رواية سحر سمرة الفصل التاسع 9 بقلم امل نصر
الفصل التاسع
ترجلت من سيارتها الفارهه بعد أطمأنت جيداً لملبسها واعادت مره ثانيه وضع الزينه على وجهها امام مراًة السياره حتى تُصبحَ بأبهى صوره .. تهادت بخطواتها وهذا الحذاء العالى حتى وصلت الى باب منزله الجميل فدخلت امام الحارس دون استئذان والأخر رفع يده بأشارة ترحيب وهى اكتفت بالنظر اليه فقط .
اكملت السير وهى تعلم وجهتها جيداً بداخل الحديقه .. فاقتربت منهابخطوات بطيئه حتى أصبحت خلفها تماماً فقبلتها على وجنتها المجعده .
- صباح الخير ياتيته
ضحكت المرأه بعد ان اجفلتها بقبلتها
- صباح الفل يااحلى صافى
جلست امامها وهى تردف
- وحشتينى ياتيته قولت اجى أشوفك واشرب الشاى معاكى .
ردت المرأه بحبور
- ياحبيبة قلبى انتى .. دا انتى تأنسى وتنورى .. يا"حسنيه "يابنت .. راحت فين دى
- بتندهى على مين يا" تيته" .
زفرت المرأه بضيق
- بنده عالبنت اللى جايبها رؤوف مخصوص عشان خدمتى .. تاعبه قلبى ..ولا مره أما أعوزها الأقيها جمبى .
اردفت " صافى " بضيق
- وسيباها ليه ؟ ماتمشيها !
ردت المرأه بابتسامه
- واقطع عيشها يابنتى .. قطع الارزاق حرام .
تشدقت امامها بضيق
- ازاى يعنى تبقى مهمله وانتى هامك انك ماتقطعيش عيشها.. صحتك يا تيته " لبنا " دى اهم حاجه.
- مالها صحة تيته ؟!
تسارعت دقات قلبها حينما سمعت صوته الأتى من قريب فنظرت اليه تتحدث بفرحه
- رؤوف .. انت هنا من امتى ؟
- انا حالاً واصل اهو .. حبيبة قلبى اخبارك ايه النهارده ؟
قالها وهو يقترب بحلته الجميله ويقبل راس جدته فغمرتها رائحة عطِره المميزه لتستنشقها باستمتاع .. فرفع رأسهِ
- عامله ايه يا"صافيناز"؟
اجابت بابتسامه رزينه
- الحمد لله يا" رؤوف" .. اخبارك انت ايه ؟
اجابها وهو يجلس امامهم
- انا الحمد لله ياستى .. كنتى بتقولى ايه بقى عن صحة جدتى ؟
- مافيش ياحبيبى .. انا صحتى تمام و عال العال
قالتها المرأه بسرعه فراجعتها " صافيناز " بتشدق
- لأ يا" تيته " ماتغيريش الموضوع .. احنا بنتكلم عن البنت اللى جايبهالك " رؤوف " مخصوص لصحتك .. وهى دايماً بتسيبك وتهمل فى رعايتك .
نظر الى جدته بغضب
- هى البنت دى فين صحيح ومش موجوده جمبك ؟
- يابنى " صافى " بتهول ...
قاطعها هو يصيح بصوتٍ عالى
- حسنيه .. انت يابنت " ياحسنيه ..
اتت البنت مهروله
- ايوه ياسعادة الباشا .. انا جيت اهو .
نظر اليها بغضب
- كنتى فين وسايبا تيته وحدها ؟
اجابت البنت بلهفه
- ابداً يا سعادة الباشا.. انا كنت بكلم امى فى التليفون وجيت على طول اما ندهتلى .
- طيب اعملى حسابك دى اخر مره تهملى مع الست الكبيره انتى فاهمه ولا لأ .
قالها بصرامه ارعبتها وهى رددت بخوف
- فاهمه ياباشا .. فاهمه ومش هاتتكرر تانى .
نهض عن كرسيه وهو يامرها
- طيب يالا شوفيها اتغدت ولا لأ
اجابت البنت بلهفه
- لا هى لسه ماتغدتش .. احضرلك ياهانم الغدا حالاً
اجابت لبنا
- حضرى يا" حسنيه " عشان " صافى " هاتتغدى معانا .. ولا ايه رايك ياصافى ؟
نظرت اليه بهيام
- انا موافقه .. دا انا حتى بحب قوى جو العيله ولا ايه رأيك يارؤوف؟
اوما برأسهِ بابتسامه لطيفه امام نظرات جدتِه الفرحه
- طبعاً دا اكيد .. طيب انا هاروح اغير هدومى بقى وارجع اتغدا معاكم .
.............................
دلف الى داخل المنزل وشياطينهِ تتراقص امامه .. بداخله شحنة من الغضب لو افرغها فى قرية كاملة لأحرقتها بالكامل دون استثناء .. ولكنه لا يريد كشف اوراقه الان وافتضاح امره .
- مساء الخير
القاها اليهم فأجفلهم بها وهم جالسون على مائدة الطعام يتناولون وجبة الغداء .. نهضت والدته عن مقعدها امام الطعام بلهفه تعانقه وتقول
- انت جيت ياولدى .. اخيراً ياحبيبى دا انا مخى كان بيودى واجيب عليك .. ليه كده بس ياولدى تجلجنى عليك بس ؟
ترك رفعت طعامه ينظر اليه بغضب
- مش هاين عليك تتصل انت ولا ترد على اتصالتنا تطمنا عليك .. طب حتى جدر لهفة المسكينه دى عليك !
قال الاخيره باشاره الى والدته فنظر الاَخر الى والدته قبل ان يجيب
- انا تعبت امبارح واتحجزت فى المستشفى
نهض رفعت عن طعامه بلهفه و" مروه " ايضاً وتشبثت به والدته قلقاً
- الف سلامه عليك ياحبيبى .. دا انت صح وشك مصفر .. ايه اللى جرالك؟
مروه بلهفه
- سلامتك ياخوى الف سلامة
رفعت وقد اقترب منه يتفحصه بقلق
- ايه اللى تاعبك يا" قاسم " جولى وطمنى .
وزع نظراته الى الثلاثه يردف
- انا وجعت من طولى امبارح و" محسن " خدنى عالمستشفى ..الدكاتره جالوا ضغط وحجزونى من امبارح .. مطلعتش غير دلوك لما صرحولى بالخروج
صاح " رفعت " منفعلاً
- طب ماجولتناس ليه؟ ولا رديت على اتصالتنا .. ومحسن الزفت دى مجاش ليه وقالنا باللى حصل
اجاب عليه بفتور
- انا الى نبهت عليه عشان ماتجلاجوس عليا .
اردفت" مروه"بدهشه
- انت اللى نبهت!
نظر اليها بطرف عينه وصمت وتكفلت والدته بالباقى وهى تجذبه بيدها ناحية غرفته
- الف سلامه عليك ياولدى .. تعالى ريح جسمك يا حبيبى .. تعالى واناهاحضرلك لجمة تسند بيها نفسك تعالى
نظرت "مروه" فى اثره مع اخيها " رفعت " لتُردف
- مش بعاده يعنى يتعب ويتألم وما بجولناش ولا يعمل فبها غاغه عشان تعبان !
بادلها " رفعت النظره دون ان ينطق بحرف
...............................
وبداخل القطار وعلى مقعدها كانت جالسه بتوتر وقلق .. فهذه اول مره تخرج وتسافر وحدها ..رغم تعبهاا ورغبتها الملحه فى النوم مع هذه المسافة الطويلة التى استغرقت ساعات وهى حاضنه. حقيبتها الكبيرة وكأنها درع حمايه لها مما اثار ريبة كل من رأها
خصوصاً وهى تتجنب الحديث معهم واذا سؤلت عن شئ جاوبت على قدر السؤال ..وخوفها الشديد جعلها تتوقع رؤيته فى القطار مع كل فرد سار امامها .. ولكن الامل بلقاء ابيها هو ماكان يهون عليها وكأنها عادت طفله صغيرة مع هذه الاتصالات المتكرره من صديقتها " رحمه" التى تدعمها .. رغم كل هذا التخبط والخوف الذى تُشعر به
لكن ببعدها وسفرها الأن مالذى سيحدث ومالذى ينتظرها ؟
...................
فى المساء وبداخل منزل " سليمان " كان الرجل يقطع المنزل ذهاباً واياباً بقلق وهو ينظر لساعته كل دقيقة
- واعيه بتك يا" بسيمه" وعمايلها ..فى رحله تجعد ل٩ باليل ..خبر ايه ؟ دى عمايل ناس عاجلين برضو؟
فردت كفها بقلة حيله
- يعنى انا كنت شوفتها اساساً وهى طالعه !
ردت " نعيمه" زوجة سليمان
- يابوى انا اللى اعرفه جولته .. البنيه كانت شايله شنطة كبيره وبجولها رايحه فين بالشنطة الكبيره دى
جالتلى دى هدوم وادوات للطلاب عشان الرحله اللى طالعها معاهم .
تدخلت " رضوى " تردف بريبه
- شنطه كبيره كيف يعنى ؟.. وادوات ايه دى اللى هاتاخدها فى رحله مدرسيه .. وكمان طالعه من جبل ماحد فينا يصحى .. خبر ايه رحلة سفارى هى ؟!.
سليمان وقد ازداد الشك بقلبه
- واه .. انتى ليه هاتخلى الفار يلعب فى عبى يا" رضوى " ؟. دى حتى مابتردش على اتصالى بيها
ردت بسيمه
- ماهى ماخدتش تلفونها وباينها نسيته عشان التلفون جاعد فوج فى اؤضتها
صاح سليمان بقوه
- كيف يعنى ماتخدش تلفونها معاها ؟ .. هى بتك عيله صغيره ! دى العيله الصغيره مابتسيبش تلفونها من يدها .. فين التلفون ده خلينى اشوفها .
نهضت " رضوى " عن مقعدها بحماس
- هاروح انا اجيبهولك يابوى .. واشوف اللى حاصل بالظبط
قالتها ولم تنتظر الرد من ابيها فقد هرولت مسرعه لتصعد الدرج
.....................................
- يعنى عدت من جدامك وماشوفتهاش ؟
قالها " محسن " بشماته مستتره ل" قاسم " الذى نهض عن مقعده بعصبيه
- كل ما افتكر بت ال..... اللى لخمتنى بالكلام وخليتها تعدى جدامى بالنقاب وتهرب منى نار تجيد فيا .
- عندك حج بصراحه .. دى ماجبتهاس ولاده دى اللى عرفت تلخمك وتخدعك......
- لم نفسك يا" محسن " بدل ما اخلص عليك دلوك .
قالها بصوتٍ جهورى اثار الرجفه بقلب صديقه فحاول
تفادى غضبه وسأل
- طب انت ماعرفتش هى ليه اخدت اجازه بدون مرتب ؟
صك على اسنانه بغيظ
- ماهو دا اللى هايطير برج من نفوخى ..واللى غايظنى اكتر انى برن عليها فوج المية مرة ومش معبرانى .. يعنى اروح اسبت خالها بالسلاح واخطفها من جدامهم .
- واه .. ياوجعه طين دى تبجى فتنه فى البلد كلها
قالها " محسن " بدهشه شديده وجزع والاخر نظر اليه بقوه ليؤكد مقصده
- ان شالله حتى تولع نار وتروح فيها البلد كلها .. انا هاجيبها واتجوزها غصباً عنها وعن الكل .
- يامُنجى من المهالك يارب
قالها " محسن " بصوتٍ خفيض خوفاً من هذا المجنون اما الاَخر فتناول هاتفه يُحاول الاتصال بها للمره المئه عسى ان تجيب .. هذه المره لم ينتظر كثيراً فقد اتاه الاجابه من الناحيه الاخرى
- الو .. مين اللى بتكلم ؟
هم بالصراخ عليها او الرد ولكن اجفله الصوت فصمت ليتأكد .. فاتاه الصوت مره اخرى
- الو... مين اللى بيتصل
قفل الاتصال وهو يتمتم بغضب ودهشه
- رضوى !!.... ودى ايه اللى وصلها لتلفون "سمره"؟.. هو فى ايه بالظبط ؟!
...............................
قبل قليل
بعد ان دلفت " رضوى " لغرفة " سمره " تفحصتها قليلاً قبل ان تذهب لخزانة الملابس وتجد اختفاء بعض الملابس الانيقه التى معروفه بهم " سمره" وبعض الملابس البيتيه وبنظره الى صندوق المجوهرات وجدته فارغ فتأكد ظنها .. شعور بالسعاده طفى عليها بشكل غريب .. حينما رأت الهاتف فوجدت الورقه المطويه تحتُه لتقرأها باستمتاع وخصوصاً هذا النص الذى تذكره " سمره" بأسفها للمغادره والهروب ..
كادت ان ترقص من الفرحه فقد تحقق حلمها وانزاحت عن طريقها اكبر عقبه فى طريقها .. ولكن بهذا الاتصال الذى فاجئها قبل ان تخرج من الغرفه .. نظرت للرقم المدون على الهاتف بعد غلق المكالمه وكأن سكيناً حاده اخترقت قلبها ..
- قاسم !!
قالتها بصدمه حقيقه .. فهى تعلم رقمه وتحفظه جيداً ..وبنظره سريعه رأت عدد الكم المهول من مكالماته التى لم ترد عليها مع اتصالت" رفعت " طبعاً سقطت الدمعه الساخنه وكأنها تحرق عينيها .. انه مازل يحاول معها ويستجدى رضاها بالاضافه لخطيبها المزعوم الذى يغدق عليها بحبه وهى المسكينه التى تهاتفه مئات المرات ولا حتى يكلف نفسه عناء الرد عليها
صرخه بالم خرجت منها وهى تهرول من الغرفه وتصيح
-سمره هربت وجابتلكم العار يابا .. سمره هربت .
...................................
وقفت "سمره " فى المكان الذى وصفته لها " سعاد" بدقه داخل المحطه بعد ان كلمتها فى الهاتف بناءً على توصيه جيده من " رحمه" .. قلبها يرجف بقوه خوفاً من هذا المكان الكبير و المزدحم بالبشر
- مساء العسل
هذه المره الثانيه التى تقال لها من رجال لاتعرفهم .. كلما مروا من جوارها القوا اليها بعض كلمات الغزل ..
وهى ممسكه بحقيبتها بقوه وهى تردف الادعيه الحافظه لها والمنجيه
- القمر قاعد لوحده ليه ؟
اجفلت منتفضه من هذا الغريب الذى يحدثها بنظراته الجريئه لها ..
اجمعت شجاعتها ترد بقوه
- وانت مالك ؟
اقترب اكثر مائلاً اليها برقبته
- ليه بس ياقمر ؟ دا احنا نحب نخدم !
ارتدت برأسها للخلف تردف بحده
- خبر ايه ياجدع انت ؟ حد طلب منك خدمه ولا زفت !
ابتسم بخبث
- حلو اوى .. انتى من الصعيد بقى .. وجايه مع حد تانى ولا هربانه
فتحت فمها بدهشه وهى تنظر برعب مما شجعه على مسك يدها
- طب تعالى بقى دا انا هاسكنك فى احلى حته فى البلد
حاولت جذب يدها وهى تصيح بخوف
- سيب بيدى ياجدع انت .. انت اتجنيت ولا ايه !
جذبت انتباه الماره الذين توقفوا للسؤال فاردف اليهم بخشونه
- دى مراتى ياجدعان وعايزه تمشى وتسيبنى .. ماحدش يدخل ما بينا
صرخت هى بعلو صوتها
- والله ما مرتُه دا بيكدب ؟
وبكل كذب
- عيب عليك يا "سميحه ".. بلاش تفرجى الناس علينا .
تساقطت الدموع من عينيها من هذا الرجل الذى يدعى عليها بهتاناً وزورا وهو ممسك بمعصِمها وبقوه .. تحاول افلات يدها ولا تستطيع وهى تصيح بنجدتها ولا احد يقدر على مساعدتها حتى وجدته يصرخ امامه من ضربه قويه بالحذاء اتته من الخلف
- بتضربينى يابت ال...... انتى اتجننتى ولا عقلك طار منك
- سيب ايدها بدل ما اجيبلك اهلها من بيوتهم حالا يقطوعك حتت يابن ال.....
نظرة اليها " سمره " فتحققت منها جيداً .. انها هى " سعاد " صاحبة الصورة التى فى الهاتف والتى حدثتها منذ قليل ..
- الحمد لله .. انتى جيتى !
قالتها وسقطت مغشياً عليها بعدها
...................................
وبداخل بيت " سليمان " وكأن نيران اندلعت فيه بعد هذا الخبر المؤلم الذى القته " رضوى "
بسيمه تندب وتضرب على خدها .. و" نعيمه" تبكى بحسره على " سمره " التى خدعتها وفعلت هذه الفعله الشنيعه بحقهم .. اما " رضوى " فكانت جالسه كالصنم وهى قلبها يحترق من الداخل .. اما "سليمان "فكان يضرب كفاً بالاخرى وهو يصيح بصوته
- اجول ايه للناس وبتك دخلتها اخر السبوع يا" بسيمه " ... اجول ايه وبتك جابتلى الفضايح يا" بسيمه" لكن اعمل ايه ؟ كله من تحت راسك انت ياوش النصايب ..شايفها ماشيه ولامه هدومها ..فتضحك عليكى وتمشى من جدامك .. اطبق فى رجابتك دلوك واحط غلبى فيكى ..
قال الاخيره باشاره الى " نعيمه" التى ازدادت فى البكاء .. فتدخلت " رضوى " بشراسه
- امى ملهاش ذنب .. دى دوكها هى اللى فاجره ولا همها اهل ولا فضايح
بسيمه بقسوه
- انا لو وشوفتها دلوك هاجطعها بسنانى .
صاح اخيها بسخريه
- مش لما تشوفيها يااختى .. حد عارفها راحت فين ؟
يادى فضيحتك يا" سليمان " اللى هاتبجى بجلاجل .. ياريتها كانت ماتت ولا كانت عملت اللى عملته ..
صاح هاتف "سمره" فجأه فنظر الجميع ناحية " رضوى " الممسكه به
نعيمه بأمل
- افتحى يا" رضوى " لتكون هى المتصله .
نظرت " رضوى " بقسوه للهاتف حينما رات الاسم ودون تردد فتحت على المتصل
- الو..... ايوه يا أستاذ رفعت دا تلفون " سمره " بس هى مش موجوده ودا لانها طفشت وهربت !!