها ثم تحدثت للذي يجلس أمامها ويشرب سيجاره وينفث دخانه على وجهها _
بقولك ياحبيبي مالك كدا بقالك كام يوم وانت مش على بعضك وكمان موقف شغلنا كدا الوضع بقى سيئ وسمعتنا هتنضرب في السوق
نظر إليها واردف غاضبا _اعمل ايه بس يا بوسي من ساعة مالظابط الزفت مسك القضية دي واحنا مش عارفين نتحرك وبحاول اهرّب مجاهد قبل مايعترف علينا
رفعت حاجبها وتحدثت مستاءة منه _ايه ياناجي إنت خبت ولا ايه حتة ظابط مش قادر عليه ماهو ياما وقف قدامنا ودسنا عليهم بجذمتنا... شوفله اي مصيبة وادخله بيها
زفر بضيق واجابها _مش دا اللي ندخله.. الداخلية كلها بترفعله القبعة عشان انجازته ومسمينه عندهم صقر الداخليه غير انه مالوش سكة... يعني من عيلة مرموقة واخواته كلهم مراكز.
ضيقت عيناها مستغربة حالة اليأس _يعني هتفضل كدا عشان حتة الظابط دا.. ثم فكرت قليلا اكيد هو مالوش سكة بس حبايبه ليهم سكة ثم اكملت حديثها يعني مثلا نشوف له حبيبة او اخته او مراته ونمسكه بيهم
: انا أعرف إنه خاطب واحدة مذيعة بس زيها زيه يعني مالهاش سكة، واخته شغالة في شركة ابوها مع اخوها ومخطوبة لظابط زيه وله اخ لسة في الجامعة بس دا عليه حراسة مشددة
_ياسلام دا ايه الظابط الحريص دا
هو اسمه ايه الظابط دا ياناجي وانا اخلي جماعتنا يشوف له سكة
انت بتقولي ايه دي شرطة يابثينة وبقولك ظابط وله وضعه وكمان صاحبه اللي معه دا مقويه يعني اللعب معه هيفتح علينا ابواب جهنم
اوف ياناجي اهو هنجرب ونشوف هيعملوا معه ايه مايمكن ينقلوه وخلاص.. قولي بس اسمه ايه
اسمه جواد الالفي
وقفت سريعا كمن لدغت وجحظت عيناه واردفت متسائلة انت بتقول اسمه ايه؟
استغرب حالتها التي اصبحت عليها بعد سمعاها اسمه.. نظر بتمعن إليها:
جواد الالفي يابثينة ايه مسمعتيش
نظرت بتيه إليه قولي اسماء عيلته كدا
مالك يابثينة انتِ تعرفيه
بقولك قول اسمائهم كدا ولا بلاش انا هقولك.. صهيب، مليكة، سيف صح
فتح ناجي بعض الاوراق واشار لها بنعم
ايوة فعلا هم انتِ تعرفيهم
بدأت تثور في الغرفة وتكسر كل ماتطوله يداها وتتحدث بصوت كحفيح:
انت برضو يابن الالفي بحاول انساك بس بتلف وترجع لي تاني... طيب المرادي ناوي تعمل فيا إيه ياجواد وبدات دموعها تتساقط.. لا المرادي انت اللي لازم تخسر ياجواد وانا خسرت مرة الدور المرادي عليك... ثم توجهت بانظارها الى ناجي واردفت مستاءة _معلوماتك ناقصة ياناجي باشا أهم واحد لجواد الالفي
نظر إليها مستفهما _قصدك ايه؟ دول كل عيلته!!
بدات تدور حول نفسها ثم ضحكت بشيطنة واردفت قائلة _نسيت بنته أو بمعنى اصح اللي مربيها دا بيخاف عليها من الهوا ومش بس كدا اللي عايز يوجعه فعلا يوجعه فيها.. رفع حاحبه:
وانتي عرفتي ازاي.. ابتسمت له:
هو اللي كان دايما يقولي عليها غزل ماجد الالفي