رواية بنت الوادي الفصل الخامس 5 بقلم سلمي سمير
#بنت_الوادي
#متاع_ فراشه
#البارت_الخامس
*****************
كل ما بداخلي تحطّم وتبعثر، أصبحت أشلاء تناثرت فوق صفحات البحر، ربما الخوف من المجهول يسكنني، وتلك الدمعات تأسرني، لقد فقدت إحساسي بالأمان وثقتي بالأزمان.والعهد مع بني الانسان،
فصرت أتمنى أن أسكن عالماً بعيداً، عالماً لا أشعر فيه بالبشر،بل أشعر معه بنسمات الصباح والليل وأحاديث الشجر ومداعبة قطرات الندى للزرع في الحقول؛
+
نظرت فرح الي فريد الجاثم بجوارها عاري الجسد بالم وحزن، سحبت نفسها من جوارها وانحنت تلملم ثيابها الممزقه وسترت بها جسدها المستباح من زوج سيطرت عليها رغبتها فنقض وعد والدته معها، وفرض نفسه عليها واتاخدها زوجه له دون اردتها؛
جلست في احد الاركان تبكي نفسها وتلطم خدها بحسرة والم لما سيكون عليه حالها بعد ما غدر بها فريد وصار زوجها و لي امرها
تذكرت والدها الذي سياتي اليها اليوم لياخدها الي البلد كي يكتب كتابها علي ابن عمها العاشق لها،
وتسالت كيف ستواجه ابيها بعصيانها لها وموافقتها علي الزواج من ابن الهانم؟!
وهل سيوافق عليها فاروق بعدما اصبحت لرجل غيره
عندها تاكدت بخسارته له ولطمت خدها بحسرة:
يافضيحتك با فرحه ياسواد عيشك وايامك وسنينك الجاية يا فرحه ياكسرت قلبك يا فرحه اه
+
استيقظ فريد علي صوت نحيبها نهض من فراشها وارتدى روبه ودنا منها وسالها:
ممكن اعرف انت بتعيطي ليه وقلباها مناحه، علي الصبح، ايه حصل لكل ده
+
نظرت الي الفراش فرات اثار براءتها التي اغتالها، فعادت الي نحيبها ولطم خدودها :
يافضحتي يافضحتي يارب خدني او ارحمني برحمتك يارب
+
جدبها فريد من ذراعها لكي تقف امامه وقال بغيظ:
انت هبله فضيحة ايه، انت مراتي بشرع الله، واللي حصل بينا شئ طبيعي بين اي زوجين،
وعموما انا هريحك، وهتصل بعادل دلوقتي واطلقك
مش ده اللي كنتي عايزة
+
تركها واستدار فامسكت فيه فرحه باستماته وصرخت بهلع ورجاء:
تطلقني بعد اللي حصل، يانصيبتي، طيب اقول لابويا ايه ولخطيبي، مين هيصدق.اني شريفة لما تطلقني بعد ساعات من دخولك بيا
+
امسكها بعنف من كتفاها وهزها بغضب و غيظ:
خطيبك بتقولي لجوزك خطيبك، انت هبله ولا عبيطة ولا شكلك كده، استغفر الله العظيم يا رب ع الصبح
بقولك ايه شوفي انت عايزه ايه علشان اخلص منك
+
ارتجفت من نظراته الغاضبه إليه وضغطه علي كتفاها بقوة فحاولت سحب نفسها من بين يداه كي تبتعد عنه وتتلاشي غضبه لكنها لم يتركها فقالت:
هو طلب واحد اللي عايزاه منك وهشيل جميلك فوق راسي طول العمر، ابويا بالكتير قبل الظهر هيكون هنا كلمه وعرفه ان جوازي منك كان خدمه ليكم، وبسبب الخمر اللي طفحتها حصل اللي حصل وبقيت مراتك، وبعدها طلقني بس الاول تشهد علي برائتي
+
نظر فريد الي ساعته ضحك بتهكم ورد عليها :
يعني انت عايزاني انتظر والدك اللي هيجي علي الساعه ١١ او ١٢ علشان افضح نفسي قدامه باني شربت خمره وابرره ليه سبب جوازي منك
طيب يا حلوة عايز اقولك، ان الساعه ١٢ دي لازم اكون في الحرم الجامعي بانجلترا بصدق علي تقديم رسالة الدكتوراه بتاعتي اللي اتحدد ليها ميعاد من ثلاث شهور ولولا الوصية اللي كان شرطها اتجوز قبل ما ابلغ ال٢٥ انا مكنتش نزلت مصر من اساسه
والاهم ان طيارتي ميعادها الساعه ٨ يعني خدمني فرق التوقيت الساعتين اللي بينا وبين انجلترا، لاني هوصل هناك علي ١١, تقريبا ١ هنا، يعني من الاخر كدة تنسي خالص اني انتظر والدك
لكن تقدري تنتظري ماما لما ترجع وهي تشرح ليه، كل حاجه بنفسها لكن ان نو مقدرش مستقبلي هيضيع
+
انهارت راكعه امامه وبكت بحرقه علي كرامتها المسلوبة، وشبح الفضيحة التي يهدد ابيها وصرخت:
خايف علي مستقبلك وانت راجل، طيب ومستقبلي انا وشرف ابويا ملهمش عندك اعتبار،
لبه لما فكرت ترضي نفسك مفكرتش فيا هيكون مصيري ايه واروح فين، حسبي الله ونعمه الوكيل فيك ربنا ينتقم لي منك يا فريد يا ابن امتثال،،،،
+
ضرب فريد يده كف بكف وحذبها كي تقف وقال بعصبيه ونفاذ صبر:
فرحه انا لحد دلوقتي مقدر اللي انت فيه لكن كلمة تاني اقسم بالله العظيم، لتشوفي مني اللي هبخليكي تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه
+
ارتعدت اوصالها من نبرة تهديده الغاضبة وقالت:
انت السبب عملت معاك معروف انت ووالدتك، وكان جزائي ضيعتني وكسرت فرحتي وهتكسر ابويا وتفضحه قدام الكل، قولي اروح فين بعد ما تسافر وتسيبني في مصيبتي دي
+
غمغم وربت علي شعرها الحربري وقال:
طيب خلاص، خليكي هنا لحد ما ماما ترجع، المشكلة انها بتقفل تليفونها طول ما هي مع طنط فاطيما لولا كده كنت طلبت منها ترجع وتحل الامور مع والدك ،
وللاسف معنديش وقت اسافر ليها الاسماعيلية ،
+
عادت فرحه للبكاء بنحيب وحرقه وقالت بالم:
اديك قلت اقعد هنا اعمل ايه في غياب الست هانم واقول لابويا ايه لما بجي ياخدني علشان يكتب كتابي، ازاي ارفض، اقوله بنتك عاصية حطت راسك في طين واتجوزت من وراك، بعد ما اديت كلمه لابن عمها وحددت فرحها عليه؛
يامصيبتي يامصيبتي ياوقعتي السودة دي كان يروح فيها ابوس ايدك يا بيه انا مش هقدر علي حسرة ابويا،هو ده جزاء وقفتي جمبكم تضيعوني وتفضحوه
+
قبض فريد علي يده بغضب وقال:
طيب بس اسكتي مش ناقص نكد، بس انا فعلا مش قادر اعملك حاجه انا قلت المال ده ملعون محدش صدقني، اسمعي عندى حل وحيد هو ده اللي قدامي، منه بحميكي ويأجل مواجهتك لوالدك لحد ما ماما ترجع بالسلامة وتحلها معاه
+
امسكت يده وقبلتها باستجداء وسالته بلهفه:
ابوس ايدك الحقني بيه، انت مش متخيل ابويا لو عرف اللي حصل ممكن يجراله ايه او بعمل فيا ايه
ده غير فاروف واللي هيعمله فيا ، ده مش بعيد ان ما سيح دمي
+
غامت عيناه بغضب وامسكها من ذراعها وهزه بعنف:
لا انت مجنونه رسمي، تبقي مرات فريد الديميري وبتفكري في ابن عمك وخايفه منه، شكلك عاشقاه
+
هزت راسها بالنفي وقالت:
لا يابيه الحره مش بتعشق، لكن بترضي بنصيبها وقدرها وتطيع ابوها، وفاروق ابويا اختاره ليا يكون نصيبي وكنت راضيه بيه، كفاية انه شاريني بالغالي انا كمان لازم اشتريه
المهم حل ايه اللي عندك وهينقذني من اللي انا فيه
+
اخذ نفس عميق وتمهل طويلا في الرد ثم قال بحزم:
مفيش حل غير انك تسافري معايا انجلترا، بعيد عن كل حاجه هتحصل هنا لحد ما ماما ترجع وبعدها ممكن اطلقك لما تظبط امورك مع والدك قلت ايه،
+
السادس من هنا