رواية صراع الذئاب الفصل الثامن 8 بقلم ولاء رفعت
_
حل المساء وبدأت الموسيقي ليتراقص الجميع في الساحة الشاسعة أمام الدرج
... دلفت من الحديقة حتي تستغل التزاحم والأختباء من عيناه التي تترصدها
أينما ذهبت ... والحراسة الكثيفة المشددة في كل أرجاء المنزل وفي الحديقة
وعند البوابة الخارجية .
شعرت
بالظمأ ذهبت إلي المطبخ ... لم تجد أحدا فتنهدت براحة ... وأتجهت نحو
الطاولة الرخامية لكي تلتقط كوب زجاجي وقامت بسكب الماء بداخله من ذلك
الدورق الزجاجي وأرتشفت حتي أرتوت ... وجاءت تلتفت حتي تذهب أطلقت شهقة
بخوف عندما وجدته خلفها مباشرة
فقالت بخوف : قصي !!
أقترب منها بهدوء وهي تتراجع إلي الخلف ليلتصق خصرها بحافة الرخامة
ترك كأس الفودكا الذي كان بيده فوق الطاولة وقال : مالك خايفة ليه ؟
أجابته بتوتر : مش خايفة ... أنا أتخضيت لما لاقيتك ورايا
رمقها
بنظرات عشق دفين وأقترب منها وحاوط خصرها بين يديه وقال : أنا ليه مش شايف
أي واحدة غيرك ؟... الحفلة مليانة ملكات جمال كل واحدة فيهم تتمني أقضي
معها ساعة ... لكن أنتي الي عايز أقضي معاها باقي عمري كله
لم
تتفوه بكلمة وظلت محدقة ف عينيه ... فأردف وهو ينحني ويدفن وجهه ف عنقها
لتشعر بحرارة أنفاسه :صبا عشق روحي ... صبا عشق قلبي الي بيدق بحروف أسمها
... قلبي وعقلي متيم بيكي ... أنا عاشق مابين أيديكي ... ومقدرش أبعد عنك
لحظة لأن روحي فيكي
تسمرت بمكانها
لتجده يضمها بقوة ويقبل عنقها بتملك يجمع مابين العشق والقسوة وعندما سمع
أنينها من قسوة قبلاته التي تركت علامات ملكيته أبتعد برأسه ليحدق ف
رماديتيها التي سحرت قلبه وعقله وهواه ... فرفعها لأعلي من خصرها لتجلس ع
الطاولة الرخامية لتدفع يدها بدون قصد الكأس ووقع ع الأرض ليدوي صوت حطامه
فلم يكترث له وحاوط عنقها بكفيه ... أنهال بنهم ليرتوي من أنهار عسل شفتيها
... تمني أن يثمل من خمر عشقها ويدخل في مملكة فؤادها ... بل هو آسير
عينيها التي تحرقه ف نيران الحب
_ أحم .. قصي باشا .... قالتها ماتيلدا التي دلفت للتو وشعرت بالإحراج والخجل
ألتفت قصي لها ورمقها بغضب : عايزة أي؟؟
أبتلعت ريقها بوجل وقالت :سنيور أندرو بيسأل عن حضرتك
_ امشي أنتي وأنا جاي ... قالها بأمر لتغادر
فألتف
مرة أخري إلي صبا وقام بإنزالها وهي مازالت صامتة ... تخشي أن تتفوه
بحماقة ويفشل مخطط هروبها ... بينما هو ظن أنها قد بدأت بالإذعان إلي عشقه
لها
خرجا سويا وهو يحاوط خصرها بزراعه ...
Dove sei andato?أين ذهبت يارجل ؟
قالها أندرو
أجاب قصي :
Sei andato nel mio cuore e l'hai portato con me
ذهبت إلي قلبي وأحضرته معي
قالها ثم أمسك يدها وطبع قبلة حانيه عليها
أبتسم أندرو لهما ثم قال لصبا :
Mi lasceresti ballare con te, signora?
هل تسمحين لي بالرقص معك سيدتي
نظرت صبا إلي قصي فلم تفهم مايقوله أندرو
أبتسم قصي وهو يجز ع فكيه وقال :
Scusa ... signoreMia moglie non ha solo ballato con me
عذرا سنيوري ... زوجتي لم ترقص سوي معي فقط
قالها قصي ليرمقه أندرو بإبتسامة مصتنعه .... بدأت موسيقي التانجو
جذبها من يدها ليتوقف في ساحة الرقص
_ هو كان بيقول أي؟؟ .... قالتها صبا
وقف خلفها وجعل ظهرها يلتصق بصدره ويديه ع خصرها ليبدأ يتراقص معها رقصة التانجو ... همس بجوار أذنها :
كان عايز أحفر له قبر وأدفنه مكانه
قالها
ثم أبعدها لتلتف بدوران حول نفسها ثم أمسك يدها ليجذبها نحو صدره فحاوطها
بزراعيه لتلتصق به وجها لوجه فقام برفع ساقها لتلف حول فخذه ورفع يده
الأخري وهو يمسك يدها وأنحني بها للأمام ع إيقاع الموسيقي
_ ساكته ليه ؟ .. قالها قصي ونظراته تخترق عينيها
أجابت : وهتكلم أقول أي؟
رفعها من خصرها لأعلي لتحاوط جذعه بساقها وأخذ يدور بها في الساحة... ثم أنزلها وقال : قولي الي حسيته ف عينيكي وإحنا ف المطبخ
رمشت
عدة مرات وهي تفكر كيف أن تخرج من ذلك المأزق ... فأبتعدت من بين يديه
لتقف خلفه وتلتصق به وتضع كفيها فوق كتفيه ... فأمسك بإحدي كفيها ليجعلها
تلتف إليه وتلتصق به وجها لوجه .. وضعت يدها ع كتفه وهو يحاوط جذعها بزراعه
... ويده الأخري يرفع ساقها ممسك بفخذها ويتحركا سويا ... أغمضت عينيها
وهي تتخيل من يتراقص معاها هو آدم ... همست بجوار أذنه بصوت أنثوي قد أذاب
قلبه بين يديها : ب.ح.ب.ك
ثم
أبتعدت لتدور حول نفسها ثم عادت مرة أخري لتحاوط عنقه بزراعيها وحاوطت خصره
بإحدي ساقيها ثم إنحنت إلي الخلف ثم أعتدلت لتنزل ساقها وتوقفت الموسيقي
ليتعالي تصفيق المدعوين ... ومازال يحدق ف عينيها كأن الزمان توقف ف تلك
اللحظة لم يصدق مسامعه التي تلقت الكلمة التي طالما تمني سماعها ... ع
الرغم يساوره الشك لكنه أراد أن يعيش ذلك حتي لو كانت برهة من الزمن ... لم
يكترث لمن حوله ... عانقها بقوة وهمس أمام شفتيها :
وأنا بعشقك
ثم أخذ يرتوي من شفتيها كالظمآن الذي وجد نهرا جاري وظل يرتوي منه ... تحت نظرات النساء الحاقدات منهن وأخريات تمنت لها السعادة .
__________________________________
_ في منزل عبدالله ...
تقف أمام الموقد تقلي رقائق البطاطس ... وكانت تدندن بدلال ... لتجد ذلك الذي يحاوطها من الخلف ويقول :
والله العظيم بحبك ياشوشو ... والي بتعملي فيا حرام وظلم وافترا
ألتفت
إليه وهي تدفعه ف صدره ... وصاحت ف وجهه : بقولك أي يا عبده أتمسي وأقول
يا مسا ... مش معني أنك وقفت معايا أدام مرات أبويا وأديتها ع دماغها يعني
كده أن هسامحك بالساهل
زمت شفتيه للأسفل بسأم وقال : طيب أعملك أي عشان تسامحيني
أطفأت نار الموقد وقالت : لما أحس إنك أتغيرت وبطلت تشرب الهباب الي كنت بتشربه
نظر لها برجاء : طيب ده مقدرش أبطله بالساهل ممكن واحدة واحدة
رمقته بحدية وقالت : يعني كنت بتحلف لأبويا ف قعدة الرجالة كدب!!!
أندفع وقال : والله أبدا أنا فعلا ناوي أبطله بس أنتي ترضي عني وحياة عيالنا الي لسه مجوش بسببك
رمقته بخبث وقالت : يعني أنت بتلف وتدور عشان تنول غرضك مني
غر فاهه وقال : حرام عليكي ياشيخة أنا جوزك مش واحد شاقطك
رفعت إحدي حاجبيها وقالت : وبرضو مش هخليك تلمسني غير لما أحس إنك أتغيرت وبقيت عبده الي حبيته وأستحملت كل حاجة عشانه
أقترب منها وأمسك يديها وقال : وأنا والله زي ما عرفتيني ... والليلة إياها الي كنت هعتدي عليكي فيها مكنتش ف وعيي
وضعت يديها ع خصرها وقالت : وأنت فاكر هنسي الموضوع ده كده وهعديه ... أقتربت منه وأحتدت عينيها وأردفت : بعينك يا عبدالله
أخذ يتمتم بكلمات تكاد مسموعه : يا دي حظك النحس يا عبدالله الي أنا عملته ف نفسي ده
_ بتبرطم بتقول أي؟؟؟ ... صاحت بها شيماء
عبدالله
بحنق : مبقولش ... وبعدين تعالالي هنا أنا راضي بذمتك منين بتعاقبني ومش
عايزني ألمسك زي ما بتقولي وقاعدلي طول النهار والليل بالعباية الضيقة دي
ومبينه كل رجلك ودرعاتك
عقد
ساعديها أمام صدرها وقالت بدلال لتجعله يموت من الغيظ : أولا ده أسمه كاش
مايو ثانيا وأنت مالك قاعده ف بيتي والجو حر ... ولا مش عاجبك روح أرجع
للأوضة الي فوق السطوح الي كانت عايش فيها مع الفراخ ياعم الديك
جز ع أسنانه وهو يقبض بقوة ع قبضتيه وقال : ماشي ياشيماء إنما للصبر حدود ع رأي الست ... وهاشوف أخرتها معاكي أي
أطلقت ضحكة رقيعه : هيهيهيهيهيهي ... أخرتها مانجا وتفاح وعنب وكل ماتشتهي من الفواكه
أبتسم عنوة عنه وقال بطريقة كوميدية مضحكة : طيب أنا عايز كوكتيل
قالت بنبرة إستفزازية : روح كولو عند بتاع عصيرالقصب الي ع ناصية الشارع .... قالتها ثم أخرجت لسانها بطريقة طفولية
زمجر
بحنق وغادر وقال وهو يفتح الباب : طيب والله لنازل قعد ف الشارع والناس
لما تشوفني هياكلو وشك وهيقولو ده جوزها زهق منها و سابها ف يوم الصبحية
ونزل
صاحت من مكانها وقالت بتهديد : أبقي أنزل يا عبده عشان هخليك تاكل طول عمرك كوكتيل من عند بتاع العصير
صفق الباب ودلف إلي الغرفة وقال : حسبي الله ونعم الوكيل
أنفجرت من الضحك وقالت بصوت منخفض : أنت لسه شوفت حاجة أما ربيتك من أول وجديد مبقاش أنا شيماء بنت الحاج فتحي .
______________________________
_
ها قد أنتهي وقت الحفل وبدء الجميع بالمغادرة ... تختبأ بين الأشجار في
الحديقة بعد أن أبدلت ثيابها وأرتدت بنطال جينز وقميص قطني وحذاء رياضي ...
جمعت خصلات شعرها مثل ذيل الخيل وأرتدت الحقيبة ع كتفيها ... تسللت من بين
النخيل والأشجار حتي وصلت إلي السور وهو عبارة أشجار متشابكة ... أخذت
تتسلق الشجرة بدون أن تلفت الأنظار إليها ثم قفزت إلي الخارج ... تنفست
الصعداء لتركض نحو إحدي اليخوت الشاغرة قبل أن يأتي أحدا ويراها فالجميع
يعرفها جيدا عندما رقصت مع قصي
قفزت
بداخل اليخت بدون إكتراث واخذت تبحث عن مكان للأختباء ... وجدت بابين
متقابلين دلفت من الواقع ع يمينها لتجدها غرفة كبيرة يتوسطها تخت ذو فراش
وثير ومقاعد من المخمل الأسود ونوافذ زجاجية تري من خلالها النهر والسماء
... أنتبهت إلي قرع أقدام يأتي نحو الغرفة ... خشيت أن يكتشف أمرها أحدا
وجدت باب بداخل الغرفة فأدركت أنه المرحاض الملحق بالغرفة التجأت إلي
الأختباء بداخله ..بدأ اليخت ف التحرك ليغادر المرسي... ظلت بالداخل طوال
مسافة الطريق وبعد مرور أقل من ساعة ... أحست بإستقرار اليخت توجهت نحو
النافذة الصغيرة حتي رأت ذلك الميناء ... أنفرجت أساريرها بالسعادة وأخيرا
ستبتعد وتنال حريتها ... فتحت باب المرحاض رويدا وهي تراقب الغرفة زفرت
بأريحية وخرجت وغادرت الغرفة ... وصلت إلي الردهة وجاءت تخرج من الباب
الزجاجي لتصعد إلي السطح وتغادر
ليفاجئها صوت قهقه مرتفعة لتلتفت إلي مصدر الصوت خلفها وهي تغمض عينيها تدعو الله أن يخيب ظنونها ....
مازال
مستمر ف الضحك الذي يختبأ خلفة عاصفة ستدمرها لا محالة ... أبتلعت غصتها
لتشعر بجفاف حلقها وف أقل من ثانية فتحت عينيها عندما توقف عن الضحك وشعرت
بدخان سيجارته يلامس بشرتها ... أتسعت عينيها وأرتعدت أوصالها
ألقي
سيجارته أرضا ودعسها بحذائه وضع يديه ف جيوب بنطاله الأسود ... تفوح منه
رائحة عطره المختلطة برائحة الخمر والسجائر ... أحتدت نظرات عينيه التي دبت
الرعب ف قلبها التي تعالت نبضاته من الخوف
_
تعرفي يا صبا ديما الغبي فاكر نفسه أذكي واحد ويقدر يخدع الي أدامه ...
وياسلام لو الي أدامه عارف أنه بيفكر ف أي .... قالها بهدوء الذي يسبق
العاصفة
تراجعت إلي الخلف وبدأ الدمع يتلألأ ف عينيها لتتساقط عبرة من أهدابها وقالت بصوت يكاد مسموع : قصي ... أنا أسف....
قاطعتها صفعة قوية جعلتها تسقط أرضا أسفل قدميه ... لم تشعر بشئ تنغلق أهدابها حتي فقدت الوعي .
______________________________________________
_ في قصر البحيري ....
تركض
تلك الصغيرة ف الرواق لتدير مقبض باب الجناح وتدفعه وهي تركض نحو جدها
النائم ... طبعت ع وجنته قبلة رقيقة وقالت : صباح الخير ياجدو ... فتح
عينيه فأبتسم وهو ينهض بجذعه
_ صباح الخير ياروح جدو ... قالها عزيز وهو يحملها لتجلس ع ساقيه ويعانقها .
لوجي : أصحي بقي كفاية نوم
ضحك من طريقة حديثها الطفولي وقال : ولوجي حبيبة جدو عايزاني أصحي ليه بدري ف يوم أجازتي
لوجي : النهاردة أي ياجدو ؟
عزيز بإبتسامة ماكره : النهاردة الجمعه
زمتت شفتيها وقالت : أنا أصدي التاريخ
عزيز
: النهاردة يوافق أجمل يوم أتولدت فيه أحلي بنوته ... كل سنة وأنتي طيبة
وبخير يا قلب جدو ... قالها لترتمي الصغيره ع صدره وتعانقه وقالت : وأنت
طيب يا قلب لوجي
_ ياسيدي ياسيدي ع الدلع ده كله ... إشمعنا مفيش الكلام ده لجيجي .... قالتها جيجي التي دلفت الأن
لوجي : أنا زعلانة منك
جيهان : ياخبر أبيض ... وحبيب قلبي الصغنن زعلان مني ليه ؟؟
لوجي : عشان ضحكتي عليا إمبارح قولتيلي هاحكيلك حدوتة وبعد كده لاقيتك نمتي
جيهان : معلش يالوجي كنت تعبانة شوية ونمت
عزيز بلهفة وقلق : مالك ياحبيبتي ؟
أبتسمت وقالت : متشغلش بالك ده كان شوية صداع خفيف وراح لحاله
لوجي : خلاص هاسمحك المره دي عشان عيد ميلادي بس
أمسكت جيهان بوجنتي تلك الصغيرة وقالت: حبيبة قلبي الي قلبها أبيض كل سنة وأنتي طيبة ياروحي وأشوفك عروسة زي القمر
دق الباب ثم دلفت ملك مبتسمة وقالت :بونجور عليكو جميعا
جيهان وعزيز ولوجي : بونجور
جيهان : غريبة يعني صاحية بدري النهاردة
عزيز بنبرة ماكره : بالتأكيد عايزة حاجة
جلست بجواره وحاوطت ظهره بزراعها وقالت : بصراحة أه
عزيز : قولي
_
أنا خوفت أكلمك إمبارح عشان لاقيتك متعصب بسبب الشغل ... قولت هقولك
النهاردة بس بليز يابابي عشان خاطري توافق... قالتها بنبرة رجاء
تنهد عزيز وقال : ها يا ملك عايزة تروحي فين المره دي؟
ملك : بارتي عملينها أصحابي في نايت بمناسبة نجاحنا السنة دي
جيهان بإندهاش وغضب : نايت يا ملك!!!
ملك : يامامي ده مش هيبقي فيه حد غيرنا أنا وأصحابي
تدخلت لوجي وقالت : عشان خاطري ياجدو خلي ملوكة تروح لأصحابها
ضحك عزيز وقال : طيب والله ما كاسفك ياروح جدو وأمري لله ... روحي ياملك
أبتسمت بسعادة غامره وعانقت والدها وقالت : ميرسي يا أحلي بابي
_ بس مصعب هيروح معاكي ... قالتها جيهان
تبدلت ملامحها من السعادة إلي الأمتعاض وقالت : حاضر يامامي
عزيز : والحفلة دي أمتي؟
ملك : النهاردة بلليل إن شاء الله
لوجي : وعيد ميلادي ياملوكة ؟؟؟
ملك : متخافيش ياقلب عمتو طبعا هاكون موجودة وتعالي بقي عشان أوريكي الهدية الي جبتهالك ... قالتها لتمسك لوجي بيدها وذهبت معها
عزيز : كلمتي سالم وولاده عزمتيهم ؟
جيهان : أنت عارف سالم مبيعترفش بأعياد الميلاد ... أنا هكلم خديجة دلوقت وهاعزمها هي وطه
قالتها وأخرجت هاتفها من جيب معطفها وهاتفت خديجة
____________________
_ في منزل الشيخ سالم ...
أدت فرض ربها ثم ألقت السلام ... صدح رنين هاتفها نهضت لتمسك بهاتفها وأجابت : ألو صباح الخير ياطنط
جيهان : صباح النور ياديجة عامله أي أنتي وبابا وأخوكي؟
خديجة : الحمدلله بخير
جيهان : ها أي رأيك ف الكتب الي بعتهالك مع أدم
وقعت عينيها ع الكتاب الذي مزقه طه فأجابت بتوتر : أه تسلمي حلوين جدا
جيهان : أنا بتصل بيكي عشان أعزمك ع عيد ميلاد لوجي ... هابعتلك الشوفير ياجي ياخدك أنتي وطه
خديجة : كل سنة وهي طيبة
جيهان : وأنتي طيبة ياحبيبتي ... جهزي نفسك بقي عشان هابعته دلوقت لأن عايزة أقضي اليوم معاكي من أوله
أبتسمت خديجة وقالت : حاضر وأنا كمان نفسي قعد مع حضرتك
جيهان : يلا ياحبيبتي هستناكي مع السلامة
خديجة : بإذن الله ... الله يسلمك
قالتها
وأغلقت المكالمة ... لترتسم بسمة تغمر ثغرها فهي كم أشتاقت لرؤيته ...
خرجت تبحث عن والدها لتجده يجلس بالردهة ويقرأ سورة الكهف بصوته الرخيم ...
جلست بجواره وظلت صامتة حتي أنتهي من القراءة وقال : صدق الله العظيم ..
وأخذ يردد الإستغفار والتسبيح
ثم نظر إليها وقال :خير يابنتي ؟
خديجة
: خير إن شاء الله يابابا أنا كنت عايزة أستأذنك هاروح أقضي اليوم عند عمو
عزيز وأحضر عيد ميلاد لوجي ... طنط جيهان عزمتني وقالتلي أبلغ طه
سالم : روحي طبعا يابنتي بس متقوليش لطه أخوكي أنتي عرفاه بيرمي كلام زي الدبش لما بنروح هناك وممكن يقلبلهم اليوم غم
ضحكت خديجة وقالت : حاضر ياحبيبي ... أنا هقوم بقي أجهز نفسي عقبال ما السواق يجي ياخدني.
________________________
_ في منزل رحمة ....
أستقيظت بتثاؤب لتنهض وخرجت إلي الردهة وجدت والدتها تدلف من باب المنزل وبيدها الكثير من الأكياس البلاستيكية
_ أي ياماما أنتي عاملة عزومة النهاردة ولا أي؟ ... قالتها رحمة
والدتها وهي تلتفظ أنفاسها وتركت الأكياس فوق الطاولة : لاء دول شوية حاجات أشترتهم لحماتك عشان معزومين عندهم النهارده
غرت فاها وقالت : نعم !!! ومقولتليش ليه ؟؟
والدتها : والله نسيت يابنتي هي قابلتني ف السوق إمبارح وقالتلي
زفرت بحنق وقالت : طيب أنا مش عايزة أروح ياماما
والدتها : مش هينفع يارحمة دي مأكده عليا وبعدين الست كتر ألف خيرها يعني
رفعت إحدي حاجبها بأقتضاب وقالت: حاضر ياماما ونشوف أخرتها أي ... وأراهنك إن ورا العزومة دي حاجة ف دماغها
والدتها : هيكون ف دماغها أي يعني؟
رحمة بسخرية : توقعي أي شئ من ست ماري منيب دي
____________________________
_
تتجمع الخادمات في المطبخ لإعداد الطعام الذي سيقدم ف الحفل ... تجلس
ياسمين تحدق ف الفراغ والدمع آسير بداخل عينيها ... لكزتها علا وقالت :
مالك يابنتي سرحانة ف أي؟؟
أنتبهت ياسمين لها وقالت : مفيش ... تعبانة شوية
ربتت علا ع ظهرها وقالت : معلش هي مهما كانت مامتك متزعليش منها
ياسمين
بصوت قد أوشك ع البكاء : يا علا محدش يعرف أي حاجة ومينفعش أتكلم أنا تعبت
وربنا ... ماصدقت أبعد عن الأرف الي كنت عايشة فيه وهي مش عايزة تسيبني ف
حالي وكمان بتهددني بعمي الي هو يقول للشيطان قوم وأنا هاقعد مكانك
قطبت حاجبيها وقالت : ياساتر يارب للدرجدي عمك ده شرير؟
أبتسمت
بتهكم وقالت : يا علا بابا الله يرحمه جه اشتغل ف مصر عشان يبعد عنهم وعن
شرهم وخاصة لما عرف عمي ناوي يجوزني أبنه الجحش الي اسمه خميس
ضحكت علا : هههههههه جحش ... يخرب عقلك ياياسمين
أبتسمت عنوة عنها وقالت : أنتي لو شوفتيه أصلا هتترعبي ... عارفة شبه مين
علا : مين ؟
ياسمين وهي تكتم ضحكاتها : شبه جعيدي الي ف فيلم شمس الزناتي
وهنا أنفجرت علا من الضحك وقالت : ههههههههههههه يا مامي ... بجد مش قادرة هاموت من الضحك بتخيلك وأنتي قاعدة جمبه ف الكوشة
لكزتها ياسمين ف كتفها وقالت : يعني بفضفض معاكي تقومي تتريئ عليا عبو شكلك
علا
: خلاص ياقلبي متزعليش كنت بضحك معاكي ... المهم كنت إمبارح بنضف أوضة
يونس بيه وكنت واقفه ف البلكونة وكان أخوه ف الأوضة التانية عمال يتكلم ف
التليفون جالي فضول وأسمع ويارتني ماسمعت
تجهم وجه ياسمين وقالت : سمعتي أي؟
رمقتها ياسمين بخبث وقالت : مش أنتي قولتي خلاص بعدتي عنه ومش بتكلميه
ياسمين بتوتر جلي : طيب ما أنا فعلا بعمل كده
علا
بعدم إقتناع : ماشي ياستي هاعمل نفسي مصدقاكي ... المهم لاقيته عمال يتكلم
مع واحده ويالهوي ع الكلام الي بيقولو لها ... ثم أنحنت نحو أذنها وهمست
لها بدون أن يسمعهم أحد ليتلون وجه ياسمين بالأحمرار من الخجل والغضب معا
_ بس ياستي ... تفتكري بقي الكلام ده عمر واحد هيقولو لواحد الا إذا كان بينهم علاقة ؟؟
نهضت ياسمين وقالت : وأنا مالي الهي يولعو ف بعض
أمسكتها علا من يدها وقالت : خدي هنا مالك اتضايقتي كده ليه أنتي بتغيري؟
ياسمين بإستنكار : وأنا هغير ليه إن شاء الله
_ بطلي رغي منك ليها وأطلعو غير الملايات والستاير قبل ما البهوات يخلصو الفطار ويطلعو ... قالتها مدام سميرة بحسم
علا : يلا ياختي
صعدت كليهما إلي الطابق الثاني ... توقفت ياسمين أمام باب ياسين وهي تنظر بغضب
علا : واقفه عندك ليه ؟ ... تعالي روحي أوضة يوسف بيه وأنا هاروح أوضة آدم بيه
____________________________________
تصنعت
ياسمين بالموافقة ودلفت إلي غرفة يوسف وأنجي حتي أطمأنت بإبتعاد علا ثم
خرجت ودلفت مسرعة غرفة ياسين وأغلقت الباب خلفها وقعت عينيها ع هاتفه
المتصل بسلك الشاحن .. وظنت أنه بالأسفل
أمسكت
به وتحاول فتحه فوجدت أنه يفتح بالبصمة ... زفرت بحنق وقالت : ماشي يا
ياسين عمال تضحك عليا بكلمتين وأنتي الحب والقلب وف الأخر تصيع مع الأشكال
الزبالة الي ماشي معاهم ... إما وريتك
_
وأنا عايز أشوف .... جاء صوته من خلفها ففزعت وألتفت إليه لتجده جسده مبتل
والمنشفة ملفوفة حول خصره فأدركت أنه كان يستحم وخرج للتو
_ أي شوفتي بعبع!! قالها بسخرية
رمقته بغضب وقالت : لاء .. شوفت واحد كداب وعمال بيكلم بنات ويقول كلام مش محترم
جلس ع طرف التخت وإستند ع كفيه إلي الوراء وقال : أنتي السبب؟
غرت فاها وقالت : أنا !!!
ياسين
بنبرة خبيثة ودهاء : أيوه أنتي كل ما أجي جمبك بتجري ... يا إما سميرة
تنده عليكي ... الحق عليا وأنا الي كنت هاكلم بابا ف موضوع خطوبتنا ... بس
للأسف طلعتي مش بتحبيني
أقتربت منه لتقف أمامه مباشرة وقالت : أبدا والله أنا بحبك أوي من أول ما رجلي خطت القصر وشوفتك ... مبقتش شايفة ولا عايزة أشوف غيرك
ياسين بمكر : وأي الي يثبتلي كلامك؟
ياسمين
: أن أنا واقفه أدامك دلوقت وبقولك أنا مليش غيرك يا ياسين .. نفسي تكون
ليا الحبيب والأخ والأب وأوعي تغدر بيا ف يوم من الأيام
أبتسم بسخرية وقال : أي كلام الأفلام الي مأثر عليكي ده
رمقته بإمتعاض وقالت : أنا بأمنك ع نفسي وقلبي وأنت بتتريئ!!!
جذبها من يدها ليجلسها ع فخذيه وقال : ما أنتي كمان مليش غيرك وبحبك أوي يا ياسمين ... قالها وأخذ يداعب وجنتها بأنفاسه
نهضت لتبتعد عنه وقالت : أرجوك يا ياسين بلاش
نهض ليقف أمامها وحاوط خصرها وقال : بلاش أي؟ مش هاتحسي بيا بقي ... أنا بحبك يا ياسمين ومحتاجكك أوي
أجابته بسذاجة وبراءة : أنا هفضل جمبك ع طول بس قبلها أكون مراتك أدام ربنا وأدام الناس كلها
أبتسم
بخبث ورمقها بنظرات الذئب ودفعها ع التخت وقال : وأنا بعتبرك مراتي من
دلوقت ... قالها لينقض عليها وهو يحكم قبضتيه ع خصرها حتي لاتستطيع النهوض
كادت
تصرخ وهي تحاول ركله فأعتلها وأحكم ساقيها بين ركبتيه ووضع كفه ع فمها
وأنتزع حجابها وأقترب منها ليقبل عنقها فغرزت أظافرها ف عنقه بقوة لينهض
وصاح متأوها ليضع يده ع الخدش ليجد دماءه ... نهضت مسرعة وركضت قبل أن يلحق
بها لتغادر الغرفة وهبطت الدرج
بينما
هو يقف أمام المرآه يتحسس جرح عنقه وقال متوعدا : أنا يالي مفيش واحدة
قالتلي لاء تيجي حتة خدامة زيك تعمل فيا كده ... إما وريتك مبقاش أنا ياسين
البحيري.
_________________________
_ وصلت السيارة أمام البناء ليصدر منها صوت التنبيه
وبالأعلي
تعتدل من ثوبها التي قد أرتدته ف حفل زفاف صديقتها وكان عبارة عن ثوب لونه
أخضر زمردي بأكمام تصل إلي معصميها ضيق قليلا من الأعلي وينسدل بإتساع من
الخصر تزينه حبات اللالئ من أطرافه ومن أساوره ... يلتف حول رأسها حجاب من
الحرير باللون السكر ... ألقت نظرة أخيرة في المرآه
_ يلا يا خديجة الراجل مستني تحت .... قالها الشيخ سالم
أخذت حقيبتها الجلدية ووضعت هاتفها ومحفظة نقودها .... فأجابت من داخل غرفتها : حاضر يابابا أنا خلصت ..... قالتها ثم خرجت
_ خدي يابنتي الفلوس دي عشان تجيبي بيها هدية للبنت ... قالها سالم وهو يعطيها بعض النقود
أبتسمت خديجة وقالت : شكرا يا بابا تسلملي أنا معايا فلوس كنت محوشاها
_ لاء خليهم معاكي برضو احتياطي
أخذتها وقالت : ربنا مايحرمني منك يا أبو طه
سالم : ويحفظك يابنتي ويباركلي فيكي
_
يارب ..... قالتها ثم فتحت الباب وغادرت لتهبط الدرج ... تقابلت مع سماح
التي ظلت ترمقها بنظرات تضايقت خديجة منها ولم تعايراها إهتمام
قالت سماح بسخرية وهي تتشدق بالعلكة : هي دي مالها شايفه نفسها علينا كده ليه
وصلت
خديجة إلي السيارة لتجد السائق يفتح لها باب المقعد الخلفي ولجت إلي
الداخل ثم أوصدت الباب وركب السائق وبدأ ف تشغيل المحرك وأنطلق إلي القصر .
تتأمل الشوارع والأبنية الضخمه من النافذة ... كانت تفكر فيما ستهاديه لتلك الصغيرة
_ لو سمحت ممكن وأحنا ف الطريق نعدي ع سيتي ستارز .. قالتها خديجة
السائق : تحت أمرك يا آنسه خديجة
____________________
_ بداخل سيارته الفارهة السوداء يتحدث ف الهاتف من خلال سماعته الاسلكية ....
آدم مبتسما : وهو لسه شاف حاجة ... هفضل وراه لحد ما يشرف السجن وياخد تأبيدة إن شاء الله
الطرف الأخر : هدي اللعب دلوقت أظن لسه الي اسمه كنان مبلغهوش .. الظاهر لسه ف إيطاليا
آدم بسخرية : طبعا رايح يستورد شحنة أسلحة جديدة
الطرف الأخر : مظنش ... ع ما أعتقد واخد مراته وبيقضو الهني مون
تجهم وجهه ليجز ع فكيه بحنق ليتوقف فجاءة بسيارته ليدوي صرير إحتكاك الإطارات بالأسفلت
صاح الطرف الأخر : آدم .. آآآدم
أغلق
آدم المكالمة ... تتعالي أنفاس غضبه كلما تذكر نظراتها إليه وهي تستغيث به
.... ظل يطلق السباب ع نفسه وهو يضرب عجلة المقود بقبضته بكل قوته ... أحس
بالأختناق فترجل من سيارته أمام إحدي المجمعات التجارية الشهيرة .. أوصد
أبواب سيارته بمفتاح التحكم ... صعد الدرج ليدلف من البوابة الزجاجية
الضخمة .
_______________________
_ توقف السائق أمام المجمع التجاري وقال : أتفضلي يا آنسة خديجة إحنا وصلنا
خديجة وهي تفتح باب السيارة : طيب معلش ممكن تستناني وبإذن الله مش هتأخر
أومأ لها وقال : خدي وقتك وأنا ف أنتظار حضرتك
صعدت
الدرج لتدلف إلي الداخل عبر البوابة الزجاجية ... تتلفت يمينا ويسارا
لتري الكثير من الناس الخارج والداخل في المتاجر ... وقفت أمام الدرج
الكهربائي ... صعدت درجة ليصعد بها لأعلي وهي تبحث عن متجر شهير لألعاب
الأطفال ... وصلت الطابق الثاني لتجد مبتغاها ... مشت عدة خطوات فتوقفت
أمام فاترينا العرض ... ثم دفعت الباب وولجت إلي الداخل لتنتابها الحيرة من
كثرة الألعاب والدمي ... فطبيعتها كأنثي تعشق الدمي الخاصة بالفتيات
كالعرائس البلاستيكية وغيرها ....
تقدمت نحوها فتاة ترتدي بدلة نسائية سوداء قالت بنبرة ناعمة وهادئة : حضرتك بتدوري ع حاجة معينة ؟؟
أومأت لها خديجة مبتسمة وقالت : أه عايزه عروسة جميلة لبنوتة عندها 7سنين
البائعة وهي تشير لها إلي إحدي العرائس : بصي حضرتك العروسة دي عليها إقبال جامد من الأطفال وخاصة عليها أوفر وهو عروسة بيبي
خديجة : خلاص أنا هاخدها ... بكام ؟
_ قبل الخصم ب 850 ج وبعد الخصم ب 750 ج .... أغلفها لحضرتك ؟؟
خديجة : أوك .. ثم أخرجت محفظتها الجلدية و أخذت منها ثمن الدمية وقامت بدفعه إلي الفتاة وأخذت الدمي ف حقيبة هدايا وغادرت المتجر
بينما لدي متجر أخر يخرج للتو يمسك بحقيبة هدايا وينظر ف شاشة هاتفه
_ بينما هي متجهة نحو الدرج ولم تكن منتبهه لإنشغالها بأخذ هاتفها من الحقيبة فأصتدمت ف إحدي المارين ليقع من يده هاتفه وتحطم
صاح الرجل بصوت جهوري لفت إليه الأنظار : مش تفتحي أدامك ولا أنتي عامية
أجابت بحنق ع ردة فعله المبالغ فيها : لو سمحت أتكلم عدل ... هو أنا كنت أقصد أخبط فيك
الرجل وهو يلوح بيده أمامها : يعني أعمل أي دلوقت ف الموبايل أبو 12 ألف جنيه وراح ع الأرض
همت بالذهاب وقالت : أنا مليش دعوة
أمسكها من زراعها وقال : تعالي هنا رايحة فين
صاحت به بقوة وهي تحاول جذب زراعها من قبضته : أوعي أيدك بدل مانديلك الأمن
_____________________________________
_ أنتبه لذلك الصياح حتي رأها ورأي ذلك الرجل الذي يمسك بها .... ركض نحوها مناديا : خديجة
كانت لاتسمع نداءه من صوت ذلك الرجل الأحمق ولاتراه بسبب تجمع عبراتها
الرجل : مش هسيبك غير لما تدفعيلي حقه لإما ه.....
لم يكمل ليقاطعه آدم بلكمة قوية أطرحته أرضا
آدم بغضب : بتمد إيدك عليها ليه يا حيوان
جاء رجال الأمن فامسكو بالرجل وقال أحدهم : أنت تاني يا مسعد ياحرامي .. وربنا لأوديك ع القسم
كانت تبكي بشدة وقالت : والله يا آدم ما عملتله حاجه هو الي خبط فيا
رجل الأمن : إحنا الي آسفين لحضرتك ده واحد نصاب بيعمل الحركات دي ويستغل الناس المحترمين الي زي حضرتك وبياخد منها فلوس
صاح آدم بغضب : ياريت تخلو بالكو من الناس الي بتدخل السنتر .... ثم نظر إلي خديجة وقال :
يلا
تعالي معايا .... وبدون أن تجيب عليه جذبها من يدها وأسرع خطواته وهي كانت
تعافر في اللحاق بخطواته حتي غادرا المجمع وتوجه نحو سيارته
فتح لها الباب الأمامي وقال : أركبي
مسحت عبراتها وقالت : أنا جايه مع عم شكري السواق وهو مستنيني هناك .... قالتها وهي تشير إلي السيارة التي تبتعد بعدة أمتار
أخرج هاتفه وأجري أتصالا وقال بصوت أجش : أمشي أنت ياعم شكري وهي هتروح معايا ... ثم أغلق المكالمة
وبنبرة حاده : أركبي
_ مش هينفع ... قالتها بنبرة هادئة ليشتد حنقه وصاح ف وجهها : هو أي الي مش هينفع .. هو أنا هاخطفك !!!
_ أنت بتزعقلي كده ليه .. أنا مينفعش أركب جمبك ف العربية وكمان لوحدينا ... قالتها خديجة بحنق
صفق
الباب بقوة أفزعتها وقال : بقولك أي أنا مش طايق نفسي ولا طايقك من ساعة
مخلتيني واقف ع الباب مستني البرنسيسة تفتحلي باب القصر .... قالها بسخرية
أجابت عليه بنبرة ع وشك البكاء : شكرا يا آدم بيه ... أنا كنت فكراك هتقدرني وتحترم إحترامي لأهلي
_ دي عندي اسمها قلة ذوق ... قال بحزم
قالت بتحدي : أسمها بحترم تعاليم ديني
رمقها بإزدراء وقال بسخرية : وأنتي بقي الي هتعلميني الدين !!!
_ كفاية بقي لحد كده عن أذنك ... قالتها لتهم بالذهاب
جذبها من معصمها وبدون أن يتفوه بكلمة فتح الباب ليدفعها بالداخل ثم ألتف للناحية الأخري ودخل وأوصد جميع الأبواب من زر تحكم
_ لو سمحت نزلني أنا هاروح ... صاحت بها خديجة
رمقها بنظرات مرعبة بدون أن يتفوه بكلمة .... فأرتعبت وأشاحت وجهها الناحية الأخري
____________________________________________
_ في الحارة ...
_
شوفتي يا ماما قلبي كان حاسس إن الولية العقربة دي عزمانا مخصوص عشان
تشوفني هعرف أخدمها ولا لاء لما أتجوز المحروس إبنها .... قالتها رحمة
والدتها : وأي يعني لما طلبت منك تغسلي المواعيد وتشيلي الأكل ... دي هتبقي حماتك وف مقام أمك ... أكسبيها يا عبيطه
زفرت بحنق وقالت : يا ماما أنا معنديش مانع أساعدها بس كل تلميحتها حسيت إن هبقي مقيمة عندها 24 ساعة
والدتها
: يوه يارحمة ... ارحميني يابنتي هو أنا ضربتك ع أيدك يوم ماوافقتي ع
الناس دي ... وبعدين أنا قولتهالك كلمة وحطيها حلقة ف ودانك الدنيا مبتديش
كل حاجة
توقفت عن السير ووقفت أمام والدتها وقالت : يعني عايزاني أرضي بالأمر الواقع حتي لو فيه عذابي؟
تضايقت
ملامحها وقالت : ما كلنا كنا كده ولا أنتي نسيتي ستك أم أبوكي الله يحرقها
... دي خلتني أغسليها السجاجيد وأنا لسه عروسة من تاني يوم جواز
رحمة : وأنا ذنبي أي ؟؟
والدتها
: ذنبك أنك عايشة ف حارة وشقة حوء ف دور أرضي ... وكل الي أتقدملك أشكال
عرر والبكالوريوس بتاعك ولا نفعك ببصلة .. وخطيبك أحسن واحد جالك ... ويلا
أدخلي خلينا نشوف الي ورانا
توقفت رحمة وقالت : ثواني ياماما كده ... قالتها فأتسعت عينيها وأردفت : ألحقي الرجالة شايلين عم سالم وجايين
دوي صوت إنذار سيارة الإسعاف التي جاءت للتو ... ترجل منها رجلين يحمل كليهما سرير معدني متنقل
قال إحدي الرجال : وسعو السكة الراجل هيموت مننا
وقالت إحدي النساء : لا حول ولا قوة الا بالله ... ده كان لسه مصلي بالناس الجمعة
أجاب عليها رجل أخر : ده خلص صلاه من هنا وقعد يقرأ ف المصحف فجاءة فضل يكح كتير لما نفسه راح وأغمي عليه
جاء طه راكضا وقال بذعر : بابااااا ... ثم قام بحمله مع الرجال
رجل الإسعاف : أنت مين ؟
طه بملامح الخوف والقلق ع وجهه : أنا ابنه
أشار
له الرجل بأن يولج بداخل السيارة برفقة والده ... لم تشعر بقدميها وذهبت
نحو السيارة لتوقف طه الذي كاد يغلق الباب ... فسمح لها بالصعود لتغادر
السيارة الحارة متجهه إلي المشفي الحكومي.
_________________________
_ في السيارة ...
صدح
رنين هاتفها من الحقيبة التي تحملها ع فخذيها .... أخرجت الهاتف .... رأت
المتصل رحمة ... فلم تعايرها إهتمام لتلقي الهاتف ف الحقيبة .... فرن
الهاتف مرة أخري ولم تجيب
آدم : ما بترديش ليه ع التليفون؟؟
رمقته وهي ترفع إحدي حاجبيها وقالت : وأنت مالك ... ده تليفوني
جز ع فكيه ليزيد سرعة السيارة بشكل جنوني ... أتسعت حدقتيها بالفزع وهي تتمسك بالمقعد التي تجلس عليه
_ أرجوك يا آدم هدي السرعة ... أنا خايفة ... قالتها والخوف يرتسم ع ملامحها
هدأ من سرعته قليلا حتي توقف فجاءه وقال بنبرة حاده : أنا أكتر حاجة بكرهها عدم سمعان الكلام
رمقته بإندهاش وقالت : وأنا هاسمع كلامك بناءا ع أي؟؟؟؟
_ بناءا ع أنا ابن عمك و زي أخوكي الكبير ... قالها ولم يعلم تلك الكلمات التي كانت كالسكاكين تغرز قلبها العاشق له
لم تشعر بعبراتها وهي تنسدل وقالت : ممكن تروحني البيت
رمقها بنظرات غير مفهومه وقال : بتعيطي ليه ؟؟
أخذت تمسح عبراتها التي لم تريده أن يراها ويري ضعفها فأجابت بصوت باكي : أرجوك عايزة أروح يا آدم
رن هاتفها للمرة الثالثة ... فأجابت : ألو يارحمه
رحمة : أيوه يا خديجة مبترديش ليه ؟ تعالي بسرعة ع القصر العيني عم سالم تعب ودخل العناية المركزة
صاحت بذعر : با بااااااااا