رواية بحر العشق المالح الفصل السابع 7 بقلم سعاد محمد سلامة
قبل دقائق بمنزل زهران.
بغرفة غيداء كانت تجلس على الفراش ممدة الساقين تضجع بظهرها على بعض الوسائد بيدها الهاتف تعبث به وتتجول بين المواقع الخاصه بالأزياء كذالك صفحات زُملائها بالجامعه كانت تنظر لتلك الصور التى يضعونها من بعض رحلاتهم فى فترة أجازتهم،تنهدت بسأم رغم أنها بمستوى مادى أفضل منهم لكن ليس بإمكانها التنزُه والتمتُع بالأجازه،فهى تعيش مهمشه بين عائلتها الثريه،رغم أنها الفتاه الوحيده بالعائله بين خمس ذكور لكن هى لا تشعر بأهميتها بوسطهم،أربع ذكور أخوتها من أبيها تشعر أحيان كثيره أن لا أهميه لها عندهم فهى إبنة المرأه التى تزوجها أبيهم على والداتهم بسبب أمر من والدهُ،كذالك عواد أخيها من والداتها ربما هو مختلف عنهم قليلاً أحيانًا تشعر أنه يعطف عليها بود عن الأربع الآخرين،تنهدت بآسى،وشعرت بالعطش نظرت لجوارها لم تجد مياه،نهضت من على الفراش وتوجهت الى تلك الثلاجه الصغيره الموجوده بغرفتها وفتحتها وأخذت زجاجة مياه، إحتست القليل منها ثم وضعتها مره أخرى مكانها وأخذت إحدى ثمرات الفاكهه قامت بقضمها وتوجهت ناحية باب شـُرفة الغرفه نظرت من خلف زجاج الباب الى حديقة المنزل بالصدفه وقع بصرها على دخول تلك الفتاه تعرفت عليها فهى رأت صورتها المنشوره برفقة عواد تعجبت كثيرًا وساقها الفضول أن تعرف لما آتت الى منزلهم الآن أتكون القصه حقيقيه وعواد يُحب تلك الفتاه، أبدلت ثيابها بآخرى سريعًا وهبطت الى أسفل المنزل توجهت مباشرةً الى مكتب عواد طرقت على الباب طرقه واحده ثم فتحت الباب ودخلت الى الغرفه رأت زجاج تلك الشرفه مفتوح ذهبت إليها بفضول منها ذهبت،لكن وقفت قبل أن تصل الى باب الشرفه حين تسمعت على جزء من حديث عواد وتلك الفتاه وتعجبت منه، كذالك ذالك الصوت الثالث، كادت أن تعود وتخرج من الغرفه لكن دوى صوت رصاصه إنفزعت وخرج منها صرخه وعادت مره أخرى بإتجاه تلك الشُرفه جذبت الستائر علىةجنب إنفزعت حين رأت صابرين جاثيه على ساقيها كذالك رأت عواد ومصطفى وهما يوجهان سلاحيهما نحو بعضهما،قبل أن تصرخ كان الرصاص يخرج من السلاحين...أصبح أمامها الثلاث مُصابين،ذُهل عقلها تشعر بالحزن على الثلاث والخوف الأكبر على أخيها،توجهت سريعًا نحوه بفزع لكن حين أقتربت منه قال لها:
أنا كويس شوفى صابرين، تعجبت كثيراً
على صوت طلقات الرصاص تجمع كل من بالمنزل بذالك الوقت
آتى فهمى وكذالك أحلام وفاروق
بعد قليل بالمشفى
كان عواد يجلس أمام أحد الأطباء يقوم بإستخراج تلك الرصاصه التى أصابت عضد يده لم تكن إصابته خطيره، كان عقله مشغول بـ صابرين لا يعلم سبب لذالك فسر ذالك بربما شفقه لا أكثر.
بغرفة العمليات
كان مصطفى بين يدي الأطباء يقومون بإستخراج تلك الرصاصه التى أصابت إحدى الرئتين، بالفعل تمكنوا من إستخراج الرصاصه لكن مازال الخطر قائم.
بينما صابرين هى الأخرى فى غرفة العمليات أخرى بسبب تلك الرصاصه التى أصابت كتفها من الأمام.
كان بالمشفى
ساميه وصبريه وجمال وسالم ذهبوا بعد أن علموا بما حدث
كانت ساميه بمشاعر هائجه، كذالك جمال وإن كان أكثر منها بدأ يفكر بحديث صبريه له قبل قليل قبل أن يعلم بإصابة إبنه
أن لديها يقين عواد ينتقم منهم بسبب إستلائهم على تلك الأرض
.. ...... ....
علمت البلده بما حدث وإشاعات تخرج وكذب يُصدق
فتاه السبب فى نزاع حدث وبسببها شابان تقاتلا وهى الأخرى مثلهم أُصيبت، كل ذالك حدث بسبب صراع العشق على فتاه شبه متزوجه من إحداهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
فتحت تحيه باب الغرفه برجفه ودخلت تقول بلهفه:
عواد.
إستهزء عواد من لهفتها ولم يرد...
بينما تحيه نظرت له حين وجدته يجلس براحه على اريكه بالغرفه، رغم أنه يربط ذراعهُ بحامل طبى على صدره لكن شعرت براحه قليلاً وإقتربت من مكان جلوسهُ
جلست جوارهُ وكادت تضع يدها على كتفهُ السليم، لكن نهض عواد واقفًا يقول:
أنا بخير مكنش له لازمه تجى للمستشفى.
تدمعت عين تحيه وهى تنظر الى حجود عواد وكادت أن تتحدث لكن فُتح باب الغرفه.
سخر عواد حين رأى من دخل وقال متهكمًا:
هبدأ أصدق إنى غالى عندكم، أمى وعمتى الإتنين جاين يطمنوا عليا،
قال هذا ثم صمت ووضع سبابته على فمه بتفكير، وقال إستهزاء:
ولا يمكن فى سبب تانى لمجيكم.
زفرت صبريه بغضب قائله: قولى كسبت أيه من كدبة إن صابرين هى اللى جات بنفسها لعندك كسبت أيه لما شوهت صورتها قدام الناس بصوره متفبركه، صابرين أذتك فى أيه؟ إحنا هنعمل لها كشف عذريه تانى وكذبتك هتنكشف.
ضحك عواد متهكمًا.
بينما قالت تحيه: آخر حاجة كنت أتوقعها إن تتلاعب بشرف بنت بريئه... قول لينا غرضك أيه؟
ردت صبريه: الأرض، غرضه الأرض.
رد عواد بحُنق: صابرين بريئه، هو فى ست بريئه برضوا، وبعدين الجزاء من جنس العمل.
تعجبت صبريه قائله: وصابرين كانت عملتلك أيه عشان تتدعى عليها بالكذب... وتخوض فى شرفها.
رد عواد بعصبيه وتبرير:
مع إنى مش محتاج أبرر لكم، بس مفيش مانع
لما الدكتوره صابرين سالم التهامى تستقصد مصانعى وكل يوم والتانى لجنة تفتيش على مصانعى وطبعًا وجود الدكتوره من ضمن اللجنه شئ أساسى، صدفه مش كده.
ردت صبريه: صابرين دكتوره وبتشوف شغلها، وليه هتستقصد مصانعك مصلحتها أيه.؟
رد عواد: أقولك أنا مصلحتها أيه، تِشغلني بالمصانع عشان تسهل على عيلة التهامى هنا الإستيلاء على الارض وانا طبعاً مشغول هناك معاها فى المصانع، هفكر فى أيه ولا فى أيه.
تعجبت صبريه من تفكير عواد وكادت أن تبرأ صابرين من تفكيرهُ المخطئ لكن رن هاتفها، نظرت له ثم ردت سريعًا، سئم وجها وهى تقول:
البقاءوالدوام لله.
أغلقت صبريه الهاتف ونظرت لـ عواد قائله بحُزن:
مصطفى مات.
لا يعلم عواد لم إهتز بذالك هو لم يكُن يتوقع حدوث ذالك.
كذالك تحيه التى شعرت بنغزه قويه فى قلبها وتدمعت عينيها دون شعور منها
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ألمانيا
جُن عقل فادى وهو يسمع خبر وفاة أخيه الوحيد...كيف حدث ذالك فمنذ ساعات كان يحدثهُ بسعاده عن قُرب نيله لمحبوبة قلبه.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث شهور ونصف تقريبًا
بعد صلاة العصر بأحد جوامع البلده
طلب شيخ الجامع الحديث مع جمال التهامى فى أمر خاص، وافق جمال وجلس معه لبعض الوقت وأستمع الى حديثهُ ثم نهض قائلاً بإختصار:
تمام يومين وهقولك ردي.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى شقة صبريه بالاسكندريه
مساءً
دخلت صابرين برفقة أخيها وإياد
تفاجئت بوجود والداها أسرع هيثم بالترحيب بوالده وأرتمى بحضنهُ ضمهُ وعيناه على صابرين التى تقف خلف إياد مازال وجهها عابس منذ أن عادت من البلده الى هنا بعد إنتهاء عزاء مصطفى التى لم تحضرهُ بسبب بقائها بالمشفى وقتها بسبب إصابتها، لم يراها سوا مره واحده منذ عدة أيام من أجل إنهاء إجراءات إعلام الوراثه الخاص بـ مصطفى وتلك الصدمه التى تفاجئ الجميع بها عدا ساميه.
شعرت صابرين بغصه من تجاهُل والداها حين رحب بإياد وأحتضنه ثم جلس بالمنتصف بين إياد وهيثم، لكن إبتلعت حلقها بمراره وكادت تغادر الغرفه لكن تحدث سالم:
صابرين تعالى فى موضوع لازم أخد رأيك فيه قبل ما أقول قراري.
إمتثلت صابرين تشعر بمراره وجلست صامته... بينما نظر سالم لها قائلاً:
عواد زهران بعت شيخ الجامع لـ جمال طالب الصُلح.
ذُهلت صابرين، ببنما تنهدت صبريه قائله بإستفسار:
طب كويس وجمال رأيهُ أيه؟
رد سالم وهو بنظر لوجه صابرين:
جمال وافق بشرط.
مازالت نظرة الإندهاش مرسومه على وجه صابرين...لكن قالت بحشرجة صوت:وأيه هو شرط عمى؟
رد سالم:إن الصُلح يبقى بجلسه عرفيه قدام الناس بعد صلاة الجمعه.
ذُهلت صابرين من ذالك وأعتقدت أن عواد يفعل ذالك لهدف برأسهُ وتذكرت حديثه معها منذ أيام قليله على مشارف البلده ، لكن نفضت ذالك هن رأسها سريعًا قائله بإستعلام :وعواد وافق على الشرط ده.
رد سالم:عواد لسه ميعرفش شرط الصُلح،لأن فى طلب تانى هو طلبهُ ولازم يكون الرد على الطلبين بعد يومين.
ردت صبريه:وأيه الطلب التانى بتاع عواد؟
نظر سالم ناحية صابرين قائلاً:
الطلب التانى صابرين...عواد طلب يتجوز صابرين.
رفعت صابرين وجهها تنظر لـ والداها بتفاجؤ،أحاد سالم وجهه عن صابرين،التى شعرت بالآسى ونهضت واقفه تقول: أنا صحيح بكره
عواد، بس عواد مأذنيش قد ما مصطفى أذانى أكتر من مره بعد اللى عرفته فى يوم إعلام الوراثه،وقبلها لما صدق الكذب عليا وحاول يقتلنى،بس هلوم عليه ليه إذا كان أقرب الناس ليا صدق نفس الكدب،أنا موافقه أتجوز من عواد...مش هيكون أسوء من مصطفى.
قالت صابرين هذا وغادرت الغرفه تحبس تلك الدموع بعينيها ذهبت الى غرفتها أطلقت سراح تلك الدموع،تشعُر أنها مثل الدُميه الباليه التى تتمزع بين أيادى أقرب الناس لها.
بينما شعر سالم بغصه وحاول مداراتها بقلبه حين قالت صبريه:
كويس إن جمال وافق على الصُلح بس الخوف من ساميه بتمنى الصُلح ده يتم فى أسرع وقت قبل ما فادى يرجع من ألمانيا وساميه تمسك ودنه،مصطفى اللى كنا بنقول عليه عاقل شوفنا عمل أيه ما بالك فادى لو إتحكمت فيه عصبيته هيعمل أيه،وقتها ممكن يتفتح بحر دم،اللى حصل زمان هو اللى لازم يحصل دلوقتى إن يتم صُلح بين العلتين وكل طرف يلتزم حدهُ بعيد عن التانى ،لسه عند رأيي ساميه وطمعها فى الأرض هو اللى جر كل المصايب دى.
رد سالم:أنا بعد اللى عرفته يوم إعلام الوراثه بقيت زى التايه،بس أنا كمان رأيي من رأيك لازم يتم الصلح ده،خصوصًا بعد قضية قتل مصطفى اتحولت لـ قضية
دفاع عن النفس لانه هو اللى كان متهجم على عواد فى قلب بيته.
....... ـــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
بمنزل زهران
بغرفة مكتب عواد
نظر لهاتفه الذى يدُق،تبسم حين رأى إسم المُتصل،وإنتظر للحظات قبل نهاية مدة الرنين الأول رد عليه.
رد عواد عليه بـ ترحيب هادئ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير يا حضرة الشيخ.
رد عليه الشيخ: خير إن شاء الله
جمال وافق على طلبك للصُلح لكن بشرط لازم يتنفذ الأول.
رد عواد بإستخبار:وأيه هو الشرط ده بقى؟
رد عليه:
الصُلح يبقى قدام الناس كلها بجلسه عُرفيه وتقدم كفنك له.
تعجب عواد وكاد يرفض بغرور لكن تحدث الآخر بمحاولة إقناع عواد:
الصُلح ده فى مصلحة العيلتين بكده هنوقف العداوه وتنتهى للأبد... ومفيهوش أى إستقلال من عيلة زهران بالعكس ده هيرفع منها قدام الناس، وإن قتل مصطفى مكنش مقصود، وإنك إنت اللى إبتديت بطرح الصُلح هيرفع من شآنك قدام الناس، لأن اللى إتذكر قبل كده إن مصطفى هو اللى إتهجم عليك فى قلب بيتك مش العكس.
فكر عواد قليلاً فى حديث الشيخ ثم قال: تمام موافق على جلسة الصُلح، طب وبالنسبه للطلب التانى.
رد الشيخ: قصدك جوازك من الدكتوره صابرين... الرد جالى من شويه من المهندس سالم إنها وافقت على الجواز بشرط يكون بعد جلسة الصُلح وده بعد ما تكون وافت عدتها.
تبسم عواد بزهو قائلاً:تمام خلاص أنا موافق يكون كتب الكتاب بعد جلسة الصُلح مباشرةً فى نفس المكان.
قال الشيخ: تمام هعرفهم بموافقتك.
........ـــــــــــــــــ
بعد قليل
بغرفة السفره
تحدث فهمى: فين عواد؟
ردت أحلام: انا شوفته من شويه راجع ودخل لمكتبهُ.
قبل أن يأمر فهمى الخادمه بإعلامهُ أن الغداء أصبح جاهزًا كان عواد يدخل الى غرفة السفره وتوجه الى مكان جلوسه على السفره.
نظرت له تحيه ببسمه تجاهلها عن قصد، وبدأ وفى تناول الطعام بهدوء الى أن قال:
أنا قررت أتجوز.
رفعت تحيه رأسها تنظر لـ عواد بفرحه قائله: بجد أحلى خبر قولى مين العروسه وأنا أروح أطلبها لك.
توقف عواد عن الطعام ونظر لها قائلاً:
متشكر لخدماتك،أنا خلاص طلبتها وتمت الموافقه.
تعجب فهمى قائلاً:ليه مالكش أهل،الأصول إن تحيه هى اللى كانت تطلبها فى الأول من أهلها.
رد عواد بحُنق:حبيت أوفر عليها تعب المشوار والإحراج إفرض أهل العروسه مكنوش وافقوا.
رد فاروق تعالى وغرور:ومين دى اللى تقدر ترفض عواد زهران؟
رد عواد وهو ينظر لـ تحيه وقال بسخريه:
يمكن تكون مصدقه الأشاعه اللى بتقول إنى مش راجل.
رد فهمى: بلاش كلام فارغ مالوش لازمه طالما خلاص حصل قبول وجاى تقولنا من باب المعرفه كمل وقول لينا مين العروسه من هنا من البلد ولا من إسكندريه.
رد عواد بمحاوره:من هنا من البلد بس عايشه فى إسكندريه من فتره.
رد فهمى بقلة صبر:بلاش المحاوره وقولينا مين العروسه؟
سلط عواد عينيه على وجه عمه ينتظر رد فعله بعد أن يُخبره من تكون العروس وقال:
العروسه هى...صابرين سالم التهامى.
تفاجئ فهمى،لا ليس فهمى فقط بل جميع الجالسون تفاجؤا بذالك،مرر عواد بصرهُ على وجوهم قائلاً بتهكم:
مالكم سهمتوا كده ليه،لما قولت لكم على إسم
عروستى.
ردت تحيه:مستحيل،أكيد بتهزر.
تبسم عواد بسخريه قائلاً:هو الموضوع ده فيه هزار برضوا يا....ماما...مش كان نفسك إنى أتجوز أهو هحقق لك أمنيتك.
ردت أحلام قبل تحيه:
بكده تبقى إنت بتأكد إن الكلام اللى حصل قبل من تلات شهور أنه صحيح،مش إشاعه أو فى لغط فى الموضوع زى الناس ما فكرت بعدها،وإنك إنت وصابرين.....
قاطعها عواد قبل أن تسترسل حديثها:
الناس بكره مع الوقت تنسى اللى حصل زى ما نسيوا اللى حصل قبل كده،الحياه بتمشى مبتوقفش عند حد... أنا خلاص أخدت الموافقه،حتى عشان رد الحق لمصلحة الجميع، جهزوا نفسك للفرح فى خلال شهر ونص بالكتير..
قال عواد هذا ونهض من خلف طاولة الطعام وغادر الغرفه،تركهم ينظرون لبعض بقلة حيله ليس عليهم الآن سوا الإمتثال لما قاله وقبول هذا الزواج،من أجل مصلحة الجميع.
........ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهرين تقرييًا
اليوم هو زفاف صابرين وعواد
لكن هنالك مراسم خاصه قبل مراسم الزفاف
فقبل الزفاف هنالك جلسة تصالُح عرفيه ستتم أولاً لفض النزاع.
...
بألمانيا
أنهى فادى الأتصال مع والداته التى قطعت نياط قلبهُ ببُكائها ونحيبها، وهو يشعر بنيران تستعر فى قلبهُ وهو أصبح يعد الأيام للعوده الى مصر عشرة أيام فقط هى الباقيه قبل العوده ليبدأ بالآخذ بالقصاص لــ مقتل أخيه، لن يجعل من كانوا السبب يهنئوا.
ــــــــــــــــــ.....
بعد إنتهاء صلاة الجمعه بساحه كبيره أمام أحد جوامع البلده
كان هنالك تآهُب آمنى ضخم من الشرطه فـ مثل هذه المجالس العُرفيه من السهل الغدر من أحد طرفي النزاع.
بمظله خاصه أمام الجامع حول بعض الطاولات
جلس بعض كبار رجال الشرطه وبعض كبار رجال المحافظه سواء الأغنياء وأعضاء المجالس النيابيه،بعض شيوخ رِجال الأزهر ومعهم شيخ الجامع، وكذالك طرفي النزاع
جمال، سالم من ناحية عائلة التهامى
فهمى، فاروق، عواد، من عائلة زهران
وهنالك بقيه لأهالى العائلتين بين ذالك التجمُغ الشعبي من أهالى البلده، لكن بعيد قليلاً عن ذالك المجلس
فى البدايه كان هنالك خُطبه خاصه لأحد كبار شيوخ الأزهر الشريف مضمونها عن التسامُح والعفو عند المقدره وجزاء الأثنين سواء بالدنيا او الآخره
إنتهى الشيخ من إلقاء الخُطبه، نهض أحد كبار رجال الشرطه وتحدث:
النهارده إحنا متجمعين لفض النزاع بين عائلة التهامى وعائلة زهران، وده بعد ما ابدى الحاج جمال التهامى موافقته بالصُلح اللى طلبهُ الباشمهندس عواد زهران وإن هو على إستعداد لتقديم أى فديه يطلبها الحاج جمال، وكان طلب الحاج جمال هو إن الباشمهندس عواد يقدم له كفنهُ وده اللى قِبل به الباشمهندس عواد، اللى هيتم دلوقتي.
نظر رجُل الشرطه ناحيه عواد الذى نهض من مجلسهُ وأخذ ذالك الكفن الموضوع على الطاوله
وذهب الى الناحيه الأخرى للساحه،
نهض جميع الجالسون بتحفُز وترقُب، كذالك رجال الشرطه التى تملأ المكان
كذالك نهض جمال التهامى و ذهب يقف جوار رجُل الشرطه وآتى لجوارهم شيخ الجامع
بينما عاود عواد السير يحمل الكفن بين يديه يسير بخُطى ثابته مُطمنئن وهو يتجه نحو مكان وقوف جمال التهامى
الى أن توقف أمامهُ مباشرةً
مد عواد يدهُ بالكفن ناحية جمال...
لكن شيخ الجامع ضغط بقوه على كتف عواد، نظر له عواد
فأماء له الشيخ بأن يجثوا على ساقيه أولاً...
رغم عدم رضاء عواد لكن إمتثل لـ شيخ الجامع وجثي على ساقيه أمام جمال التهامى
التى للحظه تلاعب عقلهُ لكن عاد لرُشده فإذا غدر الآن سيفتح بحر دم والخاسر سيكون عائلة التهامى...
تدمعت عينه ومال على شيخ الجامع وأعطى له نية قبول الصُلح
إبتسم شيخ الجامع قائلاً:
"و فديناه بذبح عظيم" الحاج جمال التهامى قبل كفن عواد زهران.
أخذ جمال الكفن من يد عواد الذى نهض سريعًا يشعر بآلم عضوى فى جسده بسبب جثوه لفتره أمام جمال، كذالك يشعر بسخريه، لكن كل ما يهمه أن ينتهى ذالك النزاع فلديه الأهم من إستمرار هذا النزاع القديم.
بنفس الوقت كان هنالك شاه كبيره ممده أرضًا، ذهب جمال لذبحها، ليتنهى ذالك المجلس العرفى الخاص بفض النزاع لكن هنالك مراسم أخرى ستتم الآن أيضاً وهى عقد قران عواد وصابرين.
ذهب عواد وجلس على طاوله يجلس خلفها مأذون البلده
نادى شيخ الجامع على سالم التهامى كى يأتى لإتمام عقد القران
نهض سالم على مضض وجلس على الناحيه الأخرى للمأذون، مد يدهُ ناحية يد عواد الممدوده بعد أن طلب منه ذالك المأذون، ليضع الآثنين يديهم فى بعض ووضع المأذون المنديل فوق يديهم ثم وضع يده يرتل تراتيل الزواج ويردد خلفه الآثنين، ليتم عقد القران.
جذب سالم يدهُ سريعًا بمجرد ان أنتهى المأذون، سخر عواد بداخله، فهو أظهر عائلتهُ اليوم أنها أقوى عائله بالبلده وفى نفس الوقت أظهر الشهامه والرجوله.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
عاد عواد الى المنزل، إستقبلته إحدى الخادمات قائله:
ألف مبروك يابشمهندس، ضيف حضرتك وصل وهو فى الأوضه اللي أمرتنا بتجهيزها.
رد عواد: تمام روحى أنتى شوفى شغلك.
ذهب عواد الى تلك الغرفه، طرق أكثر من مره على باب الغرفه لكن لا رد، مما جعله يفتح باب الغرفه
نظر بداخلها لم يجد أحد نظر نحو شُرفة الغرفه مبتسمًا لذالك الذى دخل للغرفه يبتسم مازحًا يقول:
أهلاً بالعريس، أخيراً هتتجوز، كنت مفكر إنى مش هشوف اللحظه دى، نفسى أشوف البنت دى، صحيح شوفتها فى الصوره اللى عدلتها كانت حلوه، أكيد فى الحقيقه أحلى من الصوره.
زغده عواد بكتفهُ قائلاً: شكلك عاوزنى أطردك.
ضحك الآخر غامزًا: أيه هو ده دق ولا أيه!
قال هذا وأشار الى قلب عواد.
تبسم عواد قائلاً:
بلاش هزارك الفارغ ده يا "رائف" إنت عارف الحكايه من أولها
ده جواز رد حق مش أكتر.
ضحك رائف قائلاً: رائف كده من غير إحترام ناسى إنى خالك،وأكبر منك بست شهور ونص.
ضحك عواد قائلاً:خال مين دول كانوا بيفكرونى أخوك الكبير وإحنا صغيرين.
ضحك رائف قائلاً بخُبث: طب لما البنت مش فارقه معاك ليه زغدتنى لما قولت عليها فى الصوره حلوه.
توه عواد فى الحديث قائلاً: أمال فين جدى مجاش معاك من إسكندريه ولا أيه؟
رد رائف: لأ طبعًا جه وحط إيده فى البت دودو يلفوا شويه فى البلد، يا بختهُ، بس البت دودو كبرت وبقت موزه يا خساره لو مش طفاستى و تحيه أختى رضعتنى عليك ومكنتش خالها مكنتش عتقتها.
ضحك عواد قائلاً: أهى طفاستك دى بضيع عليك حاجات كتير، هسيبك ترتاح شويه وعندى كم حاجه كده لازم أخلصهم الوقت ضيق قبل المسا.
غمز رائف بعينهُ قائلاً: آه ما أنا عارف الحاجات دى، لازم تجهز برضو عشان تعجب العروسه.
قال رائف هذا وأقترب من عواد ينظر له بتفحص وقال بمزح: دقنك عاوزه شوية تهذيب وكمان شعرك عاوز يقصر شويه، وحاجات تانيه عاوزه تهذيب أكيد الحلاق هيعرف شغلهُ
ضحك عواد قائلاً: والله لو مكنتش خالى كنت بعتك للى يعملك، إصلاح وتهذيب، سلام أشوفك المسا يا خالى.
قال عواد هذا وغادر ضاحكًا، بينما ضحك رائف هو الآخر متمنيًا أن يقع عواد فى عشق تلك الفتاه كى تُزيل تلك القساوه المغلفه قلبهُ، هو أكثر من يعلم كيف إكتسبها بسبب ما مر به بمحنة العلاج الذى خاضها وحيدًا
هو يعلم مفاتيح شخصية عواد لو لم تستفزهُ تلك الفتاه ما كان فكر بالزواج منها،عواد يأخذ هذا الزواج تحدى...لكن لا أحد يستطيع تحدى القدر.
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.....
فى المساء
أمام منزل سالم التهامى
كان عواد يقف أما
م سيارتهُ المُزينه بالورود ينتظر أن يخرج سالم بـ صابرين
بالفعل خرجت صابرين من باب المنزل أولاً للحظه تعجب عواد لكن خرج خلف صابرين سالم وسار بجوارها بينهم مسافه صغيره الى أن وصل الى مكان وقوف عواد مد سالم يدهُ مسك يد صابرين وقام برفعها ناحية يد عواد الممدوده وأعطاه إياها بصمت دون أى حديث.
شعرت صابرين بغصه قويه فى قلبها وتدمعت عينيها لولا ذالك الوشاح الأبيض الموضوع على وجهها لرأى سالم تلك الدمعه المُتحسره فى عينيها
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل جمال التهامي
كانت ساميه تنوح وتلوم على جمال قبوله لذالك الصُلح.
رد عليها جمال بقسوه:
كنتى عاوزانى أرفض الصُلح ده ونخسر إبنك التانى هو كمان،اللى عملته هو الصح عشان أحافظ على إبنى التانى،كفايه سمعت كلامك مره وأطمعت فى حتة أرض دفعت تمنها موت إبنى الكبير.
ردت ساميه:بلاش تسمع لـ بخ صبريه الفارغ السبب فى قتل مصطفى هى الفاجره صابرين وهى اللى فازت وأتجوزت من الواطى اللى فرطت فى نفسها له.
رد جمال:كدب،صابرين شريفه،أنا أخدتها لعند دكتوره فى إسكندريه وأكدتلى إنها بنت بنوت ومحدش لمسها.
صُعقت ساميه وحاولت تشويه صابرين قائله:
ما يمكن متفقه مع الدكتوره او حتى يمكن عملت عمليه زى اللى بنسمع عنهم.
هز جمال رأسه بيآس قائلاً:
تعرفى كل اللى حصل كان نتيجة طمعك فى حتة أرض،لعبتى فى دماغى وقتها ووافقتك عالطمع ،الأرض دى ملعونه بالدم،وكفايه أرحمينى وبلاش تزودى بخ سم فى ودان إبنك التانى اللى جاي بعد عشر أيام.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بحديقة منزل زهران
فتح عواد باب السياره ومد يدهُ ناحية صابرين كى يساعدها على النزول من السياره،لكن تجاهلت صابرين يدهُ ورفعت ذالك الوشاح الأبيض عن وجهها ونزلت وحدها من السياره دون مساعدته
وقفت لجواره،تجاهل هو الآخر ذالك بسخريه مُرغم ،لكن ثنى ذراعهُ كى تضع يدها بين ثنايا ذراعهُ كى يدخل بها الى المنزل
وضعت يدها مُرغمه وقبل أن تسير،كان هنالك ذبيحه تُذبح أمامهم،للحظه شعرت صابرين بالغثيان من ذالك المنظر وضعت يدها على فمها...لاحظ عواد ذالك
فمال على أذنها هامسًا بسخريه :
أيه العروسه حامل ولا المنظر ده أول مره تشوفيه.
نظرت صابرين له بمقت وإمتعاض وكادت ترد عليه أن ،لو بيدها لذبحته مثل تلك الذبيحه، لكن تجاهلت الرد عليه حين إقتربت فاديه عليها ترسم بسمه مُزيفه ورفعت ذيل الفستان قليلاً عن الأرض حتى لا يتلوث الفستان بدماء الذبيحه.
سار عواد بـ صابرين بضع خطوات توجه الى تلك الخيمه الموجوده بحديقة المنزل، تفاجئت صابرين بوالدة عواد وزوجتي عميه يقفون أمام تلك الخيمه،يبتسمون ، تقدمت أحلام زوجة عمه وجذبت يد صابرين من يدهُ بقوه قائله:
كده مهمتك خلصت يا عواد،الخيمه كلها ستات،هات عروستنا وروح إنت لقعدة الرجاله،قدام الدار.
بالفعل ترك عواد صابرين وذهب،بينما شعرت صابرين نحو تلك المرأه بمقت ودخلت معها الى داخل تلك الخيمه الكبيره كان هنالك حضور طاغى
لـكل نسوة البلد تقريبًا حتى والداتها وصبريه من ضمن الحاضرات...
تقبلت الجلوس بينهن على مضض منها.
جلست فاديه جوار صابرين
لكن بعد قليل نهضت وجلست جوار حماتها وسحر،اللتان سممتا أذنيها وذكراها بـ عِلتها التى تحاول نسيانها،كبتت دموع عينيها،لكن شعرت أنها لم تعد قادره وستبكى بأى لحظه،نهضت بحجة أنها ستذهب الى الحمام،بالفعل تركت الخيمه ودخلت الى داخل المنزل سألت إحدى الخادمات عن مكان حمام قريب،دلتها الخادمه على مكان حمام بالدور الثانى
ذهبت الى ذالك الحمام ظلت لدقائق تبكى الى أن شعرت براحه قليلاً،غسلت وجهها وخرجت من الحمام كى تعود لتلك الخيمه قبل أن يلاحظ أحد غيابها.
لكن يبدوا أنه يوم البؤس ليس فقط لأختها،بل لها أيضًا حين رأت آخر من تود أن تراه اليوم،لكن تجاهلت ذالك وأكملت نزول السلم.
بينما قبل دقيقه شعر فاروق بالسأم من تلك المظاهر ببن الرجال، فنهض
زفر نفسه بغضب وهو يدخل الى المنزل يشتاط غضب و غيظ، لكن
أثناء صعوده السلم، رفع وجهه تفاجئ حين وقع بصره على آخر من كان يريد أن يراها هذه الليله.
هى الآخرى لم تكون أفضل منه وهى بمنزله تشعر بالإختناق تود أن تنتهى تلك الليله وتغادر.
تلاقت عيناهم لقاء الأمواج حين تصدم بصخور الشاطئ بقوتها العاتيه فتنثر المياه المالحه فى كل إتجاه.
تحدث هو بصوت محشرج:
إزيك يا فاديه
حاولت الثبات وردت بصوت هادئ:
الحمد لله كويسه جدًا، وأنت أخبارك أيه.
ماذا تسأله عن أخباره لا تعلم أنه بعدها يعيش جسد خالى الروح، يتمنى أن يمضى اليوم فقط لايشعر بأى هدف لبقاؤه حي.
طال صمته وهو يتأمل ملامح وجهها، كادت تشعر بضعف فـ تجنبت منه ومرت جواره كى تنزل
بينما هو
أغمض عيناه للحظه وهى تمر بجانبه لكن شعر بظمأ فى قلبه
هنا لم يستطيع السيطره على عقلهُ، جذبها من يدها قبل أن تُكمل نزول باقى درجات السلم وأخذها وصعد الى أعلى المنزل،
سلتت يدها من يدهُ بقوه قائله بحِده:
إنت إتجننت إزاى تسحبنى وراك كده، فاكرنى بهيمه من اللى عندك فى مزارعك، وإزاى مفكرتش إن ممكن حد يشوفك وأنت ساحبنى من إيدى كده يقول عليا أيه.
كان يتأمل ملامحها التى مازالت محفوره فى راسه مازال عشقها موشوم بقلبه.
بينما فاديه تضايقت من نظرات عيناه، وأدارت جسدها حتى تنزل مره أخرى...
لكن هو مسك يدها مره أخرى
نفضت فاديه يدهُ عنها بقوه قائله:
إبعد عنى يا فاروق
لم تُكمل حدتها فى الحديث حين قال:
وحشتينى يا فاديه.
ضحكت ساخره تقول:
وحشتك، بأى حق، أنا وأنت إنتهينا قصتنا خلصت قبل ما تبدأ، إنت اللى نهيتها، لأنك واحد جبان،ياريتك حتى عومت معايا ضد التيار وبلعتنا ألامواج،لكن انت هربت وفرقتنا كل واحد فى إتجاه ،كنت هقول يكفيني شرف المحاوله إنما إنت إستسلمت حتى من قبل ما الموجه الأولى ما توصل للشط، أسست حياتك مع غيرى وشايفه إن كونت معاها بيت وعيله بعيد عن وهم بيت الرمال اللى كنا بنبنيه سوا،وإتهد لما دوست عليه برجِلك، إنما أنا خاليه الوفاض.
قالت هذا وتركته وحيد يشعر بطعم ملح مياه البحر تُغرق قلبه التعيس... هو بالفعل جبان نادم ليته حارب ضد الأمواج وغرق بها و معها.
بينما رائف رأى ما حدث بين فاديه وفاروق بالصدفه، وتعجب لكن شعر بنغزه فى قلبه حين كادت تتصادم معه فاديه على باب المنزل، وقع بصرهُ على عينيها الحزينه وشعر بغصه فى قلبهُ وتنحى جانبًا لها كى تخرج من باب المنزل، تنهد بشعور لا يعرف تفسير له،ود أن يراها مره أخرى ويعلم من تلك الجميله صاحبة العين الحزينه.
.......، ـــــــــــــــــــــــــــ
الثامن من هنا