اخر الروايات

رواية بعد الرحيل الفصل التاسع 9 بقلم ميمي عوالي

رواية بعد الرحيل الفصل التاسع 9 بقلم ميمي عوالي



بعد الرحيل
البارت التاسع
شمس : ده راجل اولعبان ، و ياما ضايق سالم فى شغله ، و اللى فاكراه من كلام سالم ان المناقصات اللى كان بيدخلها كان دايما بياخدها باساليب ملتوية ، و من حوالى سنة و هو عاوز يدخل شريك مع سالم فى المصنع باى شكل ، و اكتر من مرة كان بيحاول يبوظ له صفقات كبيرة ، لكن ربنا كان بيسترها و سالم كان بيلحق الدنيا قبل ما تبوظ
شيراز : معنى كده انه برضة هيحاول يضايقك
شمس بقلق : انا خايفة يا شيراز .. خايفة لا فعلا اخسر المصنع و الشركة بعد كل ده
شيراز : انا رأيى انك لما تقعدى مع سالم لازم تاخدى رأيه فى الحكاية دى يا شمس
سمس بامتعاض : تانى يا شيراز ، ما قلتلك قبل كده انى لا يمكن …
شيراز بمقاطعة : لما توصل انك تضيعى مالك كله او ان حد ممكن يهدد مستقبل ولادك يبقى لازم تتنازلى شوية يا شمس
شمس بذهول : يهدد مستقبل ولادى
شيراز : ااه طبعا .. اومال انتى فاكرة ايه ، البزنس ده غابة كبيرة اوى ، و السمك الصغير مالوش مكان فيها
اسمعى كلامى يا شمس ، انتى عارفة كويس انى خايفة عليكى و على مصلحتك
شمس بتنهيدة عميقة : ربنا يقدم اللى فيه الخير
عند سالم كان قدر فعلا طول اليوم ينجز مشاوير كتير جدا لدرجة انه حجز فعلا معاد سفره و اللى كان بعد اسبوع واحد ، و رجع البيت و هو مرهق جدا لقى نهى مستنياه و محضراله الغدا
باس راسها و قعد جنبها و قال : انا خلصت كل حاجة و حجزت التذكرة
نهى بخضة : بسرعة كده .. حجزت على امتى
سالم : زى النهاردة بالليل ان شاء الله
نهى رمت نفسها فى حضنه بحزن و قالت : كنت بتقضى معايا كل يوم ساعتين و تمشى ، ماكنتش بلحق اشبع منك ، بس كنت بسيبك و انا على امل انى هشوفك تانى يوم ، هعمل ايه دلوقتى من غيرك
سالم : حبيبتى ان شاء الله اقدر اظبط حالى بسرعة ، و نجهز المصنع و المكن و تلاقينى جاى لحد عندك عشان اخدك معايا ، انا لولا خايف لا تولدى و انا مسافر اتعاقد على المكن .. كنت اخدتك معايا من دلوقتى
فسفرى بسرعة كده احسن ، عشان اقدر انظم حياتنا هناك اسرع ، و يادوب الكام يوم دول اقضيهم معاكم
نهى بفضول : معانا اللى هو مين تقصد
سالم بابتسامة و هو بيطبطب على بطنها بالراحة : انتى و ابنى ، و ربنا يهديلى شمس و الولاد قبل ما اسافر .. ادعيلى يا حبيبتى
نهى بصدق : ربنا ينولك كل اللى فى بالك يارب با حبيبي
اطول ليلة مرت على الكل .. نهى و شمس و اكيد كان سالم اولهم
كل واحد فيهم بيفكر فى نتيجة المقابلة المنتظرة و اللى هيدور فيها
نهى كانت راقدة مستكينة فى حضن سالم و هى بتمثل انها نايمة ، لكن دماغها بترسم الف سيناريو لنتيجة المقابلة و كان البطل الاوحد فى كل السيناريوهات هو الفراق بينها و بين سالم
اما سالم فكان بيحاول يحضر كلام يقنع بيه شمس انها تفضل معاه و تسحب قضية الخلع اللى رفعتها عليه ، و كان عمال يدعى ربنا انها تقتنع بكلامه و توافق
اما شمس.. فكانت قاعدة على سريرها و هى حاضنة مخدتها و بتفتكر كل لحظة عدت عليها و هى مع سالم من يوم ما اتجوزوا
و كانت بتفتكر كلام شيراز اللى قالته لها قبل ما ترجع بيتها لما قالت لها .. رغم انى عارفة انه صعب و صعب اوى كمان ، لكن لو من جواكى حاسة انك مش هتقدرى فعلا تنفذى قرار الانفصال .. انتى لسه فيها .. اقعدى معاه و اتكلموا بعقل و بلاش تتسرعى و تعملى حاجة ترجعى تندمى عليها
شمس بقت عمالة تسأل روحها و تقول :
- هل يا ترى هتقدرى فعلا تبعدى عنه نهائى
- طب مانتى كنتى هتسيبيله البلد خالص و تمشى
- بس ماتنكريش انك ماصدقتى لقيتى الولاد بيقولوا انهم عاوزين يرجعوا
- بس انا رجعت عشان المصنع و اللى بيحصل فيه
- بلاش تضحكى على روحك .. انتى كنتى اصلا مقررة تسيبى كل حاجة ورا ضهرك و تمشى ، بس ضعفتى و ماقدرتيش تكملى و عملتى المصنع و الولاد حجتك
- طب اعمل ايه .. اوافق ان يبقالى ضرة بعد كل ده
- و ليه توافقى .. اطلبى منه يطلقها
- طب لو ما وافقش
- لازم يوافق ، لازم يثبت حبه ليكى ، لو متمسك بحبك فعلا هيطلقها
- بس هو قال انه بيحبها ، و كمان حامل منه
عند النقطة دى شمس سلمت روحها لدموعها من تانى و فضلت على حالها ده لحد ما اخيرا قدرت تناملها شوية قبل معاد سالم
عند سالم .. فطر مع نهى اللى كانت بتمثل انها بتاكل فى صمت تام زى ما يكون كل واحد فيهم خايف يتكلم او يقول اللى جواه ، نهى بعد كده عملت له قهوته و هو دخل يلبس و خرج فعد جنبها و هو بيشرب القهوة ، لحد ما خلص .. قام وقف و قال لها : عاوزة حاجة قبل ما انزل
نهى وقفت و هى بتغالب دموعها و قالت : حاول تتمسك بيا يا سالم ، انت عارف انى ما اقدرش اكمل من غيرك
سالم ضمها لحضنه جامد لدرجة انه بقى حاسس بنبض قلبها و هو بيصرخ جواها من الخوف
باس راسها و جبينها و حضنها تانى و قال : قلتلك قبل كده انى ما اقدرش استغنى عن قلبى
نهى : حتى لو ده كان التمن الوحيد عشان تتصالح مع شمس
سالم بتأكيد : لو هو ده التمن الوحيد بالنسبة لها ، فده التمن الوحيد اللى ما اقدرش ادفعه .. اتطمنى و طمنى قلبك و ادعيلى
باس راسها تانى و سابها و راح ناحية الباب ، فندهتله بلهفة و قالت له : سالم .. هتكلمنى تطمنى
سالم : اكيد ان شاء الله ، بس لو اتأخرت عليكى ماتقلقيش ، اكيد الوقت ممكن يطول بيننا
نهى بابتسامة مكسورة و هى بتغالب دموعها : هستناك
سالم : لا إله إلا الله
نهى : محمد رسول الله
نزل و هى جريت على البلكونة و عيونها متابعاه و بتبص عليه لحد ماطلع بالعربية و اختفى عن عيونها و هى حاسة بوجع جامد فى قلبها و عندها احساس انها خلاص فقدته للابد
عند شمس بعد ما فطرت هى و الولاد قالت لهم : باباكم جاى بعد ساعتين تقريبا
لولى : انتو اتصالحتوا .. طلق الست التانية
شمس : ماحصلش اى حاجة من الكلام ده ، هو جاى بس عشان نتكلم
لولى قامت من مكانها و قالت : انا طالعة اوضتى و مش هنزل لحد اما يمشى
يوسف بامتعاض : يعنى ايه يمشى ، ماتنسيش ان مهما ان كان ده بابا يا لولى و ما ينفعش ابدا انك تتكلمى عنه كده
لولى بجمود : انا اللى عندى قلته ، لما يبقى يطلق الست التانية دى ابقى اشوفه و اتكلم معاه
قبل ما لولى تطلع اوضتها شمس قالت : باباكم مسافر
لولى وقفت و التفتت لها بفضول و هى مستنياها تكمل كلامها ، فيوسف قال : يعنى ايه مسافر
شمس و هى بترفع كتافها بمعنى عدم المعرفة : ما اعرفش ، هو قال انه مسافر برة مصر ، ماعنديش تفاصيل
لولى : ايوة يعنى جاى ليه
شمس : جاى يتكلم معايا و معاكم ، او يسلم عليكم قبل ما يسافر
لولى بغضب : يعنى مش مكفيه انه سابنا و راح لواحدة تانية اخدته مننا ، كمان هيسافر و يسيبنا خالص
يوسف بضيق : بابا ما سابناش .. احنا اللى بعدنا ، و بعدين ما انتى كنتى موافقة انك تسافرى امريكا و تسيبى مصر خالص
لولى بحدة : هو انت ليه بتدافع عنه كده انا مش فاهمة
يوسف : انا ما بدافعش عنه ، انا بحاول اسمعه زى ما سمعت ماما مش اكتر
شمس كنت بتبص لولادها و بتسمع كلامهم و هى مش عارفة تقول لهم ايه ، بس فجأة قامت من مكانها و قالت : ياريت تنضفوا مطرح الفطار على ما عم مطاوع يكلم الشغاله يرجعها ، انا طالعة اوضتى اغير هدومى
بعد ما سابتهم و طلعت يوسف بص للولى و قال لها بهدوء : لو مش قادرة تبقى ايجابية فى الموقف اللى حصل ده ، على الاقل خليكى حيادية
لولى بعدم فهم : يعنى ايه .. مش فاهمة
يوسف : يعنى احنا محتاجين بابا يرجع البيت و يتصالح مع ماما يا لولى
لولى باصرار : يبقى يطلق اللى اسمها نهى دى
يوسف و هو بيحاول يحافظ على هدوئه : الحكاية دى بالذات ماما بس اللى من حقها انها تتكلم فيها
لولى برفض : لأ طبعا ، دى حياتنا كلنا مش حياة مامى لوحدها
يوسف : يابنتى افهمى .. بابا لا يمكن يطلقها
لولى : يبقى عاوزها هى و مش عاوزنا
يوسف : بابا عاوزنا كلنا ، و اعتقد انك عرفتى انها كمان حامل ، يعنى هيبقى عندنا اخت او اخ منها
لولى بحدة : انا ماليش اخوات غيرك انت و بس
يوسف : للاسف رأيك ده مش هيغير حاجة من الواقع اللى عايشينه
لولى بغضب : خلاص خليه معاها
يوسف : طب انتى ترضى ان اخونا ده يتربى لوحده او يبقى عنده جوز ام مثلا
لولى : ماليش فيه و مايهمنيش و بطل تتكلم كتير فى الموضوع ده بالذات بطريقتك دى لانك بتعصبنى زيادة ، عمال تحاول تقنعنا اننا نوافق على كل اللى حصل و نرضى بيه و خلاص
يوسف : اصل اللى حصل حصل ، سواء رضينا او رفضنا ، بابا اتجوز واحدة تانية و هيخلف منها و مش هيوافق ابدا انه يسيبها او يطلقها ، فياريت و انتى بتفكرى فى كل الحلول اللى انتى مقتنعة بيها تاخدى الحاجات دى على انها قواعد مش هتتغير زى الجرامر كده
لولى فضلت بصاله شوية و بعدين قالت له بتحدى قبل ما تمشى من قدامه : تمام يا يوسف ، و انا مش موافقة و مش هوافق ، و اما ييجى مش هقابله
شمس وقفت قدام دولابها مش عارفة تلبس ايه ، و بقت مستغربة روحها و هى بتختار اللى هتلبسه بس ماحاولتش تركز ، بس كانت من جواها حاسة انه واحشها و عاوزاه يشوفها بصورة جميلة
عاوزاه يشوفها قوية ، بس برضة يشوفها جميلة ، و فى الاخر استقرت على فستان عارفة انه بيحبه و كان دايما يعاكسها و هى لابساه ، و قررت ماتحطش اى مكياچ ، بس لمت شعرها بطريقة فوضوية بينت شكلها اصغر من عمرها بكتير ، كانت عاملة زى البنت اللى لسه متخرجة من الجامعة
نزلت و عملت لنفسها قهوة تانى و فعدت تشربها فى المطبخ ، و يادوب لسه هتبتدى تشربها سمعت جرس الباب اللى كانت سامعة معاه صوت قلبها اللى كان اكنه فرس فى حلبة سباق
يوسف فتح الباب لسالم اللى اول ما شافه ابتسم و اخده فى حضنه جامد و هو بيضمه بشوق و بيقول له : يوسف .. وحشتنى يا حبيبى ، وحشتنى اوى
يوسف بهدوء : و حضرتك كمان يا بابا وحشتنى اوى
سالم اخده تحت جناحه و دخل و هو بيقول له : طمننى عليك و على مامتك و اختك .. عاملين ايه
يوسف : كله تمام يا بابا الحمدلله ماتقلقش
سالم و هو بيدور بعينيه على شمس : اومال مامتك فين و اختك
يوسف : لولى فى اوضتها فوق ، و ماما بتشرب القهوة بتاعتها فى المطبخ ، هندهها لحضرتك
سالم : لا يا حبيبى خليك انت ، انا هروحلها
سالم راح ناحية المطبخ لقى شمس قاعدة مدياله ضهرها ، و رغم انها بضهرها بس قدر يحس برعشة جسمها و انتفاضته مع كل خطوة بيخطيها
وقف وراها و قال بشوق : ازيك يا شمس
شمس التفتت له و هى بتحاول تحافظ على دقات قلبها و قالت بلجلجة : اهلا يا سالم
سالم : وحشتينى
شمس التفتت عنه تانى و قالت : تحب تشرب قهوة
سالم قرب منها و وطى بجذعه و ضم صهرها و راسها لصدره و هو بيقول بشوق : كنت بموت من غيرك يا شمس
شمس استسلمت لحضنه ثوانى قبل ماتسحب نفسها و تقف و تقول : لو مش هتشرب قهوة نخرج نتكلم برة
سالم : تعالى نقعد نتكلم ، انا مش عاوز اشرب حاجة
شمس اخدت قهوتها و خرجت تسبقه على بره و هو راح وراها و لما وصلوا الليفنج لقوا يوسف قاعد ، فشمس قالت : انا و بابا هنقعد نتكلم شوية فى المكتب يا يوسف
بوسف : ماشى يا ماما
راحت على اوضة المكتب و سالم دخل وراها ، و قعدوا قصاد بعض و بعدين قالت : قلت انك عاوز تتكلم معايا قبل ماتسافر ، و ادينى سامعاك .. اتكلم
سالم فضل يبصلها شوية و هو ساكت اكنه بيشبع منها و بعدين اتنهد و قال و هو بيسند راسه لورا :
انتى عارفة انى بحبك من صغرى و قلبى عمره ما عرف الحب الا بيكى يا شمس ، كنتى من صغرك الشمس اللى نورت قلبى و ملته بالحب و الدفا
يوم ما اتجوزتك كنت حاسس انى لمست السما باديا ، و اول مرة صرحتيلى فيها بحبك .. كنت حاسس انى اكتفيت من كل حاجة
عمر حبى ليكى ما خلص و لا قل لحظة واحدة .. بالعكس .. كل يوم عن يوم حبى ليكى كان بيكبر و لسه بيكبر لحد النهاردة
شمس بسخرية : الظاهر انه كبر لدرجة انه عجز و شاخ و بقى على وش موت كمان
سالم : بالعكس ، حبك فى قلبى زى الوليد اللى متعلق بامه .. عمره مايشيخ و لا يعجز ابدا
شمس بنبرة غضب : بدليل انك بتعترف بحبك لمراتك التانية مش كده .. جالك قلب بعد كل السنين دى انك تخوننى و تتجوز عليا ، حب ايه بقى اللى جاى تتكلم عنه بعد العملة اللى عملتها دى
سالم : مانكرش و مش هنكر انى بحب نهى زى مابحبك بالظبط
شمس بحدة : اخرس يا سالم ، اخرس و اوعاك تساوينى بيها فى اى حاجة انت فاهم
سالم بعتاب : لولا انى مراعى زعلك ماكنتش همرر لك ابدا اسلوبك ده يا شمس
شمس بسخرية : اسلوبى مش عاجبك ، مش مناسب لكلامى معاك ، لكن جوازك عليا مناسب مش كده
سالم : يا حبيبتى ارجوكى …
شمس : ماتقولش حبيبتى دى تانى ابدا ، مابقبتش حبيبتك خلاص
سالم بغضب : مش حقيقى ، انتى طول عمرك حبيبتى و هتفضلى حبيبتى لحد اما اموت
شمس : ربنا خلقنا بقلب واحد يا سالم ، و ما فيش قلب فى الدنيا بيحب اتنين
سالم بتصميم : بس انا بحبكم انتم الاتنين فعلا ، واحدة معاها روحى و التانية معاها قلبى ، و ماقدرش اعيش من غير روح و لا قلب
شمس : بكرة تتعود ، اديك اهو مستنى ولى العهد اللى هينسيك ولادك كمان بالمرة
سالم : لو كان حبى ليوسف قل لما لولى اتولدت ، يبقى حبى ليهم يقل بابنى اللى لسه فى علم الغيب
شمس بزعل : هتحبه و هتنشغل بيه و هتنسى ولادك و تنسانى انا كمان
سالم : مش حقيقى ، انا مش قادر انام من يوم ما بعدتى عنى انتى و الولاد .. ازاى جالك قلب تحرمينى منكم
شمس : و لما انت جريت على مدرسة الولاد انت و الهانم و كنت ناوى تاخد الولاد و تحرمنى منهم كان ايه
سالم بغضب : اقسملك ان دى ما كانتش نيتى ، انا نيتى وقتها كان انى اقعد معاهم و افهمهم اللى حصل مش اكتر ، لكن انتى ماعرفش برضة ازاى جالك قلب تعملى كده
شمس بغضب : و ازاى جالك قلب تغرس سك/ينة خيانتك فى قلبى و تقت/لنى بيها ، ازاى قلبك طاوعك تعمل كده فيا و فى ولادك ، ازاى قدرت تاخد واحدة تانية فى حضنك غيرى ازاى
سالم : انا عارف انك اتوجعتى لما عرفتى ، و عشان كده كنت مخبى عليكى السنين دى كلها
شمس : عذر اقبح من ذنب
سالم : طب ايه اللى يريحك و انا اعملهولك عشان تنسى زعلك منى و نرجع زى ماكنا
شمس بزعل : للاسف مافيش يا سالم ، مافيش حاجة فى الدنيا دى ممكن تعالج جرحى منك و لا تنسينى خيانتك ليا
سالم بدفاع : بس دى مش خيانة
شمس : اومال انت مسمى اللى حصل ده ايه
سالم بقلة حيلة : ما اعرفش ، بس مش خيانة يا شمس .. مش خيانة
رغم انى عارف ان الكلام اللى هقوله ممكن يزعلك منى بزيادة بس لازم تسمعيه و اوعدك انى ما اكررهوش ابدا تانى بعد كده
انا طلعت لقيت روحى بحبك و فضل حبك معابا طول عمرى
كنت بدوب فى رقتك و هدوئك ، بعشق قلبك الطيب و حنيتك على القريب و الغريب ، لحد دلوقتى بعشق تعابير وشك و انتى بتراقبى الشجر و العصافير الصبحية اول مابتفتحى عيونك و تصحى من النوم
لما كنت بضطر انى انزل بدرى عشان الشغل و اسيبك نايمة و ماشفكيش الصبحية كنت بفضل طول اليوم مقريف و حاسس ان فى حاجة نقصانى
كنت و مازلت بقولها انى مش بحبك بس .. لأ .. انا بعشق كل حاجة فيكى و بدوب فى تفاصيلك
بس ماقدرتش ماحبهاش ، عفويتها و شقاوتها و جنانها خلونى وقعت فى حبها هى كمان و ماتسألينيش ازاى حبيتها و انا بحبك لانى ما اعرفش ، كل اللى اعرفه انى بحبكم انتم الاتنين
حاولت كتير الاقى اى مسمى تانى لحبى ليها مالقيتش ، حاولت ابعد عنها ماقدرتش ، صممت اخدك انتى و الولاد فى عز الدراسة و سافرنا عشان ابعد عنها لقيتها شاغلة تفكيرى اكتر
صدقينى حاولت ماعرفتش ، و لما قررت انى اتجوزها كل تفكيرى و خوفى كان عليكى انتى
بس لما عرضت عليها الجواز ، فى الاول رفضتنى لانها عارفة انى متجوز و بحبك ، الكل عارف انى بحبك ، كانت خايفة لا تكون مجرد نزوة و تعدى ، و كانت عاوزة تسيب الشغل ، بس انا ماسيبتهاش تهرب منى لانى كنت حاسس بحبها هى كمان ليا ، صممت اتجوزها بس بعد ما فهمتها ان حياتها معايا مش هتبقى سهلة
عرفتها ان هم ساعتين اللى هنشوف بعض فيهم كل يوم رغم حبى ليها ، عرفتها انى مش هقدر ابقى جنبها فى اى ظرف طارئ زى باقى الازواج مابيعملوا مع زوجاتهم
عمرى ما بيتت معاها ليلة واحدة من يوم جوازنا طول السنين دى ، عمرى ما خرجتها و لا فسحتها غير مرة واحدة اخدتها معايا السخنة لما انتى و الولاد روحتوا السفارى مع شيراز ، و برضة ماكملناش ساعتين لانى بعد ما وصلنا هناك حسيت ان بظلمها و بظلمك بمرواحنا هناك
حتى ماسمحتلهاش تنام على سريرك هناك لمجرد حتى انها تستريح من الطريق و اتحججت بالشغل و رجعنا على طول
عمرى ما حسستك انى مشغول عنك ، او مشغول عن الولاد يا شمس ، نهى ما اخدتنيش منكم ، بالعكس ، كنت دايما معاكم و ليكم
نهى ما اثرتش على حياتنا مع بعض من يوم ما دخلتها و لو ماكانش اللى حب يوقع بيننا بعتلك اللى بعته ماكنتيش عرفتى ابدا لحد دلوقتى
انا بحبكم انتم الاتنين و ما اقدرش اعيش من غيركم ، و للاسف هسافر و اسيبكم انتم الاتنين يا شمس
هسافر اشوف باب رزق اقدر بيه اوفى طلباتكم كلكم
شمس كانت بتسمعه و هى طول الوقت بتحاول تسيطر على انفعالاتها و هو بيوصف حبه لنهى قدامها ، بس دموعها خانتها و نزلت من عينيها غصب عنها ، و اول ما لقته سكت قالت له : ماتشغلش بالك بطلباتنا ، خليك انت فى مسئولياتك الجديدة
سالم بزعل : انتى اتهمتينى انى طمعت فيكى و سرقتك ، و يعلم ربنا انى ما عملتش كده ، و لا عمرى اعمل كده ، و من يوم ما خليت الحساب بتاعى مشترك ما بيننا .. نسيت تماما موضوع الفلوس اللى اتفقنا انى هديهالك ، او ممكن تقولى انى حطيت فى اعتبارى ان الحساب اصلا كله معاكى
يمكن غلطت لما اديت لنفسى الحق انى اشترى الشقة من حساب المصنع ، بس اقسملك انى ماحسبتهاش ابدا زى ما انتى حسبتيها ، و برغم ان الحساب مشترك بس انا حولت لك كل مليم فيه .. خلاص مايلزمنيش
شمس : بس طالما انا رجعت كل حاجة باسمى .. تبقى الفلوس دى مش من حقى
سالم : فى حد غالى عليا قالى ان المفروض كل الفلوس دى من حقك ، طالما مصاريفنا كانت من ارباح المصنع ، لان المفروض كنت انا اللى اتكفل بكل مصاريفنا دى
شمس بفضول : حد مين بقى اللى انت روحت شورته فى حكاياتنا دى
سالم: نهى يا شمس ، حكيتلها و هى اللى قالت لى ان الفلوس كلها من حقك انتى و الولاد
شمس : بس انا مش عاوزة حاجة
سالم : مش لازم تعوزى يا شمس ، الفلوس خلاص بقت معاكى و انتى حرة التصرف فيها
انا عارف انك مش هتصفيلى بسهولة ، بس عشان خاطر عشرتنا حاولى تدى لنفسك و تدينى فرصة نحاوط بعضينا ، فكرى فى نفسك و فيا و فى الولاد ، و ان كان على الشركة و المصنع خلاص بقوا معاكى و يحرموا عليا انى ادخلهم تانى فى اى يوم من الايام ، و ان كان على نهى ، فهى كمان بعيدة عنك تماما و صدقينى بتتمنى اننا نتصافى و نتصالح عشان عارفة انا بحبك اد ايه
و انا هيبقى شغلى كله برة مصر الى ان يريد الله امرا كان مفعولا
انا حاليا هساقر حوالى شهرين ، هسيبك تفكرى فيهم براحتك ، بس ارجوكى اسحبى القضية دلوقتى ، و اقسملك انى مش هعارضك لو فضلتى على نفس قرارك و هسيبك تاخدى الخطوة اللى تريحك .. بس ادى نفسك فرصة تفكرى تانى
و ياريت لما ابقى اتصل بيكى تردى عليا و تطمنينى عليكم ، و بعد اذنك انا هطلع اسلم على لولى قبل ما امشى
سالم قرب منها اخدها فى حضنه و باس راسها ، و سابها و خرج من الاوضة و طلع على اوضة لولى و وقف قدام الباب و اخد نفس جامد قبل ما يمد ايده و يخبط على الباب و لما ما سمعش رد فتح الباب بالراحة و عينه سابقاه عشان يشوف لولى اللى انصدم اول ما شافها 

 

 

العاشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close