رواية شط بحر الهوي الفصل الرابع 4 بقلم سوما العربي
سرير معدنى بعجلات يتحرك وهو ملقى فوقه لا حول له ولا قوه .
+
والممرضات تدفع السرير يركضن به للداخل حيث أغلق الباب المكتوب عليه غرفة عمليات.
+
وقفت بتوتر تحتضن ذراعيها تحك بهم كف يدها عله يولد بعض الدفئ بجسدها البارد.
+
تنظر على الباب المغلق بتوتر تتذكر كيف سقط بأحضانها متشبس بها كطفل يتيم وأمه.
يطلب منها الا تتركه أبدا.
+
ظلت على حالتها لأكثر من ساعه إلى أن خرج الطبيب يزيل كمامته من على فمه يتنهد بإرهاق.
+
اقتربت منه بخطى بطيئة مترقبه تسأله بخفوت:خير يا دكتور.
+
تحدث بهدوء وعملية يقول:خير خير...حالة تسمم واضحه جدآ..انتو لحقتوه فى التوقيت الصح ،لو كان اتأخر شويه كمان كان هيبقى الوضع صعب.
+
صمت يعدل وضع نظارته الطبيه وأكمل: أحنا عملنا له غسيل معده وهو حالياً وضعه مستقر ،هو دلوقتي فى غرفة الإفاقه عشر دقايق ونبدأ نفوقه.
+
نظر عليها بترقب ثم قال: بس دلوقتي لازم نبلغ الشرطه ونحرر محضر لأن الموضوع فيه شبهه جنائية.
+
اتسعت عيناها الجميله تفقد الطبيب تركيزه حيث جذبت انتباهه.
4
حمحم بخشونة يحاول الرجوع لصوابه ثم قال: أنا عن نفسى هبلغ عشان اخلى مسؤليتى وأنتم أحرار بعد كده تكملوا او تتنازلوا،عنئذنك.
+
غادر سريعا وتركها تقف مستنده على الجدار البارد خلفها.
+
تراه وهو يخرج مع الممرضات التى تجر السرير المتحرك من إحدى الغرف تذهب به لغرفه اخرى وهو نائم تماماً.
+
كان ممد على فراشه غارق بعالم ثانٍ..غير هذا العالم ،يرى نفسه مسطح على ظهره بحديقه مزدهرة بالأعشاب والورود الحمراء ينظر للسماء الصافيه وهو يبتسم ليغمض عينيه وهو يشتم نسمات خفيفه عطره تقترب منه وشعر مموج طويل يحط على صدره ...فوق قلبه تحديا ،وجنة طريه منتفخه لامسة صدره يشعر بأذنها على قلبه .
+
أبتسم لا إراديا يغمض عينيه وبحركه كأنه معتاد عليها مد يده يغرس أصابعه بشعراتها الناعمه الكثيفه يهمهم بتلذذ واستمتاع.
+
عبث وجهه بضيق وهو يستشعر اصوات خلفه تناديه لعالم لا يريد العودة إليه ،على الأقل حالياً.
1
فتح عيناه ليرى لمى ووالدها امامه ينظران له بترقب وخوف.
+
تجعد مابين حاجبيه ينظر حوله باستغراب يسب نفسه وكل شئ .....هل كان حلماً؟!
+
لكنه شعر برائحتها..يقسم أنه شعر بها.
+
ألم حاد نهش بقلبه وهو يتذكر سقوطه بأحضانها ،هو شبه توسل لها بألا تتركه.
+
وبعد كل هذا ،هل ضربت بكل هذا عرض الحائط..لم يرف لها جفن لأجله .
1
لتذهب وتتركه هو لأحلامٍ تكن البطله بها بينما هى لا تبالى رغم انه طلبها صريحه.
+
كان والد لمى هو أول من تحدث مبتسماً: حمدالله على سلامتك يا ابنى.
+
تحدث بصعوبه أثر المخدر وسأل: إيه الى حصل؟
+
جاوبت لمى بعدما اقتربت خطوه أخرى: أنا الى عايزه أسألك إيه الى حصل،انا طلعت اغير الفستان واشيل الميك اب،الموضوع أخد منى وقت،لاقيت تليفون من المستشفى للفندق وبعدها الفندق كلمنى يعرفني إنك هنا..بعدها كلمت ماجد بسرعه وكلمت بابا وجينا.
+
نظر حوله بتشوش يحاول التذكر..تتعاقب على عقله الصور لمشاهد متعاقبة له وهو يجلس ينظر على غنوة وبعدها قدوم عمه،علب من العصائر المغلقه من مصنعها ،عمه يعطيه علبه كى يشربها وبالفعل شربها كلها.
+
ثم وقوعه بأحضان تلك الفتاه إلى أن استفاق هنا.
+
فتح الباب ليرى رجال باجساد ضخمه تسد الباب من الخارج وقد دلف الطبيب لعنده بصعوبه بعدما تعركل بهم ينظر لهم بزهول.
+
ثم يحول نظره على المتواجدين بالغرفه ومن بعدهم المريض،يبتسم بوقار مردداَ:لا عال عال،حمد الله على السلامه ،بقينا زى الفل اهو..انت انكتبلك عمر جديد.
+
همهم والد لمى يحمد الله بينما سأل هارون بتعب:هو إيه الى حصل يا دكتور.
+
عدل الطبيب من وضع نظارته وقال: حالة تسمم،وقويه جدا كمان،احنا لحقناك على آخر لحظه.
+
اتسعت أعين لمى ووالدها بينما هو لم يتفاجئ كثيرا وقال:ومين الرجاله الى برا دى؟
+
لمى:دول بدى جارد ماجد جابهم من اول ما وصله الخبر..دول وصله هنا قبل ماهو نفسه يوصل.. بيقول أنك لازم تتأمن،انا مش فاهمه حاجه،هو فى ايه ،مين عايز يسممك وليه؟
+
اغمض هارون عينيه بتعب ورأسه غارقه فى الوساده الوثيره من خلفه ولم يكلف نفسه حتى عناء الرد عليها.
+
بينما ردد الطبيب: أنا بلغت النيابه زى ما قولت لمرات هارون بيه.
+
احتدت أعين والد لمى وكذلك هى تسأل ليردد والدها:نعم؟؟ مرات مين؟
+
اهتز ثبات الطبيب يعيد ضبط نظارته الطبيه وقال: كان فى واحده ،بنت،كانت مع هارون بيه، هى مش مراته؟!
+
فتح عينه بتفاجئ ولهفه يسأل بضربات قلب تعلوو وتعلو:شكلها إيه؟
+
جاوب الطبيب بتوتر يخفى ابتسامته المعجبه وهو يتذكر تفاصيلها:هى بنت كده فى أول العشرين وو..
+
صمت يتذكر اكثر شئ مميز:أأه عينيها مميزه كده.
+
سمح لدقات قلبه ان تعلو وتعلو وهو يعود برأسه للخلف يتنهد براحه كبيره.. فقد كانت هنا ..لم تتركه واستجابت لطلبه.
+
زادت وتيرة أنفاسه يتمنى.. يتمنى كثيرا لو لم يكن حلما وهو يسأل الطبيب:فضل هنا لحد امتى يا دكتور؟
+
الخامس من هنا