رواية حب وانتقام الفصل السادس 6 بقلم هالة الحسيني
رواية حب وانتقام
الحلقه السادسة
في غرفة فارس ...
دخل فارس غرفته و في يده كتاب اسمه (سكون )
و اتجه الى السرير و جلس عليه ساند ظهره على الوسادة
و بدأ يقرا ... بعد دقائق دخلت جانا و وجدته على هذة الحالة بل و قد اندمج
مع القصة فظلت تفكر ماذا تفعل حتى تقضي وقتها فهي لا تشعر بالنعاس اخذت
تبحث على شي تسلي نفسها به و لكن لا يوجد شي فنفخت بصوت عالي ايقظت فارس
من اندماجه في القصة و نظر لها و قال :في ايه
جانا بضيق :مخنوقة و زهقانة و مش جايلي نوم و مش لايقة حاجة اتسلى بيها
فارس :طيب و ايه المشكلة
جانا :طبعا ما انت واحد قاعد بتقرا و عايش اللحظة و بتخرج
و بتيجي لكن انا .. انا حاسة اني سجينة هنا
قام فارس من مكانه و اغلق الكتاب و اتجه لها و وقف امامها و قال ....
فارس
:ما هي دي الحقيقة انتي هنا فعلا سجينة اوعي تكوني فاكرة علشان خالتي و
اختي بيحبوكي و بيعملوكي حلو ده هيغير حاجة فيا تؤ ...تؤ .. تؤ متحلميش لان
انا هفضل اكرهك طول حياتي فاهمة يا قمورة
نظرت له
جانا ببرود و قالت :مين قالك اني انا كمان مش بكرهك انا يمكن انا بكرهك لكن
بحس بالشفقة اوي عليك لانك غبي ماشي اوهام مش حقيقة اوهام زرعها انسان
مجنون
و انت ماشي معاه زي ديله لكن صدقني هتندم اشد الندم
و بدل ما تحس انك فايز هتلاقي نفسك اكبر خسران اتمنى انك تفوق قبل فوات
الأوان و خدها نصيحة حطها في دماغك ابقى فكر كويس في الكلام و بص في عيون
اللى بيكلمك دور على اللى عايزه هتلاقيه في عينه لان ببساطة كل حاجة ممكن
تتخبئ بين الكلام و لكن مش متتخبئ في العيون فاهم
نظر لها قليلا و قلبه يعلن فوزها بصدق عيونها و لكن العقل مازال يكابر ....
التفت
حتى تخرج من الغرفة و لكن تفاجأت به يمسك معصمها فنظرت له مرة اخرى بنظرات
متسائلة و بدلها هو نظرات لم تفهمها و تفاجأت به و هو يقول :احيانا العيون
بتكدب و القلوب بتبقى عامية عن كدبها و في الاول و في الاخر الحقيقة
بتنكشف حتى لو بعد سنين
و بدأ يقترب منها حتى اصبح
امام وجهها مباشرة و عيونه تزال تبحث في عيونها و كان مازال ماسكا معصمها
... لا يعلم ما فعل بنفسه فهو دون قصد اغرق نفسه فتلك العيون التي تشبه
القهوة و احس ان هناك ما يجذبه لا يجعله يبعد عينه اما هي فدخلت في اعماق
ظلام عيونه السوداء و كانت الجاذبية قد جذبتها هي ايضا و...
فارس بتوهان و حيرة :ليه بحس انني بظلمك ليه حاسس بحاجات غريبة ناحيتك انتي عملتي فيا ايه
جانا بتوهان :انا معملتش حاجة لكن انت اللى بتعمل في نفسك بص ادامك و فتح عينك كويس و دور على الحقيقة اللى بجد
فارس :عينيكي مخليني مش عايزة ابعد عنهم في حاجة شدني
و
قبل ان تتكلم فاق الاثنان على صوت دقات الباب و اندهشا من نفسهما ...
ابتعدت جانا عن فارس و هي تشعر بأن قلبها سوف يخرج من مكانه و التفتت معطية
له ظهرها بينما هو لم يختلف عنها و بسبب ما حدث زادت حيرته و دقات قلبه ..
دق الباب مرة اخرى فتقدمت جانا تجاه الباب و امسكت المقبض
و فتحته و تجد انها سندس و هي تبتسم فبادلتها الابتسامة
سندس :احم اسفة لو هزعجكوا
جانا :لا ابدا عادي اتفضلي
دخلت سندس و وجدت اخيها يقف كما هو و لكن عندما راها ابتسم لها و.....
سندس :خالتي بتقول ان عاصم و عمي عدنان هيجوا بعد بكرة من البلد
فارس :بجد بس مش ملاحظة ان كل شوية حد يجي من البلد
سندس :مش عارفة بس يلا اهم بيعملوا حس بدل ما كنت حاسة اني عايشة لوحدي
فارس : ماشي
سندس لجانا :ايه يا جوجو مالك سرحانة ليه
جانا :لا و لا حاجة يا قلبي
سندس :طيب انا هروح انام بقى و خالتي كمان نامت عايزين حاجة
الاثنان :شكرا
سندس :تصبحوا على خير
الاثنان :و انتي من اهله
و خرجت سندس من الغرفة و هي تشعر بما داخلهم ......
بينما نظر فارس لجانا و قال لها :لو لسة مش جايلك نوم ممكن تأخذي كتاب تقريه
جانا :احم هو انت بتقرأ ايه
فارس :رواية اسمها سكون
جانا :بتحكي عن ايه
فارس :عن جنون واحد و عناد واحدة اتقابلوا في ظروف عجيبة و حبوا بعض
جانا :تمام اخد كتاب منين
فارس :ممكن تقري الكتاب ده و انا هبقى اقراه بعدين
جانا بتردد :طب و .. انت
فارس :هنزل اتمشى في الجنينة
جانا :طيب
نظرا
لبعضهما قليلا ثم خرج فارس من الغرفة و نظرت جانا للكتاب ثم اتجهت تجاهه و
امسكته و عندما فتحته وقعت عينيها على جملة جعلتها تفكر بها جيدا
(القدر ده عجيب محدش يقدر يعرف ممكن من خلاله يحصلنا ايه ممكن شخصين يتقابلوا و يكونوا مش ضايقين بعض
و بيعاندوا بعض لكن من غير ما يحسوا ان الحب تسلل في قلوبهم و حبوا بعض من
غير مقدمات هيعاندوا نفسهم قبل ما يعندوا اللى ادامهم .. هيتكابروا لكن
القدر بردو هيلعب معاهم و لما يطلعهم خسرانين و لما يطلعهم كسابين و يا
تكون النهاية حزينة يا تكون سعيدة و في الاول و في الاخر المكتوب و الغيب
عند ربنا سبحانه و تعالى )
شاردة جانا في تلك الجملة و
بدا قلبها في دق طبوله احست بالحيرة من امرها و اندهشت من دقات قلبها تلك
...هزت جانا رايها يمينا و يسارا تحاول ان تطرد تلك الافكار و اجلست على
السرير و بدأت تقرا الكتاب .. تاركة ذلك العالم و داخلت عالم اخر لها
......
في الحديقة ....
كان فارس يجلس وسط حوض من الزهور مختلفة الوان زهور منها الوردي و منها الابيض و منها الازرق .....
كان
الصراع الداخلي مستمر في داخله حيرة و عدم فهم شعور متناقضة مع شعور صراع
العقل و القلب و الذات و النفس ... نظر للسماء و النجوم ساطعة ذهب في
مخيالاته و اخذ يتخيل اشكال عجيبة من خلال النجوم و بدأ يضحك على ما به و
تذكر عندما كان يجلس هو و امه و تظل تحكي له قصص و حكايات كانت تجعله يدخل
في عالم خيال لا يفهمه الا الذي داخله بدأ يشعر ان هذا الطفل بدأ يخرج من
خلال الذكريات .. فتركه يخرج و امسك قلمه و دفتره و بدأ يرسم اشكال عجيبة و
يضحك (يا حبيبي ده طلع طيوب خالص ) و ظل على هذا الحال فترة ثم تذكر جملة
امه عندما قالت له :متاخدش ذنب حد بحد تاني يا فارس لان ده اكبر غلطة :
و هنا اجس بالندم الحقيقي و قد ظهر في عيونه و بوضوح ...
قال
فارس لنفسه :انا غلط غلطة كبير لما عقبتها على ذنب مالهاش دخل بيه غلط بس
مش هعترف بيه الا لما الحقيقية تنكشف و ساعتها هقرار و انا حاسس اني ظالم
عم فريد خصوصا بعد تصرفات اشرف حاسس انه بقى مش مصبوط و لازم افوق ليه كويس
…….
اغلق دفتره و قام من مكانه و قرار ان ينام حتى
يريح ظهره الذي مازال يألمه بسبب الوقعة و اتجه الى داخل الفيلا و منها الى
الغرفة ........
و عندما دخل الغرفة وجد جانا قد نامت و
هي تقرا الكتاب الذي كان على بطنها فاغلق الباب و تقدم تجاهها و امسك
الكتاب و وضعه على الكمودينو و جعلها تنام بشكل صحيح
و
وضع الغطاء عليها و ركس على ركبتيه و تأملها و هي نائمة و ساكنة هكذا ..
كان يشعر بالاستمتاع كثيرا و هو يتأملها هكذا ابتسم و قال بصوت منخفض
:تصبحي على خير يا مجنونة ....
و قام و اخذ وسادة و اتجه الى الاريكة و نام و هو ينظر لها ثم بسبب النعاس دخل في نوم عميق ........
(الحب ولع في الذرة يا سعدية(
في الصباح .....
فتحت جانا عينيها و نظرت للسقف ثم قامت و هي تتمطع
و تتاوب و نظرت حاولها و وجدت انها قد نامت على السرير
و
تذكرت انا نامت و هي تقرا في ذلك الكتاب الذي اعجبها بشدة و نقلت نظراتها
الى الاريكة و تجد الوسادة و لكن لا احد نام فأيقنت انه نام عليها و قد خرج
سحبت الغطاء من عليها
و انزلت قدميها من على السرير و وقفت و اتجهت الى الحمام و دقت الباب حتى تتأكد ان لا يوجد احد فلم يأتي صوت فداخلت .......
بعد دقائق خرجت جانا و اتجهت الى التسريحة و امسكت المشط و سرحت شعرها و ربطته على هيئة ذيل حصان
و نظرت للنفسها و وجدت ان كل شي تمام فاتجهت الى خارج الغرفة ......
في الاسفل ......
كانت عايدة و سندس يفطران و يتحدثا ......
عايدة :اللى بتجولي كويس بس مش ممكن
سندس :و مش ممكن ليه هما مش عندهم قلب يعني و بعدين يا خالة بقولك حاسة انهم بيحبوا بعض
عايدة :ما هو مش معجول في ظرف اسبوع او اجل يحبها
او هي تحبه
سندس :يا خالة صدقيني انا حاسة انهم بدأوا يحصل حاجة ليهم علشان كدة لازم نساعدهم ان الحاجة دي تكبر
عايدة بتفكير :والله فكرة بس تفتكري هننجح يا بتي
سندس :سبيها على ربنا يا خالة ثم عليا
عايدة :ربنا يستر منيكي
سندس بضحك :ان شاء الله هيستر
قطعتهن جانا و هي تقول :ايه ده ايه ده بتضحكوا من غيري
يا وحشين
سندس :احنا نقدر بردو يا جوجو
عايدة :لا يا ستي مش بنضحك من غيرك بس جوليلي فين فارس
جانا بأستغرب :الله انا افتكرتك عارفة يا خالة هو راح فين
عايدة :لا معارفش راح فين
سندس :تلاقيه راح الشغل بدري انهاردة
جانا :امممم
ظلوا يتحدثوا في مواضيع متنوعة و يتناولون الفطار .........
في الشركة ....
كان
فارس يعمل على ملف و لكن انتبه الى صوت الهاتف فمسك السماعة و رد و تكون
السكرتيرة تخبره ان هناك شخص يريد ان يقابله فوافق و طلب منها ان تدخله و
اغلق و فعلا بعد لحظات دخل شاب طويل و ليس عريض لدرجة و يرتدي نظارة طبية و
يرتدي بدلة ... نظر له فارس و امره بأن يجلس
فارس :ايه يا بشمهندس عاوزني في ايه
الشاب :احم حضرتك عارف انا بعزك ازاي و بحترمك و بحب الشغل هنا
فارس :ده حاجة اتشرف بيها خصوصا لو من مهندس ماهر زيك يا علي
علي بأبتسامة :شكرا يا فندم كنت عاوز اقول لحضرتك حاجة مهمة
فارس :اتفضل
علي :خد بالك من المهندس اشرف
فارس :نعم
علي :احم انا ممكن بدخل خصوصا اني عارف انه صديقك بس لازم احذرك لان نظراته مريبة
فارس :وضح يا علي
علي
:استاذ فارس كل مرة المهندس اشرف يجي هنا يرجع المكتب و عيونه بتلمع
بالخبث و الحقد انا لمحت نظراته خصوصا امبارح كان راجع مش ضايق نفسه و
عيونه مليانة شر انا مش عايز حضرتك تحكم عليه بسبب نظراته لكن بردو بقول
انك تاخد بالك منه و تاخد بالك من نفسك
فارس :و انت بتقولي كدة ليه
علي :حضرتك انا بحترمك و بعزك و احم بعتبرك زي اخويا الكبير
فارس بود :شكرا يا علي
علي :عن اذن حضرتك
فارس :اتفضل
قام علي و خرج تاركا فارس يشعر بعدم الراحة و يشعر ان هناك اشياء كثيرا سوف تحدث ......
حل المساء و مر النهار
كان
فارس يقود السيارة متجاها الى بيته و كانت تتابعه سيارة سوداء و فجاة تقطع
عليه الطريق و يقف هو بسرعة و ينظر للسيارة و يجد ملثمين ينزلوا فنزل هو
ايضا و كاد واحد منهم يضربه لاحقه و ضربه و ات التاني ضربه هو ايضا و لكن
تلقاء ضربة بالعصا على رجله و وقع و اخذ الملثمين يضربونه حتى غائب عن
الوعي و فرا الملثمين تاركين فارس على الارض غائب عن الوعي ....
في الفيلا ....
كانت
جانا جالسة مع سندس و عايدة في الحديقة و فجاة رن هاتف سندس فردت و بعد
لحظات هبت واقفة و هي تصيح لذلك الشخص و اغلقت و الدموع تنزل من عيونها
..وقفت جانا بجانبها و ....
جانا بقلق :في ايه يا سندس
سندس ببكاء : فارس ناس اتعرضتله و ضربوه لحد ما غائب عن الوعي
فتحت جانا عينها على وسعها و صاحت عايدة و قاموا الثلاثة بسرعة و امروا السائق ان يأخذهن الى المستشفى بسرعة .......
بعد مدة من الوقت ....
كانت
جانا تهدأ سندس التي كانت تبكي بخوف على اخيها الوحيد بينما ظلت عايدة
جالسة تقرا قران ... بينما جانا فكانت تشعر بالقلق لا تعلم لماذا فرغم كل
هذا لم تتمنى ان يصيبه سوء ابدا ....
خرج الطبيب فاتجهوا اليه بسرعة و....
جانا بقلق :طمنا يا دكتور
الطبيب :اطمنوا هو اتعرض لكدمات بسيطة و خدوش و لكن هو اتعرض لضربة قوية على رجله علشان كدة رجله حصلها كسر
و اتكبس كل المطلوب هو الراحة والتغذية و عدم الحركة كتير ماشي
سندس :اكيد
جانا :طب هو ينفع يخرج انهاردة
الطبيب :اها ينفع بس الاول انا لازم ابلغ البوليس لسبب ان من الواضح من الكدمات و الخدوش و الكسر اللى اتعرضله ده فعل فاعل
جانا بصدمة :فعل فاعل
سندس :بس مين ممكن يأذي اخويا
الطبيب :الله اعلم
جانا :ممكن ندخل نشوفه
الطبيب :اكيد
جانا :شكرا
دخلت سندس اولا ثم دخلت جانا و هي تسند عايدة .....
يظهر
فارس الذي يرقد و مغمض عينيه و على وجهه اثار للضرب اتجهت سندس و وقفت
بجانبه و وضعت يدها على راسه .. ففتح عينيه و نظر لها و نظر و وجد خالته
تقف امامه و بجانبها جانا .....
سندس :حمدلله على سلامتك يا حبيبي
فارس بتعب :الله يسلمك يا حبيبتي
عايدة :الف حمدلله على سلامتك يا ولدي اكدة خضتنا عليك
فارس :الحمدلله يا خالة
جانا بتردد :حمدلله على سلامتك
فارس :شكرا
سندس :ايه اللى حصل يا فارس
فارس :مش عارف كنت مروح لاقيت ناس اتعرضتلي ملثمين
و بدأوا يضربوني قاومت في الاول لكن حط ضربني على الرجلي بالشومة
عايدة :منهم لله يا رب انتجم منيهم
جانا :بس ممكن سؤال
فارس :اها
جانا :انت ليك اعداء
فارس :مش عارف
جانا :اصل طالما مسرقوش حاجة يبقى كانوا قصدينها
فارس :مش عارف
سندس :عمتا البوليس جاي و هيحققوا معاك و اكيد هيتعرف
فارس :ماشي
جانا :فارس انت شاكك في حد
و هنا تذكر فارس كلام علي و اخذ يربط المواضيع و لكن قال :انا مش عايز اظلم حد انا هحكي اللى شوفته و هما يبقوا يعرفوا بمعرفتهم
سندس :عندك حق
.............................
بينما في منزل الهواري ....
يظهر اشرف و هو يتحدث في الهاتف و يقول :تمام اهم حاجة تكونوا علمتوه الآداب .... تمام فلوسك هتيجي خلال نص ساعة سلام
و
اغلق الخط و هو يبتسم بخبث و شر و يقول في نفسه :دي قرصة ودن بسيطة يا
فارس لكن صدقني الضربة الجاية هتبقى قوية شوية و يا انا يا انت