رواية شط بحر الهوي الفصل السادس 6 بقلم سوما العربي
كانت يداه التى تحملها متشنجه وجسده كله متوتر،يبتلع رمقه بصعوبه وهو يسأل ما به؟
+
يحاول النظر أمامه كى لا يتعركل ،لكن عينه رغماً عنه تذهب حيث عيناها الرماديه،إسمها فيروز لكن عيناها رماديه.
1
ابتلع رمقه مجدداً لا يعلم ماسر تلك النظره الغريبه بعيناها له.
+
حاول أن يبتسم لها بحنان اخوى خالص ليجدها مازلت تقابله بعبوس يقفز غل صريح اللهجه من عيناها ،كأن له لسان ينطق.
+
عيناها مشتلعه ،تصرخ به.
+
تقدم محمود سريعاً من خلفه واستبقه يفتح الباب الخلفى للسيارة ،وهو تقدم يميل بها يضعها على الأريكه.
+
تسمرت عيناه على عيناها يشتم أنفاسها وهو قريب منها هكذا وجها لوجه فى لحظه اختلطت فيها عطره الفخم مع رائحة جسدها كى يهتز ثباته كله بينما هى بنفس النظره من الغل والغضب.
+
ابتعد ببطئ يعتدل فى وقفته خارج السيارة وهو يحاول إيجاد سبب واحد لنظرتها تلك.
+
لكن محمود أخرجه من تلك الدوامه وهو يقول:يالا بينا على البيت .
6
نظر لابنته وقال بابتسامة سعيده جدا:ساعه بالظبط ونوصل البيت.
+
ابتعدت بعنيها عن ماجد ترمق محمود بنظره مستخفه مستحقره ولم تنطق.
+
غمر الحزن قلب محمود ،هو حتى لم يتمكن من ضمها له كأى أب وابنته،الكره والنفور يقفزان من عينها.
+
وماجد رغم ما يراه منها يشعر بالكثير من الشفقه والحزن والتعاطف معها.
+
حاول أن يبتسم لها يبثها بعض الأمان والدعم لكنها تحدثت تفاجئهما معا:ما تخلصوا تتحركوا ولا هتفضلوا واقفين كده زى ترازان.
+
دلو ماء مثلج وسقط فوق كل منهما،ممن يخرج ذاك الحديث؟!!!
+
هل هو من هذا الوجه البرئ والعيون الجميله؟؟!
+
رمش منهما بغباء وذهول ينظران لها كأنها كائن فضائي يتحدث.
1
صرخت بهما بصوت عشوائي سئ: اخلصواا أنا خلقى ضيق.
+
كان محمود هو أول من تدارك صدمته يحدث ماجد: أتحرك يابنى بسرعه.
+
اول ما استفاق ماجد من صدمته وأدرك أن ماحدث وسمع حقيقى وليس تهيؤاات ...ضحك.
+
ضحك بذهول غير مصدق يسأل هل هذه طبيعتها أساساً.. أم هى فقط متعصبه بعض الشيء الآن؟
1
تحرك سريعاً يدور حول السياره وعينه على جسدها الصغير داخلها.
+
يستقل سيارته يقود بهدوء فى إتجاه بيت الذهبى .
+
لمدة ساعة كامله ومحمود يحاول جذب اى حديث معها لكنها تقابله كله بالصمت الرهيب ،حتى نظرة عين توحى باصغاء حرمته منها حتى تملك من قلبه اليأس .
+
وماجد يقود بهدوء ينظر عليها من مرأة السيارة يراها تعود بظهرها للخلف تنظر على الطريق بشرود،فقط ترمش بعيناها .
+
وعلى مايبدو او الأصح ما شعر هو به أنها الآن تحارب ماضيها كله تسترجعه بهذه اللحظه .
+
اعتصر الألم قلبه وغصه مريره تجمعت بحلقه وهو يتخيل ماعاشت به طوال إثنان وعشرون عاماً .
+
يكفى فقط سكونها المقابر،هذا وحده يشيب له الرأس.
+
من هيئة المكان،ملابسها،ضعف جسدها يستطيع فهم ما عاشت به.
+
أى رد فعل منها مهما كان حاد او عنيف لا يماثل يوم واحد عاشته فى فقر مدقع لسنوات طويلة بينما والدها رجل ثرى،ثرى جدا والأدهى أنها تعلم.
+
تعلم ولم تفكر يوم بالذهاب له،كأنها تفضل الموت جوعاً على ان تذهب إليه.
+
عاد بنظره على الطريق وهو يستمع لوالده يقول: عايزك تنسى كل الى عيشتي فيه،انا هعوضك عن كل حاجه،على فكره يا فيروز أنا دورت عليكى كتير اوى.
+
ومجددا لا يوجد اى استجابة منها تحدث مره اخرى دون ملل: النهاردة توصلى بيتك ترتاحى وتتعرفى على عيلتك ومن بكره تنزلى تشترى كل الى تحتاجيه ،لبس ،شنط،جزم،ماكياج،اكسسورات ،كل حاجه كل حاجه،بصى اشترى مول كامل.
+
ضحك ماجد ينظر لها فى المرأه لتتسع عيناه وهو يراها تنظر على عيونه فى المرأه وتقول: خليه يفصل شويه أنا بصدع بسرعه.
8
حجظت عيناه يحاول كبت ضحكاته ،بينما محمود استدار ينظر لها بذهول.
+
كبت ماجد ضحكاته يقول لوالده: اسكت يا بابا مش عايزين نعصبها.
+
حاول محمود السيطره على ذهوله واعتدل فى كرسيه يشير لماجد:سوق يابنى سوق،خلينا نوصل.
+
جذب عيناه ينظر لها فى المرأه وهو يجدها تعتدل فى مقعدها تنظر من النافذه المفتوحه على أبواب الكومبوند الراقى الذى يسكنوا به،اسمه على لوحه ضخمه جانبيه ،تعرف هذا الإسم جيدا لطالما شاهدته فى إعلانات ضخمه من شاشة قديمه ببيتها هذا إن صح تسميته بيت .
+
دمعه شديدة الحرقه فرت من عينها وهى تغمض جفناها بلوع ووجع.
+
جعلت الدمع يترقرق فى عيناه ينظر جانبه على محمود بلوم كبير ويده تشتد على مقود السيارة بغضب شديد حتى ابيضت مفاصله يشعر حيالها بقلة الحيله والعجز .
+
كانت تنظر حولها رغماً عنها بانبهار ترى مساحات واسعة على جانبى الطريق من النجيله الخضراء و بحيرة اصطناعية كبيرة جداً على الجانب الأيمن للطريق والجانب الإيسر مولات ضخمه ومطاعم.
+
ايضا مرت على مستشفى كبيره خاصه بالمكان وقاطنيه ،كذلك مدرسه على ما يبدو أنها للغات.
+
كم هى ضئيله وفقيره،بائسه ومهلهله،اهلها لديهم كل هذا؟!!
+
كانت انفاسها مخطوفه،حقا مبهوره.