اخر الروايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الخمسون 50 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الخمسون 50 بقلم سيلا وليد


لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
البارت الخمسون
عازف بنيران قلبي
أحبك
أحرف نطق بها قلبي قبل لساني
أحبك
لحن عشقا وترانيم فرحا تنسيني ألامي
أحبك
يا عشقي الاوحد وأنيسة وحدتي ومرآة وجداني
أحبك
بعشقي
وجنون أشتياقي
أحبك
وكل مابداخلي يناديكي حتى جذور أعماقي
أحبك
بولعي وسكوني وهذياني
أحبك
لاخر لحظه من عمرى ساظل
احبك
❈-❈-❈
كانت تقوم بزرع بذورها وتضعها في الأصيص، وقف خلفها يتكأ على الشجرة ويطالعها بعيونه العاشقة، فمنذ رجوعها وهو اتخذ الصمت والعزلة عقابا لها
ظل يطالعها بعيون مكدسة بالأشتياق، فالنظرة لعيناها تهيج القلب ويبتسم الثغر، تراجع بظهره للشجرة، وهي مازالت تدندن أغنيتها مع موسيقاها الهادئة، توقفت للحظة بعدما استنشقت رائحته التي تسللت لرئتيها، استدارت برأسها ولمعت عيناها بدموع الحزن ، رجعت لما كانت تفعله ولكن بصمت، تحرك إلى أن توقف أمامها، رغم انهيار دواخله واشتياقه الكامن إليها
أردف بنبرة رخيمة:
-متخلنيش أضطر اقفل باب الأوضة بالمفتاح، سيبك من شغل الأطفال بتاع كل ليلة دا، وجيتك لعندي كل ليلة تنامي في حضني، نهضت من مكانها ونفضت كفيها بقوة حتى تناثرت الأتربة على وجهه، ونظرت لشمسه تبحث عن نظرة إشتياق إليها، ولكنه كان ماكرا لحد الأبداع عندما تراجع يضع نظراته فوق عيناه ويشير بيديه عليها
-بطلي عك في الطين، شكلك بيئة، تحركت إلى أن وصلت أمامه مباشرة وبجبروت انثى طاغيه، أثرت عليه بنظراتها ورائحتها حتى تناسى مافعلته، رفعت نفسها تحاوط عنقه بكفيها المتسختين ..وضغطت على شفتيها قائلة:
-يعني كنت حاسس بيا كل ليلة، وبتستهبل، رفعت كفيها على وجهه وغرزت ليلها بعمق عيناه وأكملت
-معلش ياحضرة المستشار لازم تستحمى عشان البيئة وسخت هدومك ووشك، واقفل الباب اه بعد كدا..قالتها وتحركت وهي تنادي على عامل الحديقة
ولم تشعر بذاك الذي حملها متجها إلى المسبح، وأغلق الباب خلفه، ثم القاها بقوة به
وهو يشير على ثيابه
هنزل دلوقتي عندك، وزي مالسانك طويل هتخلعيني القميص دا وتغسلي الطين ال على جسمي
توسعت عيناها بذهول وهو يلقي بكل أشيائه على المنضدة، ويقفز إليها بالمياه
خرجت برأسها وهي تشهق
-مجنون ياراكان، ايه اللي عملته دا..نظرت حولها برهبة وأشارت على ثيابها
-دلوقتي أخرج ازاي بهدومي دي والجنايني موجود
حدق بها بعينين مشتاقة وهي غاضبة ..جذبها وحاوطها بين ذراعيه، ثم أشار على وجهه
-اغسلي دا ..جحظت عيناها وهو يرمقها بنظرة ذات مغذى
حاولت الفكاك من حصاره
ولكنه كان الأقوى..ضغط على خصرها
-العقاب هيزيد لو عديتي دقيقة..أمسكت بعض المياه
وبدأت تزيل آثار وجهه من التراب ..كان يختلس نظرات الأشياق بها كأسد مفترس يود الأنقاض عليها ويجعلها مضغة بين فكيه
اغمض عيناه عندما شعر بأناملها الرقيقة تسبح فوق وجهه وذقنه ..شعرت برجفة بقلبها من حالته التي اثرتها
أشار على وجنتيه . ..فهمت ما يريده فاستدارت ولكنه كان الأسرع منها يجذبها ويغطس بها تحت المياه فترة من الوقت
شعرت بالأختناق ..أخرجها بأحضانه وهي تحاول أن تتنفس بصعوبة والمياه تتساقط من خصلاتها واهدابها التي ترفرف ناهيك عن شفتيها المرتعشة
-هغرق قالتها من بين أنفاسها المنسحب..
اغرقي يمكن مخك ينضف، دا أنا لو بعلم أمير كان زمانه فهم إنما الدكتور بتاعة الشهادات مبتفكرش غير ازاي ترضي غرورها
قالها وهو يطالعها هي تسحب نفس..رفع ذقنها وتحدث متهكما:
-نفسك قصير، وعاملة تنينه
دفعته غاضبة
-وسع كدا معرفش بقيت بارد ورخم
❈-❈-❈
-انا بارد..طيب هعرفك البارد دا هيعمل فيكي ايه
ومش هتنازل على كدا
اقتربت عندما وجدت نظراته التحذيرية:
-وطبعت قبلة على خديه، واستدارت سريعا وهي تتمتم
-بارد وغليظ وعايزة اااه صرخت وهي تجز على أسنانها ..لحظات ووجدت نفسها بالهواء يرفعها بين ذراعيه
-قولي أعمل فيكي ايه بس، عايز افضل معاقبك بس قلبي مش مطاوعني
حاوطت عنقه عندما تركها لتسقط بالمياه..
-راكان هغرق.. سحبها تحت المياه لفترة ثم أخرجها والمياه تتساقط من فوق خصلاتها واهدابها التي ترفرف ناهيك عن شفتيها المرتعشة
ظل يقاوم نيرانه الملتهبة عاجزا على إيقاف ارتعاشة شفتيها دنى كالمخمورمستمتعا بمذاق قربها وعانق خاصته بخاصتها لتعزف لحنا خاصا بها
ارتجفت بين أحضانه، فرفعت كفيها تملس على وجهه
-مش كفاية عقاب عليا كدا..وحشتني أوي
رفع كفيه يمسك بكفيها يثبته على وجهه متناسيا ماصار بينهما ثم طبع قبلة مطولة عليه
-مش أنا اللي عملت كدا ياليلى، امتى هتفكري قبل ماتاخدي قرارتك دي، كان ممكن تضيعي ..جذبها يضغط على أسنانه
-ليه عملتي كدا؟!
انتِ عارفة لو ماوصلتش في الوقت المناسب القذر دا كان ممكن يعمل
حاوطت عنقه ودفنت رأسها بعنقه
-راكان غصب عني، كنت هتجنن على زين
انزل ذراعها بهدوء وراجع يتسلح ببروده
-لازم يحصل مصيبة كبيرة علشان تستخدمي عقلك يا ليلى
تجمدت الحروف على شفتيها ولم تعد تعلم ماذا ستجب عليه..رفعت عيناها إليه وحاولت تجميع الحروف كطفل يتعلم النطق
-أنا أم يارا كان..تعبت نفسيا وجسديا في الحمل..دنت منه وثبتت عيناها على شمسه
-مكنتش هقدر ياراكان اكون عارفة مكان ابني واسكت
احتدت نظراته ولم يشعر بنفسه وهو يضغط على ذراعيها بقوة :
-إنتِ ليه مصرة إن الولد ابنك بس، ايه مكنش ابني كمان
دفعها غاضبا وأشار بسبباته
-غلطة كمان اوعدك بعدها هرميكي برة حياتي ..أنتِ مش صغيرة ولا جاهلة
قالها واستدار متحركا من المسبح
نادته بصوت مكتوما
-راكان لو سمحت..استدار يصرخ بوجهها
-ايه..مستنية مني اخدك في حضني، انت مش مستوعبة كان هيحصل ايه يامدام
جز على فكيه محاولا السيطرة على غضبه الضاري الذي اشعل دواخله بعدما حاول تغاضيها وعدم معاقبتها
-دا واحد مجنون بالمدام، لا والمدام مش واخدة بالها ورايحة لعنده برجليها، لو دماغها دماغ طفل ماسك ببيرونة كان فهم انه كمين ليها عشان توصله، لكن المدام كل اللي بتفكر فيه ازاي تبين لجوزها أنه ولا حاجة..استأنف حديثه ومشاعر الغضب تتمكن منه
-عند وغباء وبس، عايزة ترضي غرورها،لا وياريت على كدا بس، كذبتي علشان تبيني للجميع انك ذكية
فتحت فاهها للتحدث
قاطعها باستنكار ثم تابع مزمجرا وهو يسيطر على نيران صدره التي اشعلتها
-اعتمدي على عقلك يامدام قبل قلبك، نفسي تستخدمي عقل المهندسة اللي جواكي
تحركت وخرجت من المسبح، توقفت أمامه
-راكان لو سمحت افهمني..أشار بسبباته
-ليلى لو خايفة من غضبي ابعدي عني، لحد مااروق وبعد كدا يبقى نتفاهم
انكمشت ملامحها بألم وتبدلت الى سكونٍ وهي تبتعد عنه ببصرها
-اطلعي غيري هدومك، كيان عند يونس مش عجباني بقت بتهرب من البيت على طول، وطبعا حضرتك طول اليوم برة
كانت تناظر جموده الذي تحول عن ماكان عليه منذ دقائق بعيون هالكة من فرط ألم عقابه
استدار متحركا بهدوء مثلما جاء..أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها رغما عنها
-هتفضل تعاقبني لحد إمتى ياراكان على ذنب اموميتي
تحركت صاعدة للأعلى بخطوات مرتعشة تجاهد إخفاء دموعها بشق الأنفس داخلها يتمزق من قساوة كلماته التي أحرقت نياط قلبها وتشعر بوخزاته
وصلت إلى جناحها الذي اتخذه عقابا لها، دلفت سريعا الى المرحاض، واتجهت لداخل البانيو تجلس تحت المياه بملابسها وشهقاتها ترتفع بالمكان
شهرا كاملا وعقابه يتزايد يوما بعض يومٍ حتى وصل به بمبيته خارج المنزل
لم تدري كم مر عليها من الوقت بتلك الحالة المتوجعة تحت المياه، حتى اختطلت مياه دموعها بالمياه التي تسقط فوق جسدها
بالخارج
ارتفعت صيحات الطفل ..كان خارجا من غرفته استمع الى بكائه ..اتجه لغرفته قابلته المربية، ابتسمت له
-زين بيعيط ليه؟!
اتجهت بخطوات متمهلة أمامه
-آسفة كنت بعمل قهوة، هشوفه حالا، عملت لحضرتك معايا
ضيق عيناه متسائلا:
-تعملي قهوة وليه فين الخدم علشان تعملي قهوة
حملت زين وبدأت بتهدئته بأسلوبها الأنثوي الهادئ أمامه
تنهد بغضب محاولا السيطرة على نفسه فتحدث بنبرة ساخطة
-داليا وظيفتك هنا الولاد وبس، لا تدخلي مطبخ ولا غيره..ثم تحرك عدة خطوات قائلا:
-انا مبشربش قهوتي غير من اتنين وبس، امي ومراتي، فياريت تهتمي بنفسك وبس..قالها وتحرك مستديرا..توقف للحظات يتسائل
-ازاي ليلى مخرجتش بعد عياط زين، ولج غرفتها بلهفة بعدما تسلل الخوف لقلبه
❈-❈-❈
نظر بأرجاء الغرفة يبحث عنها بعينيه..وجد ثيابها الموضوعة على حافة الفراش ..دلف إلى المرحاض وجدها تجلس بثيابها تضع رأسها على حافة البانيو بسكون تنظر في نقطة ما ..شاردة لم تشعر بدخوله..خطى إليها فلقد نزفت روحه من وضعها..انحنى يلمس كتفيها هامسا بهدوء حتى لا يفزعها
-ليلى..هبت من جلوسها تطالعه بخوف
-فيه ايه اللي حصل..أغلق المياه التي وصلت لثيابه
-قاعدة كدا ليه..وبتاخدي شاور بهدومك ياليلى..خرجت من كابينة الحمام متجهة إلى البورنص
-ممكن تطلع برة عايزة اخلص الشاور
رفع حاجبه بطريقة مستفزة قائلا بإبتسامة باردة
-هو أنا هتفرج عليكي، أنا جاي اقولك ابنك مش مبطل عياط برة، وحضرتك بتسجمي في البانيو
-تمام ياراكان هخرج اشوفه ممكن تسبني اغير
رفع وجهه فتلاقت عيناه بأعينها الحزينة، جذبها لأحضانه
-ليلى خلاص..رفع خصلاتها المبتلة من فوق وجهها واحتضن وجهها بين راحتيه ينظر لليلها الأسود الحزين
-اجهزي، علشان ننزل نتغدى في الجنينة برة، من زمان متغدناش مع بعض
ارتجفت شفتيها تحاوطه بنظراتها
-سامحتني..طبع قبلة على جبينها
-غيري هدومك بقالك فترة في المية ودا مش كويس
حاوطت خصره
-قولي انك سامحتني ياراكان، مش عارفة أعيش وانت زعلان مني
ملس بإبهامه على شفتيها
-مش زعلان منك، البسي وانزلي ..انا هروح ليونس شوية تكوني جهزتي
رفعت نفسها وطبعت قبلة بجانب شفتيه تنظر لعيناه بإشتياق..استدار متحركا حتى لا يضعف أمامها ..خرج ودقات قلبه تنتفض بداخل صدره..لقد اشتاق إليها حد الحنون..ولكن عليه التريث حتى لا تخطأ مرة أخرى
بمنزل يونس
كان يجلس بين كيان وقمر يلهو معهما باالألعاب الالكترونية..وصلت سيلين إليهم ببعض المقرمشات ..جلست بجوارهم
-بتلعبوا ايه..رفع نظره إليها
-تيم نام ..اومأت برأسها بإرهاق
-الولد صعب أوي يايونس، وعلى طول واء واء
قهقه عليها اتجه بأنظاره إلى كيان وقمر
-كملوا لعب وكلوا الحاجات الحلوة اللي مامي عملاها دي هقول لمامي سر جوا وجاي
قطبت كيان حاجبيها
-سر جوا ليه ياانكل..طب ماتقولها هنا، وانا وقمر مش هنسمع
جز على نواجزه
-هتطلعي لمين..بنت راكان هتقول ايه يعني
قهقهت سيلين وهي تلكزه..ثم اتجهت إلى كيان
-حبيبة عمتو ياناس..السر مايبقاش سر حبيبتي لو حد سمعه..العبي مع قمر وخلي بالك منها، وأنا هشوف عمو يونس عايز ايه واجيلك
رفعت الطفلة كفيها إليه
-قصدك دكتور الستات..ضحكة صاخبة من سيلين حتى أدمعت عيناها تنظر إلى يونس الذي ظهرت عليه ملامح الغضب..تحرك متجها إليها
-دكتور مين يابت..وحياة ابوكي ماانا سايبك..قفزت فوق مائدة الطعام وهي تقهقه بضحكات الأطفال الشقية وتهتف بسعادة
-بابي وانكل حمزة سمعتهم بيقولوا عليك كدا، هو عيب ياانكل
كور قبضته ينظر إلى سيلين التي تقف أمامها
-يونس بس دي طفلة هتعمل عقلك بعقلها ..جذبها وأبعدها عن كيان
-تعالي يابنت التنين والله لأقطع لسانك
قهقهت عليه تتشبث بعنقه ثم طبعت قبلة على وجنتيه
-انكل يونس حبيب كيان بتحبه اد البحر بسمكاته
رفع حاجبه بسخرية
-لا والله ..هزت رأسها، وأمسكت كفيها تحسب على أناملها
-انكل يونس، انكل حمزة، انكل نوح..كيان بتحبهم فيري ماتش..ثم وضعت ابهامها تحت ذقنها تنظر له
-بس عمو يونس..ألوتalot)) استدار إلى سيلين
-شوفت البت ..بتلعب بيا ازاي..ضيقت كيان عيناها
-يعني ايه ياانكل ..اجلسها بجوار ابنته التي تلهو بألعابها..قمر التي تصغر كيان بثلاث سنوات..ثم سحب سيلين من كفيها
-تعالي بدل ما اعمل عاهة مستديمة لبنت راكان
تحركت وهي مازالت تضحك على كيان..صاح على المربية
-خدي بالك من الولاد ..ولج لغرفته متنهدا
-عاملة ايه حبيبتي لسة العميلة بتوجعك..قالها وهو يحتضنها
❈-❈-❈
وضعت رأسها على كتفها وحاوطت خصره
-لا ياحبيبي..هتوجعني برضو وجوزي اشطر دكتور في الدنيا ..رفع ذقنها ينظر لموج بحرها
-سيلي وحشتيني اوي ياقلبي ..دنى ليعزف بخاصته على كرزيتها..تجاوبت معه في حفلة عشقهما..إلا أن قاطعهما طرقات على باب غرفتها..دلفت قمر ابنتهما
-بابي ..انكل راكان جه برة
سب راكان بسره
-مش كفاية بنته ام لسانين، ناقصين الحلوف الكبير
لكزته سيلين وهي تضحك ..ثم اعتدلت تعدل من وضعية ملابسها
كان يطالعها بإشتياقه
-اعمل ايه في أخوكي الزفت..حتى يوم أجازتي مش عارف اتهنى بيكي، لا وبنته من الفجر نايمة في حضني
اتجهت لغرفة ثيابها تضع مأزرها على جسدها
-خلاص بقى اكيد عايز منك حاجة..طالعها بتدقيق
-رايحة فين كدا
أشارت لباب الغرفة
-طالعة برة ..اتجه إليها يضغط على خصرها
-تطلعي كدا قدام اخوكي اتجننتي ولا إيه
ضيقت عيناها مستاءة
-انت قولت اهو اخويا..وسع متبقاش خنقة كدا
جذبها بقوة وبنظرات نارية
-مش هقولك راكان مش شقيق بس هقولك لو ابوكي حتى متطلعيش كدا
جحظت عيناها
-يونس بتتكلم جد..ماانا بخرج دايما بالروب ايه المشكلة
أشار على جسدها
-سيلين مينفعش تخرجي كدا.. إنتِ لابسة قميص ورجلك باينة ياهانم
دفعها بغضب حتى سقطت على الفراش وخرج ونيران الغيرة تحرق صدره
بالخارج قبل قليل
دلف راكان
-قمراتي بيعملوا ايه...قالها عندما جلس وفتح ذراعيه إليهما
قفزت الأثنتين بأحضانه يضعن قبلة على خديه
بحث بعينيه عن يونس فاتجه إلى قمر
-بابي فين ياقمري ..همست بجوار أذنه
-بيقول سر لمامي جوا .علشان مينفعش قدامنا
قهقه بصوت مرتفع وهو يحملهما متجها إلى الأريكة..وصلت الخادمة
-تشرب ايه يا سيدي
مازالت ضحكاته تعبأ المكان..رفع بصره إلى الخادمة
-اعملي قهوة سادة، ثم رفع قمر على ساقيه
-قولتيلي بابي بيقول لمامي سر..اومأت برأسها بنعم
جذبت وجهه كيان وهتفت
-انكل يونس قالي يابنت التنين يابابي..رفع حاجبه ساخرا
-قالك بنت التنين
هزت رأسها ورفعت كفيها
-علشان قولتله دكتور الستات ...توسعت عيناه بذهول
-مين قالك تقولي كدا..مش عيب ياكيان متقوليش كدا تاني يابابي
مطت شفتيها للأمام
-أنا سمعت انطي سيلي وحضرتك بتقوله كدا
طبع قبلة على جبينها
-حبيبتي فيه حاجات الكبار بيقولها عادي لكن الأطفال عيب تمام حبيبة بابي
هزت رأسها
-أوكيه بابي..وصلت الخادمة بقهوته.. نزلت قمر من فوق ساقيه سريعا متجهة للداخل
❈-❈-❈
خرج يونس ووجه عبارة عن لوحة من الغضب
ابتسم بسخرية
-ايه يادكتور الستات السر هرب ولا إيه
استقطب بإستهجان
-مش عايز طولة لسان مش يبقى انت وبنتك
استدعى الخادمة
-اعمليلي قهوة ..اتجه بنظره لراكان
-ايه اللي فكرك بيا..مااحنا طول الاسبوع مشفناش ملامح بعض
التوت زاوية فمه بشبه ابتسامة عابثة
-وحشتني قولت اجي اشوفك، بس شكل التوقيت غلط
وضع ساقا فوق الأخرى واشعل سيجاره يبحث عن البنات
-البنات فين ؟! تسائل بها يونس
أشار راكان لغرفة الألعاب
-راحو يلعبوا ..المهم اسمعني كويس
-فيه رجل أعمال مشهور كلمني وبيقول عايز يعمل مجموعة مستشفيات خاصة وطلب مني أعرفك لو حابب تشاركه
قطب مابين حاجبه متسائلا
-مين دا ؟!
ارتشف من قهوته ثم تحدث
-يعقوب المنسي..هب فزعا
-ناااعم بتقول مين يااخويا
نفث تبغه ونظراته عليه
-اهدى ايه صاروخ ..عرض وطلب ياتوافق ياترفض..على فكرة أوس وعز الألفي مشاركينه
حك ذقنه بتفكير ثم تسائل:
-طب ليه مشاركتوش
ظل يرتشف من قهوته، صمت للحظة ينظر له ثم تحدث:
-اولا مبحبش الشراكة ..ثانيا بقى انا مش دكتور علشان اعرف مواضيع المستشفيات دي
نهض يونس متجها للشرفة واشعل سيجاره ينظر للخارج بتفكير ثم استدار يتكأ على الجدار الحديدي
-انا كمان مبحبش الشراكة، ولولا الشركة عائلية مكنتش دخلت معاكم، بس ليه عز وأوس يشاركوا واحد مجهول الهوية
نهض راكان متجها إليه
-لا مش مجهول الهوية، يعقوب دا باباه كان عقيد في الجيش واتقتل وهو عنده ست سنين...والدته اتجوزت واحد وسافرت بيه بعد وفاة جوزها امريكا لحد مااقلبناه، كان له عم، وعنده بنت بس للأسف مات والبنت دي دخلت ملجأ، وهو بعد ماعرف أنها عايشة رجع علشان يدور عليها..بس عجبته مصر وقرر يستقر هنا
اومأ برأسه متفهما ..
-لا ..مش هشاركه، كفاية اللي عندي
نهض راكان من مكانه
-تمام ..قولت اعرفك برضو لو حبيت ..خرجت سيلين
-حبيبي انت ماشي ..طبع قبلة على جبينها
-عاملة ايه ؟!
ابتسمت له وأجابته
-الحمد لله..وحشتني وليلى كمان بقالنا كتير ماقعدناش مع بعض
تحرك للخارج وهو يتحدث
-هي كمان مشغولة بالبيت والعيال ..سلام هستناكم بكرة على العشا..توقف متجها ببصره الى أخته
-فين تيم نايم ولا إيه
تحركت إليه
-لسة صاحي، هو مابينمش غير دقايق..دلف خلفها ليراه
طفل يبلغ من العمر شهر يتميز بالعيون الزرقاء مثل والدته
انحنى يطبع قبلة على جبينه
-حبيب خالو تاعب مامي ليه..ظل يراقبه لبعض الدقائق وهو يبتسم تحدث إلى سيلين
-شبهك أوي وانتِ صغيرة..ابتسم وهو يعانق أكتافها
-كنتي شقية أوي ياسيلي..وضعت رأسها على صدره
-تعبتكوا أوي كدا زي ماهو تعبني..ضحك عليها وعلى طفوليتها
طبع قبلة على رأسها
-أحلى شقية في الدنيا..أشار إلى ابنها
-الشقية كبرت وبقت مامي تخطف العقل
حاوطت خصره
-ربنا يخليك ليا ياأحن اخ في الدنيا ..رفع ذقنها ينظر لبحر عيناها
-اوعي في يوم تكوني زعلانة من حاجة وتخبي عليا، حضني هيفضل مفتحولك ياقلبي، مسد على وجنتيها
-سيلي انتِ بنتي قبل ماتكوني اختي ياقلبي ..قبلت وجنتيه
-انت أحسن أخ في الدنيا ربنا يباركلي فيك ياحبيبي
استدار إلى تيم وأشار عليه
-هدية تيم لسة هتوصله مش ناسي، بس بشوفله حاجة قيمة تناسب تيم البنداري
-حبيبي ياراكان مش محتاجة منك حاجة كفاية وجودك جنبنا
مسد على خصلاتها
-بس ياهبلة انا عندي ميت أخت..دا هي أخت واحدة
ضمته بحب اخوي..وقف يونس على باب الغرفة يعقد ذراعيه على صدره
-اجيب اتنين ليمون يااخويا انت وهي ..استدارت تبتسم على غيرة زوجها
-لا ياحبيبي شجرة الليمون دي ليا أنا وانت أما راكي حضن الأخوة
طبع قبلة على جبينها وتحرك متجها إلى يونس
-بتغير مني يا حمار..دي بنتي ياأهبل..خرج وهو يضحك عليه
رسم قناع بارد فوق ملامحه كي لا يعكس الغليان القابع بصدره ثم تحدث بهدوء
-اهبل في عينك، استدار له راكان مضيقا عيناه
-مالك يلا في إيه؟!
تحرك يونس متجها إليه
-متيجي نروح لنوح شوية، من زمان مركبناش خيل
خرج راكان قائلا
-انا هعدي عليه، بس عندي مشوار في الاول..نتقابل هناك سلام
❈-❈-❈
بمصلحة السجون
كانت تجلس بأحد الأركان تنظر حولها بغضب من تلك المسجونات تنظر إليهن بكبر وتفاخر..وصلت احداهن وهي تنفث سيجارها وتضع يديها بخصرها. ركلتها بأقدامها
-انتِ يابت قومي اعمليلي شاي واغسلي هدومي
نهضت تصرخ بوجهها
-نعم أنتِ متعرفيش انا مين ولا إيه ..جذبتها تلك المسجونة التي تدعى بتفيدة
-هتكوني مين ياروح امك واحدة مجرمة قذرة بتبص لخلق الله بقرف
دفعتها بقوة اسقطتها وأشارت على الأخريات
-كل واحدة تجيب هدومها الوسخة للزبالة دي تغسلها، وعلى الله مش تنضفها
جحظت أعينها تضعها أناملها على أنفها من رائحة تلك الثياب تتراجع للخلف
-اللي هتقرب هموتها، متعرفوش أنا مين، انا نورسين النمساوي ..أجمل بنت في مصر كل الرجالة تتمنى منها نظرة تيجو انتوا شوية حريم سوفاج يضربوني أنا
جذبتها إحدى السجينات من خصلاتها وهي تتحرك بها بالمكان وصرخاتها بالأرتفاع
-عايزة اعرف مين عروسين دي ..ياله يابت وانت وريني نفسك..وضعت رأسها بأحد الأنية التي توضع بها المياه
-سمعيني صوتك يابت ..انتهت مما كنت تفعله..ثم دفعتها بقوة اسقطتها فوق الثياب التي وضعت بمنتصف الغرفة
-يالة اغسيلي ياحلوة ولما تخلصي سخني العدس اللي هناك دا علشان ناكل
انهمرت دموعها كالشلال تبكي ..تنظر لحالها بحزن، اهي تجني بما فعلته
بأحد الشقق استمعت إلى طرقات على باب منزلها
نهضت بتكاسل
-راكان..دلف للداخل وأغلق خلفه الباب دون حديث
-فين سليم عرفت انك اخدتيه للدكتور
انسابت عبراتها تشهق ببكاء
-سليم تعبان أوي، الدكتور اخد من عينة للتحليل وشاكك بالسرطان
ارتفعت دقات قلبه عندما استمع إلى حديثها..نعم هو لم يهتم به ولكنه كان يراه كل فترة ..
تجمد للحظات وهو يدقق نظراته بها، يحدثه عقله
-لا مستحيل تكون بتكذب..تحرك للداخل بعدما تحركت على بكاء ابنها ..دلفت تحتضنه
-أنا هنا ياحبيبي
توقف على باب الغرفة ينظر لذاك الملاك..لقد تغيرت ملامحه بالكامل..ذهل من شحوبه بالكامل، وأصبح جسده هزيل، خطى إليه حتى وصل وجلس بجواره يمسد على خصلاته
-حبيبي ايه اللي بيوجعك
تشبث بعنق والدته وهو يبكي
-عمو الوحش جه ياماما علشان ياخدني صح، زي ماتيتا قالت
نظر إليها بذهول يكور قبضته
-قايلين للولد ايه ..جز على أسنانه يريد أن يحطم فكيها بالكامل
-احمدي ربنا أن الولد صاحي صدقيني وقتها مكنتش رحمتك
قام الأتصال بالمشفى وحجز له عند أشهر أطباء
-جهزي الولد علشان ناخده للدكتور..هستناكي تحت
بعد فترة جلس أمام الطبيب
-زي ماالدكتور قال لكن دا مجرد شك هنتأكد من التحاليل
-شكك كام يادكتور
اعدل من وضع نظارته الطبية واجابه بعملية
-للأسف ياحضرة المستشار النسبة كبيرة ماتقلش عن 80/ نهض راكان من مكانه بألما على ذاك الطفل البرئ
وصل إلى الغرفة التي حجز بها توقف لدى النافذة الزجاجية يطالعه بحزن يملأ الجفون
❈-❈-❈
بمزرعة نوح
كان يتلاعب مع أطفاله ..سحبهما متجها إلى الأسطبل ..اسرع طفله يامن
-ايه اخيرا هركب الحصان..ابتسم نوح على شقاوة طفله..أما ياسين الذي توقف يدقق بشيئا ما
اتجه والده إليه
-ياسين واقف كدا ليه
أشار إلى مهرة صغيرة كانت تأن من الألم
-بابي المهرة دي مريضة، شايف عينها وبتنزل حاجات من بوقها
ضيق نوح عيناه متجها بنظره لتلك المهرة الذي ظهر بها الأعياء ..نادى على المسؤل على الأسطبل
-عمو أمين ...هرول الرجل إليه
-أيوة يادكتور..أشار إلى المهرة
-ريحانة مالها، هي مريضة
اومأ الرجل له وتحدث:
-أيوة يادكتور، والدكتورة أسيا كشفت عليها وقالت هتجبلها العلاج
اومأ متفهما فتحرك الرجل بعد الأستئذان منه..اتجه لأبنه وجده يملس على خصلاتها
-ياسين بتعمل ايه عندك..ابعد ياحبيبي ممكن تعديك
-متخافش يابابي هي مش هتعمل حاجة
ظل نوح يطالع ابنه بهدوء وصل حمزة بصحبة ابنه
-عمو الدكتور اهو ياسيفو
تلاقه نوح بين ذراعيه
-سيفو حبيب عمو ..أشار سيف على يامن الذي يعتلي الخيل بصحبة أحد العمال
-بابي عايز اركب زي يامن ..حمله نوح متجها إلى يامن ..وضعه أمام يامن
-خد بالك منهم ياعم صالح
-متخافش يادكتور..تراجع إلى حمزة الذي يجلس بجوار ياسين
-ياسين مالوش في الخيل ولا ايه..تسائل بها حمزة
جلس نوح بجواره
-لا ياسين بيحب الاكتشافات..نهض متحركا يلهو حولهم
-راكان ويونس جاين بعد شوية
اومأ برأسه
-عرفت يونس كلمني
بعد بكرة رمضان وراكان غير عزومة بكرة لأول يوم وانا مش عارف اعمل
تراجع حمزة بظهره
-علشان والدك يعني ..اومأ له ..تنهد حمزة ثم أجابه
-عرفه أن كل سنة بنفطر كلنا مع بعض
باليوم التالي بغرفة راكان
استمع إلى طرقات على باب غرفته إذن بالدخول وهو يرتدي قميصه..ولجت داليا مربية أطفاله
-طنط زينب عملتلك القهوة وقولت أجبها لحضرتك
كان واقفا أمام المرآة يعدل من وضعية ثيابه ويغلق زر قميصه..دلفت ليلى عندما وجدت باب غرفته مفتوح..توقفت تنظر لداليا التي تستند على الجدار تطالعه بهيام ..دلفت سريعا
-واقفة كدا ليه..مسمعتيش صوت زين..تحركت سريعا متجهة للخارج
-آسفة يامدام، أصل ..هو يعني
اطلعي ..انت لسة هتهتي
استدار ينظر إلى غضبها فاتجه بنظره لداليا التي تحجرت الدموع بعينيها
-آسف ياداليا ...مدام ليلى أعصابها تعبانة
صرخت ليلى بوجهه
-ليه شايفني مجنونة..اتجهت ببصرها الى داليا
-انت لسة واقفة عندك امشي روحي شوفي الولاد..تحركت بعدما انسابت عبراتها على خديها ..توقفت عندما استمعت إلى حديث ليلى
-استني عندك..تعالي خدي القهوة معاكي ، ضيق عيناه مستاءا من حالتها ورغم ما فعلته التزم الصمت أمام داليا
-انت مش خدامة علشان تدخلي تجيبي قهوة ..وآه الاوضة دي محدش بيدخلها غيري انا وجوزي مفهوم
هزت راسها وارتجف جسدها متحركة سريعا للخارج ..
-ممكن أعرف المدام بتعمل ايه ومتعصبة ليه
استدارت إليه تطالعه بنظرات نارية تود لو تحرقه بها، نظرت إلى صدره العاري..خطت حتى توقفت أمامه وامسكت زر قميصه تغلقه بعنف وعيناها ترمقها شزرا
-الحلو عاجبه عضلاته قدام مربية ولاده ولا ايه ..ايه مش قادر تلم نفسك
تجمد مذهولا من غضبها وحديثها
كانت أناملها ترتعش وهي تغلق زرار قميصه حتى تحجرت العبرات بعينيها
كانت عيناه تحاوطها، جذبها من خصرها
-ممكن أعرف مالك في إيه، مش هتعقلي
لم تجبه وظلت تفعل ما تفعله ..اغضبه صمتها ازاح كفيها واستدار يصفف خصلاته يطالعها من خلال المرأة،
عقدت ذراعها أمام صدرها
-عايزة اغير داليا، البنت دي بقت تقصر في شغلها
لم يعريها اهتمام لبعض اللحظات، ثم همس قائلا
-مفيش تغيير وداليا هتفضل قاعدة هنا
توقفت متجمدة لبعض الوقت تستوعب حديثه ثم تحركت متجهة للخارج كالعاصفة النارية مثلما دخلت
زفرة حارة خرجت من جوفه أراد أن يلتهم بها كل ما يقابله..أنهى ما كان يفعله ثم هبط للأسفل وجد والده ووالدته يحتسون القهوة
-ياسلام على الهدوء النفسي..
أشارت والدته لتلفاز
-الهدوء النفسي هنا اهو
اتجه بنظره الى التلفاز واستمع
-تهنئة للمصريين بقبول شهر رمضان الكريم
لاحت ابتسامة على وجهه ثم جلس بجوار والدته
-مجرد مااسمع اي حاجة متعلقة بشهر رمضان بشعر بالسلام النفسي فعلا
ربتت والدته على كتفه
-ربنا يبارك فيك ياحبيبي ودايما منور بيتك..
-ليلى طلعت قالت هتجيب زين وتنزل ..هز أكتافه بعدم معرفة
قاطع حديثهما والده
-راكان هنسافر تاني يوم أنا ووالدتك، هنستنى الحج إن شاء الله
-مش كتير يابابا الوقت دا كله في ظل الكورونا
-لا ياحبيبي عايز افضل هناك شوية، هرجع اعمل ايه
اومأ متفهما وصل امير وهو يعانق كف أخته التي تبكي ..توقف متجها إليهما
-اختك بتعيط ليه ياحبيبي
-سوري بابي مقدرتش عليها وركبت البيسكل ووقعت على رجليها، عمو يونس حطلها معقم بس هي بتعيط كتير
نظر إليه غاضبا وتحدث بصوت مرتفع
-انا مش قولتلك خلي بالك منها واوعى تركب عجل مبتسمعش الكلام ليه
-انسابت عبراته يهز رأسه
-سوري بابي، هي اللي جريت وانا كنت مع انطي سيلين مشفتهاش
-اطلع اوضتك وإياك اشوفك بتلعب بالعجلة تاني بدل مش اد المسؤلية..توقف أسعد وتحدث بتوبيخ وهو يضم أمير
❈-❈-❈
-راكان اتجننت الولد بيقول غصب عنه
-بابا لو سمحت محدش يدخل في تربية ولادي، دلوقتي وقعت من عجلة، تخيل دي مش عجلة وحاجة كبيرة كان ايه اللي هيحصل..انا عارف بعمل ايه
نظر إليه وتحدث :
-انت لسة واقف، اطلع خد شاور غيرهدومك..صعد امير سريعا ودموعه تنساب على وجنتيه ..اتجه الى ابنته
-اخوكي مش حذرك على ركوب العجل، مبتسمعيش كلامه ليه..هزت كتفها للأعلى دون حديث
صاح بصوت هز أرجاء المنزل
-دااااليا...هرولت إليه
-نعم ياباشا
-البنت دي معاقبة لمدة أسبوع متطلعش برة البيت سمعتي ولا لا..وياريت تهتمي بشغلك شوية..قالها وتحرك للخارج والغضب يشعل صدره
كانت بالأعلى تجلس على فراشها تحتضن نفسها ..استمعت إلى صياحه على امير، تحركت سريعا متجهة للأسفل، قابلها امير يبكي ..احتضنته
-بتعيط ليه حبيبي، وبابي بيزعق ليه
بكى بشهقات وتحدث من بين بكائه:
-بابي زعلان مني، انا مطلعتس اد المسؤلية يامامي
احتضنت وجهه تزيل عبراته
-مين قال كدا ياقلبي، دا انت بطل وبطل شجاع ولما تكبر هتكون أجمل أخ في الدنيا
أشار بكفيه على الدرج
-كيان وقعت واتعورت بسببي علشان انا مش اد المسؤلية ..طبعت قبلة على وجنتيه
-لا ياحبيبي انت اد المسؤلية، وكلنا بنغلط، تلاقي بابي كان زعلان على جرح كيان فقالك كدا
-ياله يابطلي خد شاور والعب شوية على الأيباد وانا هجيلك نحكي حكاية
طبع قبلة على وجنة والدته وابتسم لها ثم تحرك لغرفته
توقفت متنهدة بحزن ،، استمعت لصياحه على داليا، وبعض دقائق صعدت بكيان، أشارت إلى داليا
-جهزيها للنوم، اومأت لها تهرب بنظراتها ..دلفت إلى غرفتها دون أن تفعل شيئا، فقلبها محطم من عقابه الذي اتخذه بعد فترة من نوم أطفالها
اتجهت إلى فراشها بعدما قامت بتبديل ثيابها إلى منامة سوداء اللون تظهر بشرتها البيضاء الناعمة بسخاء، وتعطرت بعدما أنهت زينتها، تنظر لنفسها بالمرأة تبتسم بسخرية
-بلبس ليه وانا هنام لوحدي، اتجهت ببصرها إلى الفراش تنظر إليه بحزن ..سحبت نفسا وزفرته كلما تذكرت تسللها ليلا لأحضانه لكن اليوم قررت أن تعتني بنفسها وتغفو بعيدا عنه
تمددت على الفراش وامسكت كتابا تقرأ به لبعض الوقت، ثم جذبت الغطاء وأغلقت الأضاءة مستعدة للنوم
بعد عدة ساعات صعد لغرفته، قابلته والدته
-حبيبي هتنام ..لو نمت اعمل حسابك للسحور
اومأ لها وتحرك دون حديث
ظل لبعض الوقت يتقلب على فراشه وكأنه يغفو على جمرات نارية بعد تأخرها عن كل ليلة..اعتدل يمسح على وجهه بغضب متذكر ليلة رمضان
-ممكن تكون بتصلي القيام
نهض متجها إليها وجدها تغفو بسلام فوق فراشها، اتجه إليها بخطوات متمهلة
جلس بجوارها لبعض الوقت..تململت بنومها فابعدت غطائها عن ساقيها ووبرزت مفاتنها الأنثوية أمامه بسخاء
اتجه إلى الجانب الأخر من الفراش ينظر بساعته، ثم ابتسم بدهاء
-لسة على الفجر 5 ساعات..تمدد بجوارها ، يهمس بجوار أذنها
-رمضان كريم مولاتي
 
 
 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close