رواية قدر واصلان الفصل التاسع 9 بقلم سارة مجدي
رواية قدر الحلقة التاسعة
بدء ذلك الشريك الخفى فى شراء الأسهم … و شعور أصلان باقترابه مما يريد يزيد بداخله الثقه التى تجعله يتعامل بغرور كبير و ثبات أيضاً … و كان يزيد من أهتمامه و حبه لصافى التى لم تبخل عليه يوماً بأى شىء
حبها و قلبها و جسدها و مالها …. كانت تأخذه معها فى جميع التجمعات الكبيرة و كانت دائماً تعرفه على المسؤلين و كبار رجال الأعمال الذين بدأو فى التقرب منه و التودد له أملا فى نيل رضا حسام رفعت
فى نفس الوقت الذى كان فيه حسام يتابعه بتركيز شديد رغم نظراته الباسمه المحبه
و تقبل كل ما تفعله أبنته مع أصلان بصدر رحب إلا أن ذلك الهامس داخله الذى يخبره أن هناك شىء غامض خلف أصلان رغم أنه تأكد بنفسه من صدق كلماته حين أخبره أن جده زوجه أبنة عمه دون رغبته و أنه تركها خلفه غير مهتم بها
و فى الحقيقة صدمته تلك الصراحة … و جعلت عقله يفكر كثيراً فى صدق مشاعر أصلان لأبنته و لكن يبقى ذلك الحس بداخله الذى أكتسبه من سنوات عمله و خبرته يجعله مستمر فى خطته و لن يتراجع يوماً خاصة بعد زيارة الأمس و التى جعلته الأن يسخر كل حواسه لكشف الأمر
~~~~~~~~~~~~~
طرقات على باب غرفتها ثم دخول رمزى بهيبته المعهوده لتركض إليه سناء و بعيونها خوف شديد ليربت على ظهرها بحنان أبتعدت تنظر إليه و قبل أن تقول أى شئ قال بصوت عالى بعد أن تأكد من أنهم يضعون غطاء رأسهم
– أتفضلوا يا جماعة
لتتراجع سناء إلى الخلف خطوتان و قطبت قدر حاجبيها باندهاش
ليدلف المحامى الخاص برمزي و خلفه شخص غريب و رجلين يعرفوهم جيداً من رجال رمزي الأوفياء
مد المحامى يده ببعض الأوراق لرمزي الذى أقترب من سناء و أشار لها على مكان فى الورقه و وضع القلم فى يدها و قال
– أمضى هنا يا سناء
نظرت إليه ليومىء لها بعينه لتوقع بصمت و حين أنتهت أخذ الأوراق و أقترب من قدر فعل معها المثل لتنفذ كلماته بصمت
عاد يعطى المحامى الأوراق و نظر إلى الرجل و قال بابتسامة وقوره
– هتروح مع المحامى و تخلصوا كل حاجه و تستلم فلوسك
أومىء الرجل بصمت و تحرك خطوة ثم وقف و نظر إلى رمزى و قال
– رغم عدم أرتياحى لكن أنت شخص كويس و مش هقول أى حاجه من اللي حصلت هنا لأصلان
لتقع تلك الكلمات على قدر و سناء بالاندهاش و الصدمه
أغلق رمزى الباب و نظر إليهم و أبتسم بوقاره المعهود و قال بعد أن رفع يديه يهدء من قلقهم
– هفهمكم كل حاجه
و بدء فى قص كل ما حدث و ما فعله مع الرجل الغريب حتى قال
– و دلوقتى أرض الزيني كلها بقت ملككم النص بالنص
لتشهق قدر بصدمه و جحظت عيني سناء ظل هو صامت ينظر إليهم باندهاش فهو لم يتوقع رد فعلهم
و كانت أول من خرجت من صدمتها قدر التى قالت
– إزاى يا بابا … إزاى نص الأرض تبقى بأسمى .. مينفعش
أقترب رمزي من سريرها و قال باندهاش
– ليه مينفعش هو مش أنتِ بنتى يا قدر و البيبى إللى جاى ده يبقى حفيدى
أجابته و الدموع تتجمع فى عيونها
– أيوه يا بابا … أنا بنتك و بنتى أنت جدها الوحيد بس أنت فلوسك
أشار لها أن تصمت و أقترب يجلس على الكرسى القريب منها و قال بابتسامة حزينه
– أنا كل إللى بعمله ده نوع من أنواع التكفير عن الذنب الكبير إللى أرتكبته فى حق سناء و حقك
كانت سناء تتابع ما يحدث بصمت و لكن عقلها يدور فى دوائر الحيره و الصدمه و قلبها يعتصره الألم على ذلك الأب الذى لا يوجد أب مثله على وجه الأرض لكنه بلا ولد
و لكن حين سمعت كلماته الأخيرة أقتربت منه و قالت و دموعها تغرق وجهها
– ذنب أيه رمزي إللى عايز تكفر عنه … أنت أكبر نعمه فى حياتى … ده أنت جنة مكنتش بحلم بيها نجتنى من نار أبويا و دخلتنى قلبك إللى حمانى من كل حاجه وحشه فى الدنيا
أمسك يدها و أشار لها أن تصمت ثم نظر إلى عيونها و قال بصدق
– صحيح أنا أتعاملت معاكى عكس ما كان عمى رضوان بيتعامل … بس مقدرتش أخد حقك منه … مقدرتش أقف قدامه و أنقذ قدر من إيديه … مقدرتش أعترض على جوازها من أصلان … مقدرتش أقف لكل العقول إللى أتمنى منها الفهم و أقول بعلو صوتي أنكم مش عار و لا حاجه لازم نستخدمها و نرميها و لا أنتو جوارى أتخلقت علشان مزاج الراجل
كانت قدر تستمع إليه و بداخلها قلب يتألم لحب لم تذقه يوماً و حنان لم تجربه
و حلم بعيد لم و لن يتحقق يوماً
أكمل رمزى كلماته غافلاً عن كل ما يدور بداخل تلك المسكينة
– الأرض دى حقكم أنتو … أنا برجع الحق لأصحابه يمكن يشفع لعمى رضوان و يسامحه على اللى عمله
أنحنت سناء تقبل يد زوجها الذى سحبها سريعاً و ضمها إلى صدره بحنان
لتسيل تلك الدمعه الحارقة فوق وجنتي قدر و يدها تحاوط بروز معدتها بحمايه و خوف
~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور شهرين كان يقف أمام شريكه الذى ينظر أرضاً بخوف
– يعنى أيه ؟ أحنى كنا بنشترى أسهم وهميه ؟
ظل الرجل صامت دون رد و عيونه ثابته على الأرض أسفل قدميه يمسكه أصلان من مقدمة ملابسه و هو يقول بصوت عالى
– رد عليا … يعنى أيه أسهم وهميه … يعنى أيه خسرت كل الفلوس يعنى أيه أنا مش شريك فى مؤسسة الصافى يعنى أيه ؟
أبعد ذلك الرجل يد أصلان عنه و قال بصوت عالى
– الراجل إللى كان بيسهلنا بيع الأسهم كان تبعه
أبتعد أصلان خطوتان إلى الخلف و قبل أن يقول أى شىء
سمع صوت يعرفه جيداً يأتى من خلفه
– محدش يقدر يقف قدام حسام رفعت يا أصلان
ألتفت أصلان ينظر إلى حسام بغضب مكتوم ليكمل حسام بابتسامة واثقه فهو يعلم جيداً تفكير أصلان لأين أخذه و يعتقد أنه يستطيع أن يضغط عليه بابنته صافى
– صحيح بنتى عندى أغلى من كنوز الدنيا و من أسهم الشركة كلها لكن كمان هى عارفة و متأكدة أنى ممكن أشترى ليها أى راجل هى عايزاه تتمنظر بيه شوية و بعد كده تسيبه لما تزهق و أنت كنت نوع جديد عليها مش أكتر
أنتفخت أوداج أصلان غضباً و حاول الأقتراب من حسام لكن ذلك الواقف خلفه أمسكه بقوة و هو يقول بجانب أذنه
– أهدى يا أصلان … أهدى هتجيب لنفسك مصيبه
و كان حسام واقف فى مكانه ثابت و واثق يضع يديه فى جيب بنطاله بثقه
– أعرف أنت واقف قدام مين يا أصلان … أنا ممكن أدهسك بجزمتى و محدش هيحس بيك أصلاً لأنك نكره و لا حاجه
عدل ياقه قميصه و قال
– كل الفلوس إللى سحبتها من بنتى ترجعها و إلا
و لم يكمل كلماته و غادر بعد أن رفع يديه بسلام مع إبتسامة إنتصار تغلفها أحتقار و أستهانه
كان صوت أنفاس أصلان يكسر ذلك الصمت الذى يحيط به خاصة بعد أن تركه صديقه و غادر سريعاً خائفاً من أن تطاله يد أصلان و تبطش به
نظر أصلان حوله فلم يجد سوا الخواء الفراغ …. الوحده و أيضاً خسارة كبيرة
ظل على وقفته يحاول أن يجعل قلبه تهدء نبضاته التى تتصارع داخل صدره
نظر إلى سيارته و أخذ قراره سيعود إلى البيت الأن و يفكر
لابد أن هناك حلول لكل شىء و هو أصلان الزيني و لن يقف شىء أمامه
يتبع